ترقية االلمدرسة الإكليكية إلى كلية لاهوتية وتشكيل مجلس إدارة لها  

وكان المجلس الملى العام قد أصدر قراراً برفع مستوى المدرسة الإكليركية إلى كلية لاهوتية وأعتمد لذلك ميزانية للصرف على هذا التغيير مبلع 3 ألاف جنيه فى السنة كما قرر المجلس تشكيل مجلس إدارة لهذه الكلية يضم بعض الحضرات من أصحاب النيافة المطارنة وكان المجلس الذى تشكل مكون من أصحاب النيافة : مطران منفلوط ومطران أسيوط ومطران الشرقية ومن أعضاء المجلس الملى العام أصحاب السعادة والعزة حبيب المصرى باشا وإبراهيم تكلا بك وفهيم سليمان بك

على أن يعرض على اللجنة فى أول إجتماع لها أنشطة الكلية الإكليريكية السابقة والحالية - وعدد الذين تخرجوا منها على مدى السنوات الخنس الأخيرة - وعدد الذين أشتغل منهم فى الوعظ أو أصبح من سلك الإكليروس (1)

نقل الكلية الإكليريكة من مهمشة إلى أرض الأنبا رويس

وكان البابا يوساب قد بنى مبنى ضخم فى أرض الأنبا رويس أطلق عليه القاعة اليوسابية (أو المرقسية) ظل خالياً إختلاف رغبة المجلس الملى والكنيسة فى إستعماله فبعض أعضاء المجلس الملى أراد إنشاء كلية للتمريض لتخريج ممرضات على مستوى عال ، بينما رأت الكنيسة أستعماله لصالح أنشطتها وتدخلت وزارة التربية والتعليم حينما رأت إختلاف الأقباط حول إستخدام هذا المبنى العملاق فى وقتها بدون إستعمال لذلك فكرت فى الإستيلاء عليه ، ووصلت أنباء هذه الفكرة إلى مسامع البابا يوساب وفى الحال أتصل بجميع أعضاء المجلس الملى العام تلفونيا وطلب منهم الحضور فوراً لإجتماع هام معه ولأمر هام .

وكان ذلك فى يوم الخميس 5 فبراير 1953م وسارع كل من أمكنه تلبية الطلب الباباوى بالحضور إلى دار البطريركية فلما إجتمعوا نقل إليهم ما سمعه فقرروا نقل الكلية الإكليريكية  من مهمشة إلى هذا المبنى  ، بل وتقرر نقلها فى مساء اليوم نفسه صوناً للمبنى وحفاظاً على ممتلكات الكنيسة وأرضها وقد ذهب حبيب المصرى باشا (والد المؤرخة أيريس حبيب المصرى) مع أعضاء المجلس الملى لإبلاغ طلبة الكلية الإكليريكية بخبر نقلهم نصحهم بقوله : " من الأفضل أن يختار كل منكم قديساً معيناً يتخذه نموذجاً ينسج على منواله"  وقد نفذ طلبة الكلية الأكيريكية الأمر بسرعة وساعد طلبة الكلية الإكليريكية فى نقل أثاث الكلية بأنفسهم والأوات والكراسى والمكاتب وغيرها بالإضافى إلى أمتعتهم الخاصة وباتوا تلك الليلة فى المبنى الجديد ، وهو مبنى مجهز به قاعات محاضرات وعشرات الحجرات الضخمة ومسرح وقاعة ضخمة تحت المسرح وبه دورات مياة من الرخام وحتى الحنفيات كانت مستوردة من الخارج  .

وكانت أرض الأنبا رويس مطمع للحكومة وقام بعض الأقباط بتأجير جزء منها وأفتتحوا نادى أو كازينوا قبطى إلا أنه فشل ولم تلبث وزارة التربية والتعليم أن رأت أن تستولى على الأرض وتقيم عليها مدرسة ثانوية إلا أن البطريركية سارعت بإنشاء كاتدرائية ضخمة على أرض الأنبا رويس وبنيت علي أرض الأنبا رويس  أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط ونقلت رفات الأقباط الذين أستمروا يدفنوا موتاهم طيلة قرون عديدة هناك ووضع تحتها رفات القديس أثناسيوس الرسولى ومرقس الرسول .

الدكتور طه حسين وزير التعليم وتعيين مدرسين للدين المسيحى من خريجى الكلية اللاهوتية الإكليريكية

وإستناداً إلى همة الدكتور طه حسين الذى طالب أبناء الكلية الإكليريكية وعينهم مدرسين للدين المسيحى فى المدارس الحكومية (2)

***********************

المراجع

(1) الأنوار 11 طوبة 1663ش 19 يناير سنة 1947م ص 9

(2) الإيمان عدد 7 لسنة 21 - برمهات سنة 1668م مارس 1952 ص 322

(3)  قصة الكنيسة القبطية - المؤرخة / أيريس حبيب المصرى - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب  السادس ص 62- 63