********************************************************************************************************
الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1
*************************************************
موافقات القرآن لآراء عمر
قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين
أخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن
و أخرج ابن عساكر عن علي قال : إن في القرآن لرأيا من رأي عمر
و أخرج عن ابن عمر مرفوعا : ما قال الناس في شيء و قال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر
و أخرج الشيخان عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث : قلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } و قلت : يا رسول الله يدخل على نسائك البر و الفاجر فلوا أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة فقلت : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك
و أخرج مسلم عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث في الحجاب و في أسارى بدر و في مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة
و في التهذيب للنووي : نزل القرآن بمواقفه في أسرى بدر و في الحجاب و في مقام إبراهيم و في تحريم الخمر فزاد خصلة خامسة و حديثها في السنن و مستدرك الحاكم أنه قال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله تحريمها
و أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس قال : عمر : وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين } الآية فلما نزلت قلت أنا : فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت : { فتبارك الله أحسن الخالقين } فزاد في هذا الحديث خصلة سادسة و للحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في التفسير المسند
ثم رأيت في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال : وافق عمر ربه في أحد و عشرين موضعا فذكر هذه الستة و زاد سابعا قصة عبد الملك بن أبي
قلت : حديثها في الصحيح عنه قال : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه و سلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت حتى وقفت في صدره فقلت : يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا ؟ فو الله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا } الآية
و ثامنا { يسألونك عن الخمر }
و تاسعا { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة } الآية قلت : هما مع آية المائدة خصلة واحدة و الثلاثة في الحديث السابق
و عاشرا : لما أكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم من الاستغفار لقوم قال عمر : سواء عليهم فأنزل الله : { سواء عليهم أستغفرت لهم } الآية قلت : أخرجه الطبراني عن ابن عباس
الحادي عشر : لما استشار صلى الله عليه و سلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق }
الثاني عشر : لما الصحابة في قصة الإفك قال عمر : من زوجكها يا رسول الله ؟ قال : الله قال : أفتظن أن ربك دلس عليك فيها ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك
الثالث عشر : قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه و كان ذلك محرما في أول الإسلام فنزل : { أحل لكم ليلة الصيام } الآية
قلت أخرجه أحمد في مسنده
الرابع عشر : قوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل } الآية
قلت : أخرجه ابن جرير و غيره من طريق عديدة و أقربها للموافقة ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أن يهوديا لقي عمر فقال : إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا فقال له عمر : من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال فإن الله عدو للكافرين فنزلت على لسان عمر
الخامس عشر : قوله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون } الآية
قلت : أخرج قصتها ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي الأسود قال : اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل : قضى لي رسول الله صلى الله عليه و سلم على هذا فقال : ردنا إلى عمر فقال : أكذاك ؟ قال : نعم فقال عمر : مكانكما حتى أخرج إليكما فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال [ ردنا إلى عمر ] فقتله و أدبر الآخر فقال : يا رسول الله قتل عمر ـ و الله ـ صاحبي : فقال ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن فأنزل الله : { فلا وربك لا يؤمنون } الآية فأهدر دم الرجل و برئ عمر من قتله و له شاهد موصول أوردته في التفسير المسند
السادس عشر : الاستئذان في الدخول و ذلك أنه عليه غلامه و كان نائما فقال : اللهم حرم الدخول فنزلت آية الاستئذان
السابع عشر : قوله في اليهود : إنهم قوم بهت
الثامن عشر : قوله تعالى : { ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين }
قلت : أخرج قصتها ابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله و هي في أسباب النزول
التاسع عشر : رفع تلاوة : الشيخ و الشيخة إذا زنيا الآية
العشرون : قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان : أفي القوم فلان ؟ لا نجيبنه فوافقه رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت : أخرج قصته أحمد في مسنده
قال : و يضم إلى هذا ما أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب [ الرد على الجهمية ] من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن كعب الأحبار قال : ويل لملك الأرض من ملك السماء فقال عمر : إلا من حاسب نفسه فقال كعب : و الذي نفسي بيده إنها في التوراة لتابعتها فخر عمر ساجدا
ثم رأيت في الكامل لابن عدي من طريق عبد الله بن نافع ـ و هو ضعيف ـ عن أبيه عن عمر أن بلالا كان يقول ـ إذا أذن ـ أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة فقال له عمر : قل في أثرها : أشهد أن محمدا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ قل كما قال عمر ]