Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 دير الميمون الأثرى أقدم دير عرف فى تاريخ الحياة الرهبانية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

من ينقذ دير الميمون من الإهمال والتشويه قبل اختفائه ؟! .. " أقدم منشأة لأقدم دير عرف في تاريخ الحياة الديرية الرهبانية ليس في مصر وحدها بل وفي العالم المسيحي كله "
جريدة القاهرة 05/01/2010 بقلم : أسماء معروف
علي بعد 22 كم شمال بني سويف وعلي شاطئ النيل يقع دير الميمون أقدم منشأة لأقدم دير عرف في تاريخ الحياة الديرية الرهبانية ليس في مصر وحدها بل وفي العالم المسيحي كله هذا الدير الذي يمثل جزءا مهما من الآثار القبطية الموجودة علي أرض مصر حيث تضم مصر آثارا تعبر عن حضارات وتاريخ الأديان عبر العصور المختلفة كل من هذه الحضارات تركت وراءها العديد من الآثار تخص جميع المصريين باختلاف عقائدهم فرغم الأهمية التاريخية لهذا الدير ليس علي مستوي مصر فقط بل علي مستوي العالم كله إلا أن هذا الدير يعاني من الإهمال وعدم الاهتمام بتطويره أوترميمه فلماذا هذا الإهمال هل أول دير رهباني في العالم لم يلفت نظر أحد للاهتمام به أم أنه ليس علي الخريطة السياحية رغم اهتمام العديد من السائحين بزيارته عند زيارتهم لمصر.
تاريخ الدير
وعن تاريخ الدير وما مر به من أحداث مثلت أهمية تاريخية لهذا الدير يحدثنا د.عزت حبيب بالمجلس الأعلي للآثار فيقول إن الحياة الديرية والرهبانية نشأت أول ما نشأت بتجمع رهباني تحت قيادة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس معلما إياهم الروح القبطية وذلك عن طريق سكنه الأول بدير الميمون في نحوعام 305 م وكان هذا تاريخ أول منشأة رهبانية في مصر رسميا أوبالتعبير التقليدي كان هذا تاريخ أول دير قبطي ليس في مصر وحدها بل في العالم كله فيعتبر دير برية بسبير " دير الميمون " تاريخيا أقدم منشأة لأقدم دير فيه تمت معظم مقابلات القديس الأنبا انطونيوس مع كبار الزوار والفلاسفة اليونانيين وفيه دارت أحاديثه وعظاته التقوية وبسبب ذلك اعتبر القديس الأنبا انطونيوس أول من أعطي السر الرهباني للعالم وذلك حينما لقنه لأولاده وسلمه إليهم كميراث ثمين ظل يتوارثه العالم كله من بعده جيلا بعد جيل واستمرت الحياة الرهبانية فيه أجيالا طويلة حتي أنه لما خُرب دير القديس بداخل الجبل الشرقي بالبحر الأحمر في نحوعام 1484 م لمدة ثمانين عاما بقي هذا الدير قائما إلي أن عُمر ثانية واستمر إلي الآن في نمو وازدهار.
موقع الدير

ويضيف القمص جرجس عدلي كاهن كنيسة دير الميمون بان كلمة الميمون تعني المبارك وهي تعود إلي القديس الأنبا أنطونيوس المبارك الذي بارك وقدس هذه المنطقة بتعبده فيها زمنا طويلا في مغارة تحت الأرض مازالت موجودة داخل الكنيسة ، فيقع دير الميمون بالطرف الشمالي من بلدة دير الميمون التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان وهي علي البر الشرقي من النيل عند حاجز الجبل الشرقي ويقابلها علي البر الغربي ناحية الميمون بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف ومنطقة الدير كانت تسمي قديما بسبير في وقت ذهاب القديس الأنبا أنطونيوس إليها للسكن فيها منفردا في أواخر القرن الثالث الميلادي وللوصول إلي هذا الدير له عدة طرق: الطريق الأول من القاهرة إلي بني سويف عبر البر الشرقي من النيل عن طريق المعادي - حلوان - الصف إلي الكريمات وعلي بعد 11 كم من الكريمات في الاتجاه القبلي يقع دير الميمون، أما الطريق الثاني بعد إقامة كوبري بني سويف عبر النيل أصبح من السهل الوصول إليه عبر طريق مرصوف مسافة 21 كم فقط من بني سويف، أما الطريق الثالث يمكن الوصول إليه من ناحية الميمون علي الطريق الزراعي القاهرة - بني سويف ثم الاتجاه شرقا بمعدية ناحية دير الميمون
وصف الدير
وعن وصف الدير وما به من آثار يحدثنا د.عزت صليب فيقول اهتم بوصف دير الميمون عدد كبير من الرحالة والزوار والمؤرخون فمنهم جان كوبان الذي زاره أثناء رحلته لمصر عام 1638 ، 1648 م وكتب عن حالة الإهمال التي وصل إليها، كذلك الرحالة النمساوي جوزيف روسيجر زاره عام 1836 بعدما مر علي ناحية الكريمات ووصف الدير بأنه يتكون من فناء محاط بسور وبرج صغير، وذكره المقريزي المتوفي عام 1442 م في خططه التي وضعها بين عامي 1417 م ، 1436 م قال " دير الجميزة ويعرف بدير الجود ويسمي موضعه البحارة جزائر الدير وهو قبالة الميمون بُني علي اسم أنطونيوس ويقال أنطونه " لذلك فقد سمي الدير بعدة أسماء عبر تاريخه الطويل وعرف بها في المصادر المختلفة فعرف بـ( الصومعة الخارجية ، الجبل الخارجي ، بار فولا أي المحلة ، الدير البراني ، دير الجود ، دير الجميزة ، جبل انطونيوس ، الدير المقدس بالدير التحتاني ، دير القديس انطونيوس ، دير الميمون ) ويوجد بالدير جميزة موجودة حاليا أمام الكنيسة هي فرع من فروع الجميزة الأم التي كانت موجودة في أيام الأنبا أنطونيوس أبوالرهبان سكن تحتها عندما وصل إلي شاطئ النهر، كما يوجد بدير الميمون كنيستان قديمتان

كنيسة الأنبا أنطونيوس وكنيسة مرقوريوس أبوسيفين ، وتعتبر

 كنيسة الأنبا أنطونيوس هي الأحدث فقد تم بناؤها عام 356م بها كثير من الأيقونات والمخطوطات والقطع الأثرية والكنيسة بها ثلاثة هياكل: الهيكل البحري به مذبح علي اسم القديس مارجرجس، والهيكل الأوسط به مذبح وعلي حجابه كتابة علي ثلاثة جوانب والهيكل القبلي بدون مذبح ويستخدم للمعمودية وسقف الكنيسة مصنوع من الخشب كذلك توجد بعض الصور الأثرية موجودة بالكنيسة منها صورة للشهيد العظيم مارجرجس وأيقونة للأنبا أنطونيوس رسمت في عام 1257 م ويضيف القمص جرجس أنه يقع في الجانب القبلي من صحن الكنيسة مغارة القديس الأنبا انطونيوس التي أقام فيها زمانا قبل دخوله إلي الجبل الشرقي ويقال إنها مقبرة فرعونية تعبد فيها القديس انطونيوس ما يقرب من 20 عاما قبل ذهابه إلي البحر الأحمر

 أما كنيسة مرقوريوس" أبوسيفين" وهي الأقدم والتي بنيت في القرن الثاني الميلادي فهي صغيرة الحجم وقبابها متهدمة وبها مذبح واحد وشمال الهيكل سلم يؤدي إلي برج الجرس وبها العديد من المخطوطات والفريسكات في القباب والتي لم يتم اكتشافها حتي الان
تسجيل الدير كأثر
توضح د. مرفت ثابت مدير عام مكتب رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار بان دير الميمون قد تم تسجيله كأثرعام 1998 م بناء علي قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 28 /7 / 1997 لذلك تمت معاينة له لمعرفة المشاكل التي يعاني منها والتي كانت كالتالي: أولا كنيسة أبي سيفين لوحظ فيها وجود انتفاخات بحوائطها وآثار رطوبة وأملاح علي الجدران بالإضافة إلي وجود شروخ رأسية ومائلة بالحوائط وفصل في الأركان وشروخ في القباب، أما كنيسة الأنبا أنطونيوس فكان يوجد بها تهالك في الأجزاء الحجرية للأعمدة ووجود شروخ رأسية وفتح في الأركان ووجود شروخ في القباب وتهالك السلم الحجري الحديث المؤدي للدور الأول فقد كانت هذه المعاينة بناء علي طلب الدير من أجل القيام بمشروع ترميم للكنيستين علي نفقة الدير بناء علي طلبهم وتحت إشراف المجلس الأعلي للآثار والإدارة الهندسية للآثار الإسلامية والقبطية وقد تم تحديد الأعمال التي سيتم القيام بها علي النحوالتالي: كنيسة أبوسيفين ضرورة تدعيم الأساسات للجدران الداخلية والخارجية، وترميم الحوائط وما بها من شروخ، وترميم التالف من الأحجار مع العزل، وحقن شروخ القباب وإجراء أعمال البياض الداخلي والخارجي للكنيسة، دراسة وعمل حجاب للكنيسة مع ترميمه وتغيير التالف من العناصر الفنية للأخشاب والأبواب والشبابيك، أما كنيسة الأنبا انطونيوس فكان لابد من تدعيم للأساسات وترميم الجدران والحجاب للكنيسة مع ترميم وتغيير التالف من العناصر الفنية للأخشاب وفك وإعادة تركيب السلم الحجري المؤدي للدور الأول وتشطيب الأرضيات وعمل شبكة كاملة للكهرباء للكنيستين وملحقاتهما.
مشاكل الدير
يوضح القمص جرجس عدلي بأنه علي الرغم من الأهمية التاريخية للدير عالميا وليس محليا فقط إلا أنه لا يحظي بالاهتمام حيث يعاني هذا الدير من العديد من المشكلات حيث تملأ الأنقاض والأتربة والحجارة المكسورة الدير مما يعوق الزائرين من الاستمتاع بوقتهم في هذا المكان بالإضافة عدد كبير من الحشرات والثعابين، فيزور الدير عدد كبير من الأجانب لكن لا توجد أماكن لاستقبالهم هذا إلي جانب أن مساحة الدير لا تتعدي فدانا تقريبا ولا يوجد سور للدير فالناس قامت بالبناء حول الدير فأصبح الدير في وسط البيوت فالدير والمكتبة والمضيفة تطل علي الشارع والسور الموجود حاليا متهالك ولم يتم ترميمه منذ القرن الرابع الميلادي حتي الآن ويقوم الدير حاليا بعمليات ترميم علي نفقته الخاصة من خلال التبرعات تحت إشراف المجلس الأعلي للآثار فقد تم تجديد كنيسة الأنبا انطونيوس ولكن هناك العديد من العراقيل التي تقف أمام مشروع الترميم فمثلا نحاول الآن إعادة الباب الغربي للكنيسة والمغطس والذي كان موجودا عند بناء الكنيسة قديما ولكن مع مر العصور تم إغلاقه فمن الطبيعي أن يكون هناك باب غربي يدخل منه الناس ويكون المنفذ الطبيعي وبه مغطس المستخدم في عيد الغطاس هذا المغطس لا يمكن الدخول له إلا من ناحية البحر ولكن ينفي المسئولون وجود هذا الباب قديما ويعتبر تعديا علي الأثر لذلك فإن مشروع ترميم الدير يحتاج لتكاتف العديد من الجهات بالتعاون معنا من أجل معرفة الشكل الأساسي الذي كان يوجد عليه الدير ومحاولة إرجاعه لما كان عليه في سابق عصره، وتهيئته المكان المحاط بالدير ليكون مزارا سياحيا وأعتقد أنه سيشكل أهمية سياحية عالمية كبيرة بعد الاهتمام به وتطويره، بناء عدد من المباني الخدمية للدير وخصوصا مع قرب الدير من شاطئ النيل فيمكن استغلال المنطقة بشكل حضاري

This site was last updated 01/31/16