تقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى : " لقد غمر الندم قلوب هؤلاء الشبان فكتبوا خطاب إستعطاف إلى البابا الجليل من عدة نسخ ورجوا إلى أكثر من شخص أن يوصله إلى الراعى الذى لم يتريثوا فى التفكير قبل أن يسلكوا معه هذا المسلك العجيب ، ومن نعمة الله أن ألاباء المطارنة ساندوهم فى إستعطافه وقد قدم محامى الشباب نسخة منه كما أوصلوا نسخة إلى فقمت بتوصيلها إلى البابا الجليل بدورى ودعم تحركاتنا الآباء المطارنة الذين تحدثوا مع قداسته فى الموضوع ، وكانت المحكمة قد أحالت 27 منهم إلى محكمة عسكرية فبعث البابا يوساب برسالة الصفح عن خاطفيه ويطلب الإفراج عنهم وفيما يرلى نص الرسالة الباباوية :

من الأنبا يوساب الثانى

نهدى سيادتكم أطيب التحية مع أصدق الدعاء وبعد .

لما كان أعز أمانينا أن يسود السلام والطمأنينة نفوس جميع ألأقباط الذى أقامنا الله سبحانه وتعالى راعياً عليهم ، وواجبنا فى هذه الرعاية بحسب وصية الله أن نحتمل ضعف الضعفاء منهم .

ولما كنا على يقين من أن أبنائنا الشبان فى تصرفهم معنا يوم الحادث كانوا مدفوعين بحماسة الشباب .

لذلك أقرر أننى قد صفحت عنهم إلى أبعد حدود الصفح ، عملاً بوصية الله وحرصاً على مستقبلهم ، فأرجوا إتخاذ ما ترونه ممكناً من الإجراء لوقف محاكمتهم والعفو والإفراج عنهم راجياً لهم جميعاً كل خير (1)

تعليق من الموقع : ولكن فيما يبدوا أن بعض المطارنة كانوا وراء تحرك هؤلاء الشباب وهذا سيظهر فى غجتماع المجمع المقدس الذى تم فى 25/9/1954 م أى بعد شهرين بالضبط من حادثة جماعة الأمة القبطية والبعض الآخر من المطارنة كانوا وراء تمسكهم بمحاكمة هؤلاء الشباب وحكم علي بعضهم بالفعل بالسجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات فيما أعتقد .

************************

المراجع

(1) الأهرام - الجمعة 1 أكتوبر سنة 1954م