Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا - العلامة 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مخطوطات عصر البابابطرس
مشاهير الأساقفة

 

  الأنبا ميخائيل أسقف أسنا هو من الآباء المعاصرين للبابا بطرس السادس المساندين له فى جهاده الروحى ورعابته الساهرة - الأنبا بطرس أسقف أسنا الذى وجٌــه إهتماماً خاصاً إلى القوانين والنظم الكنسية , فوضع كتاباً على شكل سؤال وجواب ليتلقن عنه الشعب الحرص على هذه التوجيهات الكنسية " (1)

 

العلامة الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا والأشمونيين

الرد القبطى الأرثوذكسى على طومس لاون الكاثوليكية

وهو من ابرز المطارنة فى عصر البابا بطرس السادس وقد كتب هذا الأسقف شرحاً وافياً للعقيدة اللاهوتية الأرثوذكسية رد به على معتقدات لاون المخالفة (2) ومما قاله : " .. إن إيماننا متسلسل من الرسل والآباء الثلثمائة والثمانية عشر بلا زيادة ولا نقصان ..

1 - إننا نؤمن ونعتقد بالآب والإبن والروح القدس إله واحد وجوهر واحد بالذات مثلث بالصفات , صفاته ثابته فى ذاته الأزلية وهو كلمته المولود من ذاته الإلهية الذى هو نطق ذاته , وروحه المنبثق من ذاته الذى هو حياة ذاته , ثلاثة أقانيم متساوية , ذات واحدة ذات عقل ونُطق وحياة , خواص جوهرية بغير أنفصال .. كلما للآب للأبن والروح خلواً من الأبوة , وكلما للأبن للآب والروح خلوا من البنوة , وكلما للروح للآب والإبن خلواً من الإنبثاق , ليس أقنوم أكبر وأقنوم أصغر , أو أقنوم أبدى أو أقنوم زمنى , لأن الإبتداء لهم ولا إنتهاء , متساوون بالقدرة والمجد والجبروت إلى الأبد .

2 - وأيضاً نعترف بتجسد أقنوم الإبن أى كلمة الآب المساوى له ... ونزل الإبن حسب إرادة ابيه وروحه القدوس وحل فى أحشاء سيدتنا مريم العذراء ..

شرح الأنبا ميخائيل هل تجسد السيد المسيح من الروح القدس : أعنى أن الروم القدس هو الذى أبدع القوة النفسانية فى أحشاء القديسة مريم من غير نطفة رجل , وبها تصور ناسوت المسيح ... الإبن لا يتحد فى شئ مالم يسبقه الروح القدس يقدسه على الشبه , والكاهن فى صلاة القداس يسأل حلول الروح القدس فيحل على المائدة ويقدسها ويتحد الإبن بها فيصير جسده ودمه , والذى يروم أن يتناول الإبن المتحد لا يصل لذلك حتى يأخذ المعمودية ويتقدس بالروح القدس , وإن أخطأ بعد ذلك لا يتقرب حتى يأخذ الغفران من الكاهن بالروح القدس ... مسيح واحد من لاهوت وناسوت ... إنه إله وإنه إنسان أقنوم لا يجرد من اللاهوت ولا من الناسوت لأن إتحاده كامل من كل وجه وبعد ,: أقنوم واحد وطبيعة واحدة ومشيئة واحدة وفعل واحد , هذا هو إيماننا .  

3 - إننا نؤمن بما تحقق فى مجمع نيقية : إن الروح القدس منبثق من الآب , وأتباع لاون يعوجون ويقولون إن الروح القدس منبثق من الآب والإبن , وفة هذا القول مخالفة لقول سيدنا " أرسل لكم البارقليط ذلك الذى ينبثق من ألاب ويأخذ مما لى ويعطيكم " فلو كان حسب ظنهم لقال " ذلك الذى ينبثق من ألاب ويأخذ مما لى ويعطيكم " فلو كان حسب ظنهم لقال : " ذلك الذى ينبثق من الآب ومنى " ويقولون للبسطاء أن أن السيد قاله فى الإنجيل : أنا فى الاب والآب فى " وما دام الإبن فى الاب والروح منبثق من الاب فمعنى ذلك الروح القدس منبثق من ألاب والأبن .. ونرد عليهم ونقول : " الروح القدس فى ألاب أم لا ؟ ومعلوم أن الروح القدس فى ألاب , فإذا كان الروح القدس فى ألاب فهل يعنى ذلك أن الأبن مولود من الروح القدس أيضاً كزعمهم لأن الروح القدس فى ألاب ويصير للأبن ابوين ويصير الروح القدس آب أيضاً وتتبلبل خاصياتهم ...
4 - إننا نؤمن بالإتحاد الكامل للإبن الذى هو من كل وجه أتحاد  بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير , ولكن فى مجمع خليقدون أضاعوا إتحاد مخلصنا وأنكروا أن كمال اللاهوت أخذ كمال الناسوت وأتحد به إتحاداً طبيعياً أقنومياً , ولما نسألهم كيف كان إتحاد السيد المسيح ؟ فيقولون إتحاده كالزيت والماء أو الرسراس (الصمغ) فى الورق , ولما نقول لهم : أليس الذى قبل الصلب هو المسيح بلاهوته زناسوته ؟ وأليس أقنوم المسيح بلاهوته وناسوته هو الذى قام من الأموات ؟ يتعثرون ويقولون : إن أقنوم الإبن لاهوت هو ! ونرد عليهم بقول بولس الرسول فى رسالته غلى كولوسى : فضح الرؤساء والسلاطين وأخرجهم بأقنومة (3)

وفى الفصل الأول من رسالته إلى العبرانيين يقول : " وبأقنومه صنع تطهير خطايانا " ويقول فى الفصل التاسع : " وبأقنومه غسل خطايانا الكثيرة " وأبدلوا لفظة أقنومه وقالوا : " وبنفسه عفر خطايانا " ثم يقولون ان السيد المسيح كان يدعوا نفسه تارة أبن الإنسان وتارة أبن الإله , ويفسرون ذلك أن له طبيعتين , طبيعة إلهية وطبيعة جسدية , ونجاوبهم : إن إلهنا ومخلصنا يسوع لما كان يدعو ذاته إنساناً وإبن بشر كان ذلك لعدم قابلية أولئك المدعويين فإنهم كانوا كالأطفال الرضع , ومن المعلوم أن الطفل لا يحتمل الغذاء الثقيل , وكان يتدرحهم قليلاً قليلاً إلى المعرفة , وحينما يرون آياته وعجائبة يتعلقون بالإيمان به فيظهر لهم لاهوته أنه الآب وأبن الآب , سأل مرة تلاميذه فاحصاً لهم : " وأنتم ماذا تقولون من أنا ؟ أجابه بطرس أنت هو المسيح أبن الإله الحى " يعنى أنك أنت المنظور كإنسان أؤمن أنك الإله وأبن افله وكان هذا إيمان كل الرسل ...

5 - نقول إن كل ما فعل الرسيد المسيح على وجه خلاصنا من عاليات ودنيات ( أفعال إلهية وجسدية) بإرادة واحدة مع ابيه والروح القدس , وهذا ما تعلمناة من السيد المسيح إذ يقول : " مثل ما علمنى ابى هكذا أفعل " ... وأيضاً : " لا يقدر الإبن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه " وقوله : " الآب فى وأنا فيه , أنا فى الاب والآب فى " فالذين يزعمون أن السيد المسيح إرادتين وفعلين يرتكبون مخالفة لأقواله الإلهية التى تبين ( إن كل ما فعل بإرادة اللاهوت) وبقولهم فعلين - فعل خالق وفعل مخلوق يترتب عليه ( إن اللاهوت أراد أن يصلب الناسوت والناسوت لم يرضى بذلك بل صلب قهراً ) , أقوال تضاد ما تسلمناة من الرسل والقديسين .

رد على إعتراضات أخرى

1 - يقول الإنجيل : " بعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً " فما معنى جاع أخيراً ؟ وهذا بخلاف العادة إذ يجوع الإنسان فى أول الصوم أما  السيد , فجاع اخيراً - أى بإختياره أحود ذاته إلى الأكل والشرب (قبل الجوع نفسه) إن السيد جاع كإنسان , وأشبع الجياع كالرب إذ أشبع الألاف فى البرية من خبزات قليلة , وقد عطش ولكنه يقول , : إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب " وقد تعب ومع ذلك يقول للناس : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين وأنا أريحكم "

2 - يقولون عن سيدنا - كان يسأل كمن هو عارف وغير عارف , عارف بلاهوته بما انه إله وغير عارف بناسوته بما أنه إنسان , وذلك كقوله لأختى لعازر : " أين وضعتموه ؟ " وللتلاميذ : " كم عندكم من الخبز ؟ " ونجيب : " إن ربنا يسوع المسيح كان يعلم كل شئ بلاهوته وناسوته , قال يوحنا الإنجيلى : " إن يسوع كان عارفاً من قديم بالذين لم يؤمنوا به ويسوع كان عارفاً وليس اللاهوت فقط كان عارفاً دون الناسوت , بل يسوع كان عارفاً الذى هو من لاهوت وناسوت أما سؤاله لأختى لعازر ليس لكونه لا يعرف الموضوع بل ليحقق صدق الاية , أليس هو الذى عرف موت لعازر وقال لتلاميذه عن ذلك وهو على مسيرة ثلاثة أيام ؟

يقول الكتاب إن يسوع كان يعلم أن ساعته قد اتت ويقول : " إن واحداً منكم يسلمنى " ويقول لبطرس : " لا يصيح الديك حتى تنكرنى ثلاثة مرات " وليعقوب ما اسمك ؟ ولأهل سدوم وعمورة : " قد نزلت لرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها إلى " ولموسى : " وماذا فى يدك ؟ " فنحن نؤمن أنه فعل كل شئ بالتدبير قبل التجسد وبعد التجسد ( تكوين 3: 9, 18: 9, 33 : 27 , 18 : 21 , خروج 4: 2)

3 - ويقولون أن السيد المسيح خاف من الموت وعبس وجهه غفال : " يا ابتاه إن أستطعت أن تجوز عنى هذه الكأس " ويزعمون أن خوفه كان حقيقياً وليس بالتدبير , ونقول لهم : إن فزعه وعبس وجهه كان لنوعين - الواحد أنه حزن بالتدبير لكى لا يحتج اليهود ويقولوا رأينا وجهه فرحاً وراضياً بالصلب فبلغناه مراده , والثانى : حزن لأجل اليهود لا لأجل نفسه لأنه أتى لخلاصهم وهم لم يؤمنوا به فحزن لهلاكهم .

والشاهد أنه بعد صلبه توسل لأجلهم قاءلاً : " يا أبتاه أغفر لهم لأأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " وإلا فكيف اليقول للرسل : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد " يعمل بخلاف ما يقول !! .. أعنى أنه لا يصح أن يوصى خواصه بعدم خوف الموت ويخاف هو منه , فلم يكن قدومه إلى الموت بخوف أو تحت أضطرار بل بإرادته طوعاً .

أما قوله : يا ابتاه إن إستطعت أن تعبر عنى هذه الكأس " فهذه على نوعين أيضاً الواحد كما قال يوحنا ذهبى الفم : أنه قال هذا ليخفى سر التدبير عن الشيطان لأن الشيطان لما سمعه يقول : " الذى يعمله الآب يعمله الإبن مثله " و " أنا فى الآب والآب فى " و " أنا والآب واحد " خاف منه وهرب عنه " وإذ قال السيد المسيح : " نفسى حزينة جداً حتى الموتيا أبى نجنى من هذه الساعة " وقوله : " إن أستطاع أن يجوز عنى هذه الكأس " ظن الشيطان أنه إنسان ساذج يخاف من الموت , ذلك أنه أخفى عنه سائر أحوال التدبير , والثانى : مثل ما قال كيرلس الينبوع الحلو : " إذ لبس جسد آدم , فلمات أكمل الصلاة لكى تجوز عنه الكأس توسل إلى الآب قائلاً : " يا أبى - آدم بمخالفته وصيتك رفضته ورفضت جنسه (ذريته) وأبعدتهم عنك , والآن فمن أجلى أنا أبنك الذى لبست جسده وصرت آدم الثانى بالتدبير , تجاوز عن خطية آدم الإنسان الأول من أجلى أنا الذى أطعتك حتى الموت لأنى أنا كفيله وكفيل ذريته " وهذا هو معنى صلاته أن تجوز عنه الكأس . (4)

 

================================

(1) تاريخ البطاركة للقمص شنودة البراموسى ج2 ص 512

(2) لاون هو الأسقف الرومانى الذى عاصر البابا ديسقوروس البابا الإسكندرى الـ 25 - وقد لعب لاون أسقف رومية دوراً غريباً فى مجمع خلقيدونية .

(3) فى ترجمة عربية قديمة ورد النص : " أحذروا لئلا يسلبكم أحد بالفلسفة والضلالة الباطلة حسب تقاليد الناس وحسب أسطقات العالم لا يحسب المسيح الذى حل فيه كل ملئ اللاهوت جسدياً , ويعرى جسده فضح الرؤساء والسلاطين وأخزاهم علانية ( كولوسى 2: 8- 9 و 15 )

(4) مخطوطة رقم 171 لاهوت محفوظ بالمكتبة الباباوية بالقاهرة - وراجع أيضا ً " أقليم المنيا فى العصر القبطى " مقال للقمص ميصائيل بحر نشره فى مجلة صوت الشهداء السنة الرابعة العددان الثامن والتاسع (أغسطس وسبتمبر) سنة 1962 ص 48 - 56

 

This site was last updated 01/05/12