Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الظروف التى أدت إلى إنشاء المجلس الملى

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إنشاء المجلس الملى
بداية الصراع
الإصلاح ومعارضة البابا
نفى البابا كيرلس 5
عودة البابا من المنفى

Hit Counter

البدايــــــــة من الجمعية الإصلاحية إلى المجلس الملى

عندما تنيح البابا ديمتريوس الثانى تولى وكيل البطريركية الأنبا مرقس مطران البحيرة كقائمقام لإدارة شئون الأقباط لحين تنصيب بطريرك جديد , ومن الطبيعى أن يقوم الأراخنة بمساعدته فى إنتخاب البطريرك التالى وإداره الطائفة , فقد قضى التقليد كما هو مثبوت تاريخياً أن تتفق الآراء فى هذا الوقت , ولكن فى هذا العصر حدث شئ غريب فقد وجد الأنبا مرقس مطران البحيرة أن بعض من زملائه المطارنه فى البداية لا يرحبون برئاسته كما أن إختيار وإنتخاب بطريرك جديد قد طال وزاد على مدة الأربع سنين .

وتلفت الأنبا مرقس حوله فوجد جمعية إسمها الجمعية الإصلاحية , وكانت هذه الجمعية تضم عددا كبيراً من الأقباط المثقفين والمتعلمين تعليماً عالياً وكانوا لهم شعبية فى الوسط القبطى , وقد إجتذب هدفهم الذى كان ترقية شئون الطائفة بنشر التعليم الشباب , كما قامت بخدمات جليلة للأقباط بفتح الملاجئ والمدارس وطبع الكتب , وتقديم المعونات الإجتماعية للفقراء والمعوزين وإنشاء الصحف والمستشفيات ,, وغيرها من كافة الخدمات .

وكان من رأى أعضاء الجمعية الإصلاحية أن هذا لا يكون إلا بتشكيل مجلس منتخب يضم العناصر الصالحة من أبناء الطائفة ليقوم بالتخطيط على مراحل للنهوض بالأقباط من خلال الدور الذى تلعبة الكنيسة فى الحياة العامة .

ولم يجد الأنبا مرقس مطران البحيرة إلا أن يقرب حوله أعضاء الجمعية الإصلاحية المخلصين للكنيسة , وكان يستشيرهم بشكل عرفى , وفى نفس الوقت وج هؤلاء الأعضاء فرص فى تحقيق هدفهم بالتقارب مع رئآسة الكنيسة الدينية لتحقيق هدفهم القومى بإصلاح أحوال الأقباط 

ولما طال الوقت الذى خلا فيه الكرسى المرقسى ووصل إلى أكثر من أربعة سنوات , بدأ خلال هذه المدة الطويلة تظهر أعمال المجلس الذى كان عرفياً على مستوى عال للشعب القبطى , وتحول خلال هذه المدة الطويلة من مجلس عرفى إلى مجلس رسمى ..

فكرة الأقباط بتكوين المجلس الملى تتحقق بإصـــــــدار قرار حكومى

وفى يناير 1874 م أجتمع عدد كبير من الأقباط المنتميين إلى الجمعية الإصلاحية فى منزل أحدهم , وتناقشوا فى احوال الطائفة , وأسفر الإجتماع بعد مناقشات طويلة بإصدار توصيه بإنشاء مجلس ملى للأقباط أو حتى جمعية عمومية لهم .

ويقول قلينى فهمى فى مذكراته : " أن تخضع لمن يكون من أبنائها متقلداً منصباً حكومياً رفيعاً , وصدر الأمر العالى من الخديوى توفيق بلائحة المجلس الملى للمرة الأولى فى يناير 1874 م (1)

وكان بطرس باشا غالى فى ذلك الوقت هو أبرز أبناء طائفته , إذ كان وكيلاً لأحدى الوزارات , كما كان على صلة طيبه بـ الخيديوى إسماعيل ورجال حاشيته , والذى حدث أن بطرس غالى باشا تبنى فكرة  المجلس الملى , وإستصدر بالفعل أمراً عالياً من الخديوى إسماعيل بتشكيل أول مجلس ملى للأقباط وكان ذلك فى فبراير 1874 م وأنيط بالمجلس الجديد أن يحدد إختصاته , وأن يضع لنفسه لائحة داخلية .

وعندما جلس البابا كيرلس الخامس على الكرسى المرقسى كان المجلس الملى فى الصفوف الأولى لأنتخابه , وبعد رسامته قدم أعضاء المجلس منشوراً إلى البابا الجديد بإختصاصات المجلس , وناقشهم فيه ووقعه , ثم حدث أن البابا حضر إجتماعات المجلس أكثر من مرة .

ولاحق المجلس الملى البابا يريد الإصلاح وتدريجياً بدأ البابا كيرلس الخامس يضيق بضغط المجلس عليه , كما شعر أنه ينازعه سلطانه , وهكذا بدأ يخطط ليتحلص من هذا القيد , فلم يدعه للأجتماع والإنعقاد , وأهمله تماماً .

وفى نفس الوقت .. كان عبدالله النديم قد أنشأ الجمعية الخيرية الإسلامية لرعاية فقراء المسلمين وإنشاء المدارس ونشر التعليم بينهم .. ودعا الأقباط إلى إنشاء جمعية مشابهة , فقام بطرس غالى بتشكيل الجمعية الخيرية القبطية وكان بطرس غالى فى درجة وزير فى ذلك الوقت , ومن ضمن أهداف الجمعية كانت فكرة بعث المجلس الملى وصدر أمر جديد بتشكيله , وبدأ فعلاً يمارس إختصاصاته . 

وخوفاً من التأثير الكنسى فتقوم الكنيسة بتجميد المجلس مرة أخرى , فإن المؤمنين بالتطوير أستصدروا قانوناً يحدد العلاقة بين البطريرك والمجلس الملى , حتى لا يحدث تداخل فى الإختصاصات , بحيث تكون اللائحة مجرد قرار صادر من نفسه , ولكنها تصبح قانوناً له قوة النفاذ .. وتطبيقاً لهذه الأفكار صدر قانون يحدد العلاقة بين الكنيسة والمجلس العمومى للأقباط الأرثوذكس وهو الأسم الرسمى للمجلس الملى .

وصدر القانون فى مايو 1882 م وتقول أيريس أن القانون صدر فى 14 مايو 1883م صدر أمر عال للمرة الثانية بتشكيل : " مجلس عمومى لجميع الأقباط بالقطر المصرى من أثنى عشر عضواً وأثنى عشر نائباً ", فى ذروة تمرد عرابى , وكان هذا القانون هو محور المشاكل التى حدثت فيما بعد , وهو الذى فجر الخلاف بين المجلس الملى من ناحية والبابا من ناحية لأن اللائحة نصت أن : " يقوم بكافة المواد المعتاد نظرها بالبطيكخانة " ومثل هذا النص رآه البابا أن معناه إبعاد البابا ورجال الكهنوت عن إدارة الكنيسة , فى حين أن هدف الإثنين كان واحداً ألا وهو مصلحة الأقباط وتقدمهم , فقاوم الحبر الجليل كيرلس الخامس وجود المجلس الملى , وكانت النهاية هو نفيه إلى دير البراموس بقوة البوليس .

القانون الصادر بإنشاء وإختصاصات المجلس الملى

** حدد القانون عدد أعضاء المجلس الملى بأربعة وعشرين عضواً ,

** يقوم القباط الأرثوذكس فى مصر بإنتخاب اعضاء المجلس الملى .

** ويكون الإنتخاب عن طريق إجتماع عام يدعون إليه ولا يقل من يحضره عن 150 شخصاً .

** يشترط فيما يرشح نفسه عضواً فى هذا المجلس أن يكون عمره على الأقل ثلاثين عاماً على ألا أن يكون عاملاً فى الجيش , أو ممن هم فى القوات الإحتياطية للخدمة العسكرية أو مجند .

** يتشكل المجلس الملى من 12 عضواً أصلياً وأصنا عشر إحتياطياً ,

**  يستمر كل مجلس ملىمنتخب يمارس وظيفته لمدة خمس سنوات متتالية .

** ينتخب فى بداية دورة المجلس الملى وكيلاً له من بين أعضائه .

** يتولى البابا رئاسته بحكم منصبة كرئيس للكنيسة القبطية .

 

** يختص المجلس الملى بالنواحى الإدارية وغير الدينية فى حياة الكنيسة , فيدير وينظر كل ما يتعلق بالأوقاف الخيرية والمدارس والكنائس والمطابع القبطية والمعونات للفقراء والمعوزين , وينظم حياة الكنيسة وحياة الرهبان فى الديرة وسجلات الزواج والتعميبد والوفاة .

** ومن إختصاصات المجلس الملى النظر فى الدعاوى المتعلقة بالأحوال الشخصية كالزواج والإنفصال الجسدى والطلاق , وكذلك الوصايا المواريث .

** أستثنى القانون المسائل المتعلقة بالإكليروس الذين هم الرتب الكهنوتية كالكهنة والقساوسة والأساقفة وغيرهم وحصر مهمته فى التدخل فى حالة إرتكاب أحد هؤلاء المخالفة , وما عليه إلا إحالته إلى مجلس روحى من الكهنة يتشكل من أربعة إكليروس يرأسهم البطريرك أيضاً , ولكن حق إختيار هذا المجلس للحكم على المخالف يختارهم ويعينهم المجلس الملى .

** أجازت اللائحة أيضاً تشكيل مجالس ملية فرعية , يتولى رئاسة كل مجلس الأسقف أو الرئيس الروحى فى الجهة المعنية .. وينتخب الأعضاء بنفس الطريقة التى ينتخب بها المجلس العام .

 

وعندما ننظر للائحة السابقة نجد أنها تجعل من هذا المجلس برلماناً خاصاً للأقباط فى مصر يبحث فى شئونهم  ويدير ثروتهم ويراعى مشاريعهم مثل مدارسهم ومستشفياتهم وجمعياتهم الخيرية .. ألخ

وكانت المشكلة الرئيسية أنه تكون من البداية من برلمان علمانى أى مكون من رجال ليسوا من رجال الإكليروس - وهذا حق لأنه مجلس متخصص للأدارة وليس للنواحى الروحية التى تخص الكنيسة فقط هذا من ناحية أما من الناحية العملية فهؤلاء المنتخبين من أعضاء المجلس الملى المفروض انهم فى الحياة العامة يختلطون بالحكومة ويعملون بها أو خارجها وقد أوردت المؤرخه أيريس حبيب المصرى (2) أسباب إنحياز الأقباط لإصلاح الكنسى فقالت : " فالراغبون فى المجلس الملى المستند إلى الحكم العالمى إندفعوا بقوة رغبتهم فى مسايرة للزمن , ولهذا السبب يرجع المؤرخون المعاصرون أن الرغبة فى إنشاء هيئاته النيابية شاعت لأن عدداً غير قليل من المصريين كان فى ذلك العهد قد بدأ يذهب إلى فرنسا وإنجلترا لتلقى العلم , فراقهم مبدأ تشارك الشعب مع حكومته عن طريق هيئاته النيابية - وهؤلاء المصريون كانوا - بالطبع - قبطاً ومسلمين , لذلك نجد الخديوى - تحت ضغط للشعب - أفتتح مجلس شورى النواب . فأراد القبط أن يكون لهم هم أيضاً نيابة كنسية ورأوا أن تحقيق إرادتهم يكون عن طريق إنشاء " المجلس الملى " , أما رجال الإكليروس فهم بعيدون عن الممارسة والإختلاط بجميع فئات الحكومة , كما أن الإكليروس لهم المجمع المقدس , ولكن على أيه حال كان وجود المجلس الملى هو وضع لم يقبله البابا كيرلس الخامس .

وتقول المؤرخة مسز بتشر (3) : " وقد صادق جميع الأساقفة على هذا المشروع (إنشاء مجلس ملى ومجلس إكليريكى) ولكن الشعب لم يره الدواء الشافى للأصلاح المنشود فتفاوض أحد العيان مع بطرس غالى وصدر أمر الخديوى بتأسيس هذا المجلس بصفة قانونية رسمية , وبعد جدال وإختبارات كثيرة لمدة سنتين فى شئون الإصلاح وأنتخبوا أنبا كيرلس 5 سنة 1875 م والذى تعهد عند تبوئه العرش المرقسى أن يوافق ويؤيد كل القرارات التى أقرها الشعب قبل إنتخابه .

وفعلاً ظل البطريرك والمجلس الملى يعملان بيد واحدة وأتفاق تام فى إصلاح الكنيسة والشئون الملية إلى درجة أن من بين ثمارها إنشاء المدرسة الإكليريكية فى القاهرة ووضعها تحت رئاسة الإيغومانس فيلوثاؤوس رئيس كهنو الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة لأنه كان رجلاً نادر المثال فى الكفاءة العلمية والشخصية .

ثم تصادف عقب هذا الوفاق بين شعب القباط والبطريرك حصول نفور بين الطرفين ألجأ البطريرك إلى عدم الصبر وتضايق من وجود سلطة أخرى تعمل بجانبة لم يخضع لها أحد من أسلافه ..

فلما رأى البابا نفسه غير مقتنع بنتائج وتعاليم المجلس أصدر أمره بغلق المدرسة الإكليريكية وكان من وراء ذلك إهمال الكهنة والقسوس ورسامتهم بدون تعليم لاهوتى أو دراسة يؤهلهم لحفظ مراكزهم الكهنوتية ويعظم شأنهم فى نظر الشعب الذى أصبح متعلماً عن ذى قبل بعد زوال أزمات الإضطهاد .

****************************************************

المــــــــــراجع :

(1) القول اليقين فى مسألة الأقباط الأرثوذكسيين ليوسف منقريوس .

(2) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 25

(3) اب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع ص 389

 

This site was last updated 05/17/09