نص الرسالة الدورية التى أرسلها عمر بن الخطاب للولاة منقولة من الكتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء
المؤلف / أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي دار النشر / عالم الكتب - بيروت - 1417هـ الطبعة : الأولى عدد الأجزاء / 4 تحقيق : د . محمد كمال الدين عز الدين علي ومن هؤلاء الولاه الذين أرسلت لهم الرسالبة عمرو بن العاص واليه فى مصر : " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن الله جل ثناؤه ذا المن والفضل والنعم العظام فتح على المسلمين أرض الأردن فرأت طائفة من المسلمين أن يقروا أهلها على أن يؤدوا الجزية إليهم ويكونوا عمار الأرض ورأت طائفة أن يقتسموهم فاكتب إلينا يا أمير المؤمنين برأيك في ذلك أدام الله لك التوفيق في جميع الأمور والسلام
فكتب إليه عمر
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر إعزاز الله أهل دينه وخذلانه أهل عدوانه وكفايته إيانا مؤنة من عادانا فالحمد لله على إحسانه فيما مضى وحسن صنيعه فيما غبر الذي عافى جماعة المسلمين وأكرم بالشهادة فريقا من المؤمنين فهنيئا لهم رضا ربهم وكرامته إياهم ونسأل الله أن لا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم فقد نصحوا الله وقضوا ما عليهم ولربهم كانوا يحفدون ولأنفسهم كانوا يمهدون وقد فهمت ما ذكرت من أمر الأرض التي ظهر عليها وعلى أهلها المسلمون فقالت طائفة نقر أهلها على أن يؤدوا الجزية للمسلمين ويكونوا للأرض عمارا ورأت طائفة أن يقتسموهم وإني نظرت فيما كتبت فيه ففرق لي من الرأي فيما سألتني عنه أني رأيت أن تقرهم وتجعل الجزية عليهم وتقسمها بين المسلمين ويكونوا للأرض عمارا فهم أعلم بها وأقوى عليها أرأيتم لو أنا أخذنا أهلها فاقتسمناهم من كان يكون لمن يأتي بعدنا من المسلمين والله ما كانوا ليجدوا إنسانا يكلمونه ولا ينتفعون بشيء من ذات يده وإن هؤلاء يأكلهم المسلمون ما داموا أحياء فإذا هلكنا وهلكوا أكل أبناؤنا أبناءهم أبدا ما بقوا وكانوا عبيدا لأهل الإسلام ما دام دين الإسلام ظاهرا فضع عليهم الجزية وكف عنهم السباء وامنع المسلمين من ظلمهم والإضرار بهم وأكل أموالهم إلا بحقها والسلام عليك " فلما جاء أبا عبيدة هذا الرأي من عمر عمل به وكان رأيه ورأي عمر في ذلك واحدا"
(1) حديث رزقي تحت ظل رمحي
http://www.alwatanvoice.com/arabic/modules.php?name=News&file=article&sid=6031 صورة لسيف محمد الذى رفعة لقتل الذين لا يؤمنون بالله ورسوله
(2)
(3) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبه قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف
(4) راجع كتاب التاريخ المخفى
ه صحيحاً صححه الألباني بدون الردم الردم و الرواية طويلة في بيعة العقبة و في نهايتها قام أحد الأنصار وهو أبو الهيثم بن التيهان فقال :إن بيننا وبين الرجال – يعني اليهود – حبالا وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : بل الدم الدم والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم . . .
مجمع الأمثال/ الإمام أبو الفضل الميداني - 1397- الدَّمَ الدَّمَ والهَدَمَ الهَدَمَ. ..جعل الهَدْمَ هَدَماً محرك الدال متابعة لقوله "الدَّمَ الدَّمَ" يعني أني أُبايِعُكَ على أن دَمي في دمكِ وَهَدْمِي في هَدْمك، قاله [ص 266] عطاء بن مصعب، ونصب "الدم" على التحذير، أي احذر سفكَ دمي، فإن دمي دمُك وكذلك هدمي هدمك. يضرب عند اسْتِجْلاَب منفعة للوِفاق والاتحاد.
هذه العبارة ( الدم الدم , الهدم الهدم مأخوذة من تحالف المجوس عبدة النار مع غيرهم راجع الموقع التالى المأخوذ من كتاب المؤرخ العلامة جواد على فى المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
(5) يتعامل الإسلام مع المسلم معاملة تختلف وغير المسلم
أولاً : معاملة المسلم لأخية المسلم
1 – (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..) [ سورة الفتح 29]
2 – ( دم المسلم على المسلم حرام )
3 - ( لايحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري و مسلم .
4 - (من صلّى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله) رواه البخاري
5 - ( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ) رواه مسلم ،
6 – ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) [ رواه أحمد] (17941،17940 ) وأبو داود (5004). والطبراني في الكبير وروتهثقات كما قال المنذري في الترغيب والترهيب ( المنتقى /1689) والهيثمي في المجمع. ( 6/254) . وصححه الألباني في " غاية المرام "( 447).
7 - [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه - يسلمه أي يخلي بينه وبين أعدائه]. (البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم)
من هنا يتضح لنا إن المسلم – بحسب القرآن وأحاديث النبي - لا يرحم أحد غير اخيه المسلم ، ولا يصون حقوق أحد إلا أخاه المسلم
ثانيــــا : معاملة المسلم بقية البشر ، وخصوصاً أهل الكتاب ، فلا يسلم عليهم ولا سلام لهم ويضيق عليهم الطريق ويجعلهم أذلاء محتقرين فى مجتمعه , فيحل له أن يفعل بهم كل شيء ، واي شيء، مهما كان بشعاً ، فيحل له أن يقتلهم ، ويدنس نساؤهم وفتياتهم وغلمانهم ، ونهب ممتلكاتهم ، والاستيلاء على أراضيهم : ( وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذِف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا وأورثكم ارضهم وديارهم واموالهم) [ الاحزاب 26 ]. ويقول الإمام مسلم أن رسول الله قسم أموالهم ونسائهم وغلمانهم على أتباعه من المقاتلين
** كما يحل للمسلم – في حال تمكنة وزيادة قوته - قتالهم حتى يدخلوا في دينه ، أو يدفعوا الجزية عن يد وهم حقراء أذلاء (صاغرون): ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) [ التوبة 29 ].
(*) أصاب المدينة عام الرمادة قحط أجدب الأرض، على عهد الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب ، فاجتمع الناس في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقدم عمر أمير المؤمنين، فعيّن العباس لأنه من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو الله تعالى. فقام العباس وتوضأ ودعا الله عز وجل، إليك هذا النقل الوارد في كتاب فتح الباري شرح البخاري، الجزء الثاني ص396 - و399 في (باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء). عام «الرمادة» أي عام الهلاك. وكان عام مجاعة قاتلة سنة 18 هـ في عهد عمر بن الخطاب.عام الرمادة أو المجاعة عام 18هـ، أمر الخليفة عمر t بأن ينفق t على الناس من "حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفده"[ابن كثير: البداية والنهاية 7/103.].
"وقد بيّن الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلاّ بذنب ولم يكشف إلاّ بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك, وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس". وأخرج من طريق داود عن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر بن الخطاب عام الرمادة أن عمر استسقى بالعباس بن عبد المطلب فذكر الحديث. وفيه فخطب الناس عمر فقال: "إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرى الولد للوالد فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله". وفيه فما برحوا حتى سقاهم الله. انتهى الحديث. أى أنهم قالوا بأسم العباس
وورد أيضا: "حدثنا الحسن بن محمد حدثنا ابن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقنا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيُسقوْن" . رواه البخاري
***********************************
(6) سورة الواقعة 56 آية 35 و 36 : قوله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين
تفسير الطبرى لآية " إنا أنشأناهن إنشاءاَ " أَيْ خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا وَأَبْدَعْنَاهُنَّ إِبْدَاعًا . وَالْعَرَب تُسَمِّي الْمَرْأَة فِرَاشًا وَلِبَاسًا وَإِزَارًا , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : " هُنَّ لِبَاس لَكُمْ " . ثُمَّ قِيلَ : عَلَى هَذَا هُنَّ الْحُور الْعِين , أَيْ خَلَقْنَاهُنَّ مِنْ غَيْر وِلَادَة . وَقِيلَ : الْمُرَاد نِسَاء بَنِي آدَم , أَيْ خَلَقْنَاهُنَّ خَلْقًا جَدِيدًا وَهُوَ الْإِعَادَة , أَيْ أَعَدْنَاهُنَّ إِلَى حَال الشَّبَاب وَكَمَال الْجَمَال . وَالْمَعْنَى أَنْشَأْنَا الْعَجُوز وَالصَّبِيَّة إِنْشَاء وَاحِدًا , وَأُضْمِرْنَ وَلَمْ يَتَقَدَّم ذِكْرهنَّ , لِأَنَّهُنَّ قَدْ دَخَلْنَ فِي أَصْحَاب الْيَمِين , وَلِأَنَّ الْفُرُش كِنَايَة عَنْ النِّسَاء كَمَا تَقَدَّمَ . وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله تَعَالَى : " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء " قَالَ : ( مِنْهُنَّ الْبِكْر وَالثَّيِّب ) . وَقَالَتْ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهَا : سَأَلْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله تَعَالَى : " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا " فَقَالَ ( يَا أُمّ سَلَمَة هُنَّ اللَّوَاتِي قُبِضْنَ فِي الدُّنْيَا عَجَائِز شُمْطًا عُمْشًا رُمْصًا جَعَلَهُنَّ اللَّه بَعْد الْكِبَر أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد فِي الِاسْتِوَاء " أَسْنَدَهُ النَّحَّاس عَنْ أَنَس قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ يَزِيد الرَّقَاشِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَفَعَهُ " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء " قَالَ ( هُنَّ الْعَجَائِز الْعُمْش الرُّمْص كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا )
الجنة الإسلامية لا تدخلها عجوز تفسير ابن كثير على نفس الآية : وَقَالَ عَبْد بْن حُمَيْد حَدَّثَنَا مُصْعَب بْن الْمِقْدَام حَدَّثَنَا الْمُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ الْحَسَن قَالَ أَتَتْ عَجُوز فَقَالَتْ يَا رَسُول اللَّه اُدْعُ اللَّه تَعَالَى أَنْ يُدْخِلنِي الْجَنَّة فَقَالَ " يَا أُمّ فُلَان إِنَّ الْجَنَّة لَا تَدْخُلهَا عَجُوز " قَالَ فَوَلَّتْ تَبْكِي قَالَ " أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلهَا وَهِيَ عَجُوز إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا "
*************************************
(7) تفسير : الدر المنثور في التفسير بالمأثور سورة التوبة 9 آية 49
أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك قال لجد بن قيس: ما تقول في مجاهدة بني الأصفر؟ فقال: إني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن أفتن فائذن لي ولا تفتني، فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} الآية".
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجد بن قيس: يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟ قال جد: أتأذن لي يا رسول الله؟ فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت نساء بني الأصفر أن أفتتن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عنه: قد أذنت لك. فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي...} الآية ".
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اغزوا تغنموا بنات بني الأصفر. فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء. فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} ".
وأخرج ابن مردويه عن عائشة {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} قال: نزلت في الجد بن قيس، قال: يا محمد ائذن لي ولا تفتني بنساء بني الأصفر.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر نساء الروم. فقالوا: ائذن لنا ولا تفتنا بالنساء".
أخرج ابن إسحق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل من طريقه عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره، غير أنه في غزوة تبوك قال: "أيها الناس إني أريد الروم فأعلمهم، وذلك في زمان البأس وشدة من الحر وجدب البلاد، وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: يا جد هل لك في بنات بني الأصفر؟ قال: يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي يا رسول الله. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد أذنت. فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا} يقول: ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نساء بني الأصفر {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} يقول: من ورائه. وقال رجل من المنافقين (لا تنفروا في الحر) فأنزل الله (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) (التوبة الآية 81) قال: ثم إن رسول الله جد في سفره وأمر الناس بالجهاز، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وأنفق عثمان رضي عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها وحمل على مائتي بعير".
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة وموسى بن عقبة قالا "ثم إن رسول الله تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به، وكان ذلك في حر شديد ليالي الخريف والناس في نخيلهم خارفون، فأبطأ عنه ناس كثير وقالوا: الروم لا طاقة بهم. فخرج أهل الحسب وتخلف المنافقون، وحدثوا أنفسهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجع إليهم أبدا، فاعتلوا وثبطوا من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين بأمر كان لهم فيه عذر، منهم السقيم والمعسر، وجاء ستة نفر كلهم معسر يستحملونه لا يحبون التخلف عنه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أجد ما أحملكم عليه. فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون، منهم من بني سلمة، عمر بن غنمة، ومن بني مازن ابن النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، ومن بني حارث علية بن زيد ومن بني عمرو بن عوف بن سالم بن عمير، وهرم بن عبد الله، وهم يدعون بني البكاء، وعبد الله بن عمر، ورجل من بني مزينة، فهؤلاء الذين بكوا واطلع الله عز وجل أنهم يحبون الجهاد، وأنه الجد من أنفسهم، فعذرهم في القرآن فقال (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) (التوبة الآية 91) الآية والآيتين بعدها.
وأتاه الجد بن قيس السلمي وهو في المسجد معه نفر فقال: يا رسول الله ائذن لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة فيها عذر لي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجهز فإنك موسر لعلك أن تحقب بعض بنات بني الأصفر. فقال: يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني. فنزلت {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} وخمس آيات معها يتبع بعضها بعضا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه، كان فيمن تخلف عنه غنمة بن وديعة من بني عمرو بن عوف، فقيل: ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مسلم؟ فقال: الخوض واللعب. فأنزل الله عز وجل فيه وفيمن تخلف من المنافقين (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) (التوبة الآية 65) ثلاث آيات متتابعات".
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغزو تبوك قال "نغزو الروم إن شاء الله ونصيب بنات بني الأصفر - كان يذكر من حسنهن ليرغب المسلمون في الجهاد - فقام رجل من المنافقين فقال: يا رسول الله قد علمت حبي للنساء فائذن لي ولا تخرجني، فنزلت الآية".
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولا تفتني} قال: لا تخرجني {ألا في الفتنة سقطوا} يعني في الحرج.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ولا تفتني} قال: لا تؤثمني {ألا في الفتنة} قال: ألا في الإثم سقطوا.
تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً نبأ انتقاد الحكومة الأميركية للسلطات السعودية بسبب تشجيعها لحملات التبرع بالأموال لذوي الإرهابيين الذين قاموا بتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية استهدفت المدنيين الإسرائيليين.
مسؤولون في الحكومة الأمريكية اعتبروا أن دعم السلطات السعودية لحملات التبرع يتعارض مع إعلانها السابق عن إدانتها للإرهاب ومع ما أعلنته عن عزمها على العمل مع المجتمع الدولي لأجل مكافحة هذا الإرهاب بكل أشكاله.
ومن جهة أخرى، تم مؤخراً اعتقال أفراد مسلمين كما أُغلقت مكاتب لمنظمات إسلامية بعد أن وجهت لهم تهمة القيام هنا، في الولايات المتحدة، بجمع التبرعات للإرهابيين، تحت ستار العمل الخيري.
**************************************************************************************
موقع الناقد : بنك الإرهاب: الركن الثالث من أركان الإسلام By بسام درويش May 09, 2002
http://www.annaqed.com/en/content/show.aspx?aid=15299
قيام الحكومة الأمريكية بحجز ممتلكات بعض المنظمات "الخيرية" هنا على أرض الولايات المتحدة، وقيام بعض الدول الأخرى في العالم بالأمر نفسه، هو أمرُ يشبه إغلاق ثقب واحد في نافذة منخلية تحوي مئات الآلاف من الثقوب. فإذا اعتقدت هذه الحكومة والعالم معها، أن هذه المنظمات أو الجمعيات أو المؤسسات، هي البؤر الرئيسية التي تزود الإرهاب الإسلامي بالدعم المالي، فإنها باعتقادها هذا على خطأ عظيم جداً.
إنه ليس سراً يُعلن حين نقول أن الإسلام هو دولة ودينٌ، وليس ديناً فقط. المسلمون لا ينكرون ذلك ويعلنونه على الملأ، والعالم أيضاً لا يجهل ذلك. لكن، يبدو واضحاً أن العالم لم يفقه بعد المعنى الحقيقي لكون الإسلام دولةً وديناً. ما لم يفهمه العالم بعد، هو أن المسلمَ جنديٌّ في دولة الإسلام، يحمل معه علم دولته على ظهره أينما رحل وأينما حلّ، فما أن يستقر بمكانٍ، حتى يبدأ بنبش التراب وحفر الأساس لتثبيت دعائم هذه الدولة.
الغربيون لم يُعيروا الإسلامَ اهتماماً كبيراً إلاّ بعد جريمة الحادي عشر من أيلول، واهتمامهم به كان لغاية التعرّف على ماهيّة تعاليمه التي يمكن أن تدفع بحفنة من أتباعه إلى ارتكاب مجزرة على هذه البشاعة بحق آلاف الأبرياء من الناس. وهكذا، فإنّ تدافع الناسِ على التعرّف على الإسلام، لم يكن بالتأكيد لصالح الإسلام كما حاولت الدعاية الإسلامية جاهدة أن تصوّره. لم يعد هناك بعد الحادي عشر من أيلول أميركي يجهل دعوة الإسلام إلى محاربة كل من لا يؤمن به ديناً. لم يعد هناك أميركي يجهل نظرة الإسلام إلى المرأة. ولم يعد هناك أميركي لا يعرف ما يعتقد المسلمون بأنهم حاصلون عليه في الجنة كمكافأة لهم على قتلهم لغير المسلمين. لقد أصبح الغربيون خبراء حتى في سيرة محمد الشخصية لدرجة أصبح فيها طلاب المدارس الابتدائية يعرفون أن نبي الإسلام تزوج طفلة بعمرهم حين كان هو في الخامسة والخمسين من عمره.
لقد تزايد الإقبال على دراسة الإسلام وخاصة من قبل المسؤولين في الحكومة الأميركية ومجالسها التشريعية بعد أن اتضح بأن الخطر الحقيقي يكمن في تعاليمه. أما عن تصريحات بعض المسؤولين التي سمعناها ولا زلنا نسمعها بين الفينة والأخرى بأن الإرهابيين لا يمثلون تعاليم الإسلام، فليست في الحقيقة إلا عبارات جوفاء لا يؤمنون بها، لا بل يضحك لسماعها المسلمون أنفسهم.
لكن، حين نسمع الضجة التي تُثار حول حملات التبرعات في السعودية، والتي تجمع فيها الأموال لصالح الفلسطينيين أو غيرهم، فإننا نعرف آنذاك مقدار سطحية معلومات المسؤولين في الحكومة الأمريكية والإعلام الأمريكي عن الإسلام.
******
حين يُعَرِّفُ المسلمون بدينهم فإنهم يبدأون بالحديث دائماً عن أركانه الخمسة المعروفة، وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج؛ ولكنهم يتجاهلون الركن الحقيقي الذي قامت ولا زالت تقوم عليه دعائم الإسلام وهو الجهاد. رغم ذلك، فإن أحد هذه الأركان الخمسة، هو بحد ذاته ركن من أركان الجهاد الأساسية التي يستمد منها أهم ما هو بحاجة إليه، ألا وهو الدعم المالي.
هذا الركن، هو ركن الزكاة.
وقبــل أن نتوسّــع في الحديث عن الزكـاة، يَحسنُ أن نعرّف القـارئ بشـكل مختصر على معنى الأركان الخمسة، وحرصاً على الأمانة في التعريف، فإننا نقتبس التعريف حرفياً من أحد المواقع الإسلامية المعروفة على الإنترنت Al-Islam.com
الشهادتان: تعني الإقرار بأن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، والتصديق بما جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل بما جاء به الله ورسوله..
الصلاة: الصلة بين العبد وربه، وعماد الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي التي تميز بين المسلم والكافر.
الزكاة: الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد فرضت لتؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء، ولها أنواع عديدة، وثمانية مصارف حددها القرآن لتصرف فيها.
الصيام: من أركان الإسلام، قد فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين، وحث على صيام التطوع في غير رمضان لما في ذلك من الأجر الكبير
الحج: من أركان الإسلام، وفرضٌ على المسلم القادر، ومن مقاصده اجتماع الحجيج من مختلف أنحاء الأرض في صعيد واحد يؤدون فريضة واحدة طاعة لربهم ملتمسين غفرانه ورحمته متطهرين، معبرين عن وقوفهم واتحادهم وتمسكهم بحبل الله المتين وصراطه المستقيم.
******
أما الآن، وبعد هذا التعريف الموجز بالأركان الخمسة، لنعد إلى الركن الثالث منها وهو ركن الزكاة موضوع حديثنا لهذا اليوم.
لقد جاء تعريف الزكاة على موقع "الإسلام"، بأنه فريضة مالية تؤخذ من الأغنياء وتُعطى للفقراء، وأن لهذه الزكاة ثمانية مصارف حددها القرآن لتُصرَف فيها. فما هي هذه المصارف؟..
يذكر المصدر، أن مصارف الزكاة الثمانية هي: مصرف الفقراء. مصرف المساكين. مصرف العاملين على الزكاة. مصرف المؤلفة قلوبهم. مصرف الرقاب. مصرف الغارمين. مصرف سبيل الله. ومصرف ابن السبيل.
ويتوسّع المصدر المذكور في شرح هذه المصارف:
فقه مصرف "الفقراء"
"هم أهل الحاجة الذين لا يجدون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية على ما جرت به العادة والعرف.
وهم من لا يملكون مالا ولا كسبًا حلالاً، عند جمهور الفقهاء، أو يملكون ما هو دون النصاب الشرعي للزكاة عند الحنفية، وهم أسوأ حالاً من المساكين، وقيل عكسه."
فقه مصرف "المساكين"
"هم أهل الحاجة الذين لا يجدون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية، على ما جرت به العادة والعرف، وهم من يملك أو يكتسب من الكسب اللائق ما يقع موقعا من كفايته، ولكن لا تتم به الكفاية، عند جمهور الفقهاء، أو من لا يملك شيئا، عند أبي حنيفة، وهم أسوأ حالا من الفقراء عند الحنفية والمالكية، وعكسه عند الشافعية والحنابلة."
هنا تجدر الإشارة إلى أن الشرع لا يجيز مساعدة الفقراء غير المسلمين من أموال الزكاة. وقد جاء على "الشبكة الإسلامية" islamweb.net قسم مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه، ما يلي:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من تعطى لهم الزكاة قد حصروا في ثمانية أصناف فقط، قد بينت في قوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم.." [التوبة: 60].
ومَن دفعَ الزكاة للفقراء من يهود ونصارى باعتبار أنهم من صنفي الفقراء والمساكين، فإن فعله غير جائز وذمته لم تبرأ، لأن الزكاة لا تدفع لكافر، ما لم يكن من المؤلفة قلوبهم، (أي الذين يُرَغَّبون بدخول الإسلام والذين يسهّلون على أصحاب الدعوة المسلمين مهمتهم. وبعبارة أخرى: الرشوة لشراء قلوب الناس) فيجوز دفعها له، والدليل على عدم الإجزاء المتقدم ما رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم"، وضمير الجمع في أغنيائهم وفقرائهم يعود على المسلمين."
فقه مصرف "العاملين على الزكاة"
"العاملون على الزكاة" هم كل من يقوم بعمل من الأعمال المتصلة بجمع الزكاة وتخزينها وحراستها وتدوينها وتوزيعها.
فقه مصرف (المؤلفة قلوبهم)
أ ـ مصرف المؤلفة قلوبهم هو أحد المصارف الثمانية للزكاة وهو من التشريع المحكم الذي لم يطرأ عليه نسخ، (نسخ تعني: إلغاء أو إبطال) وهذا مذهب الجمهور، ولا يمنع الغنى من الصرف إلى المؤلفة قلوبهم.
ب ـ من أهم المجالات التي يصرف عليها من هذا السهم ما يأتي:
المُرَغَّبون في الإسلام: وذلك بتأليف من يرجى إسلامه، أو تأثيره في إسلام من فيه صلاح المسلمين. (وبعبارة أخرى شراء الناس وخاصة أولئك الذين يمكن أن يكون إسلامهم لفائدة المسلمين)
المُرَغَّبون لنصرة المسلمين: وذلك بتأليف أصحاب النفوذ من الحكام والرؤساء ونحوهم من الأفراد أو الجهات للإسهام في تحسين ظروف الجاليات والأقليات الإسلامية ومساندة قضاياهم، أو بتأليف أصحاب القدرات الفكرية والإسلامية لكسب تأييدهم ومناصرتهم لقضايا المسلمين، (وبعبارة أخرى تقديم البرطيل للمسؤولين والقادة لكي يسهّلوا لدعاة الإسلام ومن ذلك الصرف في الكوارث لغير المسلمين إذا كان ذلك يؤدي إلى تحسين النظرة للإسلام والمسلمين. (وهذا يعني بأن المسلمين لا يقدمون العون لغير المسلمين في أوقات الكوارث كخدمة إنسانية بل لتحسين النظرة إلى الإسلام والمسلمين.)
المهتدون للإسلام ممن لم يمض عليهم في الإسلام سنة، وكانوا بحاجة إلى المؤازرة في ظروفهم الجديدة ولو لغير النفقة، وذلك بإعطائهم مباشرة أو بإيجاد المؤسسات العلمية والاجتماعية لرعايتهم وتثبيت قلوبهم على الإسلام وتوفير كل ما يمكّنهم من إيجاد المناخ المناسب معنويا وماديا لحياتهم الجديدة. (وهذا ما يشرح أسباب عودة الكثيرين من سود أميركا عن الإسلام بعد أن يتوقف الدفع لهم)
ج ـ يراعى في الصرف من هذا السهم الضوابط التالية:
ـ أن يكون محققا للمقاصد ووجوه السياسة الشرعية بحيث يتوصل به إلى الغاية المنشودة شرعا.
ـ أن يكون الإنفاق بقدر لا يضر بالمصارف الأخرى، وأن لا يتوسع فيه إلا بمقتضى الحاجة.
ـ أن تتوخى الدقة والحذر في أوجه الصرف، لتفادي الآثار غير المقبولة شرعا أو ما قد يكون له ردود فعل سيئة في نفوس المؤلفة قلوبهم وما يعود بالضرر على الإسلام والمسلمين.
د - ينبغي استخدام الوسائل والأسباب المتقدمة الحديثة والمشاريع ذات التأثير الأجدى واختيار الأنفع والأقرب لتحقيق المقاصد الشرعية من هذا المصرف.
مصرف الرقاب:
نظرًا إلى أن مصرف "الرقاب" ليس موجودًا في الوقت الحاضر فإنه ينقل سهمهم إلى بقية مصارف الزكاة حسب رأي جمهور الفقهاء ويرى البعض أنه ما زال قائم بالنسبة لأسرى الجنود المسلمين.
فقه مصرف الغارمين
"الغارمون" هم المَدينون ويدخل في مفهوم هذا المصرف من يلي:
أ ـ المدينون لمصلحة شخصية لا يُستغنى عنها، وذلك بالشروط التالية:
1 ـ أن لا يكون الدين ناشئا عن معصية.
2 ـ أن يكون الدين مما يحبس فيه.
3 ـ أن لا يكون المدين قادراً على السداد.
4 ـ أن يكون الدين حالاًّ أو مستحق الأداء وقت إعطاء المدين من الزكاة.
ب ـ المدينون لمصلحة اجتماعية، وهم من استدان لإصلاح ذات البين، بتحمّله الديات أو قيم المتلفات الواجبة على الغير للإصلاح بينه وبين مستحقيها، ويعطى هؤلاء من الزكاة ولو كانوا أغنياء قادرين على السداد.
ج ـ المدينون بسبب ضمانهم لديون غيرهم، مع إعسار الضامن والمضمون عنه.
د ـ يُعان من الزكاة المدين بدية قتل خطأ إذا ثبت عجز العاقلة عن تحملها وعدم قدرة بيت المال على تحملها. ويجوز دفع ذلك مباشرة إلى أولياء المقتول، أما دية العمد فلا يجوز دفعها من مال الزكاة، وينبغي عدم التساهل في دفع الديات من أموال الزكاة ولا سيما مع كثرة الحوادث ووجود الحاجة الماسة بالنسبة للمصارف الأخرى، والسعي في إنشاء صناديق تعاونية لتكون ضمانا اجتماعيا للإسهام في تخفيف الأعباء عمن لزمتهم الديات بسبب حوادث المرور وغيرها وكذلك تشجيع إقامة الصناديق التعاونية العائلية والمهنية للاستفادة من نظام العواقل بصورة ملائمة لمعطيات العصر.
فقه مصرف "سبيل الله"
أ ـ مصرف "سبيل الله" يُراد به الجهاد بمعناه الواسع الذي قرره الفقهاء بما مفاده حفظ الدين وإعلاء كلمة الله ويشمل مع القتال الدعوة إلى الإسلام والعمل على تحكيم شريعته ودفع الشبهات التي يثيرها خصومة عليه وصد التيارات المعادية له، وبهذا لا يقتصر الجهاد على النشاط العسكري وحده.
ب ـ يصرف من هذا المصرف على المجاهدين أو الدعاة المتطوعين، وعلى الجهات القائمة بشؤون الجهاد أو الدعوة ويشمل الصرف أدوات القتال والعتاد ووسائل الدعوة بأنواعها، كما يشمل ما يحتاجه المجاهدون والدعاة من النفقة.
ويدخل تحت مصرف في سبيل الله بهذا المعنى الشامل ما يلي:
أ ـ تمويل الحركات العسكرية الجهادية التي ترفع راية الإسلام وتصد العدوان على المسلمين في شتى ديارهم.
ب ـ دعم الجهود الفردية والجماعية الهادفة لإعادة حكم الإسلام وإقامة شريعة اللّه في ديار المسلمين، ومقاومة خطط خصوم الإسلام لإزاحة عقيدته وتنحية شريعته عن الحكم.
ج - تمويل مراكز الدعوة إلى الإسلام التي يقوم عليها رجال صادقون في البلاد غير الإسلامية بهدف نشر الإسلام بمختلف الطرق الصحيحة التي تلائم العصر وينطبق هذا على كل مسجد يقام في بلد غير إسلامي يكون مقرا للدعوة الإسلامية.
د - تمويل الجهود الجادة التي تثبّت الإسلام بين الأقليات الإسلامية في الديار التي تسلط فيها غير المسلمين على رقاب المسلمين، والتي تتعرض لخطط تذويب البقية الباقية من المسلمين في تلك الديار.
فقه مصرف "ابن السبيل"
"ابن السبيل" هو المتغرب الذي لا يملك ما يبلغه وطنه، ويعطي من الزكاة بهذه الصفة بالشروط التالية:
أ ـ أن يكون مسافرا عن بلد إقامته، فلو كان في بلده وهو محتاج فإنه يُطبق عليه مصرف (الفقراء) أو "المساكين".
ب ـ أن لا يكون سفره لأمر غير مشروع، لئلا تكون إعانة له على المعصية.
ج ـ أن لا يملك في الحال ما يتمكن به من الوصول إلى بلده وإن كان غنيا في بلده، فلو كان له مال مؤجل أو على غائب أو مُعسر أو جاحد لم يمنع ذلك الأخذ من الزكاة.
******
وبالمختصر المفيد، فإن مصرف "سبيل الله" هو البنك الإسلامي العسكري الذي يدعم كل عمل حربي ضد غير المسلمين أو ضد الذين ينشقون عن الإسلام. هذا الدعم قد يكون لدولة مسلمة في صراعها مع دولة أو أمة غير مسلمة، أو دعماً لعصابة منظَّمة كجماعة "القاعدة" و "أبو سياف" و "حماس" وغيرها.. أو قد يكون دعماً لعمليات فردية كالعمليات "الانتحارية" الموجّهة ضد المدنيين من اليهود.
ما ذكره المصدر في شرحه لمصارف الزكاة لا يحتاج إلى استفاضة في الشرح. هذا المصرف:
"يُرادُ به الجهاد بمعناه الواسع"
"يشمل مع القتال الدعوة إلى الإسلام والعمل على تحكيم شريعته ودفع الشبهات"
"لا يقتصر الجهاد على النشاط العسكري وحده." (وفي العبارة تأكيد على عسكريّة الجهاد على عكس ما أخذنا نسمعه مؤخّراً من ادّعاءات بأن الجهاد هو جهاد النفس للوصول بها إلى السلام مع الله!!..)
للصرف على "أدوات القتال والعتاد ووسائل الدعوة بأنواعها.."
"لتمويل الحركات العسكرية الجهادية التي ترفع راية الإسلام وتصد العدوان على المسلمين في شتى ديارهم."
"لدعم الجهود الفردية والجماعية الهادفة لإعادة حكم الإسلام وإقامة شريعة اللّه في ديار المسلمين، ومقاومة خطط خصوم الإسلام لإزاحة عقيدته وتنحية شريعته عن الحكم."
"لتمويل مراكز الدعوة إلى الإسلام.. وينطبق هذا على كل مسجد يقام في بلد غير إسلامي يكون مقرا للدعوة الإسلامية."
******
إنّ ركن الزكاة الذي يتبجّح به أصحاب الدعاية الإسلامية على أنه فضيلة من فضائل الإسلام، هو، إضافةً إلى ما يتمتع به من عنصرية في تمييزه بين المعوزين على أساس ديني، وإضافة إلى كونه مصرفاً لأموال الرشوة التي تستعمل لشراء الناس إلى الإسلام أو لشراء ضمائر المسؤولين ليسهّلوا عملية شراء الناس، فإنه أيضاً وقبل كل شيء، مصدر دعم مادي لا يستهان به للجهاد الذي لم يعد معناه يخفى على أحد.
******
إنه لمن المؤسف أن نرى الغرب على جهل كامل بتركيبة الإسلام الحقيقية، ولكننا لن نبالغ إذا قلنا أنَّ غالبية المسلمين أنفسهم أيضاً هم على جهل بتركيبة دينهم.
ربما تقضي الطائرات والقنابل على بضعة آلاف من الإرهابيين، ولكن ما يفوت الغرب هو أن مقابل كل إرهابي يفطس، هناك مئة جاهل أعمى يتخرّجون كل يوم من مدارس حفظ القرآن. يتخرّجون وقد بصموا كل كلمة وكل حرف من حروفه، وينطلقون في شؤونهم اليومية وهم مستعدون لأن ينفذوا كل كلمة وكل حرف من كلماته وحروفه.
ربما يتم إغلاق عشرين، أو مئة، أو بضعة مئات من المراكز الإسلامية التي تعلّم الكراهية أو تجمع الأموال للإرهابيين. ولكن يفوت الغرب أن هناك آلاف المساجد التي تعمل كمراكز للدعاية الإسلامية ولجمع أموال الزكاة العسكرية لتستخدم ضد البلاد التي تتواجد فيها. يفوت الغرب، أن هناك مئات الملايين من الناس الذين يقدمون زكاة أموالهم لا يعرفون أين تذهب بل كل ما يعرفونه هو أنهم يفعلون ما يتوجب عليهم فعله للحصول على أريكة في جنة العسل واللبن والعذارى والغلمان.
الحرب ضد الإرهابيين لا شكّ في أنها حربٌ لا مفرّ منها، إذ أن تجاهل القاتل هو بالتأكيد تشجيع له على ارتكاب المزيد من القتل. ولكن، ما العمل وهناك آلاف البطون التي تحمل وتلد لهذا العالم كل يوم الآلاف من المجاهدين.
ربما تقتل قنبلة تلقي بها طائرة حربية خمسين إرهابياً وهي لا شكّ ضرورية للقضاء على إرهابيي اليوم، ولكن وبالمقابل، يجب أن تُخصَّصَ قيمةٌ معادلة على الأقل لكلفة هذه القنابل، تُصرفُ على طبع ملايين الكتب والنشرات يتمّ رميها من الطائرات فوق كل شبر من الأراضي الإسلامية، وكذلك لإنشاء إذاعات موجهة إلى كل أذن إسلامية. فتحرير مستقبل العالم من الإرهاب الإسلامي، لن يتم إلا عن طريق تحرير الأم المسلمة والأب المسلم والشاب المسلم وعلى وجه الخصوص الطفل المسلم من سيطرة تعاليم الإرهاب على عقولهم.
إن لم يتوصل الغرب إلى قناعة كاملة بأن الحرب الثقافية هي أهم بأشواطٍ من القنابل والصواريخ، فإن جهوده للقضاء على الإرهاب ستكون عقيمة كل العقم. إنّ ما على الغرب أن يعمل على إنتاجه اليوم، هو صواريخ محملة برؤوس ثقافية، أكثر من عمله على إنتاج صواريخ برؤوس نووية.
10- صحيح البخاري
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حَدِيث مَالِك فِي ذَلِكَ وَهُوَ بِلَفْظِ " نَهَى أَنْ يُسَافَر بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْض الْعَدُوّ " وَأَوْرَدَهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مَالِك وَزَادَ " مَخَافَة أَنْ يَنَالهُ الْعَدُوّ " رَوَاهُ اِبْن وَهْب عَنْ مَالِك فَقَالَ " خَشْيَة أَنْ يَنَالهُ الْعَدُوّ " وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ الْقُعْنُبِيِّ عَنْ مَالِك فَقَالَ : قَالَ مَالِك أَرَاهُ " مَخَافَة " فَذَكَرَهُ , قَالَ أَبُو عُمَر : كَذَا قَالَ يَحْيَى بْن يَحْيَى الْأَنْدَلُسِيّ وَيَحْيَى بْن بَكِير , وَأَكْثَر الرُّوَاة عَنْ مَالِك جَعَلُوا التَّعْلِيل مِنْ كَلَامه وَلَمْ يَرْفَعُوهُ ; وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ اِبْن وَهْب تَفَرَّدَ بِرَفْعِهَا , وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِمَا قَدَّمْته مِنْ رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ , وَهَذِهِ الزِّيَادَة رَفَعَهَا اِبْن إِسْحَاق أَيْضًا كَمَا تَقَدَّمَ , وَكَذَلِكَ أَخْرَجهَا مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيق اللَّيْث عَنْ نَافِع , وَمُسْلِم مِنْ طَرِيق أَيُّوب بِلَفْظِ " فَإِنِّي لَا آمَن أَنْ يَنَالهُ الْعَدُوّ " فَصَحَّ أَنَّهُ مَرْفُوع وَلَيْسَ بِمُدْرَجٍ , وَلَعَلَّ مَالِكًا كَانَ يَجْزِم بِهِ , ثُمَّ صَارَ يَشُكّ فِي رَفْعه فَجَعَلَهُ مِنْ تَفْسِير نَفْسه . قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : أَجْمَع الْفُقَهَاء أَنْ لَا يُسَافَر بِالْمُصْحَفِ فِي السَّرَايَا وَالْعَسْكَر الصَّغِير الْمَخُوف عَلَيْهِ , وَاخْتَلَفُوا فِي الْكَبِير الْمَأْمُون عَلَيْهِ : فَمَنَعَ مَالِك أَيْضًا مُطْلَقًا , وَفَصَّلَ أَبُو حَنِيفَة , وَأَدَارَ الشَّافِعِيَّة الْكَرَاهَة مَعَ الْخَوْف وُجُودًا وَعَدَمًا . وَقَالَ بَعْضهمْ كَالْمَالِكِيَّةِ , وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى مَنْع بَيْع الْمُصْحَف مِنْ الْكَافِر لِوُجُودِ الْمَعْنَى الْمَذْكُور فِيهِ وَهُوَ التَّمَكُّن مِنْ الِاسْتِهَانَة بِهِ , وَلَا خِلَاف فِي تَحْرِيم ذَلِكَ وَإِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَاف هَلْ يَصِحّ لَوْ وَقَعَ وَيُؤْمَر بِإِزَالَةِ مِلْكه عَنْهُ أَمْ لَا ؟ وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى مَنْع تَعَلُّم الْكَافِر الْقُرْآن : فَمَنَعَ مَالِك مُطْلَقًا , وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّة مُطْلَقًا , وَعَنْ الشَّافِعِيّ قَوْلَانِ , وَفَصَّلَ بَعْض الْمَالِكِيَّة بَيْن الْقَلِيل لِأَجْلِ مَصْلَحَة قِيَام الْحُجَّة عَلَيْهِمْ فَأَجَازَهُ , وَبَيْن الْكَثِير فَمَنَعَهُ . وَيُؤَيِّدهُ قِصَّة هِرَقْل حَيْثُ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْض الْآيَات , وَقَدْ سَبَقَ فِي " بَاب هَلْ يُرْشِد بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا " وَقَدْ نَقَلَ النَّوَوِيّ الِاتِّفَاق عَلَى جَوَاز الْكِتَابَة إِلَيْهِمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ .
( تَنْبِيه ) :
اِدَّعَى اِبْن بَطَّال أَنَّ تَرْتِيب هَذَا الْبَاب وَقَعَ فِيهِ غَلَط مِنْ النَّاسِخ , وَأَنَّ الصَّوَاب أَنْ يُقَدِّم حَدِيث مَالِك قَبْل قَوْله " وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ مُحَمَّد بْن بِشْر إِلَخْ " قَالَ : وَإِنَّمَا اِحْتَاجَ إِلَى الْمُتَابَعَة لِأَنَّ بَعْض النَّاس زَادَ فِي الْحَدِيث " مَخَافَة أَنْ يَنَالهُ الْعَدُوّ " وَلَمْ تَصِحّ هَذِهِ الزِّيَادَة عِنْد مَالِك وَلَا عِنْد الْبُخَارِيّ اِنْتَهَى . وَمَا اِدَّعَاهُ مِنْ الْغَلَط مَرْدُود , فَإِنَّهُ اِسْتَنَدَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّم شَيْء يُشَار إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ كَذَلِكَ , وَلَيْسَ كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ أَشَارَ بِقَوْلِهِ " كَذَلِكَ " إِلَى لَفْظ التَّرْجَمَة كَمَا بَيَّنَهُ مِنْ رِوَايَة الْمُسْتَمْلِيّ , وَأَمَّا مَا اِدَّعَاهُ مِنْ سَبَب الْمُتَابَعَة فَلَيْسَ كَمَا قَالَ , فَإِنَّ لَفْظ الْكَرَاهِيَة تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّد بْن بِشْر , وَمُتَابَعَة اِبْن إِسْحَاق لَهُ إِنَّمَا هِيَ فِي أَصْل الْحَدِيث لَكِنَّهُ أَفَادَ أَنَّ الْمُرَاد بِالْقُرْآنِ الْمُصْحَف لَا حَامِل الْقُرْآن .