Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا يوساب الأول البطريرك رقم 52

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الخلافة العجمية
ولاة العباسيين بمصر
البابا مينا 1 ال 47
البابا يوحنا 4 الـ 48
مرقس 2 ال 49
البابا يعقوب الـ 50
البابا سيمون1 الـ51
البابا يوساب الـ 52
البابا خائيل
البابا قزما الـ 54
جرائم العباسيين ضد الشيعة
الغزو وقبائل العرب
مقياس النيل
New Page 4156
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
New Page 4158
New Page 1573

Hit Counter

 

 

البابا يوساب الأول البطريرك الــ 52

عصر الفوضى والثوره
الفتره ما بين سنه

 

التفكير فى إختيار بطريركا علمانيا:

ذكر ساويرس بن المقفع ص246 فى تاريخ البطاركه قائلا: ( انتم عارفين بأهل الأسكندريه أنهم محبون لنعيم الجسد وإفتكروا فكرا رديا فى تلك الأيام خارجا عن قوانين الكنيسه وكان بفسطاط مصر رجل ذو مال ومعه الكثير من الذهب والفضه والأثاث وكان صاحب ديوان السلطان إسمه إسحق السيد إبن اندونه ونظر أهل إسكندريه الى مركزه فى العالم وغناه فكتبوا خطابا بترشيحه وكان هذا الرجل علمانيا ومتزوجا وأيدهم بعض الأساقفه الذين منهم زكريا أسقف أوسيم وتادرس أسقف مصر ودفعوه ليكتب خطابا الى الأسكندريه وكهنتها يعدهم فيه أن يبنى لهم الكنائس التى إنهدمت ويرمم الكنائس من ماله الخاص ووعدهم بأشياء كثيره أخرىفأنخدع الكهنه وضعاف النفوس من الشعب إذا صار بطريركا0) وذكر تاريخ الأمه القبطيه ا0ل بتشرج4 ص228( أن هذا الرجل الغنى أشتهر بالثروه الطائله والعلم الكثير والأصل الطيب إسمه إيساك وكان عيبه الوحيد الزواج ولأجل هذا رفضته مجموعه أخرى 00 بالرغم من أن البطاركه فى ايام الكنيسه الأولى كانوا متزوجين ولهم أولاد 00 ودميتريوس الملقب بالكرام كان متزوجا)

{ هاجمت بتشر نظام ترشيح البابا من الرهبان وليس من المتزوجين وقالت ان الأقباط وأساقفتهم فى العصر الحاضر لا يعرفون ان البطاركه والأساقفه كانوا فى الأيام الأولى من المتزوجين ولهم أولاد، إلا اننا كأقباط نعرف هذا جيدا وكانت رعيه البطريرك فى أيام المسيحيه الأولى عددهم بالمئات من المسيحين وليس بالملايين كما هو الآن 0كما ان الإهتمام الروحى يختلف عن رئاسه الدول فالراعى مسئول عن كل فرد فى رعيته وخلاصها فيجب أن يكون كل إهتمامه لأجل الإرتقاء بكنيسه الله فقط0 وفى الوقت ذاته فهو لن يخدم الشعب القبطى خدمه كامله إذا كان إهتمامه مجزءا بين الكنيسه من ناحيه وزوجته وأولاده من ناحيه أخرى وإذا حدث وان كان أحد المرشحين متزوجا والآخر راهبا فإن كفه الإختيار والترشيح تميل إلى المتفرغ تماما للخدمه أى الراهب أولا فالراهب هو إنسان كرس حياته بأكملها لخدمه الله0 أما من ناحيه القساوسه فقد قررت الكنيسه أن يكون القس متزوجا لأنه يأخذ إعترافات الشعب ( أى أن كل فرد يخطئ يأتى الى القس وبقر أنه فعل فعلا سيئا وأساء الى الله ) ويعيش وسط المجتمع فى العالم 0 } وعلى مبدأ الآباء وقف ميخائيل أسقف بلبيس وميخائيل أسقف صا ويوحنا أسقف ببا وكثير من الشعب فجمعوا مجمعا وتوجهوا إلى الإسكندريه وقالوا للإسكندريين: " لماذا تركتم مخافه الله ؟ لماذا خالفتم قوانين الآباء ورشحتم رجل علمانى متزوج بإمرأه لتجلسوه على كرسى مار مرقس الإنجيلى وكنتم على عكس ما قررته العاده والقوانين"0 فسكتوا ولم يجاوبوهم 0 ورجحت كفه الديموقراطيه فى النقاش الذى دار حول إنتخاب البطريرك ، وعندما إتفقوا جميعا على إنتخاب رجلا وهب حياته كلها فى خدمه الله إقترح البعض القس يوساب من دير ابى مقار 0 وكان الوالى وإسمه عبدالله بن يزيد قد أخذ هدايا من إسحق الرجل الغنى فعارض الأساقفه فى ترشيح يوساب للبطريركيه لأن إسحق وعد الوالى بإعطائه 1000 دينار عندما يقع عليه الإختيار ليصبح بطريركا0 ثم قال لهم إذا أردتم موافقتى أعطونى ما وعدنى به إسحق وهكذا نجد ان اعمال بعض الأقباط الخاطئه تنعكس بالضرر على الكنيسه وظل الآباء يتوسلوا الى الوالى وهو يرفض طالبا منهم المال ولما ذهب رجائهم عبثا افهموه أنهم حسب القوانين المدنيه فإنهم ليسوا تحت سلطانه بل أن والى مصر هو الأحق بهذه الموافقه وأوضحوا له أنه إذا لم يوافق فسيذهبوا الى والى مصر0 فلما رأى تصميمهم أذن لهم برسامته0ويقول ابن المقفع ص247 "

وبينما هم سائرون قالوا إن كان الله يختار تقدمه هذا الإنسان فإننا نجد باب قلايته مفتوحا فلما وصلوا الى الدير ووصلوا الى باب قلايته فوجدوه واقفا وقد خرج ليغلق الباب وراء تلاميذه حيث خرجوا ليملئوا الجرار(اوعيه من الفخار) بالماء فبهتوا وقالوا قد تمت اليوم علامه الله لنا وقد سهل الله طريقنا ونحن الآن آمنا ان الله قد إختار هذا الإ نسان 0ولما نظرهم سجدلله وسلم عليهم وأدخلهم قلايته فلما صاروا فى الداخل ضربوا بيدهم وأحاطوه وطرحوا القيد الحديد فى رجليه وقالوا له أنت بالحقيقه مستحق للبطريركيه فبدأ يبكى بكاءا عظيما ويقول ما هو ربح رجل غير مستحق يدخل تحت هذا النير العظيم ؟وكان ذلك فى عيد الملاك ميخائيل 12 من هاتور فأخذوا الاسرار المقدسه وباركه آباء الدير وودعوه وسمع الأساقفه وكهنه الأسكندريه وهم فى طريق العوده الى الإسكندريه صوتا من السماء يقول " الله يصحبك يا يوساب ويقويك لتصبر على البلايا التى تحل بك وبها تنال إكليل الحياه"وفى الإسكندريه أجريت المراسيم الدينيه ليصبح يوساب البابا رقم 52 فى 21 هاتور سنه 548 ش 837م كانت السنه الأولى ليوساب سنه هادئه قالت أيريس حبيب المصرى أنه كانت أشبه بالهدوء النسبى الذى يسبق العاصفه فرسم فيها ثلاثه أساقفه: أحدهم للمدن الخمس الغربيه، وثانيهم للنوبه، وثالثهم للحبشه وإشترى مساحات من الأراضى بالمال الذى تبرع به المسيحين وأوقفها على الكنائس(ك حسن السلوك فى تاريخ البطاركه والملوك لراهب برموسى طبع فى 1613ش 1897م ج2 ص24 )00 أما عن قصه حياته فقد كان هو الولد الوحيد من والدين تقيين مسيحيين من أغنياء مدينه منوف بالدلتا وعندما ماتوا وأصبح يوساب ولدا يتيما تحنن أرخن محب لله وكان قلبه رحيما إسمه تاودروس كان يعمل كاتبا فى الديوان وهو من أهل نقيوس فأخذ هذا اليتيم وصار له ولدا وأقام يوساب عند والده الجديد مده طويله وقال ابن المقفع ص248 أن يوساب قال يوما فى نفسه : " أنا اليوم يتيم وليس لى أفضل من البريه والصحراء المقدسه (يقصد الأديره الموجوده بالصحراء) فهى مأوى لكل اليتامى0 " فمضى الى أبيه تاودروس الذى رباه وسأله بتواضع أن يوافق ليذهب الى الدير فقال له يا ولدى: " أنت وحيدى وتربيت فى نعمه فسيلحقك تعب فى البريه ولن تقدر على شظف العيش وشقاء عمل الرهبان 0ولكن إصرار يوساب كان قويا وعندما رأى أن إبنه مصمما على المضى فى طريق الله أرسله الى البابا مرقس ومعه خطابا أوضح فيه كل قصته وسلمه الى الكنيسه كوديعه كانت عنده0فتعلم الكتابه باللغه اليونانيه وبعد مده طلب من البابا مرقس بعد ان ضرب له مطاونه أن يتركه ليذهب الى دير من أديره الصحراء فأرسله الى دير ابو مقار الى شيخا كبيرا قسا هناك إسمه بولا وتقدم الصبى فى النعمه وكان يمتلئ بالروحانيات يوما بعد يوم فرسم شماسا ثم زاد فى تعبده وتقشفه فرسم قسا بيد البابا مرقس ولم شاخ القس بولا وإعتلت صحته كان يوساب يخدمه ليلا ونهارا ، ولما جلس يوساب على كرسى مرقس رسول المسيح أخذ ينشئ كروما وطواحين ومعاصر للكنيسه وحاربه الشيطان فى أعماله التى عملها فى شرق مصر فقد كان العرب ينهبون ويسلبون ويقتلون فى كل مكان فى شرق مصروقال ابن المقفع ص249( وأثار رؤساء الشر الحروب والقتل وكان مسؤلين الخراج هما رجلان أحدهما أحمد بن الأسبط والآخر إسمه ابراهيم بن تميم زادوا الخراج وراحوا يجبونه بغير رحمه وأصبح الأقباط فى ضيقه شديده وحدث غلاء عظيم فى أرض مصر وبلغ سعر القمح كل خمس ويبات ثمنهم دينار وحدثت مجاعه كبيره ومات من الجوع عدد من الناس لا حصر له ولم يختار الجوع موتاه فلم يفرق بين رجل أو إمراه طفلا أو كهلا اوالشبان ومع الغلاء كان جباه الخراج يؤذيان الناس بلا رحمه فى كل مكان ويقتلونهم إن لم يدفعوا لهم الخراج وزادوا فى إضطهادهم لنصاري البشموريين (أقباط تزاوجوا مع يونانين) فكانوا يعذبونهم عذابا شديدا الى أن باعوا أولادهم ليعطوا الجشعين من الولاه الخراج الباهظه التى فرضوها عليهم( راجع مقال الأقباط والثوره الجزء الخاص بالبشمورين) وإشتعلت نار الثوره وكان الثوار الأقباط وحدهم الذسن أصبحوا يجيدون العربيه وأمر الخليفه وليه فى مصر أن يسجلوا إحصاء دقيق يسجلون فيه أسمائهم ، ووظائفهم، وأصدر أمرا انه لا يمكن لإحد من الإنتقال من منزل الى منزل آخر الى أن يعطيه أمرا ( وذلك للتحرى من الباطنيه){راجع إبن ميسر ص65 }

وكان البابا يشتهى أن يجدد العلاقه بين الكنيسه القبطيه والكنيسه الآنطاكيه ولكنه لم يجد يوما هادئا يستطيع فيه أن يكتب رساله شركه اليهم ولكنه لم يكن يستطيع أن يحقق ما كان يصبوا إليه0 وكان الخليفه المأمون قد أتى إلى مصر ليقمع ثوره الأقباط 0 فأعطى البابا يوساب خطابا فيه أمرا بإقراره رئيسا عاما روحيا على الأمه القبطيه ، وعلى جميع الكنائس القبطيه فى مصر ومن يخدمون فيها من كهنه وأراخنه وكتب له أيضا الخليفه المعتصم خطابا مثله عندما تولى الحكم بعد أخيه0
العلاقه بين المعتصم وملك النوبه: ويقول القس منسى يوحنا ص352 أن الحرب بين ملوك الحبشه وولاه مصر إستمرت14 سنه إلى أن تولى ابراهيم أخو المأمون الخلافه ( المعروف بالخليفه المعتصم) وأرسل الخليفه المعتصم وأقام حراسا على الطرق التى بين مصر وبين النوبه والحبشه حاول البابا يوساب رأب الصدع بين الخليفه العباسى المعتصم وملك النوبه ، فقد بدأت العلاقات بينهم بالتوتر حينما أرسل الخليفه خطابا الى زكريا ملك النوبه يطالبه فيه بالخراج المتأخر عليه لمده 14 سنه وإلا سيرفع عليه السيف ، وكان مندوب الخليفه قد وصل الى مصر وكان لوالى مصر كاتبا مسيحيا بالصعيد إسمه جرجس فقام البابا يوساب بإرسال رساله الى ملك النوبه حملها جرجس الى ملك النوبه قال له فيها: " إن الخليفه المعتصم يبدى الموده للمسيحيين ، فيحسن بك أن تلبى ندائه ما إستطعت الى ذلك سبيلا 0" وحمل الرسالتان مندوبان شخصيان من كل منهما { راجع أيريس حبيب المصرى ج2 ص430 } وأرسل خطابا الى ملوك الحبشه يعرفهم فيه أنه إنقطع عن الكتابه إليهم بسبب ما حل على الأقباط من إضطهاد ونصحهم بتجنب الخلاف مع المسلمين0 ووصل الخطابين الى ملك النوبه فذهب إبنه جرجس بهدايا جزيله الى مصر وقابل الولاه والبابا القبطى الذى قابله بفرح عظيم وودعه عند ذهابه ليقابل الخليفه المعتصم فى بغداد فتلقاه المعتصم بإكرام ولغى الخليفه كل الخراج المستحقه لمده 14 سنه ثم أعطاه ذهبا وفضه كهدايا مع ملابس وأمر ان تصاحبه الجنود لكى يوصلوه بسلام الى بلاده 0وعندما وصل الى مصر فى طريق العوده الى بلاده أعطاه البابا القبطى هديه عباره عن هيكلا مكرزا معمول بطريقه فنيه تدل على تقدم الأقباط فى فن النجاره فقد كان الهيكل مصمما بحيث يمكن فكه الى قطع وتركيبه حسب الحاجه فوضعوا الهيكل فى بيت ملك النوبه ووضعوا جرسا على سقف البيت وكان الأساقفه عندما يقيمون الصلاه فى بيته يضربون الناقوس فى وقت القداس تماما كما يحدث فى الكنائس فتعجب الجميع لإنه لم يحدث هذا من قبل0
من حق الشعب أن يتظلم من راعيه الأسقف:

وحدث ان أسقفا أسمه إسحق كان أسقفا على منطقه تانيس ذهب شعبه إلى البابا يوساب وإشتكى منه بكلام ردئ ( فعل أفعال لا تليق بأسقف يخدم الله) وطلبوا منه خلعه وإلا تركوا الأرثوذكسيه( ينضمون إلى الكنيسه الملكيه اليونانيه) 0 وكان بمصر أسقف آخر أسمه تادروس تصرف أيضا مثل أسقف تانيس إلا أن شعبه عندما ذهب وإشتكوه الى البابا قالوا: " إن لم تقطعه وتبعده عنا قمنا برجمه وقتله " فكثرت أحزان البابا ولم يفتر عن مكاتبه أهل تانيس ليهدئهم إلا أن الشعب وصل به الغضب الى نهايته وأرسلوا له خطاب قالوا فيه: " إن لم تقطع إسحق أسقف تانيس فلن تجد إنسانا واحدا فى الكنيسه الأرثوذكسيه0 " وذهب إلى تانيس وإلى مصر إلا أن كلا الشعبين إستمرا على موقفهما وأمر أن يحضر جميع الأساقفه من جميع أبروشياتهم( مناطقهم) وبعد فحص التهم والتحقيق فيما حدث قرر المجمع بإيقاف الأسقفين وقطعهما حفظا لسلام الكنيسه وأن يرفعوا الأسقفين من كرسيهما وكان البابا يوساب يبكى بدموع غزيره على قطع هذين الأسقفين
محبه البابا يوساب وكسب النفوس للمسيح:

كان البابا فى مصر (بابليون) ونظر إلى الأرخن إسحق الرجل الغنى الذى لم يكن له نصيب فى البطريركيه وكان متقدا نارا (بمعنى متضايق جدا) بسبب سخريه الإسكندريين به والأساقفه 00 وعندما تلاقى به كان يتكلم معه بكلام لين ليبعد عنه أفكار الشر التى تسيطر عليه والخجل الذى كان يشعر به وكان هذا البابا حكيما جدا، فقد شعر أن الشعب الإسكندرى وبعض الأساقفه قد دفعوه الى هذا الموقف0 فقال له: " أنا محتاج إليك لتعاونى وتنوب عنى فى كل ما أفعله0 وسأعطيك خاتم البطريركيه ليعلم الشعب أنك المدبر والمدير لى فى جميع كنائس الأقباط0 فلما سمع منه هذا فرح جدا وإرتاح قلبه فقال لأبينا البابا يوساب: " وأنا بين يديك فى كل ما تأمرنى به " ولما حضر الشعب فى كنيسه السيده العذراء فى قصر الشمع(حصن بابليون) ليعيد يوم أحد الشعانين رسم البابا الأرخن إسحق شماسا وكان هذا الأمر إرضاء لنفس مكسوره من ألأنفس الذى إشتراها المسيح بثمن باهظ وبينما يحتفل الشعب بدخول المسيح إلى أورشليم قلب الأراضى المقدسه دخل أيضا الى قلب إسحق ورفعه فى أعين الناس لأنه لم يتمرد عليه او على كنيسه الله0 وبرهن البابا يوساب الأول أنه حقا مستحق أن يكون خليفه مرقس رسول المسيح وليس مثل خلفاء أهل العالم الذين يقتلون بعضهم بعضا من أجل السلطه والخلافه على الأرض0
أسقفا الشر:

أثار مبغض الخير الأسقفين المقطوعين والمخلوعين من على كراسيهما0 وحركهما ضد البابا فذهبا الى الأفشين القائد التركى الذى كان قد ارسله الخليفه المأمون ليعيد المن ألى البلاد0 وقالا له: " لقد أسلم الله اليك أعداءك وأعداء الخليفه وأفنيتهم ويجب ألا تبقى أحدا مما هم ينافقونك فقالوا له ومن هذا الذى ينافقنى ؟ فقالوا له:" البطرك يوساب قد أجتمع فى الكنيسه الآن ومعه شعب لا حصر له يخطط مؤآمره ضدك وأنه هو الذى أشعل الثوره والتمرد على الخليفه حتى أوصلكم الى الضيق الذى صادفتموه فى مصر، وكان ألأقشين سكرانا فى هذا الوقت فإمتلأ غضبا ,فامر الأقشين أخاه بقتل البطريرك ويصطحب ما يريد من جند ليقمع هذا التمرد0 ومشى إسحق أسقف تانيس أمامهم ليريهم البطريرك كما مشى يهوذا الإسخريوطى أمام اليهود ليسلم المسيح0 فدخل الى الهيكل وأومأ بإصبعه وأشار الى البطريرك ليقتله أخو الأقشين ليعرفهم به0 فجرد الأقشين سيفه ليقطع رأس البابا يوساب وعندما هم بضربه إنحرف السيف بعيدا عن رأس البطريرك القبطى وجائت الضربه على عمود رخام فإنكسر السيف 00 فإزداد غضبا وكان فى منطقته(حزام فى الوسط) خنجر(سكين) وإستل خنجره وطعن المجرم البطريرك فى جنبه ليقتله0 فكثر صياح الشعب من هول المفاجأه ولم يعرفوا لماذا حضرهذا القائد وما السبب فى هذا الإعتداء وظن الجميع أن البابا قد مات 0 ولكن قام البابا ولم يمسه أدنى أذى لإن الخنجر قطع ثيابه وقطع منطقته (يعتقد أنها كانت من الجلد) ولم يقطع جسده او يضره ففرح الشعب فرحا لا يوصف بنجاه رئيسه0 وتعجب أخو الأقشين مما حدث فأخذه الى أخيه0 فجذبوه ليخرجوه من الكنيسه فتعلق الشعب به ومسكه والجنود يضربونهم فمسكوه بالأكثر وهم يبكون0 ولكنه البابا هدأهم وخرج مع الجنود0 فظل يتبعونه فغضب أخو الأقشين فضربع بالسوط على راسه فإنجرحت عيناه وسال دمه غزيرا على جبهته0ودخل البابا الى الأقشين وأعلمه بأمر هذين الأسقفين وسبب قطعهما وأن الذى قطعهما هم المجمع الكنسى وقد وافقت على قرار المجمع0 فغضب الأقشين على الأسقفين المقطوعين الذين كادا يدفعانه فى خبث ومكر وخديعه لقتل أب جميع النصارى فى مصر0 فلما رأى البابا أن أثنين من اولاده فى خطر قال للقائد التركى أن مسيحى يأمرنى بفعل الخير مع من يعمل معى شرا فإنى أسالك ان تفعل معهما خيرا وإتركهما كرامه لله فتعجب الأقشين وأطلق ألسقفين سبب المشكله0 وهذا هو السبب الذى جعل الخليفه يكتب خطابا أن لا يعترضه أحد فى أحكامه ولا من يرسمه او ان يقطعه 0
ا
لبابا يوساب يرسم أسحق المتزوج أسقفا:

ولما رأى البابا أن إسحق الأرخن الذى أصبح نائبا له متواضعا ووديعا وأن كل إهتمامه لكنيسه الله رسمه أسقفا على أوسيم ( وهذا ردا من التاريخ نفسه على كاتبه تاريخ الأمه القبطيه ا0ل0بوتشر التى كانت غاضبه على عدم رسم إسحق المتزوج بطريركا 0 فقد رسمه البابا يوساب أسقفا وهى رتبه لا تعطى أيضا إلا للرهبان لإنهم كرسوا حياتهم لخدمه الله) كما رسم آخر أسمه ديمتريوس أسقفا على دنيس وأعطى البابا أسقفيه أخرى لتكون تحت إداره أسحق المتزوج أسقف أوسيم وهى أسقفيه مصر( بابليون) الذى إستمر مشرفا على إدارتها ورعايه شعبها حتى نهايه حياته0 فكنيستنا القبطيه بها أماكن كثيره لخدمه الله0 وحسب قول المسيح نفسه الحصاد كثير ولكن الفعله قليلون0 ولا يهم مكانى او سلطه مركزى فى الكنيسه ولكن السؤال هو كيف أخدم الله من كل فكر وكل قدره وكل فعل ؟
مشكله فى بلاد اثيوبيا:

وكان فى ذلك الزمان أسقفا أسمه يوحنا ( رسمه البابا يعقوب لرعايه بلاد الحبشه) وحدث أن ملك الحبشه إشترك فى حرب وترك العاصمه الى منطقه اخرى يدور فيها القتال0 فإستغل أهل البلاد وجود الملك بعيدا فطردوا الأسقف بتدعيم من الملكه التى كانت متوليه إداره المملكه فى غياب زوجها0 ولا يوجد سببا واضحا لما حدث0 والغريب أنهم أقاموا أسقفا بدلا منه0 فأتى يوحنا الى مصر وذهب الى دير البراموس الذى ترهب فيه الموجود فى وادى هبيب0 وعندما ترك يوحنا الحبشه أصاب البلاد أوبئه وأمراض ومات كثير من الأحباش وشح المياه وقل المطر وعندما رجع ملك الحبشه وعرف ما حدث أرسل الى البابا يوساب معلنا خضوعه وإعتذاره عما حدث وأخبره بما أصاب البلاد من أوبئه وتأخير المطر بعد مغادره يوحنا الأسقف للحبشه0 وإلتمس منه أن يرسله ثانيه فى أسرع وقت ممكن0 فإستدعى البطريرك يوحنا وطلب منه العوده ويستمر فى خدمته0 فدفع له نفقه السفر للعوده الى الحبشه ففرح الملك جدا0 إلا ان الشرير دائم الحرب ضد أولاد الله فقدم الأشرار طلبا الى ملك الحبشه أن يأنر ألأسقف بالإختتان مثلهم وألا طردوه ثانيا0 فلما تذكر صعوبه الطريق وأمانه الخدمه فقال فى نفسه: " أنا أفعل هذا لكسب الأنفس وخلاصها" فوافق الأسقف ويقول ابن المقفع ص259 وهو أنهم لما مسكوه ليختنوه وكشفوا عنه فوجدوا علامه الختان فيه فقد كان مختونا من اليوم الثامن من ولادته وأقسم فى خطابه أنه لم يعرف هذا قط إلا ذلك اليوم ففرح الملك بهذا الطاهر والقديس والملاك الذى يرعاهم وقبله كل أهل الحبشه وأطاعوه فكسبهم الى المسيح0

ورسم البابا أساقفه كثيرين لرعايه الشعب فرسم لأفرقيه والخمس مدن الغربيه ومصر والحبشه وقال: " انه يجب أن يكون عدد الرعاه كثيرا لحفط الرعيه وإلا هلكت فما أغفل عن الرعيه لئلا يضيع منها شيئ أو يهلك منها ولو واحد يطالبنى به المسيح أمر من الخليفه بسرقه الأعمده الرخاميه: فوجئ الأقباط بأمر صادر من الخليفه المعتصم بنزع الأعمده الرخاميه والرخام الفاخرمن الكنائس ويأخذها الى العراق0 وصل هذا الأمر بيد رجل نسطورى إسمه لعازر وكان هو الذى دبر هذه المكيده0 وعندما وصل الى الإسكندريه ساعده أمثاله بعض الحاقدين من اتباع الكنيسه الملكيه اليونانيه0

ولم يتوقف لعازر والملكيين ليلا ولا نهارا فى هدم الكنائس وتطوع الملكيين فى إرشاد لعازر عن أجود أنواع الرخام والأعمده ثم أخذوه الى كنيسه ودير مارمينا بمريوط وأروه جمال رونقها وبهت من حسن زينتها فقال: " هذا ما يحتاج إليه الخليفه" وسمع البابا بما يريد أن يفعل هذا الهرطوقى فقال له: " كل الكنائس أمامك إفعل بها كما أمرك الخليفه ولكن أرجوك أن تترك هذه الكنيسه" فرفض لعازر أن يترك الاعمده والرخام النادرفى كنيسه مارمينا0 وكان الرخام ليس له نظير ولا يقدر بثمن 0وصلى البابا قائلا: " أنا أعلم أيها الشهيد مار مينا أنك ستأخذ حقك من هذا المخالف الذى لم يوقر بيتك الذى هو عزاء للمؤمنين" ولما وصل الرخام والأعمده الى مدينه الإسكندريه صار حزن شديد وبكاء من الشعب وإهتم البابا يوساب بإصلاح ما عبثت به يد المخربين من الذين يأخذون مما ليس لهم0ويستولون على أملاك الأخرين0 وساعده الله حتى أعاد الكنيسه الى بهائها الأصلى0 ولكن إلهنا إله قوى وجبار فقد إنتقم من لعازر إنتقاما سريعا ومريعا فقد ألقاه طريحا فى الفراش لا يقوى على الجلوس أو القيام مده طويله وأخذ جسده ينتفخ وكذلك أحشاؤه بالمرض المسمى الإستسقاء ووصل الى حاله الفقر المدقع وضنك شديد ولم يجد حتى قوت نفسه وتركه أبناء السوء من الملكيين اليونانيين يقاسى من داءه بمفرده وأخيرا إضطر ان يلتجئ الى البابا ويلتمس الصلاه لأجله فقابل البطريرك شره بالخير وعدوانه على الكنيسه بالمحبه وأواه عنده إلا أن كلمه الرب كانت قد نفذت فيه00 وقالت الكاتبه الجليله أيريس حبيب المصرى فى كتابها القيم تاريخ الكنيسه القبطيه ج2 ص433 [ ان الخليفه المعتصم أراد أن يختط مدينه سمارا ( سمارا تعنى سر من رأى وتقع حوالى 80 كيلومترا شمالى بغداد إتخذها المعتصم عاصمه الخلافه العباسيه، وظلت كذلك حتى سنه 894م) بعث الى مصرنا العزيزه يستقدم أبنائها الصناع المهره والفنانين ليساهموا فى تشيد هذه المدينه 000 ومن الأدله على أن هؤلاء الصناع كانوا من القبط ان المخلفات الباقيه عن هذه الحقبه تحمل على ظهرها صليبا منقوشا أو تحمل كلمه الآب والإبن والروح القدس ( مختصر تاريخ مصر بالفرنسيه ج2 المبحث الثانى لجاستون فييت ص147 ) وهذه المخلفات شاهده على ان الخليفه المعتصم كان عطوفا على المسيحين حقا فقدر فنهم وإحساساتهم] رجحت الكاتبه أن الأقباط إستخدمهم الخليفه والأرجح فى إعتقادى انهم سرقوا الأعمده ودمروا الكنائس فى سبيل إقامه مدينه سمارا طبقا لما ذكره ساويرس بن المقفع وهو مؤرخ من القرن العاشر الميلادى ج1 ص295-260 والنقوش الموجوده التى إكتشفها الباحثين شاهده على أن هذه الأعمده والرخام التى وجد عليها آثار مسيحيه قبطيه ودينيه كانت فى الأصل موجوده فى الكنائس المصريه ودير مارمينا القبطى عندما دمروهم ليأخذوا الأعمده والرخام الثمين منهما بلا دفع أى مقابل0 والذى يفعل ذلك وصاحب الشئ موجود يسمى سارقا ولصا ومغتصبا0
مخالف من الكنيسه الملكيه:

كان من الإسكندريه رجل من أتباع كنيسه الملكين اليونانيين غنى جدا وكان له سواق ( الساقيه هى عباره عن دائره من الخشب أو المعدن بها قد تكون بها ثقوب أوبها جرار من الفخار لرفع الماء من مستوى منخفض الى سطح الأرض) فلما خرج يتفقد حقوله فوجد ساقيه مكسوره فأرسل يطلب نجارا وكان شيخا قس نجارا فقال له أصلح لى الساقبه فقال له القس اليوم هو الجمعه العظيمه ولن أعمل شيئا لإنه يوم صلب كلمه الله فأجابه الهرطوقى مجدفا على كلمه الله المسيح ولعن وسب مالا يجب ذكره فوبخه الشيخ القس ومضى وتركه وكان البابا يعيد عيد القيامه وذهب الى وادى هبيب حيث يمضيه فى الصلاه حسب علده البطاركه ولما عاد الى الإسكندريه حكى له الشيخ القس ما حدث وكيف انه جدف على الإسم المبارك وقال ساويرس ابن المقفع ص261 ان هذا الإنسان الملكى قد صار أخرس وأصيب بالفالج حتى يوم وفاته0 ورآه كل الملكيين اليونانين فى الإسكندريه فخافوا حتى أن رئيسهم البطرك المسمى صافرن لأعتقد بأن البطريرك القبطى يوساب له موهبه إلهيه فكان دائما يحضر ويسلم عليه فى إتضاع0


نجم يظهر فى السماء:

 فى السنه السابعه من جلوسه على الكرسى المرقسى وفى سنه 145 ش ظهرت علامه عظيمه فى السماء وظهر نجم عظيم فى المشرق وينتهى الى المغرب مثل السيف الذى يلمع وظل ظاهرا فى السماء أياما كثيره وكان الناس يكثرون من الأسئله وبعد أيام جاء وباء عظيم على البهائم وكانت الدواب تموت فى الحقول وقلت الدواب فى أرض مصر دابه ولم يقدر أحد يمشى فى الأزقه إلا بعد أن يسد أنفه من كثره الجيف والرائحه العفنه وإنقطع الزرع وقل الثمر وإنتقل الوباء الى الناس ورفع البابا يوساب صلاته ببكاء الىالله فسمع منه فكثرت الناس فى مصر وأيضا البهائم ونسوا ما حدث من وباء والعجيب أن البهائم كانت تلد زوجا زوجا0
قاضى الظلم:

حدث أن تنيح أنبا إسحق أسقف مصر وأوسيم الذى كان متزوجا0 فأقيم مكانه أبنه الشماس يوحنا بعد أن وافق رؤساء مصر به فأقيم على أسقفيه مصر وسيم آخر من أولاده على كرسى منطقه أوسيم أسمه الشماس بقيره ولكنه تنيح بعد أيام قلائل من رسامته وكان لإسحق ولد آخر إسمه تاودروس وهو الإسم الذى أطلق على ثلاثه من الأساقفه الذين جلسوا على كرسى أوسيم من قبل ولكن لم يرضى به الشعب0 فلم يوافق البابا يوساب برسمه بدون موافقه الشعب فذهب تاودروس الى على ابن يحى ألأرمنى الذى كان واليا فى ذلك الوقت وكان هذا الوالى عين من قبل ابى إسحق ابراهيم الملقب بالمعتصم ابن هرون الرشيد اخى عبدالله المأمون ووعد الوالى بالمال وأرسل الوالى الى البطريرك فقال الوالى أنه لايصير أسقفا أبدا وقاوم الوالى وقال أيضا هذا الأمر غير ممكن0 فإغتاظ الوالى وحنق عليه من أجل ما وعده تاودروس من مال وبدأ يهدم الكنائس فى الفسطاط وبابليون0 وإبتدأ بكنيسه المعلقه بقصر الشمع(حصن بابليون) فهدموا السقف والبابا يوساب يبكى بكاء مرا، وأخيرا تقدم اليه الرؤساء وقالوا له إن تمسكك سوف يهدم الكنائس0 والله نظر حرصك على الحق أنت جعلت توكلك على الله اما هو فتوكل على السلطان، وكان شعب أوسيم قد رضى خوفا من غضب الوالى أما الوالى فقد تمادى فى غيه وقال لن أوقف الهدم إلا أن تعطونى 3000 دينارفقال الأراخنه والشعب والأساقفه قسم المبلغ علينا ونحن سوف نعطيه للوالى إنقاذا لكنيسه الله ورفع البابا قلبه الى الله على الوالى وقال فى يوم النقمه أجازيهم والكل يعرف أن كلام هذا البابا كان مثل كلام الأنبياء وبعد قليل أرسله الخليفه فى حرب مع الروم فسبى منهم وإحتل بلادا0 وأرسله مره أخرى فخرج عليه مجموعه من جنود الروم فقتلوه فى شره ومحوه من بين الأحياء0

وحدث أن أسقف مصر طلب من البطريرك أن يرفع رتبته وكان فى مصر فى ذلك الوقت قاض كان كل شخص يحاول أن يتجنبه وكانوا يخافونه ولم يقدر أحد يقاوم كلامه وكان عند المسلمين مثل الفقيه والإمام عارف بكل علوم مذهبهم0 ولكنه كان يفعل السيئات سرا وكان محبا لشرب النبيذ وسماع الغنى وكان فى ذلك الوقت من المحرمات وإقتنى الجوارى والسرارى وأحب اللذه والزنا بلا خوف من الله ولا حياء من الناس ولما رأى إسحق أسقف مصر أن هذا القاضى له مكانه عند الوالى وأمراء المسلمين بالرغم مما يفعل ما يحلوا له من شرور0 ولا يستطيع أحد أن يقاوم حكمه إذا كان صحيحا أو خاطئا وعرف البابا مقدار الصداقه التى تمت بين يوحنا والقاضى وفى يوم أحضر القاضى البابا وكان عنده أساقفه يؤيدون يوحنا أسقف مصروأسماؤهم باخوم اسقف بسطه(الزقازيق بالشرقيه) وجرجه أسقف طحا(قرب سمالوط) وجرجه أسقف اهناس(اهناسيا فى بنى سويف)وزخاريا أسقف البحيره ومينا أسقف البهنسا (البهنسا فى بنى مزار) وقوم أخرون0 فقال القاضى للبطرك من أقامك رئيسا على الأقباط فقال البطرك "الله " وإلتفت القاضى الى الأساقفه المؤيدين لإسقف مصر وقال لهم: " لا تسمعوا من هذا البطرك من اليوم بل إجعلوا هذا أبا وأشار الى أسقف مصر "00 فأجاب الأساقفه: " هذا جيد !" وكان كل ما تم بالإتفاق مع القاضى لأنهم وعدوه بإعطائه مالا وقال زكريا اسقف البحيره للبابا: " لقد قلت لك بالأمس لا تقف أمام ترقيه وإعطاء الرتبه لأسقف مصر لأنه سيأخذ ما يريده بأمر من القاضى " 0 فقال البابا يوساب باللغه القبطيه: " ياغير فاهمين كيف ضللتم ؟ كيف قبلتم هذا الكلام الذى ليس له الكمال" وذكر لهم ما قاله بولس الرسول فى هذا الأمر0 وكان من الجالسين واحدا يفهم اللغه القبطيه فترجم للقاضى كل ما قاله البابا يوساب فغضب القاضى وقال: " أنت تظن ان أمرى لن ينفذ" فقال البابا بهدوء: "هل تستطيع ان تغطى ضوء الشمس بيدك0 فإن كنت تقدر ان تفعل ذلك فانت تستطيع ان تنفذ اوامرك وان تقاوم الله0 ومعى أيضا أمر ( كتاب) من الخليفه الذى انت تعمل تحت أوامره يعطينى الحق فى حكمى على الأساقفه وشعبى ورعيتى، فالأساقفه ليس لهم على سلطان أما أنا فسلطانى من الله ومن الخليفه0" فقال القاضى: " هل معك هذه السجلات" فقال :"نعم" فأحضر البابا هذه السجلات فكانت كالآتى: كتابا من المأمون عبدالله بن هرون بن الرشيد00 كتابا من إبراهيم أخيه المعروف بالمعتصم00 ولما تولى هرون الواثق أبن المعتصم سألوه فى كتابه كتاب للبابا يوساب فأرسل له كتابا يعطيه تأيده فى إداره وحكم الكنيسه القبطيه0 والواثق هو الذى عين القاضى فى مصر0وعندما إطلع على السجلات الكتابيه فأمر بصرف البطريرك بكل إكرام 00 فخرج البابا وهو يقول عن الأساقفه الذين خالفوه: " يارب لا تقم لهم هذه الخطيه0"
قاضى الظلم يحول الأحرار الى عبيد:

كان هذا القاضى المسلم يبحث عن العبيد من صغار السن (قبل سن البلوغ ويجعلهم مسلمين بعد ان يهددهم0 فكان الناس الذين عندهم عبيد يتفاخرون بعدد الغلمان الذين دفعوهم بالقوه وأكرهوهم تحت الضغط والإرهاب بالتدين بالدين الإسلامى0 أما الموالين (الأقباط الذين أسلموا) فقام بحبسهم حتى يوافقوا بتحويل عبيدهم الأطفال إلى مسلمين ثم يفرج عنهم0 وحدث انه كان من عاده ملك الحبشه، وملك النوبه، والخمس مدن الغربيه( ليبيا والقيروان) ، وأفريقيا يرسلون لبابا القبطى اولادا هدايا ليعلمهم القراءه والحساب والكتابه والعلوم المدنيه والدينيه0 ففتح لهم مدرسه بالإسكندريه وبعد أن تتم دراستهم يرسلون كإرساليات لتبشير الوثنيين بالمسيحيه فى المناطق الذين أتوا منها 0وأعلم أسقف مصر المحروم( فصل من مكانه) وإسمه بنه (ومعناه النار) القاضى بأنه يوجد غلمان عند البطريرك القبطى0بل أنه ذهب مع الجنود الى المدرسه بالأسكندريه التى كان بها الأولاد وساقوهم مثل الخراف التى تساق الى الذبح وهم يبكون بلا معين ولا مغيث حتى وصلوا الى مصر0وكان عدد هؤلاء الأطفال 80 طفلا فلما رآهم قاضى الظلم قال: "هذا شئ يكيد البطريرك ويحزنه" وأرسل الى البطريرك وعندما حضر قال له: " لماذا تقاوم الخليفه وتدوس أوامره ؟ فلا يجوز ان تستعبد هؤلاء الصبيان وتنصرهم " فقال البطرك: " إن هؤلاء الغلمان نصارى أولاد نصارى، وهم يقدمونهم للكنائس كهدايا مثلما قدما يواقيم وحنه والدا مريم إبنتهما للهيكل وهى طفله كنذر وهى مريم أم المسيح0 وهؤلاء الأطفال من عند ملك الحبشه والنوبه والروم0فلم يسمع القاضى وامر بإحضار الأولاد أمام البطريرك يوساب 1 ، وخوفهم وهددهم، حتى إسلموا قدامه وحاول ان يجذبهم وقال وهو يبكى: "الويل لى تجدد حزنى، وحمى قلبى فى باطنى ، ونظرت أسقامى إنفصلت منى أعضائى، الآن يارب عرفنى تمامى لأن أحزان الجحيم قد أحاطت بى" فقال القاضى له: "ليس بينك وبين هؤلاء الأطفال معامله، خذ ثمنهم وإتركهم " فأجاب البطريرك: " إن كان غرضك أن تستعبد أحرارا فليس من مكانتى أن أستعبد أحدا0 لأن هؤلاء أحرارا وأعضاء فى جسمى والله يدينك عنهم وسوف تعطى عنهم جوابا من يد الله إله الكل0 " فأمر القاضى بقسمه الغلمان فأقتسموهم المسلمين ، فصلى فى دموع قائلا: " أمام الله طلبت الدماء وذكرتهم لا تنس صوت الفقراء0 أذلوا شعبك وميراثك ضروا وقتلوا اليتامى0والغرباء باعوهم كعبيد وقالوا الله لاينظر" وكان يقول أيضا: " إن كل من يبغى هؤلاء الصبيان يهلكه الله " إنتقم يارب من هذا القاضى الظالم عوضا عن فعله السئ 0
ابن المقفع والقديسين:

تميز عصر البابا يوساب 1 بوجود العديد من المشاهير ومنهم أنسان سائح إسمه امنونه فى دير أبى يحنس0 وكان هذا السائح فى جبل أرمون وله روح النبوه وكان يشفى المرضى من الشعب وله سلطان على الأرواح النجسه وكان الناس تأتى إليه ليعينهم فى كل ما يحتاجونه0 وكان خصيا من بطن امه طاهرا لله راهبا متعبدا وعندما خربت الأديره بعد هجوم البربر عليها فى السنه الأخيره من عصر البابا مرقس ذهب هذا الراهب الى كنيسه با سم التلاميذ فى قريه وإستمر يفعل معجزات كثيره جدا من إخراج الشياطين وشفاء المرضى0 وذهب إليه ساويرس ابن المقفع كاتب كتاب تاريخ البطاركه الشهير وعلمه هذا السائح الكتابه فى السنهالعاشره من بطريركيه البابا يوساب 1 وكان هذا الشيخ جالسا فى يوم من الأيام يقرأ فى سير الكنيسه القبطيه القديمه وما حدث للأباء فى سابع عشره من سيره الآباء فقال ابن المقفع بسذاجه ما هذا الذى يقال؟ فقال الراهب الشيخ: " يأبنى طوبى لمن كتب وإهتم بسيره البطاركه00 صدقنى يأبنى فيما أقول لك انه لا يبتدئ احد بسيره البابا الثامن عشر وتاريخ الكنيسه حتى ينتهى بالبابا 118 وانت الذى تكتبها لأن الرب يدعوك "
البابا يوساب يخرج شيطانا:

حضر إنسان مسيحى الى البابا يوساب 1 وقال له: " يأبى الروحى ترائف على فإن لى ولد لبسه شيطان ويعذبه كثيرا وسمعناه يقول لن أخرج منه حتى يأمرنى أنبا يوساب البطريرك فإرحم عبدك أبنى فقال البابا بقلب نقى ومتواضع وأى شيئ أعمله يأبنى لكن لأجل إيمانك يخلص إبنك ففرح الرجل جدا بقول البابا وقال له أننى غير مستحق ان تدخل تحت بيتى فكيف يأتى البطريرك ليدخل منزلى وقال له: " بل أكتب لى بخط يدك بإسمك لا غير تأمر الشيطان بالخروج من إبنى " فلما سمع البطريرك هذا تعجب من عظم إيمانه0 ولم يدعه البابا أن يذهب الرجل الى بيته بدون ان يأخذ ما جاء لأجله0 فأمر بابا الكرازه المرقسيه ساويرس أبن المقفع أن يكتب: يقول يوساب الحقير أصغر البطاركه جميعهم وبأمرك أيها الروح النجس أن تخرج من عبد المسيح إلهنا ولا تعود إليه فيما بعد بقوه الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد" فأخذ أبو الولد الكتاب وخرج مسرعا إلى بيته وقرأه على إبنه فخرج الشيطان منه ولم يعد إليهوطوا مده إقامه الرجل بمصر(بابليون) كان يأتى الى البابا عاملا مطانيه له بإيمان عظيم وكان البابا يقول له لا تخبر أحدا 0
نياحه بطريرك أنطاكيه:

تنيح ديونسيوس بطريرك أنطاكيه فإختار الأنطاكيين إنسانا كاملا اسمه يوحنا حدث ذلك فى السنه الخامسه عشر من حبريه البابا يوساب 562 ش ولما جلس على كرسى انطاكيه ارسل رساله شركه وأخويه بالإتحاد الى الى بطريرك الأقباط وحملها أثنين من الأساقفه هما اثانسيوس مطران أقميه وطيماتاوس مطران دمشق ولفيف من الكهنه معهما ولما سمع بوصولهما على حدود مصر ذهب الى الأسكندريه ليستقبلهم فى مقر الكرسى الإسكندرى فلما قربوا من المدينه أرسل بعض الأساقفه والكهنه لإستقبالهم يصلون ويرتلون أمامهم الى ان دخلة المقر الباباوى ثم أخذ كتابهم وذهب الى الكنيسه وقام بقرائته على الشعب الأرثوذكسى القبطى فكان هناك فرح عند جميع الشعب0
قضاه الظلم:

عرفنا انه كان بمصر(الفسطاط وبابليون) قاضى ظلم وكان لذلك القاضى نائبا له اسمه محمد بن يشير يعمل قاضيا أيضا بمنطقه الإسكندريه0فمضى أليه الأساقفه الذين حرموا0 وأشاروا عليه بأن يهينه أمام مطارنه أنطاكيه وكانوا يظنون انهم بهذا العمل يظهرون انهم اكثر مكانه وكرامه لدى السلطه الزمنيه منه ويستحقون بهذا مركزه لان كرامته أنهارت0 فيفضحونه امام الأجانب السوريين الذين ينقلون ما شاهدوه من أهانه للبطريرك القبطى ويشوهون صورته0 ولكن بطريركنا كله أتضاع لا يبالى ولايفكر إلا فى إرضاء الله فقط0فأمر قاضى الظلم بمدينه الإسكندريه بإستدعاء البابا يوساب ومعه ضيوفه المطارنه الأنطاكيون فقال له:أعلمونى أن عندك الغلمان الذين أمرك صاحبى القاضى أنت ألا تقترب منهم مره أخرى0
وقد أعدتهم الى المسيحيه مره أخرى0 فأجاب وقال: " لا يوجد عندى أولادا0 ولم أشاهد وجه واحد منهم من ذلك اليوم الذين أخذتموهم منى0 " فأمر بضربه فضربه الجنود على رقبته بغير رحمه ويلكمونه بقسوه مده طويله فأحنى رأسه أمامه من شده الضرب والضعف والألم وكان كل ما يقوله ( أشكرك ياسيدى بسوع المسيح) فبكى أولاده الذين صاحبوه الى القاضى بل أن كل الموجودين تألموا لاجله من مشاهده هذا المنظر0وبعد ان خرجوا من عند ذلك القاضى شجعهم ولم ييأس من رحمه الله0 فتعجب المطرانان الأنطاكيان وقالا:" تبارك الله الذى جعلنا مستحقين ان نشاهد جهادا مؤمنا هكذا0وقال البابا: ان الله قال على قاضى الظلم ان الرب يظهر فيه الإنتقام الذى يحل فيه0 ولوقا قال الله ينتقم لأصفياءه سريعا الداعين له ليلا ونهارا ويطول روحه عليهم00 ثم كتب خطابا الى البطريرك الأنطاكى يوحنا وودع ضيوفه بمجد وكرامه وذهبوا الى بلادهم يفتخرون بما رأوه مبشرين بجهاد الأقباط فإذا كان رئيسهم تحمل كل هذا الذل والهوان لأجل المسيح فطوبى لأقباط مصر0
الكلمه الله تنمو:

كانت كلمه الله تنمو وتتزايد فى أيام البابا يوساب1 بصلواته وأعماله وأعمال القديسين وخاصه فى أديره وادى هبيب( وادى النطرون )لا سيما دير ابى مقار الذى كان فيه شنوده القس والقديس ومن أعماله وأفعاله كثر الرهبان وزرع كروما وبساتين وكان فى الدير مزرعه للحيوانات وطواحين ومعاصر وإمتلأ الدير من الخيرات وكان الأقباط يساعدونه وحضر الى الدير أعداد لا حصر لها من الناس حتى أن الملكيين اليونانين كانوا يحضرون لأجل المعجزات التى تظهر فى الدير ومحبه شنوده القس(رئيس الدير) فبنى كنيسه أخرى على إسم التلاميذ لزياده عدد الرهبان ثم دعا البابا يوساب ليراها ففرح وكرزها فى اليوم الأول من برموده فى عاشر سنه من توليه البطريركيه0 وأحب رهبان الدير رئيسهم شنوده أما البابا يوساب فقال لهم: أن هذا الأب (شنوده تذكارات كثيره يفعلها، وسوف يبنى كنائس كثيره 0 فكان تلاميذه يقولون: أين ياترى سوف يبنى هذه الكنائس، لا يوجد غير الجبل0 وكان فى يد البطريرك عكازا جميل أعطاه لشنوده رئيس الدير وقال له: خذ هذا ياولدى تذكارا لك0 فلما رأى الرهبان ذلك قالوا ربما ستظهر أمورا فيما بعد0
الوالى المسلم ينجس سرير البابا القبطى:

وفى السنه الثامنه عشر من جلوس البابا يوساب1 على كرسى مرقس رسول المسيح حدث ان تولى واليا على مدينه الإسكندريه أسمه مالك بن ناصر الحدر وكان إنسانا ظالما يفعل الشر فى المقدسات وأساء الى كثير من التجار وأصحاب الحرف ولأرباب الصناعه والباعه خاصه الذين يبيعون القماش وعمل قياسا كبيرا وأرسل مناد ينادى فى الشوارع قائلآ: من وجد عنده ثوبا ناقصا عن هذا القياس سيسجنه الوالى ويهينه وربما يقتله0 فلما سمع أهل الإسكندريه حزنوا جدا فإن الخياطين والباعه الجائلين قطع معايشهم هذا الوالى حتى لم يبق لهم قوت وهاجروا الى بلدان أخرى وكانوا يصرخون ليلا ونهرا الى الله حتى يسمع لصوتهم وينقذهم0

وفى يوم من الأيام تمادى الشرير فى شره وذهب بحاشيته الى مسكن البابا يوساب1 وكان معه سراريه فأكل وشرب معهن ثم قام وطاف بالبابا فى المسكن حتى وصلوا الى قلايه البابا (حجره البابا التى ينام فيها) فأدخل سراريه اليها ونام معهن وطرد البابا منها فنجس الموضع الممتلئ من صلواته وصلوات القديسين البطاركه الذين سبقوه فحزن البابا جدا لأفعال الشر وبكى وهو يرى مقدار شر هؤلاء الناس وقلبهم القاسى الممتلئ حقدا وشهوه وزنا فى هذا الموضع المقدس0 فنجس المكان الطاهر بزناه0 وقال البابا قول داود النبى: يألله دخلت الأمم الى ميراثك ونجسوا هيكل قدسك 0

وبعد ان فعل الوالى فعلته بغير خوف من الله عاد الى دار الولايه فضربه الرب بمرض فى أحشائه ولكنه لم يتخل عن ظلمه بل انه تمادى فى غيه عندما ذهب اليه بعض اتباع الأسقف المحروم( المفصول من ممارسه العباده فى الكنائس) وقالوا له انه يكاتب إمبراطور الروم ويعطونه مالا كثيرا0 فارسل يطلب البابا وأمر بوضعه فى السجن الى ان يدفع له 1000 دينار( وطبعا الوالى يعرف تماما بان هذه التهمه ملفقه لأنه إذا كان هذا الأمر صحيحا فلماذ يعطيه الحريه بعد ان يدفع مالا وهو يخابر الروم) وعذبه عذابا شديدا ليدفع المبلغ وبعد فاصل بعض الأقباط مع الوالى رضى بان يأخذ 400 دينار وعندما لم يرتدع الوالى مما فعله مع البابا صار الدم يتدفق من جسمه ( ويقول ابن المقفع أن الدم كان يتدفق من تحته) ولا يستطيع النوم ليلا ولا نهارا ولم يستطع أطباء هذا العصر ان يشفوه ولم تنفع أدويتهم حتى لتخفيف الألم وظل البابا فى ضيق السجن والوالى يهدده ويخوفه لإحضار المال والبابا يرفضولكن بعد إلحاح منهم وافق بالخروج من سجن الوالىولكنه قال لهم: أن كنت أخرج من هذا الموضع وتفعون ما طلبه الظالم ففى اليوم السابع من إستلامه المال سوف تظهر أحكام الله سريعا وكاتب هذا الكلام هو ابن المقفع وكان مع البابا فى السجن وشاهدا لما حدث0 وعندما كان اليوم السابع أحضروا الدنانير الى منزله وكانوا يقومون بوزنها فدخل بعض الناس وأذاعوا خبر موت الوالى وطاف مناديا فى الشوارع والأسواق ينادى قوموا إدفنوا الوالى0 وهكذا كان المنادى ينادى بشره ونادى أيضا بوفاته فماذا ربح ؟
نياحه البابا يوساب1 :

حدث بعد مده من الزمن أن البابا يوساب1 أصيب بحمى وفى اليوم السابع من مرضه إفتقده الله وأخذا الى مساكنه وتنيح فى 23 من بابه سنه 566 ش وكان مده جلوسه على الكرسى الأنجيلى 18 سنه 11شهرا وكان يوم احد وقت تناول الاسرار المقدسه فحملوا جسده الى مدينه الإسكندريه وبكى شعبه بمراره بدموع كثيره رجال ونساء


نهايه قضاه الظلم :

وقبل موت البابا يوساب تنبأ قائلا: " أن الله سينتقم من قضاه الظلم لإجل أفعاله ليس فى أيام حياتى بل بعد موتى0 حدث ان تولى الخلافه جغفر بن أبراهيم فعين رجلا أسمه يعقوب بن إبراهيم وأرسله الى مصر ليستطلع أحوال مصر ويدبر أعمالها ولما وصل الى مصر عرف ما خفى عن القاضى الظالم وأفعاله الرديئه التى فعلها سرا وجهرا فقبض عليه وحلق لحيته ورأسه بالموسى وأمر الجنود بأن يسيروه هكذا فى جميع شوارع مصر0 ورماه فى السجن ونهب ماله وتركه أصحابه الذين صادقوه فى أيام شره وسلطانه حتى أولاده لم يسألوا عنه وتركوه يجنى ثمار أفعاله0 ثم نفاه الى العاصمه فى العراق وظل منفيا حتى مات هناك0 أما القاضى نائبه الذى فى الإسكندريه الذى ضرب البابا يوساب أما المطارنه الأنطاكيين عمل به مثل صاحبه قاضى مصر إلا انه هرب بعد ذلك وإختفى عن الأنظار ولم يراه أحد بعد ذلك
 

This site was last updated 04/22/08