أقدم نسخة للقرآن موجودة في روسيا
| 2005 / 10 / 08 موسكو، 8 أكتوبر (تشرين الأول). نوفوستي.
إن أقدم وأكمل نسخة للقرآن الكريم موجودة في روسيا. وتحدث يفيم رضوان الذي أجرى أبحاثا عن القرآن وأنهى جمع المخطوطات ورقة ورقة لجريدة "غازيتا" الروسية عن أهمية هذا الأثر من الآثار العالمية المهمة. ويقول الباحث إن نسخة القرآن التي أصدرها تسمى بقرآن عثمان.
وهي من وجهة نظر المسلمين أول نسخة للقرآن تم على أساسها فيما بعد عمل كل النسخ اللاحقة. ويثق المسلمون بأن هذا القرآن قد سجل في زمن الخليفة الثالث عثمان. وتشير الروايات الى أن المتآمرين قد قتلوه على هذه النسخة بالذات وأريق دمه على صفحاتها. وتوجد على صفحات المخطوطات بقع سوداء عليها آثار دم. وتعتبر نسخة القرآن هذه أكمل وأقدم نسخة. ولا يزيد عدد مثل هذه النسخ من حيث الحجم عن 5 – 7 .
وأقصد النسخ التي تتألف من حوالي نصف الأوراق. والقطع المتألفة من 5 و7 و12 ورقة كثيرة. وكتب القرآن على أوراق الرق. وهي جلد الضأن وقد عولج بشكل خاص. وورق الرق كبير الحجم لأن الورقة الواحدة من جلد شاة واحدة. ويدل التحليل الإشعاعي الكربوني الذي أجريناه في هولندا على أن هذه المخطوطة ليست أحدث من القرن الثاني للهجرة أي تعود الى القرنين الثامن – التاسع ميلادي.
ومن المؤسف أن حتى أحدث طرق التحليل تخطئ في 100 – 200 سنة. وكان هناك رأي سائد وثابت في الدراسات القرآنية في أواخر السبعينات – أوائل الثمانينات للقرن العشرين مفاده أن النسخة الأولى للقرآن لم تظهر إلا في القرن الثالث للهجرة أي في القرن العاشر ميلادي. وبموجب التقاليد الإسلامية أن النبي محمد (صلعم) أملى نصوص القرآن قبل فترة قصيرة على وفاته جامعا الكتاب. وأكد تحليل المخطوطات صحة التقليد الإسلامي بالذات. بينما يعطي التحليل البليوغرافي صورة دقيقة عن أنه تم وضعه في شبه الجزيرة العربية أو شمال سوريا. ولم يشر في النص الأولي الى أسماء السور وعدد الآيات. وكانت أماكن فارغة متروكة بين السور. وبعد حوالي 50 – 70 سنة أدخلت في هذه الأماكن الفارغة الزخارف وكتبت أسماء السور وعدد الآيات. كما أدخلت في هذا الوقت تعديلات نحوية بالحبر الأحمر لأن النحو الخطي العربي كان في ذلك الوقت في بداية نشوئه.
ويرتبط تطور الخط العربي بشكل وثيق بتاريخ تسجيل نص القرآن. واختلاف هذا النص عن النسخ التي ظهرت فيما بعد قليل. وقام علماء المسلمين البارزين بعمل كبير من أجل تنظيم نسخ القرآن وإبعاد النسخ غير المقبولة عن التداول. وفي أواخر القرن التاسع عشر اشترى دبلوماسي روسي من أصل عربي جزءا من هذه المخطوطة. وفي عام 1937 حصل عليها المستشرق الروسي الأكاديمي إغناتي كراتشكوفسكي وهي موجودة في المجموعة الأكاديمية في بطرسبورغ. وبدأت بدراستها ثم اتضح لي بشكل مدهش أن الجزء الآخر لهذه المخطوطة موجود في قرية صغيرة في جنوب أوزبكستان بالقرب من الحدود الأفغانية. وفي عام 1983 بدأت حملة كبيرة ضد الأديان وقامت هيئة أمن الدولة (كي جي بي) بمصادرة هذه المخطوطة. وبعد البيريسترويكا في عام 1992 أعادوا للمسلمين 13 ورقة بدلا من 63 .
وتوجد الخمسون المتبقية لدى بعض الناس. علما بأن الجمارك الأوزبكية صادرت مؤخرا ثلاث أوراق. وتمكنت من إدراجها في الكتاب. ووجدت ورقتين في مكتبة سمرقند وورقة واحدة في طشقند. وتمكنت بواسطة الأصدقاء الذين يعيشون في أوزبكستان وفرنسا وألمانيا من تحديد تاريخ هذه النسخة وإعدادها للنشر. وصدر الكتاب باللغتين الروسية والعربية وأصبح أحسن كتاب في العام الحالي وحصل على شهادة اليونسكو. ويعرض الكتاب الآن في معرض القرآن في طهران.