الضابط الصعيدي موريس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الكتيبــة الطيبيـة القبطية فى أوربا

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
‏القديسة‏ ‏الكارزة‏ ‏فيرينا
سويسرا تحتفل بالقديسة  فيرينا

 

  هذه هي قصة ”الكتيبة الطيبية “التي حدثت في القرن الثالث الميلادي جزءاً من الجيش الروماني الكبير .. فقد كان على رأس الإمبراطورية وقتئذ دقلديانوس (284-305م) يعاونه مكسيميانوس (285-305م) وكونا جيشهما من كل الشعوب الخاضعة لسلطانهما، فكانت فيه كتيبة من شباب مدينة طيبة – مكونة من 6600 جندي مسيحي قبطي.
وصدرت الأوامر بارتحالها من مصر إلي أوربا لمساعدة مكسيميانوس في حروبه بإقليم غالياً (فرنسا).

وخرجت من مصر من أرض طيبة ) الأقصر حالياً ) الكتيبة الطيبية من الأقباط المسيحيين المحاربين الأشداء وعددهم 6600 قبطى مسيحى وكانوا تحت قيادة قائداً شجاعاً أسمه موريس وقد أبلت هذه الكتيبة الطبية بلاءاً حسنا فى الحروب التى خاضتها وشهد ببسالتهم قيادة الجيش الرومانى وكان ذلك فى عصر الأمبراطور الجاحد دقليديانوس وأوفدوا إلى القائد مكسيميانوس فى فرنسا الذى أختاره دقليديانوس ليكون شريكة فى حكم الإمبراطورية الرومانية وقد قسمت هذه الكتيبة إلى قسمين احدهما ليحارب على حدود فرنسا والآخر ليحارب فى سويسرا .

وصدر الأمر بالتبخير للأوثان وأعتبار دقليديانوس إلها قبل البدء فى الحرب
وكان من المعتاد أن تقدم العبادة للآلهة الوثنية قبل بدء المعارك – وهكذا صدر الأمر للكتيبة المصرية أن تشارك في تقديم البخور في هذه العبادة ولكن جنود الكتيبة رفضوا معلنين أنهم وإن كانوا يؤدون واجباتهم للدولة، فهم مسيحيون لا يعبدون إلا لإله الحقيقي رب السماء والأرض فرفضت الكتيبة القبطية الإمتثال للأمر والتبخير للأوثان
وإزاء هذا الموقف أمر الإمبراطور بأن تقف الكتيبة صفوفاً، وفي كل صف، وبعد كل تسعة جنود. يجلد العاشر ثم تقطع رأسه ولكن الباقين ازدادوا إصراراً على مسيحيتهم، فأمر الإمبراطور بتكرار جلد العاشر وقتله فجلدوا بالسياط الرومانية التى تحتوى فى نهايتها قطع من الرصاص .. ولما تمسك الأقباط بإيمانهم المسيحى إغتاظ الإمبراطور فامر بأن يصطف أقباط الكتيبة الطيبية صفوفاً وكل صف يتكون من عشرة افراد , وكان يأخذ العاشر من كل صف ويقتله أمامهم حتى يخاف الباقيين ويبخروا للأوثان ولكن أضطر الأمبراطور أن يقتلهم جميعاً فى النهاية لأنه لا يوجد من بينهم قبطى واحد رجع عن إيمانه بالمسيح وكان ذلك فى العام الثالث للشهداء .

ومن شجاعة القبطى قائد الكتيبة الطيبية أنه قام بكتابة خطاباً باللغة القبطية وقدمه إلى الأمبراطور يعلن فيه طاعته له فى أى أمر بالدفاع عن الراضى الرومانية ولكن إيمانه بالإله يخصه وقد قدمه للمسيح , وكان قـائـد الـكـتـيـبــة الـضـابــط الصـعـيدي (( موريس )) والضباط زملاؤه فكانوا يشجعون جندهم أن يثبتوا على إيمانهم .

وقد خلدت سويسرا هؤلاء الشهداء الأقباط من ابطال الكتيبة الطيبية بإقامة كنيسة فى زيورخ بأسم " القديس موريس " يتردد صدى أجراسها فى فضاء أوربا لتعلن للعالم كله شجاعة أقباط مصر وإيمانهم المسيحيى الأصيل , وحينئذ اصدر الإمبراطور أمراً بقتل جميع أفراد الكتيبة حيثما تكون معسكراتها، فكانت مذبحة هائلة ومجزرة همجية فظيعة – تناثرت فيها أشلاء المصريين فوق وادي أجون وارتوت أرضه بدمائهم... حدث هذا في السنوات الأخيرة من القرن الثالث الميلادي.

إن قتل 6600 قبطى هو بالنسبة لنا عدد ولكن لكل واحد منهم كان وراءه زوجه أو أب أو ام وحياه كامله أمام هؤلاء الشهداء كل هذا تركوه وضحوا لحياتهم ليعلنوا للعالم اليوم أن اقباط مصر فى مقدمة المسيحيين ليقدموا أرواحهم من أجل عقيدة الحب والفداء عقيدة المسيح .

وتخليداً لذكرى هذا الموقف العظيم، غير سكان الوادي اسم مدينة أجون وأطلقوا عليها اسم قائد الكتيبة المصري فصار اسمها حتى اليوم ” سان موريس “ في مقاطعة فاليه وأقيمت بها في منتصف القرن الرابع كنيسة، ولقد كان استشهاد الجنود المصريين، وما صاحبه من شجاعة وصمود ورجولة – هذا كله كان يملأ المشاهدين إعجاباً بهم وتقديراً لهم، وكان يدفعهم للتساؤل عن سر هذه العظمة. وهكذا بدأ تحول سكان هذه المناطق من الوثنية إلي المسيحية. وارتبطت أسماء العديد من أفراد الكتيبة بمختلف المدن والقرى – وفي مقدمتهم القائد موريس، الذي اسمه علي مدينتين، الأولى سبق ذكرها والثانية ”سان موريتز “ (بالنطق الألماني) في مقاطعة انجاندين بسويسرا، وأقيم له تمثال في ميدان كبير بها.

وإختارت مقاطعة زيورخ شعارها وختمها ثلاث صور من أبطال هذه الكتيبة الطيبية وهم " فيلكس , ريجولا أخته , أكسيبر أنيتيوس " وهم يحملون رؤوسهم تحت أذرعتهم .

ولا يعرف المصريون ألأقباط أن بعضاً من أرقى مدن أوربا أطلق عليها اسم واحد من أبناء مصر ”الصعايدة “ الأمجاد..
كما لا يعرفون أن الخاتم الرسمي لبعض المقاطعات السويسرية نقش عليه رسم ثلاثة من هؤلاء - أبناء منطقة طيبة (محافظ قنا حالياً) ، وأن ذكرى بعض هؤلاء تعتبر هناك من الأعياد الرسمية.
 
حاملين رؤوسهم علي أيديهم :
ثلاثة من الشهداء الأقباط الأعضاء في الكتيبة الطيبية التي أستشهدت عن بكرة أبيها في سنة 268م لرفضهم التبخير والسجود للأوثان بأمر الإمبراطور الروماني ، وهذه الكتيبة كانت بقيادة القديس موريس وتم نقلها من طيبة ( الأقصر ) في صعيد مصر إلي كل من سويسرا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ، وهؤلاء الشهداء تم قطع رؤوسهم في مدينة زيورخ بسويسرا ، وبعد قطع رؤوسهم مباشرة وأمام المشاهدين وقفوا علي أقدامهم حاملين رؤوسهم فوق أيديهم صاعدين إلي التل المجاور لعملية الإعدام ثم سجد
وا وصلوا للرب يسوع وبعدها رقدوا رقاد الموت ودفنوا في نفس مكان رقادهم الذي بني عليه كاتدرائية عظيمة ، ومازال ختم مدينة زيورخ يحمل هذه الأيقونة كذلك سترات الجنود وفي القرن الثالث عشر إزدانت قطع النقود هناك بتلك الأيقونة ، أما قائدهم الشهيد موريس فله حوالي 650 كنيسة وهيكل باسمه في كل أنحاء أوروبا ، وسميت البلدة التي أستشهد بها باسمه " سانت مورس " . ومن هنا جاء لفظ يحمل رأسه علي يده " رمزا للشجاعة " .

القديسة فيرينا

 

وكانت تصحب الكتيبة الطيبية بعض العذارى من القبطيات الذين كانوا يعدون الطعام ويقومون برعاية الجرحى وغير ذلك من الأعمال وكانت من بينهن القديسة قيرينا التى نشأت فى مدينة جراجوس بالقرب من مدينة طيبة (الأقصر) ويعنى أسم فرينا باللغة القبطية الثمرة أو البذرة الطيبة , ولما قتل أفراد الكتيبة الطيبية كلهم لم تغادر المكان راجعة إلى مصر وإنما مكثت تهد الرب يسوع فى مكانها فعلمت الشعب الوثنى المسيحية , وقامت بتعليمهم أسس العلاج من الأمراض بإستعمال بعض الأعشاب الطبية , وعلمتهم النظافة الجسدية بالأغتسال بالماء , وكانت تزور مدافن شهداء الكتيبة الطيبية , ويعتقد الكثيرين أن القديسة فيرينا هى ابنه عم القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية , وقد أعتبر كثيرين من المؤرخين أنه أم الراهبات فى أوربا .

وحدث أن أكتشف أحد الحكام الرومان امرها فأمر بسجنها , ولكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعله قبل سجنها مع زميلاتها العذارى وكانت تسكن معهم أحد الكهوف الجبال التى تنتشر فى سويسرا

وتنيحت القديسة فيرينا فى سنة 344 م وبنيت فوق جسدها كنيسة فى مدينة تمبورتاخ بسويسرا , وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء , ويبلغ عدد الكنائس التى تحمل أسمها فى سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30 كنيسة .

ولا يعرف المصريين المسيحيين أن مصرية قبطية عاشت في وسط أوربا، وجسدها مدفون في إحدى كنائسها – يرسمون صورتها وفي يدها أبريق ماء وفي الأخرى”المشط “ الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني، يرسمونها على هذا النحو تخليداً للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضى في هذه المناطق – وفي تعليم أهلها النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرناً ... وأن مئات الكاتدرائيات والكنائس والأديرة والهياكل والمنشآت المتنوعة – تحمل أسماء أجدادنا الشهداء والقديسين المصريين أبناء طيبة والأرض الطيبة العظيمة ...

***********************************

كنيسة سانت موريس

مدينة ماغدبورغ  (1) توجد بها كنيسة هي أقدم كنيسة في الأرض الألمانية إذ يتعدى عمرها الألف عام.. والمدينة نفسها عمرها 1200 سنة.. هذه الكنيسة مسماة بإسم سانت موريس [أو سانت ماوريتيوس] وسانت كاثرين.. سانت ماوريتسيوس هذا لمحارب أسود كما يظهر من التمثال في الكنيسة..
وعندما كان الرومان محتلين مصر في القرن الثالث الميلادي ، قاموا بإرسال كتيبة إلى أوروبا للمساعدة في بعض الحروب من أولاد صعيد مصر تسمى الكتيبة الطيبية ـ نسبة إلى طيبة في جنوب مصر ـ  وكانت الكتيبة مكونة من جنود مصريين وكان بعضهم جنود سود مما يعني أنهم من منطقة السودان الحالي أو إثيوبيا وكان كثير من هؤلاء الجنود يدينون بالديانة المسيحية بعكس الرومان الذين كانوا حتى ذلك الوقت وثنيين.. كان ماوريتسيوس قائدا في هذه الكتيبة، ويبدو أنه ليس إسمه الحقيقي وإنما وصف له بمنطقته أو جنسه أو لونه كما نقول "السوداني" أو "الحلبي" أو "البربري".. وعندما رفضوا التبخير للأوثان حسب العادات والتقاليد العسكرية المتبعة أمروا بقتلهم بأن يقسم الجنود المتمردون إلى مجموعات كل مجموعة تتكون من عشرة أشخاص يقومون برمي القرعة على واحد فقط من المجموعة هو الذي ينفذ فيه حكم القتل.. وعندما رفض أولئك الجنود المسيحيون قتل زملائهم المسيحيين مثلهم قام الرومان بقتلهم كان هذا القائد الماوري هو الزعيم الذي قاد هذا العصيان ولم يتنازل أبدا..[ كلمة ماوري تعني أسود ولذا جاءت منها أسماء بلاد مثل ماوريتانيا وموريشوص].. وفي وقت لاحق عندما عمت المسيحية أوروبا قاموا بإعادة الإعتبار لهذا القائد الشهيد ولأنه أستشهد على يد الرومان الوثنيين إعتبروه فى المسيحية قديسا من قديسيي المسيحية.. وقام الملك الألماني Otto الذي كان يحكم نصف أوروبا في القرن العاشر بنقل بعض رفاة هذا القديس من المنطقة التي كان مدفونا فيها والتي تقع الآن في سويسرا إلى مدينة ماغدبورغ بغرض التبرك بهذا القديس.. والزائر لهذه الكنيسة يجد فيها تمثالا للقديس ماوريتسيوس..

******

القديس موريس.. سفير "الصعايدة" في أوروبا
الجمهورية
الاحد 9 من جمادى الاخرة 1431 هـ - 23 مايو 2010 م بقلم: الأنبا دميان أسقف عام الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا
ان جميع المصريين يشعرون بفخر عظيم ويسيرون في أوروبا مرفوعي الهامة لأن منهم خرج قديس عظيم وشخصية شهيرة جدا في كل أوروبا ألا وهي شخصية القديس العظيم موريس رئيس الكتيبة الطيبية.. وكلمة الطيبية مأخوذة من طيبة أي الأقصر.
كانت مصر هي جزء من الامبراطورية الرومانية وكانت تعتبر بمثابة مخزن لغلال هذه الامبراطورية وفي وقت من الأوقات ازدادت الثورة الداخلية في أوروبا التي كانت تهدد بسلام الامبراطورية الرومانية فطلب الامبراطور الاستعانة بالكتيبة الطيبية "الأقصرية" برئاسة القديس موريس لتهدئة الموقف في وسط أوروبا وردع حركات الثورة والارتداد علي الامبراطور وعندما وصلت الكتيبة الطيبية وكان عددها يصل إلي 6600 من العساكر والضباط إلي سويسرا طلب من الأقباط الجنود والضباط "أي أعضاء الكتيبة الطيبية" أولا التبخير للأصنام وثانيا قتل المسيحيين فرفض القديس موريس وقال للامبراطور: نحن جنود خاضعين لكم.. أتينا لكي نحمي سلام امبراطوريتكم ولكننا لسنا علي استعداد لخيانة ربنا فاعتبره القائد من الخارجين عليه غير الطائعين له ووضعهم في عداد الثائرين عليه وأمر بقتل كل جندي رقم عشرة إلي أن أنهي علي الكتيبة الطيبية وكان ذلك في سويسرا ويقال ان الشهداء كانوا يحملون رءوسهم بعد قطعها ويعبرون النهر إلي أن رقدوا في المكان الذي بنيت عليه الكنيسة المعروفة اليوم بكنيسة "المياه" وهي في مدينة زيورخ وان العالم الغربي وبالذات سويسرا تقوم بتكريم الشهداء الأقباط وتطلق اسماءهم علي الكنائس والمدارس والمستشفيات واتخذت مدينة زيورخ ثلاثة من هؤلاء الشهداء الأقباط لتضعهم في خاتم المدينة ورمزها الرسمي وقد قام الاستاذ الدكتور جرجس فوزي في سويسرا بعمل ابحاث عميقة وشيقة جدا تجعلنا كمصريين فخورين بآبائنا الشهداء الذين رفعوا اسم بلادنا العظيمة مصر في العالم كله ويجد هؤلاء الشهداء "الصعايدة" تكريما في كل أوروبا يفوق كل وصف وعلينا أن ندرس حياتهم المجيدة ونتمثل بإيمانهم.

 ********************

المــــــــــــراجع

(1) عن موقع مكتبة د.ياسر الشريف المليح حيث يقول : [ ما أحب أن أذكره هو أن إبننا الراحل الشريف كان قد قام في مايو من عام 2005 أثناء إحتفال المدينة بمرور 1200 سنة من عمرها بتشخيص دور القديس ماوريتسيوس الذي تعتبره ماغدبورغ واحدا من أبنائها وهناك تسجيل صوتي للشريف وهو يتحدث بلسان القديس سأرفقه هنا ومتأسف أنني لن أتمكن من ترجمته بصورة حرفية الآن ولكن جوهر ما قاله هو تلخيص للقصة التي ذكرتها بعاليه.. ]

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=155&msg=1182833433

 

This site was last updated 06/27/14