الجنرال الفرنسى كليبر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

عدم إنضباط الجيش العثمانى يؤدى إلى إنهيار اتفاق إنسحاب الفرنسيين

 

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
New Page 1778
شروط إنسحاب الفرنسيين
محاصرة الفرنسيين
الفرنسيين يقاتلون العثمانيين
بقشيش لمن يقتل الأقباط
الفرنسيين يهاجمون العاصمة
محاولة الفرنسين لحقن الدماء
إحتلال الفرنسيين للقاهرة
ما بعد الحرب
إغتيال كليبر
من هو سليمان الحلبى
محاكمة حضارية لقتلة كليبر
الحكم على سليمان

Hit Counter

 

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

قبل أن نسرد ما ذكره الجبرتى نحب أن نوضح أن الفوضى وعدم إنضباط الجيش العثمانى والكذب الذى تعود عليه المسلمون ومارسوه فى حياتهم مع أكلهم وشربهم ادت إلى هوجة القاهرة وتمردهم ضد الجيش الفرنسى أو كما يحلوا للمؤرخين الحديثى العهد أن يسمونها ثورة ولكنها كان فى الحقيقة بلا معنى - بعد أن وقع الفرنسيين معاهدة على الإنسحاب المنظم من مصر مع العثمانيين (أوردنا الشروط العشرين فى هذا الموقع ) وقد كسر بنودها العثمانيين كما سترى فى يوميات الجبرتى !! ويلاحظ أن أهم شرط للعثمانيين فى شروط إنسحاب الفرنسيين الأثنين والعشرين كان جباية الضرائب من المصريين قبل بدء إنسحاب الجيش الفرنسى !!

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الثالث قال الجبرتى فى يومياته : -

 

محمــد أغا يطالب بالضرائب من المصريين قبل بدء إنسحاب  الفرنسيين طبقاً لشروط المعاهدة !!!

من يوميات المؤرخ الجبرتى - 2 رمضان - 28 يناير 1800 م

حضر قائد الجيش الفرنسى كليبر إلى منطقة العادلية , وكان يصحبه أغا من رجال الدولة العثمانية أسمه محمد أغا , فأرسل ليبر إلى حسن اغا بخاتى المحتسب بأنره ان ينزله فى بيته ويكرمه إكراماً زائداً , وبعد العشاء ذهب هذا الأغا فى موكب , فإزدحم الناس لمشاهدته وأرتفعت أصواتهم وعلا ضجيجهم وركبوا على مصاطب الدكاكين وأسقف المنازل , وأطلقت النساء الزغاريد بالرغم من أنهم لم يعلموا من هو ؟

ودخل الزائر باب النصر وشق القاهرة حتى وصل إلى بيت حسن أغا بسويقة اللالا والأعيان للسلام عليه ولمشاهدته وفى يدهم المشاعل والفوانيس .

وفى صباح تلك الليلة حضر ديوانا به العلماء والوجاقلية وأعيان الناس وكبار النصارى من الأقباط والشوام .

فلما حضروا جميعاً أخرج فرماناً من الوزير وقرئه عليهم فى المجلس وملخصه هو : " أنه أغات الجمارك أى المكوس بمصر وبولاق ومصر القديمة , وفيه التحكير على جميع الواردات من أصناف الأقوات فيشتريها بالثمن الذى بسعره هو بمعرفة المحتسب ويودعه فى المخازن "

وأخرج فرماناً مضمونه : " أن الوزير أقام مصطفى باشا الذى كان أسر فى أبى قير , وكيلاً عنه وقائمقام بمصر إلى حين حضوره , وأن السيد أحمد المحروقى كبير التجار مقيد فى تحصيل الثلاثة ألاف كيس ( المفروض أن يدفع هذه النقود الباب العالى لأنها سلفه وليس شعب مصر - راجع الشروط ) ذلك القدر من الناس , وفرضوه على التجار وأهل الأسواق والحرف المعينه لترحيل الفرنسيين , وبدأوا تحكير الأقوات فغلت الأسعار وضاقت المؤن على الناس .

ويقول الجبرتى على القادمين العثمانيين عبارة قويه هى : " ودهى الناس من أول أحكامهم بهاتين الداهيتين .. وكان اول قادم منهم أمير المكوسات ومحكر الأقوات ,, وأول مطلوبهم مصادرة الناس وأخذ المال منهم وتغريمهم ! "

وإجتهد السيد أحمد المحروقى فى توزيع ذلك وجمعه فى ايام قليلة .

بداية الفوضى فى مصــــر - وإهانة الفرنسيين ولعنهم

فكان كل من وضع عليه مقدار من المال إجتهد فى دفعه واخرجه عن طيب قلب وإنشراح خاطر وبادر بالدفع من غير تأخير لعلمه أن ذلك لترحيل الجيش الفرنسى وإنسحابه ,كانوا يقولون :

" سنة مبـــــاركة ... ويوم سعيــــــــــد ... بذهــــــــــاب الكلاب الكفـــــــــرة  "

وكان يشاهدهم الفرنسيين ويسمعونهم وهم يحقدون عليهم .

وجاء مصطفى باشا من الجيزة وسكن بيت عبد الرحمن كتخدا بحارة عابدين (الصورة الجانبية لبيت عبد الرحمن كتخدا ) وأرسل الوزير فرامانات إلى البلاد وعين المعينين والمباشرين (جباة الضرائب ) يطلب المال وغلال والكلف من الأقاليم وأرسل إلى المدن وجعل فى كل بندر أميراً ووكيلاً لجمع الغلال والمطلوبات من الذخيرة وجمعها بالحواصل . 

أما الرعايا (العامة) وهمج الناس (الغوغاء) من أهل مصر فإنهم إستولى عليهم الغفلة (بالمعنى العامى أستهبلوا ) ونظروا إلى الفرنسيين بعين الإحتقار وكشفوا نقاب الحياء معهم بالكلية وتطاولوا عليهم بالسب واللعن والسخرية , ولم يفكروا فى عواقب الأمور , ولم يتركوا معهم للصلح مكاناً .

الجبرتى يلوم الفقهاء لأنهم يلعنون النصارى والفرنسيين

حتى أن فقهاء المكاتب كانوا يجمعون الأطفال , ويمشون بهم , وهم يجهرون ويقولون كلاماً مقفى بأعلى أصواتهم يلعن  النصارى وأعوانهم وأفراد أسرهم !! كقولهم :

الله ينصر السلطـــــــــــــان ,, ويهلك فرط الرمـــــان

وأشياء مثل ذلك .. وظنوا أن قضيه خروج الفرنسيين إنتهت ولكن كانت هناك شروط بدأ فى تنفيذها بكل امانه من الجيش الفرنسى , ولكن أعمالهم لم تثمر إلا الحقد والعداوة التى تأسست فى قلوب الفرنسيين , وأوجبت ما حدث بعد ذلك من العذاب والبؤس كقول القائل :

أمــور تضحك السفهـــــاء منها ,,,, ويبكى عندها الحـــــبر اللبيـــــب

وأيضاً

وكم ذا بمصــر من المضحكــات ,,,, ولكنه ضحـــــــــــك كالبكـــــــــا

وقد قيل .. " قاتـــــــــل بجــــــد وإلا فـــــدع "

وقال الشعبى من جملة كلام : " وصادفنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء "

إنسحاب الفرنسيين من معظم البلاد والقلاع التى يحتلونها - العثمانيين يكسرون شروط الإتفاق

وأخذ فعلا الفرنسيين فى الرحيل , وشرعوا فى بيع أمتعتهم والزائد من سلاحهم ودوابهم كشروط المعاهدة , وسلموا غالب الثغور والقلاع , كالصالحية وبلبيس ودمياط والسويس .

ثم أن العثمانيين تدرجوا فى دخول مصر وصار فى كل يوم يدخل منهم مجموعة بعد أخرى , وأخذوا يشاركون المصريين فى صناعاتهم وحرفهم مثل القهوجية والحمامية والخياطين والمزينين (الحلاقين) وغيرهم , فإجتمعت نقابات الحرف إلى مصطفى باشا قائمقام وشكوا إليه فلم يلتفت لشكواهم لأن ذل من سنن عساكرهم وطرائقهم القبيحة ( يعتقد أن الجيش العثمانى جمع من أصاحاب الحرف ولم يكن من الجيش النظامى المتفرغ )

ووصل الوزير العثمانى إلى بلبيس ومعه أمراء مصر من المماليك وأرسلوا إلى مراد بك وأبراهيم بك وكان فى الصعيد فأستأذن من الفرنسيين وقابل الوزير فاهداه الهدايا وخلع عليه ( أوسمه وملابس)

وحضر حسن أغا نزلة أمين ودخـــل مصر .

وأخلى الفرنسيين قلعة الجبل حسب التفاق وباقى القلاع التى بنوها ونزلوا منها , فلم يحل محلهم أحداً من العثمانيين ولم يهتموا بتحصينها ولا وضع عساكرهم فيها وركبهم الغرور لأجل نفاذ المقدور

الصورة المقابلة تجمع الفرنسيين تمهيداً لأنسحابهم .

ورجع معظم المصريين الذين فروا حين مجئ الحملة الفرنسية التابعين للحكم العثمانى والعاملين معهم مثل الأغوات والوجاقلية والأفندية والكتبة , مثل إبراهيم أفندى الروزنامجى وثانى قلفه وغيرهما بنسائهم وأولادهم يظنون إنتهاء الإحتلال الفرنسى ورجوع الإحتلال العثمانى والذين خافوا منه فى الماضى وقعوا فيه فى مستقبلهم كما سترى .

المماليك يطلبون المزيد من الأموال من المصريين - المماليك وزوجاتهم يلعنون النصارى والفرنسيين ..

وأرسل إبراهيم بك إلى السيد المحروقى يطلب كساوى وثياباً وطرابيش وسراويل للمماليك ولنفسه أيضاً فأرسل ما طلب إليه وأخرجت لهم الخيام ( الصورة الجانبية خيام المماليك ) وهيأت نساء الأمراء والجند إحتياجاتهم وعادوا إلى التعالى والتغالى حسب عادتهم  , وإستمرت الخدم والفراشون المجئ والذهاب إلى خيم سادنهم وهم راكبون البغال والدواب والحمير الغالية وهم يحملون ثيابهم المزركشة بالذهب والفضة , وخدم أخرى يحملون الصوانى المليئة بالأطعمة وعليها الغطية من الحرير الموشى وكان يسمع من داخل خيامهم الغناء , ويتجاوبون بكلام ويسخرون ويلعنون النصارى البلدية (أى المحليين) والفرنسيين وهم ينظرونهم ويسمعونهم إلى غير ذلك مما يحرك الحفائظ ويوغر الصدور .

ووصل نصوح باشا إلى الخانكة ثم إلى المطرية , وحضر درويش باشا والى الصعيد إلى القاهرة جهة الشيخ قمر فمكث أياماً ثم توجه إلى قبلى , وكذلك ذهبت طائفة إلى السويس وإلى دمياط والمنصورة وإنبثوا فى البلاد ودخلوا مصر شيئاً فشيئاً . ( وهذا كان لعدم تنفيذهم الشروط المطلوبة وكل إنسان قدم من العثمانيين يريد أن يكسب شيئاً)

حادثة قتل الفرنسى وعدم السماح للفرنسيين بركوب المراكب أدى كسر الإتفاق بالإنسحاب

 

من يوميات الجبرتى - الثلاثاء 7 من شوال - 4 مارس 1800 م

أولاً : حادثة قتل الفرنسى ..

حدث أن مجموعة من العساكر العثمانية التى دخلت مصر تشاجرت مع مجموعة من العساكر الفرنسية فقتلوا واحداً منهم ,  وأنزعج المصريين وأغلقوا حوانيت , وأقام العساكر العثمانيين متاريس ووقفوا خلفها فى منطقة الجمالية وغيرها ووقعوا بينهم وبين الفرنسيين مناوشة قتل قتل فيها أشخاص قليلين من الفريقين وكادت تكون معركة كبيرة وباتوا ليلتهم عازمين على الحرب فتوسطت بينهم كبار القادة فأزالوا المتاريس وتوقف الفريقان عن القتال .

وبحث مصطفى باشا عمن كان السبب فكانوا ستة أفراد فقتلهم وأرسلهم إلى قائد الجيش الفرنسى فلم يطب خاطره بذلك وطلب تطبيق شروط المعاهدة وقال : " لا بد من خروج عسكرهم إلى عرضيهم (إلى أماكن تجمعهم) حتى تنقضى الأيام المشروطة , وإذا دخل منهم أحد إلى المدينة , لا يدخلون إلا بطريقة وبدون سلاح "

فأمر مصطفى باشا بخروج الداخلين من العساكر , ولا يبقى منهم أحد , ووقف الجنود الفرنسية خارج باب النصر فإذا أراد أحد من العسكر أو من أعيان العثمانية الدخول إلى المدينة , فعند الوصول إليهم ينزل عندهم , وينزع ما عليه من السلاح ويدخل وصحبته شخص او شخصان موكلان به يمشيان أمامه حتى يقضى شغله ويرجع ثم يأخذ سلاحه ويمضى .

من يوميات الجبرتى - الثلاثاء 15 من شوال - 11 مارس 1800 م

 

ثانيا : عدم السماح للفرنسيين بمغادرة الأسكندرية عن طريق البحر

توجه الكثيرين من علماء وأعيان الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية بمتاعهم وأثقالهم ومعهم القائمقام , وديزيه سارى (قائد) عسكر الصعيد , وبوسليك رئيس الكتاب ومدير الحدود , وركبوا المراكب يريدون السفر إلى فرنسا , فتعرض لهم الإنجليز ومنعوهم من السفر , فأرسلوا إلى سارى عسكر بمصر الجنرال كليبر , فأرسل بما حدث إلى الوزير العثمانى - فأجابه بجواب لم يرضيه وأصبح الوزير زاحفاً إلى الخانكة , وكان ذلك ايام المهلة المتفق عليها فى دخول الوزير مصر وخروج الفرنسيين منها (أى أنهم حوصوروا فلن يستطيعوا الخروج كما أنهم سلموا مصر كلها إلى العثمانيين فلم بكن أمامهم إلا الحرب ) وكان ذلك آخر أيام المهلة المتفق عليها لدخول الوزير وإستلامة عاصمة مصر وخروج الفرنسية منها , فلما رأوا حرج موقفهم طلبوا ثمانية زيادة على ايام مهلة تسليم القاهرة , فأجيبوا إلى ذلك , ووصل أمراء المصرية وعرضى نصوح باشا وبعض من عسكر العثمانيين إلى منطقة المطرية ونصبوا خيامهم هناك .

أما الفرنسيين أحسوا انه وقعوا فى خدعة فجمعوا عساكرهم فى هذه الأيام الثمانية من قبلى وبحرى ونصبوا مدافعهم بساحل البحر وأطراف مصر ممتداً من مصر القديمة إلى شبرا , ورجعوا إلى القلاع التى سلموها ولم يكن بها احد , وردوا الذخيرة والمدافع وآلات الحرب والبارود على العربات ليلاً ونهاراً وكان الناس فى مصر يتعجبون مما يفعلون , ومصطفى باشا قائمقام ومن معه يشاهدون ذلك ولا يقولون شيئاً , والبعض يقول أن الوزير أرسل إليهم وأمرهم برد ذلك كما كان .

ويقال أن الفرنسيين أرسل إليهم بعض أصدقائهم من ألإنكليز وعرفوهم أن الوزير أتفق مع الإنكليز على الإحاطة بالفرنسيين إذا صاروا فى داخل البحر , فلما حدثت الحادثتين السابقتين وتحققوا وأرسلوا ليوسف باشا فلم يجبهم الجواب الشافى , وعجل بالقدوم إلى ناحية مصر وكان الفرنسيين قد أرسلوا فى جميع الجهات وتأكدوا أن العثمانيين ضعاف وغير منظمين وخرجوا بأجمعهم إلى جهة قبة النصر وأنتشروا فى تلك النواحى ولم يبقى بداخل المدينة منهم إلا من كان بداخل القلاع وأشخاص ببيت الألفى بالأزبكية وبعض بيوت الأزبكية وكان قد أعتقد الناس أنهم أستعدوا للرحيل .  

This site was last updated 04/25/08