Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

دير الأنبا مقار الإمتداد التاريخى الرهبانى لمدرسة الأسكندرية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
دير الأنبا مقاروس والبابا شنودة2
سيامة رهبان جدد
أنشطة دير الأنبا مقار الحديثة
دير الأنبا مقار ومدرسة الأسكندرية

Hit Counter

 

الرهبنة القبطية ... تفعيل الرسالة «3»
روز إليوسف كتب كمال زاخر العدد 1499 - الجمعة - 28 مايو 2010
منذ أن استقر في الكنيسة نسق اختيار البابا البطريرك من الآباء الرهبان، وخاصة من دير الأنبا مقار، باعتباره الامتداد التاريخي لمدرسة اسكندرية اللاهوتية التي أغلقت تحت وطأة الاضطهاد الروماني آنئذ، واحتمت بأسوار الدير، تراثاً ودراسات ومعلمين. صار حال الأديرة مؤشراً لحال الكنيسة، والراصد لمسيرة الأديرة لا يمكنه إغفال تجربة دير الأنبا مقار في الفترة من مايو 1969 حين تولي الأب متي المسكين أمر الدير بتكليف من البابا كيرلس السادس، وحتي رحيله في 8 يونيه 2006 وهي تجربة جديرة بالرصد، ليس انحيازاً لشخص بل لأنها أعادت الاعتبار لقيم التجرد والعزلة وحياة الشركة، وأحيت مفهوم التلمذة الذي يحسب أساس الكنيسة.
وكان للتجربة ابعاد مادية ملموسة، تولدت من الروح التي بعثها الأب متي في تلاميذه، في مهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية، لم يكن في الدير وقتها أكثر من خمسة رهبان (مسنين ومرضي) في مبان متهالكة، كان بصحبته اثني عشر راهباً يملكون ارادة التغيير، ويقتفون آثار السيد المسيح، حتي في آلامه (لاني انا اعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها ـ لو21: 15) .
كانت النتيجة متسقة مع يقينيته وخبراته، فعند رحيله كان تلاميذه 130 راهباً، وتضاعفت مساحة الدير ستة أمثال، وتطور مفهوم "عمل اليدين"، ليتفاعل مع معطيات العصر في مجال الاستصلاح والميكنة والتصنيع الزراعي تأكيداً علي قيمة العمل، وفق الإنجيل (فإننا ايضا حين كنا عندكم أوصيناكم بهذا انه ان كان احد لا يريد ان يشتغل فلا ياكل ايضا ـ 2 تس3 :10).
ولم تكن روح البحث غائبة عن التجربة، فقد أضاف للمكتبة العربية ابحاثاً استطاعت في جسارة أن تعيد التواصل مع لاهوت الآباء وتفتح باب الاجتهاد الذي أوصد قبلاً.
وبحسب رصد موقع الدير علي الإنترنت نقرأ : صدر له 16 مجلدًا تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي للإنجيل. ويتراوح حجمها ما بين 500 - 800 صفحة. وكان قد سبق أن ألَّف مجلدات ضخمة عن القديس أثناسيوس الرسولي وعن الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار، وعن سر الإفخارستيا، وعن حياة القديس بولس الرسول. فضلاً عن أكثر من 180 كتاباً بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد دورية (أكثر من 300 مقالة).
واللافت ان التاريخ سوف يحسب للأب متي دوره الجسور في كسر حاجز القطيعة مع الكنائس الارثوذكسية بعائلتيها، وكذلك المعاهد اللاهوتية التابعة لها، وهو عمل يؤسس للوحدة الحقيقية بين الكنائس، فكما جاء الانشقاق فكراً كان يقينه أن الوفاق لابد أن يبدأ فكراً، بعيداً عن الجهود الاحتفالية (مؤتمرات واجتماعات ومجالس اقليمية) تحكمها حسابات الوجاهة وتتنازعها ترتيبات المقاعد، ويصبح تفككها مرتهناً بالمواقف الشخصية (مجلس كنائس الشرق الأوسط وتداعياتها الاخيرة مثالاً).
علي النقيض نشهد الانقضاض علي الدير عقب رحيل الأب متي، راح في اصرار ينقب عن آثاره لينتزعها ويدفنها في صحراء الغضب والشخصنة، ويتعقب من يتبني رؤيته وأفكاره في اعادة انتاج لمحاكم التفتيش، غير ملتفت لحكم التاريخ الذي أدانها وأعاد الاعتبار لضحاياها، حتي صارت صفة تلصق بكل من يتبني العنف نسقاً والتعسف في استخدام السلطة منهجاً، وقادة الانقضاض لم ينتبهوا إلي أن غضب الانسان لا يصنع بر الله (يع1: 20) ولم يدركوا أن هناك آثاراً لا يمكن اجتثاثها فقد وقرت في القلوب والعقول، لا يمحوها تغيير الشكل الخارجي أو تغيير انماط معيشة الرهبان، أو اجتذاب بعض من شبابهم بموقع أو رتبة أو تقريب، أو بحملات التشويه.
خطورة ما يحدث أنه ينحر في شطآن الرهبنة، ويقطع وشائج التأسيس الآبائي فيبقي شكلها الخارجي وقد يصبح اكثر بريقاً أما منتجها والذي تأسس بعيداً عن روح الرهبنة وهو قطيع مرتعب ومطيع، لا يملك مقومات الرعاية فالأيدي المرتعشة لا تبني، وتكون النتيجة الكرازة بغير المسيح فيحققون قول الكتاب (لان شعبي عمل شرين تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم اباراً مشققة لا تضبط ماء (ار 2 : 13).

This site was last updated 05/29/10