Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 قرية عين كارم أو قرية عين الكرم التى ولد فيها يوحنا المعمدان

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنيسة يوحنا المعمدان بعين كارم
كنيسة الزيارة
كنيسة يوحنا المعمدان الأرثوذكسية

 الرحلة إلى الأراضى المقدسة وأورشليم  (القدس) Jerusalem

فَرية عين كارم EIN KEREM
تذكر التقاليد المسيحية أن مدينة عين كارم (إحدى مدن سبط يهوذا) هى مسقط رأس يوحنا المعمدان وهى القرية التى بها بيتين لأبيه زكريا الكاهن  أحدهما فى السهل أسفل  الجبل تحول إلى كنيسة  تابعة للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والأخرى أعلى الجبل تابعة للكنيسة اللاتينية الكاثوليكية

الخريطة الجانبية :

ويرى بعض العلماء أن إسم عين كارم إسم أتى من أسم "عين جبل الكرمة" أو «عين العنب»

 

لا يذكر إنجيل القديس لوقا اسم «البلدة» فى سياق أحداث ولادة يوحنا المعمدان ولكن تقليدا قديما يوافق الحفريات الأثرية ويطابقها مع عين كارم (والتي تبعد عن الناصرة ١٥٠ كم) على شئ واحد أن المكان هو مكان ولادة يوحنا المعمدان حيث يقوم اليوم مزاران: «كنيسة الزيارة» أو «تعظم نفسي الرب» وكنيسة «القديس يوحنا المعمدان».

وما يعزز الإعتقاد بأن قرية عين كارم هى مسقط رأس يوحنا المعمدان هو لفظ إنجيلي جغرافي. فنص لوقا «ومضت إلى المنطقة الجبلية» والتي تترجمها نسخة هيرونيموس (Volgata) بكلمة جبل لتعني تلك المنطقة المعينة القريبة والمحيطة بالقدس والتي يسمونها «الجبلية».

ويشير العديد من الآثار المكتشفة هناك إلى أن هذا الموقع كانت مسكونة من الناس منذ الألف الثاني قبل الميلاد وتشير مكتشفات أخرى ترجح نشأة هذه البلدة فى العصر البرونزى

قرية عين كارم تابعة لبلدية القدس الغربية الإسرائيلية وكانت هناك طريق مرصوفة بالحجارة تربطها بالطريق العام الذي يصل القدس بيافا, والذي يمر على بعد ثلاثة كيلومترات شمالي القرية. . , وورد فى السجلات العثمانية أن عين كارم كانت في سنة 1596 قرية في ناحية القدس (لواء القدس), وعدد سكانها 160 نسمة. كما كانت عين كارم كبرى قرى قضاء القدس وكان عدد سكانها عام 1945 2510 من المسلمين و670 من المسيحيين.

وذكر الرحالة البريطاني جيمس بكنغهام في أوائل القرن التاسع عشر: أن ثمة مسيحيين في قرية عين كارم  وأن شجر الزيتون يكثر في الأودية المتاخمة لها. وأشار غيره من الرحالة, في وقت لاحق من ذلك القرن , إلى وجود كنيسة مار يوحنا الفرنسيسكانية ضمن دير في الجهة الشرقية، ودير آخر (راهبات صهيون) وكنيسة حديثة البناء. ويشير كتاب (مسح فلسطين الغربية) إلى أن مأوى روسياً كان في بداية البناء سنة 1882، في أقصى غربي القرية, وإلى أن الفرنسيسكان أنشؤوا مدرسة للبٍنين, وأن راهبات صهيون يشرفن على مدرسة ودار أيتام للبنات.

أهم المزارات السياحية المسيحية فى قرية عين كارم

وبقرية عين كارم اليوم سبعة من الأديرة والكنائس ، وبها كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية تقع في وسط بلدة عين كارم وقد كانت كنيسة الرعية قبل عام 48 ثم أغلقت بعدها لعدة سنين في ظروف صعبة

 فضلا عن مقبرة للمسيحيين مجاورة للدير الروسي ،  وأخرى للمسلمين

وفي القرية عدة كنائس وأديرة, أبرزها كنيسة يوحنا المعمدان (وتسمى أيضا كنيسة مار يوحنا), التي شيدت فوق الكهف الذي ولد فيه. كما يوجد بها دير الفرنسيسكان , وكنيسة الزيارة, ودير مار زكريا, وكنيسة راهبات صهيون والقبور التابعة للكنيسة.

كما يوجد نبع يسمى عين مريم  ويذكر التقليد المسيحي أنه في هذا المكان لقاء العذراء بأليصابات فتفجر هذا الينوبع وقد دعيت العين منذ القرن الخامس عشر باسم «نبع العذراء» ولكن للأسف تحول إلى مسجد حديث البناء له مئذنة, سمي المسجد العمري على أسم عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين وهو مسجد لا يصلى فيه أحد ومما يذكر أن مياة النبع تلوثت بالمجارى بعد إنشاء مستشفى وإستعمال الديناميت فى تحطيم الصخور قبل إنشائها والصورة الجانبية للنبع الملوث بالمجارى حيث يلاحظ وجود العفن الأسود والروائح الكرهة صادرة من مياه النبع

 وكان عدد سكانها قبل حرب ١٩٤٨ - ٣٠٠٠ نسمة جميعهم عرب ومن بينهم ٣٠٠ مسيحي. أما اليوم فجميع سكانها تقريبا يهود.

وكانت السيدة العذراء تسكن فى الناصرة (بالعبرية: נָצְרַת)  تقع اليوم في لواء الشمال الإسرائيلي في منطقة الجليل وتبعد عن القدس حوالي 105 كم وذهبت إلى قرية عين كارم التى تقع على مسافة ٨ كم غربى  القدس حيث كانت أليصابات فى شهور حملها ألأخيرة لتخدمها أى أنها سافرت لأكثر من 100 كم تقريبا لأجل الخدمة , وقرية عين مسقط رأس يوحنا المعمدان لم يأت ذكرها فى الكتاب المقدس صراحة  ولكن التقليد وعلم ألاثار يشير إلى أنها مسقط رأس يوحنا المعمدان كما مكان القرية خلال توزيع يشوع للأراضي على الأسباط المختلفة بعد احتلال يشوع الأرض (يشوع ١٥، ٥٩) وقعت «كارم» من نصيب يهوذا

ترمز إليصابات العاقر إلى الإنسانية القديمة في علاقتها بالإنسانية الجديدة التي ترمز إليها مريم. لعلاقة العهد القديم بالجديد فالعهد الجديد هو الذي يعطي القديم كل معناه. من معمودية التوبة إلى  معمودية الروح القدس ، ودار اللقاء بينهما إلى تسبيح وشكران وتسليم الذات لعمل الله الخلاصي.هكذا تستبق زيارة العذراء لاليصابات زيارة ابن الإله المتجسّد فيها ليزور أرضا بعيده ويجدّد خلقنا بسّر ميلاده المخلّص ، تجتاز مريم مسافة طويلة من الناصرة إلى عين كارم في جبل يهوذا، حاملةًً يسوع إلى كل مكان كي يحصل به الخلاص لكل إنسان ، ويفتخر سكان القرية بأن السيد المسيح والسيدة مريم العذراء زارا عين كارم مرات عدة.

 

**********************************
المراجع
(1) القدس - بمناسبة مرور ألفى عام على ميلاد السيد المسيح - إعداد راهب من برية شيهيت - الطبعة الأولى سنة 1998م مطابع كونكورد -رقم الإيداع 14551 / 98
(2) ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - ويكيبيديا - Wikipedia
(3) أطلس مسيرة بشرى الخلاص - الأستاذ الشماس : عدلى أسكندر - سيدنى أستراليا - الطبعة الأولى 1966 - دار يوسف كمال للطباعة بمصر
(4) القدس وبيت لحم - دراسة جغرافية وتاريخية واثرية مدعمة بالرسوم والصور - بمناسبة قرب بدء الإحتفالات والألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح - بقلم دياكون د/ ميخائيل مكس إسكندر - مراجعة وتقديم نيتفة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى - طبع بشركة تريكرومى للطباعة رقم أفيداع بدار الكتب 8884/ 19
(5)  Bethlehem Franciscan Printing Press - By Maria Teresa Petrozzi - translated by Godfrey Kloetzly ofm and M. T. Petrozzi - Jerusalem 2000
(6) The Holy Land - Palphot. Ltd P.O Box 2, Israel 46100

ان انطلاقة مريم من الناصرة إلى عين كارم "قامت وذهبت مسرعة" هي جوابها على دعوة الرب لها. إنطلقت مريم حالاً واثقة بكلام الرب لها لتقف أمام حقيقة علامة الله. إذ أعطى الملاك علامة حسيّة إلى مريم دون أن تتطلبها هي :"وها ان نسبيتكِ أليصابات قد حبلت هي أيضاً بابنٍ في شيخوختها" (لو1/36).

إنطلقت بإيمان وفرح وبإستعداد داخلي عميق. فتحيّة مريم لأليصابات تعني أن مريم هي حاملة السلام وناقلته، هي التي أضحت حاملة النعمة وأنبأت بحضور الله، وبحضورها ملأ الروح القدس يوحنا المعمدان وأمه.
في هذا اللقاء يجعلنا الإنجيلي لوقا شهوداً مندهشين لفيضٍ ثلاتيٍ من الفرح، لفيضٍ ثلاثئٍ من الروح القدس على اليصابات، وعلى يوحنا المعمدان وعلى مريم.
لذلك ترمز مبادرة مريم بزيارتها لإليصابات إلى تابوت العهد الذي نُقل إلى أورشليم على يد الملك داود، فيجعل الإنجيلي في فم أليصابات الكلمات عينها التي تلّفظ بها الملك داود:"وخاف داود من الرب في ذلك اليوم وقال:"كيف ينزلُ تابوت الرب عندي؟"(2صم6/9).
ويشبه إرتكاضُ الجنين يوحنا في حشا أمه وابتهاجُ وصراخُ إليصابات، رقصَ داود وفرحه وهتافَه وصوتَ البوق أمام تابوت العهد.
مريم في الحقيقة أمام يوحنا المعمدان هي النبيّ الأول في العهد الجديد، إذ تعلن ان الخلاص قد تم، وأن الله جاء وأنه هنا وهي تؤكد ذلك بالإيمان. ونجد على مدى صفحات الإنجيل تبوء مريم المتواضع أمام هذا الحضورالسابق للملكوت.

تتأمّل مريم بفرحٍ لا يوصف حكمة الله التي تقلب نظام العالم، وهي تسبّح الله على وفائه بوعوده، تتأمل حكمة الله تلك التي تختار من لا يملك شيئاً لتعطيه كل شيئ:"حتى لا يفتخر بشر أمام الله"(1 كور1/29).

أتمّت مريم في شخصها وبفضل أمومتها المسيحانية ألوعد الإلهي "الذي يتمّ في أوانه"، وأعلنت الطوبى لإليصابات جواباً على إدراكها سّر الله ومديحها لمريم، ولأن مريم اختبرت عمل الله وتدخّله في تاريخها، صنعت نشيدها "تعظم نفسي الرب...لأن الله صنع بي عظائم".

يرتكض يوحنا في بطن أمه فرحاً عند سماعه صوت مريم: بينما كان يوحنا غائصاً في فرح الروح القدس ينضم إليه قبل ولادته، يصبح الآن السابق، ذاك الذي يتعرّف إلى الحمل ويشير إليه.
لقد عرف صوت العروس قبل أن يراه. ويدخل يوحنا في نشوة الفرح، تلك التي لن تتركه حتى استشهاده:"وأما صديق العروس، الذي يقف يستمع إليه فإنه يفرح أشدّ الفرح لصوت العروس." فهوذا فرحي قد تم" (يو 20/29).

في حدث الزيارة هذا، لم يكن بوسع مريم أن تعيش الإيمان النظري ولا الإيمان الباطني، بل الإيمان المقترن بالأعمال والتضحية، لأنه من يدرك حقيقة الله ويمتلكها لا يستطيع أن يبقى في اللامبالاة. مريم أدركت وامتلكت هذه الحقيقة وذهبت بها إلى إليصابات:"لأن لا أحد يملّك إلاّ المالك".
لم تستطع مريم المكوث على جبل التجلّي كما كانت رغبة بطرس الرسول:"فخاطب بطرس يسوع قال: يا رب حسنٌ أن نكون ههنا"(مت17/4). مريم أرادت أن تذهب لكي تخدم وتعيش وتفرح مع اليصابات في عين كارم في معترك الحياة اليومية. ان الله بحاجةٍ إلى كلٍ منّا لكي نحمل خلاصه لكل إنسان،على مثال مريم ، لكي لا يترك العالم يسير على هواه.
ان عيش جوهر حياتنا المسيحية هو اقتسام عجائب الله وفرحه اقتساما مجانيّاً، فهو يعني أيضاً أن لا نحفظ شيئاً في قلبنا تجاه الاخر.ان ما نعرفه عن الله هو ليس ملكنا بل ملك كل إنسان وضعه الله على دروب حياتنا، كما يقول بولس الرسول:"...وألويل لي إن لم أبشّر"(1قو9/16). فمن يمتلك فرح الله لا يمكنه أن يحتفظ به.ان كل ما نقتسمه في حياتنا، يتضاءل وينقص، أما الفرح الحقيقي عندما نقتسمه مع الاخرين يتضاعف ويصبح نهراً من الفيض.

كيف نهتم بأهلنا وبأصدقائنا المقربين منا؟ "وإذا كان أحدُ لا يُعنى بذويه، لا سيّما أهل بيته، فقد جحد الإيمان وهو شرٌ من غير المؤمن"(1طيم 5/8).
لذا نحن مدعوون جميعاً على مثال مريم للإقامة الدائمة في حضرة الله وإلى الخدمة، مدعوون ليس فقط إلى لقاء الله بل إلى الثبات معه وسط ظلمة الإيمان في معترك حياتنا اليومية وفي محنة وطننا التي نعيشها اليوم.هذا ما كان يردّده البابا يوحنا بولس الثاني باستمرار أن"الثبات في الإيمان يخلّص الإنسان".

لذلك لا يمكننا البقاء دائماً في فرح الناصرة. بل علينا أن ننزل ذات يوم. فجميعنا نختبر أمكنة وأوقاتاً مميزة إنما ينبغي بعد ذلك النزول لنجسّد هذا الاختبارفي وسط تاريخنا اليومي. ان الله الذي مكّنني من أن المسه في خبرة روحيّة مميزة، يدعوني اليوم أن أتعرّف عليه ، فهو الذي سيتثير كل ما أحمل في داخلي من قوى حيّة، ويفجّر في نفسي صرخة الخلاص والفرح والسلام.
ان كل إرتداد حقيقيّ يبدأ في اقتبال حب الله العظيم لي وبقبول الإستسلام لهذا الحب ولفعله فيَّ، كما يبدأ بقبولي أن أدعَ الله يحبّني، بأن أضع نفسي تحت نظره المحب. عندها يمكن لكلّ شيئ أن يتغيّر فيّ وتنفتح الأبواب كلها للانتقال من تطبيق الشريعة إلى فعل الإيمان.
ان دخول الله في قلب الانسان أو جعل قلب الإنسان مرتبطاً بحقيقة الله، يعطي الانسان عيش الفرح والصبر أي الهدوء في الاختبار المؤلم لرؤية الله وتدخّله في تاريخنا. فعمل الروح القدس هو عندما يجدّد الإنسان بطريقة مستمرّة نظرته إلى الله. هذه النظرة تُصحّح باستمرار لجعل الله حاضراً أكثر فأكثر إذ يصبح الإنسان مطواعاً في اكتشاف دور الله وعلاقته في كل شيئ وخاصةً في الأشياء الصغيرة.
فلنرضَ بأن نؤخذ في هذا الفرح الفائق الحدّ الذي غمر مريم وإليصابات ويودّ أن يغمرنا ويخلقنا من جديد في كمال يفوق بكثير كل ما يمكن أن نحلم به. هناك أناس همشّوا وجرحوا في سمعتهم ، لذا أصبحوا بحاجةٍ ماسّة إلى من يقف بجانبهم ويكتشف حاجاتهم ويعيد لهم اعتبارهم وكرامتهم.
هذا ما يدعونا إليه إنجيل الزيارة. علينا أن نخترع مجدّداً خدمة استقبال وتعزية وضيافة خدمة استماع وتعاطف في كل مكان يتألم فيه جسد المسيح بأعضائه المجروحين. هذا ما يدفعنا إليه الروح القدس كما دفع مريم إلى زيارة إليصابات فلا يدعنا ننظر إلى الوراء.إنه لاستهزاء أو تشويه مبالغ به، الاعتقاد بأن الايمان سيجلب لنا الرفاهية والطمأنينة.
لقد وجب على مريم أن تتدرّب على الايمان تدريباً قاسياً، فمنذ بشارة الملاك لها، مريم لم تفتأ تتيه على الطرقات في عين كارم عند نسبيتها إليصابات وفي بيت لحم وفي مصر وفي أورشليم. لكنها تساعدنا على أن ندرك أننا في هذا الترحال، نقترب يوماً بعد يوم من اللقاء الباهر مع الله.

This site was last updated 11/18/13