Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

السيد المسيح فى الإسلام والمسيحية

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التجسد
ما معنى عيسى؟
الصلب
إبراهيم فى المسيحية والإسلام
الله يتهم المسيح
Untitled 3211
أسم المسيح فى ألإسلام

 

الله ليس إله المسيحية

ماذا ذكر الله فى القرآن عن المسيح؟

 أولاً: الولادة العجيبة:
كل إنسان في هذا العالم ولد من أب وأم بشريين. وحتى الأنبياء، ولدوا بطريقة طبيعية.بينما القرآن يخبرنا بأن المسيح لم يولد بطريقة طبيعية كسائر البشر ولم يكن له أب أرضي. فالمسيح ولد من مريم العذراء وبدون علاقة مع رجل لأن الله نفخ من روحه في العذراء البتول فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي ولد من روح الله. والقرآن يشهد على ذلك."ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانتين" (سورة التحريم 12)."ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانتين" (سورة التحريم 12).
ثانياً: ألقاب المسيح الإلهية
1. كلمة الله: دعي المسيح "كلمة الله" في القرآن "وإذا قالت الملائكة يا مريم غن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" (سورة آل عمران 45).
وقال القرآن أيضاً:"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.
إن لقب كلمة الله خص به القرآن المسيح وحده ولم يخص به أحداً سواه وينبغي أن تعلم أن المسيح لم يُدعى "كلمة الله" لأنه مخلوق بكلمة الله بل دُعِيَ بذات كلمة الله أي نطقه الذاتي الداخلي..
وجميع الأنبياء تكلموا بكلام الله ولم يُقَلْ عن أي نبي أنه كلمة الله، ويجب أن تعلم أن الكلمة هي إعلان المتكلم، لأنها تترجم أفكار المتكلم وتبين مقاصد المتكلم وتدل على سجايا المتكلم. واستناداً إلى هذا فالمسيح هو إعلان الله للناس. وبدون المسيح لا نعرف الله، كقوله في الإنجيل الشريف "الله لم يراه أحد قط.. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يوحنا 1: 18).
وعليه فاسم المسيح كما ورد في القرآن (كلمة الله) يحتمل منه معنى إلهياً لأن الكلمة اسم شخص هو المسيح وليس اسم أمر. وهذا الشخص صادر من الله تعالى أزلي غير مخلوق..
2. روح الله: دعي المسيح روح الله في القرآن "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ......" سورة النساء 171.
وكلمة (روح منه) فسَّرها الإمام الرازي بقوله "أنه روح لله لأنه واهب الحياة للعالم في أديانهم". وفسرها الإمام البيضاوي بقوله: "سُمِّيَ روحاً لأنه كان يحيي الأموات وقلوب البشر".
ومن المهم أن نعرف الفرق بين قول القرآن عن آدم "ثم سَوّاهُ ونفخ فيه من روحه" سورة السجدة 9 وبين قوله عن المسيح "كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.
فالقول (نفخ فيه من روحه) يعني أن النفخة لىدم صادرة من الروح. والقول الثاني(روح منه) يعنى أن المسيح هو ذات الروح معطي الحياة.
3. الوجيه في الدنيا والآخرة: لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة في سورة آل عمران 45.
وقال مفسروا الإسلام بالإجماع: "الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة": (البضاوي صفحة 99)
رغم أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده حيث يقول "ولله الشفاعة جميعاً" سورة الزمر 44 . لكن القرآن في سورة آل عمران 45 يبين أن الشفاعة من امتيازات المسيح.. وهذا يدل أن هذا اللقب الذي منح المسيح هو لقب إلهي.
ثالثاً: معجزات المسيح
1. الخلق: "ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك.. إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيراً بإذنى" سورة المائدة 110
2. إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص: يقول القرآن بلسان المسيح "وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله" سورة آل عمران 49.
الأكمه هو من ولد أعمى. والبرص هو المرض الخطير الذي يصعب شفاؤه. والمسيح هو الوحيد الذي منح البصر لإنسان مولود أعمى من بطن أمه. وحتى الطب رغم تقدمه يعجز عن شفاء المولود أعمى. وهذه المعجزة أدرجت بصورة مفصلة في الإنجيل الشريف 1يوحنا الإصحاح التاسع.
3. العلم بالغيب: وهذه صفة لا تتوفر إلا عند الله عز وجل ولكن القرآن نسبها للمسيح حيث قال القرآن بلسان المسيح "وأنبئكم بما تأكلون وما تدخروه في بيوتكم" سورة آل عمران 49.
وهذا يدل على أن المسيح يعرف أسرار الناس. كذلك يورد القرآن أن المسيح كان يعلم المستقبل المجهول، حيث يورد القرآن نبوة المسيح الكبرى عن آخرته، وأنه سوف يموت ويبعث عقب موته حياً: "والسلام علي يوم وُلِدْتُ ويوم أموت ويوم أُبْعَثُ حياً" سورة مريم 33.
رابعاً: عصمة المسيح عن الخطية
يشهد القرآن أن لكل الأنبياء والرسل خطايا معينة ويذكر الأخطاء لبعضهم ما عدا المسيح. فقد كان المسيح بريئاً وطاهراً. نقرأ في القرآن أن المسيح لقب "بالغلام الزكي". وهذا ما جاء على لسان الملاك جبرائيل في حديثه مع مريم العذراء: "أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً" سورة مريم 19.
وأجمع المفسرون العلماء مثل الطبري والرازي والزمخشري أن كلمة (زكيا) تعنى صافياً وتقياً وبلا خطية.
لا توجد آية في القرآن تبين أن المسيح طلب الغفران من الله فقد عاش معصوماً من الخطية وبريئاً من كل الذنوب. كذلك يتكلم القرآن عن المسيح أنه كان مباركاً دائماً حيث يقول القرآن على لسان المسيح: "وجعلني مباركاً أينما كنت" سورة مريم 31. لقد ظل المسيح في كل لحظة من لحظات حياته المبارَك أينما كان.
هذا هو المسيح كما ورد في القرآن ولكن دعني أسألك سؤالاً: لماذا منح القرآن كل هذه الألقاب والامتيازات والمعجزات إلى شخص المسيح؟ والسبب واضح: لأن المسيح أتى إلى البشر برسالة تختلف عن رسالة الأنبياء الآخرين. يخبرنا القرآن أن المسيح كان آية للناس ورحمة من الله (سورة مريم 21) نحن نعلم أن كل البشر خطاة.. وليس أحد من البشر صالحاً ولا واحد لأن الجميع أخطأوا وفسدوا وزاغوا عن طريق الحق (الإنجيل الشريف رسالة رومية 3: 23). إنما الله منح في المسيح رحمة خاصة لكل الناس رحمة لا تدين الخطاة ولا تهلكهم بل تنجي الخطاة من غضب الله ودينونة الله العادلة: "لأن المسيح لم يأت ليدين العالم بل ليخلص به العالم"(الإنجيل الشريف يوحنا 3: 17). إن الإنسان لا يمكنه أن يرضي الله بأعماله الحسنة لأن الله قدوس ويكره الخطية رغم أنه يحب الخاطئ. فالذي يكسر شرائع الله يرث موتاً روحياً وجسدياً وأبدياً. ولكي يتصالح الإنسان مع الله فهو يحتاج إلى ذبيحة تكفر عن ذنوبه وتغطي عيوبه. إن الإنسان بحاجة إلى الفداء وقد جاء في سورة الصافات 106 عن إبراهيم عندما أراد أن يقدم ابنه ذبيحة أن الله افتدى ابنه بذبح عظيم "وقد فديناه بذبح عظيم". والذبح العظيم هنا ليس الخروف الصغير بل شخص المسيح لأنه عظيم في ولادته وعظيم في حياته وعظيم في معجزاته.
لقد حكمت العدالة الإلهية على الإنسان الخاطئ لأنه كسر شرائع الله. وينبغي على الإنسان الخاطئ أن يدفع أجرة الخطية التي هي موت. ولكن بسبب محبة الله للإنسان الضعيف أرسل الله شخص المسيح (الذبح العظيم) ليفتدي الإنسان الخاطئ ويدفع قصاص الخطية على الصليب. ويجب أن لا ننسى أن الله محب وعادل. عدالة الله تقتضي عقاب الإنسان الخاطئ، ومحبة الله تقتضي بأن يغفر للإنسان الأثيم الذي هو عاجز عن خلاص نفسه. إن المسيح الخالي من الذنوب والخطايا دفع أجرة خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب وأصبح موت المسيح هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية لأنه بموته الكفاري وفي مطاليب العدالة الإلهية وافتدى الإنسان حيث مات عوضاً عنا... فما عليك أيها الصديق المسلم إلا أن تسلّم حياتك لكلمة الله وروح الله (المسيح) الذي سفك دمه الطاهر ليطهّرك من العيوب والذنوب. فتعال إليه كي تنال الخلاص الأكيد من عقاب خطاياك.
هو يقول:" أنا هو الراعي الصالح الذي بذل نفسه (فدية) عن الخراف" (يوحنا 10: 11)
"أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة"(يوحنا 8: 12)

*******************************

ميّزات المسيح :
1 الحَبَل العجيب. كما نقرأ في سورة التحريم : وَمَرْيَمَ ابنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ التحريم 66 :12، الأنبياء 21 :91.
قال الفخر الرازيّ : نفخنا فيه من روحنا، أي في عيسى.. لأنّ عيسى كان في بطنها. واختلفوا في النافخ. قال بعضهم : كان النفخ من الله، لقوله فنفخنا فيه من روحنا. وظاهره أنّ النافخ هو الله تعالى. وقال آخرون النافخ هو جبريل. لأنّ الظاهر من قول جبريل لأهب لكِ.
ثمّ اختلفوا في كيفيّة النفخ : 1 قول وهب إنّ جبريل نفخ في جيبها حتّى وصل الرحم. 2 في ذيلها فوصلت إلى الفرج. 3 قول السديّ : أخذ بكمّها فنفخ في جنب درعها، فدخلت النفخة صدرها، فحملت. فجاءتها أختها امرأة زكريّا، فالتزمتها. فلمّا التزمتها علمت أنّها حبلى، وذكرت مريم حالها. فقالت امرأة زكريّا، إنّي وجدتُ ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله مصدّقاً بكلمة من الله , 4 إنّ النفخة كانت في فمها، ووصلت إلى بطنها فحملت في الحال.
وعن ابن عبّاس أنّه قال : نفخ جبريل في جوف الدرع ومدّه بإصبعه ونفخ فيه، وكلّ ما في الدرع من خرق ونحوه، فإنّه يقع عليه اسم الفرج.
وقيل أحصنتْ تكلّفت في عفّتها والمحصّنة العفيفة ونفخنا فيه مِن روحنا أي فرج ثوبها. وقيل خلقنا فيه ما يظهر به الحياة في الأبدان. وقال مقاتل في شرح وصدّقت بكلمات ربّها يعني بعيسى. ويدلّ عليه قراءة الحسن بكلمة ربّها. وسُمّي عيسى كلمة الله في عدّة مواضع من القرآن.
2 الولادة العجيبة. يذكر لنا القرآن هذا الحوار بين مريم العذراء وملاك الربّ حين جاء ليبشّرها، قال : إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً مريم 19 :19-21.
وقد علّق البيضاويّ على ولادة يسوع المعجزيّة بقوله : تلك ميّزة تفرّد بها المسيح على العالمين والمرسَلين. لأنّه وُلِد دون أن تضمّه الأصلاب والأرحام الطوامس.
أمّا الفخر الرازيّ، فعلّق على الموضوع هكذا :
1 العبارة لأهب لك غلاماً زكيّاً قال : الزكيّ يفيد أموراً ثلاثة : الأّول أنّه الطاهر من الذنوب. الثاني أنّه ينمو على التزكية، لأنّه يُقال في مَن لا ذنب له زكيّ، وفي الزرع النامي زكيّ، الثالث النزاهة والطهارة.
2 العبارة ولنجعله آية للناس ورحمة أي لنجعل خلقه آية للناس إذ وُلِد من غير ذكر. ورحمة منّا أي يرحم عبادنا بإظهار هذه الآيات، حتّى تكون دلائل صدقه أبهر، فيكون قبول قوله أقرب.
وقال الإمام أبو جعفر الطبريّ في تفسير غلاماً زكيّاً وذلك بالاستناد إلى قول أبي عمرو : الغلام الزكيّ هو الطاهر من الذنوب. وكذلك تقول العرب : غلام زاكٍ وزكيّ، وعالٍ وعليّ.
3 كونه مباركاً نقرأ في سورة مريم هذه العبارات عن لسان المسيح : وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ مريم 19 :31.
قال الطبريّ عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان، إن تفسير جعلني مباركاً هو جعلني معلّماً للخير.
وعن سليمان بن عبد الجبّار، عن محمد بن يزيد بن خنيس المخزوميّ، قال : سمعت ابن الورديّ مولى بني مخزوم، قال : لقي عالم لما هو فوقه من العلم. فقال له : يرحمك الله، ما الذي أُعلِن من علمي؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده. وقد أجمع الفقهاء على قول الله : وجعلني مباركاً أينما كنتُ.
4 كونه مؤيَّداً بالروح القدس وَآتَيْنَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ سورة البقرة 2 :253.
قال أبن عبّاس : إنّ روح القدس، هو الاسم الذي كان يُحيي به عيسى الموتى. وقال أبو مسلم : إنّ روح القدس الذي يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه، وأبانه بها عن غيره ممّن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى.
ا لْمَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَامِنُوا باللَّهِ وَرُسُلِهِ سورة النساء 4 :171.
وخلاصة هذه الآيات، أنّ الله أعطى عيسى في ذاته روحاً، وأنّ هذا الروح يؤيّده في شخصيّته. ومع ذلك فقد اختلف علماء الإسلام في تفسير الروح القدس الذي تأيّد المسيح به :
قال ابن أنس : هو الروح الذي نفخ في المسيح، أضافه الله إلى نفسه تكريماً وتخصيصاً, والقدس هو الله، يدلّ عليه قوله فنفخنا فيه من روحنا.
وقال السديّ وكعب : روح القدس هو جبريل. وتأييد عيسى بجبريل هو أنّه كان قرينه ورفيقه، يعينه ويسير معه حيثما سار، إلى أن صعد به إلى السماء.
وقال ابن جبير : روح القدس هو اسم الله الأعظم، وبه كان عيسى يحيي الموتى.
وقال القاشانيّ : الله خاصة طهّر جسم عيسى عن الأقذار الطبيعيّة، فهو روح متجسّد في بدن مثاليّ روحانيّ. وذلك من صفاء جوهر طينته ولطافتها وصفاء طينة أمّه وطهارتها. ونزَّه روحه وقدّسه من التأثّر بالهيئات الطبيعيّة والصفات المدنيّة، لتأييده بروح القدس الذي هو على صورته.
وقال ابن عطا : إنّ أحسن النبات ما كان ثمرته مثل عيسى روح الله,
وقال ابن عبّاس : إنّه الروح الذي نفخ فيه، والقدس هو الله فهو إذاً روح الله.
5 رفعته عند وفاته إذ نقرأ في سورة آل عمران : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ ا تَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا.. آل عمران 3 :55.
قال الفخر الرازيّ : لتفسير هذه الآية عدّة وجوه منها :
الوجه الأّول : المراد بالرفعة إنّي رافعك إلى محلّ كرامتي. وجعل ذلك رفعاً إليه للتفخيم والتعظيم. ومثلها قوله : إنّي ذاهب إلى ربّي هذه العبارة مستعارة من الإنجيل.
الوجه الثاني : في التأويل أن يكون قوله ورافعك إليّ معناه أنّه يرفعه إلى مكان لا يملك أحد الحكم عليه فيه. لأنّ في الأرض قد يتولّى الخلق أنواع الأحكام، أمّا في السموات فلا حاكم في الحقيقة وفي الظاهر إلاّ الله.
6 عصمته في رسالته كما في سيرته يتوهّم البعض أنّ العصمة في الرسالة تقترن حتماً بالعصمة في السيرة ولكنّ نصوص القرآن تنقض هذا الوهم. إذ نقرأ في سوره الكثير من النصوص التي تفيد أنّ حياة الأنبياء لم تكن بلا لوم، لا قبل الرسالة ولا بعدها. أمّا المسيح في القرآن فسيرته معصومة كرسالته. فقد شهد الملاك بذلك إذ قال لأمّه : أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً. وقد قال البيضاويّ في تفسير كلمة زكيّ إنّ عيسى كان مترقّياً من سنّ إلى سنّ.
7 تَفرُّد رسالته بالمعجزات فكما انفردت رسالته على الرسالات جميعاً بتأييد الروح القدس، انفردت أيضاً بالمعجزات وباستجماعها، كما لم تجتمع لغيره. إذ نقرأ في سورة البقرة 2 :253 : وَآتَيْنَا عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ والبينات هي العجائب.
قال البيضاويّ : لقد خصّه الله بالتعيين وجعل معجزاته سبب تفضيله على الرسل. لأنّها آيات واضحة، ومعجزات عظيمة، لم يستجمعها غيره.
8 علمه بالغيب جاء في سورة الزخرف 43 :57 و61 : وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ,,, وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ.
قال الجلالان في تفسير لعلم للساعة إنّه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أنّ المعروف عند الناس أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة، ندرك الميزة التي أفردها القرآن للمسيح.
9 إنّه الشفيع المقرَّب جاء في سورة الزمر 39 :44 نرى أنّ القرآن يحصر الشفاعة لله وحده، إذ يقول : لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً , ومع ذلك، فأحد نصوص القرآن يلمّح إلى كون الشفاعة أيضاً من امتيازات المسيح إذ يقول : إِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ا سْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ سورة آل عمران 3 :45.
قال الجلالان في تفسير هذه الآية : وجيهاً في الدنيا بالنبوّة، وفي الآخرة بالشفاعة والدرجات العُلى، ومن المقرّبين عند الله.
وأخرج الطبريّ عن ابن حميد، عن سلمة عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر، قال : وجيهاً في الدنيا أي ذو وجه ومنزلة عند الله، وفي الآخرة ومن المقرَّبين يعني أنّه ممَّن يقرّبه الله يوم القيامة فيسكنه في جواره ويدنيه منه.
وقال الرازيّ : وجيهاً في الدنيا بسبب أنّه يُستجاب دعاؤه، ويحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ووجيه في الآخرة أنّه يجعله شفيع أمّته.
أمّا قوله ومن المقرَّبين ففيه وجوه :
الأّول أنّه تعالى جعل ذلك بالمدح العظيم للملائكة فألحقه بمثل منزلتهم ودرجتهم في هذه الصفة.
الثاني، إنّ هذا الوصف كالتنبيه على أنّه سيرفع إلى السماء وتصاحبه الملائكة.

 

 

This site was last updated 06/22/13