الأرشيدياكون‏ ‏حبيب‏ ‏جرجس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا شنودة الثالث والأرشيدياكون‏ ‏حبيب‏ ‏جرجس

+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حييب جرجس ومشاكل الطلاق
رائد النهضة الكنسية

 

الأرشيدياكون‏ ‏حبيب‏ ‏جرجس
جريدة وطنى 15/8/2009م

إن‏ ‏كان‏ ‏الأرشيدياكون‏ ‏المبارك‏ ‏حبيب‏ ‏جرجس‏ ‏مدير‏ ‏الكلية‏ ‏الإكليريكية‏ ‏الأسبق‏ ‏قد‏ ‏مات‏ ‏أو‏ ‏رقد‏ ‏في‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏لا‏ ‏ينسي‏ ‏وهو‏ 21 ‏أغسطس‏ 1951 ‏مساء‏ ‏أثناء‏ ‏صلوات‏ ‏عشية‏ ‏عيد‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏وتحديدا‏ ‏منذ‏ 58 ‏عاما‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لايزال‏ ‏حيا‏ ‏ويتكلم‏ ‏بعد‏ ‏في‏ ‏تعاليمه‏ ‏وسيرته‏ ‏العطرة‏ ‏وأعماله‏ ‏المجيدة‏ ‏التي‏ ‏تفوق‏ ‏حد‏ ‏الحصر‏ ‏وحد‏ ‏الوصف‏, ‏وكمثال‏ ‏ها‏ ‏هو‏ ‏يترك‏ ‏نصحا‏ ‏غاليا‏ ‏للآباء‏ ‏خدام‏ ‏مذبح‏ ‏الرب‏ ‏فيقول‏ ‏بالنص‏: ‏إن‏ ‏خادم‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏يتممها‏ ‏باسم‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏قائم‏ ‏مقامه‏, ‏وهو‏ ‏الكاهن‏ ‏المعتبر‏ ‏كوكيل‏ ‏الله‏ ‏والأمين‏ ‏علي‏ ‏سرائره‏, ‏ومن‏ ‏واجب‏ ‏الخادم‏ ‏بالنسبة‏ ‏إلي‏ ‏إتمام‏ ‏عمل‏ ‏الأسرار‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ذا‏ ‏إيمان‏ ‏وصلاح‏ ‏ونية‏ ‏حسنة‏ ‏لإتمام‏ ‏السر‏, ‏وبما‏ ‏أن‏ ‏الكاهن‏ ‏المنتدب‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الله‏ ‏تعالي‏ ‏لإتمام‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏ ‏وتوزيع‏ ‏بركات‏ ‏الله‏ ‏ونعمه‏ ‏علي‏ ‏المؤمنين‏, ‏فيدعوه‏ ‏هذا‏ ‏الواجب‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ذا‏ ‏سيرة‏ ‏حسنة‏ ‏ومثالا‏ ‏للكمال‏ ‏والقداسة‏.‏
فسلام‏ ‏لروحك‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏ذكراك‏ ‏الخالدة‏, ‏وهنيئا‏ ‏لك‏ ‏نبراس‏ ‏هذه‏ ‏الأبيات‏ ‏الشعرية‏ ‏المقتطفة‏ ‏من‏ ‏القصيدة‏ ‏المستفيضة‏ ‏التي‏ ‏قالها‏ ‏الأستاذ‏ ‏نظير‏ ‏جيد‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏المعظم‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏في‏ ‏حفل‏ ‏التأبين‏ ‏يوم‏ ‏أربعين‏ ‏نياحتك‏ ‏الطوبانية‏:‏
يا‏ ‏نبيلا‏ ‏كلما‏ ‏عوديت‏ ‏كم
لك‏ ‏أسلوب‏ ‏نزيه‏ ‏طاهر
لم‏ ‏تنل‏ ‏بالذم‏ ‏إنسانا‏ ‏ولم
إنما‏ ‏بالحب‏ ‏والتشجيع‏ ‏قد
في‏ ‏سلام‏ ‏القلب‏ ‏نم‏ ‏في‏ ‏راحة
واسمع‏ ‏الأنغام‏ ‏من‏ ‏داؤد
‏---‏
كنت‏ ‏تنسي‏ ‏الشر‏ ‏للجاني‏ ‏وتعفو
ولسان‏ ‏أبيض‏ ‏الألفاظ‏ ‏عف
تذكر‏ ‏السوء‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏حل‏ ‏وصف
تصلح‏ ‏الأعوج‏ ‏والأكدر‏ ‏يصفو
في‏ ‏نعيم‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏حضن‏ ‏الجدود
واللحن‏ ‏ينساب‏ ‏مع‏ ‏القلب‏ ‏الودود
الراهب‏ ‏القمص‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏السرياني
الكاتدرائية‏ ‏المرقسية‏ ‏بالعباسية
******************************
 الإرشيدياكون : حبيب جرجس .. رائد النهضة الكنسية ( 1876 – 1951 )
الميح رأس الكنيسة والكنيسة هى الشعب القبطى بجميع فئاته ، والكنيسة هى جسد المسيح وهى أيضاً جماعة المؤمنين الكنيسة ليست الإكليروس فقط المميزون بالملابس الكهنوتية ولكن الكنيسة تنموا بالعمل بالوزنات المعطاة ، وهى الدعوة والتبشير والتعليم ليست هى التمتع بالمراكز الكهنوتية والتى يعتقد بعض الذين تقلدها أنهم ملوك بينما السيد المسيح لم يلبس الملابس الموشاه والمطرزة ولكن ليس له مكان لأن يسند رأسه ، وجال التلاميذ والرسل وليس معهم ثوبين أو حذائين أو صندلين ومرقس الرسول وجد مجالاً للتبشير حينما قطع صندله وهو قادم لمدينة الإسكندرية ربما لو كان معه صندلاً آخر لرمى صندله الذى أستهلك فى الطريق وإستعمل الآخر ولم يبدئ بتبشير إنيانوس الإسكافى أول من آمن بالمسيح فى أرض مصر ، والسيد المسيح
بدأ دعوته بأربعة من الصيادين ..أناس عاديون جدا.. دعاهم ليتبعوه .. وقد كان . .لم يكن لديهم شيء ليقدموه . سوى أنفسهم .. لم يكونوا أغنياء ..أو ذوى حظوة أو مكانة .. بل كما نقول ارزقية ..يعملون لطعام اليوم . .دون ثروة متراكمة أو مكانة اجتماعية مرموقة .. ولكنه اختارهم ليحملوا رسالته للعالم كله ..
وعندما أراد الرب لإفتقاد كنيسته إختار الأستاذ حبيب جرجس كما إختار فى القديم داود النبى شاب عادى جدا بقياس عصره .. لم يكن حبيب جرجس من الأعيان ..ولم يكن غنيا لديه مالا يسنده..أو سليل لأسرة كهنوتية .. كي يرث كهنوت أبيه .. وكانت الكنسية القبطية في نهاية القرن التاسع عشر تصارع لتحافظ على ميراثها التاريخي العظيم فى وسط هجمة حضارية من الكاثوليك والبروتستانت .. وكانت البذار التي بذرها البابا كيرلس الرابع .. بدأت تضعف والكثير من زهورها أطاحت به الرياح والنار التى أشعلها بدأ وهجها يخبو شيئاً فشيئا .. وعندما تطلع الرب ونظر إلى كنيسته.. وجد حبيب جرجس شابا يافعا .. حرث قلبه جيدا بكلمة الله والغيرة المقدسة رفع سيف الكلمة ليشهره بعد أن مكث فى غمده زمنا طويلاً وقارب أن يصدئ وقام الأشداء معه فى حماسة شديدة بلا تهاون أو تخاذل بعد أن نفضوا تراب الكسل فى عمل مستمر وكأن قوة الرب قد أشعلت القوة المقدسة فى داخل الكنيسة ..
وكان الشاب الذى إختاره الرب لهذا العمل هو : حبيب جرجس ..
كان يحمل قلب رسول وروح تلميذ حقيقي ..
كان أبوه هو الخواجة جرجس منقريوس رجل بسيط ولكنه متعلم .. مثله مثل كثير من اقباط الطبقة الوسطي في تلك الأيام .. لم يكن يملك أرضا ولا مال .. كان يرتكز على وظيفته الميرى في تربية حبيب وأخوته.. أما الوظيفة فكانت في مديرية الداخلية في قلم إلغاء الرق .. وكان الرجل البسيط حريصا على أن يعلم أولاده .. متأثرا بالنهضة التي أوجدها البابا كيرلس أبو الإصلاح .. وعندما تم إلغاء هذا القلم أحيل الأب للمعاش المبكر ثم توفى في عام 1882 عن عمر خمس وأربعين عاما وتولت الأم الفاضلة تربية الأولاد في خوف الله كأي أم مصرية ترجو الخير لأولادها ..
في ذلك الوقت في نهاية القرن التاسع عشر كانت الكنيسة قد بدأت تنفض عن ثوبها ما علق به من أتربة القرون المظلمة .. وكان البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح( 1854- 1861) قد خطا خطوات وثابة في مجال النهضة .. فتح المدارس وعلم البنات واستقبل المطبعة بالألحان الكنيسة .. وبدأ ينظر في مسألة تعليم الكهنة .. ولكنه انتقل كشهيد قبل أن تكتمل خيوط حلم كهنة متعلمين لتصير واقعا ..
والتقط الخيط حبيب جرجس وخدام كثيرون ولكن حبيب جرجس كان بينهم الرائد الأول والمعلم الأول والمكرس الأول وناشئ النهضة الكنسية ومشعل نار الروح ..
أدرك حبيب جرجس بتعمقه في تاريخ كنيسته إن النهضة الحقيقية تبدأ من التعليم .. وله قول مشهور : " إن التعليم ثاني حاجة للشعوب بعد الخبز " ..
لقد التحق بالاكليريكة مع عدد كبير بعد نهاية دراسته الثانوية .. ومع كل عام يمر ينقص العدد حتى بقى وحده !!
وكانت المدرسة تعانى فليس هناك مدرس للدين !! ولا يوجد من يصلح .. فالتفتت الأنظار إلى حبيب وكان تلميذا في السنة النهائية .. وعين أستاذا للدين وهو طالبا وكان ذلك عام 1899ومن وقتها سار في طريقه لا يلتفت للوراء إلا ليتزود من تراث الأجداد وهذه سطور قليلة من سجل أعماله لخدمة الكنيسة والوطن التعليم الاكليريكى :
تولى رئاسة المدرسة الاكليريكية منذ عام 1918 ولمدة 33 عاما واستطاع بجهود غير عادية أن ينقلها من غياهب القرون الوسطي إلى مستوى يليق بكنيسة الإسكندرية ومدرستها القديمة .. ووضع لها مناهجها( أكثر من 18 مادة مابين دين ولغات وعلوم وأدب وفلسفة ) واختار أساتذتها من أفضل العناصر الموجودة وجال بالقطر المصر كله يجمع التبرعات من اجل المدرسة الوليدة .. وقام بشراء المنازل المحيطة بالمدرسة القديمة في حي مهشمة حتى أصبحت المساحة 5399 مترا مربعا وأسس لجوار المدرسة كنيسة لتكون مقرا للتدريب العملي لكهنة المستقبل وعندما أراد إدخال الكهرباء للمدرسة بذل في ذلك جهدا كبيرا حتى تمكن من إدخال الكهرباء لحى الشرابية كله !!
أسس القسم الجامعي بالكلية الاكليريكية عام 1945 .. فالتحق به شباب الأقباط ومنهم الأطباء والمهندسون والمدرسون بعد إن كان مجرد التفكير في دخول الاكليريكية يستوجب البكاء والتبكيت من الأهل والمعارف ..
وكان خريجي أول دفعة أربعة كان أولهم .. نظير جيد الذي هو الآن قداسة البابا شنودة الثالث ..
فهل يمكننا أن نقول عن حبيب جرجس انه معلم البطاركة والأساقفة ..
تعليم الأطفال الصغار الذين هم مستقبل الكنيسة وسر وجودها فأسس مدارس الأحد القبطية عام 1900 كامتداد لتراث التعليم في الكنيسة القبطية .. وليس نقلا عن الغرب كما يردد البعض .. فرغم الجهل المنتشر وقتها إلا أن القبطي كان دوما يعلم أولاده على قدر المستطاع وكان من أهم أهداف مدراس الأحد إلى جانب تعليم الأطفال دينهم .. هو بث الروح القومية في الأطفال وتأصيل حب الوطن والولاء له ..
بدأت مدراس الأحد بأعداد قليلة وكانت أبواب الكنائس تغلق في وجه الخدام !! ولم يكن هناك مناهج أو معلمين فكان حبيب جرجس أول من وضع مناهج لمدارس الأحد وإننا نعجب الآن عندما نتصفح هذه المناهج التي وضعها بطريقة السؤال والجواب ودعمها بالقصص ووسائل الإيضاح والترانيم والمراجع .. حتى الصور التي توزع على الأولاد طبعها في ألمانيا !!
وعندما أدرك حاجة الخدام إلى من يعلمهم أسس ما نطلق عليه الآن إعداد خدمة ..
وكان طلبة الاكليريكية يجوبون القطر المصري كارزين بالكلمة .. ومرت السنوات وتأخرت الثمار .. ولم ييأس حبيب جرجس بل استمر في عمله عارفا أن الله هو الذي ينمى .. وأخيرا أنبتت الأرض الجدباء ثمارا . ونتعجب جدا حينما نعرف انه قبيل نياحة حبيب جرجس كان عدد المخدومين حوالي 200 ألف وعدد الخدام نحو عشرة آلاف وامتدت الخدمة في مصر كلها وكذلك إثيوبيا والسودان !!
وصارت مدارس الأحد هي العمود الفقري للكنيسة القبطية ونهضتها .. وتكللت تلك النهضة المباركة بجلوس الأنبا شنودة أسقف التعليم وابن مدارس الأحد على كرسي مارمرقس 1971..
جاهد لمدة تزيد على ربع قرن ليدخل تعليم الدين المسيحي ضمن مقررات المدارس الأميرية .. ونجح في ذلك وساعده الزعيم سعد زغلول حينما تولى إدارة المعارف في عام 1907 وقرر تدريس الدين المسيحي في المدارس وعندما ظهرت مشكلة المناهج . .ظهر حبيب جرجس كالعادة ووضع المناهج المطلوبة واعتمدتها مديرية المعارف أدرك أهمية الكلمة المطبوعة فألف في كل المجالات وألف الترانيم وأصدر مجلة الكرمة لأعوام عدة ومازالت كتبه مثل أسرار الكنيسة وسر التقوى تلهب محبة الله في قلوب الكثيرين ومراجع لاغني عنها في كل مكتبة قبطية وبذكر لنا التاريخ إن البابا كيرلس الخامس كان مدوام الإطلاع على كتاب حبيب الأشهر :" سر التقوى " .
وكان الواعظ في وقت اختفت فيه كلمة الرب من على المنابر وكانت العظات مسجوعة وموروثة ومتكررة .. ويذكر لنا التاريخ إن في عظته الأولى وقف البابا كيرلس الخامس ( 1874 – 1927 ) يبارك الحاضرين بصليبه طيلة وقت العظة !! وكان عمر حبيب وقتها لا يتعدى الثلاث والعشرين سنة ..!!
وجال في بلاد مصر لمدة خمس سنوات يكرز ويبشر ويدافع عن عقيدة الآباء في وقت اشتد فيه الهجوم من الطوائف المختلفة .. مدافعا عن الهوية القبطية والكنيسة الوطنية .. واشترك في تأسيس الجمعيات القبطية .. ولجنة التاريخ القبطي .. ولجنة ترجمة الكتاب المقدس من القبطية وبالفعل أصدر ترجمة قيمة للأناجيل الأربعة .. واشترك في ثلاث دورات للمجلس الملي وكان صوتا للحق دون صخب .. ورمزا للحب دون تهاون .. وكان حبيب جرجس عضوا في لجنة الأحوال الشخصية ولجنة الاكليريكية بالطبع فقد كان مديرها .. وقدم للمجلس مذكرتين في عام ابريل 1936 لإصلاح الكنائس والنهوض بالتعليم .. همه الأول .. وشكره الأعضاء على غيرته.. ولم ينفذوا منها شيئا ..
وكان له مواقفه المعروفة تجاه قضية الطلاق وهو الموقف الذي يتبناه البابا شنودة حاليا .. وعندما وهن عظمه ووجد إن كثير من أحلامه لم تتحقق .. سطر أحلامه في كتابه "الوسائل العملية في الإصلاحات القبطية " ( 1943) لعلها تجد من يؤمن بها وينفذها أو يسير على طريقها ..ولم تمت الأحلام بل ظلت تحلق في سماء الكنيسة حتى تحقق الكثير منها على يد أولاده وهم كثيرين ..
وعلى الرغم مما هو معروف عن الرائد الأول من اعتقاده في التغيير السلمي والبعد عن المعارك الكلامية السائدة في عصره إلا أن كان لا يحيد عن الحق ولا ينهزم للباطل ..
كان حبيب جرجس ثوريا من نوع لا يعرفه العالم .. ينشر السلام ويزرع مستقبل الكنيسة بالزهور . .ولكن عندما يرى من يحاول أن يعوق مسيرة النهضة .. يلقى سيفا ..هو سيف الحق ..
لقد قضى عمره يحمل الصليب .. ولكن عندما يتعلق الأمر بحق الرب والكنيسة .. يحمل السوط لئلا يدنس الباعة الهيكل .. ويعثروا قطيع الله .. لم يدخل في مكلمات صحفية .. أو معارك وهمية .. لم يعادى الكنيسة أو قيادتها على مدى ستون عاما .. كان يريد أن يبنى ومن يرد ذلك لا يعرف الهدم وطوبى له ..
إن الكنيسة القبطية تتجدد من داخلها وهى في كل حين تجتاز آلام المخاض .. والمجد لأبناء الألم ..
لم يترك حبيب جرجس مجالا إلا وخدم فيه .. ولو عرفنا إن حبيب جرجس كان قريب العهد بنا وخدم الكنيسة قرابة الستون عاما . .وبدأ خدمته والكنيسة تطرق أبواب النهضة باستحياء وتنيح وقد سارت في الدرب وأشرق النور في سبلها ..
ولو عرفنا إن كل رجال الكنيسة المخلصين في كل المجالات كانوا تلاميذ لهذا الرجل .. أو متأثرين بفكره .. ولو عرفنا انه بدأ والكنيسة ليس بها سوى واعظ واحد وانتقل والوعظ وصل إلى القرى والنجوع والكفور . لو عرفنا ذلك كله لأدركنا عمن نتحدث .. وتدبرنا سيرة حياته .. واستدعينا فكره لنستكمل مسيرة النهضة ..
وفى 21 أغسطس عام 1951 وبعد جهاد مع المرض وقد ضعف الجسد ولم يحتمل عنفوان الروح انطلق حبيب جرجس من ارض الشقاء بعد أن جاهد وكافح وتألم وعلم وعمل ونقل الكنيسة القبطية من حال إلى حال
*********************

This site was last updated 07/11/15