Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا شنودة2 البطريرك الـ 65

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا مينا الـ 61
من هم الفاطميين؟
موكب وإحتفالات المعز
الخليفة المعز لدين الله
الأنبا آبرآم الـ 62
البابا فيلاتاوس ال 63
مسلمين يعتنقوا المسيحية
البابا زخارياس الـ 64
الباباشنودة2الـ 65
السيوطى وخلفاء الفاطميين
البابا أخرسطوذولوس الـ 66
إستشهاد صبى
إضطهاد الأقباط
الإحتفالات المسيحية الشعبية
إعترافات الآباء
ثروة الفاطميين وعاداتهم
الخليفة الظاهر
الجامع الأزهر شيعى
جامع راشدة أصلاً كنيسة
مشروع شارع المعز
الخليفة المستنصر بالله


 

البابا شنودة / سانوتيوس الثانى البطريرك رقم 65

 


من أين أخذ الأقباط فكرة القرعة الهيكلية ؟
ولما تنيح أنبا زخارياس طمع بعض من الأراخنة أن ينالوها بواسطة إستخراج أمر من الخليفة وبهذا يصبح الأساقفة تحت الأمر الواقع فى رسامتهم وإلا يخالفوا الخليفة , فلما علم بقيرة الرشيدى الكاتب صاحب الصليب حمت الغيرة على الكنيسة فى قلبه فجمع قوماً من الأقباط وذهب إلى الوزير على إبن أحمد وكلمه فى الأمر , وكان الوزير رجل له حكمة وفهم ويحب النصارى فقال لبقيرة والأراخنة الأقباط (1): " أنه عند رسامة البطريرك يجب دفع ثلاثة آلاف دينار وقد تركناها كرامة لكم (2) ويجب أن تفعلوا بعد هذا ما يرضى الرب كما يفعل عندنا فى بغداد وذلك أنهم عندما يرسمون إنساناً بطريركاً إجتمعوا فى الكنيسة ويختارون ( ينتخبون ) مائة رجل من رهبان الأديرة ثم يفحصوهم حتى يكونوا خمسين ويعيدوا فحصهم إلى أن يصبحوا خمسة وعشرين ومن الخمسة وعشرين عشرة حتى يصلوا إلى ثلاثة مختارين ويكتبوا أسماء الثلاثة فى ثلاثة رقاع والرابعة يكتبون فيها إسم الرب وتشمع وتوضع على الهيكل ويصلوا قداساً وبعد صلاة القداس يحضروا طفلاً صغيراً بريئا من أولادهمً ليس عليه خطية فيمد يده ويأخذ واحه من الرقاع فإذا كانت واحده من الثلاثة رسموه بطريركاً وإذا كان فيها إسم الرب علموا أنه لا يوجد من يصلح من الثلاثة فيكتبوا أسماء ثلاثه آخرين ويستمروا كذلك حتى يختار الرب واحداً يرسموه " .. فتعجبوا من حكمته ومشورته فى إخبارهم هذا الأمر فلم يفعلوا كما قال لهم الوزير وجلسوا معا ليختاروا منهم واحداً وإجتمع وشكروه ودعوا له ومضوا فإجتمع الأساقفة ومعهم رؤساء أديرة وادى النطرون.
رأيهم على راهب ترهب وهو يبلغ من العمر أربعه عشر سنة أسمه " شنودة " وقد رسم قسيساً فى دير ابو مقار وكان عارفاً بالكتب المقدسة متبحراً فيها وهو من أهل بلدة تدعى تلبانه عدى وترهب فى قلاية تعرف بدنجانة وكان بعض الأساقفة يحبوه ويريدونه أن يصبح بطريركهم ولكنهم إحتاروا وقص أحد الأساقفة عليهم حلمه فى نومه : " فقد ناداه صوت قائلاً إن أول من يدخل من باب الكنيسة ويقبل أجساد القديسيين ..هو.. هو " فلما كان الصباح كان أول من دخل وفعل هذا هو شنودة الراهب القس – وقد رأى شنودة فى منامه فى نفس الليله حلماً فى منام : أن بطرس الرسول ويوحنا الإنجيلى أعطوه مفاتيح – فلما صحا من نومه قال لراهب آخر رأيت فى منامى كذا وكذا أى قص عليه حلمه فقال له الراهب : " البطريركية سوف تكون لك لأنها أعطيت لك من فوق "0 (
3)
وذكرت أيريس حبيب المصرى تعليقاً لها على هذه الرؤيا فى الحاشية فقالت : " لم تكن هذه الرؤيا كافية لأنها لم تظهر إلا لشخص واحد ربما يكون قد إدعاها أو حتى لشخصين لأنه ربما يكونا قد إتفقا – هذا من جهه ومن الأخرى تصرف الناخبون بمقتضاها من غير بحث ولا تمحيص مع ان الآباء جروا على نصيحة يوحنا الحبيب - إمتحنوا الأرواح – (1 يو 4:1 ) "
وقال إبن المقفع (
4): " وقيل أن شنودة كان يشتهى أن يصير أسقفاً ولكنه لم يكن معه مالاً ليدفعه ليصير أسقفاً فطردوه وأقاموا فيلاتاوس أسقفاً على كرسى مدينة مصر ( بابليون أو القاهرة ) "
وقبل أن يلبسوه ثوب البطريركية ويرسموه إتفقوا معه أن يرسم يونس ( يوحنا الراهب الذى إشتكى البابا للخليفة ) أسقفاً لمدينة الفرما لخوفهم من لسانه ومضوا بشنوده إلى قلايه يوحنا وضرب شنودة ليوحنا مطاونه وطلب منه أن يساعده ويكون له بمثابة أخ فقال له يوحنا : " إن كنت تردنى أن أساعدك فأكتب لى تعهد بخطك أن تعطينى فى كل سنة ثلاثون ديناراً أعيش به لآن كرسى الفرما الذى سوف ترسمنى عليه ليس فيه شئ , كما ترسم أخى فى كرسى آخر" فكتب تعهداً بذلك 0
إلزام البطريرك بشروط وظل الأساقفه مجتمعين بعد ذلك ولم يتفق رأيهم على واحد لرسامته بطريركا وكثرت أقوالهم وكل واحد منهم يذكر قريبه أو صديق له ليصير بطريركاً ولما إمتدت مناقشاتهم لمدة أسبوع فقال لهم يوحنا الراهب : " إلى متى كل واحد منكم يطلب شهوة نفسة لا يصلح للكنيسة غير

شنودة رجلاً باراً قديساً محباً للغير وهو عالم ودارس وفاهم للكتب المقدسة ووصفة وأطنب فى وصفه وساعده الأساقفه فأمروا بإحضار شنودة ورسموه أغومنس وذهبوا به إلى الإسكندرية مركز الكرسى الرسولى فإجتمعوا الإسكندريين معه وقرروا أموراً تتعلق بهم فأخذوا تعهداً منه بان يعطيهم خمسمائة ديناراً كل سنة ليعمروا بها كنائسهم – كما لا يأخذ من أحد شرطونية ( مالاً ) ولا يبيع موهبة المسيح ( رسم أحداً أسقفاً ) ديناراً أو أكثر ولا حتى درهماً – كما ألزموه بدفع رسوم جرت عادتهم دفعها للوالى حوالى مائه ديناراً – ولكن عندما رسموه لم يكن معه المفروض دفعه للوالى ولا له أيضاً , فقال له الأراخنه ورؤساء الشعب : " أنت أخير من آباؤك فقد كانوا يأخذون الشرطونية ويدفعونها فى هذه الأمور وغيره " ورسم فى شهر كيهك سنة 745ش - 1032م فى عهد الخليفة الظاهر إبن الحاكم
البطريرك شنودة (2) يبيع مواهب الرب بدنانير ( السيمونية) وينقض الشروط
أخذ الأقباط كثيراً من عادات المسلميين وإسلوبهم فى التعامل مع الآخرين فهم يتعاملون بشكل حينما يكون الإسلام فى ذل وإنكسار ويتعاملون بشكل آخر حينما تتم لهم النصرة الغلبه – وكان هكذا ذلك البطريرك الذى تولى البطريركية فبعد أن كتب التعهدات على نفسه بعدم بيع مواهب الله بدراهم وبدلا من الوفاء بها بدأ فى أخذ أموال وهذه الأحداث ما فعلها هذا البطريرك :-
وخلا كرسى ببا وكان هناك قبطى إسمه يسطس وله إبن أخت إسمه روفائيل فسأله أن يأخذ الكرسى ويدفع ستمائة دينار ولم يكن معه كل المبلغ فذهب إلى قوم من المسلميين وأخذ باقى المبلغ منهم بالربا وكتب على نفسه حجه بأن يدفع بدل المبلغ محصول لوز فرسمه البطرك فاقام على كرسيه مدة سنتين ثم مات
ودفع البطرك مالاً للإسكندرين وفسخ التعهد الخاص بأنه لا يأخذ شرطونية ( مالاً )أحب البطرك المال وجمع منه الشئ الكثير وكان يعطيه لأهلهوذكرت المؤرخة أ.ب. بوتشر عن بيعة للرتب المعروفه بالسيمونية (
5) فقالت : " ورأى الإغومانوس حنا الذى كان فيما سبق كاهناً لكنيسة أبى نفر ولم ينجح فى زمن البطريرك زخارياس فى الحصول على الأسقفية وجد أن الفرصة سانحه له فى عهد البطريرك شنودة فبذل جهده فى نوال غرضه ولكنه لما لم يكن أهلاً لتلك الدرجة لم ينجح , وعندما خلت إيبروشية العريش من أسقف له فسيم عليها أسقفاً وصار يدفع للبابا 60 ديناراً سنوياً لحصوله على تلك الدرجة , وباع البطريرك شنودة أسقفية بانفيوس ورسم عليها أسقفا بإسم رفائيل مقابل
ألف ومئتى ديناراً وأسقفية ليكوبوليس ( أسيوط) للأيغومانوس الذى فيها بمبلغ غير معروف ولما لم يرضى عنه الشعب جاء إلى البطريرك يطلب منه أن يقنع الشعب بقبوله أو أن يرد له الدراهم التى دفعها فابى عليه البطريرك كلا الأمرين
وحدث أن رسم أسقف فى دير أرشى بابا وأخذ منه مالاً كثيراً فمنعه أهل أسيوط من الدخول إلي مدينتهم ثلاثة سنين فقد تمسكوا بالقوانين بسبب أنه دفع مال للبطريرك وقالوا لا يجوز لأسقف أو كاهن يؤهل نفسه لخدمة الرب أن يدفع ذلك المال ولا يجوز الذى يقسمه أن يأخذ مالاً كقول المسيح من فاه المعظم لتلاميذه عندا أمرهم أن يعمدوا الأمم ويبشروهم بالإنجيل لخلاصهم : " مجاناً أخذتم ومجاناً أعطوا (6) " أى أنكم أخذتم هذه النعمه بلا ثمن فلا تطلبوا من أحداً ثمنا لكى تعطوا هذه الموهبه لأنها ليست ملككم ولكنها ملك لربنا , وقد عمل الآباء البطاركة بهذه الوصيه منذ زمان الإضطهاد من ولاه المسلمين منذ أحمد بن طولون إلى أيام الخليفة الحاكم , وعاد أسقف أسيوط إلى البطرك أنبا شنودة وطلب منه المال أو يثبت له الأسقفية فلم يقدر أن يفعل له هذا أو ذاك وقال ميخائيل صاحب المخطوط الذى نقلت منه هذه الحادثة " وأقول أنا البائس ميخائيل يشهد الرب على روايته يوماً يخاطب البطريرك فلم يرد عليه بكلمة واحده فبكا ولطم خديه وقلع ثياب الأسقفية ورماها ووقع مرتعداً مثل الميت أو كمن به شيطان فرفعناه من على الأرض وكلمناه بكلام مريح إلى أن هدأ وعاد إليه عقله وكتب الأساقفه إلى أسقفين مجاورين لكرسيه بأن يكرسوه فى أحد قرى كرسيه " 0
قرار خطير
إلا أن البطريرك شنوده لم يقتصر على بيع الإيبروشيات فى حياتهم مقابل المال بل أصدر قراراً لا يزال معمولاً به حتى الآن هو :
أن تكون جميع مقتنيات الأساقفة للبطريركية بعد وفاتهم
ومن أعمال هذا البطريرك المحب للمال أن توفى أسقفاً آخر وإسمه إيليا كان يقطن بلدة تسمى بشنانه فأمر بالإستيلاء على داره وكل ما له ومن الظاهر أن داره كانت ملك لعائلته قبل أن يصير أسقفاً فحضر له أخوه وطلب منه متضرعا أن يعطيه الدار خالية ويأخذ كل ما فيها لأنه يحتاجها ( يعتقد أن هذا البيت كان إرثاً للعائله ) فإعتنق أخو الأسقف المتوفى الإسلام وأخذ داره من
البطريرك وكل ما فيها – يجب البحث فى أمر تنفيذ هذا القانون والذى إستمر تنفيذه حتى الآن خاصة أنه ظهرت آثاره منذ أول حاله فى تطبيقة كما أن البطريرك الذى وضعه لم يرقى إلى مستوى باباوات الإسكندرية !
البطريرك شنودة 2 يعتقد انه ملك
ويقول إبن المقفع (
7) عن هذا البطريرك : " وكان محبا لهذا العالم ومجده " وحدث أن ذهب البطريرك إلى مصر ليكرزوه فنزل فى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل التى فى الجزيرة وذهب الأراخنه والأساقفه ليتباركوا ومعهم الشماس القديس بقيرة الرشيدى صاحب الصليب وبهما سلموا عليه وأخذوا بركته فقال : "ملك الرب فلتزجر الشعوب (8) " قال له بقيرة : " ما معنى هذا الكلام يا أبونا !! " فقال له : " أنا طلبت أسقفية مصر فلم ترضى بى وطلبت الأسقفيه فيلاتاوس وهوذا الرب قد جعلنى ملك بغير إختياركم " فإغتاظ الأراخنه ونظروا بعضهم لبعض وهموا بالقيام ولكن بقيرة الشجاع أفحم البابا حينما قال له : " هذا الكلام قاله داوود النبى فى المزمور عن السيد المسيح وحده لأنه ملك على اليهود من غير أن يملكوه أو يختاروه أن يكون عليهم ملكاً لأنه جاء لخلاص العالم - هوذا أنت تشبه نفسك بالرب وتشبهنا باليهود " ثم قاموا وخرجوا غاضبين قائلين ليس فى أيامك خلاص , وقال إبن المقفع تعليقاً على قول أساقفة مصر وأراخنتها :" وبالحقيقة لم يكن فيها خلاص"
خداع بطريرك
يقول إبن المقفع (
9) عن هذا البطريرك : " وكان من ضجره وأفعاله مالا يجوز كتابتها "
وطالبه أهل مدينة الإسكندرية بـ 500 دينار التى كتب لهم تعهداً بإعطاؤهم إياها قبل رسامته فرفض إعطائهم المبلغ ويعتقد أنه قال لهم : " ليس لكم شئ عندى " فذهبوا وإشتكوه للوالى , فذهب البطريرك إلى بعض الأراخنة وتناقشوا فى الأمر فأخذوا التعهد الذى فيه 500 دينار من الإسكندريين وكتب لهم آخر بـ 350 ديناراً وحضر هذا الإجتماع بقيرة الرشيدى صاحب الصليب وصالح البطريرك مع أهل الإسكندرية وقال له : " إسمع الآن ما أقوله لك فهو يرضى ربنا وإلهنا والناس يفرحوا به " .. فقال البطريرك : " مهما أشرت به على سأفعله ولن أخالفه " قال بقيرة : " يجب أن تترك هذه الشرطونية التى تأخذها ( جمع الأموال ) ولا تبيع موهبة ربنا بدراهم " فقال له من أين لى ما أنفقه على نفسى وعلى تلاميذى وما أحتاجه من المؤون واللوازم الأخرى والمبلغ الذى تعهدت به للإسكندريين والمبلغ الذى أعطيه كخراج ( ضرائب ) عن الأراضى " قال بقيرة الرشيدى صاحب الصليب : " نحن نحسب كل الذى عليك وجميع ماتحتاجه ونحسب كل ما تأخذه من الأساقفة ومن الأديره فى كل سنة فإن عجزت أو نقصت مما تطلبه قسطناه على أنفسنا ونحضره لك وتستريح من هذا الفعل السو الذى يكرهه ربنا وإلهنا والناس " وقد أظهر البطريرك أنه إقتنع بكلام بقيرة البار ولكنه فى الباطن لايقره فأخذ البطريرك كاتبه ميخائيل ليكتب ما سيحدث فقد جمع الأساقفه ليطيب خاطرهم وقلبهم
شريفاً مسلماً ينصح الأقباط فيغتاظ منه البابا ويأمر بضربه
وقال له أحد الأساقفة : " ما الحاجه لدعوتك إلينا , ولماذا تركت الشرطونية وزعمت أنك لن تأخذ شيئاً ممن ترسمه أسقفاً , لماذا فعلت هذا بنفسك فقد صدقت هؤلاء الأساقفة وهم لا يريد لك خيراً " فإنقلب عقله ووضع فى قلبه مخالفه الإتفاق الذى تم مع بقيرة وعاد الكلب إلى قيئه مره أخرى وقال البطريرك فى نفسه : " إن لم آخذ الشرطونية فستضيع البطريركية " فلما سمع بقيرة أن الأساقفه حضروا جاء إليه وأخذ بركته كالعاده وقال له : " يا أبونا البطرك قد حضر الأساقفه فإظهر أمامهم أن أمر تركك الشرطونيه أنت فعلته من ذاتك ولم يشر عليك أحد به فيكون هذا جيدا أمام ربنا والأساقفه والشعب " وذهب رجل مسلم إسمه بكر الشريف (1
0) فأسرع إلى دار البطريركية ورجا الأساقفة أن يذعنوا إلى نصيحته ووقف بينهم خطيباً يذكرهم بسؤ المغبه التى تنتج من عدم رضائهم بمشورة البطريرك وذكرهم بالبطريرك أفرآم الذى تمت فى أيامه معجزة نقل جبل المقطم وكيف انه كان يحرم إستعمال هذه العادة القبيحة بأخذ مال الشرطونية مقابل رسامة اساقفة وختم قوله بأن المصائب التى تحل بهم من وقت إلى آخر إنما هى نذير من السماء ينبئهم بوجوب الكف عن المساوئ وإتباع الحق فقال البطريرك : " هكذا أفعل " لكن إحضر لى التعهد والإتفاق الذى كتبته لأريهم إياه " وعندما إكتمل وجود الأساقفه جميعا أعطاه بقيرة الرشيدى التعهد فلما أمسكه بيده مزقه قطعه قطعه فتعجب الحاضرين من فعله وقالوا : " هذا بيت مبنى ولكن ليس له أساس " وإنفضت الجلسة على هذه الصورة المخزيه فى التاريخ القبطى وظهر الأقباط أمام هذا الرجل المسلم
ووصل ما فعله البطريرك إلى الأساقفه المجتمعين فى كنيسة أبو مرقوريوس بمصر وكان البطرك فى كنيسة مخائيل فغضبوا منه وشكوا إلى بكر الشريف بمرارة من سؤ تصرف البطريرك وتردده فى إصدار الأوامر وميله إلى الأبهه والتظاهر وأعلموه : أنه هو الذى أوقف تحصيل هذه الرسوم بقرار مقدس عند جلوسه على الكرسى البطريركى وقالوا : " كأنه يتلاهى ويتلاعب بنا وأحضرنا لأمر ثم رجع فيه ونحن لن نتنازل عما حدث " ثم تفرقوا على أنهم سيجتمعوا مرة أخرى فى كنيسة أبى سيفين للإحتجاج على تصرفاته وتبعهم بعض العلمانيين , وبقى شنودة البطريرك فى كنيسة الملاك ميخائيل مع مجموعته الذين يؤيدوه وبعد مناقشات عديده بينهم إعترفوا بصحه نصائح الشريف بكر فرغبوا فى قبول إقتراحاته ووافقوا على التوقيع عليها وهو صوره من القرار الذى مزقه البطريرك سابقاً
وأرسل بعض الأراخنه برساله منهم إلى البطريرك والأساقفه المؤيدين له فى كنيسة ميخائيل يقولون فيها : " لا يمكنك أن تتراجع فى أمر الشرطونية التى جمعتنا بسببه إلى أن يتم ما يجب حسب قوانين الإنجيل " .. ولما تأكد أنهم لن يتنازلوا عن موقفهم إجتمع البطريرك معهم ولما رأى البطريرك أن بكر إستمال الأساقفه المؤيدين له أيضاً وأصبح وحيداً أمام الجميع فإستمر يماطل ويتباحث معهم ويتحاور من الصباح الباكر حتى الليل وقابله بكر عميد المسلمين ووقف بين الأساقفه خطيباً ويحثهم من ناحيه على طاعة البطريرك وما زال يتناقش مع البطريرك ويقنعه بوفائه بتعهداته السابقة والتوقيع على الإتفاق ولما راى البطريرك إسلوبه فى الإقناع وقوة حجته وأنه خذل أمامه ووقف موقف العاجز إستشاط غيظاً وأبى الموافقه وإتهم بكر فى التدخل فيما لا يعنيه فى المسائل الملية البحتة وأمر رجاله أن يقبضوا عليه ويضربوه فضربوه ضرباً مبرحاً وتفرق الأساقفه ودخل الشر بين الأقباط وبدلاً من الإتحاد والنمو فى أيام السلام إنقسموا وهكذا إختلت البطريركية فى إدارتها وإنحطت الناحية الروحية كل زمان البطريرك شنودة .

البابا يأمر بضرب بقيرة القديس الشهير

ومن الظاهر أن هناك كان حزباً يدفع البطريرك نحو الشر فقال إبن المقفع (11) عنهم : " : ثم دخل أحد تلاميذه برقعه (ورقه مكتوبه) من عند رجل من حزب إبليس خزاه
ربنا فلما قرأها قال للشماس بقيرة صاحب الصليب : وأنت إيش لك فى الكلام فى مجمع الأساقفة ثم أشار إلى تلاميذة فضربوا بقيرة الشماس صاحب الصليب ضربا مبرحاً وقام البطرك وخرج وإنفض المجلس "
البطرك يصدر أمر حرٌم عجيب لم يسمع بمثله من قبل
صار يونس ( يوحنا ) الراهب أسقفاً على الفرما وذهب إلى البطريرك يطالبه بـ ثلاثين دينارا سنوياً الذى تعهد البطريرك بها كتابه حتى يستطيع يوحنا العيش لأن كرسيه فقير فلم يدفع له شئ فخرج من عنده غاضباً يتوعده بأنه سيفعل فيه كما فعل فى البابا زخارياس البطرك القديس فلما سمع منه هذا الكلام أصدر مرسوماً بحرمه وهو عجيب لم يسمع بمثله من قبل وأرسله إلى الأراخنه والأساقفه فى مصر :-
1. لا يقبلوه فى كنائسهم وبيوته

م ولا يطعموه خبز
2. لايدفعوا له أى مبلغ من المال – وكان الأساقفه إتفقوا فى أول سنه من رسامة يوحنا أن يقسموا مبلغ الثلاثين ديناراً على أنفسهم وكان نصيب كل واحد دينارين وذلك عندما رأى الأساقفه أن البطريرك لم يوفى بتعهده قبل أن يظهر الخلاف الأخير بينهما 0
وقد أخذ هذا البطرك هذه الحروم المكتوبه فى الناموس الثانى فى المزمور 108 لداوود النبى وكان يقصد بها يهوذا الإسخريوطى –
وآباء الكنيسة إستعملوا الحروم فى حالة هرطقه أو مخالفه للتعليم أو الخروج على قوانين الكنيسة والمقصود من الحروم هو التأديب – ولما كان الخلاف الناشئ هنا بين هذا الأسقف والبطرك سببه أن البطرك لم يدفع ما تعهد به للأسقف فهذا الخلاف لا يجوز قانونياً وكنسياً وعقائدياً أن يكون سبباً لحرم - لأنه خلاف ناشئ على عدم وفاء البابا بتعهده المالى عنداً ومعانده فى الأسقف.
نياحة البطريرك شنودة رقم 65
أصيب البطريرك بصداع شديد فى الرأس وسعال شديد وحرارة وكان يمسح مناطق وجعه بزيت البنفسج ولكنها لم تخفف وجعه ثم أصيب أيضاً بوجع فى أذنه وظل يعانى من آلام وأوجاع المرض ثلاثة سنين لدرجة أنه كان يحس أن النار تلهب رأسه إلى أن تنيح وظل يعانى من سكرات الموت لمدة يومين ومات فى 12 هاتور سنة 733 ش وقيل سنة 761 ش – 1047 وكانت مدة بطركيته 14 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً , وإجتمع الأساقفه للصلاه عليه ودفن فى الكنيسة الكبرى بدمروا الذى كان بدأ فى بنائها البابا زخارياس ونذر الأنبا شنودة بإكمال بناؤها إذا صار بطريركا وأنفق فيها مالاً كثيراً 0

جمع سير الآباء البطاركة
قام الشماس إبن منصور إبن مفرج الإسكندرانى بالإهتمام بكتب الكنيسة وترتيبها وشرح تاريخ حياة الآباء البطاركة الذين جلسوا على كرسى مار مرقس البشير مع إدراج ما أظهره ربنا على أيديهم من معجزات وما لا قوه من متاعب وضيقات وإضطهادات وواجهوه بشجاعة وصبر وجهاد وقوة وأمانه وإرشادهم لرعيتهم وهدايتهم إياهم بالإيمان المستقيم وتعليمهم بالوصايا الإنجيلية فذهب إلى دير ابو مقار بوادى النطرون فوجد الشماس أبو حبيب ميخائيل إبن بدير الدمنهورى وكان موجودا بالدير أنبا كيرلس ومعه ثلاثة من الأساقفة هم أنبا غبريال اسقف البحيرة وأنبا إبراهام أسقف دبقوا وأنبا خائيل أسقف نوسا وهو من بروه وتم هذا اللقاء فى برمهات سنة 804 شهداء شهر محرم 408 هـ فى أيام بدر الدين الجمالى إتفقوا جميعا على البحث عن تاريخ الآباء فوجدوا سيرة
إثنين وأربعين بطركاً فى دير السيدة بنهيا من مار مرقس الإنجيلى إلى سيمون – ووجدوا فى دير الشهيد الأمير تادرس على المهى بابلاج سيرة أربعة بطاركة من الأسكندروس إلى خايال أى وصل عدد البطاركه الذين وجدوا سيرهم 46 بطرك وحدث أن وجدوا فى دير نهيا سيرة تسعة بطاركة آخرين من أنبا مينا إلى شنودة ووصل العدد بذلك إلى 55 بطركا ووجدوا فى دير أبو مقار سيرة عشرة بطاركة من خائيل 56 حتى سانوتيوس 65 كتبها أنبا ميخائيل أسقف تانيس وهى بخط تلميذه لقوط الراهب .
وكتب يقول فى مقدمة كتاب سير البطاركة (12) الذى جمعه : " منذ أن عنى آباؤنا الأبرار بتدوين سير الباباوات , والقديسين مبتدئين باللحظة التى وطئت فيها قدما مرقس البشير أرضنا الحبيبة حتى أنبا شنودة الثانى خليفته السادس والخمسين لبنيان المؤمنين وبنيان نفسى , فبدأت عملى بأن قصدت دير النبا مكارى حيث تقابلت مع الشماس ابى الحبيب ميخائيل بن بدير الدمنهورى الذى تبادلت الرأى وغياه عن غايتى من جمع سير الآباء وفد زرنا معاً كل الأديرة إذ وجدنا فيها :
فى دير أبومقار 400 راهب , وفى دير ابو يحنس 165 راهب , وفى دير ابواكما 25 راهب , دير البراموس 20 راهب , دير ابو بشيبة 40 راهب دير السريان 60 راهب , وفى مغارة أبو موسى راهبين أحدهما سريانى والآخر قبطى (
13) هذا غير السواح الذين فى البرارى غير معروفين العدد والذين لم نسعد بلقاؤهم هذا غير باقى أديرة الوجة القبلى والبحر الأحمر , وقد عزمت بنعمة الرب أن أتتبع سيرة الأنبا خريستودولس البابا الإسكندرى 66 وسير من تعاقبوا بعده على السدة الجليلة , وألقيت رجائى على الآب السماوى ليعيننى على الوصول إلى غايتى "
-----------------------------------------------------------------------------

(1) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 127
(2) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 127

(3) الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثالث ص 72
(
4) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 128

(5) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 37

(6) متى 1: 8

(7) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم إيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء 2 ص 129
(
8) مز 99
(
9) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء 2 ص 130

(10) الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثالث ص 40- 41

(11) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 131

(12) قصة الكنيسة القبطية – وهى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى أسسها مار مرقس البشير – بقلم المتنيحة أيريس حبيب المصرى- الطبعة السابعة 2000 – الكتاب الثالث ص 76- 77
(
13) الأديرة السابقة تقع كلها فى برية شهيت المعروفة الان بودى النطرون وقد إندثر بعضها إما بفعل الزمن أو الإضطهادات أو بغزو العرب أو البربر الساكنين فى المنطقة أو القادمين من المغرب – وديرى الأنبا يؤنس القصير والأنبا موسى الأسود لم يتبقى منهما غير أطلال الآن وتنتظر يد الأقباط لتعيدهما إلى الحياة

This site was last updated 12/29/11