Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

برباتو شهيدة قرطاجنة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

****************************************************************************************************************

الجزء التالى من كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1  للأسقف الأنبا أيسذورس ص 200- 203

****************************************************************************************************************

وفى السنين الأخيرة من حكم الأمبراطور ساويرس 193- 211م إضطهد المسيحيين بقساوة ووحشية ، وأمر ولاة الأقاليم بتعذيبهم أينما وجدوا وقد وصلت إلينا هذه المعلومات من الحدث التالى : 

قالت برباتو إحدى شهيدات قرطاجنة : " لما قبض علينا الجند بادر إلى والدى وكان لا يزال وثنياً محاولاً إقناعى ولما ضايقنى حتى أنكر المسيحية أريته إناء وقلت له هل يمكن أن يسمى هذا الإناء بغير أسمه فقال: لا .. فقلت وأنا أيضاً لا يجوز لى أن أدعى بغير كونى مسيحية ، فغضب على وهجم على قاصداً أن يفقأ عينى ولكنه رجع خجلاً ثم تركنى بضعة أيام فكنت أثنائها فى راحة مواظبة على الصلاة ، ثم نقلنا بعد مدة إلى سجن آخر كريه الرائحة فلما دخلته إرتعدت إذ لم قد شاهدت قبلاً محلاً مكروهاً مثله فكدت أن أختنق لشدة ما قاسيت من النتانة وحشر المكان وتوحش الجنود ، وكنت فوق ذلك أزداد تنغصاً لبعد والدى عنى ، ولكن لما جاء به شماس الكنيسة ورشا الجنود بمال نقلونا إلى سجن آخر أقل كربه فقد أهتم بإطعام والدى لأنه كان قد أشرف على الموت من شدة الجوع ، ولما زارتنى والدتى سلمتها إياه وأوصيتها به ، وكنت أزداد حزناً عندما أشاهد أقاربى يتوجعون لأجلى ، ودامت هذه الحال المكربة حتى فتح الرب باباً للفرج وأصبح السجن عندى لذيذاً ، قال لى أخى المسجون مرة إذ لك دالة عند إلهنا فإطلبى منه أن يكشف أمرك هل أنت مزمعه أن تموتى أو يطلق سبيلك ؟ ، فأجبت طلبه وصليت وفى ختام صلاتى رأيت سلماً منيراً مرتفعاً نحو السماء وكان ضيقاً حتى لا يمكن لأحد أن يصعد عليه إلا واحد عقب آخر وكان مسيجا بسياج على جانبيه بسيوف وحراب وخناجر وكان فى أسفله تنين مستعد أن يفترس من يتقدم للصعود عليه ، ورأيت كأن أخى صعد عليه ونادانى قائلاً يا أختى إنى منتظرك ولكن تحرزى من التنين فأجبته : إنى لا أخشى منه بمعونة إلهى فلما كنت أدنوا من التنين كان يميل رأسه عنى كأنه خائف منى ثم وضعت قدمى على رأسه ، وبدأت فى الصعود حتى بلغت أعلاه ، فرأيت هناك جنة فسيحة ورجلاً بهيئة راع وحلوله جمهور من الناس بثياب بيض فرحب بى مسروراً وقال : أهلاً بك يا أبنتى ثم وضع فى فمى طعاماً لذيذاً "

وفى الصباح قصصت هذه الرؤيا على أخى والتى تنبئنا أولاً لنستعد على قبول كلانا الموت ، ونتأهب للعذاب

وبعد أيام قليلة سمعنا أنه قرب يوم المحاكمة فجائنى والدى ثانية إلى السجن حزيناً وقال لى : " إرحمى شيخوختى .. إرحمى أباك الذى رباك بأتعاب كثيرة ، لا تلطخى شيخوختى فى العار ، راعى خاطر والدتك ، فكرى بأبنك الذى لا يقدر أن يعيش بغيرك ، وفى هذه قوله هذا كان يقبل يدى ورجلى ويبلها بالدموع حتى إنجرح فؤادى من فرط حزنه لكننى صمدت ولم أتزعزع ، وقلت له : متى حضرت المحاكمة يفعل الرب مسرته ثم ذهب وفى اليوم التالى بينما كنا على الطعام أتى الجند فأخذونى لأقف أمام الحاكم حيث كان المكان غاصاً بالناس فلما سأل رفاقى عن ديانتهم أجابوا غير مبالين بأنهم مسيحيون ، ولما جاء دورى حضر والدى بغته وبيده ولدى وسحبنى من مكانى ، وأخذ يلح على أن أنكر المسيح ، وكان القاضى يساعده قائلاً : أعفى عن شيخوخة والدك وأشفقى على والدك وقدمى ذبيحة الآلهة فأجبته إنى لا أقدم ذبيحة إلا ليسوع إلهى فقط وليس لسواه  فقال لى : " إذاً فأنت مسيحية فأجبته : نعم .. فعند إقرارى هذا حاول والدى إخراجى من أمام الحاكم فإنتهره ووبخه وأمره بالخروج فلما توقف عن الخروج ضربه بالسياط فكنت أشعر بأن الضرب نازل على جسمى وكدت أموت حزناً "

ثم حكم علينا القاضى أن نطرح للوحوش وردنا للسجن مؤقتاً فعدنا فرحين لكن فرحنا كان منغصاً بالحزن بسبب سعدى التى كانت حبلى منذ ثمانية أشهر وعلى وشك الولادة فكانت تخشى من تأجيل جهادها قبل ميعاد العذاب فقمنا بالصلاة متوسلين إلى الرب أن يمن على سعدة بسرعة الولادة فإستجاب الرب وأتى سعدى المخاض حالاً ، وكانت ألام الطلق شديدة عليها فلما شاهدها أحد الجنود تتوجع قال لها : إن كان هذا وجعك الآن من الولادة فترى كم يكون عذابك عندما تمزق الوحوش  أحشائك فأجابته قائلة ، إنى انا ألان متألمة وأما ذاك الحين فيكون المتألأم عنى غيرى لأنى سأتألم لأجله ، ثم ولدت أبنه فأخذتها أمرأة مسيحية ..

أما حارس السجن فعمل معنا معروفاً إذ سمح بالدخول لجميع من يريد أن يزورنا فدخل آخر مرة والدى وبزل أقصى جهده لإقناعى فإنطرح منكباً على وجهه وصرخ يلعن شيخوخته بالصراخ والعويل حتى مزق فؤادى من شدة الحزن لكننى تجلدت وساعدتنى نعمة سيدى فى جميع هذه المحن الشديدة .

وكان فى السجن مع برابتو هذه وسعدى ساتورس أخوها ورستيكوس الموعوظ وشابان آخران ففى اليوم المخصص لعذابهم أخرجوهم إلى مكان غاص بالجموع فلما سألهم الحاكم آخر مرة عن عقيدتهم فإعترفوا بالمسيح فأطلقوا عليهم الوحوش الضارية فأطلق على برباتوا ثور فتناولتها بأسنانها ورفعتها ثم طرحتها إلى الأرض فلما نهضت شاهدت ثور آخر وثبت على سعدى وألقتها صرعى فبادرت لإسعافها وأنهضتها فلم تعلم سعدى ماذا جرى لها ، ولذا سألت قائلة متى ياترى يطرحوننا لهذا الثور فأروها ثيابها وإذا هى ممزقة فقالت لرستيكوس الموعوظ أدع لى ساتورس فدعاه فلما جائها وإجتمع مع أخته فحثها على الثبات وكان طرح لدب وخنزير برى فلم يؤذياه وإذ كان يرغب أن يموت بأيدى ضبع ولذلك خرج إلى رواق المشهد وقال لـ بودنسيوس السجان الذى كان آمن بالمسيح جديداً . قد قلت لك إنى أرغب أن يقتلنى ضبع لذلك فإن الوحوش الأخرى لا سلطان لها على ثم طرحه دفعه أخرى لها وكان بينها ضبع فوثب عليه وضربه بأسنانه فجرحه وألقاه صريعاً على الأرض فلما فاق إلتفت إليه السجان وودعه الوداع الأخير ، وطلب خاتماً كان فى أصبعه فأخذه وغمسه فى دمه ورده إليه علامه عهد بينهما ثم سقط ميتاً .

 

 

This site was last updated 09/12/09