المهندس عدلى أبادير

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

وفاة  المهندس عدلى أبادير

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
عدلى أبادير ترك فراغاً

Hit Counter

تعزية من موقع تاريخ أقباط مصر : فى 31/12/2009م ببالغ ألأسى والحزن نعزى شعبنا القبطى فى داخل مصر وخارجها رحيل المهندس عدلى أبادير يوسف الأب الروحى لأقباط المهجر ففقد العمل القبطى بوفاته مناضلاً شديد الإيمان لحصول أقباط مصر على حقوقهم فى المواطنة التى سلبها الإسلام منهم  وكان  يدافع عنهم فى المحافل الدولية  والراحل توفى عن عمر يناهز 88 عاماً بعد معاناة شديدة مع المرض فى سويسرا  وكان المهندس أبادير قد بدأ فى صيف 2004 فى اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع لإعلان الرفض لكافة أشكال التمييز المُمارس بحق المسيحيين داخل مصر من خلال المنظمة الشهيرة  الأقباط متحدون وعقد أول مؤتمر لمناقشة كافة "القضايا القبطية داخل مصر" بمشاركة متنوعة من الأفراد المنتمين لمنظمات قبطية شتى فى القارات الخمس كلها إضافة لعدد من الشخصيات المصرية المعنية بحقوق الأقليات كما أعلن ترشحه للرئاسة عام 2005 وهو ما أثار ردود أفعال واسعة النطاق

*****************************************************************************************************************

وفاة  المهندس عدلى أبادير الأب الروحى لأقباط المهجر ومؤسس منظمة الأقباط متحدون

 اليوم السابع الجمعة، 1 يناير 2010 كتب جمال جرجس المزاحم

 توفى ظهر أمس، الخميس، فى سويسرا المهندس عدلى أبادير يوسف، الأب الروحى لأقباط المهجر، وعن عمر يناهز 88 عاماً بعد معاناة شديدة مع المرض. وكان أبادير قد بدأ فى صيف 2004 فى اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع لإعلان الرفض لكافة أشكال التمييز المُمارس بحق المسيحيين داخل مصر حسبما ذكر وقتها، وعقد أول مؤتمر لمناقشة كافة "القضايا القبطية داخل مصر" بمشاركة متنوعة من الأفراد المنتمين لمنظمات قبطية شتى فى القارات الخمس كلها، إضافة لعدد من الشخصيات المصرية المعنية بحقوق الأقليات، كما أعلن ترشحه للرئاسة عام 2005 وهو ما أثار ردود أفعال واسعة النطاق.

********************************

وداع عام ورحيل عملاق  

عن الأستاذ / عزت بولس بالأقباط متحدون نقلت فى 1/1/2010م

مع حركة عقارب الساعة لإعلان نهاية عام وبداية جديد رحل عن عالمنا المهندس عدلي أبادير يوسف، فارقنا بالجسد للأبد لكن ما صنعت يداه على الأرض من نجاحات ستظل معنا دائمًا نسعد بها ونتذكر الرجل من خلالها بالخير والإمتنان وكل التقدير. النجاح في الحياة العملية كان السمة الأساسية لحياة أبادير داخل سويسرا، إلا أن ذلك النجاح ومتعة الإستمتاع به لم يعزله عن التواصل مع معاناة المسيحيين داخل مصر، فقد كان يشعر بحجم التمييز المُمارس ضدهم لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم لا يؤمنون بذات العقيدة الدينية للأغلبية المتحكمة في كل شيء ليس وفق مبادىء وقيم إنسانية تسع للجميع وإنما وفق تفسيرات ضيقة لنصوص دينية.

في صيف 2004 بدأ أبادير في اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع لإعلان الرفض لكافة أشكال التمييز المُمارس بحق المسيحيين داخل مصر، و التي هى في مجملها يناسبها جدًا مفهوم" اضطهاد" وبالفعل في ذات العام عقد أبادير أول مؤتمر قبطي لمناقشة كافة "القضايا القبطية داخل مصر" بمشاركة متنوعة من الأفراد المنتمين لمنظمات قبطية شتى في القارات الخمس كلها، إضافة لعدد من الشخصيات المصرية المعنية بحقوق الأقليات، ثم أعقب ذلك المؤتمر الأول من نوعه أخر تاريخي في واشنطن.  

مثل تلك المؤتمرات كانت مجهدة ماديًا بشكل كبير جدًا يصعب تصوره إضافة للجهد الذهني الكبير الذي تكبده الرجل وهو في سن يركن أصحابه للراحة إنتظارًا للنهاية، لكنه رأي أن سنوات عمرنا وزنه من الله ينبغي إستثمارها لخدمة القيم الإنسانية النبيلة حتى أخر لحظة، وبالفعل قد كان له ما أراد وحقق نجاحات رغم كل الصعوبات، فإستطاع أن يُحدث حراك إيجابي داخل وسائل الإعلام المختلفة العربية منها والمصرية عن الشأن القبطي وأصبح الجميع يتداولون الحديث عن إختفاء القاصرات والهجمات عن على الفقراء المسيحيين بصعيد مصر من قبل المتطرفين الإسلاميين.... وما إلى ذلك من قضايا ظلت لسنوات مسكوت عنها نتداولها فيما بيننا بغرفنا المغلقة دون أن يرى تفاصيلها الصادمة العالم الخارجي. جميعنا يتذكر جيدًا الأحاديث بطريقة عرض الفيديو التي أدلى بها الراحل م.عدلي أبادير لموقعه "الأقباط متحدون" والتي من خلالها أعلن بجرأة عن جروح الواقع المسيحي داخل مصر، بل وصدم كثيرين عندما أعلن عن ترشحه للرئاسة عام 2005 ليكون أول قبطي يقول لمن أحتكروا الوطن لصالح أغلبية دينية أفيقوا من أوهامكم لن ننتظر الفتات الذي ستلقون به لنا من حقوق فنحن لنا كل مالكم وعلينا ما عليكم.

 لقد كان يستغرق تصويرها مجهود وعدد كبير من الساعات لا يتناسب مع طبيعة المرحلة العمرية لراحلنا الغالي، ولكنه كان لا يكتفي بهذا المجهود في يومه إنما كان يقضي ساعات أطول من المجهود السابق للإتصال بالرموز القبطية في كافة قارات العالم ومحاولة صنع وحدة فيما بينهم وإرسال خطابات للقيادات المصرية ومطالبة إياهم بالعدالة في التعامل مع المسيحيين المصريين.

صفحة "الأقباط متحدون" الناجحة التي نتصفحها الآن بكل فخر واحدة من ثمار راحلنا الغالي م. عدلي أبادير وقد أسسها بكامل إحساسه ومشاعره وجوارحه، ولأنها من قلب مؤمن بها وصلت ونجحت وكبرت لتستحق أن تحمل أسم مؤسسها العظيم. العمل كان قيمة كبيرة جدًا بحياة أبادير، ولهذا كان يعمل ويسأل دائمًا عن التطورات التي تحدث داخل مصر بشكل عام وتحديدًا في الشأن القبطي حتى في أوقات المرض الصعبة التي كان يقضيها داخل مستشفيات سويسرا، وهو بهذا الإهتمام لم يكن معيرًا أي إهتمام لتعليمات الأطباء الذين كانوا ينصحوه بالراحة التامة والبعد عن أي إنفعالات، لكنه الصراع مع الزمن والعمر فالرجل كان يريد أن يصنع قبل أن يزوره الموت مايراه واجبًا تجاه وطنه الغارق في الطائفية والرفض للأخر،وهنا يمر أمام عيني مشهد أبادير وهو بالمستشفي وكيف كانت غرف تلك المستشفيات أقرب ما تكون لطبيعة المكاتب حيث أجهزة الكمبيوتر والفاكس وغيرها. يؤسفني أن أكرر عبارة" لقد كان" عند الحديث عن م . عدلي أبادير ولكنه الواقع الصعب والقاسي الآن الذي جعلنا نفقد رجل مرهف الحس رقيق المشاعر عالي الإحساس بمعاناة الآخرين، ولهذا تجده دائمًا لا يبخل بتقديم المساعدة لأي فرد يطلبها منه وكم بذلك أسعد كثيرين وجعل حياتهم أفضل، وأعمال الرحمة تلك وإن تناساها البشر لا ينساها الله الذي قال "طوبى للرحماء. لأنهم يرحمون  متى 5: 7".

 بصيرة ثاقبة...ذكاء حاد... بساطة قلب ....محبة تغمر الجميع... صفات قليلة جدًا يمكن من خلالها التعبير عن بعض مما كان عليه راحلنا الغالي من صفات، وأشكر الحياة التي جمعتني بذلك الرجل العظيم القبطي الأصيل لمدة تقترب من العشر سنوات وكم أستفدت من خبرته بالحياة وتعلمت منه الكثير،بل أنني يمكنني القول أنه حتى المختلفين مع توجه الرجل وأفكاره كانوا يحترمونه ويقدرونه ليقينهم من أن ذلك الرجل كان صادق وحقيقي في كل ما أعلن من أفكار لم يكن متلون أو مدعي لم يرغب في مجد أو شهرة أو نجاح أو زعامة فكل ذلك كان له وأكثر بكثير قبل 2004 بسنوات طويلة.  الكلمات يؤلمني الآن إستكمال إستخدامها لرثاء رجل قام بتغيير مجري حياتي وأدخل لها الكثير من الحيوية من خلال الإرتباط بمجال ساخن متعلق بالأوضاع داخل الوطن مصر. م. عدلى كم أنا سعيد لمعرفتي بك و حزين لفراقك، لكن لا يسعني سوى أن أقدم العزاء لأسرتك الكريمة طالبًا من الله أن يشملهم برعايته في تلك الأوقات العصيبة، ويقدم لهم العزاء من سماءه لقلوبهم وكلنا ثقة أنك الآن بين أحضان القديسين فأذكرنا أمامهم إلى حين لقاءهم معك.

**********************

صراع على كعكة "الوديعة" التي تركها باسم الأقباط متحدون..أقباط المهجر يطالبون بدفن عدلي أبادير بمصر والسلطات ترفض

يوسف المصري (المصريون)   |  01-01-2010

 كثفت قيادات المنظمات القبطية بالمهجر من اتصالاتها بالجانب المصري أملاً في إقناعها بدفن عدلي أبادير في مصر باعتباره مصرياً في الأساس قبل أن يهاجر إلي سويسرا إلا أن طلبهم قوبل برفض قاطع . وكان أبادير قد توفي في سويسرا بعد صراع مع المرض مساء الخميس الماضي . هذا وقد فتحت وفاة " الأب الروحي لأقباط المهجر " البابا واسعاً للصراع على كعكة الوديعة التي تركها باسم " منظمة الأقباط متحدون " في أحد بنوك سويسرا والتي تقدر بمليارات الدولارات ، حيث يتصارع على الزعامة من بعده عدة مرشحين أبرزهم عزت بولس رئيس تحرير الأقباط متحدون ، ومدحت قلادة المتحدث باسم أبادير ، فضلاً عن كميل حليم رئيس التجمع القبطي الأمريكي وتلميذ أبادير النجيب .

كما يمتلك أبادير قناة " كيمي " الفضائية التي تبث على القمر الأوروبي والتي أطلقها تحت شعار " حب مصر هو الحل " وذلك بالتعاون مع التليفزيون السرياني Suryoyo Sat والتي انطقلت من سويسرا بهدف كشف مساوئ النظام مع المسيحيين بمصر، ومواجهة تغلغل جماعة الإخوان المسلمين ومنعها من الوصول إلى الحكم .

 وبعد مرور فترة من بث القناة – تجريبياً - تقدم نادر سيدراك المدير السابق لقناة «كيمي» في قسم شرطة مصر الجديدة بمحضر برقم 6717 للمطالبة بحقوقه المادية والأدبية مما حدا بشرطة المصنفات الفنية لمداهمة مقر أستوديو القناة في عمارات العبور وذلك لأن القناة التي بدأت البث التجريبي لها ، قبل حصولها علي ترخيص تأسيس شركة للإنتاج الفني أو عضوية غرفة صناعة السينما و هي التراخيص الواجب استخراجها قبل بدء العمل في أي قناة تليفزيونية والتي تمنح القنوات إمكانية التصوير في الأماكن العامة أو المنشآت و مؤسسات الدولة.

واكتشفت شرطة المصنفات أن مقر الاستوديوهات جزء من مقر شركة (بان ترونك) المملوكة لنشأت حبيب جرجس وهو شقيق مدحت قلادة الذراع اليمني لعدلي أبادير المقيم في سويسرا. وتم القبض علي نشأت حبيب صاحب شركة «بان ترونك» وعزت بولس وهو المسئول الأول في موقع «أقباط متحدون» الذي يملكه عدلي أبادير علي شبكة الانترنت و بيتر عزت (مصور).

يذكر أن عدلي أبادير أشهر معارض في أقباط المهجر للنظام في مصر، ويحرص في السنوات الأخيرة على تنظيم العديد من المؤتمرات في دول غربية تزعم "اضطهاد وسلب حقوق الأقباط في مصر" حيث يدعو ممثلين للأقليات العرقية والدينية الأخرى للحضور بما يشوه صورة مصر بالخارج ويظهرها وكأنها تقتل الأقباط في الشوارع ، كما شاركت شخصيات نوبية (من جنوب مصر) وبهائية مصرية في مؤتمر نظمه بمدينة زيورخ في سويسرا حول "حقوق الأقليات" في مصر المنعقد في صيف 2007.

أقباط المهجر يتوافدون لحضور جنازة "أبادير" بسويسرا.. والكنيسة المصرية لم تصدر أى بيانات أو إشارات للعزاء

اليوم السابع الجمعة، 1 يناير 2010 - كتب جمال جرجس المزاحم

توافد عشرات من أعضاء المنظمات القبطية إلى سويسرا للمشاركة فى تشييع جنازة عدلى أبادير، الناشط القبطى بالخارج، فى الوقت الذى لم تخرج أى بيانات أو إشارات من الكنيسة القبطية بالقاهرة لنعى الراحل الذى توفى ظهر أمس، الخميس، بأحد المستشفيات السويسرية بعد رحلة صراع شديدة مع المرض. وأكدت مصادر مقربة من الراحل أن الصلاة ستكون بالكنيسة الأرثوذكسية التابع لها، مؤكدة على عدم تحديد ميعاد جنازته حتى الآن، مبررا عدم تحديد الميعاد طبقا لإجراءات القانون السويسرى. وأضافت المصادر أنه سيبدأ توافد أقارب الراحل والمنظمات القبطية التابعة لأقباط المهجر، خلال الأيام القادمة لحضور جنازته. وأكد سمير حليم، رئيس الهيئة القبطية الأمريكية وأحد زعماء أقباط المهجر، أنه علم بوفاة عدلى أبادير، وأنه يعد للسفر خلال الأيام القادمة لحضور الجنازة، مشيرا إلى أن أبادير هو الأب الروحى وزعيم أقباط المهجر، فيما أوضح بهاء رمزى، رئيس الهيئة القبطية الهولندية، أنه لم يعلم خبر وفاته، وأنه سيتوجه لحضور الجنازة، مؤكدا أن أبادير رمز من رموز القضية القبطية، وله الكثير من الإنجازات. وأعرب مدحت قلادة، الناشط القبطى بسويسرا وأحد المقربين للراحل، عن حزنه الشديد لوفاته، لأنه كان أبا للجميع، وهو رمز أمين فى القضية القبطية التى وصل بها إلى العالمية. وأشار رئيس هيئة أقباط النمسا إلى أنه كان لا يعلم خبر الوفاة، مشيرا إلى أنه من الممكن السفر لحضور الجنازة.

أسرة " أبادير" تتراجع عن إقامة العزاء بالقاهرة

اليوم السابع الجمعة، 1 يناير 2010  الكتب دندراوى الهوارى

 قررت أسرة الراحل عدلى أبادير، الناشط القبطى الذى وافته المنية أمس، تراجعها عن إقامة العزاء بالقاهرة، بعد تدخل عدد من نشطاء الأقباط بالخارج، نظراً للمعاناة الكبيرة التى سيتكبدها هؤلاء فى السفر للقاهرة، على أن يقام العزاء بسويسرا مقر دفن الراحل. كما أوضحت أسرة أبادير أن معظم الأسرة يقيمون فى أمريكا وسويسرا ولا يوجد إلا شقيق أبادير فقط بالقاهرة، ومن ثم فإن الأسرة خضعت لرغبات الأغلبية التى طالبت بإقامة العزاء فى سويسرا.

أقباط المهجر يستعدون لتنظيم جنازة ضخمة لعدلى أبادير فى سويسرا.. والمواقع الإلكترونية تتحول إلى ساحة عزاء

المصرى اليوم   كتب   عمرو بيومى    ٢/ ١/ ٢٠١٠

 تستعد منظمات أقباط المهجر لتنظيم جنازة ضخمة فى سويسرا غداً، لعدلى أبادير، رئيس منظمة «الأقباط متحدون»، الذى وافته المنية قبل ساعات قليلة من انتهاء عام ٢٠٠٩، أمس الأول، بعد سنوات طويلة من الصراع مع المرض عن عمر يناهز ٨٨ عاماً. وأعلنت المنظمات عن إقامة سرادق العزاء فى زيورخ، بحضور قيادات المؤسسات القبطية فى الخارج، والتى تعتبر أبادير الأب الروحى لها، وتوقفت أغلب هذه المنظمات عن بث الأخبار على مواقعها الإلكترونية، مكتفية بتحويل الصفحات الرئيسية إلى ساحة عزاء. وتوقع أحد أعضاء المنظمة فى مصر، أن يتولى عزت بولس، رئيس تحرير موقع «الأقباط متحدون» الإلكترونى، الإشراف على المنظمة، خاصة أنه كان المشرف عليها فى فترة مرض أبادير الأخيرة. وقال المصدر: «تنازل أبادير قبل وفاته عن رئاسة المنظمة إلى ابنته الدكتورة ماجدة، لكن خبرة بولس تؤهله ليكون الرجل الأول بها، خاصة أنه مقيم فى سويسرا».

رحيل‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏عميد‏ ‏أقباط‏ ‏المهجر‏

جريدة وطنى 4/1/2010م  كتب‏ ‏نادر‏ ‏شكري ونحن‏ ‏نودع‏ ‏عام‏2009

‏رحل‏ ‏عن‏ ‏عالمنا‏ ‏الخميس‏ ‏الماضي‏ ‏بزيورخ‏ ‏في‏ ‏سويسرا‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏عميد‏ ‏أقباط‏ ‏المهجر‏ ‏عن‏ ‏عمر‏ ‏يناهز‏ 88‏عاما‏ ‏بعد‏ ‏رحلة‏ ‏معاناة‏ ‏طويلة‏ ‏مع‏ ‏المرض‏.‏ نشأ‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏في‏ ‏أسرة‏ ‏قبطية‏ ‏في‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏وتخرج‏ ‏مهندسا‏ ‏وأسس‏ ‏شركة‏ ‏ناسيتا‏ ‏لمنتجات‏ ‏الكاوتشوك‏,‏ثم‏ ‏هاجر‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏إلي‏ ‏سويسرا‏ ‏في‏ ‏ستينيات‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏ ‏حيث‏ ‏ازدهرت‏ ‏أعماله‏ ‏بين‏ ‏مصر‏ ‏وسويسرا‏.‏ حمل‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏داخل‏ ‏هموم‏ ‏أقباط‏ ‏مصر‏ ‏وما‏ ‏يعانونه‏ ‏من‏ ‏فرز‏ ‏وما‏ ‏يتعرضون‏ ‏من‏ ‏تيارات‏ ‏تعصب‏ ‏واعتداءات‏ ‏بدءا‏ ‏من‏ ‏ستينيات‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏.‏ وقدم‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الخطوات‏ ‏الإيجابية‏ ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏الدفاع‏ ‏عن‏ ‏قضاياهم‏ ‏ومشكلاتهم‏,‏حيث‏ ‏عقد‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المؤتمرات‏ ‏زيورخ‏ ‏بسويسرا‏ ‏في‏ ‏واشنطن‏ ‏بالولات‏ ‏المتحدة‏ ‏لمناقشة‏ ‏سبل‏ ‏الوصول‏ ‏لحلول‏ ‏فعلية‏ ‏لتدعيم‏ ‏وترسيخ‏ ‏مبادئ‏ ‏المواطنة‏ ‏بين‏ ‏المصريين‏ ‏ومناهضة‏ ‏التمييز‏ ‏الديني‏ ‏ضد‏ ‏الأقليات‏ ‏الدينية‏ ‏بالشرق‏ ‏الأوسط‏,‏وقام‏ ‏بتأسيس‏ ‏الموضع‏ ‏الإلكترونيالأقباط‏ ‏متحدونللاهتمام‏ ‏بطرح‏ ‏قضايا‏ ‏ومشكلات‏ ‏الأقباط‏ ‏في‏ ‏مصر‏.‏ ‏**‏وطني تودع‏ ‏للسماء‏ ‏الراحل‏ ‏العظيم‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أباديرأحد‏ ‏مجموعة‏ ‏الرعيل‏ ‏الأول‏ ‏لمؤسس‏ ‏الجريدة‏ ‏والصديق‏ ‏الحميم‏ ‏المقرب‏ ‏من‏ ‏الأستاذ‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم‏,‏وستظل‏ ‏وطنيتذكر‏ ‏للمهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏حبه‏ ‏لمصر‏ ‏وغيرته‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏وجهوده‏ ‏الدؤوبة‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏إعلان‏ ‏حقوق‏ ‏المواطنة‏ ‏ومحاربة‏ ‏التعصب‏ ‏والفرز‏.‏

*********

كانت‏ ‏عطاياه‏ ‏بغير‏ ‏حدود‏ ‏للمسلمين‏ ‏والأقباط نادر شكري
شيعت‏ ‏الخميس‏ ‏الماضي‏ ‏بكنيسة‏ '‏تسليكون‏' ‏بمدينة‏ ‏زيورخ‏ ‏بسويسرا‏ ‏جنازة‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏يوسف‏ ‏عميد‏ ‏أقباط‏ ‏المهجر‏ ‏الذي‏ ‏وافته‏ ‏المنية‏
جريدةة وطنى  ‏الخميس‏ 31 ‏ديسمبر‏ 2009
‏وسط‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏الحزن‏ ‏والألم‏ ‏لرحيل‏ ‏شخصية‏ ‏قدمت‏ ‏وأعطت‏ ‏الكثير‏, ‏ودعت‏ ‏القلوب‏ ‏من‏ ‏مختلف‏ ‏دول‏ ‏العالم‏ ‏جثمان‏ ‏الفقيد‏ ‏إلي‏ ‏مثواه‏ ‏الأخير‏ ‏وسط‏ ‏آهات‏ ‏وذكريات‏ ‏لم‏ ‏ولن‏ ‏تنسي‏ ‏تلك‏ ‏اللحظات‏ ‏الذي‏ ‏يذكر‏ ‏فيها‏ ‏اسم‏ ‏عميد‏ ‏أقباط‏ ‏المهجر‏ ‏والأب‏ ‏الروحي‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يحمل‏ ‏من‏ ‏الصفات‏ ‏والأعمال‏ ‏الكثير‏. '‏وطني‏' ‏تنعي‏ ‏الفقيد‏ ‏الذي‏ ‏يمثل‏ ‏واحدا‏ ‏من‏ ‏الرعيل‏ ‏الأول‏ ‏لتأسيس‏ ‏الجريدة‏.. ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏نرصد‏ ‏ومواقف‏ ‏من‏ ‏حياة‏ ‏الراحل‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وبالخارج‏ ‏ونكشف‏ ‏تفاصيل‏ ‏تنشر‏ ‏للمرة‏ ‏الأولي‏ ‏عن‏ ‏حياته‏, ‏كما‏ ‏نعرض‏ ‏كلمات‏ ‏وأحاديث‏ ‏لشخصيات‏ ‏وأصدقاء‏ ‏وشهود‏ ‏عيان‏ ‏من‏ ‏مختلف‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏ ‏لمن‏ ‏عايشوا‏ ‏ولمسوا‏ ‏مواقف‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏العميد‏, ‏وأكدوا‏ ‏علي‏ ‏مشاركتهم‏ ‏في‏ ‏نعيه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الملف‏ ‏تكريما‏ ‏وعرفانا‏ ‏لشخص‏ ‏حقق‏ ‏نجاحات‏ ‏عديده‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏العملي‏ ‏الشخصي‏ ‏والوطني‏ ‏والدولي‏.‏
في‏ ‏المنيا‏.. ‏بدأت‏ ‏حياته
عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏يوسف‏ ‏نعمان‏ ‏اسمه‏ ‏بالكامل‏ ‏من‏ ‏مواليد‏ 1920, ‏ينحدر‏ ‏من‏ ‏أسرة‏ ‏صعيدية‏ ‏كبيرة‏ ‏فهو‏ ‏ابن‏ ‏المستشار‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏أحد‏ ‏القضاة‏ ‏المعروفين‏ ‏في‏ ‏عصره‏, ‏ووالدته‏ ‏السيدة‏ ‏سنية‏ ‏كيرلس‏ ‏حزين‏ ‏حفيدة‏ ‏كيرلس‏ ‏باشا‏ ‏أحد‏ ‏باشوات‏ ‏مركز‏ ‏ديرمواس‏ ‏بمحافظة‏ ‏المنيا‏, ‏وصاحب‏ ‏إقطاعية‏ ‏واسعة‏, ‏وكانت‏ ‏عائلتها‏ ‏وشقيقها‏ ‏حشمت‏ ‏باشا‏ ‏من‏ ‏الوطنيين‏ ‏الذين‏ ‏ساهموا‏ ‏في‏ ‏مقاومة‏ ‏الاحتلال‏ ‏الإنجليزي‏ ‏آنذاك‏.‏
وأنجب‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏أربعة‏ ‏أبناء‏ ‏هم‏ ‏أنور‏ ‏وعدلي‏ ‏وماهر‏ ‏وابنة‏ ‏هي‏ ‏برتا‏ ‏أبادير‏, ‏وكان‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏يعيش‏ ‏بقرية‏ ‏شرموخ‏ ‏التابعة‏ ‏لمركز‏ ‏ملوي‏ ‏حتي‏ ‏تزوج‏ ‏بالسيدة‏ ‏سنية‏ ‏فقام‏ ‏ببناء‏ ‏قصر‏ ‏كبير‏ ‏بإقطاعية‏ ‏مجاورة‏ ‏للقرية‏ ‏سميت‏ ‏بعزبة‏ '‏أبادير‏' ‏ترعرع‏ ‏فيها‏ ‏أبناؤه‏ ‏وبعدها‏ ‏انتقل‏ ‏الأبناء‏ ‏للدراسة‏ ‏والتعليم‏ ‏بالقاهرة‏ ‏حيث‏ ‏حصل‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏علي‏ ‏بكالوريوس‏ ‏الهندسة‏ ‏جامعة‏ ‏القاهرة‏ ‏في‏ ‏يونية‏ 1941‏م‏ ‏وعمل‏ ‏خلال‏ ‏عامي‏ 1941 ‏و‏1942 ‏م‏.‏
انتقلت‏' ‏وطني‏' ‏إلي‏ ‏محافظة‏ ‏المنيا‏ ‏لرصد‏ ‏وتوثيق‏ ‏نشأة‏ ‏الراحل‏ ‏حيث‏ ‏تلقي‏ ‏أهل‏ ‏بلدته‏ ‏من‏ ‏المسلمين‏ ‏والأقباط‏ ‏نبأ‏ ‏وفاته‏ ‏بحزن‏ ‏شديد‏ ‏لما‏ ‏يكنون‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏حب‏ ‏وفخر‏ ‏داخل‏ ‏قلوبهم‏ ‏وكانت‏ ‏البداية‏ ‏من‏ ‏مركز‏ ‏ديرمواس‏ ‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏والدته‏ ‏تعيش‏ ‏في‏ ‏قصر‏ ‏والدها‏ ‏كيرلس‏ ‏باشا‏ ‏مع‏ ‏شقيقها‏ ‏الوحيد‏ ‏حشمت‏ ‏باشا‏ ‏الذي‏ ‏كانت‏ ‏له‏ ‏دائرة‏ ‏تسمي‏ ‏باسمه‏.‏
كان‏ ‏من‏ ‏الصعوبة‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏أشخاص‏ ‏عايشوا‏ ‏فترة‏ ‏خاله‏ ‏ووالدته‏ ‏نظرا‏ ‏لوفاة‏ ‏من‏ ‏يناظرونهما‏ ‏في‏ ‏العمر‏ ‏ولكن‏ ‏بعد‏ ‏التقصي‏ ‏علمنا‏ ‏بوجود‏ ‏شخص‏ ‏يدعي‏ ‏موسي‏ ‏روفائيل‏ ‏كان‏ ‏وكيل‏ ‏دائرتهم‏ ‏آنذاك‏ ‏فتوجهنا‏ ‏إليه‏ ‏حيث‏ ‏يقطن‏ ‏بأحد‏ ‏شوارع‏ ‏دير‏ ‏مواس‏ ‏واستقبلنا‏ ‏بحفاوة‏ ‏وحب‏ ‏يحمله‏ ‏من‏ ‏الزمن‏ ‏الجميل‏.‏
كان‏ ‏موسي‏ ‏من‏ ‏مواليد‏ 1928 ‏وعمل‏ ‏طوال‏ ‏حياته‏ ‏مع‏ ‏حشمت‏ ‏باشا‏ ‏وتقابل‏ ‏مع‏ ‏الراحل‏ ‏بقصره‏, ‏ورغم‏ ‏أنه‏ ‏فقد‏ ‏بصره‏ ‏مؤخرا‏ ‏ويكاد‏ ‏يسمع‏ ‏بصعوبة‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏ذاكرته‏ ‏لم‏ ‏تهتز‏ ‏لشيخوخته‏ ‏ففي‏ ‏بداية‏ ‏حديثه‏ ‏أشاد‏ ‏بـ‏'‏وطني‏' ‏وتحدث‏ ‏عن‏ ‏ذكريات‏ ‏ومقابلات‏ ‏له‏ ‏مع‏ ‏الراحل‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم‏ ‏ثم‏ ‏أبدي‏ ‏حزنه‏ ‏لوفاة‏ ‏العميد‏ ‏وهو‏ ‏يقول‏ '‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏كان‏ ‏رجلا‏ ‏والرجال‏ ‏قليلون‏ ' ‏ثم‏ ‏بدأ‏ ‏يحكي‏ ‏تاريخ‏ ‏العائلة‏:‏
حشمت‏ ‏باشا‏ ‏من‏ ‏مواليد‏ 1902 ‏وكان‏ ‏يتعلم‏ ‏بالقاهرة‏ ‏ولكن‏ ‏بعد‏ ‏وفاة‏ ‏والده‏ ‏كيرلس‏ ‏باشا‏ ‏عام‏ 1919 ‏عاد‏ ‏ليباشر‏ ‏أعماله‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏يملك‏ ‏وشقيقته‏ ‏سنية‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 700 ‏فدان‏ ‏وكانت‏ ‏دائرته‏ ‏تسمي‏ ‏باسمه‏ ‏ويقطن‏ ‏بقصره‏ ‏الذي‏ ‏مازال‏ ‏قائما‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏ ‏ثم‏ ‏تبرع‏ ‏به‏ ‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏لمطرانية‏ ‏ديرمواس‏.‏
وعرفت‏ ‏عائلة‏ ‏حشمت‏ ‏عام‏ 1938 ‏حيث‏ ‏كنت‏ ‏أقوم‏ ‏بأعمال‏ ‏شراء‏ ‏وبيع‏ ‏المحاصيل‏ ‏وهي‏ ‏عائلة‏ ‏كريمة‏ ‏وكانت‏ ‏علاقاتهم‏ ‏طيبة‏ ‏بالمسئولين‏ ‏وعطفهم‏ ‏واضح‏ ‏علي‏ ‏جميع‏ ‏الفقراء‏ ‏مسلمين‏ ‏وأقباط‏ ‏مثل‏ ‏شأن‏ ‏المسيحيين‏ ‏في‏ ‏عهدهم‏, ‏وكان‏ ‏حشمت‏ ‏من‏ ‏الأشخاص‏ ‏المتواضعين‏ ‏المحبين‏ ‏للجميع‏ ‏ودائما‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يقيم‏ ‏حفلا‏ ‏كبيرا‏ ‏في‏ ‏الأعياد‏ ‏يدعو‏ ‏له‏ ‏مسئولي‏ ‏الدولة‏, ‏وعندما‏ ‏قامت‏ ‏ثورة‏ ‏يوليو‏ 1952 ‏تم‏ ‏اقتطاع‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏أرضه‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قام‏ ‏بإعطاء‏ ‏ميراث‏ ‏لشقيقته‏ ‏سنية‏ ‏وبناته‏ ‏السيدة‏ ‏هدي‏ ‏والسيدة‏ ‏سميرة‏.‏
أضاف‏ ‏حامل‏ ‏الذكريات‏ ‏موسي‏ ‏روفائيل‏: '‏كانت‏ ‏سنية‏ ‏هانم‏ ‏شريكة‏ ‏أساسية‏ ‏وعلاقتها‏ ‏قوية‏ ‏بشقيقها‏ ‏وكانت‏ ‏ذات‏ ‏كرم‏ ‏وسخاء‏ ‏كبير‏ ‏فعندما‏ ‏كانت‏ ‏تأتي‏ ‏لدير‏ ‏مواس‏ ‏بعد‏ ‏زواجها‏ ‏من‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏كانت‏ ‏تقدم‏ ‏المعونة‏ ‏للفقراء‏ ‏بسخاء‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تدخل‏ ‏القصر‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأسر‏ ‏الفقيرة‏ ‏أمام‏ ‏القصر‏ ‏فتخرج‏ ‏من‏ ‏حقيبتها‏ ‏مالا‏ ‏وتقدم‏ ‏لهم‏ ‏ما‏ ‏يكفيهم‏ ‏طوال‏ ‏العام‏ ‏وكانت‏ ‏ما‏ ‏تخرجه‏ ‏آنذاك‏ ‏يمثل‏ ‏رأس‏ ‏مال‏ ‏أكبر‏ ‏تجار‏ ‏المدينة‏!‏
وعدلي‏ ‏بيه‏ ‏لا‏ ‏يختلف‏ ‏عن‏ ‏والدته‏ ‏في‏ ‏الكرم‏ ‏والوفاء‏ ‏حيث‏ ‏تقابلت‏ ‏معه‏ ‏بقصرهم‏ ‏بعزبة‏ ‏أبادير‏ ‏مرتين‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يزور‏ ‏العزبة‏ ‏كل‏ ‏ثلاثة‏ ‏شهور‏ ‏نظرا‏ ‏لارتباطه‏ ‏بأعماله‏ ‏بشركة‏ ‏ناسيتا‏ ‏آنذاك‏ ‏وزواجه‏ ‏بالسيده‏ ‏ثريا‏ ‏كريمة‏ ‏بباوي‏ ‏باشا‏ ‏أحد‏ ‏أعيان‏ ‏مركز‏ ‏سمالوط‏ ‏وأنجب‏ ‏ثلاثة‏ ‏أبناء‏ ‏هم‏ ‏شهيرة‏ ‏وماجدة‏ ‏وشريف‏.‏
لم‏ ‏يستمر‏ ‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏كثيرا‏ ‏بمصر‏ ‏بعد‏ ‏تعرضه‏ ‏للاتهام‏ ‏ظلما‏ ‏في‏ ‏قضية‏ ‏ملفقة‏ ‏في‏ ‏الثمانينيات‏ ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏بعدها‏ ‏وتولي‏ ‏متابعة‏ ‏أعماله‏ ‏بمصر‏ ‏شقيقه‏ ‏الدكتور‏ ‏ماهر‏ ‏أبادير‏, ‏فهاجر‏ ‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏لسويسرا‏ ‏لكن‏ ‏قلبه‏ ‏كان‏ ‏مع‏ ‏مصر‏ ‏يشعر‏ ‏بمشاعرها‏ ‏ويمد‏ ‏يد‏ ‏العون‏ ‏لكل‏ ‏محتاج‏ ‏فكم‏ ‏من‏ ‏أسر‏ ‏كان‏ ‏يعولها‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يعلن‏ ‏عن‏ ‏ذلك‏ ‏آخذا‏ ‏بكلام‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏: ‏فأبوك‏ ‏الذي‏ ‏يري‏ ‏في‏ ‏الخفاء‏ ‏هو‏ ‏يجازيك‏ ‏علانية‏ ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏أقوله‏ ‏حزنا‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏أن‏ ‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏يمتاز‏ ‏بالوفاء‏ ‏والأمانة‏ ‏لمصر‏ ‏وللأقباط‏ ‏فرغم‏ ‏هجرته‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏عاش‏ ‏بقلبه‏ ‏وفكره‏ ‏لوطنه‏ ‏فهو‏ ‏مصري‏ ‏صعيدي‏ ‏لم‏ ‏تنسه‏ ‏سويسرا‏ ‏أو‏ ‏المال‏ ‏والمناصب‏ ‏حبه‏ ‏لمصر‏ ‏وعطاءه‏ ‏للمحتاجين‏ ‏فرحمة‏ ‏الله‏ ‏عليه‏.‏
وفي‏ ‏شرموخ
تركنا‏ ‏عم‏ ‏موسي‏ ‏روفائيل‏ ‏بكل‏ ‏ما‏ ‏قدمه‏ ‏من‏ ‏حكايات‏ ‏طويلة‏ ‏عن‏ ‏عائلة‏ ‏حشمت‏ ‏وأبادير‏ ‏باشا‏ ‏وركبنا‏ ‏سيارة‏ ‏إلي‏ ‏قرية‏ '‏شرموخ‏' ‏مسقط‏ ‏رأس‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏وعند‏ ‏نزولنا‏ ‏أوقفنا‏ ‏شخصا‏ ‏لنسأله‏ ‏عن‏ ‏قصر‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏فأشار‏ ‏إلي‏ ‏وسط‏ ‏القرية‏ ‏وتوقفنا‏ ‏لالتقاط‏ ‏بعض‏ ‏الصور‏ ‏للقصر‏ ‏وتقابلنا‏ ‏مع‏ ‏الحاج‏ ‏مصطفي‏ ‏شرموخ‏ ‏شقيق‏ ‏عمدة‏ ‏القرية‏ ‏الذي‏ ‏قال‏ ‏لنا‏:‏
أبادير‏ ‏باشا‏ ‏نشأ‏ ‏بهذه‏ ‏القرية‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يتزوج‏ ‏من‏ ‏عائلة‏ ‏حشمت‏ ‏باشا‏ ‏وأنشأ‏ ‏عزبة‏ ‏أبادير‏ ‏التابعة‏ ‏لقريتنا‏ ‏ولا‏ ‏يعيش‏ ‏الآن‏ ‏بقريتتنا‏ ‏أقارب‏ ‏للراحل‏ ‏سوي‏ ‏المهندس‏ ‏راتب‏ ‏وديع‏ ‏عقيل‏ ‏نعمان‏ ‏ابن‏ ‏العمومة‏ ‏ومنير‏ ‏الخشت‏ ‏قريب‏ ‏من‏ ‏الدرجة‏ ‏الرابعة‏ ‏لوالدة‏ ‏الراحل‏ ‏وهناك‏ ‏ابنة‏ ‏شقيقته‏ ‏الدكتور‏ ‏ليلي‏ ‏التي‏ ‏تملك‏ ‏منزلا‏ ‏بالقرية‏ ‏وتأتي‏ ‏من‏ ‏القاهرة‏ ‏من‏ ‏حين‏ ‏لآخر‏ ‏حيث‏ ‏قامت‏ ‏منذ‏ 15 ‏عاما‏ ‏بإنشاء‏ ‏جمعية‏ ‏شرموخ‏ ‏للتنمية‏ ‏المحلية‏ ‏وكانت‏ ‏تقوم‏ ‏ببعض‏ ‏أعمال‏ ‏التنمية‏ ‏منذ‏ ‏سنوات‏.‏
كانت‏ ‏ساعات‏ ‏الليل‏ ‏اقتربت‏ ‏عند‏ ‏حديثنا‏ ‏فقام‏ ‏الحاج‏ ‏مصطفي‏ ‏باصطحابنا‏ ‏بسيارته‏ ‏إلي‏ ‏عزبة‏ '‏أبادير‏' ‏التي‏ ‏تبعد‏ ‏عن‏ ‏قريتهم‏ ‏مسافة‏ 3 ‏كم‏ ‏وعند‏ ‏وصولنا‏ ‏شاهدنا‏ ‏قصر‏ ‏الراحل‏ ‏الشامخ‏ ‏بالعمارة‏ ‏والطراز‏ ‏المتميزين‏ ‏وهو‏ ‏مقام‏ ‏علي‏ ‏مساحة‏ ‏ثلاثة‏ ‏أفدنة‏ ‏ويحيط‏ ‏به‏ ‏سور‏ ‏طويل‏ ‏فقمنا‏ ‏بالتجول‏ ‏حول‏ ‏القصر‏ ‏المغلق‏ ‏الذي‏ ‏آلت‏ ‏ملكيته‏ ‏لشخص‏ ‏آخر‏ ‏والتقطنا‏ ‏بعض‏ ‏الصور‏ ‏والتف‏ ‏حولنا‏ ‏بعض‏ ‏أبناء‏ ‏المزارعين‏ ‏وخفر‏ ‏كان‏ ‏يعمل‏ ‏أجدادهم‏ ‏بأراضي‏ ‏عائلة‏ ‏ابادير‏ ‏وتحدث‏ ‏بعضهم‏ ‏عن‏ ‏مواقف‏ ‏كانوا‏ ‏يسمعونها‏ ‏من‏ ‏آبائهم‏ ‏عن‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يغدق‏ ‏بعطفه‏ ‏وكرمه‏ ‏عليهم‏ ‏دون‏ ‏تمييز‏.‏
العمدة‏ ‏أحمد‏: ‏حبه‏ ‏لمصر‏ ‏يستوعب‏ ‏الكثير
عدنا‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏إلي‏ ‏قرية‏ ‏شرموخ‏ ‏حيث‏ ‏اصطحبنا‏ ‏شقيق‏ ‏العمده‏ ‏إلي‏ '‏دار‏ ‏العمدة‏ ‏الكبير‏ ‏وسط‏ ‏القرية‏' ‏والتقينا‏ ‏به‏ ‏وعندما‏ ‏علم‏ ‏بوفاة‏ ‏م‏. ‏عدلي‏ ‏أصابه‏ ‏الذهول‏ ‏ومشاعر‏ ‏الألم‏ ‏وهو‏ ‏يقول‏ '‏ده‏ ‏خسارة‏ ‏كبيرة‏'.‏
جلسنا‏ ‏مع‏ ‏العمدة‏ ‏أحمد‏ ‏محمد‏ ‏يوسف‏ ‏شرموخ‏ ‏ليروي‏ ‏لنا‏ ‏تفاصيل‏ ‏عن‏ ‏حياة‏ ‏الراحل‏ ‏سمعها‏ ‏من‏ ‏والده‏ ‏وكان‏ ‏الصديق‏ ‏الحميم‏ ‏للمهندس‏ ‏عدلي‏ ‏قال‏:‏
كنت‏ ‏أسمع‏ ‏من‏ ‏والدي‏ ‏وعمي‏ ‏العمدة‏ ‏عن‏ ‏المستشار‏ ‏أبادير‏ ‏باشا‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏القضاة‏ ‏القلائل‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وعاش‏ ‏في‏ ‏قريتنا‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏ينتقل‏ ‏لعزبتهم‏ ‏التابعة‏ ‏لقريتنا‏ ‏ويبني‏ ‏قصره‏ ‏وقطنت‏ ‏حوله‏ 25 ‏أسرة‏ ‏مسلمة‏ ‏ومسيحية‏ ‏كان‏ ‏يرعاهم‏ ‏دائما‏ ‏وكانت‏ ‏لعدلي‏ ‏بيه‏ ‏علاقة‏ ‏قوية‏ ‏بوالدي‏ ‏منذ‏ ‏الشباب‏ ‏وكان‏ ‏خيره‏ ‏علي‏ ‏القرية‏ ‏رغم‏ ‏عدم‏ ‏تواجده‏ ‏باستمرار‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏يتردد‏ ‏من‏ ‏حين‏ ‏لآخر‏, ‏وكان‏ ‏والدي‏ ‏يذهب‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏فيلته‏ ‏بشارع‏ ‏عمر‏ ‏بن‏ ‏الخطاب‏ ‏بميدان‏ ‏الإسماعيلية‏ ‏بمصر‏ ‏الجديدة‏, ‏المرحوم‏ ‏شخص‏ ‏محبوب‏ ‏وابن‏ ‏بلد‏ ‏ونحن‏ ‏هنا‏ ‏في‏ ‏قريتنا‏ ‏افتقدناه‏ ‏لأننا‏ ‏كنا‏ ‏في‏ ‏أمس‏ ‏الحاجة‏ ‏إليه‏, ‏وأتذكر‏ ‏أنني‏ ‏توجهت‏ ‏له‏ ‏برسالة‏ ‏بإحدي‏ ‏الصحف‏ ‏منذ‏ ‏سنوات‏ ‏وقلت‏ ‏له‏ '‏أبناء‏ ‏بلدك‏ ‏في‏ ‏شرموخ‏ ‏في‏ ‏احتياج‏ ‏إليك‏' ‏ولو‏ ‏كان‏ ‏عدلي‏ ‏بيه‏ ‏عاش‏ ‏بمصر‏ ‏ما‏ ‏بقي‏ ‏شاب‏ ‏واحد‏ ‏عاطلا‏ ‏في‏ ‏قريته‏ ‏لأن‏ ‏إمكانياته‏ ‏وعقليته‏ ‏وحبه‏ ‏لمصر‏ ‏يستوعب‏ ‏الكثير‏ ‏فهو‏ ‏صورة‏ ‏مشرفة‏ ‏نفخر‏ ‏به‏ ‏نحن‏ ‏أبناء‏ ‏قريته‏.‏
أضاف‏ ‏العمد‏ ‏أحمد‏: ‏مصر‏ ‏خسرت‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏عندما‏ ‏زج‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏قضية‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏غني‏ ‏عنها‏ ‏لأن‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏ليس‏ ‏في‏ ‏حاجة‏ ‏لرشوة‏ ‏كما‏ ‏تم‏ ‏اتهامه‏ ‏فهو‏ ‏من‏ ‏أغني‏ ‏أغنياء‏ ‏مصر‏ ‏ولولا‏ ‏هذه‏ ‏القضية‏ ‏لنجح‏ ‏في‏ ‏إنشاء‏ ‏مشروع‏ ‏مصنع‏ ‏الورق‏ ‏بقوص‏ ‏وساهم‏ ‏في‏ ‏تنمية‏ ‏أبناء‏ ‏الصعيد‏ ‏وتغير‏ ‏مسارهم‏ ‏ونحن‏ ‏كنا‏ ‏متعاطفين‏ ‏معه‏ ‏لأننا‏ ‏نعلم‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏الشرفاء‏ ‏فهذه‏ ‏القضية‏ ‏الملفقة‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏خسارة‏ ‏لعدلي‏ ‏بيه‏ ‏بقدر‏ ‏خسارة‏ ‏لنا‏ ‏ولمصر‏ ‏ويكفي‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏إنه‏ ‏حتي‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏من‏ ‏فترة‏ ‏الثمانينيات‏ ‏لم‏ ‏تنجح‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏إنشاء‏ ‏هذا‏ ‏المصنع‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏ينوي‏ ‏إقامته‏ ‏الراحل‏ ‏وما‏ ‏أقوله‏ '‏خسارتنا‏ ‏فادحة‏ ‏في‏ ‏وفاته‏ ‏وكل‏ ‏من‏ ‏لم‏ ‏تعامل‏ ‏معه‏ ‏يحزن‏ ‏عليه‏ ‏لأنه‏ ‏فخر‏ ‏لمصر‏'.‏
تركنا‏ ‏العمدة‏ ‏وهو‏ ‏يقول‏: ‏كنت‏ ‏أتمني‏ ‏أن‏ ‏يدفن‏ ‏الراحل‏ ‏بمصر‏ ‏وذهبنا‏ ‏لقصر‏ ‏راتب‏ ‏وديع‏ '46 ‏عاما‏' ‏قريب‏ ‏العمومة‏ ‏للمهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏والتقينا‏ ‏أيضا‏ ‏منير‏ ‏جرجس‏ ‏جرجس‏' '75 ‏عاما‏' ‏وهو‏ ‏قريب‏ ‏من‏ ‏الدرجة‏ ‏الرابعة‏ ‏حيث‏ ‏عبر‏ ‏كل‏ ‏منهما‏ ‏عن‏ ‏الحزن‏ ‏لوفاة‏ ‏الراحل‏ ‏وقالا‏ ‏إنهما‏ ‏لم‏ ‏يعايشا‏ ‏الراحل‏ ‏لأنه‏ ‏عاش‏ ‏حياته‏ ‏بالخارج‏ ‏ولكنهما‏ ‏يعلمان‏ ‏بحياته‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الآباء‏ ‏وأنه‏ ‏كان‏ ‏صاحب‏ ‏شركة‏ ‏ناسيتا‏ ‏التي‏ ‏أنشأها‏ ‏عام‏ 1944 ‏وتضرر‏ ‏من‏ ‏قرارات‏ ‏عبدالناصر‏ ‏فسافر‏ ‏إلي‏ ‏الخارج‏ ‏نهاية‏ ‏الخمسينيات‏ ‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏للقاهرة‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏السبعينيات‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏للسفر‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏لسويسرا‏ ‏بعد‏ ‏قضيه‏ ‏عام‏ 1986 ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏بعدها‏ ‏لمصر‏.‏
****
مقالة‏ ‏للراحل‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم بتاريخ‏ 22 ‏يوليو‏ 1990‏
جريدة وطنى 12/1/2010
كان‏ ‏الراحل‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم‏ ‏عبر‏ ‏عن‏ ‏فرحته‏ ‏وصداقته‏ ‏الحميمة‏ ‏بالإفراج‏ ‏عن‏ ‏صديقه‏ ‏أبادير‏ ‏في‏ ‏مقالة‏ ‏بتاريخ‏ 22 / 7/ 1990 ‏بعنوان‏ '‏وافرحتاه‏' ‏كتب‏ ‏فيها‏: '‏في‏ ‏يوم‏ ‏الاثنين‏ ‏الماضي‏ 16/ 7/ 1990 ‏أصدرت‏ ‏محكمة‏ ‏أمن‏ ‏الدولة‏ ‏العليا‏ ‏حكمها‏ ‏ببراءة‏ ‏المتهمين‏ ‏في‏ ‏قضية‏ ‏رشوة‏ ‏الصناعة‏ ‏الكبري‏ ‏من‏ ‏التهم‏ ‏المنسوبة‏ ‏إليهم‏ ‏بعد‏ ‏إعادة‏ ‏محاكمتهم‏. ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏صدر‏ ‏الحكم‏ ‏ضدهم‏ ‏في‏ 12/ 8/ 1987 ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قبض‏ ‏عليهم‏ ‏في‏ 16/ 2/ .1986‏
وقد‏ ‏قبلت‏ ‏محكمة‏ ‏النقض‏ ‏الطعن‏ ‏المقدم‏ ‏منهم‏ ‏وحددت‏ ‏دائرة‏ ‏أخري‏ ‏لنظر‏ ‏القضية‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏أكتوبر‏ ‏الماضي‏ ‏واستمرت‏ ‏الجلسات‏ ‏حتي‏ ‏قضت‏ ‏المحكمة‏ ‏ببراءتهم‏, ‏وقالت‏ ‏في‏ ‏أسباب‏ ‏حكمها‏: ‏إن‏ ‏جريمة‏ ‏الاتفاق‏ ‏الجنائي‏ ‏لا‏ ‏أساس‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الدعوي‏, ‏وأنه‏ ‏لا‏ ‏عقاب‏ ‏علي‏ ‏النوايا‏ ‏ما‏ ‏دامت‏ ‏لم‏ ‏تنفذ‏ ‏ولم‏ ‏تتخذ‏ ‏أي‏ ‏مظهر‏ ‏خاطئ‏ ‏وبذلك‏ ‏تنهار‏ ‏التهم‏.‏
وعبر‏ ‏عن‏ ‏استيائه‏ ‏لما‏ ‏حدث‏ ‏قائلا‏: '‏إن‏ ‏الطريقة‏ ‏التي‏ ‏تم‏ ‏بها‏ ‏القبض‏ ‏علي‏ ‏هؤلاء‏ ‏المواطنين‏, ‏والتشهير‏ ‏الفظيع‏ ‏بهم‏ ‏في‏ ‏الصحف‏ ‏والمجلات‏, ‏والصور‏ ‏المخجلة‏ ‏التي‏ ‏نشرت‏ ‏لهم‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏وسائل‏ ‏الإعلام‏, ‏والتفتيشات‏ ‏الإرهابية‏ ‏التي‏ ‏جرت‏ ‏لمنازلهم‏ ‏ومكاتبهم‏, ‏والمؤتمرات‏ ‏الصحفية‏ ‏التي‏ ‏امتلأت‏ ‏بالاتهامات‏ ‏والتشنيعات‏ ‏جعلت‏ ‏قلوبنا‏ ‏تدمي‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أحباب‏ ‏وإخوة‏ ‏أعزاء‏.‏
وعبر‏ ‏عن‏ ‏فرحته‏ ‏لصديقه‏ ‏أبادير‏: '‏لقد‏ ‏تألم‏ ‏الآلاف‏ ‏لما‏ ‏حدث‏ ‏للأخ‏ ‏الحبيب‏ ‏والصديق‏ ‏العزيز‏ ‏المهندس‏ '‏عدلي‏ ‏أبادير‏' ‏للمعاملة‏ ‏السيئة‏ ‏والشاذة‏ ‏التي‏ ‏عومل‏ ‏بها‏.‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏أعطي‏ ‏لمجتمعه‏ ‏الكثير‏ ‏والكثير‏ ‏جدا‏ ‏من‏ ‏جده‏ ‏وماله‏, ‏كم‏ ‏ساعد‏ ‏وكم‏ ‏تحمل‏ ‏عبء‏ ‏المحتاجين‏ ‏والمرضي‏ ‏وهو‏ ‏فرح‏ ‏مسرور‏, ‏ناكرا‏ ‏ذاته‏ ‏رافضا‏ ‏ذكر‏ ‏اسمه‏. ‏كم‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏الاجتماعي‏ ‏بمبالغ‏ ‏طائلة‏ ‏تحت‏ ‏أسماء‏ ‏مستعارة‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏ ‏أحد‏ ‏عطاءه‏.‏
إني‏ ‏أعلم‏ ‏أنه‏ ‏سيغضب‏ ‏لذكر‏ ‏هذه‏ ‏الحقيقة‏ ‏الناصعة‏ ‏ولكن‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏أضع‏ ‏الحقيقة‏ ‏أمام‏ ‏الجميع‏, ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏النادر‏ ‏المثال‏ ‏عومل‏ ‏بهذه‏ ‏القسوة‏ ‏والمهانة‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏يتصورها‏ ‏مخلوق‏..‏
إن‏ ‏قلوبنا‏ ‏كانت‏ ‏تتفتت‏ ‏حزنا‏ ‏وألما‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏نكن‏ ‏نتصور‏ ‏أن‏ ‏يعانيه‏ ‏هذا‏ ‏الأخ‏ ‏الحبيب‏, ‏إن‏ ‏عشرات‏ ‏الآلاف‏ ‏كانوا‏ ‏يصلون‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏بلجاجة‏ ‏طالبين‏ ‏إظهار‏ ‏براءته‏ ‏ورفع‏ ‏هذه‏ ‏التجربة‏ ‏القاسية‏ ‏عنه‏, ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏أشد‏ ‏أيام‏ ‏التعذيب‏ ‏النفسي‏ ‏والتشهير‏ ‏والاضطهاد‏ ‏لم‏ ‏يهتز‏ ‏إيمانه‏ ‏بالله‏ ‏وببراءته‏ ‏شعرة‏ ‏واحدة‏ ‏ولا‏ ‏قيد‏ ‏أنملة‏... ‏فكان‏ ‏دائم‏ ‏الابتسام‏ ‏والتفاؤل‏. ‏إننا‏ ‏نسجد‏ ‏لله‏ ‏شكرا‏ ‏علي‏ ‏إظهاره‏ ‏للحق‏ ‏بهذا‏ ‏الحكم‏ ‏كما‏ ‏نقدم‏ ‏خالص‏ ‏التهاني‏ ‏القلبية‏ ‏الصادرة‏ ‏من‏ ‏عميق‏ ‏النفس‏ ‏إلي‏ ‏الأخ‏ ‏الحبيب‏ ‏والصديق‏ ‏العزيز‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏, ‏راجين‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏الصحة‏ ‏ودوام‏ ‏التوفيق‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏خطواته‏.‏
كان‏ ‏الراحل‏ ‏أنطون‏ ‏سيدهم‏ (1915- 1995) ‏ارتبط‏ ‏بصداقة‏ ‏حميمة‏ ‏مع‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏وربما‏ ‏تكون‏ ‏بداية‏ ‏أعمالهما‏ ‏نتيجة‏ ‏الطريق‏ ‏الواحد‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏الاقتصادي‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏أنطون‏ ‏لديه‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏الأعمال‏ ‏الاقتصادية‏ ‏وساهم‏ ‏في‏ ‏تأسيس‏ ‏بنك‏ ‏النيل‏ ‏وكان‏ ‏أبادير‏ ‏مهندسا‏ ‏ومؤسسا‏ ‏لشركة‏ ‏ناسيتا‏ ‏للكاوتشوك‏ ‏ولكن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏العمل‏ ‏المشترك‏ ‏بينهما‏ ‏فقد‏ ‏جمعهما‏ ‏عمل‏ ‏وفكر‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏يتعلق‏ ‏بقضايا‏ ‏المجتمع‏ ‏المصري‏ ‏عامة‏ ‏والأقباط‏ ‏خاصة‏ ‏ونتج‏ ‏عن‏ ‏فكرهما‏ ‏مع‏ ‏مجموعة‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏الوطنيين‏ ‏تأسيس‏ ‏جريدة‏ '‏وطني‏' ‏عام‏ 1958 ‏التي‏ ‏تصدر‏ ‏بشكل‏ ‏أسبوعي‏ ‏لتكون‏ ‏منبرا‏ ‏إعلاميا‏ ‏مهما‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ 50 ‏عاما‏, ‏ولذا‏ ‏كرمت‏ ‏جريدة‏ '‏وطني‏' ‏في‏ ‏احتفالها‏ ‏باليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏في‏ ‏نهاية‏ ‏عام‏ 2008 ‏اسم‏ ‏المهندس‏ ‏عدلي‏ ‏أبادير‏ ‏ضمن‏ ‏باقة‏ ‏الأوائل‏ ‏المكرمين‏ ‏تقديرا‏ ‏وعرفانا‏ ‏له‏ ‏لأنه‏ ‏يمثل‏ ‏الرعيل‏ ‏الأول‏ ‏لتأسيس‏ ‏الجريدة‏ ‏وسلم‏ ‏المهندس‏ ‏يوسف‏ ‏سيدهم‏ ‏درع‏ ‏التكريم‏ ‏للمهندس‏ ‏عزت‏ ‏بولس‏ ‏رئيس‏ ‏موقع‏ ‏الأقباط‏ ‏متحدون‏ ‏الذي‏ ‏سلمه‏ ‏للراحل‏ ‏الذي‏ ‏يمثل‏ ‏رابع‏ ‏المساهمين‏ ‏بالجريدة‏ ‏ودائما‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يعضدها‏ ‏حبا‏ ‏وإيمانا‏ ‏برسالتها‏.

 

This site was last updated 02/17/10