Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 مخطوطات نجع حمادى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مخطوطات لأناجيل وصلوات بالعربية والقبطية
قطمارس صلوات وفق اليوم
مخطوطات التسابيح وصلوات القداس
مخطوطات إجتماعية متنوعة
مخطوطات للمزامير
مخطوطة عربية بسانت كاترين
مخطوط لكتاب البشائر الأربعة
مخطوطات نجع حمادى

 

صورة محمد على السمان مكتشف مخطوطات نجع حمادى
قصة اكتشاف مخطوطات نجع حمادي واقتناء المتحف القبطي لها
في عام1945م ، اكتشف القروي محمد علي السمّان‘-الذي كان يبحث بامصادفة عن سماد لارضة - جرّة من الفخار، على ارتفاع 1 م أسفل ’جبل الطارف‘ بالقرب من دير القديس "باخوميوس"،
سارع ’محمد علي السمّان‘ بكسر الجرة (الزلعة) بفأسه، آمِلاً عثوره بداخلها على كنزٍ ولكنة وَجَدَ مجموعة من المُجلّدات القديمة (13 مخطوطة مُجلّدة من البردي القبطي)، عُرِفَت لاحقاً بمخطوطات نجع حمادي .حَمَلَ ’محمد علي السمّان‘، مع أخيه ’خليفة‘، المخطوطات الثلاثة عشر على ظهر دابّتيهما، عائدين إلى قريتهما
وبسبب بحث الشرطة عنهما لثأرهما لمقتل والدهما، وخوفاً من عثور الشرطة على المُجلّدات في المنزل، اضطر الأخوان لترك قريتهم ’حُمرة دوم‘ بعد شهر من العثور على المخطوطات وإيداعها لدى كاهن قريتهم القبطي الذي يثقون به.
فأدرك’راغب أندراوس‘، مدرس القرية وشقيق زوجة هذا الكاهن، فوراً أهمية المخطوطات وأن لها قيمة أثرية عندما تبيّن له أنها مكتوبة بلغة قبطية قديمة. فسافر إلى القاهرة مُحضراً معه واحدة من تلك المخطوطات لصديقه الدكتور ’چورچ صبحي‘، لأنه كان متخصصاً في اللغة القبطية. وأخذ هذا الأخير بدوره تلك المخطوطة إلى المتحف المصري بالقاهرة، من أجل عرضها على مديره وقتذاك، عالم المصريات الفرنسي ’إيتين دريتون‘، وعندما أدرك أهميتها اشترى ’دريتون‘ المخطوط لصالح المتحف المصري بـ (250 جنيهاً مصرياً).
أما باقي المخطوطات الأخرى (12 مخطوطة) سرعان ما بدأت تصل إلى أيدي تجارالآثار طمعاً في الحصول على أكبر سعر ممكن، لكن مصلحة الآثار تنبّهت إلى الأمر فنظّمت عملية استعادتهم جميعاً.
وعندما سمع الدكتور ’طه حسين‘ -بعدما أصبح وزيراً للمعارف - قصة تلك المخطوطات، أَمَرَ برصد ميزانية ومبلغاً مالياً معقولاً لشرائها والصرف على المتخصصين من أجل فحصها ومعرفة بعض المعلومات عنها. ومنذ ذاك أصبحت مخطوطات نجع حمادي ملكية قومية، وتم إيداعها بالكامل في المتحف القبطي، فيما عدا مخطوطاً واحداً كان قد اشتراه (في مايو عام 1952 م) ’معهد يونج مدينة "زيورخ" ليُقدّمه لعالم النفس . لكن بعد وفاتة عاد المخطوط لمصر عام 1964 ، وأصبح ضمن ملكية المتحف القبطي ليحوي ذلك المتحف كل مخطوطات نجع حمادي الثلاثة عشر.
وفي عام 1956 م، دعت مصر متخصصين من جميع أنحاء العالم لعقد مؤتمر في القاهرة، لدراسة خطوات قراءة وترجمة ونشر تلك المخطوطات، ولكن لسوء الحظ تم إلغاء المؤتمر بسب العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل) على مصر في نفس العام. بينما في 1961، دعت اليونسكو إلى عقد مؤتمر آخر، توصّل إلى تشكيل لجنة علمية لتصوير جميع مخطوطات نجع حمادي، تم نشرها فيما بعد في مدينة ليدن (هولندا)، مما مكّن الباحثين من التعامل معها ودراستها. ورغم أن وثائق نجع حمادي في غاية الأهمية لدراسة الكتاب المقدس، إلا أن نشرها كان يسير ببطء شديد. إلى أن تم لاحقاً في الولايات المتحدة، وتحت إشراف العالم ’چيمس م. روبنسون‘ بدأت عملية ترجمة نصوص تلك المخطوطات إلى اللغة الإنجليزية، تلك الترجمة التي انتُهيَ منها عام 1975 م، ثم تمت ترجمتها فيما بعد إلى الفرنسية والألمانية. كما يرجع الفضل إلى الدكتور ’باهور لبيب‘ في نشر 158 ورقة منها، وذلك في سنة 1976
محتويات مخطوطات مكتبة نجع حمادي
مخطوطات نجع حمادي ترجع الى نهاية القرن الثالث إلى بداية القرن الرابع الميلادي. وتحتوي هذه المخطوطات على الأناجيل والكتابات الغنوصية، مما كان لها شأن عظيم في معرفة الغنوصية التي كانت آدابها مجهولة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
وقد وجد الدارسون أن مخطوطات نجع حمادي تُمثّل مجموعة متكاملة كانت ضمن مكتبة جماعة مسيحية ’غنوصية‘ بصعيد مصر، حيث تمدنا بالكثير من المعلومات عن الفترة المبكرة جداً من المسيحية بوجه عام، وفي مصر بوجه خاص. وجديرٌ بالملاحظة أن اسم ’المسيح‘ (أو: يسوع) لم يُذكر في هذه المخطوطات صراحةً، على الرغم من أن مُدوّني تلك الوثائق كانوا مسيحيين، لكنهم كانوا أكثر ارتباطاً بالمجتمع اليهودي وأفكاره أكثر من أي فكر أو معتقد آخر.
.وبعد دراسة متفحّصة، تم التأكد من أن نصوص تلك المخطوطات هي كتابات مسيحية لإحدى المجموعات الدينية التي ظهرت في القرن الأول الميلادي، وعُرِفَ تابعيها باسم ’العارفون (بالله)‘ ........ ابرام ...............
*************

اكتشاف مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الأولى».. أمريكي يبحث عن كنوز جبل الطارف

كتب - خاص| ولاد البلد  3 مارس، 2017  م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف
مخطوطات أو مكتبة نجع حمادي التي عثر عليها في جبل الطارف سنة 1945 بالصدفة البحتة هي واحدة من الكنوز المهمة التي عثر

عليها في نجع حمادي، ظلت قصة العثور غامضة وتفاصيلها غير متاحة سوى بعض المعلومات القليلة على شبكة الإنترنت، وكان لعدد كبير من الأشخاص من أهل نجع حمادي وقرى شرق النيل وأماكن متفرقة من المملكة المصرية أثناء حكم الملك فاروق الأول ومن بعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أدوارًا متباينة في هذه القصة، وهذا ما سيكون متاحًا من خلال هذه الحلقات المدعمة بصور نادرة.
في مطلع السبعينيات توقف القطار القادم من القاهرة على محطة سكك حديد مدينة نجع حمادي شمالي قنا، كان الركاب يعرفون وجهتهم، عدا ذلك الأجنبي الفارع الطول، والذي دفع الأهالي للتجمهر حوله، ذهب الأجنبي وتحدث إلى صاحب سيارة أجرة باللغة الإنجليزية فلم يفهمه، ورغم ذلك استقل الشاب الوسيم الذي بدا وكأنه مغامرًا السيارة وكان السائق يتحدث معه بلغة الإشارة، في تلك الأثناء كان مدرس اللغة الإنجليزية «حلمي صهيون» يترجل بالصدفة البحتة في الشارع، وكان المدرسين عددهم قليل ومعروفين لكل الناس، استوقف سائق السيارة «حلمي صهيون» وطلب منه أن يتحدث مع الأجنبي الذي يستقل سيارته ليعرف وجهته وماذا يريد.

 

الأمريكي جيمس روبنسون يقف في ميدان الأوقاف أوائل السبعينيات في أول زيارة لنجع حمادي
ما الذي يجعل أستاذًا زائر في جامعة «كليرمونت» الأمريكية في تخصص المصريات، يأتي إلى بلدة صغيرة اسمها نجع حمادي كل مقوماتها مصنعًا لتكرير السكر وآخر لتصنيع خام الألمونيوم وقصرًا لحفيد إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير هو الأمير يوسف كمال؟!. قال جيمس روبنسون لمدرس اللغة الإنجليزية «حلمي صهيون» إن سبب زيارته هو إعداد دراسة عن مخطوطات نجع حمادي التي تم العثور عليها مصادفة سنة 1945، أسفل جبل الطارف شرقي نجع حمادي، وأحدثت دويًا هائلًا على المستوى العالمي نظرًا لمحتواها الديني والفلسفي، أقام «جيمس روبنسون» في فندق متواضع عدة أيام في مدينة نجع حمادي ثم غادر إلى القاهرة.
بعد ذلك بسنوات رحل «حلمي صهيون» عن نجع حمادي واستقر بالقاهرة بعد ترقيته وأصبح مفتشًا بالتربية والتعليم، وكان على اتصال بالأمريكي جيمس روبنسون، وفي سنة 1975 كان «إبرام بباوي» مدرس اللغة الإنجليزية في زيارة لـ«حلمي صهيون» في منزله وسط القاهرة وربطتهما صلة قرابة، وهناك ألتقى بالأمريكي «جيمس روبنسون» وتعارفا.
كان إبرام «بباوي» يتحدث الإنجليزية بطلاقة أبهرت «روبنسون» وعرف الأمريكي أنه أمام شخصية لها ثقل اجتماعي واقتصادي بالنسبة لمجتمع صغير كنجع حمادي، كونه أحد أبناء المزارعين الأقباط وله ملكيات زراعية في قريتي «هو»، و«القصر والصياد» جنوبي وشرق نجع حمادي، وكذلك ملكيته من العقارات وأهمها عقار في وسط المدينة وكون شقيقه الصيدلاني «يني بباوي» من الأوائل الذين امتلكوا صيدليات في المدينة، كل تلك المقومات جعلت «أبرام بباوي» يلعب دورًا محوريًا في الأحداث التالية، ونفس المقومات حفزت «جيمس روبنسون» أن يطلب منه أن يرتب له مقابلة في أقرب وقت مع شخص يدعى «محمد علي خليفة السمّان »، كان من سكان قرية القصر والصياد، اندهش مدرس اللغة الإنجليزية من طلب روبنسون، ترى ماذا يريد الأمريكي من رجل بسيط يعمل بمهنة جمّال نظير أجره، وزاد من دهشة إبرام بباوي الاهتمام الكبير من الأمريكي بمقابلة السمّان حيث قال «سآتي فورًا إلى نجع حمادي بمجرد أن تخبرني أنك عثرت عليه».

مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الثانية».. محمد السمّان يعثر على كنز لا يقدر بمال
كتب - خاص| ولاد البلد  9 مارس، 2017 يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف
الصدفة قادت جمّال للعثور على جرة فخارية مختومة ومطلية بالقار في جبل الطارف
حفيد القمص «باسيليوس»: السمّان أودع المخطوطات لدي جدّي لأنه كان يثق به
يرجح المؤرخون أن «القصر والصياد» كانت المركز التجاري لعاصمة الإقليم السابع «حوت سخمو إي» أو قرية «هو» حاليًا شمال مدينة قنا، بسبب الضرائب الضخمة التي فرضها الملك تحتمس الثالث أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر في عصر الدولة الحديثة في الحقبة الفرعونية عليها، وبلغت 6 سبائك ذهبية وواحدة فضة، وألف رغيف، وعدد من سلال الغلال، وستة عجول متفاوتة الأعمار، وثور، و500 إوزة، وذكرها المؤرخ جيمس بيكى «خينوبو سكيون» أي المكان الذي يرعى في الإوز، كما تتلمذ في القرية ذاتها الأنبا «باخوميوس» الذي أسس رهبنة الشركة أو إقامة الرهبان في دير واحد بدلًا من التوحد في الجبال، على يد الأنبا «الأنبا بلامون» صاحب الدير الوحيد في العالم الذي يحمل اسمه، والقرية جغرافيا تقع في محيط جبل الطارف الذي يصنفه الجغرافيين كونه خزينة الآثار التي حفظت أثارًا أكثر من حقبة بمأمن عن عبث اللصوص وقسوة الطبيعة وتقلباتها.

جبل الطارف حيث عثر محمد السمان على مخطوطات أو مكتبة نجع حمادي
قبل لقاء روبنسون وإبرام بباوي بنحو 30 سنة، وتحديدًا في أحد أيام ديسمبر 1945 من القرن الماضي، خرج محمد علي خليفة السمان وشقيقه من قريتهما «القصر والصياد» وكانا يعملان جمّالين، إلى جبل الطارف القريب من قريتهما، لجلب الأسمدة العضوية من جرف الجبل لتسميد الأرض الزراعية بتكليف من أحد مزارعي القرية نظير أجرهما، عبأ الأخوين «سمّان» السلال على ظهور الجمّال بالأسمدة العضوية، وأثناء قيام محمد السمّان إنهاض الجمّل من الأرض سقطت سلة أسمدة من فوق الجمّل على الأرض، وأحدثت صوت ارتطام بالأرض، تبين صاحب الجمّل الأمر بفأسه فظهرت في جرف الجبل جرة مصنوعة من الفخار ومطلية بالقار ومختومة بختم برموز عجز «السمّان» عن تفسيرها، وخشي أن يكون داخلها جنّ أو رصد فرعوني يتسبب في إيذاءه وشقيقه!
محمد السمان ولكنه استجمع شجاعته وكسرها بمعوله فربما كانت تحوي كنز أو «لقية»، كُسرت الجرة الفخارية وظهر أوراق قديمة من البردي عليها مكتوبة نصوص بلغة غريبة وملفوفة بعناية في أغلفة من الجلد القديم، التقط «السمّان» الأوراق وربطها بعناية في نهاية جلبابه وغادر الجبل وشقيقه إلى منزلهما في القرية، وسلما ما وجداه إلى أمهما في «القصر والصياد» التي خبأت الكتب فوق سطح المنزل.
بعد العثور على المخطوطات بستة شهور وتحديًدا في 7 مايو 1945، دخل السمّان وأشقائه في خلافات ثأرية ونجا «محمد علي السمّان خليفة» من محاولة قتله بأعجوبة بعد أن أطلق عليه النار وأصيب برصاصة جوار القلب، ولكنه ظل وأشقائه مطلوبين لدى وزارة الداخلية بسبب تلك الخلافات الثأرية التي أجلت ـ مؤقتًا، تفكير عائلة «السمّان» في محتويات الجرة الفخارية التي تحتفظ بها الأم فوق سطح المنزل، سوى تفكير الأم أن ما تحويه الكتب من طلاسم مكتوبة بلغة غير مفهومة سبب ما يمرون به من أزمات وتعقيدات في حياتهم، قررت الأم أن تستخدم الكتب القديمة كوقود في إحماء الفرن البلدي التي تستخدم في تلك الفترة لإنضاج الخبز الشمسي في بيوت المزارعين، للتخلص من لعنتها حسب اعتقادها،بدأت الأم في إحراق المخطوطات والتهمت النيران المخطوط السابع منها بالفعل.


صورة نادرة للقمص باسيليوس القمص عبد المسيح
وتدخل نجلها محمد السمّان ليوقفها عن إكمال ما بدأته، وقرر رغم كونه مطاردًا من الشرطة أن يعرف ماهية تلك الكتب، وحمل المخطوط الثالث إلى كاهن القرية الذي يثق به، كان ذلك القس هو القمص باسيليوس القمص عبد المسيح، ويوضح أيمن إيليا القمص باسيليوس أحد أحفاد القس، أن جدّه كان من عائلة تنتمي إلى مركز دشنا، وتتوارث الكهنوت أو منصب القمص حتى الجد الخامس من العائلة، ويضيف أن القمص باسيليوس كان يعمل بالتدريس في مطلع شبابه ثم استقال ليعمل قسًا في دير الأنبا بلامون في «القصر والصياد» وتوفي سنة 1969، ويفسر باسيليوس الحفيد، علاقة السمّان بجدّه قائلا.. كانت العلاقات الاجتماعية أكثر متانة بين المسلمين والأقباط في ذلك الوقت، وكانت تربط جدّي علاقات متينة بأهالي القرية جميعَا وكان محمد السمّان من هؤلاء.
عرف القمص باسيليوس عبد المسيح أن المخطوط أثري وأخبر «السمّان» أنه ربما يكون مخطوط قبطي، فطلب السمان من القس أن يحتفظ بها، وجلب له باقي المخطوطات أيضًا لتكون بعيدة عن أعين الشرطة لو قامت بمداهمة منزله بحثًا عنه أو عن الأسلحة.
مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الثالثة».. بيع وتهريب كنز جبل الطارف للأجانب
كتب - خاص| ولاد البلد  15 مارس، 2017  م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف



زكي بسطا باع أغلب المخطوطات إلى متجر Phocion J.Tano بالقاهرة

بقيت المخطوطات في منزل القمص باسيليوس القمص عبدالمسيح وكان صهر القس مدرسًا للغة الإنجليزية ويدعي راغب أفندي أندراوس وكان يتنقل بحكم وظيفته في مدارس المنطقة، وتصادف أن أستقر في تلك الفترة في «القصر والصياد» وزار منزل شقيقته وعندما رأي المخطوط الثالث أدرك قيمته المحتملة وأقنع زوج شقيقته أن يمنحه له ووافق القس، فسافر «أندراوس» إلى القاهرة وطلب مقابلة الطبيب جورج صبحي الذي كان مهتمًا باللغة القبطية في المتحف القبطي، وأدرك «صبحي» أهمية المخطوط فطلب شراءه لصالح المتحف القبطي، وتنازل عنه راغب أفندي أندراوس نظير مبلغ 250 جنيهًا وكان ذلك في 4 أكتوبر 1946 وكان ذلك المخطوط أول المخطوطات التي تصل إلى المتحف القبطي.



وتبقى هناك حلقة مفقودة في القصة ربما لندرة المعلومات ورحيل أغلب شهود العيان ومعاصرو الأحداث، حيث لا توجد إجابات عن أسئلة مثل.. هل اقتسم راغب أندراوس ثمن ما باعه للمتحف القبطي مع محمد السمّان؟ وهل استعاد الأخير باقي المخطوطات من القس باسيليوس عبدالمسيح بعد بيع المخطوط الثالث؟
.



أول المخطوطات بُيعت سنة 1946 بمبلغ 250 جنيه مصري
راغب أندراوس وشقيقته زوجة القمص باسيليوس عبد المسيح
المتاح من معلومات موثقة وذات سند عن مصير مخطوطات نجع حمادي بعد بيع أولها للمتحف القبطي حقق فيها ورصدها عالم المصريات جيمس روبنسون حيث يروي قصة بيع باقي المخطوطات داخل مصر وخارجها من خلال تفاصيل مهمة في كتابيه (The Nag Hammadi Codices) و(The Nag Hammadi Library) حقق فيها بنفسه خلال زياراته المتكررة لنجع حمادي ومنطقة اكتشاف المخطوطات، يقول بعد بيع المخطوط الأول تناقل السكان في «القصر والصياد» والقرى المجاورة قصة المخطوطات القديمة التي يحوزها السمّان، وأصبحت معروضة للبيع عبر الوسطاء المحليين، ومنهم «ناشد بسادة» الذي حاز مخطوطًا بمشاركة تاجر ذهب من مدينة نجع حمادي وقاما ببيعه واقتسما حصيلة البيع، وكذلك «فكري جبرائيل» وهو تاجر غلال وكان يملك متجرًا في القاهرة وأخر في مدينة نجع حمادي وباع مخطوطًا بمبلغ كبير، ويشير عالم المصريات في كتابيه أن معظم المخطوطات بيعت بواسطة تاجر آثار يدعي «زكي بسطا» كان يقيم في مدينة قنا وكان الوسيط «بهيج علي أدم» وكان يعيش في القرية، ويضيف روبنسون أن «بسطا» حاول بيع المخطوطات في متجر «منصور» المتخصص في بيع العاديات بفندق «شيبرد»، وباعها في النهاية إلى متجر (Phocion J.Tano) في القاهرة نظير مبلغ كبير من المال
متجر ألبرت عيد تاجر الاثار
متجر ألبرت عيد تاجر الاثار
تناقل تجار العاديات في القاهرة المخطوطات وكان منهم «ألبرت عيد» البلجيكي الجنسية الذي كان يدير صالة بيع آثار في وسط القاهرة بموجب رخصة رقم 112 من مصلحة الآثار المصرية، واشترى المخطوط الأول وحاول بيعه في صالة آثار (Ann Arbor) في نيوريوك في سنة 1949 وفشل، إلى أن قامت أرملته «سيمون عيد» في أول مايو 1952 ببيع المخطوط إلى معهد «جانج زويتش ـ Jung Institite of Zurich» في ألمانيا، وسُمي المخطوط باسم المعهد، وبعد قيام ثورة يوليو 1952، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر أن مخطوطات نجع حمادي مملوكة للدولة ممثلة في المتحف القبطي وتمت مصادرة ما تبقي منها لدى تجار العاديات، وأقام ملاّك متجر (Phocion J.Tano) دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية بسبب المصادرة، انتهت بتعويضهم بمبلغ 4 آلاف جنيه نظير التنازل عنها لصالح المتحف القبطي الذي استرد فيما بعد المخطوطات التي بيعت خارج البلاد، وكان الدكتور طه حسين أصدر قرارًا مماثلًا أثناء تولية حقيبة وزارة المعارف قبل الثورة.
مخطوطات نجع حمادي «الحلقة الرابعة».. «السمّان» يرفض الذهاب للجبل مع «روبنسون»جبل الطارف حيث عثر محمد السمان علي مخطوطات أو مكتبة نجع حمادي
كتب - خاص| ولاد البلد 24 مارس، 2017 م يحقق فيها ويكتبها: أمير الصرّاف
عاد إبرام بباوي إلى نجع حمادي ليبحث فورًا عن «محمد علي السمّان خليفة» ويحقق طلب «جيمس روبنسون»، كان يعمل تحت رئاسة «بباوي» حيث كان يشغل ناظر مدرسة الإعدادية بنين، مدرسًا يدعي «وديع فلتاؤوس» وكان يقيم في «القصر والصياد»، نجح «بباوي» في الوصول إلى السمّان عن طريق مرؤوسه في المدرسة، وأبلغ روبنسون الذي تحمس للمجيء بسرعة.
ذاكرة إبرام بباوي، وهو الشاهد الوحيد علي الأحداث الباقي على قيد الحياة، أصابها الوهن بعد أن بلغ من العمر أرذله نحو 90 عامًا، طرقت على باب المنزل الكبير وسط المدينة ففتح نجله، ترجّل بباوي إلى الغرفة التي تزينها صورة تذكارية للأسرة مع روبنسون، بصعوبة بالغة، نشط الرجل التسعيني ذاكرته لـ «النجعاوية»، “قدمت خدمات كثيرة لجيمس روبنسون وارتبطت بصداقة معه رغم أنني غير سعيد بما تحويه هذه المخطوطات من كتابات وهرطقات دينية”.
يصف «بباوي» اللقاء الأول بين «السمّان» و«روبنسون».. “ذهبنا للقرية وعندما خرج الأول من منزله احتفى به روبنسون وكأنه وجد كنزًا والتقط له ومعه عشرات الصور، إضافة إلى كل أفراد أسرته وبالطبع والدته التي أحرقت أحد المخطوطات، بكاميراته المتطورة في ذلك الوقت من نوعية (Bolaroid) والتي كان يستخدمها في توثيق حفائره في جبل الطارف”، وطلب عالم المصريات من «السمّان» أن يسرد له كل تفاصيل عثوره علي الجرة الفخارية ولا يهمل أي منها وكان يسجل كل كلمة ويستفسر عن أدق التفاصيل ويستوضحها أكثر من مرة ويدّون، ولكن السمّان رفض طلب جيمس روبنسون بالذهاب إلى موقع العثور علي جرة الفخار بسبب حادث الثأر القديم، يروي بباوي “حاول معه بكل الطرق المال، والحماية من الداخلية، وتغيير هيئته، لكنه رفض تمامًا، وكان هدف روبنسون أنه كان يعتقد أنه ربما يعثر على مخطوطات أخرى في الجبل”.
كان محتوي مخطوطات نجع حمادي، وهو الفلسفة الغنوسية، وهي فلسفة دينية مسيحية كتبها مجموعة من الرهبان في أوائل القرن الرابع الميلادي في توافد العديد من الباحثين من عدة دول لدراستها، وكان من هؤلاء «جيمس روبنسون» الذي بدأ اهتمامه بها منذ سنة 1960، كانت الظروف السياسية في مصر لا تسمح بعمل الأجانب حيث وقع العدوان الثلاثي سنة 1956 وكذلك العلاقات الشائكة التي النظام المصري في ذلك الوقت بدول الغرب،لجأ «جيمس روبنسون» إلى اليونسكو لإقناع الحكومة المصرية بالموافقة علي دراسة المخطوطات وترميمها بطريقة علمية ونجح.


This site was last updated 03/26/17