Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة أربع وستين وحصار الكعبة وموت يزيد بن معاوية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الخليفة يزيد بن معاوية
هدم الكعبة بالمنجانيق
سنة ستين بيعة يزيد
مسير الحسين للكوفة
مقتل الحسين
بقية أحداث سنة61
سنة اثنتين وستين
سنة63 ووقعة الحرة
سنة 64 وحصار الكعبة

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة أربع وستين
ذكر مسير مسلم لحصار ابن الزبير والكعبة وموته

فلما فرغ مسلم من قتال أهل المدينة ونهبها شخص بمن معه نحو مكة يريد ابن الزبير ومن معه، واستخلف على المدينة روح بن زنباع الجذامي، وقيل: استخلف عمرو بن مخرمة الأشجعي، فلما انتهى إلى المشلل نزل به الموت، وقيل: مات بثنية هرشى، فلما حضره الموت أحضر الحصين بن النمير وقال له: يابن برذعة الحمار! لو كان الأمر إلي ما وليتك هذا الجند، ولكن أمير المؤمنين ولاك. خذ عني أربعاً: أسرع السير، وعجل المناجزة، وعم الأخبار، ولا تمكن قرشياً من أذنك. ثم قال: اللهم إني لم أعمل قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله عملاً أحب إلي من قتلي أهل المدينة ولا أرجى عندي في الآخرة.
فلما مات سار الحصين بالناس فقدم مكة لأربع بقين من المحرم سنة أربع وستين وقد بايع أهلها وأهل الحجاز عبد الله بن الزبير واجتمعوا عليه، ولحق به المنهزمون من أهل المدينة، وقدم عليه نجدة بن عامر الحنفي في الناس من الخوارج يمنعون البيت، وخرج ابن الزبير إلى لقاء أهل الشام ومعه أخوه المنذر، فبارز المنذر رجلاً من أهل الشام فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربةً مات منها، ثم حمل أهل الشام عليهم حملةً انكشف منها أصحاب عبد الله، وعثرت بغلة عبد الله فقال: تعساً! ثم نزل فصاح بأصحابه، فأقبل إليه المسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف فقاتلا حتى قتلا جميعاً، وضاربهم ابن الزبير إلى الليل ثم انصرفوا عنه. هذا في الحصر الأول.
ثم أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين يوم السبت رموا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون:
خطارةٌ مثل الفنيق المزبد ... نرمي بها أعواد هذا المسجد
وقيل: إن الكعبة احترقت من نار كان يوقدها أصحاب عبد الله حول الكعبة وأقبلت شرارة هبت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت، والأول أصح، لأن البخاري قد ذكر في صحيحه أن ابن الزبير ترك الكعبة ليراها الناس محترقةً يحرضهم على أهل الشام.
وأقام أهل الشام يحاصرون ابن الزبير حتى بلغهم نعي يزيد بن معاوية لهلال ربيع الآخر.
ذكر وفاة يزيد بن معاوية
وفي هذه السنة توفي يزيد بن معاوية بحوارين من أرض الشام لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة في قول بعضهم، وقيل: تسع وثلاثين، وكانت ولايته ثلاث سنين وستة أشهر، وقيل: ثمانية أشهر، وقيل: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وستين، وكان عمره خمساً وثلاثين سنة، وكانت خلافته سنتين وثمانية أشهر، والأول أصح.
وأمه ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية.
وكان له من الولد معاوية، وكنيته أبو عبد الرحمن وأبو ليلى، وهو الذي ولي بعده، وخالد ويكنى أبا هاشم، يقال إنه أصاب عمل الكيميا، ولا يصح ذلك لأحد، وأبو سفيان، وأمهم أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة، تزوجها بعده مروان بن الحكم؛ وله أيضاً عبد الله بن يزيد، كان أرمى العرب، وأمه أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، وهو الأسوار، وعبد الله الأصغر وعمرو وأبو بكر وعتبة وحرب وعبد الرحمن ومحمد لأمهات شتى.
ذكر بعض سيرته وأخباره

قال محمد بن عبيد الله بن عمرو العتبي: نظر معاوية ومعه امرأته ابنة قرظة إلى يزدي وأمه ترجله، فلما فرغت منه قبلته، فقالت ابنة قرظة: لعن الله سواد ساقي أمك! فقال معاوية: أما والله لما تفرجت عنه وركاها خير مما تفرجت عنه وركاك! وكان لمعاوية من ابنة قرظة عبد الله، وكان أحمق، فقالت: لا والله ولكنك تؤثر هذا. قال: سوف أبين لك ذلك، فأمر فدعي له عبد الله، فلما حضر قال: أي بني إني أردت أن أعطيك ما أنت أهله ولست بسائل شيئاً إلا أجبتك إليه. فقال: حاجتي أن تشتري لي كلباً فارهاً وحماراً. فقال: أي بني، أنت حمار وأشتري لك حماراً! قم فاخرج. ثم أحضر يزيد وقال له مثل قوله لأخيه، فخر ساجداً ثم قال حين رفع رأسه: الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة وأراه في هذا الرأي، حاجتي أن تعتقني من النار لأن من ولي أمر الأمة ثلاثة أيام أعتقه الله من النار، فتعقد لي العهد بعدك، وتوليني العام الصائفة، وتأذن لي في الحج إذا رجعت، وتوليني الموسم، وتزيد لأهل الشام كل رجل عشرة دنانير، وتفرض لأيتام بني جمح وبني سهم وبني عدي لأنهم حلفائي. فقال معاوية: قد فعلت، وقبل وجهه. فقال لامرأته ابنة قرظة: كيف رأيت؟ قالت: أوصه به يا أمير المؤمنين. ففعل.
وقال عمر بن سبينة: حج يزيد في حياة أبيه، فلما بلغ المدينة جلس على شراب له، فاستأذن عليه ابن عباس والحسين، فقيل له: إن ابن عباس إن وجد ريح الشراب عرفه، فحجبه وأذن للحسين، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب فقال: لله در طيبك ما أطيبه! فما هذا؟ قال: هو طيب يصنع بالشام، ثم دعا بقدح فشربه، ثم دعا بآخر فقال: اسق أبا عبد الله. فقال له الحسين: عليك شرابك أيها المرء لا عين عليك مني، فقال يزيد:
ألا يا صاح للعجب ... دعوتك ولم تجب
إلى الفتيات والشهوا ... ت والصهباء والطرب
باطية مكللة ... عليها سادة العرب
وفيهن التي تبلت ... فؤادك ثم لم تثب
فنهض الحسين وقال: بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت.
وقال شقيق ابن سلمة: لما قتل الحسين ثار عبد الله بن الزبير فدعا ابن عباس إلى بيعته، فامتنع وظن يزيد أن امتناعه تمسك منه ببيعته، فكتب إليه: أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته وأنك اعتصمت ببيعتنا وفاء منك لنا، فجزاك الله من ذي رحم خير ما يجزي الواصلين لأرحامهم الموفين بعهودهم، فما أنس من الأشياء فلست بناسٍ برك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل، فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه فأعلمهم بحاله فإنهم منك أسمع الناس ولك أطوع منهم للمحل.
فكتب إليه ابن عباس: أما بعد فقد جاءني كتابك، فأما تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليمٌ، وزعمت أنك لست بناسٍ بري، فاحبس أيها الإنسان برك عني فإني حابسٌ عنك بري، وسألت أن أحبب الناس إليك وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير، فلا ولا سرور ولا كرامة، كيف وقد قتلت حسيناً وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرملين بالدماء، مسلوبين بالعراء، مقتولين بالظماء؛ لا مكفنين ولا موسدين، تسفي عليهم الرياح، وينشى بهم عرج مجلسك الذي جلست، فما أنس من الأشياء فلست بناسٍ اطرادك حسيناً من حرم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى حرم الله، وتسييرك الخيول إليه، فما زلت بذلك حتى أشخصته إلى العراق، فخرج خائفاً يترقب، فنزلت به خيلك عداوةً منك لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فطلب إليكم الموادعة وسألكم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر، فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثأري ولا يعجبك أن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً، والسلام.
قال الشريف أبو يعلى حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر العلوي، وقد جرى عنده ذكر يزيد: أنا لا أكفر يزيد لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إني سألت الله أن لا يسلط على بني أحداً من غيرهم، فأعطاني ذلك.

This site was last updated 06/15/11