Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الحـــــــــــرب بين الفرنسيين والإنجليز ومعهم العثمانيين

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إغلاق الجامع الأزهر
مينو وتحديث مصر
الهجوم الإنجليزى
تاريخ حجر رشيد
الحرب مع العثمانيين والإنجليز
الفرنسيين وتغيير مصر
هزيمة الفرنسيين
شروط صلح جديدة
إنسحاب الفرنسيين
الأسطول الفرنسى الغارق

Hit Counter

 

الحرب بين الفرنسيين والإنجليز

خيــانة فى داخل الجيش الفرنسى أدى إلى هزيمته

 

 تاريخ الجبرتى .. الجمعة 19 من ذو القاعدة الموافق 3 أبريل 1801م

فى هذا اليوم ترددت شائعات نقلاً عن بعض الفرنسيين أنه وقعت حرب بين الفرنسيين والإنجليز وأنهزم الفرنسيين وقتل كثيرين منهم وحوصروا فى داخل الإسكندرية .

ووقع خلاف بين القيادة الفرنسية فإتهم مينو سارى عام عسكر الفرنسيين "رينيه" سارى عسكر و "داماص" لأختلاف فى الرأى بينهما , وكانا سببا لهزيمته  فيما يظن ويعتقد فقبض عليهما وعزلهما من هيئة قيادة الجيش الفرنسى , والسبب أن رينيه وداماص أنه لما رأى متاريس الإنجليز وخنادقهم كما أرسل رينيه وأرسل من يستكشفها فوجدها متقنه للغاية , وأجتمعوا لوضع خطه وتشاوروا فى أمر الحرب وتصاعد حدة الخلاف عندما قال مينو : أنا راى كذا .. " فلم يعجب رينيه رأيه فقال : " إن فعلنا ما تقول أنهزمنا , إنما الرأى عندى كذا .. كذا .. " وأنضم إليه داماص وكثير من هيئة قيادة الجيش الفرنسى فقال سارى عسكر مينو : " أنا سارى عسكر , وهذا رأى وما رأيت يكون " فلم يسعهم مخالفته وفعلوا ما أمر به , لإادت إلى الهزيمة وقتل من الفرنسيين 15 ألف عسكرى , فتحى رينيه وداماص ناحية ولم يدخلا الحرب بجنودهما , فإتهمهما بالخيانة والغدر وتسفيه رأيه , وعزلهما من قيادة جنودهما وحبسهما ثم أطلقهما وركبا مركباً مع عدد من كبار الفرنسيين المدنيين وسافرا إلى فرنسا .

وكان مينو قد أرسل إلى بونابرت يخبره عن هجوم افنجليز ويستنجده بدعم عسكرى فأرسل إليه مراكب تحمل عساكر فقابلوهم فى البحر وأخبروهم عن الواقع وردوهم من الطريق - وقد أشاروا لذلك فى كتاباتهم ومذكراتهم .

أما الإنجليز أطلقوا المياة المالحة المحبوسة وكسروا جسورها وأغرقت طرق الإسكندرية فصارت جميعها لجة من الماء , ولم يبق لهم طريق مفتوح إلا من جهة العجمى إلى البرية وحاصروهم الإنجليز أمامهم من جهه الباب الغربى .

ورد الخبر بأن حسين باشا القبطان ورد بعساكر عثمانية كثيرة , ونزلت جنوده من المراكب على شواطئ أبى قير , وظهرت هذه الشواهد من الفرنسيين مع شدة تجلدهم , وكتمان أمرهم , وتنميق كلامهم.

قفل باب الغريب ودفن موتى المسلمين  وقام الفرنسيين بسد وقفل باب البرقية المعروف بباب الغريب بالبناء .. فضاق الناس من هذا الأمر فكان الذى يريد أن يدفن ببستان المجاورين , يخرج بجنازته من باب النصر ويمرون بها من خلف السور لمسافة طويلة , حتى يصلوا إلى مدفنهم , فتعب الناس من الطريق وهم يحملون جثث موتاهم خاصة مع كثرة الموات بسبب الطاعون .    

 تاريخ الجبرتى .. الأحد 21 من ذو القاعدة الموافق 5 أبريل 1801م  

فقام بعض المشايخ بالكلام مع القائممقام فى موضوع الجناوات ففتحوا باباً صغيراً من حائط السور , جهة كفر الطماعين , على قدر النعش والحمالين والمشاة .

 تاريخ الجبرتى .. الأثنين 22 من ذو القاعدة الموافق 6 أبريل 1801م

سافر أعيان الفرنسيين وكبارهم إلى الوجه البحرى وهم : أستوف الخازندار العام ومدير الحدود .. وفوريه وكيل الديوان .. وشنانيلو مدير أملاك الجمهور .. وبرنار وكيل دار الضرب .. وريج خازندار دار الضرب .. ولابرت رئيس مدرية المكتب وحافظ سجلاتهم وكتبهم , وأخذوا معهم طائفة من رؤساء القبط , وفيهم جرجس الجوهرى , وذاعت أشاعات أنهما سافرا ليقررا الصلح فى هذه الحرب .

تاريخ الجبرتى .. الجمعة 26 من ذو القاعدة الموافق 10 أبريل 1801م

وقال كل من العمدة السيد أسماعيل المعروف بالخشاب , وحضرة قاسم أفندى أمين كاتب الديوان أنه ورد كتاب من عبدالله جاك مينو باللغة الفرنسية مضمونة : " أن مينو مقيم بالإسكندرية , والخطاب مؤرخ 20 ذى القعدة ومثل ذلك من الكلام الفارغ !! .

وقدم ثلاثة أشخاص من العرب ومعهم مجموعة من الفرنسيين وذهبوا إلى بيت القائممقام , وسألهم وتحقق معهم فلم يستوى كلامهم وأتضح كذبهم فأمر بحبسهم .

وحضر جنود من جهة الشرق ومعهم دواب كبيرة وآلات حرب ومروا فى شوارع القاهرة ومنعو الناس من شرب الدخان خوفاً من البارود من النار , ولم يعلم سبب قدومهم , ولكن تبين أنه الجيش الذى كانوا يحافظون على الصالحية  .

وبعد أيام حضر أيضاً الذين كانو بالقرين , وكذلك الذين كانوا بلبيس وناحية الشرق , شيئاً بعد شئ .

تاريخ الجبرتى .. من 15 أبريل الموافق 13 مايو 1801م

أجتمع الديوان الذى يحكم مصر وقال الوكيل أن سارى عام عسكر عبدالله مينو قد بعث أخباراً بالأمس : أنه قد مات كثيراً من كبار الإنجليز بمرض الزحير والرمد , وربما يحدث صلح قريباً ويرجعوا من حيث أتوا , وأن العطش يعصرهم وبعثوا بعدة مراكب لتأتيهم بالماء فتعذر عليهم إحضارة .

ثك سأل عن احوال مصر وهدوء الرعية وهل يوجد غلال أم لا فقال : " لا من أعتنائكم بجميع هذه الأمور التى تريح أهل البلاد .

ووردت شائعات أن الأنجليز ومن معهم من الجنود العثمانيين ملكوا رشيد وأبراجها وحاربوا من كان فى القلعة من الفرنسيين حتى أنسحبوا منها .

أمر عبد العال بالقبض على أكثر من ستين من مغاربة الفحامين وطولون والغرورية ونفاهم .

أمر بليار قائممقام بركوب أحد المشايخ حصانة فى موكب مع عبد العال , ويمرون فى شوارع القاهرة , فكان يركب معه مرة الشيخ محمد الأمير , ومرة الشيخ سليمان الفيومى وذلك لتطمئن الرعية .

تاريخ الجبرتى ..  6 ذو الحجة الموافق 20 أبريل 1801م

قرئ بيان قالوا انه من سارى عام عسكر عبدالله مينو وصورته بعد البسملة والجلالة : " إلى حضرات كافة المشايخ والعلماء الكرام المستشيرين بمحفل الديوان بمحروسة مصر , أدام الله تعالى فضائلهم , وما النصرة إلا من الله وبشفاعة رسوله الكريم عليه السلام الدائم .

العساكر الفرنسية والإنجليزية هما للآن يقفان متحفزين أمام بعضهما البعض , وتم فحص متاريس وخنادق حتى تصد أى هجوم مقبل من الإنجليز ونحن نخبركم بكل جديد , أن السلطان الروسية المحمية أعلن , بواسطة مرسله إلى إلى حضرة السلطان سليم أنه يجب على ينسحبوا من أرض مصر وإلا أن السلطات الروسية جميعها ستعلن الحرب بجيش قوامه اكثر من مائة ألف مقاتل ضد العثمانيين والقسطنطينية .

وبناء على ذلك أرسل السلطان سليم أوامره بفرمان (أمر) إلى عساكره إلى الإنسحاب الكامل من أرض مصر , ولكن رشى الإنجليز بعض عساكر العثمانيين فلم يوافقوا على الأوامر العثمانية .. فأعلنوا هذه الأخبار إلى جميع أهل مصر , فإنتظموا وكونوا كما أنتم , فإعتمدوا وأعتنوا بحماية دولة الجمهور الفرنسيين , والله تعالى يديم فضائلكم عن الإلهام بالخير والسلامات " حرر فى 25 من شهر جرمينيال سنة 9 الموافق 3 ذى الحجة 1215 هـ الموافق 17 أبريل 1901 م وكتبت بألفاظة وحروفه من خط منشئة "لوماكا" الترجمان .

تاريخ الجبرتى ..  12 ذو الحجة الموافق 26 أبريل 1801م

وحفر الفرنسيين خندقاً عند تلال البرقية , فكان الذين يخرجون بالأموات يصعدون بهم من فوق التل ثم ينزلون ويمرون على سقالة خشب على الخندق المحفور , وكان الناس فى مشقة  وقد حدث أن ميتاً سقط من على رقاب الحمالين وتدحرج أسفل التل .

جاء خبر بموت مراد بيك بالوجه القبلى حيث ينتشر مرض الطاعون وكان موته رابع الشهر الموافق 18 من أبريل 1801 م (1) ودفن بسوهاج عند الشيخ العارف , واقيم عزاؤه عند زوجته الست نفيسه بنت له قبراً بمدفن على بيك وأسماعيل بيك بالقرافة بالقرب من قبة الإمام الشافعى وأشيع نقله إليه , ثم ترك ذلك وبطل .

وكان الفرنسيين عندما أصطلح معهم أعطوه إمارة الصعيد , ورتبوا لزوجته المذكورة فى كل شهر 100 ألف فضة , وأستمرت تقبض ذلك حتى أن لأرسل الفرنسيين  خطابات إلى الأمراء المرادية يعزونهم فى أستاذهم وأرسلوا تقريراً إلى عثمان بيك الجوخدار المعروف بالطنبرجى بأن يكون اميراً ورئيساً على خشداشينه بدلاً من مراد بيك على أن يستمرون على ـمريتهم وطاعتهم للفرنسيين .

ووصلت خطابات التى أرسلت إلى البلاد بشأن الغلال والطعام , فأجاب التجار بالطاعة للأمر , ولكن المانع كان قطاع الطرق وتعدى العرب على القوافل , وكانوا أرسلوا ساعياً إلى المنصورة ولكنه رجع من الطريق ولم يمكنه الدخول غليها لأن العساطر القادمة دخلوها .

الطـــاعون والحرب أتفقتا على مصر

زاد الموتى بالطاعون فأصيب به مصطفى أغا أبطال المحتجز بالقلعة فلما ظهر فيه رفعوه بطريقة مهينة وأنزلوه إلى الكرنتيلة (الحجز الطبى) باب العزب وألقوه بها , ثم توسط له أرباب الديوان فأرسلوه إلى داره .. فمات هناك وحدث نفس الأمر إلى لحسين قرا أبراهيم التاجر , وعلى كتخدا .

وكان كل يوم يموت من الفرنسيين الساكنين بالقلعة ثلاثون أو أربعين وينزلون بهم من كرنتيلة القلعة على الأخشاب وينزلون بهم على الأخشاب (مثل باب) أو يحملهم الجمالون وأمامهم أثنان من الفرنسيين يمنعون الناس من الإقتراب إلى أن يدفنهم فى حفر عميقة بملابسهم وأشيائهم .

طلـــب مال للجيش الفرنسى :

أعترض مشايخ الديوان على عبد العال لمصادرة الناس وطلب المال منهم بعد وعدهم وتبشيرهم برفع نصف مليون عنهم , فأجاب الفرنسيين أن ذلك على سبيل قرض لتعطل المال الميرى وإحتياج العساكر للمال وقيل لهم : " إن كان يمكنكم أن تكتبوا إلى البلاد بدفع الميرى (المال) رفعنا الطلب (المطالبة عن الناس) " فقالوا : " هذا غير ممكن , لسقوط البلاد فى يد القادمين , العرب يقطعون الطرق وسقوط البلاد فى فوضى , ونحن نقصد الرفق , فوظيفتنا النصح والوساطة فى الخير "

تاريخ الجبرتى ..  16 ذو الحجة الموافق 30 أبريل 1801م

السياسة الفرنسية اثناء الحـــرب

رجع أستوف الخازندار وجرجس جوهرى ومن معهما من الأقباط وغيرهم , ولم يرجع معهم الفرنسيين الذين ذهبوا معهم , وأرسلت أوراق بحضور مشايخ الديوان والتجار والأعيان من الغد .

وأجتمعوا مع الخازيندار والوكيل وعبد العال وعلى أغا الوالى , وبعض التجار كالسيد أحمد الزرو والحاج عبداللة التاودى شيخ الغورية والحاج عمر الملطيلى التاجر بخان الخليل ومحمود حسن و "كليمان" الترجمان .

وتكلم أستوف وقام الرتجمان بالترجمة فقال : " إن سارى عسكر عام الجنرال عبدالله مينو يرسل لكم السلام ويثنى عليكم كثيراً , وستنتهى هذه الحرب إن شاء الله تعالى , ويقدم الخير , ويرى أهل مصر ما يسرهم , وقد هلك من الإنجليز خلق كثير , أما الباقى فقد أصابهم المرض والزحار , وأنضم من الإنجليز طائفة من جوعهم وعطشهم , وليكن فى علمكم أن الفرنسيين لم ينهزموا فى رشيد أو دمياط ولكنهم تركوها حتى تنتشر جيوشهم وتتفرق فى البلاد فنتمكن بعد ذلك من أستئصالهم .

ونخبركم أنه جاءت إلى الإسكندرية مراكب من فرنسا , وأخبرت أن الصلح قد تم مع القرانات ولكن ليس مع الإنجليز فقد رفضوا فمصلحتهم أن تستمر الحرب ليستولوا على أموال الناس .

ونحيطكم علما أن المشايخ المحبوسين فى القلعة وغيرهم لآ تخافوا عليهم , وإنما نقصد هو منعهم وحبسهم حتى لا يثيروا الفتن والخوف عليهم وقد نصت علي هذه الإجراءات القوانين الفرنسية , ولا يمكننا مخالفتها , ومخالفتها كمخالفة القرآن عندكم .. !!

وقد بلغنا أن السلطان العثمانى أرسل إلى جيشة بالكف عن قتال الفرنسيين , فخالف بعض ألوية الجيش الأوامر وخرجوا عن طاعة سلطانهم وظلوا يحاربون بدون اذنه .

فأجابة بعض الحاضرين بقولهم : " إننا نريد حدوث الصلح , والفرنسيين عندنا احسن حالاً من الإنجليز , لأننا قد عرفنا أخلاقكم , ونعلم أن الإنجليز بإنضمامهم إلى العثمانيين يغرونهم حتى يوقعوهم فى المهالك ثم يتركونهم كما فعلوا سابقاً "

ثم قال الخازندار : " إن الفرنسيين لا يحبون الكذب , ولم يعهد عليهم ذلك , من الضرورى أن تصدقوا كل ما أخبروكم به "

فقال بعض الحاضرين : " إنما يكذب الحشاشون , والفرنسية لا يأكلون الحشيش "

ثم قال الخازندار أن وقع من اهل مصر تمرد فسنعاقبهم اكثر من المرة الماضية , وأعلموا ان الفرنسيين لن يتركوا مصر أبداً لأنها صارت بلادهم وتحت حكمهم , وعلى الفرض والتقدير فإذا إنهزموا فى مصر فسيذهبون إلى الصعيد , ثم نرجع إلى مصر ثانية ولا تظنوا قلة عساكر الفرنسيين , فإنهم على قلب واحد وإذا إجتمعوا كانوا كثيراً " وطال الكلام فى مثل هذه التمويهات والخرافات .. وأجوبته على الحاضرين وأسئلتهم كانت مقتضبة !

ثم قال الخازندار : ط نريد منكم معاونة الفرنسيين ومساعدتهم إكمال دفع المتبقى من النصف مليون ونسأل سارى عسكر عام عبدالله مينوا أن يلغى دفع نصف المليون الباقى حسب ما عرفكم قائممقام بليار فإجتهدوا فى جمعها من الأغنياء وأتركوا الفقراء " فأجابوه بالسمع والطاعة !!

فقال : " ولكن ينبغى التعجيل , فإن الأمر لازم للصرف على العساكر ومرتباتهم " ثم قال : " ينبغى أن تكتبوا خطاباً لسلرى عسكر عبدالله مينو تعرفونه فيه عن أنكم تقومون بواجبكم لراحة أهل البلد  وهدوء الحال , وهو إن شاء الله يحضر إليكم عن قريب "

وأنفض المجلس , وكتب الجواب المأمور به وأرسل .

وخرج فرقة من الفرنسيين وهاجموا أربع قرى من الريف بسبب أنضمامهم للعرب وقطاع الطرق , فنهبوهم ورجعوا إلى مصر بأمنعنهم ومواشيهم .

وأرسل إلى بليار الوجاقلية للحصول على بقية ما عليهم من المال المنتخر من فردة الملتزمين , وقدرها 12 ألف ريال , وإن تأخروا عن الدفع أحط العسكر ببيوتهم وأخذوهم وحبسوهم فى سجون ضيقة , ويجبرونهم فى حمل الأحجار فإعتذروا بضيق ذات اليد فصدر الأمر بحبسهم ثم توسط عنهم السيد أحمد الزرو عند القائممقام بأن يدفعوا 4 ألاف ريال ويؤجلوا الباقى وينزلوا من القلعة لتحسيل هذه المبالغ .. فوافق .

وأنزل على أغا يحى .. آغات الجراكسة , ويوسف باشجاويش إلى بيت عبد العال , وحبسهم فى مكان ببيته , كما حبس معهم كتخدا الرزاز , فكان يتهددهم ويرسل أتباعه يقولون لهم : " أدفعوا ما عليكم وإلا ضربكم الأغا " ويعلق الجبرتى على عبد العال لفقره السابق فقال : " : " فإن عبد العال هذا الذى يتهددهم , ربما كان لا يقدر على الوصول إلى الوقوف بين يدى يعض أتباعهم .. فما بالم بهم !!!"

أحاط الفرنسيين ببيت حسن أغا المتوفى وذلك بسبب أنه وجد ببيته شاب غلان فرنسى أسلم وحلق رأسه وقبض عليه أحد خشداشينه حسن أغا  وحبسوه لأنه علم ذلك ولم يخبر عنه .

العثمانيين يرسلون رسلاً إلى الفرنسيين :

حضرت إلى القاهرة رسل من طرف عرضى الوزير للقائممقام بليار وأجتمعوا معه , وأنفرد بهم , ولما حدث أن أجتمع ديوان مصر سأل الشيوخ الوزير عن ذلك فقال : " نعم .. أنهم أرسلوا يطلبون الصلح "

تاريخ الجبرتى ..  24 ذو الحجة الموافق 8 مايو 1801م

قبض الفرنسيين على أبى القاسم المغربى شيخ رواق المغاربة , وحبسوه بالقلعة , والسبب أنه كان يتكلم فى مجلسة ويقول : " أنا شيخ المغاربة , وأحكم عليهم وأتحكم فيهم " وكان يتباهى بهذا القول فوشى بهم احدهم إلى عبد العال والفرنسيين وظنوا أن القول هذا تهديد بإثارة القلاقل وربما يثير فتنة , فقبضوا عليه وحبسوه , وحبسوا محمد أفندى ويوسف ثانى قلفة وعبيد السكرى .

تاريخ الجبرتى ..  25 ذو الحجة الموافق 9 مايو 1801م

رسالة من الجنرال عبدالله مينو بتغيير الحاكم الفرنسى

زعم الفرنسيين وصول خطاب من سارى عام عسكر عبدالله جاك مينو وقرئ بالديوان :

خطاباً إلى كافة علماء المشايخ الكرام بمحفل الديوان المنيف بمصر المحروسة , ادام الله تعالى فضائلهم :

" ورد كتابكم , وأنشرح قلبى كم ما شهدتم لنا فيه بأنه برجاحة عقلكم وصدقكم , وإلتزامكم بالدستور فدوموا معتدين بهذا السلوك , ولا بد لفضائلكم من دولة جمهورنا كامل الوفاء من حسن الرضاء وإطمئناننا عليكم منها , ومن طرف صاحب الجرأة والشجاعة حضرة القنصل بونابرته وعلى الأخص من طرفنا , وقد ترك الستوين "فوريه " موضعه ضد أوامرى وتوجه إلى الإسكندرية لأنه غير كفؤ فى موقعه عندكم فأبدلناه يالستوبان "جيرار" رجل نوصى عليه بأنه كفؤ وأنه غيور وجسور , فقد كسب رضائى وأنا أعتمد عليه , فنفذوا كل ما يقول صادر مننا .

ومنه وبعونه تعالى عن قريب نقابلكم فى مصر بخير وسلامة , ودوموا حسب تدبيركم لتنظيم البلاد , ومماسكة الطاعة بين المة الحامدة , والسياسة بين غيرهم , وكذلك نرجوا من رب الأجناد , بحرمة سيد العباد , أن تشدوا قلوبكم توكلاً له , لأن عوننا أسمه العظيم "

حرر فى 13 فرويال سنة تسعة , التى توافق 18 ذى الحجة سنة 1215 هـ .. إمضاء عبدالله مينو

تاريخ الجبرتى ..  25 ذو الحجة الموافق 9 مايو 1801م

أعادوا الفراش للديوان بأمر الوكيل جيرار, وأفرجوا عن محمد الكاشف سليم الشعراوى بواسطة حسين الكائف وسافر للصعيد

تاريخ الجبرتى ..  28 ذو الحجة الموافق 12 مايو 1801م

وردت الأخبار بوصول الوزير يوسف باشا العثمانى (قائد الجيش العثمانية) إلى مدينة بلبيس وذلك كان فى 14 من ذوالحجة .

===========================

المــــــــراجع

(1) يوجد خلاف بين الجبرتى والمراجع الفرنسية حول تاريخ وفاة مراد بيك فالجبرتى ذكر أن الوفاة يوم 21 مارس ولكن رواية الجبرتى أرجح راجع كتاب تاريخ الحركة القومية ص 257

This site was last updated 10/02/08