Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شراء أرض بالساحل الشمالى لإنشاء ديراً ثانياً

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عيد ابى سيفين 2008
دير أبى سيفين والبابا شنودة
الأم كيريه رئيسة للدير
البابا شنودة ودير أبى سيفين
تاريخ تعمير الدير الحديث
رئيسات الدير
كنيسة السيدة العذراء بالدير
كنيسة الشهيدة دميانة بالدير
كنيسة الملاك ميخائيل بالدير
كنيسة الشهيد أبى سيفين بالدير
دير ثانى بأبى كرير
دير ثالث بالقناطر الخيرية
إسترداد دير أبى سيفين القديم

لقد شهد الكيلو 39 بالساحل الشمالى غرب الإسكندرية أحداثاً تاريخية عندما قامت المتنيحة الأم تماف إيرينى يسى بشراء قطعة أرض هناك مساحتها حالياً 52 فداناً تقريباً .. وقد تم شرائها على ثلاث مراحل فى عهد حبرية قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 لتكون ديراً ثانيا للراهبات تابعاً للدير الرئيسى بمصر القديمة وتم تسجيلها على مرحلتين : الأولى بتاريخ 13/11/1986م والثانية فى 14/5/1997م

ولم يكن شراء أرض فى مصر إنشاء ديراً بالأمر السهل فقد إرتبط شراءه وإنشاءه بدموع غزيرة وصلاه حارة إمتدت لمدة طويلة قاربت 35 سنة ، وقد تمجد الرب فيها بالكثير من العجائب مع الأعراب واضعى اليد على هذه الأراضى ومع الجهات الرسمية الحكومية أيضاً

والأرض فى منطقة سيدى كرير فى الساحل الشمال وقالت المتنيحة الأم القديسة تماف إيرينى عنها : "  أما التفاصيل الخاصة بالإنجازات المجيدة التى تجلت فيها يد الرب العجيبة فى كل خطوة  وعبرت بنا أحداثاً مهولة طوال هذه الفترة الزمنية ، فسنتناولها فى أجزاء لاحقة إن شاء الرب ..

- " أنا كنت باخذ خلوة فى فيللا عم (فلان)  فى كينج مريوط ، وكانت وقتها منطقة فاضية ، فمان نفسى فى مكان هادئ مثلها لكى يكون تكملة للدير فى مصر القديمة ، فقلت لعم (فلان) وأبونا تكلا لبيب كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالحضرة ، يشوفوا لنا مكان لأن الدير فى مصر بدأ يضيق علينا ومحتاجين نتوسع ..

مرت الأيام وجه أبونا تكلا الدير وعاه زوجته الدكتورة فايزة عزيز شلبى فى نفس ميعاد صلاة الساعة 12 ظهراً وقال : " إحنا جايين وعايزيين نقابل أمنا إيرينى فنزلت وشفتهم فقال لى أبونا: " يا أمنا أنا أخذت قطعة أرض ست فدادين مع عم (فلان) ودكتورة من الإسكندرية فى الساحل الشمالى فى سيدى كرير على أساس إنى ح أبنى فيها فيللا وح أعملها نادى لأنشطة الكنيسة .. لكن الدكتورة شافت رؤيا فى ثلاث ليالى متتالية .. " وطلب أبونا إنى أسمعها منها : " فحكت لى : " رأيت رجلاً نورانيا زى ملاك واقف فى وسط ألأرض وبيقول لى : " المكان ده مس نادى ده دير .. فلما حكيت لأبونا قال لى : " دا العقل الباطن علشان بتفكرى فى الأرض .. ونكررت الرؤيا دى يومين وفى ثالث يوم شفت نفس الرجل النورانى لابس أبيض وبشيبة كبيرة ومعاه يافطة كبيرة منورة مكتوب عليها : " دير أبى سيفين للراهبات" وقال لى : " إزاى أنتم واخدين الأرض ؟ ! دى مش بتاعتكم " وفجأة لقيت حمام أبيض ملأ الأرض وبدأ يطير فيها وكرر كلامه : " قولى لأبونا إن الأ دى مش بتاعتكم"

بعد ما سمعت الرؤيا قلت لهم : " إيه رأيكم أن الراهبات فوق بيصلوا علشان السما تعرفنا!! فكده ربنا باعت لنا الرد بالموافقة وجاى فى نفس الميعاد الصلاة التى نصليها " فقال أبونا لى : " خلاص يا أمنا خدى الأرض " وتعالى شوفيها.. "

فعلاً رحت معاهم ولما دخلت المكان ، شعرت بسلام عجيب وحسيت أن المكان مليان نعمة وبركة كأنى فى دير الأنبا أنطونيوس الأثرى ، كل ما ييجوا يقومونى مش عايزة أقوم ، وكنت مستغرقة فى صلاة عميقة .. بعد كده وقفنا نصلى مع أبونا ، وإحنا بنقول أبانا الذى .. شفنا ثلاث حمامات كبار بيطيروا حوالينا وفوق رؤسنا وإختفوا فجأة وإنتشرت ريحة بخور جميلة ، وإهتزت مشاعرنا كلنا وبكى أبونا بتأثر شديد .

فقلت : " خلاص يا أبونا أنا هاخد الأرض .. بس أنا مش معايا فلوس دلوقتى .. إنتم إشتريتوها بكام؟

فقال لى : " إنت سددى للدكتورة علشان عايزه تسافر ، وأنا وعم (فلان) نصبر ..

وكانت الأرض مافيهاش أى مبانى وإحنا بنينا بعد كده مبنى صغير لإقامة الراهبات عن طريق الأستاذ (ف) وبعدين كان فيه أربع فدادين على الشارع فطلبنا من ربنا أنه يوفقنا ونقدر ناخدهم .. فلقينا فى يوم أثنين البصخة من أسبوع الألام المحامى بيتصل بالتلفون ويقول : " شيخ القبيلة اللى ارض  الدير تبعه ح يبيع الأربع فدادين اللى على الشارع .. إنت رأيك إيه "

فقلت : " إحنا ناخدهم" .. لكنهم زودوا الأسعار .. ربنا دبر وبعت لنا الفلوس ، وإشترينا الأربع فدادين بأسم أحد الأحباء .. وربنا أعطانا نعمة ودبر الأمور ، فأخذنا الجبلاية من قبيلتين عرب وكانت لنا معاهم أحداث صعبة كثيرة ولكن يد الرب العظيمة تمجدت فيها بقوة "

 قالت المتنيحة الأم القديسة تماف إيرينى : " وقد طلبت من مجمع الدير أن يكرس فترة صوم وصلاة قبل الصوم الأربعينى المقدس لكى نعرف إرادة الرب .. وفى نهاية مدة الصوم طمأنها الشهيد أبو سيفين فى رؤيا وهى مستيقظة .. فقد رأته وفى يده صليب نور ، وكان يمشى فى أرض كرير وفى يده صليب من نور وكان يمشى فى أرض كرير وخلفه البابا كيرلس السادس وهو يحمل إناء به ماء .. وكان الشهيد أبو سيفين يرشم الصليب على المكان ويقول للبابا كيرلس : رش هنا .. " وسار فى كل شبر من الأرض وباركاها ..

ثم نقلت الأم تماف إيرينى بعض الأثاث لنقله إلى كريز لتهيئة المكان للسكن ، وقد تم ذلك فى يوم الثلاثاء 14 بشنس 1695ش الموافق 22/5/1979م وكان تدبير السماء لهذا اليوم بالذات تعزية كبيرة لأمنا الغالية ولكل راهبات الدير لأنه يوافق تذكار نياحة القديس العظيم الأنبا باخوميوس أب الشركة .

وتكرر ظهور الشهيد لـ الأم القديسة تماف إيرينى وقال لها : " إلهى عايز المكان ده .. وأنا عايزه ... فمهما حصل من مشاكل متخافوش ، لأن كل مشكلة هاتثبتكم أكثر "

وفعلاً مع كل مشكلة واجهتنا ، كان إلهنا القدير يرسل لنا المعونة وينجينا مما يدبره العدو الخير ضدنا ونختار حادثتين توضحان كيف تمجدت يمين العلى بقوة وساندتنا معونة الشهيد أبى سيفين

لم يعرف العربى أسمه فقال أسمه أبو رمحين

 قالت المتنيحة الأم  القديسة تماف إيرينى : "  كان غفير الأرض القبلية فى كرير راجل عربى ويسبب دائماً مشاكل كثيرة ، وفى يوم طلب منى مبلغ كبير قوى ، قعدت أصلى طول الليل وأ‘اتب الشهيد أبى سيفين وأقول له : " دى أرضك أتصرف" ثانى يوم راح الغفير لمكتب المحامى بتاعنا وقال له : " هات راسك أبوسها وحقك على " ولما سألأه إيه الحكاية قال : " أنا عايز أبو رمحين يرضى على ، أنا لما جيت أنام إمبارح لقيت ضابط منير برمحين صحانى وقال لى : " قوم على حيلك" قلت له : " حاضر .. حاضر يا أفندم " وقمت منطور من مكانى وضربت له سلام فقال لى : " أنت عارف أنا مين ؟ " فقلت له " لا يا أفندم " قال لى : " أنا أبو سيفين صاحب الأرض ، وأنا أبو الراهبات .. " وحكى لى أنه أستشهد على أسم المسيح وأنه نال عذابات كثيرة وحكى لى قصة السيف الثانى وفى الآخر قال بشدة لى : " تمشى كويس أبسطك وتشوف خير كتير .. تضر أرضى وتتعب بناتى ح أزعلك وح تشوف متاعب كثيرة .. "

فقلت له : " خلاص حرمت أنا هامشى تمام " ثم إحتفى من أمامى فى لمح البصر .. ماقدرتش انام وقعدت أستنى طلوع الشمس علشان آجى وأعتذر لكم .. " وفعلاً من يومها مشى كويس وكل ما يتعوج نفكره على طول بالشهيد أبى سيفين والكلام اللى قاله .

إلحقينى ... خلاص حرمت

 قالت المتنيحة الأم القديسة تماف إيرينى : " مرة أول ما وصلت كرير جت أمنا المسئولة هناك وقالت لى : " غفير الأرض الأمامية بيقول عاوز يقابلك يا تماف فى موضوع مهم  قلت لها : " حاضر دخليه فى حجرة الإستقبال وقدمى له الشاى " وبعد ما قعدت معاه ورحبت بيه قال لى : " أنا عاوزك فى موضوع مهم " قلت له : " أتفضل" قال : " أنا عاوز مبلغ (.....) لأنى محتاجه ضرورى"

كان المبلغ كبير جداً فقلت له : " لأ ... يا فلان ، أنا ماعنديش أدفع لك المبلغ الكبير ده إحنا على كد حالنا ويادوبك بنمشى واحده واحده "

فإغتاظ جداً وقام ووقف وأخرج سيالته سلاح يشبه السكينة الكبيرة الطويلة ورفع يده لفوق وقال : " حاتجيبى ولا مش ح يحصلك طيب ... " فإبتسمت وقلت له : " لأ زى ما قلت لك ، وإن كنت عايز تموتنى أنا قدامك .. " ولقيته رافع إيده بالسلاح ومش بيتحرك فقلت له : " أنت مستنى أيه ؟ يللا إضرب .. " فقال لى : " موش قادر.. !! " سألته : " ليه ..؟ "  إضرب أنا قدامك ومش خايفه " ففى نفس اللحظة لقيت السكينة وقعت من أيده ودراعه مرفوع وثابت فى مكانه وبقى يصرخ .. فوقفت وقلت له : " مالك يا فلان ؟ " قال لى : " إلحقينى دراعى ح يموتنى من الألم .. ومش قادر أحركه " فقدمت الشكر لربنا فى قلبى وقلت للغفير : " متخافش ربنا حايشفيك بس أوعى تعمل كده تانى .. " قال لى : " لأ .. خلاص حرمت " فصليت مزمور : " الساكن فى عون العلى " .. ورشمت ذراعه بالصليب ورجعت إيده بتتحرك كما كانت .. فقال لى : " ما تزعليش منى لأن فيه ناس موصينى أعمل كده علشان أرعبكم وتمشوا من هنا لكن أنا دلوقت عرفت إن ربنا معاكم ومش هاتعرض لكم مرة ثانية ومش عاوزك تكونى زعلانة منى ولا تغضبى على " فرديت عليه : " أنا مش ممكن أزعل منك بس أوعى تعمل كده مرة ثانية .. "

وفى آخر زيارة للمتنيحة الأم تماف إيرينى فى عام 2003م رأت بعينيها الطاهرتين مجد الرب العظيم الذى تجلى فى المكان بصورة فائقة فبعد مسيرة طويلة قضتها أمنا الحبيبة فى جهاد مضنى .. فى أتعاب وأسفار فى أسهار فى أصوام فى صلوات وإبتهالات لا تنقطع .. فى أخطار من عدو الخير بلا هوادة فى أمراض ثقيلة ووهن جسدى ففرحت من كل قلبها بعمل الرب ونسيت تعب السنين .

ورحلت الأم تماف إيرينى وتركت هذا التراث العظيم الذى روى بعرق عملها فى كفاح مضنى وهكذا تحقق كلام أم النور السيدة العذراء فى إحدى ظهوراتها للأم تماف إيرينى : " بمعونة أبنى الحبيب ناجحة .. ناجحة ... ناجحة !! " 

وبعد تعب السنين أصبح الصحراء ببركة ربنا الآن عبارة عن خلية نحل فتدخلت لمسات يده والقديسين معه مع الأم لقديسة تماف إيرينى فقد أنشأت ووضعت ونظمت كل شئ بحكمة عالية .. وبنت مبنى دير الشهيد أبى سيفين ى أعلى منطقة بأرض الدير وهو على شكل حرف H ويتكون من ثلاث طوابق مدرجة .. ويطل على البحر من الجهة البحرية وعلى الملاحات من الجهة الجنوبية وله وجهتان شرقية وغربية ، وملحق بجواره مبنى الخدمات على شكل حرف L يتوسطها حدائق على مناسيب مختلفة متدرجة كلها أعمال تمجد الرب .

وتم وضع أساسات هذا المبنى يوم الأحد 13هاتور 1715ش الموافق 22/11/2009م فى حضور الأم القديسة تماف إيرينى التى قامت بوضع بركة بيدها الطاهرتين وهى عبارة عن علبة صغيرة تحتوى على كتاب بشارة العهد الجديد والمزامير وصليب معدن وقربانة جافة وعملة معدنية ووثيقة مكتوب فيها تاريخ كختصر جداً عن قصة شراء أرض الدير ، وأسم غبطة الأب البطريرك قداسة البابا شنودة الثالث وحاكم الزمان وتاريخ تحرير هذه الوثيقة وضعتها فى بعض قواعد أعمدة المبنى بترتيب معين ، وحفظت نسخة من هذه الوثيقة فى مكتبة الدير ، ويضم الدير عدد من المنشآت منها :-

+ كنيسة السيدة العذراء .. كنيسة الشهيد أبى سيفين .. كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ،، كنيسة المائة والأربعة والأربعين ألفا البتوليين

+ قاعات جانبية خصصت للضيافة وصالات لأستقبال الزوار ملحق بها دورات مياة عامة ومنفذ لبيع منتجات الدير ..

+ خصص جزء من مساحة الأرض لزراعة التين والعنب والزيتون والنخيل وبعض الخضروات .

+ معمل لتخليل وعصر الزيتون وتجفيف بعض منتجات الأرض .

+   مزرعة لتربية المواشى وتضم حلابة آلية وأجهزة لصناعة منتجات الألبان .

+ مزرعة للطيور والأرانب وأبراج الحمام

+ ورشة ميكانيكا لصيانة الجرارات والمعدات المستخدمة فى الدير

+ ورشة نجارة لتصنيع إحتياجات الدير .

+ مبنى المولدات الكهربائية وملحقاته

+ سور ضخم بإرتفاع خمسة أمتار بقواعد وأعمدة خرسانية يحيط بالأرض كلها وبه أربع بوابات كبيرة فى الجهتين البحرية والقبلية .

+ حدائق فى كل جانب داخل الدير تمجد يد الخالق المبدع وترفع القلوب للتسبيح والشكر

**********************

المراجع

(1) من كتاب تماف إيرينى - وآفاق مجيدة فى الحياة الرهبانية - دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة - الطبعة الأولى أكتوبر 2007م

This site was last updated 09/16/15