Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 الناموس | شريعة | ناموس موسى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الوصايا العشرة
نوح /  الفُلْك
إِيلِيِّا النبي
الملك سُليمان الحكيم
يَعْقوب أب الآباء
إسحق | إِسْحاق
داود النبي والملك
إِبْرَاهِيمُ
إِشَعْياَءَ النبي
موسى النبي
إرْميا النبي
يونـــــان النبي
هابيل
ألِيشَع النبي
نعمان السرياني

 

 
الناموس | شريعة (ناموس موسى)
القطمارس
أولاً : يمكن دراسـة الجوانب المختلفة في ناموس موسى ، فى ما يلي :
(1) بعض أجزاء الناموس عبارة عن وصايا ، هي أوامر دائمة واجبة التنفيذ ، كما في الوصايا العشر (خر 02 : 1- 71) . وهناك أجزاء أخرى تتعلق بحالات معينة، وتبدأ دائماً بكلمة الشرط : "إذا" ( كما في خروج 21 ، 22 ) . فالأولى تقرر المبادئ الأساسية ( القوانين الجبرية أو المطلقة) . أما الثانية فتتعلق بالقوانين المرتبطة بالضمير والمجتمع ، والتى تنطبق على حالات معينة ( مثل القوانين الجنائية والمدنية ) .
(2) الاختلافات بين الشرائع المذكورة فى سفرالخروج، وتلك المذكورة فى سفر التثنية ، قد أثارت بعض المشكلات عند البعض . ولكن هذه الاختلافات بين الناموس الذي أعطاه الرب لموسى على جبل سيناء ، والناموس الذى ردده موسى على مسامع الشعب في سهول موآب بعد نحو أربعين سنة ، يجب أن تُفسر بتغير الظروف ، تبعاً لانتقال الشعب من الحياة البدوية البسيطة في الصحراء ، إلى الحياة الأكثر تعقيداً في أرض الموعد .
كما يلاحظ البعض ما يبدو اختلافاً بين النظرة إلى الناموس في الأناجيل الثلاثة الأولى ، والنظرة إليه في إنجيل يوحنا ، حيث نجد مثلاً فى إنجيل لوقا قول الرب للناموسي الذي قام يجربه : " افعل هذا فتحيا " ( لو 10 : 28 ) ، بينما نجد إنجيل يوحنا كله محبة ونعمة . ولكن هذا الاختلاف المزعوم يزول متى عرفنا أن الرب نفسه لخص الناموس كله في الوصيتين : " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك " ( تث 6 : 5 ، مت 22 : 27 ) ، " وتحب قريبك كنفسك " ( لا 19 : 18 ، مت 22 : 39 ) " وبهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء " ( مت 22 : 40 ) . ففي الأناجيل الثلاثة الأولى نجد التركيز على الجانب السلبي ، أما في إنجيل يوحنا فالتركيز على الجانب الإيجابى .
(3) واضح أن الناموس يشتمل على قوانين أدبية ، ومدنية ، وطقسية . فالوصايا العشر هي خلاصة القوانين الأدبية .
أما القوانين المدنية ، فهى تطبيق للقوانين الأدبية على مواقف معينة في الحياة ( كما في خروج 21 ، 22 ) .
أما القوانين الطقسية فترتبط بنظام الكهنوت والذبائح والعبادات ( خر 25 : 1 - 31 : 17 ، 35 - 40، وكل سفر اللاويين ، سفر العدد 1 : 1 – 10 : 10 ، 15 ، 17 - 19، 28 - 36 ) .

ثانياً : أهمية الوصايا العشر :
تشغل الوصايا الأدبية التي أعطاها الله لموسى على جبل سيناء ، مكانة بارزة في الكتاب المقدس ، كما يتضح من :
(1) إنها الجزء الوحيد من الناموس الذي كتبه الله بإصبعه ، فكانت أساس النظام الثيوقراطي لإسرائيل ( خر 24 : 12 ، 31 : 18 ، 32 : 15 و 16 ، تث 5 : 22 ، 9 : 10 و 11 ) .
(2) إنها الجزء الوحيد من الناموس الذي وضع في تابوت العهد ، وكانت تمثل أساس العهد بين الله وإسرائيل ( تث 10: 1 - 5 ، 1 مل 8 : 9 ).
(3) من المرجح أن هذا الجزء من الناموس هو الذي كان يشيد به قديسو العهد القديم ، كما يقول المرنــــــــم : " لكن في ناموس الرب مسرته ، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً " ( مز 1 : 2 ، ارجع أيضاً إلى مز 119 ) .
(4) من المرجح أيضاً أنها هي ما كان يشير إليه الأنبياء في كلامهم عن الناموس ، الذي سيكتبه الرب على قلوب شعبه عندما يقطع معهم عهداً جديداً ( إرميا 31 : 31 - 34 ، حز 11 : 19 و 20 ، 36 : 25 - 27 ، 37 : 24 - 28 ) .
(5) في الإشارة إلى الناموس في العهد الجديد ، كثيراً ما نجد أن المقصود به هو الوصايا العشر، جوهر الناموس (مت 19 : 16-20 ، لو 10: 25-28، رو 2:17 - 23 ، 7 : 7 ، 13 : 9 و 10 ، 1 تي 1 : 7 -10).
(6) إنها ما يصفه الرسول بولس بالقول : الوصية مقدسة وعادلة وصالحة (رو 7 : 12)، والناموس روحـــي (رو 7:14)، فهو الذي يكشف للإنسان الخطية (رو 7:7) .
(7) كانت الوصايا العشر هي لب موضوع حديث الرب يسوع فى الموعظة على الجبل ( مت 5 : 21 - 48 ، ارجع أيضاً إلى روميه 13 : 9 و 10) .

ثالثاً : الناموس في تاريخ الشعب القديم :
تتضح لنا أهمية ناموس موسى فى تاريخ بنى إسرائيل من :
(1) الإشارات العديدة إليه في سفر يشوع ، أي في الجيل التالي لعصر موسى ( يش 1 : 13 - 18 ، 4 : 10 ، 8 : 30 - 35 ، 11 : 12 و 15 و 20 و 23 ، 14 : 1 - 14 ، 17 : 4 ، 20 : 2 ، 21 : 2 و 8 ، 22 : 2 و 4 و 5و 9 ، 23 : 6 ) .
(2) الإشارات إلى أهمية الطاعة لوصايا الرب في مواقف عديدة ( 1 مل 2 : 1 - 3، 22 : 11 - 13 ، 28 : 8 و 9 ، 29 : 19 ) .
(3) الإشارة إلى تنفيذ الوصايا في كثير من الأوقــات ( 2 مل 14 : 6 مع تث 24 : 16 ) ، ( 1 أخ 15: 15 مع عدد 4 : 1 - 15 ، 7 : 9 ) ، ( 1 أخ 23 : 13 مع خر 28 : 1 ، 29 : 33 - 37 و 44، 30 : 6 - 10 ، عد 6 : 23 - 27 ، 18 : 3 - 8 ) ، ( 2 أح 8 : 13 مع خر 23 : 14 - 17 ، لا 23 : 37 ) ، ( 2 أخ 23 : 18 مع عد 28 : 1 - 31 ) ، ( 2 أخ 24 : 6 - 9 مع خـر 30 : 12 -14) ، ( 2 أخ 30 : 16 - 20 مع عد 9 : 1 - 14 ) ، ( عز 3 : 1 -4 مع عد 29 : 16 ، تث 12 : 5 - 7 ) ، ( عز 6 : 18 - 22 مع عد 3 : 6 - 13 ، 8 : 6 - 19 ) ، ( عز 9 : 11 و 12 مع لا 18 : 24 - 30 ، تث 7 : 3 ) ، ( نح 13 : 1 - 3 مع تث 23 : 3 - 5 ) .
(4) توقيــع العقوبات المنصوص عليها في النامــــوس ( 2 مل 18 : 11 و 12 مع تث 28 : 15 - 68) ، ( نح 1 : 7 - 9 مع تث 30 : 1 - 6 ) ، ( نح 9 : 13 - 38 ، دانيال 9 : 11 - 13 مع تث 32 : 15 - 43 ) .
(5) في كل تاريخ العهد القديم ، ينسب الناموس إلى موسى ( يش 1 : 7 ، 22 : 5 ، 23 : 6 ، قض 3 : 4 ، 1 مل 2 : 3 ، 2 مل 18 : 6 و 12 ، 2 أخ 8 : 13، 34 : 14 ، عز 6 : 18 ، 7 : 6 و 10 ، نح 1 : 7 و 8 ، 9 : 14 ، ملا 4 : 4 ) .
(6) ينسب حفظ بني إسرائيل للسبت والعبادة في الخيمة إلى عصر موسى ( 1 أخ 21 : 29 ، 2 أخ 1 : 3، نح 9 : 14 ) .
(7) يقال عن الأنبياء ، إن الرب أشهد " على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الأنبياء " ليحفظـــــــوا وصايـــاه " حسب كل الشريعة التى أوصيت بها آباءكم ، والتي أرسلتها إليكم عن يد عبيدي الأنبياء " ( 2 مل 17 : 13 و 23 ، دانيال 9 : 10 - 14 ) .

رابعاً : الناموس يهيئ الطريق إلى المسيح :
إن أي قارئ للعهد القديم يمكنه أن يدرك أن الناموس لم يكن غاية في ذاته ، فالناموس - متي فهم جيداً - كان يهيئ الطريق لبشارة العهد الجديد ، كما يتضح مما يلي :
(1) يتضمن الناموس إشارات إلى أنه لا يمكن تنفيذه إلا بحدوث تغيير جذري في طبيعة الإنسان (تث 10 : 16، 30: 6، ارجع أيضاً إلى إرميا 6 : 10 ، 9 : 25 و 26 ) .
(2) يؤكد تاريخ العهد القديم ونبواته أن الطاعة لله أهم جداً من حفظ الطقوس والفرائض (1 صم 15 : 21 - 23، مز 40 : 6 - 8 ، إش 1 : 11 - 17 ، هو 6 : 6 ) .
(3) كان الاعتراف بعجز الإنسان عن تنفيذ الناموس ، يتردد في صلوات رجال الله في العهد القديم ( نح 9 : 13 - 38 ، مز 51 : 1 - 9 ، دانيال 9 : 4 - 11 ) .
(4) ظهر سوء فهم الإنسان لحفظ الناموس ، حتى ندد الأنبياء بعقم الممارسات السطحية ، وشددوا على الطاعة القلبية ( إش 1 : 11 - 17 ، إرميا 7 : 21 - 28 ، عا 5 : 21 - 24 ، ميخا 6 : 6 - 8 ) .
(5) عجز الناموس عن التبرير واضح في مثال إبراهيم ( تك 15 : 6 مع رو 4 : 1 - 25 ، غل 3 : 9- 29 ) ، وفي تأكيد داود مز 32 : 1و2 ) ، وفي أقوال الأنبياء ورموزهم ( إش 53 : 11 و 12 ، 60 : 21، 62 : 1 و 2، إرميا 33 : 15 و 16 ، حب 2 : 4 ، زك 3 : 1 - 10) . وهكذا كان " الإنجيل " سابقاً لإعطاء الناموس ( غل 3 : 6 - 18 ) .

(6) بناء على ذلك كان الأنبياء يتطلعون إلى الوقت الذي سيكتب فيه الله الناموس على القلوب المتجددة ، وليس على ألواح حجرية (إرميا 31 : 31 و 33 ، حز 11: 19 و 20 ، 36 : 24 ) .
(7) كان انتظار الأنبياء من الشمول والاتساع بالارتباط بمجيء المسيا ، حتى إنهم أنبأوا بتغيير كامل في العبادة ، فبمجيء المسيا سيعاد بناء الهيكل في أورشليــم ( حز 04 : 84 ) ، حيث سيشترك الأمم في العبادة وتقديم ذباذح الحمد ( إش 2 : 1 - 4 ، 56 : 3 - 8 ، زك 6 : 13 و 15 ، ملا 1 : 11 ، ارجع أيضاً إلى رو 15 : 9 - 12، أف 2 : 11 - 22 ) . وإذ سطع هذا الرجاء المجيد أمام الأنبياء ، نجدهم يتنبأون عن خروج الشريعة من أورشليم ، فى إشارة إلى انتشار رسالة الإنجيل فى كل العالم كما أوصى الرب المقام تلاميذه ( إش 2 : 3 ، 51 : 4 و 5 مع لوقا 24 : 47 ، أع 1 : 8 ، 13 : 46 - 48 ، رو 10 : 18 ) .
وهكذا نرى أن الناموس " كان مؤدبنا إلى المســــــيح " ( غل 3 : 19 - 25 ) .

خامساً : المسيح وناموس موسى :
يمكن إيجاز علاقة المسيح بناموس موسى فى الآتي :
(1) لقد وُلد المسيح " تحت الناموس " ( غل 4 : 4 ) ، وكلمة " تحت " هنا تشير إلى أنه كان خاضعاً لطقوس الناموس ( لو 2 : 21 - 27 ) ، وأنه مارس هذه الطقوس ( مر 1 : 21 ، 14 : 12 ) ، وأوصى آخرين بحفظها ( لو 5 : 14 ، 17 : 14 ) ، فقط ظلت هذه الطقوس ملزمة ، حتى الصليب (مت 27 : 51 ) إذ فى الصليب " محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا ، وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب " ( كو 2 : 14 ) .
(2) خلَّص الرب يسوع المسيح مفاهيم الناموس الأدبي مما أحاطها به معلمو اليهود من تقاليد (مت 5 : 72 - 84 ) . كما خَّلص الناموس الطقسي منها أيضاً ( مت 15 : 1 - 11 ) ، وكان ذلك موافقاً للنبوات عنه ( ملا 3 : 1 - 4 ) .
(3) أكد المسيح أن الله هو الذي أعطى الناموس ( مت 5 : 18 ، لو 16 : 17 ) ، فقد وضعه على نفس مستوى كلامه ( يو 5 : 45 - 47 ) ، لأن الناموس يتنبأ عنه ( لو 24 : 27 و 44 ، يو 5 : 45 و 46 ) .
(4) لخص المسيح الناموس في المحبة لله والمحبة للقريب ( مت 7 : 12 ، 22 : 34 - 40 ، مرقس 2 : 28 - 34 ، لو 10 : 25 - 37 ) .
(5) كان هو الوحيد الذي تمم الناموس ، بالخضوع لطقوسه كما سبق القول ( لو 2 : 21 - 27 ) ، كما خضع لأحكامه بإطاعة القانون الروماني ( مت 17 : 24 - 27 ، 22 : 17 - 42 ) ، وأطاع الناموس الأدبي تماماً بتنفيذ كل وصايا الله . وبهذه الطاعة صار " البر الكامل الأبدى " لكل من يؤمن به ( دانيال 9 : 24 ، مت 3 : 15 ، رو 10: 3 و 4 ، 2 كو 5 : 21 ، غل 4 : 4 و 5 ) .
(6) أبطل الناموس الطقسي ، فموت المسيح على الصليب أبطل كل الطقوس ( مت 27 : 51)، وكان من قبل قد أوضح بساطة العبادة في عصر الإنجيل ( مر 7 : 15 و 19 ، لو 11 : 4 ، يو 4 : 23، 24 و ارجع أيضاً إلى أع 10: 15 ، 11 : 9 ، رو 14 : 1 - 12 ، كو 2 : 16 ، عب 13 : 9 - 16 ) .

سادساً : الناموس والإنجيل :

لقد كانت العلاقة بين الناموس والإنجيل مثار سوء فهم منذ العصر الرسولى إلى اليوم ، ولذلك يجدر بنا أن نستعرض بعض جوانب هذه العلاقة فى ضوء إعلان الله الكامل في كلمته المقدسة:
(1) إن الناموس الذي أُعطي فى سيناء ، لم يغير وعد النعمة الذي أعطاه الله لإبراهيم ( تك 12 : 3 ، 18 : 18 و 19 ، 22 : 18 ، 26 : 4 و 5 ، أع 3 : 25 و 26 ، رو 4 : 11 - 18 ، غل 3 : 5 - 9 و 16 - 18 ) ، فالناموس أُعطى لكى يُظهر شناعة خطية الإنسان ضد نعمة الله ( رو 7 : 7 - 14 ، غل 3 : 19 - 25 ) ، ويجب أن نذكر على الدوام أن إبراهيم وموسى وكل قديسي العهد القديم قد خلصوا بالإيمان وحده ( عب 11 : 1 - 40 ) ، لأنه إن كان بالناموس بر ، فالمسيح إذاً مات بلا سبب " ( غل 2 : 21 ) .
(2) إن الناموس في جوهره كتب على قلب الإنسان منذ البداية لإنارة ضميره ( رو 2 : 14 ) ، أما الإنجيل فلم يُعلن للإنسان إلا بعد السقوط ( تك 3 : 15 ، يو 3 : 16 ، رو 16 : 25 و 26 ، أف 3 : 3 - 9 ). فالناموس يقود إلى المسيح المخلص . أما الإنجيل فهو البشارة التى تمنح الخلاص بناء على عمل المسيح الكامل (غل 3 : 19 - 25).
(3) يحكم الناموس على الإنسان بأنه خاطئ على أساس عصيانه ( رو 3 : 19 و 20 ، 5 : 20 ) . أما الإنجيل فيعلن تبرير الإنسان على أساس الإيمان بالرب يسوع المسيح (إش 45 : 24 و 25 ، 54 : 17 ، إرميا 23 : 6 و 33 : 16 ، رو 3 : 22 - 28 ، 4 : 3- 8 و22- 24 ، 5 : 19 و 1 كو 1 : 30 ، 2 كو 5 : 21 ، في 3 : 9) .
(4) الناموس يَعد بالحياة على أساس الطاعة الكاملة ( لا 18 : 5، لو 10 : 28، رو 10 : 5 ، غل 3 : 10 و 12 ، يع 2 : 10 ) ، وهو مطلب مستحيل بالنسبة للإنسان ( أع 13 : 39 ، رو 3 : 20 ، غل 2 : 16 ) ، أما الإنجيل فيعد بالحياة على أساس الإيمان بالرب يسوع المسيح الذي أطاع حتى الموت ( إش 53 : 10 - 12 ، دانيال 9 : 24 ، رو 5 : 18 و 19 ، في 2 : 8 ، تي 3 : 4 - 7 ، رؤ 7 : 9 - 17 ) .
(5) الناموس خدمة موت ( رو 7 : 11 ، 2 كو 3 : 6 - 9 ، عب 12 : 18 - 21 ) ، أما الإنجيل فهو خدمة حياة ( يو 10 :10 و 28 ، 17 : 2 و 3 ،20 : 31 ، رو 5 : 21 ، 6 : 23 ، 1 يو 5 : 11 - 31 و 20 ) .
(6) الناموس يضع الإنسان تحت عبودية ( أع 15 : 10 ، رو 8 : 15 ، غل 4 : 1 - 7 و 9-11 و 21 - 31 ) ، أما الإنجيل فيحرر المؤمن بالمسيح ( يو 8 : 36 ، 2 كو 3 : 17 ، غل 2 : 4 ، 3 : 23 - 26 ، 5 : 1 و 13 )
(7) كتب الناموس على ألواح حجرية ( خر 24 : 12، 34 : 1 و 4 و 28 ) ، أما الإنجيل فيكتب وصايا الله على قلب المؤمن ( إرميا 31 : 31 و 33 ، حز 11 : 19 و 20، 36 : 24 - 27 ، رو 7 : 6 ، 8 : 1 - 10 ، 10 : 16 ) .
(8) يضع الناموس أمام الإنسان المعيار الكامل للسلوك ، ولكن لا يمده بالوسيلة التى تمكنه من بلـــوغ ذلك ( رو 7 : 21 - 25 ) ، أما الإنجيل فيزود المؤمن بالوسيلة التى بها يستطيع أن يتمم ذلك ( مت 5 : 20 ، رو 8 : 1 - 4 ، 10 : 3 - 10 ، غل 2 : 21، في 3 : 9 ) .
(9) الناموس يضع الإنسان تحت غضب الله ( رو 2 : 1 - 29 ، 3 : 19 ، 4 : 15 ) ، أما الإنجيل فيخلص المؤمن من غضب الله ( 1 تس 1 : 10 ، 5 : 10 ، أف 2 : 3 - 6 ) .

سابعاً : المسيحى وناموس موسى :

ما هى العلاقة الصحيحـــة بين المسيحي وناموس موسى ؟ لقد ثار حول هذا السؤال جدل لا نهاية له ، فما تقول به جماعة ترفضه جماعة أخرى ، دون الوصول إلى حل قاطع ، وذلك للخلط بين جميع أقسام الناموس ، بلا تمييز بين الأدبى والمدني والطقسي . ولكن التمييز بين هذه الأقسام الثلاثة يساعد على حل المشكلة :
(أ) الناموس الأدبى :
يمكن تلخيص موقف المسيحي من هذا الجزء من الناموس في الآتى :
1 - لا يستطيع أحد أن يخلص بحفظ الوصـــايا العشر ، فهذه حقيقة يعلِّم بها العهد الجديد بكــــل وضوح ( أع 13 : 39 ، رو 3 : 20 ، غل 2 : 16 ) .
2 - هذه الوصايا مازالت قائمة لأنها تكشف للمؤمن طبيعة الخطية وشوكتها ، وهو ما يعـلِّمه لنا الرسول بولس ( رو 3 : 20 ، 5 : 20 ، 7 : 7 و غل 3 : 19 ) .
3 - لأن الناموس " مقدس " ( رو 7 : 12 ) ، فهو مصدر للذة الروحية لأبناء الله الآن كما كان لقديسي العهد القديم ، كما يقول المرنم : " كم أحببت شريعتك ! اليوم كله هي لهجي " ( مز 119 : 97 ) .
(4) إنها منهج للسلوك المسيحي ( مت 5 : 21 - 48 ، رو 7 : 7 ، 13 : 9 ، لو 8 : 1 - 6 ، 10 : 14 - 22 ، أف 5 : 3 - 5 و 6 : 1 - 3 ) ، وذلك فيما عدا الوصية الخاصة بيوم السبت التى لا تذكر أبداً فى رسائل العهد الجديد.
ولا يستطيع المؤمن أن يحقق مشيئة الله - المعلنة فى هذه الوصايا - إلا بعمــل الروح القدس فيه ( رو 8 : 3 و 4 ) .
(ب) الناموس المدنى ( الأحكام ) :
لا شك في أن المسيحي لم يعد مقيداً بالقوانين المدنية التي أعطيت لبني إسرائيل ، مثل القوانين المتعلقة بالطعام والشراب ( لا 11 : 1 - 47 ، تث 14 : 1 - 21 مع أعمال 10 : 10 - 15 ، 1 كو 8 : 1 - 13، 10 : 25 - 31 ، كو 2 : 16 - 23 ، 1 تي 4 : 3 و 4 ) . وقد كان موضوع خضوع المسيحيين للناموس هو الموضوع الذي انعقد لأجله أول مجمع رسولي في أورشليم ، وكان قرار الرسل والمشايخ هو : " قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر ، غير هذه الزمور الواجبة : أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا " ( أع 15 : 28 و 29 ) .
ولكن من الواضح أيضاً أن على المؤمن أن يخضع للقوانين التى تضعها الدولة ، فيما لا يتعارض مع الخضوع لله (رو 13 : 1 - 7 ، 1بط 2 : 13 - 21) ، لأنه " ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس " ( أع 5 : 29 ) .
ولا شك فى أن للمؤمن - في كلمة الله - كل ما يلزم لإرشاده للحياة والتقوى ولكل عمل صالح ( 2 بط 1 : 3 ، أع 20 : 32 و 2 تي 3 : 16 و 17 ) .
(جـ) الناموس الطقسي :
نجد في كلمة الله في العهد الجديد ، حقائق واضحة بهذا الخصوص : -
1 - لم يعد للذبائح والفرائض والطقوس مكان بعد موت المسيح وقيامته ، إذ أنها كانت رموزاً وظلالاً لهذه الحقيقة العظمى ( مت 27 : 51 ، رو 7 : 4، غل 5 : 1 - 12 ، كو 2 : 16 - 23 ، عب 9 : 9 - 12 و23 - 28 ، 10 : 8 - 18 ) .
2 - على المؤمن ألا يتجاهل المعاني الرمزية والروحية لهذه الذبائح فهو يعرف الآن جيداً أن خروف الفصح - مثلاً ـ كان رمزاً للرب يسوع المسيح " حمل الله الذي يرفع خطية العالم " ( يو 1 : 29 ، 1 كو 5 : 7 ) ، وأن كل مؤمن هو كاهن ( 1 بط 2 : 5 و 9 ، رؤ 1 : 6 ) ، يقدم ذبائح روحية " مقبولة عند الله " ( رو 21 : 1 ، في 4 : 18 ، عب 13 : 15 و 16 ) .
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

الناموس | شريعة (ناموس موسى)


ناموس موسى ← اللغة العبرية: נמוס -
اسم يوناني الأصل معناه "شريعة أو قانون".נמוס

(1) الناموس الطبيعي:
يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو 2: 14). أي الناموس الطبيعي المكتوب على الضمير، وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإرادة الله المعلنة " لكل خلائقه ". لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس (ناموس موسى) متي فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم، الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم، شاهدًا أيضًا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 14 و15).
(2) الناموس الخطية | ناموس الذهن:
ناموس الخطية، أي الطبيعة العتيقة الساقطة في الإنسان (رو 7: 14 - 34)، أي ناموس الذهن الذي يسبي الإنسان إلى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو 7: 23).
(3) ناموس موسى:
وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقول المدنية والاجتماعية والأدبية والطقسية (مت 5: 17 ويو 1: 17 ورو 10: 1-18 واف 2: 15). وسميت شريعة موسى ناموسًا لان فيها صفات الناموس، أي أنها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الأيام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها أمرًا ضروريًا والخروج عنها أمرًا مخالفًا لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي أعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك 9: 6) والزانية (تك 38: 24) وزواج الأخ من أرملة أخيه (تك 38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك 8: 20) وحفظ السبت يومًا للرب (تك 2: 3).
وقد جاء الناموس من الله على يد موسى. ومع ان لفظة الناموس، لوحدها، تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله (يو 12: 34 و1 كو 14: 21) فانها ترمز إلى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش 1: 8 ونح 8: 2 و3 و14). وهي ليست شريعة موسى إلا بالاسم، لأنها من عند الله، ومن وضع الله. إنما سلمت إلى البشر عن طريق موسى في سيناء (خر 20: 19-22 ويش 24: 26 ومت 15: 4 ويو 1: 17 و2 كو 3: 3). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد كتبت في كتاب (يش 1: 7 و8). وحوت الشريعة الموجودة في الخروج واللاويين والعدد والتثنية (قابل مر 12: 26 مع خر 3: 6 ومر 7: 22 و23 مع لا 12: 2 و3 ومت 8: 4 مع لا 14: 3 ومت 19: 8 و22: 24: 1 و25: 5).
وفي الحقل الأدبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و24: 12 و31: 18 و32: 15 و16). وقد كسر موسى اللوحين لما غضب على الشعب لأنه خالف الوصايا ثم أعاد نحتها من جديد (خر 32: 19 و34: 4 و28). وقد حافظ اليهود على اللوحين ووضعوهما في تابوت العهد في قد س الأقداس (خر 40: 20 وعب 9: 4). وفي هذه الوصايا استمر تلخيص الخلق النثالي الذي يجب أن يتمثل به البشر على مختلف العصور وفي مختلف الأماكن.
أما الناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى إلى أتباعها في التقرب إلى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء أيضًا. وتليت على أسماع الشعب كله، لأنها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والأعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. وموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عامًا من وضعها، أمام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف إلى حد بعد. ذلك أن مجيء المسيح ألغى العشائر، لان العشائر لم توضع الا اشارة لمجيئه (رو 6: 14 و15 و7: 4 و6 وغل 3: 13 و24 و25 و5: 18). لقد وضع يسوع عهدًا جديدًا بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و8). ولذلك اوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الامم (اع 15: 23-29).
وفي ميدان المدني أو الاجتماعي للناموس فقد افرز بنو إسرائيل عن جميع الشعوب المجاورة لهم. وكان يقوم على أن الله هو الملك، والشعب هو شعبه المختار والرعية له. وعلى هذا الأساس حسبت الأراضي ملكًا ليهوه (لا 25: 23) واعتبر الشعب نزيلًا عنده، وعليه أن يدفع العشور ثمن إقامته (لا 27: 30 وتث 26: 1-10). بل أن الشعب نفسه حسب ملكًا ليهوه. لذلك اعتبرت أبكارهم وبهائمهم للرب، وعليهم ان يعدوها (خر 30: 11و 16) وان يعتقلوا عبيدهم، إذ كان عبيدهم من اليهود، لأنهم يكونون بذلك ملك الله أيضًا. وكان العتق يتم في سنة اليوبيل (لا 25: 39-46).
(4) ناموس العهد القديم:
تستخدم أحيانًا كلمة ناموس -في العهد الجديد- للدلالة على كل أسفار العهد القديم (يو 1: 24، يو 12: 34، 15: 25، 1 كو 14: 34).
(5) ناموس النعمة:
أو ناموس المسيح (1 كو 9:21)، أو ناموس البر (رو 9: 31)، أو " الناموس الكامل ناموس الحرية" (يع 1: 25، 2: 12) وهو يشمل تعاليم ووصايا النعمة الموجهة الآن لأولاد الله المفديين. ويجب أن نعي تمامًا أن المؤمن الآن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة (رو 6: 15)، فقد منحته النعمة كل ما يلزم لخلاصه (يو 1: 16 و17، 19: 30، رو 5: 1 و2، 8: 1 و2، كو 2: 9 - 15). وليس معنى هذا أن المؤمن أصبح بلا ناموس (1 كو 9: 2 و21)، بل معناه أن المؤمن المفدي بالنعمة، عليه واجب، بل بالحري امتياز عدم إتيان أي شيء لا يرضي الرب، بل أصبح من امتيازه ومسرته أن يعمل كل ما يرضيه على أساس إبداء اعترافه التلقائي بفضل الله عليه، بمنحه الحياة الأبدية في نعمته الغنية (أف 1: 6 و7 ، 2: 4 و5).
***********
المراجع
(1) موقع الأنبا تكلا
(2) القطمارس

This site was last updated 04/07/14