ومن أعمال البابا يوساب الـ 115 أنه أرسل إلى رئيس الجمهورية ووزير التربية والتعليم خطاباً يطلب فيه أن يتولى طالب الكلية الإكليريكية تدريس مادة الدين المسيحى فى المدارس الأميرية كما يدرس خريجى الأزهر وكلية العلوم مادة الدين المسيحى وهذا نص الخطاب بعد الديباجة : -

ولما كنا فى مطلع فجر مشرق جديد تسوده العدالة والحرية ، ولما كنا نرجوا لوطننا المفدى العزة والكرامة ونستبشر كل خير لبلادنا العزيزة على يديكم لهذا يسرنا أن نعرض على مسامعكم مسألة هامة من أعظم مسائلنا العامة .

تعلمون حفظكم الله بأن الدين هو الدعامة القوية لتقويم الأخلاق وهو الحصن الذى بقى شباب الوطن شر التيارات التى تطغى على العالم .

لذلك كان من أهم ما تعنى به الأمم المتحضرة الإهتمام بتعليم الدين .

وكانت مصر أولى البلاد فى هذا المضمار إذ سبق أن قرر مجلس الوزراء فى 8 أبريل سنة 1907م إدخال مادة الدين المسيحى بالمدارس الأميرية .

وفى 20 نوفمبر 1920م أصدر وزير المعارفقراراص بتشكيل لجنة للنظر فى كل ما يتعلق بدرس الدين المسيحى فتعاون البطريرك مع تلك اللجنة وإعتمدت الوزارة البرامج والكتب الدينية التى قدمها البطريرك وقررت تدريسها .

وفى 20 أغسطس سنة 1921م أصدر وزير المعارف قراراً رقم 2279 بتعليم الدين المسيحى للطلبة المعلمين العليا ومدرسة المعلمات السنية.

وفى يوليو 1937م أصدر حضرة وزير المعارف قراراً رقم 1916 بإعادة تشكيل اللجنة لتنقيح البرامج فتعاونا أيضاً مع هذه اللجنة وقدمنا للوزارة الكتب المطابقة للبرامج الجديدة فإعتمدتها وقررت تدريسها على أنه قد مرت فترة من الزمن تعطل تدريس الدين المسيحى بها لسبب لا علم لنا به إلى أن أصدر حضرة وزير المعارف قراراً بتاريخ 1/12/1951م فى نشرة عامة رقم 8 بناء على شكوانا وشكوى أولياء أمور الطلبة المسيحيين .

ولما كان هذا القرار قد جاء ناقصاً ومبتوراً إذ إهتم بتقرير درس الدين المسيحى دون أن يهتم بتقرير المدرس الأخصائى له لذلك جئنا إلى حضرتكم بكتابنا هذا آملين أن تصدروا أوامركم الكريمة إلى الجهات المختصة بتكملة القرار المشار إليه .

وذلك بإسناد درس الدين المسحيى بالمدارس إلى المدرسين الفنيين فى هذه المادة وهم خريجوا الكلية الإكليريكية ، وذلك المعهد الذى شهد له السيد المحترم الأستاذ عبد الرازق السنهورى أيام كان وزيراً للمعارف قائلاً عنه أنه يوازى المدارس العليا ، ولا يخفى على فطنة حضرتكم أن تدريس هذه المادة بمعرفة مدرسين غير أخصائيين يعرض أولادنا إلى أخطاء فى تفهم عقائد دينهم بل يعرض المادة نفسها إلى الإهمال كلية .

وقد سبق أن عينت وزارة المعارف لجنة من كبار مفتشيها ومشرعيها ودرست هذا المشروع وإنتهت إلى أن طلبت منها كشفاً بآسماء خريجى الإكليريكية وفعلاً أرسل الكشف.

ونحن نثق كل الثقة فى أن هذا الموضوع سيكون محل عنايتكم الكريمة وإهتمامكم الكلى فإننا ندعوا الله أن يؤيدكم ويزيدكم من نعمه وتوفيقاته وتقبلوا تحياتنا

بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 

*********************

المراجع

(1)  قصة الكنيسة القبطية - المؤرخة / أيريس حبيب المصرى - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب  السادس ص 60- 61