Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا أخرسطوذولوس البطريرك رقم 66

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا مينا الـ 61
من هم الفاطميين؟
موكب وإحتفالات المعز
الخليفة المعز لدين الله
الأنبا آبرآم الـ 62
البابا فيلاتاوس ال 63
مسلمين يعتنقوا المسيحية
البابا زخارياس الـ 64
الباباشنودة2الـ 65
السيوطى وخلفاء الفاطميين
البابا أخرسطوذولوس الـ 66
إستشهاد صبى
إضطهاد الأقباط
الإحتفالات المسيحية الشعبية
إعترافات الآباء
ثروة الفاطميين وعاداتهم
الخليفة الظاهر
الجامع الأزهر شيعى
جامع راشدة أصلاً كنيسة
مشروع شارع المعز
الخليفة المستنصر بالله

 

عصر البابا أخرسطوذولوس

الذى سماه العرب عبد المسيح البطريرك رقم 66

 

جلس هذا البطريرك على كرسى مرقس الرسول مدة 30 سنة وتنيح فى يوم السبت 14 من كيهك سنة 794 للشهداء الأبرار
إختياره بطريركاً
وكان من عادة الكنيسة فى ذلك الزمان أن يكون إختيار البطريرك بالتبادل بين الإسكندريه ومدينة مصر (القاهرة) وكانت نوبه الإسكندريين لأن الأنبا شنودة البطرك السابق كان لنوبة أبو مقار والمصريين وإجتمع أهل الإسكندرية من كهنة وشعب وأراخنة وتشاوروا على من يجلسوه على الكرسى الرسولى وحضرا المجمع كاتبين من رؤساء الشعب الأول إسمه فهد إبن بلوطس والآخر إسمه علون إبن زكريا الذى كان كاتب على إبن حديد متولى الخراج على الريف ورشحوا هاذين الكاتبين قمص من دير القديس ساويرس الهابطون غربى الإسكندرية المعروف بدير الزجاج وكان فى هذا الدير أكثر من أربعين راهباً وإسم هذا القديس الراهب يونس إبن تبروس من كهنة الإسكندرية وكان له أخ أرشيدياكن إسمه تيدر فلما بدأوا فى جمع الأصوات له ذهب بعض من كهنة الإسكندرية إلى شيخ كبير فى السن إسمه أبو يحي زكريا كان صديق القائد الأجل المستنصر وكان مقرب من الخليفة ومن الوزير على إبن أحمد الجرجانى وكان له إتصالات واسعة وكان ينوب البطريرك المتنيح الأنبا شنودة وقالوا له : " إن الإيغومنس يونس إبن تبروس الذين رشحوه ليكون بطرك هو إشبين علوان بن زكريا الذى يجمع الخراج فإذا جلس على كرسى الرسول مرقس سيؤثر عليه وسيكون طوعاً تحت يده ولن يكون حراً فى إتخاذ قراراته " فصرف الإسكندريين النظر عن ترشيح يونس إبن تبروس
ثم إجتمعوا مرة أخرى وظلوا يبحثون حتى ذكر أحدهم إسم اخرسطودلوس وهو من أهل بوره (نوره) بدأ حياته كاهناً قسيساً فى دير البراموس بوادى هبيب ( النطرون ) وكان له أخ فى الرهبنه (1) إسمه يعقوب صار أيضاً قمص فى دير البراموس وكان يفعل المعجزات وله عجائب كثيرة فقد كان قديسا عظيما فى عصره , وعلم أخوه يعقوب بالروح أنه سوف يصبح بطريركا وبكى لأجله وعرفه بذلك , ترك أخرسطودولوس الدير وذهب إلى صومعه تقع علىالبحر (2) المالح ( البحر الأبيض المتوسط ) فى نستروه (3) فى منطقه بنفوه حبس نفسه فى هذه الصومعه وكان يسكن الصومعه قبله رجلاً قديساً إسمه بقيزه (4) المشهور بلقب صاحب الصليب تنبأ بقيزه أيضاً أن أخرسطودولوس سيصبح بطريركاً وأخيه فى الرهبنه سيصبح أغومنس – وكان عنده فى الصومعه جسد القديسة تكلا تلميذه بولس الرسول ( شهد لوقا الإنجيلى فى كتاب وضعه لقصة حياتها وذكر فيه أنه طرحت للسباع والأسود وطرحت فى النار فى مدينة أنطاكية ولم تصاب بأذية ولم تحترق وقال القديس اللاهوتى العظيم أغريغوريوس عنها : القديسة العذراء تكلا الذى فازت بالفضيلتين فضيله الثلاثة فتيه الذين ألقوا فى النار وفضيله دانيال النبى الذى ألقى فى جب الأسود – وكان جسدها فى التابوت تظهر منه عجائب ومعجزات كثيره وقال أنبا اخرسطودلوس بعد بطركيته : " أن جسدها اليوم (5) وأرسل المجمع وفداً لإحضاره مكون من أبو مليح منصور الكاتب فى الإسكندرية المعروف بإبن العلمى وراهب كاهن إسمه سيمون قس كنيسى البشير مار مرقس بالإسكندرية(6) وآخرين ولما وصلوا إلى صومعته رفض طلبهم بمقابلته فإحتاروا إلى أن فكروا فى أن يحضروا رجلاً يعرفه إسمه ذكرى إبن مرقوره كان إشبين له فطلع إلى صومعته وظل يتكلم معه بلطف حتى إقتنع ولكنه لم ينزل إليهم حتى يلبسوه الثياب ويقسموه حتى لا يغيروا رأيهم فيصير هُزءا ومن المعتقد أنهم سألوه : " كم معك من المال ؟" لأن المؤرخين (7) ذكروا أنه أقسم لهم أنه لا يملك إلا درهمين ونصف وربع ! وإصطحبوه معهم إلى الإسكندرية وكرزوه بطريركا فى كيهك 763 للشهداء وقيل فى سنة 761ش – 1047م
بدأ هذا البطريرك بداية حسنة وأظهر الرب على يديه معجزات وكانت الروح القدس عليه وذهب إلى وادى النطرون وكرز هناك أيضاً , وذكر هذا البطرك
البار أنه لما كان فى الصومعة رأى فى منامه الرسولين بطرس ومرقس(
8) وقد سلما له حلقه بها مفاتيح ومن وقت نزوله من صومعته ألبسوه ثوب الصوف الذى للبطاركه
وبدأ عمله الرعوى بتكريز وتدشين سته كنائس الأولى على أسماء يوحنا الإنجيلى وقد ذكرها أبو المكارم فى مخطوطه فقال : " كنيسة يوحنا الإنجبلى كرسها أنبا اخرسطاذولوس 66 فى سنة 763 ش , وكنيسة مارقوريوس وكنيسة مار مينا , وكنيسة مار جرجس , وكنيسة مار رفائيل وإفتتح كنيسة مار مرقس بالإسكندرية ورسم فى ذلك اليوم كاهناً وستين شماساً وقد رأى هذا البطرك القديس رؤيا أخرى أنه رأى يوحنا ابروطس ( اللاهوتى) وفى يده مجمرة من الذهب وهو يبخر من باب الكنيسة ويدور فى داخلها فى يوم تقديس الكنيسة وكانت ليله الأحد وقد فرشت الكنيسة كلها بأوراق كروم وزرجون أخضر , ورأى قبطى آخر مثل هذا فى المنام وإعتقد أن الذى رآه فى الرؤيا هو يوحنا المعمدان لأنه هكذا جرت عادته أن يحضر تكريس كنيسته فى شبه إنسان إسمه مثل إسمه , كما كرس كنيسة بإسم الشهيد أبو مرقورة , وكنيسة روفائيل الملاك , وكنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجايبى , وكنيسة مار جرجس الحديد وكنيسة مار مرقس 
كنائس إستولى عليها المسلمون  وحولت إلى جوامع
قال أبو المكارم فى مخطوطه (
9) : " من جملة كنائس القاهرة التى حولت واصبحت مسجداً ودار , الكنيسة الأولى بالخط المعروف بدار الأوحد إبن أمير الجيوش بدر شهاب الدولة بدر الخاص جعلت تعرف بسكن القفول وقبتها ظاهرة إلى الان وبها صور كنائسية هذه الصور كانت تنفض البياض كلما اراد المسلمون تبييضها – والكنيسة الثانية فى الزقاق المعروف بالشيخ ابى الحسن أبن أبى شامة بخط دار الوزارة المعروفة الآن بدار الديباج (10) وكان امامها جوسق الجوسق يعنى قصراً كبير حولت مسجداً وضموا الجوسق الذى كان خارجها إليه واصبحت دار به وأستعملت للسكن يطلع إليه من داخلها "
الكنيسة الثالثة (
11) كنيسة للسيدة العذراء مريم فى خط حارة الريحانية
أنشأها الأقباط وفى الجزء العلوى منها كنيسة على إسم القديس تادرس المشرقى وهى تجاور حارة الريحانية أمام الحسينية وحولت إلى مسجداً فى الأرض التى كانت مقطعة لسبح أبن شاهنشاة وعمره الخليفة العاضد فى بداية خلافته ويعرف الان بمسجد زنبور وهو أيضاً منذور للخميرة الأولى
الكنيسة الرابعة بالقرب من ساحل البحر (النيل) كنيسة القديس مارى جرجس كانت للأرمن ثم حولها المسلمين مسجداً فى الخلافة الحاكمية وعدى عليها البحر ( أى أن مياه النيل غمرتها واصبحت من مجراه )
هذا عدا ما عدا مئات الكنائس التى لم نستطع الحصول على أسمائها وهذا الموضوع يحتاج إلى بحث خاص .

قرار باباوى بإلغاء دفع مرتبات للشمامسة
كما كان متبعاً منذ قرون وجعلها خدمة بدون مقابل

وحدث أنه بعد أن كرس الكنائس وقام برسامة كاهن واحد فى كنيسة الملاك روفائيل وأكثر من ستين شماساً أن الكهنة رأوا كثرة الشمامسة المكرسين قالوا : " إنهم يتزاحموا على الشموسية بسبب حقوق الكهنة فى الكنائس والمرتبات التى تدفع من دخلها ودفع مبالغ للشمامسة تضيق على بناء البيع والتقليل من إحتياجاتها الأخرى " فشرط علي الشمامسة أنه ليس لهم حق فيما للبيعة (1
2)

القوانين التى وضعها الأنبا أخسطودولوس لتنظيم الكنيسة

وحيث أن قوانين المجامع المسكونية والآباء الرسوليين كانت قد وضعت كلها فى القرون الأولى أو ما يتجاوزها بقليل ولم يعاد نسخها وإطلاع الشعب عليها , ثم قامت أحداث مختلفة وظروف جديده وتغير الزمن ووضع قوانين تناسب الظروف الجديده والعادات السيئة التى سار عليها الأقباط نتيجه لقلة التعليم وفى نفس اليوم 8 / مسرى / 764 ش أصدر قوانين بلغ عددها 31 قانوناً ولا تزال هذه القوانين محفوظه (
13) وهذه بعضها :-
1.
لا تعمد أنثى وذكر فى معمودية واحدة .
2. ويجب على المسيحين أن يحترزوا من سقوط القربان على الأرض فإنه مساو الجوهر .
3. يجب أن يقف المسيحى فى الكنيسة , ولا يدخل إنسان إلى الكنيسة إلا حافى الرجل مكشوف الرأس , ولا يدخل خبز الكنيسة ولا يغطى قربانه بخبز قبل التسريح صرف الكاهن الناس .
4. أيام الآحاد والأعياد بخوف ورعدة لأنهم يكونون فى حضور الرب الإله والتضرع والسؤال فى مغفرة الخطايا والنجاه من مصائد وفخاخ العدو الشرير .
5. لا يتكلم أحد فى الكنيسة ولا تتحدث النساء فى أوقات الصلاه والقداس لأنه وقت حضور الروح القدس إلا فى أمرين الدين والقراءه , والعلم والتفسير
6. تقف النساء فى أماكنهن بعفاف ولا ينطقوا بلفظه قط فى أوقات القداسات والصلوات
7. لا تختلط النساء بالرجال ولا يجلسن فى طرقات الرجال لينظروا الداخلين والخارجين
8. يكونوا طائعات لأزواجهن مدبرات لبيوتهن ليتباركوا بركه أمهن سارة ورفقه وراحيل

9. ممنوع أكاليل الزواج فى صوم الأربعين ولا فى الجمعة الكبيرة ولا تجنيز أو معمودية ويلتزم المؤمنين بالكنيسة النسك والصلاة فيها لأنها جمعة حزن وكآبة وبعد إنتهاء القداس فى يوم أحد الزيتونة ( أحد الشعانين ) يقرأ إنجيل ترحيم الموتى بعد رساله بولس المعروفة بالموتى ويقرأ بعد ذلك على جميع الشعب التحليل لأن الجمعه الكبيرة لا يجوز فيها ترحيم ولا تحليل ولا تجنيز إلى أن تنقضى يوم الفصح – وفى قداس الخميس الكبير يكون الرهبة والسكوت والخوف بغير تقبيل أو مصافحة ولا يقال الإبروسفارين بل يقال بداه مادافايوا بغير تحليل لا فى الأوائل أو الأواخر – وفى يوم السبت يقال الترحيم والتحليل بلا تقبيل – ممنوع رسامة أحد ايام الخمسين
10. الصدقة بقدر طاقة الإنسان ليرحم الرب نفوس موتاكم ويبارك أعماركم وأرزاقكم ومنازلكم وأولادكم ويرد غيبة مسافريكم ويصَلح زمانكم 0
11. ليس من حق الكهنة الغرباء عن مدينة الإسكندرية أن يقدسوا فى كنائسها ولا يتقدموا على مذابحها وليس من حق أحد أن يقدمهم فيها ولا يخدمون بها
12. يجب على المسيحيين صيام الرسل والتلاميذ الذى هو بعد الخمسين لنشكر الرب على عطيته لنا بموهبة الروح القدس صياماً متصلاً حتى الخامس من أبيب ثم يعيدوا كما جرت العادة وإن إتفق يوم العيد أن يكون يوم الأربعاء فيفطروا فيه قبل وقت الصوم وإن كان يوم الجمعة فلا يفطروا فيه قبل الصوم الجارى بها العادة
13. يوم صوم الميلاد يبدأ من عيد مار مينا فى اليوم 15 من هاتور حتى 29 من كيهك وإن جاء يوم عيد الميلاد يوم الأربعاء أو يوم جمعة فليفطروا فيه
14. عيد الغطاس المقدس فى 11 طوبة فإن جاء يوم أربعاء أو جمعة فيفطروا بل يصوموا يوم الجمعه التى قبل ذلك بدلا من ليلة الغطاس
15. ممنوع منعاً باتاً الصوم الإنقطاعى أى سبت فى أثناء السنة إلا سبت واحد فى السنة هو السبت الكبير
16. يجب الصيام كل أربعاء وجمعة طول السنة
17. لا يجوز لشماس أن يتأخر أو يغيب عن خدمة كنيستة فى الأيام التى يصلى فيها القداس إلا لضرورة قصوى أو وجع جسدانى أو أمر سلطانى حكومى
18. لا يجوز لقس لم يحضر القداس من أوله يتقدم ليقسم الجسد ولا يمسكه بيده
19. لا يخرج قس بمجمرة بخور بعد قراءة الإنجيل إنجيل القداس فى وسط الشعب بل يبخر حول المذبح
20. يجب أن يصوم الطفل الذى سيتعمد وإن شرب من لبن أمه لا يجوز له التناول بالقربان ولا يجوز تعميدة بدون قربان
21. لا يجوز أن تبيت نساء فى الكنيسة إلا إذا كانت راهبة أو عجوز
22. إذا أراد قبطى أن يتزوج من ملكية فلا بد من الزواج بكنائسنا وألا يعمدوا أولادهم إلا عندنا
23. مَن غاب مِن الشمامسة الكبار عن كنائسهم وحدث أنهم حضروا أيام الأعياد يريدوا التقدمة فيها فلا يمكنهم ذلك بل يتقدم الذين لا ينقطعون عن الخدمة أو من كان أقل منهم فى الرتبة
24. أى شماس أو علمانى إعترض على قساً أو تكلم معه بغضب لا يمكن أن يذهب إلى كنيسة أخرى ويتناول القربان المقدس من يد كاهن آخر وإن فعل ذلك فهو والكاهن الذى يناوله يكونوا ممنوعين
25. أى كاهن أو شماس أو علمانى تخاصموا مع كاهن وخرج عن حكم الكنيسة وإستعان بالسلطان أو القاضى ( الجهات الحكومية ) وترك قضاء الكنيسة إلى غيرهم وطلب ماليس له بحق – إن كان كاهنا يمنع عن مزاولة طقسه – إن كان علمانياً يمنع من تناول القربان
26. لا يخالف الشماس ومن دونهم كهنتهم ولا يخرجوا عما يرسموه لأنهم هم الأمناء على كنيسة الرب ومن يكرم إلهنا وكهنته يكرمه ربنا ومن يهينهم يهينه ربنا
27. مسموح للمؤمنين أن يصنعوا القرابين فى منازلهم والكنيسة على قدر طاقتهم ولهم الأجر والثواب بقدر أمانتهم ويكون عمله كما جرت العادة على قدر طاقتهم رفقاً بالكنيسة حتى لا تكثر عليها الإلتزامات


البابا اخرسطودلوس (66)  ينقل مقر رياسة البابا الإسكندرى إلى القاهرة

فى أول زيارة جائها البابا إلى القاهرة جعلها مقراً لرئاسته بدلاً من الإسكندرية وذلك لسبب جوهرى أولهما وجود الحكومة بها وإضطراره للتشاور معهم بوصفه رئيس الأقباط وأن وجوده فى الإسكندرية فى ذلك الوقت سيكون من الصعوبة مناقشة الأمور سهله لطول مدة السفر بين المدينتين والذى دعاه إلى ذلك أن القاهرة نمت وأصبحت أكثر عظمة من الإسكندرية وكثره عدد المسيحيين الأقباط ومنذ ذلك الحين صار يعين أسقف للإسكندرية بلقب وكيل الكرازة المرقسية وإتخذ كنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة بظاهر الفسطاط مقراً له وجدد كنيسة القديس مرقوريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزاً لكرسيه وجعل كنيسة العذراء فى حى الأروام مقراً له يأوى إليه عند الحاجة وكانت إيرادات هذه الكنائس تدخل إلى البطريركية ورضى أسقف بابليون فى هذا الوقت بذلك إلا أن الأسقف الذى يليه رفض هذا التقليد المتبع مع البابا الذى يليه.

البابا يرضى الجميع

وجرت عادة البطاركة أنه بعد خروجهم من الإسكندرية لأول مرة يكرزوا فى وادى النطرون ثم يكرٌزوا فى كنيسة سرجيوس ابى سرجه بقصر الشمع (حصن بابليون ) بمصر لأنها الفاثوليكا الكنيسة الرئيسية بمصر فلما وصل البابا إلى الفسطاط إجتمع كهنة القديسة العذراء يقصر الشمع المعروفة بالمعلقة وقالوا : " كيف تدع كنيستك وتذهب إلى كنيسة سرجيوس أبى سرجه لتَتكرز فيها وهى خاصة بأسقف " وحدث خلاف شديد بين كهنة الكنيستين فى مصر ( بابليون – القاهرة ) وأخيراً ذهب البطرك إلى كنيسة العذراء ( المعلقة ) وكرزوه فيها وكان معه يومها أربعة وعشرين أسقف من الشيوخ القديسين مقدمين معه القداس وكان من ضمن الأساقفه أسقف مصر الأنبا فيلاتاوس والتى كانت كنيسة أبى سرجه مركز أيبروشيته , إلا أنه كان بكنيسة أبو سرجه أرشيدياكن ( شماس مكرس ) إسمه أبى الفرج الترسى قطع إسمه ولم يذكره على المذبح فى القداس لمدة أسبوع فذهب البطرك إلى كنيسة أبى سرجه وأقام قداسا ًفيها وإعتذر بأنه ذهب إلى كنيسة العذراء للخصومه والخلاف الذى حدث بين كهنة الكنيستين فازال الغضب من النفوس 0
وعمل الروح القدس على فم هذا البطرك البار بقوة فقد حدث أن تقدم إنسان قبطى إسمه الحواجبى للتناول على يديه من الأسرار المقدسه فمنعه ولم يكن يعرفه من قبل فإنفلج وإنخرس ومات فى الحال 0
وإجتمع رؤساء مصر وأعيانها وسألوه أن يحالل إبن أخت الشيخ أبو ذكرى يحيى إبن مقارة لأجل أن الشيخ ذكريا ذو مركز مرموق فى الخلافة وكان على إتصال بوالى ديوان النفقات البرهجى لأنه كان ممنوعا من البطرك السابق لأجل جريمه إرتكبها فلم يحله ولما ألحوا على البطرك قال لهم : " الكلمة الواحدة تغنى الحكيم والكلام الكثير لايغنى الجاهل شراً " فلما سمعوا هذا القول منه سكتوا ولم يتجاسر واحد منهم أن يكلموه فى هذا الأمر مرة أخرى 0
وحدث أن إنسان إسمه الشيخ أبو البشر يعمل طبيباً (1
4) وهو من طائفة السريان الأرثوذكس ناقشه هو وبعض السريان فى كنيسة الشهيد مرقوره بمصر ( طموه) وكان موضوع المناقشة الزيت والملح الذى يضعوه فى قربانهم أما قربان الأقباط فهو خبز لا يحتوى على الملح ولا الزيت ومختوم بختم باللغة القبطية واخرج الطبيب قربانة من ملابسه بها ملح وزيت وطلب من البطريرك أن يقدسه فابى البطريرك أن يفعل ذلك وأفهمه أنه مغاير لقوانين الكنيسة القبطية فلما إحتد الطبيب فى النقاش أمر تلاميذه أن يأخذوه من قدامه ويخرجوه خارج الكنيسه فمسكوه وجرجروه وأخرجوه خارج الكنيسة ولما كان من الأطباء المهتمين بالخليفة فإشتكىالبطرك إلى الوزير وكتب خطاباً إلى يوحنا بطرك أنطاكية يشكوه أيضاً فيه فلم يتحرك البطريرك القبطى عن إعتقاده عن موقفه قيد أنمله وكانت هذه الحادثه من أول أسباب العداوه التى نشأت بين الخليفة والبطريرك القبطى وقد ساعد على إتساع هوة الخلاف أعوان الفساد والمشورة الردية الذين لم يستطيعوا أن ينالوا من البطريرك مكسبا لإختلاف طريقهم عن ما هو الصالح للكنيسة
أخبار من أثيوبيا
وكان البطريرك قد أرسل إنساناً إسمه إبن عبدون ليرسمه مطراناً ووشى بعض الناس إلى أمير الجيوش (
15) قائلاً : " أن كيرلس مطران الحبشة الذى
كان قبلاً بإسم عبدون يغرر بمسلمى الحبشة الضعيفى الإيمان ويدعوهم لشرب الخمر عند تناول الطعام " فقبض بدر على البطريرك خريستودوس بصفته الرئيس المسؤل عنه ليعاقبه عوضاً عنه ولحسن الحظ لم يكن البطريرك قد سيم كيرلس أسقفاً بعد فدافع البطريرك عن نفسه هذه التهمة وقال : " أنه لم يرسم عبدون بعد وأنه مرشح فقط والمرشح ليس مطراناً , وانه سوف يرسل الأنبا مرقوريوس إلى الحبشة ليرسم كيرلس مطراناً وينهاه عما يفعل إذا ما شاع عنه صحيحاً فإقتنع أمير الجيوش بذلك وأطلق سراحه .
وحدث أن احد زعماء عصابه اللصوص جمع حوله افراد أقوياء وكان يناوش بدر الدين الجمالى وكان سجالاً بين الجانبين والنصر متأرجحاً بينهما ولما سمع أن بدر الدين الجمالى أمر بتجهيز حمله قوية هرب إلى بلاد النوبه وبعث مندوبين إلى ملك النوبه يطلب تسليم الثائر وطلب أيضاً من البطريرك أن يبعث أسقفاً إلى ملك النوبه ليسرع فى القبض عليه فأجاب البابا إلى طلبه وأرسل أسقفاً إسمه مرقوريوس فقام مع مندوبيه وأبلغ ذلك إلى ملك النوبه فقبض على الزعيم المسلم العاصى وسلمه إلي مندوبى بدر الجمالى فجاؤا به إلى القاهرة وسلموه إلى أمير الجيوش فأمر بإعدامه فأعدموه خرج النقطة المعروفة الآن بباب الحديد .

العلاقة بين الكنيسة القبطية والإنطاكية
ولما كانت العلاقة بين الكنيستين مستمرة منذ مئات السنين وقد تعود كل بطرك من الكنيستين فى بداية رآسته أن يرسل بخطاب أخوى لشريكه فى الخدمه الرسولية فى الكنيسة الأخرى وفكر البابا القبطى أن يرسل خطاباً إلى بطرك أنطاكية وكان وقتها يوحنا فكتب بإسمه المجمع المقدس السنوديقا رساله وحملها إليه القديس أنبا غبريال أسقف صا ( وتقع صا الحجر بالشرقية ) وقد كان وقتها شيخاً ولما وصلا بالسنوديقا ( الرسالة الأخوية ) وسلما الرساله إلى أنبا يوحنا بطريرك أنطاكية ففرح بهما وبالرساله الأخوية وإستقبلهما أحسن إستقبال هو وجميع أساقفة الكرسى الأنطاكى وأمر بقراءة رسالة أهل مصر الأقباط المرسلة من راعيهم فى جميع الكنائس التابعة له وأن يذكر إسم الأنبا إخرسطودلوس فى قداساتهم الإلهية 0
ا
لبابا أخرسطودولوس وإبن الظالم
عندما جلس البابا أخرسطودولوس على كرسى القديس مرقس كان هناك أسقفاً متسلطا ً إسمه يوحنا أسقف سخا عرف قبل نواله الأسقفيه بإبن الظالم الكاتب وكان أيضاً إبن أخت البابا السابق الذى تسبب فىالكوارث التى حاقت بالكنيسه أيام الخليفة السابق الحاكم بأمر الله حدثت مشاده بينه وبين البابا فإجتمع هذا الأسقف بالأساقفه الآتين ذكرهم وقال لهم : " إن صمتم وسكتم عن تأييدى ومساعدتى فسيفعل معكم أكثر مما فعل معى " فأيده وتبعه كل من الأسقف خايال أسقف قطور , والأسقف إيليا أسقف طمويه , والأسقف جرجه أسقف الخندق , والأسقف مرقس أسقف البلينا , والأسقف ميخائيل أسقف تانيس كاتب السنوديقا السابق عهد البابا السابق قبل نواله رتبه الأسقفية ( كاتب المجمع ) وأيدهم أيضاً جماعه من الكهنة , وقالوا أمراً آخر وهو أن البطريرك لم تصلى عليه الصلوات التى جرت بها العاده أن تقرأ على البطاركة المعروفه بصلوات التكريز وقاموا بثورة على البابا لخلعه ولكنه تجاهلهم ولم يقم بأى رد فعل لما يقولونه حتى أنه لم يجتمع مع أرخن واحد بسبب هذا الموضوع , حتى إتضع أنبا يوحنا أسقف سخا رئيسهم وأصبح فيما بعد من أوفى مساعين البابا – وكان هناك أيضاً أرخنا من أراخنه مصر إسمه الشيخ أبو ذكرى يحى إبن مقارة كانت وظيفته " صاحب ديوان الخلافة " من ضمن المؤيدين لعزل البابا أحضره الأنبا يوحنا إلى الكنيسة وحضر قداساً مع البابا وتصالحوا مع البابا 0
الراهب القديس تيدر الخصى
هو راهب شيخ قديس من رهبان دير القديس ساويرس المعروف بدير الزجاج , وحدث أنه عندما إستقبل الدير ضيوفاً من أمراء العرب تصحبهم جارية إشتهته عندما رأته عرضت نفسها عليه وأخذت تطارده ولما لعب الشيطان بفكره ولما لم يستطع أن يقاومه فأخذ المسكين سكيناً وسنها على حجر الما (مسن) وقطع بها عضوه الذكرى فأغمى عليه فاقداً الوعى وسقط كالميت ففزعت الجارية وصارت تصرخ فجرى رهبان الدير إليه ومنهم سرور الراهب فعالجه وإنقطع الدم وبرئ 0
البابا اخرسطودولوس يبطل العادات السيئة بالكنيسة
تعود رهبان دير أبو مقار وكذلك كهنة مدينة الإسكندرية أن يحتفظوا بالقربان المقدس ويخفوه من يوم أحد الزيتونة ( أحد الشعانين ) إلى يوم الأربعاء الكبير وحدث أن البابا ذهب إلى دمنهور بصحبة أنبا ميخائيل كاتب السنوديقا ( المجمع المقدس ) ثم توجه إلى دمروا وتوجه البابا بعد ذلك إلى دير ابو مقار بوادى هبيب فنمى إلى علمه ما يفعله الرهبان من أمر القربان فقال لهم :" أن القربان يصيبه العفن ويتغير فى طعمه كما أن مادته تتفكك " فإجتمع مع الأساقفة الذين كانوا موجودين فى الدير وأصدر حرماً لمن يقوم بتخزين القربان وكان الكاتب بقيرة الرشيدى وكيل المسيح صاحب الصليب موجودا وعندما أمر بإبطال هذه العادة ثار رهبان الدير عليه وأحضروا إليه مفاتيح الدير الحديد قائلين له : " أنت لست أفضل من الآباء الذين قبلك " فقام غاضباً وخرج من قلايتة وحدثت ثوره وهوجه كبيره فى الدير فذهب البابا إلى مكتبة دير أبو مقار وأخرج ميمر من أقوال الآباء فيه هذا المعنى وقرأه أنبا ميخائيل كاتبه على الجمع من رهبان الدير وزواره , فأبطل هذا البابا هذه العادة السيئة حتى الآن
ا
لأدب السمائى للأقباط
يقول إبن المقفع : " أنه لما تولى الأقباط دوواوين الخلافة ودبروا أمورها وصار كلهم من النصارى وكان لا يتم شيئ إلا بأمرهم , عتوا وبذخوا هم وجميع النصارى ( من الطوائف الأخرى) بارض مصر وتكبروا وعزت نفوسهم ووقع بين رؤسائهم وأغنيائهم البغضة والحسد , وصار كل إهتمامهم متجه للأمور الدنيوية والتجمل والتفاخر والكبرياء بين بعضهم البعض فنزل الأدب من السماء من عند السيد المسيح على جميع النصارى ولحق الأدب بغيرهم من بين الأمم لينتقم منهم عن جميع ذنوبهم فى هذه الدنيا ويخلصهم فى الآخرة
وحدث أن مات وزير الخليفة على ابن أحمد الجرجانى وتلى من بعده الوزارة أبو بركات وكان إبن أخى الجرجانى الوزير المتوفى ثم تولى بعده البازورى
وقال تاريخ البطاركة : " بلغنى عن أنسان نصرانى كان دائما يتشفع بالقديس مرقوريوس الشهيد وكان يقضى حوائجه ( كل طلباته التى يطلبها منه ) وكان المسيحى يخدمه - وكان فى زمان أدب من أداب الرب لشعبه إستشفع الشاب بشفيعه مرقوريوس فلم يسمع له فشك فيه فظهر له فى تلك الليله 0 يعتقد فى حلم ) وأخرجه إلى موضع واسع وأوقفه على جب رأى فيه خيل وسلاح وقال له أنت تعرفنى أنا مرقوريوس فلا تشك فى وإعلم أنى أنا وأخوتى الشهداء وغيرنا قد أمرنا الرب ألا نشفع فى أحد من بنى البشر فى هذا الزمان لأنه زمان أدب وهذا هو خيلنا وسلاحنا قد تركناه وحدث بعد هذه الرؤيا غلق الكنائس "
الوشـــــــــــــــــــاية
كتب الوزير البازورى أن البطريرك القبطى يمنع ملك النوبه من إرسال الهدية (1
6) وأمر الوزير أن يدفع غرامه 100 دينار لغلام تركى لعضد الدولة متولى شئون الحرب إسمه دُرى فذهب إليه وقبض عليه وأخذه إلى القاهره وسلمه إلى عصب الدوله فأكرمه وأسكنه فى داره وذهب إلى الوزير أعتانى عصب الدولة وكان معه أبو البشر طبيب العظمة ( طبيب الخليفة) وتكلما معه عن البابا المعتقل أنبا أخرسطودولوس وقال له : " أنه لا صحة لهذه الوشاية وأن ما قيل كلام كذب ولا أساس له من الصحة " فأفرج عن البطريرك المعتقل وعاد البابا إلى دمروا 0
رأس القديس مرقس
ذكر الأنبا يوساب أسقف فوه فى القرن 12 (17): " أما راس القديس مرقس فكانت عند قوم فخافوا على نفوسهم فأخرجوها من مكانها واودعوها مكان آخر – وكان العبيد قد تملكوا الإسكندرية فذهبوا ليهدموا كنيسة الجمقا أو القمحا ( كنيسة مار مرقس الرسول) فرأوا مشاعل ونور باهر يخرج منها فخافوا ولم يتجاسروا أن يقتحموها حتى أن بعض الذين كانوا يريدون هدمها تعثروا وسقط واحد منهم ومات ودفنوه فلم يعد أحد يقترب منها وكان هناك عامود من الخشب فى الكنيسة أخذه إنسان تاجر بدون إذن ووضعها فى مركبه فعطبت المركب مرات كثيره وفى بعض الأحيان كان لا يقدر أن يدير دفتها أو يربح منها شيئاً وأخيراً إحترقت المركب فعرف كل واحد فى الإسكندرية أنه نتيجه لسرقة عامود الخشب من كنيسة القمحا وأما صاحب المركب فمات موته شنيعة "
يقول الأنبا يوساب أسقف فوه فى القرن 12(
18)
: " أنه عندما جاء القيسين وحاصروا المدينة وكذلك المشارقة ( السنانسة ) حدث قتال كثير وحرب وهيجان وخافوا على راس القديس مرقس فوضعوها بين حيطين وبنوا عليها وعندما زالت الشده وإنتهت الحروب وخلص الرب المدينة بصلاه مار مرقس شاهد إناس أتقياء ملائكة وهم يهزموا الأعداء ويطاردوهم من الخلف – وحدث أيضاً أن صبية عذراء شاهدت فى المنام
القديس مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر يقول لها : " قولى لهم خليتونى محبوس بين حيطين ففتحوا المكان ونقلوه إلى مكانه وجعلوا أمامه القناديل كالعاده .
ثم روى تاريخ البطاركه قائلاً : " كانت رأس القديس مرقس فى بيت (دار) قبطى غنى إسمه أبو يحيى زكريا ولما أصبح مريضاً وإشتد وجعه ولما كان المسلمون يستولون على بيوت الأقباط الذين يموتون كانت روحه متعلقه برأس القديس وخائفة عليها فأرسل إلى قبطى آخر عشرة أشخاص هم جبريل إبن قزمان وسيمون القس الذى أصبح فيما بعد أسقف تنيس وأخوه حسون الشماس وأبو الخير مطروح وسرور إبن مطروح وآخرون ليستسمحه أن يأخذ رأس القديس ويحفظها عنده فقالوا له : " الشيخ أبو يحيى زكريا قد إشتد عليه المرض وهو يعمل فى خدمة القايد الاجل عز الدولة معضاد ونحن نخاف أن يموت فيستولى المسلمين على بيته وعلى كل ما فيها ولا نأمن على وجودها فى داره " فذهب معهم إلى بيت أبو يحيى فوجده ينازع الموت فأخذ الصندوق الذى فيه الذخيرة ( رأس القديس مرقس ) وحملوه من بيت أبو يحيى إلى بيت جبريل ابن قزمان الذى بيته كان قريباً , ولما سمعوا عويلاً ونياحاً عرفوا أن أبو يحيى قد مات وفى ظلام الليل نقلوا الصندوق الذى فيه رأس القديس إلى بيت قبطى آخر بعيداً عن هذا الحى وكان هذا القبطى مشهوراً بغناه وقربه لدى الولاه ويعتبر كبير الأقباط بمدينة الإسكندرية فوقف فى دهليز البيت وحلف أن : " رأس القديس لن تدخل بيته خوفا من السلطان فقد واجهت غرامة كبيرة ومصادرة لممتلكاتى وأمور صعبه أخرى " فتطوع القس سيمون الذى أصبح أسقفاً على تانيس بعد ذلك أن يأخذ الرأس عنده ويخدمه هو وأخوه الشماس فذهبوا وأخذوهه ( أى الرأس) عندهم ,

 وعرف رجلاً مسلماً بما حدث وهو من مدينة برقة إسمه على إبن بشير فكتب وشاية إلى الفايد الأجل معضاد الدولة بما يعرفه فأرسل أمراً إلى والى الإسكندرية كوكب الدولة السالى بالقبض على الأقباط الذين إشتركوا فى الأمر فأحضرهم أمامه وقال لهم : " أريد رأس مرقس وعشرة الآف دينار كانت معها وهذا أمر السلطان قد وصلنى يطالبكم بذلك " وتقدم حسون الشماس ليتكلم وقال له : " أتريد أن أضربك بالسياط حتى تحضر الرأس " فقال : " لا ما أريد ذلك " فضحك منه وأخلى سبيله , وذهب كبير الأقباط بمفرده إلى مصر ( القاهرة) فطالبه معضاد الدوله بالمال لأن على بشير عرفه أن الأروام سيدفعوا فيها عشرة الآف دينار فقال له القبطى : " لم أرى الرأس ولم آخذه وها أنا بين يديك " , فإعتقله وسجنة , وعلم القبطى فى الحال أن هذا أمر من الإله لأنه لم يأخذ الراس عنده ورد الرأس من على باب بيته وظل القبطى فى الحبس سبعة وثلاثين يوماً .

وكان سجان الحبس رجل مسلم إسمه بركات قال لكبير القبط فى صباح اليوم السابع والثلاثين لقد رأيت فى منامى هذه الساعة شاباً بلحية سوداء على جبينه ضربة وقف على باب سجنك وقال : " يا شيخ أبو الفتح إبن مفرج : أنا مرقس الإنجيلى قد ربحت نفسك بصبرك " – وقال كلاماً آخر لم أفهمه – ثم إستطرد الشاب قائلاً : " خذ هذه تخلص ورمى له من يده اليمنى حصاه لها ثلاث رؤوس وقال : ثلاث أيام وتخلص ضيقتك " فقال شيخ أبو الفتح كبير الأقباط : " إحضر لى ضوء " لأن سجون ذلك الزمان كانت مظلمة فوجد حصاة أمامه على الأرض فأخذها وتأملها وفحصها فوجد عليها ثلاثة رؤوس فقبلها وربطها على ذراعه وحدث بعد ثلاثة أيام أرسل معضاد الدولة وأحضر أبو الفتح أمامه وألزمه بغرامه قدرها خمسمائة دينار وعلى أصحابه مائه دينار فدفعوها وأطلقوا سبيله وعندما وصل إبو الفتوح إلى الإسكندرية ذهب فوراً إلى رأس مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر وقبل الراس وقص ما حدث من السجان وأمر الحصاة ذات ثلاثة رؤوس لأولاده وأراها لهم وكانت دائما فى كمه يربطها على ذراعه بمنديل حتى وفاته ولما توفى بحث عنها أولاده فلم يجدوها 0
ويقول القبطى الذى أخذ رأس القديس مرقس فى منزلة :" وكان يظهر لنا من رأس القديس مرقص عجائب عظيمة , ولكن أخى فهد أبو العلا نيح الرب نفسه كان قد شك فى الراس وقال فى قلبه :" هل هذه رأس القديس مرقس حقا أم لا ؟" ولم يعلم ما قاله إلا الرب الإله ولما نمت فى تلك الليله ظهر لى القديس مرقس وقال لى : " أخوك فهد قد شك فى ٌ " فلما كان الصباح قصصت عليه الحلم وكنت أنا وهو وخالى فى كنيسة أبو سرجه صدقه أبن سرور والراهب أبو يعقوب فلما سمع قولى تعجب وأرتعب وأعترف بما خامر قلبه من شك , وكشف لنا عن فكر قلبه الذى لم يخرج من عقله وذهب على الفور إلى حيث رأس القديس وصلى وبكى وسأله الصفح عنه 0
---------------------------------------------------------------------------------

المـــــراجع

(1) ( ترهبن معه فى نفس اليوم أو فى نفس الزمن أو راهب من نفس ديره)
(2) تاريخ الآباء البطاركة – للأنبا يوساب أسقف فوةه وهو من آباء القرن الثالث عشر – أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القمص صمؤيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 108
(3) ( أو شبراو ) (4) ( بعيره أو بقيرة )
(5) ( فى عصره فى سنة 803 شـ) مع جسد فيلاتاوس الفايد الشهيد فى صومعه سنجار التى كان فيها يومئذ ميخائيل الإيغومنس الحبيس )
(6) أصبح فيما بعد أسقف مدينة تانيس
(7) راجع تاريخ البطاركة لأبن المقفع ج2 ص 136 – وأيضاً تاريخ البطاركه لأسقف فوه ص 108 وغيره من كتب تاريخ البطاركة

(8) تذكر المراجع التاريخية كما يذكر التقليد أن بطرس الرسول كان مع مرقس فى أرض مصر والقديس بطرس بشر يهود مصر
(
9) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 10
(
10) دار الديباج بين خط البندقايس والوزيرية راجع المقريزى 2: 72
(
11) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 15

(12) كان الشمامسة لهم حقوق فى المرتبات مثل الكهنة ومن هذا الوقت أصبح عمل الشمامسة خدمة تطوعية
(
13) وجدت أربع نسخ من هذه القوانين – أولها فى المتحف القبطى ببابلون ( مصر القديمة) , وثانيتها فى المكتبة الهلية بباريس , والثالثة بمكتبة الفاتيكان , والرابعة فى مكتبة المتحف البريطانى بلندن – راجع ايضاً مقال أرسولد بورمستر ( باللغة الإنجليزية) عن قوانين خريستودولس بطريرك ألإسكندرية66 – نشرلا فى مجلة موزيون المجلد 45 ص 71- 87

(14) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 الجزء الثالث
(
15) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 الجزء الثالث ص 65

(16) ( المعاهدة المعروفه بإسم البقط التى أجبر أهل النوبه على الإيفاء بها وهى أن يرسل ملك النوبة 360 عبدا سودانياً إلى الخليفة المسلم كل سنة هذا غير 40 عبداً ترسل إلى والى مصر أما والى مصر فيرسل خمر وشعير .. ألخ
(
17) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 111
(
18) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 113

 

***************************************

ذكر أبو المكارم المؤرخ مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى  - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص  104-

 البلينا

(مدينة البلينا)  (البلينا أحد مراكز سوهاج) وهى غربى النيل ببلاد الصعيد بها

دير معروف بأسم بنى موسى (دير الأنبا موسييس مؤسس الدير والدير أطلق عليه أسمه بالعراب المدفونة - مركز البلينا من القرن السادس وقد زاره هناك الأنبا ساويرس البطريرك الأنطاكى) وقد أهتم به الصفى والدير غربى المدينة وذكر أن الأسم أو ميسيس وكنيسته فى هذا الدير آثار بناء لم يشاهد مثلها وعليه سور دائر وبابه حديد صفائح مطبقة بمسامير وبه ساقية تسقى (النباتات الخضراء وجسده الطاهر مدفونا هناك .

وذكرت سيرة أنا أخرسطاذولوس البطريرك الـ 66 أن أعمدة هذا الدير عرقت جميعها حتى صار عرقها كالماء الجارى عقب وباء الجدرى الذى أصاب أطفال مصر ومات 21 ألف صبياً فى أقل من شهر وبلغ القمح بمصر التليس ثمانين ديناراً وبالأسكندرية 72 ديناراً .

 

 

 

 

 

This site was last updated 12/29/11