محاولات ترتيب السور والآيات المنزلة زمنياً

قيل مثلا أن بعض صحابة رسول الإسلام كعلى قد قاموا بمحاولة ترتيب السور زمنيا ، ولكن هذه الرواية من المستحيل تصديقها لأن الزمن بالنسبة للعرب كان متغيراً طبقاً للتقويم القمرى الذى هو غير مرتبط أيضاً بفصول السنة كما أنهم لم يهتموا بتسجيل السور والآيات طبقاً لتاريخ نزولها مرتبطة بالأحداث مثلما ورد فى الإنجيل والتوراه وهذا قد يعد سببا من الأسباب التى لا حصر لها التى يعتمد عليها المساشرقون كدليل على عد علاقة الإسلام بالمسيحية واليهودية كدين ولكن ليس هذا بموضوعنا .

إن القول بان عليا قد رتب القرآن ترتيباً زمنيا حسب زمن نزول كل آية أو سورة زمنياً قول خال من الصحة تماماً لأن الوحيد الذى كانت له هذه القدرة هوه محمد ذاته إلا أنه كان ينسى زمن نزوب الآيات فكان كثيرا فى تدوين هذه الآيات يربط الآيات التى نزلت حديثاً بالآيات التى نزلت فى زمن قديم ويضع آيات فى سور ليست تخصها وعموما تعود بعض القوائم التى حاولوا ترتيبها حسب السور بالنسبة لزمن نزولها ترجح إلى زمن متأخر  أكثر مما توحى به الإسنادات الواردة فيها هذه القوائم هذا إذا إفترضنا وجود هذه قوائم ترتيب السور زمنيا فعلاً   لأنه لا يوجد لدينا دليل مؤكد على وجودها لأن الخليفة عثمان حرق مصاحف الصحابة الـ 26

هل رتب على السور والآيات المنزلة ترتيباً زمنيا فى مصحفه"

ومن ناحية أخرى ، لا يتطابق ترتيب السور الست الأولى فى قرآن على المرتب بحسب نزول السور وهى : " سورة العلق 96 - المدثر 74 - القلم 74 - القلم 68 - المزمل 73 - المسند 111 " بحس ما ورد فى كتاب الإتقان ص 145 مع أى من القوائم الزمنية المذكورة آنفاً حيث تأتى سورتا القلم 68 والمزمل 73 دائماً قبل المدثر 74 وهذا يدل دلالة واضحة أن عليا لم يقم بالترتيب الزمى لسور القرآن لأنه حتى فى داخل السور توجد آيات حديثة وسط آيات قديمة ، كما أن الصحابة كانوا يفعلون ما يؤمرون به خوفاً من حدة سيف محمد فلا ينتظر منهم والسيف على رقابهم القيام بهذا العمل فى حياة الرسول لأنهم كانوا يقولون أين نضع هذه الآية فيقول ضعوها فى سورة كذا أو سورة كذا كما أنه من الصعوبة بمكان أن يضع على الآيات والسور حسب ترتيب نزولها زمنبا بعد موت رسول الإسلام حيث أنه قيل أن عليا قام بجمع القرآن ولكن من المؤكد أنه لم يقم بترتيب سوره وآياته حسب وقت نزول السور والايات حيث أن هذا ألمر يتطلب وجود امحمد حياً أو مجموعة من الصحابة الذين عايشوا كل حدث نزلت له سورة وهو أمر لا لم يذكر أن على قام بجمع الصحابة لهذا الهدف ومن المعروف أيضا ان عليا لا يمكن أن يقوم بترتيب السور زمنبا لأنه كلما طالت المدة عن الحدث كلما أستتب النسيان فى العقل كما أن معظم الروايات التى تتحدث عن على كجامع للقرآن ومن ضمن كتبته تخضع للشك بأنها ناتجة من إختلاق الشيعة لها

************************

المراجع

(1)  القرطبى الرقاقة 22 وجه 1 وكتاب الإتقان ص 145