الجنرال الفرنسى كليبر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الحكم فى قضية سليمان الحلبى

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
New Page 1778
شروط إنسحاب الفرنسيين
محاصرة الفرنسيين
الفرنسيين يقاتلون العثمانيين
بقشيش لمن يقتل الأقباط
الفرنسيين يهاجمون العاصمة
محاولة الفرنسين لحقن الدماء
إحتلال الفرنسيين للقاهرة
ما بعد الحرب
إغتيال كليبر
من هو سليمان الحلبى
محاكمة حضارية لقتلة كليبر
الحكم على سليمان

Hit Counter

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أوردنا نصوص المحاكمة العسكرية كاملة التى أوردها المؤرخ المسلم الجبرتى فى يومياته لأنها تعتبر أول محاكمة حضارية يراها المسلمون والتى لا ترتقى محاكمات اليوم التى تجرى فى دول الشرق الأوسط إلى الإقتراب منها حيث تسود الواسطة والمحسوبية والرشوة والهلوسة الدينية قاعات المحاكم , ومن ناحية أخرى أبهرنى نظام التحقيق وعقلية المحققين بالنسبة لعقلية المتهمين التى انتهت بإستخراج الحقائق من أفواههم .

المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الثالث قال الجبرتى فى يومياته ص  386 - 389 :

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

ملاحظـــة : لقد وضعنا بعض التعديل العبارات مع الإلتزام بمعناها فى الأصل لأن ترجمة المحاكمة لغتها ركيكة جداً كما قال الجبرتى وزاد على ذلك أن لغة الجبرتى أيضاً قديمة ورأينا تغير عباراتها حتى تتناسب ولغة العصر الحديث .

يقول الجبرتى .. : هذه الرواية (ما قيل) المنقولة فى اليوم 27 من شهر بروبال السنة الثامنة من أنتشار الجمهور الفرنسى ... عن الوكيل سارلتون بحضور مجمع القضاة المفوضين لمحاكمة قاتل سارى العسكر كليبر , وأيضاً لمحاكمة القاتل سليمان الحلبى .

يا ايها القضاة .. إن المناحة العامة والحزن العظيم الذى نحن مشتملون بهما ألان , يخبران بعظم الخسران الذى حدث فى جيشنا , لأن سارى عسكرنا فى وسط نصرته وامجاده , أخذ من بيننا بغته بحد يد قاتل أثيم , ومن بيد من أستأجره من كبراء ذوى الخيانة والغيرة الخبيثة .. والآن أنا معين ومأمور بالمطالبة بأقصى عقوبه , وذلك بموجب الشريعة والقانون , من القاتل المجرم وشركائه لأنه من أشنع المخلوقات , ولو لحظة , خالطاً فيض دموع عينى وحسرانى بدموعى ولوعاتكم .. التى سببها هذا المفدى السيف والمكرم المنيف , ...

سمعتم الآن قراءة إعلام وفحص (التحقيق ) المتهمين وباقى المكتوب الذى فيه ما صنعوه , ولم يحدث قط إجرام أكبر من هذا الإجرام التى أنتم تحكمون فيها ومن صفة الإغتيال بوقائع مثبته بالشهود وإقرار القاتل وشركائه .

والذى حدث كان مخطط , ونفذ لهذا الإغتيال وأنا سوف أسرد عليكم , واجاهد ممسكا نفسى من الغضب منهم , فلتعلم بلاد الروم والدنيا بأكملها أن الوزير الأعظم للسلطنه العثمانية قد أرسلوا جيشاً عظيما لقتال الشجاع والعظيم والعبقرى كليبر .. والذى أستطاع بقدرته الفذة فى الحروب أن يقهر ويهزم الجيش العثمانى , فوضعوا كل حقدهم لقتله لأنه لم يستطيعوا هزيمته فى ساحة القتال , تذكروا حضراتكم تلك الجيوش القادمة من الدولة العثمانية ومن اقاصى أرض الروم والأناضول وصلوا منذ ثلاثة اشهر لتسخير وأحتلال مصر , وطلبوا تخليتها وأنسحاب فرنسا بموجب شروط وعهود وبعد الموافقة منعوا فى إتمامها .

والوزير العثمانى أغرق الشام منادياً بإدعائه أنه قدم بجيشة لقتل جميع الفرنسيين فى مصر وكان ظمئ للأنتقام بقتل سارى عسكرهم , وتحول اهل مصر للأحتفال بالعثمانيين وبأغوات الوزير العثمانى , فى الوقت الذى كانوا يعاملوهم ويعاملون الفرنسيين بقسوة وبدون رحمة أو شفقة , ومع هذا كان المجروحين والمرضى من العثمانيين يرعونهم الفرنسيين فى بيوت رعاية المرضى والمجروحين , وقد أستخدم الوزير أغا مغضوباً منه ووعده بأعادة مكانته وحفظ حياته إذا تآمر بالإغتيال .

وهذا المغوى من الوزير العثمانى هو أحمد أغا المحبوس فى غزة بعد أن كان والياً على العريش وذهب إلى القدس بعد هزيمة الوزير العثمانى وجيشة فى اوائل شهر جرمينال الماضى , وألأغا المذكور محبوس هناك بدار متسلم البلد , .. وقد أعد خطة الإغتيال ليرضى رغبة الوزير فى الإنتقام .

وسليمان الحلبى شاب مجنون , وعمره 24 سنة وقد كان بلا ريب شخصاً شريراً ليس له مكان ثابت ولا عمل وظهر عند الأغا يوم وصوله للقدس , وترجاه أن يرفع الغرامة الضريبية عن أبيه التاجر بحلب الذى آذاه أبراهيم باشا والى حلب .. ووجد الأغا شاباً مجنوناً متهوراً يطلب منه طلباً وأن الهوس الدينى تملك من عقله وعلم أنه يشتغل بالجامع لقراءة القرآن وأن تفكيره مضطرب من زيغانه وجهله بكمال إسلامه , فأعتمد الأغا على كلمة الجهاد الذى هو قتل غير المسلمين وتنفيذ رغبه الوزير فى الإنتقام من كليبر , وبعد أن زين فى فكر سليمان الحلبى أنه هذا هو الإيمان بالإسلام سهل عليه الأمر , ووعد سليمان بالمال والجاه ورفع الضرائب عن أبيه التاجر , وفى الحال أرسله إلى ياسين أغا ... وهو ضابط ماهر من جيوش العثمانيين فى غزة لتدريبه على الإغتيال , وأعطاه دراهم اجر عملية الإغتيال , وإمتلأت جيوب سليمان بالمال وفكره بالجهاد الإسلامى وضميرة مستريح بالوعود فى شأن ابيه , وأنتظر فى بلدة الخليل بحبرون 21 يوماً ينتظر فيها تحرك القبيلة الذاهبة إلى مصر ليرافقها .

ووصل سليمان إلى غزة فى أوائل شهر فرويال الماضى وياسين أغا أسكنه فى الجامع حتى يضعه فى وسط الهلوسة الدينية الذى يعيشها , وهو يلاحق المجنون سليمان  يوميا طيلة مدة عشرة أيام المدة بالنهار والليل التى مكثها فى غزة .. وكان يدربه , ثم أعطاه أربعين قرشاً أسديا وأركبه الهجين ووصل مصر بعد ستة ايام ومعه خنجر ..

وفى أواسط شهر فبوريال فى مصر .. التى كان سكنها فى السابق لمدة ثلاث سنين وذلك لتعلم قراءة القرآن وتجويده والكتابة والقراءة , ومكث بالجامع الكبير هذه المرة , كل هذا للتحضير لإجرام وكتب سور قرآنية وعلقها فى أماكن بالسور أعلاه وتآنس مع المشايخ ألأربعة الذين قرآوا القرآن مثله , وهم مثله مولودين بالشام لهذا ساعدوه , وسليمان اخبرهم بسبب حضوره لمصر وكان يقضى معهم طوال هذا الشهر , لأنهم غرباء فى مصر فكانوا يجتمعون معاً بسبب الوحدة وهم : محمد الغزى , والسيد أحمد الوالى , وعبدالله الغزى , وعبد القادر الغزى .. وهم يعتمدوا على سليمان وما نوى فعله , ولم يفعلوا اى شئ لمنعه , وبسكوتهم وعدم إخبارهم أصبحوا مشتركين معه فى الجريمة , عرفوا نيته لمدة 31 يوماً ولم يخبروا بها احداً حتى يوم ذهابه إلى الجيزة كان قد افضى بسره إلى شركاءه المذكورين .

وفى يوم تنفيذ الجريمة ذهب سارى العسكر كليبر متوجها من الجيزة إلى مصر وسليمان يتبعه وكانوا يطردوه من وراءه مرات كثيره ولكنه مكاراً نوى على الغدر وصمم على الإغتيال والقتل .

وفى يوم 25 من الشهر الجارى , أختفى فى الحديقة ثم ظهر عندما رأى سارى عسكر عام كليبر قادماً وتظاهر منحنياً بتقبيل يده , فلم يأبى كليبر من مد يده غليه بالرغم من فقره ورثاثه ملبسه , وأقتنص سليمان هذه اللحظه وقبض على يد سارى العسكر واخرج خنجراً وطعنه ثلاثة جروح قاتلة , وما أن رأى الستوين بروتاين رئيس المهندسين هذا حتى جرى ليمنع ويحمى سارى عسكر كليبر من سليمان الحلبى ولكن ما نفع جسارته وهو أعزل بدون سلاح فطعنه القاتل ايضاً ووقع مجروحاً بسته جروح فى جسمه وأصبح لا يستطيع عمل شيئاً , وجرحا وهم من شجعان الحروب , ولم يموتا فى ميدان القتال ولكن قتلا بيد الغدر , , وكليبر ومهندسه غزا مصر وأنتصر فى جميع معاركها وكان تحت قيادة رئيس الجمهور الفرنسى وقد أنتصر أيضاً على جحافل العثمانيين وجيوشهم التى كانت مؤيدة من المسلمين فى البلاد , وهناك ألم فى لاقلوب ودموع على خدود الجنود , وحزن فى الرئاسة مع جميع جنرالات الجيش الفرنسى ينوحون مع عساكرهم ..

وهرب القاتل سليمان الحلبى ولكنه لم يقدر على الإستمرار فى الهرب من وجه الجيش الفرنسى , فقبض عليه والدم ملطخ ثيابه وأضطرابه ووحشيته وحاله , ووجدنا خنجره ملطخا بالدماء .. ووقع المجرم , واقر بجريمته بذنبه بلسانه , وأقر بشركاءه , وهو يفتخر بجريمتة البشعة.

أما شركاؤه فقد أئتمنوا على سره وآووه فى الجامع واسكنوه فيه بالرغم من انه قدم إلى مصر ليس للدراسه ولكن للأغتيال وتمت جريمته ولم يخبروا عنه وقالوا اقوال باطله ولو كانوا صدقوا ذلك المجنون لخرجوا من هذه التهمة الآن , ولكن تستروا عليه وشهدوا فى البداية كشهود زور وأنكروا أنهم لم يقابلوه ولم يقل لهم أى شئ عن خطته .

 وأننى أطالب بأشد العقوبة طبقاً للقنون المصر وطبقاً للعقوبات التى تنفذ فى مصر وأن يعذ ويكون عذابه شديد لكبر جرمه , وإن سألتونى فسأحكم عليه بالخوزقة , وقبل كل شئ تحرقوا يده الأثيمة التى قتل بها سارى عسكر الفرنسيين كليبر , ويظل يتعذب حتى يموت ويبقى حسده بلا دفن حتى تأكله الطيور الجارحة أما من جهة شركاؤه فهم يستحقون الموت ولكن بغير عقوبة سليمان الحلبى , هذا إدعائى لكم وقد نبهت .

وليعلم الوزير العثمانى والعثمانيين أصحاب الظلم الذين تحت أمرنه أنه هناك جزاء للآثمين بعدم المروءة والخسة بقصد الأنتقام , وأننا فقدنا من جيشنا واحداً مقداماً شجاعاً وسقطت دموعنا مع سقوطه فلا يوجد أمل بأن جزائنا سيكون أقل من فقداننا .

وكان قائدنا سارى عام عسكر المرحوم كليبر كان رجلاً شجاعاً مقداماً لا يهاب الموت , ومضى إلى الموت بصفاء وضمير صالح منير , وهو الماهر فى قيادة الجيش ومعرفه إحتياجات جنوده وتدبير أمورهم والجمهور المنتصر الفرنسى وقادنا إلى النصر .

وأما أولئك الذين لا قلب لهم , فليخجلون من خستهم وغدرهم بإنتقامهم الشيطانى الذى لم يكن فى ساحة الوغى وهزيمتهم ظلت باقية يجترونها , وأن التاريخ سيظل يذكر سحقنا أياهم فى الحرب ولم يبق لهم إلا الخجل , وقد أثبتت المحاكمات بما يأتى بيانه : -

أولاً : أن سليمان الحلبى ثيت من التحقيقات بقتل سارى عسكر عام كليبر , فلهذا نوصى بحرق يده الآثمة التى قتل بها كليبر وموته فوق خازوق وحرقه , وتترك جثته مأكلاً للطيور .

ثانياً : أما الثلاثة مشايخ وأسمهم : محمد الغزى , وعبدالله الغزى , وأحمد الغزى .. والثابت شركاء هذا القاتل وتأييده وإيواءه فى الجامع وعدم إبلاغ السلطات لهذا نوصى بقطع رؤوسهم .

ثالثاً : أن الشيخ عبد القادر الغزى نوصى بتعذيبه .

رابعاً : إن عقابهم يتم بعد عودة المجتمعين بعد دفن سارى عسكر عام كليبر .. فى وجود أهالى مصر .

خامساً : إن مصطفى افندى تبين برئ ونطلق سراحه .

سادساً : إنه لأعلام الجميع يطبع خمس نسخ , ويترجم من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية والعثمانية وتلزق فى الأماكن العامة بموجب أمر. - حرر بمصر القاهرة فى يوم 27 من شهر برويال , سنة ثمانية من بداية أنتشار الجمهور المنصور .. توقيع سارلتون .

*****************************************************************************************

الفتوى ( الحكم) الصادر من ديوان القضاة بأمر سارى العسكر العام مينو أمير الجيوش الفرنسية فى مصر , لأجل شرعية (الحكم) كل من تسبب فى الغدر وأغتيال وقتل سارى عسكر عام كليبر .

فى السنة الثامنة من أنتشار الجمهور الفرنسى , وفى اليوم 27 من شهر برويال الفرنسى ,, أجتمعنا فى بيت سارى العسكر رينيه المذكور , وسارى عسكر روبين , ودفتردار البحر أرو , والجنرال مارتينه , والجنرال مورانه , ورئيس العسكر جرجه , ورئيس المدافع فارو , ورئيس المعمار برترنه , والوكيل رجيته , والدفتردار سارلتون فى رتبه مبلغ , والوكيل بينيه , فى رتبه كاتم السر .

وهذا ما أصدرناه من حكم أنا سارى عسكر عام مينو أمير الجيوش الفرنسية الذى صدر أمس , وأقام القضاة المذكورين لكى يحكموا على الذى قتل سارى عام عسكر كليبر فى اليوم 25 من هذا الشهر ولكى يحكموا عليه بمعرفتهم , وحين اجتمعو القضاة وهيئة المحكمة المذكورين أعلاه الذى أمر بتكوينها سارى العسكر مينو , وقام المبلغ بقراءة نص التحقيق والأحكام , التى صدرت منه فى حق المتهمين وهم سليمان الحلبى , والسيد عبد القادر الغزى , ومحمد الغزى , وعبدالله الغزى , وأحمد الوالى , ومصطفى افندى , وبعد قراءة ذلك , أمر سارى العسكر رينية بحضور المتهمين المذكورين أمام القشاة من غير قيد أو رباط , وبحضور وكيلهم , والأبواب تفتح ليحضر الجمهور .

وبدأ فى قراءة الحكم بعد أن حضر الجميع .. سارى العسكر رينية وكامل هيئة المحكمة والجمهور , سألوهم جميعاً عدة أسئلة , بواسطة الخواجا براشوايش الترجمان , وجاوبوا نفس الإجابة التى جائت فى التحقيق , وسألهم سارى عسكر رينية : " هل عندكم أقوال اخرى يمكن أن تقولوها تبرئكم ؟ .. فلم يجاوبوا بشئ فأصدر سارى العسكر الأمر بإعادتهم إلى الحبس فى حراسة الخفراء .

ثم توجه سارى عسكر رينيه إلى القضاة وسألهم : ما رأيكم فى عدم حديث المتهمين ؟ .. ثم امر بخروج جميع الناس من مبنى المحكمة , لأجل أن تتشاور هيئة المحكمة فى أصدار الحكم بدون ان يسمعهم احداً .

وكان اول سؤال طرحه عليهم قائلاً : سليمان الحلبى البالغ من العمر 24 سنة المتهم بقتل سارى عسكر عام كليبر وجرح السيتوين بروتاين المهندس فى حديقة سارى عام عسكر كليبر فى 25 من الشهر الجارى ... هل هو مذنب أم لا ؟

ورد القضاة المذكورين , كل واحد على حدة - وكان رأى الجميع هو : إن سليمان الحلبى مذنب .

السؤال الثانى : السيد عبد القادر الغزى مقرئ قرآن فى الجامع الأزهر مولود فى غزة وساكن فى مصر متهم بأن سليمان بلغه بالخطه فى إغتيال سارى عام عسكر كليبر وانه حين ذهب سليمان لينفذ خطته بلغه ايضاً ولم يخبر احداً بذلك فهل هو مذنب ؟

أجاب القضاة جميعاً : انه مذنب ..

السؤال الثالث : محمد الغزى عمره 25 سنة , مولود فى غزة ويسكن فى مصر مقرئ قرآن فى الجامع الأزهر , متهم بانه كان يعرف خطة إغتيال سارى عام عسكر كليبر ولم يبلغ احداً بذلك .... فهل هو مذنب - أجاب القضاة : أنه مذنب

السؤال الرابع : عبدالله الغزى ابن 30 سنة , ولادة غزة مقرئ قرآن فى الجامع الأزهر , متهم بانه كان يعرف خطة إغتيال سارى عام عسكر كليبر ولم يبلغ احداً بذلك .... فهل هو مذنب - أجاب القضاة : أنه مذنب

السؤال الخامس : أحمد الوالى , مولود فى غزة مقرئ قرآن فى الجامع الأزهر , متهم بانه كان يعرف خطة إغتيال سارى عام عسكر كليبر ولم يبلغ احداً بذلك .... فهل هو مذنب - أجاب القضاة : أنه مذنب

السؤال السادس : مصطفى أفندى , ولادة بورصة فى بر الأناضول , عمره 81 سنة ساكن فى مصر , معلم كتاب , لم يخبره احد بإغتيال سارى عسكر عام .. فهل هو مذنب أم لا ؟ فقال القضاة : أنه غير مذنب وأمروا بإطلاق سراحه .

وبعد ذلك ... القاضى وكيل الجمهور , طلب أن يحكموا على المذنبين بالعقاب اللازم , فتشاوروا مع بعضهم ليقرروا نوع العقاب المناسب لمن إغتال قائد الجيش الفرنسى ثم بدأوا بقراءة المادة الخامسة من الأمر الذى صدر من سارى عام عسكر مينو وهو الخاص بتنصيبهم قضاة والحكم بموت كل من قام بإغتيال سارى عام عسكر كليبر ومن قاموا بالتستر عليه , وأتفقوا جميعاً بتعذيب المتهمين حتى يكون موتهم مساوى لغدرهم وخستهم لقتلهم سارى عام عسكر كليبر , وحكموا على أن يحرق يد سليمان الحلبى ثم بعد ذلك يتخوزق ( هذه العقوبة استعملها العثمانيين كثيراً جاءت فى آيه قرآنية ) , ويبقى على الخازوق لحين تأكل الطيور لحمه , ويكون مكان تنفيذ هذا الحكم هو التل الذى خارج قاسم بيك , ويسمى تل العقارب , وبعد دفن سارى عسكر عام كليبر , ويكون تنفيذ الحكم أمام كل الجيش الفرنسى وأهب مصر الذين سيحضرون إعدامهم .

وحكموا بموت السيد عبد القادر الغزى مذنب أيضاً : بأن تصادر كل أمواله لصالح الجمهور الفرنسى (الجيش) , وقطع راسه ووضعه فوق بيته ويكتب الحكم الصادر عليه معها , وحكموا بقطع رأس كل من محمد الغزى وعبدالله الغزى وأحمد الوالى فى تل العقارب بحيث يتم قتلهم امام سليمان الحلبى قبل تنفيذ الحكم عليه .

وتتطبع هذه الفتوى (الحكم) تتطبع باللغة التركية والعربية والفرنسية .. من كل لغة ما يربوا على 500 نسخة لكى ترسل وتعلق فى الماكن العامة .. تحريراً فى مدينة مصر فى اليوم والشهر والسنة المحررين أعلاة .

ووقع القضاة على تنفيذ هذه ألحكام ومعهم كاتم السر .

وقد تم قراءة هذه الشريعة والفتوى (الحكم ) على المذنبين بواسطة الستوين لوماكا الترجمان قبل تنفيذ الحكم , فلم يجاوبوا بشئ وليس عندهم ما يضيفونه أو ينقصونه على ما أقروا به فى أثناء التحقيق , وقضوا امرهم فى 28 من شهر برويال ونفذ الحكم وذلك قبل نصف النهار بساعة واحدة .

الصورة المقابلة برتلمين محافظ القاهرة اليونانى الذى قام بتنفيذ أحكام الإعدام فى سليمان الحلبى وعصابته .

حرر بمصر فى 28 من شهر برويال الفرنسى , السنة الثامنة من انتشار الجمهور الفرنسى .

ثم ختموا على أصل هذا الحكم وتنفيذه : الدفتردار سارلتون , وكاتم السر بينيه .. وهذه نسخة من الأصل أمضاء : كاتم السر بينيه .

 

الجنــــــــازة العسكرية على الطريقة الغربية يشاهدها أهل مصر لأول مرة

 

ويقول الجبرتى فى 25 منه الموافق 81 يونيو 1800 م

نصب الجنرال الفرنسى عبدالله مينو مكان سارى عام عسكر كليبر الذى أغتيل , وأصدروا امراً لأهل بكنس الشوارى والحوارى كل واحد امام بيته وتقوم بتنفيذ هذا الأمر ومراقبته الشرطة , وفى الصباح تجمع جنود الجيش الفرنسى وأكابرهم أما طائفة الأقباط  فقد اختاروا من يخرج معهم وكذلك الشوام وخرجوا بموكب شاهده أهل مصر ركب الفرسان الخيول ومشاة وقد وضعوا قائدهم كليبر فى صندوق من الرصاص عليه غطاء , على عربة , وعلى الصندوق قبعته وسيفه والخنجر الذى قتل به ومغموس بدمه , وعملوا على العربة اربعة بيارق صغار فى اركانها مصنوعه بشعر أسود , ويضربون على طبولهم بغير الطريقة المعتادة (طريقة حزاينى) , وعلى الطبول أشرطة سوداء , والعساكر تحمل بنادق وهى منكسة إلى اسفل وكل فرد فى الجيش الفرنسى وضع على ذراعه قطعة حرير سوداء وعليها قصب , وكسوا صندوق كليبر بكسوة من القطيفة السوداء وضربوا بالمدافع والبنادق أعيرة نارية كثيرة وخرجوا من بيت الأزبكية على باب الخرق (الخلق) إلى درب الجماميز إلى جهة الناصرية , ولما وصلوا إلى تل العقارب حيث القلعة التى بنوها هناك ضربوا عدة مدافع , وكانوا قد احضروا سليمان الحلبى والثلاثة المشتركين معه ففعلوا فيهم ما قدروا ان يفعلوه معهم , ثم ساروا بالجنازة حتى القصر العينى فرفعوا الصندوق ووضعوه على تل صغير من التراب بوسط تخشيبة صنعوها وأعدوها لهذا الغرض وصنعوا حولها درابزين (سور صغير مثل أسوار السلالم) وفوقه كساء أبيض وحوله اعواد سرو , ووقف على بابها شخصان من العسكر يلازمانه ليلاً ونهاراً ويتناوبان علي هذا المكان الجنود ,

وقد تولى الجنرال عبدالله مينو قيادة الجيش الفرنسى فى مصر وكان جنرال الجيش الفرنسى فى رشيد وقلدوا عوضاً عنه قائمقام "بليار" , وكان مينو قد اشهر إسلامه وأطلق عليه المسلمين أسم عبدالله وأصبح اسمه عبدالله جاك مينو وتزوج من امرأة مسلمة مطلقة , وفى صباح اليوم التالى ذهب القائمقام وألأغا ودخلا الأزهر للتفتيش وذهبا إلى اروقته وجهاته وزواياه بحضور المشايخ .

 

This site was last updated 10/16/08