صورة وخبر
إخماد حريق فى أقدم كنيسة قبطية باستراليا
تقع السيدة العذراء ومارمينا الاثرية بحى سيدنهام / سيدنى أستراليا اشترى المهاجرون الأقباط المصريون كنيسة سانت ماري وكنيسة القديس مينا سيدينهام في عام 1968 بعد سنوات عديدة من الملكية الميثودية وقد كانت مهجورة منذ أن وفرت الحكومة موقع بديل للأقباط فى حي بيكسلي الذي يبعد كيلومترات قليلة عن الكنيسة الأثرية ضمن مشروع إفراغ المنطقة بالكامل من السكان لوقوعها تحت المهبط الثاني للطائرات لمطار سيدني الذي بدأ تشغيله منذ حوالي عقدين.و تم هدم جميع المنازل المخلاة من السكان، ماعدا هذه الكنيسة الأثرية، و تحويل المنطقة إلى حديقة عامة كبيرة قام أقباط سيدني بمحاولات حثيثة لإقناع مجلس بلدية ماريكفيل الذى تقع الكنيسة فى محيطه بتحويلها إلى أول متحف قبطي فى أستراليا. لكن باءت كل المحاولات بالفشل نتيجة مطالبة مجلس البلدية الأقباط بتوفير ما يزيد عن 2 مليون دولار اللازمة لترميم المبني المتهالك نتيجة عدم العناية به منذ إغلاقه وقد تعرضت كنيسة السيدة العذراء ومارمينا الاثرية بحى سيدنهام / سيدنى لاشتعال النار حوالى الثامنة واربعين دقيقة مساء اليوم الثلاثاء 2/5/2017م بتوقيت سيدنى فيما هرعت سيارات الحريق لاخمادها , هذا وقد توجة العديد من الشباب القبطى والاسر القريبة من موقع الكنيسة يتقدمهم القمص ميخائيل ميخائيل كاهن كاتدرائية السيدة العذراء ومارمينا والقس بيشوى بطرس للوقوف امامها لحين إخماد الحريق وقد صلى الكهنة صلاة الشكر بعد استقرار الامور ومما يذكر ان الكنيسة حالياً تابعة لمجلس مدينة ماركفيل والتى اتخذ قراراً بهدمها العام الماضى هذا وقد بدأ التحقيق لمعرفة الاسباب التى ادت الى اشتعال الحريق فى مبنى الكنيسة الخالى منذ عدة سنوات الحريق محدود فى جانب خلفى للكنيسة و تمت السيطرة عليه و منعه من الامتداد لباقى المبنى. . وقد أحاط البوليس احاط المنطقة كموقع جريمة للوصول إلى أسباب الحريق وكان يوما حزينا فى تاريخ أقباط المهجر عموما و أقباط أستراليا خصوصا اشتعال النيران وهذه الكنيسة اهم المواقع التى لها ذكريات فى قلوب العديد من اقباط استراليا فهناك من اعتمد ونشأ وتزوج فى هذه الكنيسة كما أتصل ايضاً نيافة الانبا انجيلوس الاسقف العام بايرلندا للإطمئنان فيما عبر نيافة الانبا سوريال أسقف ملبورن من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي مدى حزنه العميق لهذا الخبر فى الوقت الذى يستعد فيه اليوم للاحتفال بذكرى مرور خمسون عاماً على وصوله مع أسرته مهاجراً الى استراليا يوم ٣ مايو عام ١٩٦٧ حيث من المتوقع وصوله الكنيسة قادماً من ملبورن مساء اليوم لاستعادة الذكريات مع الأسر القبطية والتقاط الصور التذكارية والصلاة من اجل إختيار الصالح فى مستقبل الكنيسة .
قد علل الكاتب الصحفى أشرف حلمى إنقاذ العناية الإلهية أول واقدم كنيسة قبطية باستراليا من الهدم أثر اشتعال النيران بها ما هو إلا رسالة قوية الى مجلس مدينة ماركفيل بوقف قرار الهدم ورسالة إلهية ايضاً الى القيادات الكنسية القبطية ليس فقط فى استراليا بل فى العالم كى ما تتظافر الجهود فيما بيهم للعمل والتعاون المشترك ومساعدة أبناء الجالية القبطية باستراليا لعودة الكنيسة تحت رعاية وقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى مرة اخرى وعدم التفريط بها باى ثمن حيث تمثل الام الحقيقية لإيباراشيات وأديرة استراليا وإنقاذ ذكريات جميلة وتاريخ كنيسة واجيال نشأت وترعرعت بها .
وَمِما يذكر ان الكنيسة اتخذ قرار بهدمها من جانب مجلس مدينة ماركفيل منذ اكثر من عام بينما تصارع الهيئة القبطية الاسترالية للمحافظة على الاثار بالتعاون مع بعض المنظمات ودعم بعض من أبناء الجاليات القبطية والغير قبطية وذلك لاستعادة الكنيسة مرة اخرى ومازالت المفاوضات مستمرة مع المسئولين بالحكومة والمؤسسات الاسترالية بهدف إنشاء بعض المشروعات التى تخص الجالية القبطية حال موافقة الجهات الرسمية .
ويذكر التاريخ أنه فى يوم الخميس 22 اكتوبر 2015م سادت حالة من الحزن والأسى لدى شعب الكنيسة القبطية باستراليا عند سماعهم نبأ قرار هدم أول كنيسة قبطية هناك حيث يتعرض تاريخ وذكريات الكنيسة للدمار من جانب مجلس مدينة ماركفيل نوكان هناك إتفاق بين إيبارشية سيدنى والمجلس لتدبير الأموال اللازمة لإجراء الترميمات لتطويرها بتكلفة بمبلغ ٢,٣ ملايين دولار إضافة إلى إيجار رمزى يسدد لمجلس المدينة لمدة ٩٩ عاما لكي لا يصبح الدور العلوى متحفا قبطيا والأرضي يستخدم للإدارة والخدمات ولكن لم تفى الإيبارشية بهذه الإلتزامات ومما يذكر أن الجالية القبطية قامت بشراء أول كنسية لها بالقارة الاسترالية، باسم السيدة العذراء، ومارمينا بحى سيدنهام عام ١٩٦٨ في عهد المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس الذي قام برسامة أول كاهن قبطى يخدم باستراليا باسم القس مينا نعمة الله ونظراَ لوجود الكنيسة بجوار مطار سيدنى قام مجلس المدينة بداية الألفية الثانية بإخلاء المنطقة بسبب الضوضاء الشديدة الناتجة على هبوط وصعود الطائرات والتي تؤثر سلباَ على السكان بتعويض أصحاب المنازل، فيما عرضت على الكنيسة القبطية بديلاَ عبارة عن قطعة أرض كبيرة تحتوى على مدرسة صالحة لبناء كنيسة بجانبها بمنطقة بيكسلى هذا ومن جانبه عبر الأنبا سوريال أسقف ملبورن عن حزنه الشديد وأسفه لتعرض ذكريات الكنيسة القبطية التي بدأت منذ ٥٠ عاما للدمار حيث رسم شماسا في هذه الكنيسة عام ١٩٧٠ على يد المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات كما كان خادما للشباب وأطفال مدارس الأحد وخدمة المكتبة أيضا، حتى عام ١٩٩١ حيث غادر إلى القاهرة للرهبنة وقد أعرب عن أمله فى شعب إيبارشية سيدني بتوفير المبالغ اللازمة لاستعادة وإحياء ذكريات تاريخ الكنيسة القبطية باستراليا.
المصدر الأهرام الكندى : الثلاثاء 02/مايو/2017 م اشرف حلمي