Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تاريخ مكتشفى الجولف الكبير

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
الصحراء البيضاء

Hit Counter

 

«السليكا».. كنز فضائى شمال «الجلف» صنعته «صدمة نيزكية» قبل ٣٥ مليون سنة.. و بدأت سرقته من ١٥٠ عاماً (٣)
المصرى اليوم  تاريخ العدد الثلاثاء ٧ ابريل ٢٠٠٩ عدد ١٧٥٩ قام بالرحلة محمد السيد صالح
تصوير: محمود نور الدين - رسوم الإنسان الأول فى أحد كهوف «الجلف» ---->
الأمير إدوارد الثامن تنازل عن عرش بريطانيا عام ١٩٣٦ من أجل عشقه لسيدة أمريكية أراد الزواج بها ضارباً عرض الحائط بكل التقاليد الملكية وبإرادة والده الملك جورج الخامس، وقبل ذلك بتسعة عشر عاماً وتحديدا فى مصر، تنازل البرنس كمال الدين حسين، ابن السلطان حسين، عن عرش مصر عشقاً للصحراء وجمالها، وفى أعماقها استكشف الكثير ويتردد أنه مات بسبب مرض أصيب به فى الصحراء عام ١٩٣٢.
وكمال الدين هو من أطلق اسم «الجلف الكبير» على الهضبة شديدة الصلابة المكونة من الأحجار الرملية والتى رآها تعترض طريق قافلته فى عام ١٩٢٦، وحينها سأل من خيمته عما يعترض طريقهم فقالوا إنه جرف حجرى رملى كبير فتطلع إليه وهاله منظره وقال: بل هو جلف كبير فصارت تسميته للمكان وقتها. ولم تكن تلك الرحلة هى الأولى للبرنس حسين بل سبقتها رحلة أخرى له غير مكتملة فى عام ١٩٢٤ حيث فشل فى بلوغ هدفه بسبب الصخور والتلال الرملية الواقعة جنوب غرب تل أبوبلاص.
كيلو السليكا المسروق تخطّى ألف جنيه.. وخبراء الآثار تحدثوا عن وجود «المادة الخضراء» فى قلادة توت عنخ آمون
توقفنا طويلاً فى وادى حُمرة، حيث الأشجار والأعشاب الخضراء الممتدة فى صورة فريدة فى هذا المكان الذى يعتبر جغرافياً الأكثر فحولة على الأرض، وفى كل زاوية صخرية ترك المصرى القديم بصماته هنا، رسوماً لحيواناته المستأنسة أو الحيوانات البرية التى كانت تملأ المكان فى ظروف مناخية مختلقة قبل ١٠ آلاف سنة، وتم اكتشاف عشرات الكهوف فى الجلف الكبير والعوينات إلا أن المكان لايزال مسكوناً بالأسرار وبالتفاصيل.
ووادى حُمرة اكتشفه (لاسلو الماظى) بالطائرة وتمت تسميته هكذا لانتشار أكسيد الحديد فى الصخور والرمال التى حولت المكان للون أحمر تماماً، وهذا الوادى كان طريقنا إلى منطقة السليكا حيث الحدود الجنوبية للمحمية وبداية بحر الرمال.
وخلال هذه الرحلة دارت مناقشات طويلة حول رواد الصحراء الآخرين وعاشقيها الأوائل فكانت البداية مع أحمد حسنين باشا أول مستكشف لصحراء مصر الغربية.
بدأ حسنين باشا رحلته من واحة الكفرة فى ليبيا عام ١٩٢٣ يقود قافلة مكونة من تسعة عشر فرداً بينهم ثلاثة من قبيلة التبو وبرفقتهم ٢٧جملاً، وبعد مائة وعشرة أيام من مغادرته السلوم اكتشف واحة أركينو داخل ليبيا قرب الحدود المصرية، ومن هناك اتجه للجنوب ليكتشف بعدها جبل العوينات على الحدود الحالية لمصر والسودان وتشاد.
وسجل حسين باشا فى كتابه «الواحات المفقودة» أن ارتفاع العوينات يبلغ ألفا وتسمعائة وسبعة أمتار وبه عدة عيون مائية عذبة وتوجد فى كهوفه رسومات ومنحوتات غريبة منتشرة على صخوره وداخل تجاويفه ترمز لكائنات الزراف والوعل والماعز وأشخاص واضح أنهم فى أوضاع صيد.
وأثناء حركتنا الممتدة فى أودية الجلف وبالقرب من العوينات كنا نسأل المشرفين على الرحلة عن مصير القبائل الرحل التى كانت موجودة بالمكان وكتب عنها أحمد حسنين باشا، وكذلك الكونت لاسلو الماظى، كما التقى المستكشف سمير لاما، بأحفادهم بعد سنوات طويلة، فقالوا إن جفاف المكان، وكذلك وسائل تأمين مصر لحدودها الجنوبية الغربية حين تأزمت العلاقات مع ليبيا نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، منع دخول هؤلاء القبائل لمنطقة الجلف والعوينات بحثاً عن المرعى لحيواناتهم.
وحينما دخل أحمد حسنين باشا المكان، اكتشف أن قبيلة البتو وهم رعاة من أصول أفريقية، ينتقلون بين تشاد والعوينات، وأنهم يعيشون فى عزلة تامة عن العالم أجمع بهذا القطاع، وأن عدد أفراد القبيلة وقت اكتشافها كان مائة وخمسين فرداً فقط ولهم ملك يلقب بـ«هرى».
كما اكتشف أن مساكنهم تشبه فى أسلوب بنائها تلك الموجودة فى جنوب سيناء وذلك برمى الأحجار الكبيرة فى الأسفل وتتدرج فى الحجم ليكون أصغرها هو أعلاها والسقف يتم تشييده بسيقان الأشجار الصحراوية، وهو أسلوب بناء يسمى التبطينة، وسجل حسنين باشا أن طعام هذه القبيلة الرئيسى هو بذور نبات الحنظل الصحراوى والمنتشرة بهذا المكان، وذلك بعد نقع بذوره فى الماء والملح فى الشمس لعدة أيام مع تبديل المياه عدة مرات حتى تزول مرارتها ثم تخلط بالجراد المجفف والبلح ويتم طحنها فى هون خشبى وتلقب هذه الوجبة بـ«الإبرا».
وكما حكى لنا محمود نور الدين قائد الرحلة فإن الكونت الماظى قد استقر لوقت طويل مع أفراد هذه القبيلة وخاصة فى واحة الكفرة، وأن شيخ القبيلة فى هذه الفترة كان اسمه الحاج عبدالملك وأنه وأفراد قبيلته كانوا يرعون فى واد أطلق الماظى عليه اسمه فيما بعد. ويشير إلى أن الماظى كان يتوسط أحياناً بين هذه القبائل.
وقصة ألماظى أكثر ثراءً من تلك التى ظهرت فى فيلم «المريض الانجليزى» والحاصل على ٥جوائز أوسكار حيث كان الرجل عاشقاً لمصر وصحرائها، وكان يجيد ٦ لغات بطلاقة، وكان البرنس كمال الدين حسين هو الذى يمول رحلاته لاستكشاف الصحراء، والتى كان يتم بعضها بالسيارات، والبعض الآخر بالطائرة.
وعاش فترة من حياته فى شمال واحة الخارجة، وأثناء الحرب العالمية الثانية عمل إلى جانب الألمان ونقل جاسوسين من المحور إلى مصر عن طريق الجلف الكبير، ولجهوده عينته الحكومة المصرية كأول مدير لمركز بحوث الصحراء. وللعلم فإن إدارة المركز حتى الآن موجودة بقصر البرنس كمال الدين حسين إلى جوار محطة مترو المطرية.
أما آخر مستكشف مصرى للصحراء فكان سمير لاما، وهو ابن المخرج الفلسطينى إبراهيم لاما، وعمه بدر لاما.
عرف لاما طريق الصحراء لأول مرة عام ١٩٤٩ بصحبة والده، وبعد ذلك وحين هاجرت عائلته إلى إيطاليا عاش هناك فترة ثم انتقل إلى ألمانيا، ولكن حنينه لصحراء شمال أفريقيا بوجه عام والصحراء المصرية بوجه خاص دفعه لكى يعمل فى تنظيم الرحلات السنوية للمكان، وكان أحياناً يعبر الحدود الدولية مع قوافله مما أغضب بعض المسؤولين.
وكما يقول محمود نور الدين قائد قافلتنا فإن معظم خطوط السير التى تمر عليها رحلات السفارى هى من وضع سمير لاما، وهو شاهد لآخر مرة رعاة يسكنون المنطقة.
ويضيف: حكى لى سمير لاما أنه فوجئ ببعض الرجال ذوى البشرة السمراء يرعون فى وادى عبدالملك فى منتصف السبعينيات، وتأكد أن قائدهم هو حفيد عبدالملك نفسه، ولما توفقت علاقته بهذه المجموعة أطلعوه على أسرارهم ومن بينها أماكن نومهم وأسلوب معيشتهم التى تضاهى حياة الإنسان الأول فى اختيار الكهوف البعيدة عن الرياح والمرتفعة عن الأرض. يقول محمود: قبل وفاة سمير لاما عام ٢٠٠٤ بوقت قصير أطلعنى على كهوفهم المهجورة، وبقايا «أسرتهم» البسيطة وعاهدته على عدم أخذ السائحين إلى هذه الأماكن.
غادرنا وادى حُمرة صباح السبت إلى منطقة «السليكا» وهى من أجمل مناظر الصحراء الغربية على الإطلاق، قاطعين ١٢٠ كيلو متراً إلى الجزء الشمالى و«السليكا» تكونت من صدمة نيزكية ضربت منطقة تسمى «جرة الحنش» قبل ٣٥ مليون سنة كما يقول الجيولوجى أحمد سلامة مسؤول محميات المنطقة الغربية، ويؤكد أنه لم يتم التأكد ما إذا كان هذا النيزك مصدره أحد كواكب المجموعة الشمسية أو من خارجها. وحينما اصطدم النيزك بالرمال خلق درجة حرارة مرتفعة جداً حولت الرمال إلى سليكا، وبدراسة هذا المركب الأخضر تبين وجود عناصر كيميائية لا وجود لها فى الحقول النيزكية.
ومنطقة السليكا كانت عامرة به فى ظاهرة غير متكررة فى أى مكان بالعالم، لكنه تعرض للسرقة منذ عهود بعيدة.
واتفق خبراء الآثار والسياحة المرافقون للقافلة على أن قلادة توت عنخ أمون الموجودة ضمن مجموعته بالمتحف المصرى بالقاهرة مصنوعة من السليكا مما يدل على أن الفراعنة وصلوا المنطقة قبل ٣ آلاف عام، لكن مسؤول المحميات الطبيعية قال إن القلادة قد تكون مصنوعة من حجر كريم وليس من السليكا.
وسرقة السليكا موثقة منذ ١٥٠ عاماً، يقول محمود نور الدين قائد الرحلة إن بعض التجار من ليبيا إلى مصر اضطروا إلى تغيير خط سير رحلاتهم هروباً من اللصوص وأن أحدهم ويدعى الحاج حسين قد مر من المنطقة قبل منتصف القرن التاسع عشر ووقعت عيناه على السليكا، وحمل منها إلى القاهرة وأنه وفقاً لكتاب «المسالك والممالك» فإن هذا التاجر قد أخذ معه كمية من السليكا فى رحلته للحج، وفى جدة شاهد القنصل الفرنسى الذى كتب القصة فى مذكراته عام ١٨٥٠ هذه الأحجار النادرة وأخذ جزءا منها.
وكما يقول سائقو الرحلات المرافقون للقافلة فإن كيلو السليكا المسروق يصل ثمنة إلى أكثر من ألف جنيه فى الواحات الداخلة والبحرية والفرافرة، وأن الشركات السياحية غير المؤهلة وسائقيها يساعدون فى هذه السرقة التى يقوم بها بعض الأجانب، وأن عدداً من الفنادق الشهيرة بهذه الواحات قد زينت مداخلها بقطع خضراء رائعة من السليكا.
واستأثر المكان الساحر بجهود العلماء الغربيين والمصريين، ومن أشهر العلماء الذين أجروا أبحاثهم فى المنطقة الألمانى يوتس والدكتور بهى العيسوى والدكتور على بركات.
وخلال الساعات التى قضيناها فى المكان، وبينما كان رجال المحميات الطبيعية يعلقون لوحاتهم الإرشادية، قام خبراء الآثار بجولة أكدوا بعدها أن الإنسان المصرى القديم استخدم السليكا كأدوات لحياته اليومية وخاصة الحادة منها كرؤوس حراب أو كسهام.
والمكان كان قبل ١٠ آلاف سنة يضم بحيرة مياه عذبة جفت مع الوقت، وحول البحيرة شاهدنا مع الخبراء آثار تجمع سكنى زراعى رعوى منظم، وجدوا فيها بقايا أساسات المساكن ومناطق التخزين بالإضافة إلى أدوات الطحن والسكاكين والقواطع الحجرية والمكاشط.
أما عن الزراعة فقد مارسها على جوانب البحيرة «البلايا القديمة» غرب الموقع ولايظهر منها الآن سوى شريط لايزيد عرضه على الخمسة مترات بطول حوالى ٧٠٠ متر تقريباً.
أما باقى البحيرة فدفنت تحت بحر الرمال الأعظم.
وكشفت البعثة الألمانية برئاسة رودلف كوبر عن آثار أقدام لحيوانات مطبوعة فى الطين المتحجر، والمهم أن الباقى من السليكا ضئيل جداً وهو عبارة عن قطع صغيرة متناثرة بطول ٢٠ كيلومترا على الاقل مختلطة بأدوات إنسان ما قبل التاريخ المصنوعة من الأحجار والسليكا نفسها.
وقمنا بجمع عدد منها وقمنا بتصويرها ثم ألقيناها فى مكانها مرة أخرى احتراماً لكنوز مصر وتحقيقاً لأسلوب إدارة المحميات الطبيعية وشعارها «لا تأخذ شيئاً معك.. ولا تترك شيئاً خلفك».
استراحة الغداء يوم السبت «الثامن فى الرحلة والسابع فى الصحراء الغربية» كانت بالقرب من منطقة السليكا، وكانت الأوراق المبدئية من ممثلى السياحة والآثار والبيئة والدفاع، التى ستخرج فيما بعد على شكل توصيات رسمية للوزارات المختلفة، شبه مكتملة، تناقشنا مع عمرو شنن وهانى زكى ومحمود نور الدين ممثلى السياحة فى الرحلة عن أهم توصياتهم فقالوا: سنركز على أهمية إبقاء المنطقة كما هى انطلاقاً من كونها محمية طبيعية مع ابتكار أساليب تأمين حديثة لا تفقد المكان قيمته، وكذلك سنوصى بإنشاء مهبط للطائرات العمودية «الهليكوبتر» وذلك للطوارئ الطبية أو غيرها، كما ستركز التوصيات على عدم العبث بطبيعة المكان، وعدم «جرجرة» السياحة التقليدية إليه.
وشرح لنا عمرو شنن هذه النقطة قائلاً: «الجلف والعوينات» أخذت شهرتها من المناظر الطبيعية فيها سواءً كانت كهوف الإنسان الأول أو ظواهرها الجيولوجية المتنوعة والثرية، ويجب الحفاظ على المكان كما هو، وفقا لما يحدث فى باقى المحميات الطبيعية فى العالم.
ونوه بأن مصر أعلنت العوينات محمية طبيعية وفى انتظار إعلان كل من ليبيا والسودان باتخاذ الإجراء نفسه «وهما دولتان يمتد الجبل داخل حدودهما»، وذلك تمهيداً للحصول على موافقة اليونسكو باعتبار المنطقة محمية تراث عالمى على طريقة وادى الحيتان فى الفيوم، وقال إن «الجلف والعوينات» تحتاج هذا الإجراء وبسرعة، واليونسكو ستوافق على ذلك بالطبع.
واتفق الثلاثة على أهمية التوعية الإعلامية والبيئية عن المكان وخصوصيته حتى لايتحول إلى «شرم شيخ» جديدة وقالوا إن كل شىء سنأخذه من هذه المحمية سيضعفها، واقترحوا فى توصياتهم تشكيل قيادة موحدة تتفهم ظروف المكان ويكون لها القدرة على صياغة تشريعات وقرارات مهمة من أجل المحافظة عليها وصيانتها.
وشرح محمود نور الدين الإجراءات التى تتم حالياً للحصول على تصاريح دخول المكان والتى وصفها بأنها طويلة ومعقدة وتستغرق ستة أسابيع على الأقل، وقال «الجهات السيادية تطلب منا ومن هيئة تنشيط السياحة خط سير الرحلة بدقة وذلك على خريطة، على أن يحدد نقطة المبيت كل ليلة دون النظر لأى طارئ، وهذا الإجراء يتكرر مع وزارة البيئة».
ونوه هانى زكى بصعوبة الحصول على تصاريح إضافية لأى سائح ودعا للتنسيق بين الجهات وتسهيل إجراءات الرحلة ومراعاة الطوارئ فى الحجز وخاصة فى إضافة أسماء جديدة فى أى وقت قبل انطلاق الرحلة.
والمكان، كما يقول خبراء السياحة يمكن تأمينه جيداً تجاه أى طارئ، فمطار الـ٨ أجراس يقع بالقرب من الوديان الرئيسية للهضبة وهو ليس بعيدا عن الجلف الكبير أو العوينات ويمكن استخدام منطقة العقبة القريبة من الوديان كمهبط لطائرات الإنقاذ.
وتحدث عمرو شنن عن سباقات الراليات فى المنطقة وبالقرب من المحميات الطبيعية بوجه عام، وقال إن البيئة متشددة حالياً فى رخصة مثل هذه السباقات بالقرب من الصحراء البيضاء القريبة من واحة الفرافرة، أو بالقرب من الجلف الكبير أو وادى السليكا، ولكن المهم هو أن تحدد الجهات المسؤولة أعداد السيارات الداخلة للمحمية وبشكل دقيق مع تحديد خطوط سير لهذه السيارات وخاصة ذات الدفع الرباعى منها.
وكتب رجال السياحة فى توصياتهم عن تدريب شركات السياحة العاملة فى المكان، وقالوا إنه يجب أن يكون لها خصوصية فى الإدارة وثمن بيع الرحلة وفى اختيار المتخصصين فى هذا المجال، وقال عمرو شنن إن رحلات المغامرة فى الغرب سيكون لها قائد رحلة ومرشد مكان ومسؤول اتصال إضافة إلى فريق طبى وطباخ، والمطلوب أن نختار بعناية ودقة الشركات العاملة ورجالها وألا نفتح المجال لزيادة العدد.
وقال :«إن الجلف الكبير يزوره ألف سائح سنوياً، ومن الخطأ الجسيم أن يزيد هذا العدد بأى حال على ثلاثة آلاف»، وأشار إلى أن وادى حيتان زاره ١٠ آلاف فى العام الماضى، خلف بعضهم تدميراً فى المكان، مما دعاهم للحديث مع مسؤول البيئة هناك، وقالوا: لو طلبت زيادة العدد إلى مائة ألف لا يمكننا تدبير ذلك، ولكن هذا معناه تدمير المكان بالكامل، وقال إن «الجلف» يجب أن تكون عزيزة وصعبة مثلها فى ذلك مثل قمة أفرست فى نيبال.
لكن محمود نورالدين تحدث عن الطبيعة التنافسية فى سياحة السفارى والتى تنافس فيها مصر دول شمال أفريقيا، وخاصة المغرب والجزائر وموريتانيا، وقال إن مثل هذه السياحة لها بورصة عالمية لا نستطيع أن نتجاوزها بكثير، إضافة إلى أن الجهات المسؤولة تأخذ ما يعادل ١٠ دولارات يومياً على سائح الجلف.
وأبدى رجال السياحة مخاوفهم من أن يقوم المجلس الآعلى للآثار بطلب رسوم خاصة به لإعطاء موافقته على زيارة المكان. وقالوا إن ذلك قد يصعب من العملية التنافسية مع الدول الأخرى.
واتفق الجميع فى توصياتهم على الأهمية القصوى على تأمين المكان فى هذه الظروف الحساسة لكنهم أكدوا إمكانية تنفيذ ذلك بأسلوب علمى وحديث بعيداً عن الألغام المزروعة على الحدود فى منطقة كركور طلخ، وأشادوا بسياسة التأمين الحالية من خلال النقاط الحدودية.
وبعد عودتنا من الرحلة، أكد محمود القيسونى مستشار وزير السياحة للشؤون البيئية والمشرف على سياحة الصحراء، أن هذه التوصيات سيتم رفعها إلى وزير السياحة، وأن هدف الرحلة فى الأساس هو خلق فريق وزارى موحد قادر على التعامل بشكل مشترك فى إدارة المكان ولتحديد العلامات الإرشادية للدخول إليها، مع بحث الأساليب المثلى للتعامل مع بعض الشركات السياحية «الجاهلة» التى تنظم رحلات للجلف الكبير -على حد قوله- وأضاف: سنرسل توصياتنا أيضا إلى وزير البيئة و الدكتور زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار.
أما أحمد موسى رئيس لجنة السياحة الصحراوية بغرفة شركات ووكلاء السفر فقال: إن لدينا فى مصر «غوغائية» فى السياحة مثلما الحال فى عشوائية البناء والطرق، ولابد من العمل العلمى المشترك للحفاظ على تراثنا.
وقال: مثلما الحال فى ممارسة الغطس والتى تتطلب رخصة خاصة، فإن سياحة السفارى وخاصة فى المناطق الثرية حضارياً وفى المحميات الطبيعية، تحتاج لرخصة مماثلة.
وأضاف: لدينا أناس جهلة بتراث الإنسان المصرى فيما قبل التاريخ، ورغم ذلك فإنهم يمارسون عملهم فى هذا المجال.

This site was last updated 04/09/09