Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
396هـ
سنة 372- 378هـ
المقريزى والخليفة العزيز بالله
سنة80 - 382هـ
سنة 383هـ
سنة384هـ
العزيز بالله 385 -
سنة386هـ
Untitled 5607

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  13/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

****************************************************************************************************

سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة
خرج عسكر من مصر إلى الشام عليه بلتكين التركي أحد أصحاب أفتكين ليكون على دمشق بدل رشيق، وكوتب بشارة بمعاونة العسكر على حرب ابن الجراح، ونزل العسكر الرملة، وسار بشارة من طبرية، واجتمعت العرب من قيس إليهم، فكانت الحرب بينهم وبين ابن الجراح، فانهزم، وقتل كثير من أصحابه؛ وصار إلى أنطاكية مستجيرا بصاحبها.
وكان الروم قد خرجوا من القسطنطينية في عسكر عظيم يريدون أرض الشام، فخاف ابن الجراح، فكاتب بكجور، وسار بلتكين فنزل على دمشق في ذي الحجة، فجمع قسام الرجال من الغوطة وغيرها، ورم شعث السور وضبط الأبواب بالرجال، ونصب....
وكان مع قسام في البلد منشا اليهودي على عطاء العسكر وتدبيره، وجيش بن الصمصامة شبه وال في طائفة من المغاربة، قد ولى بعد خاله أبي محمود، فخرج إلى بلتكين بمن معه، وقد صار معه أيضاً بشارة بعسكره، فبعث إلى قسام أن يسلم البلد، ويكون آمناً هو ومن معه، فأبى.
سنة ثلاث وسبعين  وثلثمائة .
فلما كان التاسع عشر من المحرم ابتدأ القتال مع قسام، ووقع النفير في البلد، فلم يخرج مع قسام إلا حزبه من العيارين، وقوم من أهل القرى كانوا يأخذون الخفارة، ويطلبون الباطل، وقد كره جمهور الناس قساما وأصحابه، فلما تقاصر عنه أهل البلد انكسر قلبه، وأصحابه ثابتون على القتال، وقتلوا جماعةً من الجند، وكثر فيهم الجراح من نشاب أصحاب بلتكين، وتبين الانكسار على قسام لتقصير الرعية عن معاونته ومقتهم إياه، وقوة أمر السلطان، وكان قد كثر عليه الصلب من أصحابه للمال وقت الحرب، فأمسك عنهم، وشح بماله، فقالوا: على أي شيء نقتل أنفسنا ؟ فتفرقوا عنه إلا وجوه أصحابه وخاصته.
واستمر القتال أياماً، فاجتمع الخلق إلى قسام في أن يخرج إلى بلتكين ويصلحوا الأمر معه، فلان وذل بعد تجبره، وقال: افعلوا ما شئتم.
وكان العسكر قد قارب أن يأخذ البلد فخرجوا إلى بلتكين وكلموه في ذلك، فأمر بكف العسكر عن القتال، وأمر قساماً وأصحابه فعاد القوم إليه وأخبروه وهو ساكت حائر قد تبين الذل في وجهه، واجتمع أكثر الناس، فصاح من كان قد احترقت داره وهم كثير بقسام: انتقم الله ممن أذلنا وأحرق دورنا، وشتتنا، وتركنا مطرحين على الطرق.
فعجب قلبه من سماع صياحهم، وقال: أسلم البلد.
فولى بلتكين حاجباً يقال له خطلخ، فدخل المدينة في خيل ورجل، فلم يعرض لقسام ولا لمن معه، فتفرق عن قسام أصحابه، فمنهم من استأمن، ومنهم من هرب، ومنهم من أخذ، واختفى قسام بعد يومين، فأصبح القوم أول صفر وقد علموا باختفائه، فأحاطوا بداره، وأخذوا ما فيها، ونزلوها وما حولها من دور أصحابه، وبعثوا الخيل في طلبه فلم يوقف له على خبر، ونودي في البلد.
من دل على قسام فله خمسون ألف درهم، ومن دل على أولاده فله عشرون ألف درهم.
وكان له من الأولاد: أحمد، ومحمد، وبنت.
فظفروا بامرأته وابن لها معها، فحبسا.
فلما مضى لقسام جمعة وهو مختف قلق وجاء في الليل إلى منشا بن الغرار اليهودي، فأوصله إلى بلتكين، فقيده وحمله إلى مصر، فعفا عنه العزيز.
وكان قسام من بطن من العرب يقال لهم الحارثيون، من قرى الشام، فنشأ بدمشق وكان يعمل على الدواب في التراب، ثم إنه صحب رجلا يقال له ابن الجسطار، ممن يطلب الباطل ويحمل السلاح، فصار من حزبه، وترقى إلى ما تقدم ذكره.
وكتب بكجور إلى العزيز يسأله في إرسال جيش ليأخذ به حلب، فأنفذ إليه عسكراً من دمشق، وجمع بني كلاب فسار بهم إلى حلب وحاصرها، فقدم دمشق الروم إلى أنطاكية، وقصد أن يكبس بكجور، فكتب إليه ابن الجراح يحذره، فارتحل عن حلب، فسار عسكر الروم خلفه، ونزلت حمص، وبعث بأمواله إلى بعلبك، وارتحل إلى جوسية.
ودخل ملك الروم إلى حمص فلم يعرض لأحد، ورحل يريد طرابلس، وسير يريد مالا من حمص، فامتنع أهلها، فرجع ونهب، وسبا، وأحرق الجامع وغيره، فاحترق كثير من الناس، وذلك في تاسع عشر جمادى الأولى، وهي دخلة الروم الثانية حمص.
ويقال أن أبا المعالي بن حمدان لخوفه من بكجور سير إلى برديس ملك الروم أن يخرب حمص، وفارق أصحاب بلتكين بكجور، وصاروا إلى دمشق، فبعث بكجور إلى العزيز يسأله ولاية دمشق، فورد جوابه: إنا قد وليناك، فبعث إلى بعلبك واليا، وإلى بعلبك غلامه وصيف، فأبى عليه بلتكين، لكتاب ورد عليه من الوزير يعقوب بن كلس، فتحير بكجور، وما زال بشارة والي طبرية يتوسط لبكجور في ولاية دمشق حتى أمسك عنه الوزير، فسار إلى القابون، ثم تسلم البلد بعد أمور.
ورحل بلتكين أول رجب وفي نفسه حقد على الوزير يعقوب بن كلس لمعارضته له في ولاية دمشق، فعمل على كاتبه ابن أبي اليهودي حتى قتله بعض الأحداث الذين كانوا مع قسام في غيبته عن دمشق ببلاد حوران، فعظم ذلك على الوزير، وأخذ بكجور في ظلم الناس، وجمع الأموال، ومخالفة ما يأمر به من مصر، وبعث غلامه وصيف فأخذ الرقة في سنة ست وسبعين، فعصى عليه بها.
وأخذ الوزير في قتل بكجور فبعث إلى دمشق فهموا به، فلم يتم لهم، وظفر بهم بكجور، وقبض على من أراد ذلك، وقتلهم في شهر رمضان سنة سبع وسبعين، فازداد حنق الوزير، وعلم بكجور بما دبره الوزير، فأخذ يعارضه في ضياعه، ويهين عماله، وتحزق بابن أبي العود الصغير، وكان قد ولى بعد قتل أخيه.
واشتد جور بكجور وكثر قتله وصلبه للناس والبناء عليهم، وكثرت مخالفته لما يرد عليه من العزيز، فخرج إليه منير الخادم من مصر في سنة ثمان وسبعين بعسكر كبير، وكتب إلى أهل الأعمال بالمسير معه إلى دمشق لحرب ابن الجراح، فنزل الرملة وقد اختلف بكجور مع بشارة والي طبرية، وأنزل ابن الجراح السواد وأطمعه في ضياع الوزير، وجعله ضد البشارة، وكاشف بالعصيان فجمع منير العرب من قيس وعقيل وفزارة، وسار إلى عمان، فسار إليه منير، وصاروا جميعاً إلى عمل دمشق، فجمع بكجور بني كلاب، وبعث منير سرية إلى ابن الجراح وهو في طرف عمل دمشق، فأوقعوا بقومه، وغنموهم، فانهزم.
وكتب منير إلى بكجور: إنا لم نجيء لقتالك، وإنما جئنا لنخرج ابن الجراح من العمل، لأنه أفسد وعصى، فتكون معيناً لنا في هذا الأمر، لنسير إلى حلب وأنطاكية.
فعلم أن هذا خداع، وقد اشتد خوفه وقلقه من أهل البلد لكثرة إساءته لهم، وجوره وتعديه لئلا يثوروا به، فجمع عسكره وبعثهم إلى قتال منير، وأقام بالبلد، فكانت بينهم وقعة انهزموا فيها، فخاف وبعث إلى منير: أني أسلم البلد وأرحل عنه، فأجيب إلى ذلك.
ورحل للنصف من رجب ومعه ابن الجراح يريد الرقة، وتسلم منير دمشق، وسير إلى مصر بذلك، وبثلاثمائة من أصحاب بكجور استأمنوا، فبعث العزيز إلى بكجور على لسان الوزير يقول: ما أردنا أن تبرح عن البلد، وإنما بعثنا إلى ابن الجراح من يخرجه عن العمل لما أفسد فيه، وما كان لك من الغلات والضياع فهو على رسمه، أفعل فيه ما أحببت، فما لنا فيه من حاجة.
فأقام بكجور على ما كان له بدمشق من الضياع والأهراء من يتولى أمرها، وبقى بالرقة يقيم الدعوة للعزيز ويراسله، ويراسل كرديا قد غلب على ميافارقين يقال له باد، ويكاتب أبا المعالي سعد الدولة، واسمه شريف بن سيف الدولة علي بن حمدان بحلب أن يرده إلى حمص، فولاه حمص، فبعث من يتسلمها، فقلق لذلك الوزير يعقوب بن كلس، فبعث إلى ناصح الطباخ وهو بعمان أن يسير إلى حمص ويأخذ من بها من أصحاب بكجور، فأسرى إليها وقد حذروا منه، وخرجوا قادمين بأموالهم، فأخذهم وسار إلى دمشق، فبعث بكجور إلى صاحب بغداد فلم ير منه ما يحب، ووقع بينه وبين أبي المعالي.
سنة سبعين وثلاثمائة
فيها تمكنت حال يعقوب بن كلس مع العزيز، فأذل كتامة وقهرهم، وقدم الأتراك، عزل القائد جوهر عن الوزارة، وكان العزيز يستشيره في الباطن.
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فيها تقدم العزيز إلى بعض من فيه جرأة وشهامة بالتوجه إلى بغداد، ليسرق السبع الفضة الذي على صدر زبزب عضد الدولة فسار إلى بغداد وسرقه، فعجب الناس من ذلك.
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
في يوم الاثنين لثلاث خلت من شوال قبض العزيز بالله على الوزير يعقوب بن كلس وعلى الفضل بن صالح وأخوته، وحمل ما في دورهم إلى القصر، فكان ما حمل من دار الوزير يعقوب مائة ألف دينار، واعتقل كل واحد بمفرده، فارتجت المدينة، ونهبت الأسواق، وكانت الدواوين تجلس في دار الوزير، فنقلوا إلى القصر.
وعملت أوراق ما كان للوزير من أنواع البر فبلغت ألف دينار كل شهر، فأمر العزيز باجرائها على أربابها، ثم أفرج عنهم بعد شهرين، وأعيد موجودهم، وأعيد الوزير إلى وزارته، ورد إليه المائة ألف دينار التي أخذت له، وأعيد اسمه إلى الطراز بعد ما محى.
وفيها كان غلاء عظيم عم بلاد الشام والعراق.
وفيها مات هفتكين، فاتهم الوزير يعقوب بأنه سمه، فقبض عليه.
ومات القاضي محمد بن الحسن بن أبي الربس.
ومات أبو العباس بن سبك من الإخشيدية.
وأما المغرب فإن العزيز بالله بعث في سنة ست وسبعين أبا الفهم حسن الداعي الخراساني إلى القيروان، فأكرم إكراما كثيرا، ثم توجه إلى بلاد كتامة، فدعاهم، وعظم عندهم، حتى ضرب السكة، وركب في عساكر عظيمة.
ثم بعث العزيز في سنة سبع وسبعين أبا العزم ومحمد بن ميمون الوزان، فلقيا الأمير أبا الفتح منصور بن يوسف بن زيرى، فسبهما وأهانهما لسبب ما فعله أبو الفهم، ووكل بهما، ثم خرج وهما معه في طلب أبي الفهم، حتى أخذه وقتله شر قتلة، وأخذه العبيد فشرحوا لحمه وأكلوا كله، وأمر أبا العزم ورفيقه أن يمضيا إلى مصر، ويخبرا العزيز بما شاهداه، فقدما عليه وقالا: رأينا شيئاً...............
ومن خط ابن الصيرفي: كان رجل من التجار الغرباء ينزل في قيسارية الإخشيد التي يسكنها البزازون خلف الجامع العتيق، فقتل في منزله، وأخذ ماله، فأصبح رشيق غلام ميمون دبة صاحب الشرطة السفلى فاعتقل جماعةً من أولاد التجار ومن كان ساكنا حول قيسارية الإخشيد، فشنع الناس عن رشيق أنه دس على الرجل من قتله وأخذ ماله، ورفع إلى العزيز ذلك، وأنه اعتقل أبرياء مستورين، فوقع على ظهر الرقعة إلى الوزير يعقوب بن يوسف في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة: سلم الله الوزير، وأبقى نعمته عليه.
هذه رقعة رفعت إلينا بالأمس، الوزير سلمه الله يطلع عليها ويتدبرها، والأمر والله فظيع، يسوء الأولياء، ويسر الأعداء، وبالأمس كنا نضحك من فناخسرو، واليوم ألجمنا بعار منى علينا في بلد نحن ساكنوه، والأخبار تسير به في البلدان، وحسبك بقتل الأنفس في مواضع الأمن والطمأنينة في وسط عمارة المسلمين وتؤخذ الأموال، وقد وكل الأمر إلى رجلين لا يخافان الله عز وجل ولا يتقيانه، والدنيا فانية، والاجال متقاربة، وإن أصبح الناس فما يدري أنه يمسي.... الله عز وجل .... هذه الجرائم.... عليه منها يحرم أجره.... في.... المتغافل عنه، فوالله لو جرى مثل هذا في بلد يبعد عنا لوجب الاحتساب لله فيه، فكيف تحت كنفنا وفي بلدنا ؟! فليستقص الوزير سلمه الله عن هذه القصة، ويوتر الله ويوترنا، ويغسل هذا العار عن الدولة ولا يغمها به. فوالله الذي لا إله إلا هو، وحق جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتبت إلى الوزير سلمه الله هذه الرقعة إلا وأنا خائف من نقم الله جل اسمه ، لكثرة تغافلنا وإهمالنا، إلى أن صارت المعاملة في الدماء وقتل الأنفس، فليس على هذا صبر، ولا بد لك من الاستقصاء على هذه القصة، فأوثق الناس إلى أن تنكشف، فينتقم من فاعلها، وتبرأ إلى الله تعالى منه.
فليعمل الوزير سلمه الله في ذلك عملا يأجره الله عليها ونشكره، ولا يتوانى عنه، فليس ما نغسله عن أنفسنا بانكشاف هذه القصة قليلا عند الله جل وعلا ، وعند عبيده من بعد.
وأنا أقسم على الوزير بحياتي ألا يتوانى عن هذا الأمر، وليسرع بالفراغ منه، وخلاص هؤلاء الرجال المساكين من مد يد من يطلب أموالهم وأنفسهم ظلماً وعدواناً، والشرط والولاية قد صارت إرثا، فلينظر الوزير سلمه الله أن يولى الشرطتين إنسانين يخافان الله عز وجل ويتقيانه، فلا جمع الله ما لهما، ولا ما يجيء منهما بتقلد، فقدم ما أمرناك به في الوجوه، وأظهره في الناس لتطيب أنفسهم، وليعلموا أنا لا نغفل عن شيء يبلغنا الله فيه رضى، ولهم فيه صيانة.
والله حسبي، وعليه توكلي.
والسلام على الوزير ورحمة الله.
قال ابن الصيرفي: فنسخ أهل مصر كافةً هذا التوقيع، وصار الصبيان في المكاتب يعلمونه كما يعلمون الحمد.
وصرف الوزير..... ورشيقا عن الشرطتين.
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
في سبع عشر ذي الحجة حدث بالقاهرة ومصر رعد شديد ورياح عاصفة، فاشتدت الظلمة حتى شنعت، وظهر في السماء عمود نار، ثم احمرت السماء والأرض حمرةً زائدة، وظهرت الشمس متغيرة إلى يوم الثلاثاء ثاني المحرم سنة تسع وسبعين، وظهر كوكب له ذؤابة فأقام اثنين وعشرين يوماً.
وفيها مات أبو الحسين أحمد أخو طغج في المحرم.

This site was last updated 11/02/11