Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هل للإله عرشــــــــــــــا؟

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 5849
هل للإله عرشــــــــــــــا؟
معنى الله أكبر
Untitled 6052
Untitled 6053

 

الله ليس إله المسيحية واليهودية

هل للإله عرشــــــــــــــا؟

 

هناك أسئلة تطرح يجب أن تجاوبها الديانتين المسيحية والإسلام ومن ضمنها سؤال ..  هل للإله عرشــــــــــــــا؟ وهل العرش ملموسا ؟ وهل هو محدودا ؟ وما هو إتساعه وحجمه؟ وما هو شكله؟ .. ألخ 

**********************************

مقدمـــة

 تتردد أسئلة فى الفكر الإنسانى عن الإله - والإنسان له كل حق فى التعرف على الإله الذى يعبده  وفيما يلى بعض هذه الإسئلة .. ما شكل الإله؟ وما هى هيئته ؟ هل الإله له مكان محدد؟ هل للإله جسم مادى؟ هل للإله مكان محدود؟ والإله فى المسيحية هو كائن روحى وفيما يلى نبذة مختصرة عن إله المسيحية :- يقول العلامة اوريجينوس :  يجب ألا نظن أن الإله ذو جسد إذ أنه من جميع جهاته عقل أي أنه لا تركيب فيه بوجه من الوجوه - وقال توما الأكويني : الإله بسيط كل البساطة ومنّزه كل التنزيه عن أي نوع من أنواع التركيب فهو ليس مركباً من هيولي وصورة أو من ماهية وشخص حاصل عليها أو من ماهية ووجود أو من جنس وفصل أو من جوهر وعَرَض لأنه ليس جسماً - قال القديس أوغسطينوس : الله جوهر مجرد لا تركيب فيه

**********************************

أولاً : عرش الإله فى المسيحية

ويتسائل البعض إذا كان الإله كائن روحاني وهذا يعنى انه غير محدود بمكان ما ولا يقاس بأي حال من الاحوال أكما يعنى أيضاً انه غير مادي ومنزه عن المادة كما ذكر الكتاب المقدس : هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك ( 1مل 8-27) فكيف يكون له عرشاً؟ وإذا كانت المسيحية تؤمن بان الإله روحاً فهى تؤمن أيضاً أن هذا الإله حل بكلمته فى رحم السيدة العذراء وصاغ من دمها  جسد المسيح  وهذا ما يعبر عنه الإنجيل وصار الكلمة جسداً وحل بيننا وبوجود الكلمة فى المسيح أصبح أسمه قدوس الإله لهذا كانت البشارة التى ذكرها الملاك جبرائيل للعذرا واضحة فقال لها : "لأن القدوس المولود منك "

وفى الكتاب المقدس تظهر لنا حقيقتان: الحقيقة الأولي أن الإله روح وليس له صفات أو حدود بشرية كما هو مذكور في يوحنا 24:4 "الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق يبنغي أن يسجدوا"

والحقيقة الثانية نحن نلاحظ أن الكتاب المقدس يتكلم عن الإله بأن لديه صفات شخصية مثل العقل والأرادة والذكاء والعواطف. وأن الإله يتواصل مع البشر وأن له علاقات معهم وأن أعمال الإله الشخصية واضحة من خلال الكتاب المقدس وهذا له تفسيران :- الأول  قبل تجسد الكلمة فى المسيح : أستخدام تعبيرات لغوية في الكتاب المقدس لتساعد الأنسان علي فهم الإله ونسب الصفات البشرية علي الإله يدعي التعريف والتعريف هو أن الإله (الكائن الروحي) يعبر عن طبيعته للبشر بطريقة جسدية. وحيث أن الأنسان كائن جسدي، فاستيعاب الأنسان محدود لما هو جسدي واستخدام التعريف به بما يفهمه الإنسان في الكتاب المقدس يساعدنا علس استيعاب من هو الإله؟؟  والتفسير الثانى بعد تجسد السيد المسيح : أن كل الأدلة الكتابية بالإنجيل تشير أن الإله أظهر نفسه للبشرية في صورة ذكر (الذى هو السيد المسيح) وبلا شك أن الكلمة الذى صار جسدا ينطبق عليه كل ما ينطبق على البشر فى الفكر والعاطفة .. ألخ وباقى الأعمال البشرية كما يقوم المسيح بالأعمال الإلهية بالكلمة الإلهية الذى فيه وعموماً جميع التفسيرات المسيحية للآيات تتجه إلى الرمزية والمجاز وتلجأ فى كثير من الأحيان للتأمل وهذا ما نلاحظه بشكل واسع فى تفسير سفر الرؤيا "  اذا عرش موضوع في السماء و على العرش جالس ... قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان و الكائن و الذي ياتي .... للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين " ومن الواضح من الكلمتين "عرش الإله" أن هناك عرشاً محدوداً وأن الجالس عليه لا بد أن يكون محدودا والوحيد الذى تنطبق عليه هاتين الصفتين للجالس على العرش المحدودية واللامحدودية هو المسيح كلمة (جسد وكلمة) الإله الجالس على العرش لأن السيد المسيح هو قدوس وهو حى إلى أبد ألابدين وكلمة الإله الغير محدوداً  وهكذا فهم المسيحيين معنى عرش الإله ووجدوا لها تفسيرا له معنى ومغزى

***********************************

عرش الله فى الإسلام

عرش الله في قصة الاسراء والمعراج : وصول النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب في رواية أنه لما بلغ صلى الله عليه وسلم الحجاب الذي يلي الرحمن إذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا ؟ قال : الذي بعثك بالحق وإني لأقرب مكاناً وإن هذا الملك ما رأيته من قبل . ولما جاوز سدرة المنتهى قال له جبريل : تقدم يا محمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تقدم أنت يا جبريل أو كما قال ، قال جبريل : يا محمد تقدم فإنك أكرم على الله مني ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل على أثره حتى بلغه إلى حجاب منسوج بالذهب فحركه جبريل فقيل : من هذا ؟ قال جبريل ، قيل ومن معه ؟ قال محمد ، قال ملك من وراء الحجاب : الله أكبر الله أكبر ، قيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا ، فقال ملك : أشهد أن محمداً رسول الله ، فقيل من وراء الحجاب ؟ صدق عبدي ( اي ان الله يتكلم من وراء هذا الحجاب!!!!!!!!!) أنا أرسلت محمداً ، فقال ملك : حي على الصلاة حي على الفلاح ، فقيل من وراء الحجاب : صدق عبدي دعا إلى عبدي ، فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فرفعه فتخلف جبريل عنه هناك
وفي رواية أخرى ما زال يقطع مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى إنتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل ، وقال جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت ، وفي هذه الليلة بسبب احترامك وصلت إلى هذا المقام وإلا فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى ، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب ، وبين كل حجاب وحجاب مسيرة خمسمائة سنة ، فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف وذهب به إلى قرب العرش ومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى ، كما قال تعالى : (ثم دنا) أي دنا محمد إلى ربه تعالى أي قرب بالمنزلة والمرتبة لا بالمكان فإنه تعالى منزه عنه ، وإنما هو قرب المنزلة والدرجة والكرامة والرأفة ، (فتدنى) أي سجد له تعالى لأنه كان قد وجد تلك المرتبة بالخدمة فزاد في الخدمة ، وفي السجدة عدة القرب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون ساجداً
وهذا يعني ان اله الاسلام محدود بشكل واضح وملموس وله جسم واعضاء الخ ويجلس على عرش

******************************************

الله على العرش إستوى

﴿ الرحمن على العرش استوى﴾[5 سورة طه] إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف 54) ومعنى الإستواء هو الجلوس والوهابية فسَّروا الآيةَ بالجلوسِ فقالوا : الله تعالى قاعدٌ على العرشِ  والاستواءَ في لغةِ العربِ له خمسة عشرَ معنًى كما قالَ الحافظُ أبو بكر بن العربيّ ومن معانيهِ : الاستقرارُ والتَّمامُ والاعتدَال والاستعلاءُ والعلوُّ والاستيلاءُ وغير ذلك ونفاجأ عند قراءة تفسير هذه الاية أنهم لا يعرفون لها معنى فيقولون  الاستواءُ معلومٌ ولا يقالُ كيفٌ والكيفُ غيرُ معقولٍ . ومعنى قولهم : ( الاستواء معلومٌ ) معناهُ معلومٌ ورودُهُ في القرآنِ أي بأنه مستوٍ على عرشِهِ استواءً يليقُ به ، ومعنى : ( والكيفُ غير معقولٍ ) أي الشَّكلُ والهيئةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا غير معقولٍ أي لا يقبلُهُ العقلُ ولا تجوزُ على الله لأنها من صفات الأجسام ، وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه عن الاستواء فقال : ( استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ) .

الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : ( استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ) ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم : ( والكيفُ غيرُ معقول ) . وهذه الكلمةُ قالها بعض الأشاعرة مع تنزيهِهِم لله عن الجسميةِ والتحيزِ في المكان والجهةِ وهي كثيرةُ الدورانِ على ألسنةِ المشبهةِ والوهابيةِ لأنهم يعتقدونَ أن المرادَ بالاستواءِ الجلوسُ والاستقرارُ أي عند أغلبِهم وعندَ بعضِهم المحاذاةُ فوق العرش من غير مماسة ، ولا يدرونَ أن هذا هو الكيفُ المنفيُّ عن الله عند السلفِ ، ولا يُغْتَرُّ بوجودِ هذه العبارةِ في كتابِ إحياء علومِ الدينِ ونحوهِ ولا يريدُ مؤلفُهُ الغزاليُّ ما تفهمُهُ المشبهةُ لأنه مُصَرّحٌ في كتبِهِ بأن الله منزهٌ عن الجسميةِ والتحيزِ في المكانِ وعن الحَدّ والمقدارِ لأن الحدَّ والمقدارَ من صفاتِ المخلوقِ قال الله تعالى :﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) ﴾ [ سورة الرعد] . فالتحيز في المكان والجهة من صفات الحجم والله ليس حجمًا . وما يوجد في بعض كتب الأشاعرة من هذه العبارة الاستواء معلوم والكيفية مجهولة غلطة لا أساس لها عن السلف لا عن مالك ولا عن غيره وهي شنيعة لأنها يفهم منها المشبه الوهابيّ وغيره أن الاستواء كيفٌ لكن لا نعلمه مجهول عندنا . وأما من أوردها من الأشاعرة فلا يفهمون هذا المعنى بل يفهمون أن حقيقة الاستواء غير معلوم للخلق فالوهابية تقصد بها ما يناسب معتقدها من أن الله حجم له حيّز . والعجب منهم كيف يقولون إنّ الاستواء على العرش حسيّ ثم يصفونه بالكون مجهولا . ولعلهم يريدون بهذا هل هو قعود على شكل تربيع أم على شكل ءاخر.
فإن قيلَ : لماذا قالَ الله تعالى بأنه استوى على العرشِ على حَسَبِ تفسيرِكم بمعنى قَهَر وهو قَاهرُ كلّ شئٍ ؟ نقول لهم : أليسَ قال : ﴿ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( 129) ﴾ [ سورة التوبة] مع أنه ربُُّ كلّ شئٍ؟!
قال المؤلف رحمه الله : وفَائِدَةِ تَخْصِيص العَرْشِ بالذّكْرِ أنَّهُ أعْظَمُ مَخلُوقَاتِ الله تَعَالى حجمًا فيُعْلَمُ شُمُولُ ما دُوْنَه مِنْ بَابِ الأَوْلَى . قَالَ الإمَامُ عَلِيٌّ : ( إنَّ الله تَعَالى خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لقُدْرَتِهِ ، ولمْ يَتّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ ). رواهُ الإمامُ المحدثُ الفقيهُ اللغويُّ أبو منصورٍ التميميُّ في كتابهِ التبصرة .
الشرح: إذا قلنا : الله تعالى قهر العرش معناهُ قَهَرَ كلَّ شئٍ وإنما خصَّ العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات حجمًا وهو محدود لا يعلم حده إلا الله . وبئسَ معتقدُ ابن تيمية فإنه قال : الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو اهـ فيقال لمن يقول قوله هذا قد قلت الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو فقد شبهته بالعرش فماذا يفيد قولكم في الله إن له حدًا لكن لا يعلم حده إلا هو . فإن قيلَ : كيفَ تقولونَ خَلقَهُ إظهارًا لقدرتِهِ ونحنُ لا نَراهُ ؟ نقولُ : الملائكةُ الحافُّون حولَهُ يرونَهُ والملائكةُ لما ينظرونَ إلى عِظَمِ العرشِ يزدادونَ خوفًا ويزدادونَ عِلمًا بكمالِ قدرةِ الله ، لهذا خَلَقَ الله العرشَ . وقولُ سيدنا علي الذي مرّ ذكره رواهُ الإمام أبو منصورٍ البغداديُّ في كتابه التبصرة. قال المؤلف رحمه الله: أَوْ يُقَالُ : اسْتَوَى اسْتِوَاءً يَعْلَمُهُ هُوَ مَع تَنزِيْهِهِ عن اسْتِواءِ المخْلُوقِيْنَ كَالجُلوسِ والاسْتِقرارٍ . الشرح: مَن شَاءَ يقولُ : استوى استواءً يليقُ بهِ من غير أن يُفَسّرَهُ بالقهرِ أو نحوهِ فيكونُ أوَّل تأويلاً إجماليًّا ، ومن شَاءَ أوَّلَ تأويلاً تفصيليًّا فقال: استوى أي قَهَرَ .

 

This site was last updated 09/10/12