صورة محمد على السمان مكتشف مخطوطات نجع حمادى
قصة اكتشاف مخطوطات نجع حمادي واقتناء المتحف القبطي لها
في عام1945م ، اكتشف القروي محمد علي السمّان‘-الذي كان يبحث بامصادفة عن سماد لارضة - جرّة من الفخار، على ارتفاع 1 م أسفل ’جبل الطارف‘ بالقرب من دير القديس "باخوميوس"،
سارع ’محمد علي السمّان‘ بكسر الجرة (الزلعة) بفأسه، آمِلاً عثوره بداخلها على كنزٍ ولكنة وَجَدَ مجموعة من المُجلّدات القديمة (13 مخطوطة مُجلّدة من البردي القبطي)، عُرِفَت لاحقاً بمخطوطات نجع حمادي .حَمَلَ ’محمد علي السمّان‘، مع أخيه ’خليفة‘، المخطوطات الثلاثة عشر على ظهر دابّتيهما، عائدين إلى قريتهما
وبسبب بحث الشرطة عنهما لثأرهما لمقتل والدهما، وخوفاً من عثور الشرطة على المُجلّدات في المنزل، اضطر الأخوان لترك قريتهم ’حُمرة دوم‘ بعد شهر من العثور على المخطوطات وإيداعها لدى كاهن قريتهم القبطي الذي يثقون به.
فأدرك’راغب أندراوس‘، مدرس القرية وشقيق زوجة هذا الكاهن، فوراً أهمية المخطوطات وأن لها قيمة أثرية عندما تبيّن له أنها مكتوبة بلغة قبطية قديمة. فسافر إلى القاهرة مُحضراً معه واحدة من تلك المخطوطات لصديقه الدكتور ’چورچ صبحي‘، لأنه كان متخصصاً في اللغة القبطية. وأخذ هذا الأخير بدوره تلك المخطوطة إلى المتحف المصري بالقاهرة، من أجل عرضها على مديره وقتذاك، عالم المصريات الفرنسي ’إيتين دريتون‘، وعندما أدرك أهميتها اشترى ’دريتون‘ المخطوط لصالح المتحف المصري بـ (250 جنيهاً مصرياً).
أما باقي المخطوطات الأخرى (12 مخطوطة) سرعان ما بدأت تصل إلى أيدي تجارالآثار طمعاً في الحصول على أكبر سعر ممكن، لكن مصلحة الآثار تنبّهت إلى الأمر فنظّمت عملية استعادتهم جميعاً.
وعندما سمع الدكتور ’طه حسين‘ -بعدما أصبح وزيراً للمعارف - قصة تلك المخطوطات، أَمَرَ برصد ميزانية ومبلغاً مالياً معقولاً لشرائها والصرف على المتخصصين من أجل فحصها ومعرفة بعض المعلومات عنها. ومنذ ذاك أصبحت مخطوطات نجع حمادي ملكية قومية، وتم إيداعها بالكامل في المتحف القبطي، فيما عدا مخطوطاً واحداً كان قد اشتراه (في مايو عام 1952 م) ’معهد يونج مدينة "زيورخ" ليُقدّمه لعالم النفس . لكن بعد وفاتة عاد المخطوط لمصر عام 1964 ، وأصبح ضمن ملكية المتحف القبطي ليحوي ذلك المتحف كل مخطوطات نجع حمادي الثلاثة عشر.
وفي عام 1956 م، دعت مصر متخصصين من جميع أنحاء العالم لعقد مؤتمر في القاهرة، لدراسة خطوات قراءة وترجمة ونشر تلك المخطوطات، ولكن لسوء الحظ تم إلغاء المؤتمر بسب العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل) على مصر في نفس العام. بينما في 1961، دعت اليونسكو إلى عقد مؤتمر آخر، توصّل إلى تشكيل لجنة علمية لتصوير جميع مخطوطات نجع حمادي، تم نشرها فيما بعد في مدينة ليدن (هولندا)، مما مكّن الباحثين من التعامل معها ودراستها. ورغم أن وثائق نجع حمادي في غاية الأهمية لدراسة الكتاب المقدس، إلا أن نشرها كان يسير ببطء شديد. إلى أن تم لاحقاً في الولايات المتحدة، وتحت إشراف العالم ’چيمس م. روبنسون‘ بدأت عملية ترجمة نصوص تلك المخطوطات إلى اللغة الإنجليزية، تلك الترجمة التي انتُهيَ منها عام 1975 م، ثم تمت ترجمتها فيما بعد إلى الفرنسية والألمانية. كما يرجع الفضل إلى الدكتور ’باهور لبيب‘ في نشر 158 ورقة منها، وذلك في سنة 1976
محتويات مخطوطات مكتبة نجع حمادي
مخطوطات نجع حمادي ترجع الى نهاية القرن الثالث إلى بداية القرن الرابع الميلادي. وتحتوي هذه المخطوطات على الأناجيل والكتابات الغنوصية، مما كان لها شأن عظيم في معرفة الغنوصية التي كانت آدابها مجهولة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
وقد وجد الدارسون أن مخطوطات نجع حمادي تُمثّل مجموعة متكاملة كانت ضمن مكتبة جماعة مسيحية ’غنوصية‘ بصعيد مصر، حيث تمدنا بالكثير من المعلومات عن الفترة المبكرة جداً من المسيحية بوجه عام، وفي مصر بوجه خاص. وجديرٌ بالملاحظة أن اسم ’المسيح‘ (أو: يسوع) لم يُذكر في هذه المخطوطات صراحةً، على الرغم من أن مُدوّني تلك الوثائق كانوا مسيحيين، لكنهم كانوا أكثر ارتباطاً بالمجتمع اليهودي وأفكاره أكثر من أي فكر أو معتقد آخر.
.وبعد دراسة متفحّصة، تم التأكد من أن نصوص تلك المخطوطات هي كتابات مسيحية لإحدى المجموعات الدينية التي ظهرت في القرن الأول الميلادي، وعُرِفَ تابعيها باسم ’العارفون (بالله)‘ ........ ابرام ...............
*************
اكتشاف مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الأولى».. أمريكي يبحث عن كنوز جبل الطارف
كتب - خاص| ولاد البلد 3 مارس، 2017 م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف
مخطوطات أو مكتبة نجع حمادي التي عثر عليها في جبل الطارف سنة 1945 بالصدفة البحتة هي واحدة من الكنوز المهمة التي عثر
مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الثالثة».. بيع وتهريب كنز جبل الطارف للأجانب كتب - خاص| ولاد البلد 15 مارس، 2017 م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف
زكي بسطا باع أغلب المخطوطات إلى متجر Phocion J.Tano بالقاهرة
بقيت المخطوطات في منزل القمص باسيليوس القمص عبدالمسيح وكان صهر القس مدرسًا للغة الإنجليزية ويدعي راغب أفندي أندراوس وكان يتنقل بحكم وظيفته في مدارس المنطقة، وتصادف أن أستقر في تلك الفترة في «القصر والصياد» وزار منزل شقيقته وعندما رأي المخطوط الثالث أدرك قيمته المحتملة وأقنع زوج شقيقته أن يمنحه له ووافق القس، فسافر «أندراوس» إلى القاهرة وطلب مقابلة الطبيب جورج صبحي الذي كان مهتمًا باللغة القبطية في المتحف القبطي، وأدرك «صبحي» أهمية المخطوط فطلب شراءه لصالح المتحف القبطي، وتنازل عنه راغب أفندي أندراوس نظير مبلغ 250 جنيهًا وكان ذلك في 4 أكتوبر 1946 وكان ذلك المخطوط أول المخطوطات التي تصل إلى المتحف القبطي.
وتبقى هناك حلقة مفقودة في القصة ربما لندرة المعلومات ورحيل أغلب شهود العيان ومعاصرو الأحداث، حيث لا توجد إجابات عن أسئلة مثل.. هل اقتسم راغب أندراوس ثمن ما باعه للمتحف القبطي مع محمد السمّان؟ وهل استعاد الأخير باقي المخطوطات من القس باسيليوس عبدالمسيح بعد بيع المخطوط الثالث؟ .
أول المخطوطات بُيعت سنة 1946 بمبلغ 250 جنيه مصري |
راغب أندراوس وشقيقته زوجة القمص باسيليوس عبد المسيح المتاح من معلومات موثقة وذات سند عن مصير مخطوطات نجع حمادي بعد بيع أولها للمتحف القبطي حقق فيها ورصدها عالم المصريات جيمس روبنسون حيث يروي قصة بيع باقي المخطوطات داخل مصر وخارجها من خلال تفاصيل مهمة في كتابيه (The Nag Hammadi Codices) و(The Nag Hammadi Library) حقق فيها بنفسه خلال زياراته المتكررة لنجع حمادي ومنطقة اكتشاف المخطوطات، يقول بعد بيع المخطوط الأول تناقل السكان في «القصر والصياد» والقرى المجاورة قصة المخطوطات القديمة التي يحوزها السمّان، وأصبحت معروضة للبيع عبر الوسطاء المحليين، ومنهم «ناشد بسادة» الذي حاز مخطوطًا بمشاركة تاجر ذهب من مدينة نجع حمادي وقاما ببيعه واقتسما حصيلة البيع، وكذلك «فكري جبرائيل» وهو تاجر غلال وكان يملك متجرًا في القاهرة وأخر في مدينة نجع حمادي وباع مخطوطًا بمبلغ كبير، ويشير عالم المصريات في كتابيه أن معظم المخطوطات بيعت بواسطة تاجر آثار يدعي «زكي بسطا» كان يقيم في مدينة قنا وكان الوسيط «بهيج علي أدم» وكان يعيش في القرية، ويضيف روبنسون أن «بسطا» حاول بيع المخطوطات في متجر «منصور» المتخصص في بيع العاديات بفندق «شيبرد»، وباعها في النهاية إلى متجر (Phocion J.Tano) في القاهرة نظير مبلغ كبير من المال |
متجر ألبرت عيد تاجر الاثار متجر ألبرت عيد تاجر الاثار تناقل تجار العاديات في القاهرة المخطوطات وكان منهم «ألبرت عيد» البلجيكي الجنسية الذي كان يدير صالة بيع آثار في وسط القاهرة بموجب رخصة رقم 112 من مصلحة الآثار المصرية، واشترى المخطوط الأول وحاول بيعه في صالة آثار (Ann Arbor) في نيوريوك في سنة 1949 وفشل، إلى أن قامت أرملته «سيمون عيد» في أول مايو 1952 ببيع المخطوط إلى معهد «جانج زويتش ـ Jung Institite of Zurich» في ألمانيا، وسُمي المخطوط باسم المعهد، وبعد قيام ثورة يوليو 1952، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر أن مخطوطات نجع حمادي مملوكة للدولة ممثلة في المتحف القبطي وتمت مصادرة ما تبقي منها لدى تجار العاديات، وأقام ملاّك متجر (Phocion J.Tano) دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية بسبب المصادرة، انتهت بتعويضهم بمبلغ 4 آلاف جنيه نظير التنازل عنها لصالح المتحف القبطي الذي استرد فيما بعد المخطوطات التي بيعت خارج البلاد، وكان الدكتور طه حسين أصدر قرارًا مماثلًا أثناء تولية حقيبة وزارة المعارف قبل الثورة. |
مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الرابعة».. «السمّان» يرفض الذهاب للجبل مع «روبنسون»جبل الطارف حيث عثر محمد السمان علي مخطوطات أو مكتبة نجع حمادي كتب - خاص| ولاد البلد 24 مارس، 2017 م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف عاد إبرام بباوي إلى نجع حمادي ليبحث فورًا عن «محمد علي السمّان خليفة» ويحقق طلب «جيمس روبنسون»، كان يعمل تحت رئاسة «بباوي» حيث كان يشغل ناظر مدرسة الإعدادية بنين، مدرسًا يدعي «وديع فلتاؤوس» وكان يقيم في «القصر والصياد»، نجح «بباوي» في الوصول إلى السمّان عن طريق مرؤوسه في المدرسة، وأبلغ روبنسون الذي تحمس للمجيء بسرعة. ذاكرة إبرام بباوي، وهو الشاهد الوحيد علي الأحداث الباقي على قيد الحياة، أصابها الوهن بعد أن بلغ من العمر أرذله نحو 90 عامًا، طرقت على باب المنزل الكبير وسط المدينة ففتح نجله، ترجّل بباوي إلى الغرفة التي تزينها صورة تذكارية للأسرة مع روبنسون، بصعوبة بالغة، نشط الرجل التسعيني ذاكرته لـ «النجعاوية»، “قدمت خدمات كثيرة لجيمس روبنسون وارتبطت بصداقة معه رغم أنني غير سعيد بما تحويه هذه المخطوطات من كتابات وهرطقات دينية”. يصف «بباوي» اللقاء الأول بين «السمّان» و«روبنسون».. “ذهبنا للقرية وعندما خرج الأول من منزله احتفى به روبنسون وكأنه وجد كنزًا والتقط له ومعه عشرات الصور، إضافة إلى كل أفراد أسرته وبالطبع والدته التي أحرقت أحد المخطوطات، بكاميراته المتطورة في ذلك الوقت من نوعية (Bolaroid) والتي كان يستخدمها في توثيق حفائره في جبل الطارف”، وطلب عالم المصريات من «السمّان» أن يسرد له كل تفاصيل عثوره علي الجرة الفخارية ولا يهمل أي منها وكان يسجل كل كلمة ويستفسر عن أدق التفاصيل ويستوضحها أكثر من مرة ويدّون، ولكن السمّان رفض طلب جيمس روبنسون بالذهاب إلى موقع العثور علي جرة الفخار بسبب حادث الثأر القديم، يروي بباوي “حاول معه بكل الطرق المال، والحماية من الداخلية، وتغيير هيئته، لكنه رفض تمامًا، وكان هدف روبنسون أنه كان يعتقد أنه ربما يعثر على مخطوطات أخرى في الجبل”. كان محتوي مخطوطات نجع حمادي، وهو الفلسفة الغنوسية، وهي فلسفة دينية مسيحية كتبها مجموعة من الرهبان في أوائل القرن الرابع الميلادي في توافد العديد من الباحثين من عدة دول لدراستها، وكان من هؤلاء «جيمس روبنسون» الذي بدأ اهتمامه بها منذ سنة 1960، كانت الظروف السياسية في مصر لا تسمح بعمل الأجانب حيث وقع العدوان الثلاثي سنة 1956 وكذلك العلاقات الشائكة التي النظام المصري في ذلك الوقت بدول الغرب،لجأ «جيمس روبنسون» إلى اليونسكو لإقناع الحكومة المصرية بالموافقة علي دراسة المخطوطات وترميمها بطريقة علمية ونجح.
|
|
|
|