Home Up مذكرات نوبار باشا أرمنى رئيسا للوزراء | | أول ترجمة عربية لمذكرات نوبار باشا وطنى 24/5/2010م شيماء الشواربي نظمت الجمعية الثقافية الأرمنية بنادي هوسابير مؤخرا أمسية ثقافية بمناسبة صدور أول ترجمة عربية لمذكرات نوبار باشا -أول رئيس وزراء أرمني بمصر- والتي رصدت أهم أحداث مصر السياسية والاقتصادية في القرن التاسع عشر. اعتلي منصة المحاضرين كل من السفير الأرمني بالقاهرة السيد أرمين ميلكوينان, د.لطيفة سالم بكلية الآداب جامعة بنها, د.إلهام ذهني عميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر, د.محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة, د.محمد رفعت أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية آداب دمنهور جامعة الإسكندرية. أكد السفير الأرمني في كلمة الافتتاح علي عراقة العلاقة بين مصر وأرمينيا وأن نوبار باشا باعتباره أول رئيس وزراء أرمني بمصر يجعلنا نفخر كذلك بكتابة مذكراته التي تسجل أهم أحداث مصر في القرن التاسع عشر. ثم تحدثت د.إلهام ذهني عن صاحب الفكرة الأصلي وهو الراحل د.يونان لبيب رزق واستعرضت المقارنة بين مذكرات نوبار وبين مذكرات الرحالة الأوربيين.. فقد رصد نوبار الأحوال السياسية والاقتصادية بحكم معاصرته لأغلب حكام الأسرة العلوية وأظهر حبه لمصر وانتقد الإسراف في سلوك الخديو توفيق والخديو إسماعيل ورصد عدة مواقف لشخصية الخديو عباس, ولكنه لم يتطرق للحياة الاجتماعية أو لجالية الأرمن نفسها في أغلب حديثه. أما الرحالة من أوربا فقد رصدوا وضع الأرمن كغيرهم من الجاليات الأجنبية في مصر فوصفوهم بالنظام والدقة مما جعلهم يحتكرون بعض المهن دون غيرها مثل صناعة الذهب والترجمة كما تحدثوا عن الأتراك وعن حريم القصر لقربهم من الأسرة الحاكمة ولكنهم لم يتطرقوا للسياسة. وانتقلت الكلمة إلي د.محمد عفيفي فقال إنه توقع فشل التجربة لطول مدتها ولكن خروج ترجمة كهذه في الوقت الحالي يفتح الجدل أمام الأجيال الحالية التي لم تعاصر الأحداث وقد تندهش من اعتلاء أرمني لمنصب كهذا ولكنها المصرية التي لا يفهمها الكثيرون, فمحمد علي باشا نفسه مجرد جندي ألباني مرتزق فتحت له مصر أبوابها دون تمييز, وشبه شخصية نوبار المحنك السياسي بشخصية بطرس غالي الأب رغم اختلاف النهاية لحظ نوبار الجيد طبعا. ثم تحدث د.محمد رفعت عن تعدد ثقافة نوبار (الفرنسية, الألمانية, الأرمنية, المصرية) ونسب أشياء كثيرة له بالزور كالتي تحدث عنها ألكسندر هولينسكي في كتابه نوبار باشا أمام العالم والصادر سنة 1885 وترجمة جارو طبقيان أيضا حيث يضع نوبار كواجهة لمساوئ كثيرة وهو الشاب الذي ذهب لمخاطبة رئيس وزراء بريطانيا في الخامسة والعشرين من عمره لإقناعه بإدخال السكك الحديدية إلي مصر, وينسب له أيضا توقيعه علي قرار المحاكم المختلطة رغم إقالته ونفيه من البلاد وقتها وبالمناسبة صاحب التوقيع هو محمد شريف باشا. نوبار صرح لزوجته في أكثر من خطاب عن أقرب الألقاب إلي قلبه وهو أبو الفلاح والذي أطلقه عليه المصريون لاهتمامه بشئونهم وهذا ما ذكره أيضا أحمد لطفي السيد في كتابه قصة حياتي وكرمته مصر من خلال وجود شوارع تحمل اسمه بالقاهرة والإسكندرية وتمثاله الشهير كذلك الذي أودع الإسكندرية 1934 ثم انتقل إلي المخازن بعد أحداث المنشية والثورة وعاد إلي الأوبرا بعدها, ونوبار هو أول مسيحي في الدولة العثمانية يحصل علي لقب باشا سنة 1895 وتوفي في باريس سنة 1899 ولكنه توقف عن كتابة مذكراته سنة 1879 لما أفرزته ثورة عرابي ولإحساسه بأنه هيأ الأوضاع لبريطانيا لاحتلال مصر. وأخيرا تحدثت د.لطيفة سالم عن اهتمام ميريت غالي وبوغوص ابن نوبار باشا بترتيب الأحداث منذ نشرتها مكتبة لبنان بالفرنسية سنة 1982 وتحدثت كذلك عن حب نوبار لزوجته وجرأته في انتقاد الحكام الذين عاش معهم ولكن كانت هناك بعض الأحداث المكررة مما ستدعي منا الترتيب قبل الترجمة وتوضيح ذلك في الهوامش وأنا أعتبرها ذكريات وليست مذكرات كما قالت إن المذكرات رغم كل هذا تصور مصر كطفلة لا تستطيع النضال بسبب ضغوط الدول المحتلة. ورغم كل هذا فقد اتهم طوال الوقت بتمثيله للمصالح الأجنبية وبأنه مسيحي أرمني اعتلي منصاب أكثر مما يستحق.
|