Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قصة حياة أوريجانوس معلم العالم

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

حياة أوريجانوس معلم العالم ( 185- 245 )  

هو أحد أشهر المفكرين الذين أنجبتهم المسيحية على مدى تاريخها كله. وهو معلم لكثير من الأساقفة والبطاركة والقديسين. أطلق المؤرخ الشهير أوسابيوس القيصري أوريجانوس لقب أورجين أو أورجان أو أوريجانوس باللغة اليونانية أدمانتيوس  Origen Adamantius ويعنى هذا المسطلح أورجانوس الفولازى كصفة لقوة حجته التي لا تقاوم وإلى مثابرته وصبرة وطول اناته وإنتصاره فى كل مأمورية يرسل إليه فى خدمة المسيح 

 العلامة أوريجانوس فى طفولته

ولد أوريجانوس Origen حوالى سنة 184م فى مدينة الأسكندرية بمصر من والدين فاضلين مسيحيين تقيين من خيره الطبقة العليا ، وكان والده لونديوس Leonides  عالماً الذي كان مدرساً في الإسكندرية (أحد الرهبان، دراسات في آباء الكنيسة. مطبعة دار نوبار، الطبعة الثانية 2000 ص.182 ) فأودع فى صدر أبنه من صغره الشوق والهيام بالعلم  وقام بتلقينه الكثير من العلوم فى صغره وخاصة مبادئ المسيحية / ومن شدة إعجابه من ذكائه المفرط وقريحته الوقادة وحاضرته الواسعة كان فى غالب الأحيان عندما يراه نائماً يكشف صدره المزمع أن يصير خزانة اسرار العلوم والمعارف الإلهية والبشرية والفلسفات وغيرها ويقبله بإحترام كأنه هيكل للروح القدس مباركاً الرب على عطيه الذكاء والمعرفة لأبنه .

أوريانوس والإضطهاد

ولما إضطرم سبتيموس ساويرس عام 202م نار الإضطهاد رغب أوريجانوس أن ينال إكليل الشهادة وقد كاد أن يحصل عليه لو لم تمنعه دموع والدته ولكن سبقه والده إليه حينما أكتشف انه مسيحى وقبض الجند على والده وساقوه للمحاكمة ، وفى فورة الشباب جرى أوريجانوس ليلحقه ويدركه فى الطريق إلا أن أمه سرقت ثيابه وأخفتها فلما ضاق به الأمر أرسل لوالده رسالة مملوءه حماسة وغيره وخشوع يحرضه فيها على الشجاعة على احتمال الآلام الثبات على الإيمان وعدم  إنكار المسيح والتشبه به فى مضمار الصليب إلى آخر نقطه من دمه .

وبدأ أوريجانوس أإعطاء الدروس لطالبي العماد ثم زادت شهرته فكلف برئاسة مدرسة (الديداسكالي) المسيحية [ أنشأ هذه المدرسة بانتينوس في الإسكندرية بعد أن إعتنق المسيحية وكان بانتينوس وثني أصله من جزيرة صقلية وقد أصبح فيما بعد مبشراً بالإنجيل في بلاد الهند. وذاعت شهرة هذه المدرسة فأصبحت جامعة لكثرة المواد التي تُدرس فيها وساعد فى ذلك وجود مكتبة الأسكندرية الشهيرة ] التي كانت مزدهرة في الإسكندرية منذ أيام معلمه إكليمندس وكلاهما كان يعتبر الثقافة اليونانية أساساً فكرياً ضرورياَ ليتمكن الإنسان من فهم وتقبل التعاليم المسيحية. واضطر أوريجانوس للسفر عدة مرات مما أوقف لبعض الوقت مسار تعليمه في المدرسة. فزار سنة 212 مدينة روما اراغباً أن يرى كنيسة روما القديمة جداً وهناك تقابل مع هيبوليتس الكاهن الشيخ واستمع إليه وأحضر معه بعضاً من كتبه ومنها كتاب التقليد الرسولي (فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية، مطبعة دار نوبار شوبار. طبعة أولى 2003 ص. 60 ) وقبل سنة 215 م زار الجزيرة العربية ليرشد واليها بناءً على رغبته ويدحض البدعه التى أنتشرت هناك، ومن ثم عاد سريعاً إلى الإسكندرية.

 العلامة أوريجانوس يبشر وينشر المسيحية بواسطة التعليم

وكانت قوانين الحكومة الرومانية تقضى بمصادرة (الإستيلاء) على املاك المحكوم عليهم بالقتل ، فلما أستشهد لونديوس صودرت أملاكه وأصبح أوريجانوس وأخوته من الفقراء المعدمين وقد قال لوالده بإيمان راسخ : " لا تهتم يا أبى بأولادك فإن الرب هو الذى يعتنى بنا " وبالفعل حدث ذلك فقد أرسل الرب غنيه أنفقت عليه فى مدرسة إكليمندس وإعتنت بأهله حتى صار قادراً على العمل وتمكن الصرف عليهم من بيع كتبه وفى هذا الوقت تفرغ لمطالعة الكتاب المقدس وحده ليدرك خفاياه وحقائقه ، وفتح من جهة أخرى مدرسه فتزاحمت عليها الطلبة من كل مكان وصار يعلم فيها مجاناً لأنه كرس ذاته لخدمة الإنجيل فتتلمذ على يدية الكثير من الشبان الوثنيين الساعيين للعلم والمعرفة حتى كون منهم جنودا لكلمة المسيح فكون منهم الصفوف التالية فمنهم من كان يبشر بإنجيل المسيح ومنهم من أستشهد لأنه رأى أيمان أوريجانوس ومحبته للمسيح من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس) الذي صار بطريركاً على الإسكندرية ، وكان يربح من هذه المدرسة دريهمات كانت تكفى لمؤونته حيث كان يعيش بكل صرامة وشظف العيش .

ولم يكتفى بالتبشير للوثنيين فقد كان شديد الحرص والسهر على إيمان المسيحيين وتعليمهم قواعد الإيمان المسيحى فإتسعت مداركه حيث كان لا ينام إلا قليلاً مطالعاً فى الكتب فإتسعت مداركه وصار عارفاً بعلوم كثيره وذلك كان لتوقد ذكائه وموهبه تخزين المعلومات فى عقله فحسده العلماء فى كل العصور ولم تؤثر على مؤلفاته عواطفه أو ميله لخدمه الجمهور ونفعهم فكان يعلم ويفسر بلغة فصحى ، كما بلسان بسيط خال من التكلف فيدرمه جميع مستميع أو قارئى كتبه ومؤلفاته فيدرك معانى ما يقوله الطفل والشيخ العالم والعامى ، وكان ينفذ قول السيد المسيح "  كنت مسجونا فأتيتم إلى"  فكان يفتقد المسجونين ويشجعهم ويقوى رجائهم وكان يرافقهم إلى المحاكم ودافع عنهم وكان يحتج عما يلاقوه فى السجون وكان يحثهم على الثبات وقت العذاب إما بخطبه العلنية أو بالإشارات عند عدم وجود فرصة ليقول ما يريد فكان يشير بأصبعه إلى للمعذبين كأنه يقول لهم : " فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فإطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الرب الإله ، فإهتموا بما فوق لا بما لا على الأرض "

 العلامة أوريجانوس يعرض حياته للخطر

وقد عرض حياته مراراً للخطر وأوشك فى إحدى المرات الموت بالرجم ومره بالضرب أثناء دفاعه عن المسيحيين والذين فى السجون وكبل مرة بالقيود وطرح فى السجن وقد كان يساعده إحتمال السجون التى ألقى فيها تمرنه منذ صغره على التنسك والعيشة الصارمة إذ كان يصوم كل يوم تقريباً ما عدا أيام المواسم والأعياد والآحاد وكان يقطع الليل مصلياً ومطالعاً فى الكتب المقدسة وكان إذا نام أفترش الأرض التى يطأها بقدميه وهنا أختلف الرواه والمؤرخون فى تصرفه :

فقال البعض أنه وعد عباد الأصنام بالتبخير للصنم فلما ذهبوا به إلى هيكلهم صعد إلى منبر عال وأعترف بالمسيح فخجل الوثنيين .

وقال البعض أنه بخر للأوثان ولكنه قدم توبه ونطق برثائه الشهير الذى سنورد بعض منه فيما بعد عند سرد سيئاته

 العلامة أوريجانوس والقيصر

ولما سمعت جوليا أومامه أم القيصر اسكندر التى كانت مسيحية بشهره وفضائل العلامه أوريجانوس وكان أبنها يحب المسيحين أستدعته للبلاط ودعته أن يخطب أمامها مراراً فكانت تسمع لأقواله وتعجب بفصاحته وتأثير كلامه

اشتعلت سنة 250 شعلة الإضطهاد بقيادة الإمبراطور ديسيوس فكان أوريجانوس من عداد المستهدفين، وأبدى كل استعداد للإستشهاد في سبيل المسيح رغم تقدمه في السن. لكنه ما لبث أن أُطلق حراً. وبعدما أُطلق سبيله لجأ إلى مدينة صور حيث عاش حوالي السنتين، توفي بعدها وهو ممتلئ من الرب، فقير الحال، وقد ناهز عمره آنذاك الثمانية والستين (هنري كريمونا، موسوعة المعرفة المسيحية، آباء الكنيسة. دار المشرق - بيروت، طبعة أولى 1991 ج 3 ص.13 )

This site was last updated 09/03/09