Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

جرائم الأمويين ضد شيعى على

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
خلفاء بنى أميه الفرع السفيانى
البابا أغاثون الـ39
أم معاوية آكلة الأكباد
المقريزى ومقتل عثمان
البابا خائيل2 البابا الـ46
القديس يوحنا الدمشقى
الجامع الأموى كان كنيسة
البابا يوحنا3 الـ 40
البابا إسحق الـ 41
البابا سيمون الـ 42
البابا ألكستدروس 2 الـ 43
البابا قزما 1 الـ 44
زخارياس أسقف سخا
البابا تاودروس الـ 45
جرائم الأمويين ضد الشيعة
البابا شنودة والخلفاء الأمويين
ال
New Page 1205
New Page 1206
ولاة الأموين على مصر
خلفاء بنى أمية - الفرع المروانى

Hit Counter

 

  جرائم السنـــــة ضد الشيعــــــة

 

جــــرائم معاوية بن أبى سفيان ضد الشيعة

 روى الإمام أبو جعفر صورا مذهلة عما جرى على شيعتهم أيام معاوية، قال: (وقتلت شيعنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب أو هدمت داره)(1).

وقد قرض الشاعر الكبير عبد الله بن عامر المعروف بالعبلي شعراً عن هذه الجرائم
شردوا بي عند امتداحــــي عليا ,,,, ورأوا ذاك فــي داءا دويــــا
فو ربي ما أبرح الـــدهـر حتـى ,,,, تمتلئ مهجـتـي بحبــي عليــا
وبنيـــة لحـــب أحــمــد إنــــــي ,,,, كنـــت أحببتهــم بحــبي النبيا
حــب ديـن لا حب دنيا وشـــــر ,,,, الحـب حــب يكــون دنيـــويــا
صاغني الله في الذؤابة عنهـم ,,, , لا ذميمــا ولا سنيـــدا دعــيـا

وشار النمري في بعض قصائده إلى هذه الجرائم
آل الـــنبــي ومــن يحبهـــــم يتضامنــون مخافــة القتــل
أمن النصارى واليهود وهم عــن أمـة التوحيد في عزل

 وقد سئل الإمام أبو جعفر الباقر فقيل له:
كيف أصبحت؟
فأجاب بمرارة وألم:
(أصبحت برسول الله (صلى الله عليه وآله) خائفا و أصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه وآله آمنين)(2).
إن الأعياد الإسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد عادت مأتما على الشيعة وأحزانا ، وذلك لشدة مالا قوه من حكام عصورهم من القتل والسجن والتنكيل.

وروى المؤرخون أن الفضل بن دكين كان يتشيع فجاء إليه ولده وهو يبكي، فقال له:
(مالك؟)
(يا أبتي إن الناس يقولون: إنك تتشيع؟)
فأجابه الفضل:
ومـــــا زال كتــــمانيك حتــــــى كأننـي بـــرجــــــع جـــواب السائــــل لأعجم
لأسلـــــم من قـــــول الوشاة وتسلمي سلمت وهل حي على الناس يسلم(3)
لقد كان الاتهام بالتشيع في العصر الأموي مما يستوجب النقمة والبطش من المسؤولين, فقد روي المؤرخون أن الاتهام بالكفر والزندقة والمورق من الدين أهون من الاتهام بالتشيع وبلغ الأمر أن من يسلم من العلويين على شخص يعرضه إلى التنكيل والبطش من قبل السلطة. ويحدثنا الرواة أن إبراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه علوي فسلم عليه، فقال له إبراهيم: تنح عني لا تشط بدمي(4).

 

الأموييــــن يقتلـــــون كل من كان أسمه على
وبلغ من جرائم الأمويين للعلويين أو بالمعنى الحالى أهل السنة ضد أهل الشيعة  أنهم أمروا ولاتهم وعمالهم بقتل كل مولود يسمى عليا ، ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل، وجعل يقول: لا أجعل في حل من سماني عليا فإن اسمي عُلى ـ بضم العين ـ(5).
 ومن تلك الصور المؤلمة أنه إذا أراد شخص الكيد لأحد والانتقام منه وشى به وإتهمه بالتشيع فتصادر أملاكه وتنهال عليه العقوبات حتى يظهر البراءة من الرفض(6).

 زيــــاد بن أبيه تتبع الشيعة فقتلهم تحت كل حجر ومدر فقطع أرجل أهل الشيعة وأيديهم وسمل عيونهم كما فعل النبى مع أهل بنى قريظة ، وصلبهم على جذوع النخل

السفاح المجرم الحجاج بن يوسف قتل في أيام حكمه من الشيعة مائة وعشرين ألفا ، كما توفي في السجون خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألف امرأة عارية مجردة من الثياب ، وقال فيه عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).


رسالة الخوارزمي لأهالي نيسابور

ويجدر بنا أن نذكر رسالة أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى أهالي نيسابور يعزيهم فيها على ما جرى عليهم من الظلم واالإجرام ، وقد حكت هذه الرسالة بصدق وأمانة المظالم الفظيعة التي عانتها الشيعة منذ أقدم العصور. وهذه بعض فصولها:
(سمعتم أرشد الله سعيكم، وجمع على التقوى أمركم ما تكلم به السلطان الذي لا يتحامل إلا على العدل، ولا يميل إلا على جانب الفضل، و لا يبالي أن يمزق دينه إذا رقا دنياه، ولا يفكر من أن يؤخر رضا الله إذا وجد رضا الله.

ونحن أصلحنا الله وإياكم عصابة لم يرض الله لنا الدنيا، قد أخرنا للدار الآخرة، ورغب بنا عن ثواب العاجل, فأعد لنا ثواب الآجل، وقسمنا قسمين: قسم مات شهيدا، وقسم عاش شريدا، فالحي يحسد الميت على ما صار إليه، ولا يرغب بنفسه عما جرى عليه، قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الحدور...وهذه مقالة أسست على الحق، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة، فإذا كنا شيعة أئمتنا في الفرائض والسنن، ومتبعي آثارهم في كل قبيح وحسن فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن).
واستمر أبو بكر الخوارزمي في رسالته قائلا: (وغصبت سيدتنا فاطمة صلوات الله عليها وعلى آلها ميراث أبيها صلوات الله عليه وعلى آله يوم السقيفة، وأخر أمير المؤمنين عن الخلافة، وسم الحسن سلام الله عليه سرا، وقتل أخوه كرم الله وجهه جهرا وصلب زيد بن علي بالكناسة، وقطع رأس زيد بن علي في المعركة(7) وقتل ابناه محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العباسي.. وقل موسى بن جعفر في حبس هارون، وسم علي بن موسى بيد المأمون، وهزم إدريس بفخ حتى وقع إلى الأندلس، وقتل يحيي بن عبد الله بعد الأمان والإيمان، وبعد تأكيد العهود والضمان)...
ويمضي الخوارزمي في تعداد ما جرى على آل البيت من الظلم فيقول:
" هذا غير ما فعل يعقوب بن الليث بعلوية طبرستان وقد قتل محمد بن زيد والحسن بن القاسم الداعين على أيدي آل ساسان وغير ما صنعه أبو الساج في علوية المدينة حملهم بلا غطاء ولا وطاء من الحجاز إلى سامراء، وهذا بعد قتل قتيبة بن مسلم الباهلي لابن عمر ابن علي حين أخذ بأبويه، وقد ستر نفسه، ووارى شيعته، يصانع حياته، ويدافع وفاته، وكما فعل الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى ابن عمر الزيدي خاصة وما فعلة مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة كافة، فليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها قتيل طالبي وقومه تشارك في قتلهم الأموي والعباسي وأطبق عليهم العدناني والقحطاني:
فليــــــس حـــي من الأحياء نعرفه ,,,, من ذي يمان ومن بكر ومن مضر
إلا وهــــم شـــــركاء في دمائهـــم ,,,, كمــا تشـــارك إيســـار علـى جزر
 

ويستمر الخوارزمي في ذكر النكبات التي لاقتها الشيعة وأسيادهم العلويون:
(قادتهم ـ أي العلويين ـ الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية فسخت نفوسهم من هذه الدار الفانية، ولم يشربوا كأسا من الموت إلا شربها شيعتهم وأوليائهم، ولا قاسوا لونا من الشدائد إلا قاسه أنصارهم وأتباعهم).
 ويمضي الخوارزمي في رسالته قائلا:
(داس عثمان بن عفان بطن عمار بن ياسر بالمدينة ، ونفى أبا ذر الغفاري، وأشخص عامر بن عبد القيس التميمي، وعمر بن الأشتر النخعي، وعدي بن حاتم الطائي، وسير عمر بن زرارة إلى الشام، ونفى كميل بن زياد إلى العراق، وجفا أبي بن كعب وعادى محمد بن حذيفة، وناواه وعمل في ابن سالم ما عمل، وفعل مع كعب ما فعل...).
(وأتبعه في سيرته ـ أي سيرة عثمان ـ بنو أمية يقتلون من حاربهم، ويغدرون بمن سالمهم، لا يحفلون لمهاجرين، ولا يصونون الأنصاريين، ولا يخافون الله، ولا يحتشمون الناس، قد اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا، يهدمون الكعبة، ويستعبدن الصحابة، ويعطلون الصلاة الموقوتة، ويخنقون أعناق الأحرار، ويسيرون في حرم المسلمين سيرتهم في حرم الكفار، وإذا فسق الأموي فلم يأت بالصلاة عن كلالة....).
(قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي بعد الإيمان المؤكدة، والمواثيق المغلطة، وقتل زيد بن سمية الألوف من شيعة الكوفة وشيعة البصرة صبرا، وأوسعهم حبسا وأسرا، حتى قبض الله معاوية على أسوأ أعماله، وختم عمره بشر أحواله، فاتبعه ابنه يجهز على جرحاه، ويقتل أبناء قتلاه، إلى أن قتل هانئ بن عروة المرادي، ومسلم بن عقيل الهاشمي، وعقب بالحارث ابن زياد الرياحي، وبأبي موسى عمرو بن فرطة الأنصاري، وحبيب ابن مظاهر الأسدي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، ونافع بن هلال الجملي، وحنظلة بن أسعد الشامي، وعابس بن أبي حبيب الشاكري في نفيف وسبعين من جماعة شيعة الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء.
ثم سلط عليهم الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد يصلبهم على جذوع النخل، ويقتلهم ألوان التل حتى اجتث الله دابره، ثقيل الظهر بدمائهم التي سفك، عظيم التبعة بجريمهم الذي انتهك.. فانتبهت لنصرة أهل البيت طائفة أراد الله أن يخرجهم من عهدة ما صنعوا ويغسل عنهم وضر ما اجترحوا فصمدوا ضد الفئة الباغية، وطلبوا بدم الشهيد الدعي ابن الدعي، لا يزيدهم قلة عددهم وانقطاع مددهم، وكثرة سواد أهل الكوفة بإزائهم إلا إقداما على القتل والقتال، وسخاء بالنفوس والأموال حتى قتل سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نحبة الفزاري وعبيد الله بن وال التميمي في رجال من خيار المؤمنين وعلية التابعين، ومصابيح الأنام، وفرسان الإسلام...).
 (ثم سلط ابن الزبير على الحجاز والعراق فقتل المختار بعد أن شفى الأوتار، وأدرك الثأر، وأفنى الأشرار، وطلب بدم المظلوم الغريب فقتل قاتله، ونفى خاذله وأتبعوه أبا عمر بن كيسان وأحمر بن شميط ورفاعة بن يؤيده والسائب بن مالك، وعبد الله بن كامل، وتلقطوا بقايا الشيعة يمثلون بهم كل مثلة، ويقتلونهم شر قتلة، حتى طهر الله البلاد من عبد الله بن الزبير وأراح العباد من أخيه مصعب فقتلهما عبد الملك بن مروان (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) بعد ما حبس ابن الزبير محمد بن الحنفية، وأراد إحراقه ونفى عبد الله بن عباس....).
ويتحدث الخوارزمي عما عانته الشيعة في أيام الطاغية عبد الملك فيقول:
فلما خلت البلاد لآل مروان سلطوا الحجاج على الحجازيين ثم على العراقيين، فتلعب بالهاشميين وأخاف الفاطميين، وقتل شيعة علي ومحا أثار بيت النبوة، وجرى منه ما جرى على كميل بن زياد النخعي واتصل البلاء مدة ملك المروانية إلى الأيام العباسية، حتى إذا أراد الله أن يختم مدتهم بأكثر آثامهم، ويجعل أعظم ذنوبهم في آخر أيامهم بعث على بقية الحق المهمل، والدين المعطل زيد بن علي فخذله منافقو أهل العراق, وقتله أحزاب أهل الشام وقتل من شيعته نصر بن خزيمة الأسدي، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وجماعة ممن شايعه وتابعه، وحتى من زوجه وأدناه وحتى من كلمه وماشاه....).
 ويعرض الخوارزمي إلى بض مآسي العلويين وشيعتهم فيقول:

ويستمر الخوارزمي في رسالته فيقول:
(اعلموا رحمكم الله أن بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وأتباع الطاغوت والشيطان جهدوا في دفن محاسن الوصي، واستأجروا من يكذب على النبي ويضع الأحاديث وحولوا الجوار إلى بيت المقدس عن المدينة.
وبذلوا في طمس هذا الأمر الأموال، وقلدوا عليه الأعمال، واصطنعوا فيه الرجال فما قدروا على دفن حديث من أحاديث رسول الله، ولا على تحريف آية من كتاب الله، ولا على دس أحد من أعداء الله في أولياء الله ولقد كان ينادي على رؤوسهم بفضائل العترة، ويبك بعضهم بعضا بالدليل والحجة.
والحق عزيز وإن أستذل أهله، والباطل ذليل، وإن وضع بالشبهة، وقبيح وإن غطى وجهه بكل مليح، قال عبد الرحمن بن الحكم وهو من أنفس بني أمية:
سمية أمسى نسلها عدد الحصى          وبنت رسول الله ليس لها نسل
وقال غيره:
لعن الله مــــن يســــــب عليــــا           وحسينـــا مـــن سوقــة وإمام
وقال أبو دهبل الجحمي في سمة سلطان بني أمية وولدية آل بني سفيان:
تبيـــت السكـــارى من أمية نوما          وبالطــف قتلـى ما ينام حميمها
وقال سليمان بن قتة:
وإن قتيـــل الطـــف من آل هاشم          أذل رقــاب المسلميــن فذلـــت
وقال الكميت وهو جار خالد بن عبد الله القسري:
فقــــل لبنـــي أميـــة حيـــث حلوا          وإن خفـــت المهنــد والقطيعــا
أجــــاع الله مــــــن أشبعتمـــــوه          وأشبـــع مـــن بجوركـــم أجيعا

(ولقد كانت في بين أميه مخازي ومعائب.. كان معاوية قاتل الصحابة والتابعين، وأمه آكلة أكباد الشهداء الطاهرين، وابنه يزيد القرود ومربي الفهود، وهادم الكعبة، وناهب المدينة، وقاتل العترة، وصاحب يوم الحرة، وكان مروان الوزغ ابن الوزع قد لعن النبي (صلى الله عليه وآله) أباه، وهو في صلبه فلحقته لعنة الله، وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التي طبقت الأرض، وهي توليته الحجاج بن يوسف الثقفي فاتك العباد وقاتل العباد، ومبيد الأوتاد، ومخرب البلاد، وخبيث أمة محمد (صلى الله عليه وآله) الذي جاءت به النذر وورد في الأثر.
وكان الوليد جبار بني أمية قد ولى الحجاج على المشرق وقرة بن شريك على المغرب، وكان سليمان صاحب البطن الذي قتلته بطنته، ومات بشما(8)، وكان يزيد صاحب سلامة، وحبابة الذي نسخ الجهاد بالخمر، وقصر أيام خلافته على العود والزمر، وأول سعر المغنيات، وأعلن بالفاحشات. وماذا أقول: فمن أغدق فيه مروان من جانب، ويزيد بن معاوية في جانب، فهما ملعونان وعريقان في الكفر.
وكان هشام قاتل زيد بن علي مولى يوسف بن عمر الثقفي، وكان الوليد بن يزيد خليع بني مروان الكافر بالرحمن الممزق بالسهام القرآن وأول من قال الشعر في الإيمان، وجاهر بالفسق والعصيان).
حكى هذا المقطع ما أثر عن ملوك بني أمية من الموبقات والجرائم لتي سودوا بها وجه التأريخ.... ثم عرض بعد ذلك إلى ملوك بني العباس، وختم بهم رسالته قائلا:
(وهذه المثالب مع عظمها وكثرتها، ومع قبحها وشناعتها صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين وغرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين، أهؤلاء أرشدكم الله الدائمين المهديين الراشدين الذين قضوا بالحق وبه يعدلون، بذلك يقف خطيب جمعتهم، وبذلك تقوم صلاة جماعتهم)(9).
وأعرب الخوارزمي بهذه الكلمات عن بعض مثالب بني العباس الذين هم شر من بني أمية، فقد أنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم ولياليهم الحمراء في حين كانت الأكثرية الساحقة من الشعوب الإسلامية ينهشها الجوع والحرمان، ومن المؤسف أن وعاظ السلاطين وبعض المؤرخين قد أضفوا عليهم النعوت الحسنة والألقاب الكريمة وهم في الواقع لا نصيب لهم من أي صفة كريمة أو نزعة شريفة.
وبهذا ينتهي بنا المطاف عن رسالة الخوارزمي التي عرضت بصورة مفصلة ما عاناه السادة العلويون وشيعتهم من المآسي المفزعة والكوارث المدمرة من حكام الأمويين والعباسيين.

وفي الإحتجاج:2/17: (ونادى منادي معاوية (في الحج): أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته^ ! وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة ، فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ، يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وصلبهم في جذوع النخل ، وسَمَلَ أعينهم ، وطرَّدهم وشرَّدهم ، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور ، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس ، أو طريد أو شريد !
وفي الإحتجاج:2/17: ( وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته ، والذين يروون فضله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته .
ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان ، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع ، من العرب والموالي ، وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في الأموال والدنيا ، فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب إسمه وأجيز). انتهى .

وفي شرح النهج:11/43: (وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر( عليه السلام )قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا؟! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ؟! إن رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ن ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره وعولجت خلاليل أمهات أولاده ! فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ، ثم بايع الحسين عليه السلام من أهل العراق عشرون ألفاً ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ! ثم لم نزل أهل البيت نُستذل ونُستضام ، ونُقصى ونُمتهن ، ونُحرم ونُقتل ونُخاف ! ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا !
ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم ، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس !
وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والإنقطاع إلينا ، سجن أو نهب ماله أو هدمت داره !
ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام !
ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر ، أحب إليه من أن يقال شيعة علي عليه السلام ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً ، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئاً منها ، ولا كانت ولا وقعت ! وهو يحسب أنها حق ، لكثرة من قد رواها ، ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع). انتهى .

=================

المــــــــــــراجع

1- شرح ابن أبي الحديد 3/15.
2- ميزان الاعتدال 4/160.
3- تأريخ بغداد 12/351.
4- تأريخ بغداد 6/127.
5- تهذيب لتهذيب 7/319.
6- الدرر الكامنة 2/43.
7- احتز رأس الشهيد الخالد زيد بعدما أخرج من قبره وصلب.
8- البشم: التخمة في الطعام
9- هذه الرسالة من كتاب حياة الإمام المهدي
 

This site was last updated 09/23/08