Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مجمع قرطاجنة الأول

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مجمع اللاذقية بسوريا
مجمع قرطاجنة
مجمع أنقرا بغلاطية
مجمع سرديكا
مجمع أنطاكية بسوريا
مجمع غنغرا
مجمع قرطجنة 3و4
مجمع القسطنطينية وحرم أوطاخى

Hit Counter

 

الخلاف على عماد الهراطقة والجاحدين للأيمان

معلومات هذه الصفحة أخذت من كتاب المؤرخ القس منسى يوحنا (1)

*************************************************** 

فى بداية نشأة الكنيسة وأمتدادها شرقاً وغرباً قابلتها أحداث جديدة عليها لم تحدد من قبل وكان عليهم أتخاذ القرار الكتابى , وفى هذا الوقت المبكر كان على الكنيسة أن تجيب على السؤال التالى : هل كان تعميد الهراطقة صحيحاً أم باطلاً ؟ .. وإذا رجع أحدهم إلى الكنيسة إلى الكنيسة بعد هرطقته .. هل يعمد ثانية أم يحسب معمداً ؟

وأختلف آراء الكنائس القديمة حول هذا الموضوع إلى :

القسم الأول : المعمودية لا تعتبر صحيحة ذات قوة فعالة ما لم تكن بيد الكنائس الأرثوذكسية التى تجرى كل الأسرار على وجه صحيح تسلمته من الآباء التلاميذ والرسل وهذه الكنائس هى : آسيا الصغرى , والكبادوك , وكيليكية , وغلاطية , وسورية , ومصر  .. فكانت هذه الكنائس تعيد تعميد من تعمدوا على يد الهراطقة غير معترفة لا بإيمانهم ولا بهرطقتهم لأن إيمانهم كاذب .

القسم الثانى : المعمودية التى تتم بإسم الثالوث القدس هى مقبولة .. وهذه الكنائس هى : كنيسة روما والكنائس الغربية .. ولهذا لم يكونوا يعمدوا التائبين من الهراطقة بل كانوا يكتفون بوضع اليد والصلاة على من إهتدى منهم .

مجمع أيقونية ومجمع سناداً سنة 230 م

أجتمع مجمع فى أيقونية ومجمع فى سنادا سنة 230 برئاسة فرميليانوس أسقف قيصرية تقرر فيهما عدم صحة معمودية الهراطقة - وكانت قرارات هذا المجمع شجب بدعتى نوفاسيانوس وفيلكسيموس , ومعالجة الساقطين بدواء التوبة حتى ينقهوا , إلا أن المجمع أتفق على أستئناف القضيه ورفعها للبابا الأسكندرى , وكان فابيانوس أسقف أنطاكية ميالاً لمبدأ نوفاسيانوس الذى يعامل الذين انكروا الإيمان وتابوا بقساوة زائدة فكتب إليه القديس ديونيسيوس هذا الكتاب يقول له فيه : " إليك مثال عما حدث فى مثل هذه الأمور التى نتناقش فيها الآن ومنه يظهر لك كبف تصرفنا نحن , حدث أن رجلاً هرماً أسمه سيرابيون وهو مسيحى لا غش فيه , قضى حياة طويلة بكل تقوى وأمانة كان قد ذبح للأوثان أثناء إضطهادهم إياه , ولكنه عاد فأقر بذنبه وأستغفر ربه عن خطيته فلم يقبله أحد أو يرق لحاله أنسان , فأصاب الرجل مرض عضال ألزمه الفراش وظل ثلاثة ايام متوالية لا يعى ولا يتكلم , وفى اليوم الرابع افاق قليلاً من غشوته فدعا إليه ابنه الأكبر , وقال له لقد طال يا ابنى زمن حجزك لى فأتوسل إليك أن تسرع وتطلقنى من عقالى , فارجوك أن تذهب وتأتى لى يأحد الكهنة فى الكنيسة , ولما قال هذا عاد إلى غيبوبيته وصمته وأما الغلام فقد اسرع إلى كاهن الكنيسة ليدعوه كأمر أبيه وكان الوقت ليلاً وكان الكاهن مريضاً , وكنت قد أصدرت امراً قبل هذا الوقت يقضى بأن الذين على حافة الموت إذا شعروا بحاجتهم إلى التوبة وألحوا فى طلب المغفرة يجب ان يمنحوها حتى ينتقلوا من هذا العالم وقلبهم مملوء تعزية ورجاء بالحياة الأبدية , وعليه فجائنة الغلام فأعطيته جزء من الفخارستيا وقلت له ان يغمسه فى الماء ويضعه فى فم هذا الرجل الهرم فذهب الولد مسرعاً إلى البيت ومعه القطعة التى أعطيتها له ولما قرب من مدخل الباب كان سيرابيون قد عاد إلى رشده فنهض قائلاً : " لقد جئت يا ابنى , ولكن الشيخ لم يقدر على المجئ فعليك إتمام ما أمرت به ومن ثم أطلقنى بسلام فقد ابصرت عيناى خلاص الرب " فبل الشاب اللقمة ووضعها حالاً فى فم أبيه فلم يلبث حتى إزدردها وفاضت روحه إلى خالقها ألم يكن هذا الرجل قد تاب توبة حقيقية , وألم يظل حياً إلى ان نال المغفرة ومحيت جميع ذنوبه ؟ وهل يعتبر هذا الرجل التقى مؤمناً لأجل أعماله الصالحة الكثيرة التى عملها فى حياته وعند موته ؟ " أ . هـ   

مجمع قرطاجنة الأول 217 - 223 م

وقام أغربينوس أسقف قرطجنة بعقد مجمعاً فيها سنة 217 - 223 م وأجمع المجمع على عدم صحة معمودية الهراطقة أيضاً .

سبب عقد هذه المجامع سنة

أما سبب عقد هذه المجامع هو بدعة نوفاسيانوس أسقف روما الدخيل , وكان نوفاسيانوس رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى تم بأيدى الهراطقة وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين .

وأنضم إلى نوفاسيانوس كثيرين من الكنيسة الرومانية ولكنهم سريعاً ما أدركوا أنهم أخطأوا وقرروا العودة إلى كنيستهم , ولما كانت كنيسة روما لا تعمد الهراطقة توقف الكهنة عن قبولهم ريثما يتفقون على رأى بشأن الراجعين التائبين من هرطقة  نوفاسيانوس .

فكتبوا إلى القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة فى ذلك الوقت يسألونه رأيه فأجابهم برسالة قال فيها : " أن المعمدين على أيدى الهراطقة هم وحدهم الذين يجب إعادة عمادهم .. أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح " أ . هـ ولما كان كبريانوس يفهم أن الكثيرين من المسيحيين التابعين لكنائس متعددة قد جحدوا الإيمان من شدة إضطهادات الأباطرة الوثنيين ولم يستطيعوا أن يتحملوا فأنكروا , فقال الأنبا كبريانوس : " أن مسألة الجاحدين التائبين فلا تتعلق بكنيسة روما بمفردها , ولذلك يجب ان تحكم فيها الكنائس الرسولية مجتمعة (2)  "

وأستصوب كهنة روما هذا الرأى ويثبت ذلك رسالتهم الثانية إلى كبريانوس التى جاء فيها : " أن القضايا العامة لا يجب أن تنفرد كنيسة بالفصل فيها لأن فى ذلك خطأ عظيماً وأهانة كبرى لمجموع الكنائس المسيحية , فضلاً عن أن الكنيسة التى تتعرض لأصدار حكم فى قضية عامة يصبح حكمها ملغى ولا يعول عليه " أ . هـ   (3)

مكاتيب توصية الشهداء

 وحدث أثناء إضطهاد الأمبراطور ديسوس قيصر الشديد للمسيحيين أن زل كثيرين منهم وقدموا ذبائح للأوثان ولم يتحملوا التعذيب ثم رجعوا إلى شركة الكنيسة بدون أن يخضعوا للتدريب أو العقاب الروحى الصارم حتى تتأكد الكنيسة من صدق توبتهم , وفى هذا الوقت قام فيلكسيموس يعلم أتباعه بوجوب الصفح عن الذين جحدوا الإيمان بمجرد شفاعة المؤمنين الموجودين فى السجون , ولكى يحصلوا على هذا الغفران يعلن الشهداء المشرفون على الموت أنهم حسبوا هؤلاء الأشخاص مستحقين لشركتهم , وطلبوا من الكنيسة أن يقبلوا هؤلاء التائبين ويعاملوهم كأخوة , فبعض الكهنة والأساقفة قبلوا فى الحال الجاحدين التائبين الذين قدموا هذه المكاتيب بدون فحص أو تأكيد , ولكن كبريانوس وغيره من ذوى الحزم والغيرة قاوم الأرتخاء والتسيب وأراد أن يضع حداً لمكاتيب التوصية هذه بالرغم من أنه لم يرد أبداً أن يبطل كرامة الشهداء .

مجمع قرطاجنة سنة 253 م بشمال أفريقيا Carthage

*** ضم 50 أسقفاً برئاسة القديس كبريانوس

*** وكان الموضوع الأساسى هرطقة نوفاتيانوس .. وقد حرم هذا الهرطوقى الذى نادى بعدم قبول التائبين الذين ضعفوا أمام الأضطهاد .

*** وضع المجمع 15 قانوناً .. شددت على عدم الزواج بأخين , أو بأختين بعد موت أحدهما , وكذلك من يتزوج بأكثر من واحدة .

*** عدم رسامة كاهن قبل سن الثلاثين , وعدم رسامته بعد إيمانه وعمادة مباشرة .

*** أن يكون لكل كنيسة 7 شمامسة .

*** وعقد كبريانوس مجمع آخر أيد نفس القرارات . 

وفى سنة كان على كرسى روما الأسقف أستفانوس فقام بالتشديد ومنع معمودية الهراطقة , ولم يكتف بذلك بل خاطب فرميليانوس أسقف قيصرية وطلب منه الأمتناع عن تعميد الهراطقة , ولكن أهمل فرميليانوس كتابه .. فعقد أستفانوس أسقف روما مجمعاً سنة 254 م حكم فيه بقطع فرميليانوس ومن وافق على أفكارة بشأن تعميد الهراطقة التائبين من أساقفة كيليكية وغلاطية .

ولما كان القديس كبريانوس مشتركاً مع هؤلاء الأساقفة فى هذه العقيدة هدده أستفانوس بحرمه إن لم يتوقف عن تعميد الهراطقة التائبين , فلم يعبأ كبريانوس بهذا التهديد , وقابل هذا التهديد بعقد مجمع قرطجنة سنة 255 م وبعد مباحثات طويلة حكم المجمع بضرورة تعميد الهراطقة التائبين , بل ومن تعمد على يديهم ممن يرجعون إلى الكنيسة , وأما الذين تعمدوا فى الكنيسة وسقطوا فى كفر أو هرطقة فحكموا فى هذا المجمع بعدم إعادة معموديتهم نفياً لبدعة نوفاسيانوس أسقف روما الدخيل (المغتصب) 

رفض أستفانوس أسقف روما قرارات مجمع قرطاجنة

وأرسل مجمع قرطاجنة قراره لأستفانوس أسقف روما ومن جملة القرارات : " أن كل رئيس روحى حر فى سياسة كنيسته , لأنه سيقدم حساباً عن أعماله للرب " (4) ولكن أستفانوس أسقف روما رفض قرار المجمع وكتب إلى أساقفة أفريقيا يحثهم على الإقتداء به والأنضمام غليه وأرسل إلى أعضاء مجمع قرطاجنة يقول : " يجب عليكم أن لا تحدثوا شيئاً بل ان تجروا على التسليم بوضع اليد فقط الذى يأتى إليكم من أيه هرطقة كانت , لأن الهراطقة أنفسهم لا يعمدون الذين ينتقلون من هرطقة إلى اخرى , بل يقبلونهم قبولاً بسيطاً فى شركتهم " (5) 

أما كبريانوس فإستغرب من ردوده وعناده , وكان مستبداً برأيه ورفضت الكنائس الأفريقية الخضوع لرأيه وتفكيره , فكتب كبريانوس رسالة إلى بومبيوس أحد أساقفة أفريقيا ضد أستفانوس جاء فيها قوله (6) : " أننا لا نجد مثل هذا القرار ( يقصد قرار أستفانوس ) لا فى الأنجيل ولا فى الرسائل ولا فى أعمال الرسل , وباطلاً يقاومنا بعض مستندين على العادة وهم مغلوبون من لابراهين العقلية , كأن العادة تعلوا على الحقيقة , أو كأنه لا يجب أن نجرى فى الروحيات على ما أعلن من لاروح القدس أنه الأفضل " أ . هـ

أتساع الخلاف - وأتهام الآخر بالضلال

وقام أساقفة أفريقيا بإرسال رسائل أخوية إلى أستفانوس يدعونه إلى الإتحاد معهم , فرفض أستفانوس أسقف روما مقابلة حملة هذه الرسائل , ولم يسمح لهم حتى ولا بمأوى وجاوبهم بخشونة أطلق على القديس كبريانوس لقب " الرسول الغاش , والنبى الكذاب (7) " وما أن علم كبريانوس بذلك حتى كتب إلى اخوته أساقفة أفريقيا يحذرهم فيه من الوقوع فى ضلالة أستفانوس وذلك كان واضحاً من رسالة القديس كبريانوس إلى بومبيوس (8) فقال : " أنه ( أى أستفانوس ) صديق الهراطقة وعدو المسيحيين يقول بأنه يقدم كرامة للرب ويظن بأنه حرم كهنة الرب المحافظين على حقيقة دين المسيح وأتحاد الكنيسة .. فإن كانت كرامة لارب تقدم على هذا الوجه وإن كان خوف الرب والشئ القانونى يحفظ من عبادة وكهنتة على هذه الصورة فلنرم سلاحنا ولنمد أيدينا إلى السبى " .. ثم قال : " أن هذا الأسقف الضال أستفانوس قد دل برسالته على جهلة وغباوته " أ . هـ  

وذكر فى رسالته إلى كينتوس (9) : " أن بطرس الرسول ( الذى يدعى أستفانوس أنه خليفته ) لم يقل قط بتقدمه على سائر الرسل , ولم يطلب ممن أتوا بعده فى الرسالة أن يقدموا له فروض الطاعة والخضوع ولم يدع أنهم دونه فى الرتبة " أ . هـ

عقد المجمع الثانى فى قرطجنة :

*** حضر هذا المجمع 217 أسقفاً من شمال أفريقيا فى قرطاجنة ( فى تونس حالياً ) وقد انعقد فى النصف الثانى من القرن الرابع .

موضوعاته وقراراته :

يقول المؤرخون انه وضع 123 قانوناً ( كما قال أبن كبر) وعلى رأسها إعادة المعمودية الذين عمدهم الهراطقة والقوانين التالية هى أهم القوانين التى وصلتنا : -

1 - كيفية محاكمة القسوس والكهنة والشمامسة ورفقائهم .

2 - قوانين فيما يمنع الكهنة فعله , وفى ضرورة تعليم أهلهم وإلتزامهم بالتدين .

3 - ضرورة قراءة سير الشهداء , عظة وعبرة ( عب 13 : 7 )

4 - لا يجوز الهزل فى أيام الأعياد ضرورة معمودية الأطفال , والهدف منها .

5 - عدم قبول الرهبان الخارجين من الأديرة بدون أذن .  

ولم يكتف كبريانوس بإرسال الرسائل إلى الأساقفة بل قام بعقد مجمع ثانياً فى قرطجنة وقد كان عدد الأساقفة كبيراً فيما يبدوا لأنه قال الأسقف الثالث والعشرون فى ترتيب الأساقفة فى المجمع (10) : " أنه ( أى أستفانوس ) أنه جحد إيمان الكنيسة ويجب أن لا يكون جحوده سبباً فى أضطراب مجموع الأساقفة , أما الأسقف الحادى والستين فى ترتيب الجلوس فقد قال : " أنه يهوذا الأسخريوطى الذى باع عروس المسيح لأعدائها "

وكان فرميليانوس أسقف قيصرية قد أرسل هو أيضاً وفداً إلى روما فقوبل هناك أسوأ مقابلة أيضاً ولم يسمح له بسقف يبيت تحته , ونتيجة لهذا قام فرميليانوس بإرسال الرسائل ضد أستفانوس وتبادل الرسائل حول هذا الموضوع مع كبريانوس , فقال  فرميليانوسرداً على رسالة كبريانوس  (11) : " لقد أبى أستفانوس أن يقبل نوابك وأمر الرومانيين أن لا يقبلوهم فدل بذلك على توحشة وهمجيته على أننا مدينون لهذا المتوحش لأن قسوته وغطرسته كانتا سبباً فى أن عرفنا حكمتك وإيمانك , , غير أنه لا فضل له فى ذلك كما انه لا فضل ليهوذا الأسخريوطى فى خيانة سيده , تلك الخيانة التى نتج عنها خلاص الجنس البشرى , ولكن دعنا من هذا الحديث الذى يذكرنا بوقاحة أستفانوس وجسارته بل بشغفه فى الأنفصال عن وحدة المحبة والتغرب عن الأخوة والتمرد عن الحق ... ألخ أ . هـ

ولم يكتف فرميليانوس بذلك بل كتب رسالة إلى أستفانوس قال فيها (12) : " لقد جسمت خطيتك بنفسك التى زينت لك الأنفصال عن الكنيسة الواحدة , لا تنخدع يا أستفانوس فإنك قطعت نفسك بنفسك , لأن الذى يجحد شركة الوحدة الكنسية يصبح وحده منشقاً عنيها . وهكذا نراك منفصلاً عن الكنائس المسيحية فى الوقت الذى تظن فيه أنك تفصل تلك الكنائس عنك " أ . هـ

البابا القبطى يطفئ نار الفرقة  

وأستمر الشقاق يتسع والرسائل تفعل فعلها فى إضطرام نار الخلافالذى كاد يستفحل أمره لولا تدخل البابا الأسكندرى ديونيسيوس الذى أطفئة بالمحبة ووقف النزاع عند حده فكتب البابا الأسكندرى القديس ديونيسيوس إلى أستفانوس يقول له (13) : " أعلم الآن أيها الأخ أن جميع الكنائس منشقة قبلاً فى الشرق وما بعده فقد أتحدت , وجميع الرؤساء فى كل مكان متفقون فى الرأى وهم فرحون بالسلام الذى صار على غير أنتظار منهم ديميتريانوس فى أنطاكية , وثاوكتيستوس فى قيصرية ومازبان فى إياليا ( أورشليم ) وماريتوس فى صور بعد رقاد أسكندر وإيليوذوروس فى اللاذقية بعد وفاة ثيليميدرس وإيلينوس فى طرسوس وسائر كنائس كيليكية وفرمليليانوس وسائر الكبادوكية , وقد ذكرت أشهر الأساقفة فقط لكى لا أطيل الرسالة ولا أثقل الكلام , أما سوريا كلها والعربية الذين تكفونهم دائماً والذين أرسلتم إليهم الآن وبين النهرين والبنطس وبيثينية وبالأجمال الجميع فى كل مكان يبتهجون بالأتحاد والمحبة الأخوية ممجدين الرب " أ . هـ

ولم يلين أستفانوس عن رايه الذى أراد أن يفرضه على الجميع بقسوة وإذ كان قد هدأ قليلاً بعد رسالة البابا المصرى إليه حتى مات سنة 257 م وخلفه سكستوس فكتب له البابا الأسكندرى رسالة جاء فيها قوله (13) : " فإنه (أى أستفانوس ) كان قد كتب قبلاً فى إيلينوس وفرميليانوس وسائر أساقفة كيليكية وغلاطية والشعوب المجاورة لهم قائلاً بأنه لا يشترك معهم لهذه العلة عينها أى لأنهم يعيدون على زعمه معمودية الهراطقة , وحقاً أنها تقررت كما أعلم فى أعظم مجامع الأساقفة عقائد , بأت اللآتين من هرطقة يوعظون أولاً ثم يغسلون ويطهرون من دنس الخميرة العتيقة , وقد أرسلت إليه ورجوته فى هؤلاء جميعهم " وأعقب هذه الرسائل رساله أخرى ظاهرها الأستشارة وباطنها إلفات نظره إلى وجوب التدقيق لمعرفة صحة عماد الهراطقة من عدم صحته , وكان يروم من جميع رسائله حفظ كيان أتحاد الكنيسة ومنع كل شقاق وتحزب شأن الراعى الصالح حتى تمكن من أقناعه بروح المحبة والسلام أفضل من أستعمال الشدة والعنف .. وله رسالة فى هذا الموضوع لفليمون أحد كهنة الكنيسة الرومانية قال فيها (13) : " أن فساد العماد الذى يتم على يد الهراطقة أصبح أمراً ثابتاً بعد أن قررته عدة مجامع أنعقدت فى إيكونيوم وغيرها .. فهل يليق قلب هذه القرارات وتحريض الأخوة على المنازعات والمشاغبات , أما أنا فلا يمكنى أن آتى ذلك لأنه مكتوب " لا تنقل التخم القديم الذى وضعة آباؤك " أ . هـ

أضطهاد فالريان قيصر شغل الأساقفة عن خلافاتهم

وأثار الأمبراطور فالريان الأضطهاد ضد لمسيحيين وشدده على رؤساء المسيحية وقادتهم الكنسيين وكذلك الأعنياء وأصحاب السلطة المسيحيين فشغل ذلك الأساقفة وتحولوا إلى الأهتمام برعيتهم , وقد أستشهد فى هذا ألضطهاد القديس كبريانوس والقديس سكستوس وشمامسة لافيرنديوس .

وحدث أنه كان هناك مسيحياً فى الأسكندرية قد تعمد بيد أحد الهراطقة ( يعتقد أنه كان يحمل الجنسية الرومانية ) , ولما رجع إلى كنيسة الأسكندرية أرتاب ولبث مدة طويلة فى الكنيسة وضميرة يؤبخه , فذهب إلى البابا ديونيسيوس راجياً من بدموع ولجاجة أن يعيد عماده فلم يجب ديونيسيوس طلبه ولكنه طيب خاطره وأحتار فى أمره , فبينما يخاطب زميله سكستوس أسقف روما برسالة فى بعض الشئون (14) خطر له ان يقف على رأيه فى هذا الأمر فكتب فى رسالته : " أنى بالحقيقة أيها ألخ أطلب النصيحة وأستمد الرأى منك فى هذا الأمر المهم الذى ورد على خوفاً من أن أكون غلطاناً , فإن مؤمناً من الأخوة المجتمعين يظن أنه قديم فى الكنيسة أقدم من زمان شرطونيتى وأظن انه مشترك فى الكنيسة قبل إقامة مطوب الذكر ياركلاس ( البابا الأسكندرى السابق ) وقد أتفق أن يكون من المعمدين تعميداً  على قفا اليد , فلما سمع السؤالات والأجوبة عندنا تقدم نادباً وباكياً نفسه وكان يقع أمام رجلى معترفاً ومنكراً بأقسام المعمودية التى تعمدها عند الهراطقة بأنها ليست مثل هذه ولا شركه لها معها , لأنها مملوءة كفراً وتجاديف , وقائلاً أن نفسه قد تخشعت الآن تخشعاً عظيماً وليست له دالة أن يرفع عينه إلى الرب ما دامت بدايته من تلك الأقوال والأعمال الشريرة , ومن ثم طلب أن يحصل على هذا التطهير والقبول والنعمة الصحيحة الخالصة , الأمر الذى أنا لم أجسر أن أعمله قائلاً : أن أشتراكه زماناً كافياً بجسد ودم المسيح يسوع , لا أستطيع أن أجسر وأعيد بناءه مرة ثانية من الأول , وقد أمرته أن يتشجع ويتقدم بغيمان ثابت وضمير صالح إلى الإشتراك فى القداسات , أما هو فما يكف عن البكاء ويجزع أن يتقدم إلى المائدة وبالرجاء العظيم يكاد ألا يطيق حتى الوقوف معنا فى الصلوات "

ومع كل محاولات رأب الصدع وحسم هذا الخلاف فقد استمر الخلاف فى هذه القضية حتى أصدر المجمع النيقاوى المسكونى الأول الحكم النهائى سنة 325 م وبعده الثانى 381 م   

*******************************************

 

=====================================================================

المـــــــــــــــــــراجع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 123 - 130

(2) كبريانوس فى رسالة رقم 19

(3) كبريانوس فى رسالة رقم 31

(4) كبريانوس فى رسالة رقم 72

(5) كبريانوس فى رسالة رقم 74

(6) كبريانوس فى رسالة رقم 73

(7) كبريانوس فى رسالة رقم 75

(8) كبريانوس فى رسالة رقم 73

(9) كبريانوس فى رسالة رقم 73

(10) أعمال مجمع قرطجنة الذى عقده كبريانوس

(11)  رسالة رقم 75

(12) رسالة رقم 75

(13) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل  5  (ك7 ف 5 )

(14) يتوهم الباباويين ( أخوتنا الكاثوليك ) أن أستشارة البابا ديونيسيوس لسكستوس تؤيد رئاسته , ولكن عموما الأستشارات الدينية أو الروحية أو حتى السياسية كثيراً ما تتبادل بين الرؤساء فمن له الحكمة تؤخذ من فمه وليس بمعنى رئيس ومرؤوس ومع العلم أن بولس الرسول أستشار الرسل فى أمور (غل 2 : 2 ) ومن المعروف أن الكنيسة القبطية لا تشرك مؤمنين كهنة أو مؤمنين تابعين لكنائس أخرى فى طقوسها أو صلواتها إلا بعد موافقة كنيستهم الأم ويعتقد أن هذه الأستشارة كانت لرجل مسيحى رومانى الجنسية ولم يكونوا رؤساء عليه فكثير من رسائل ديونيسيوس نفسه أرسلها إلى أسطفانوس أسقف روما ليرجع عمنا كان فى فكره فهل كان رئيساً عليه , والغرب عموماً له اسلوب مختلف عن الشرق , فالشرقيين كثيرين المجاملة فى رسائلهم , ويحاولون أعطاء الآخر مركزا عالياً ويكرمون محدثيهم حتى تصل إلي فكره النقطة التى يقصدون توصيلها بسهولة ويكسب المرسل إليه الرساله فى صفه  - أما ظنهم فى قول البابا الأسكندرى " خوفاً من أن أكون غلطاناً " أن هذه العبارة تؤيد عصمة بابا روما - فهذا لا يتماشى مع قول الكتاب : " الجميع زاغوا وفسدوا واعوذهم مجد الرب " وايضاً " ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد " والتاريخ يقول أن أثنين من باباوات روما كانا من زعماء الهراطقة وهما زفيرينوس وكاليسطوس وآخر بعدهما بقليل ذبح للأصنام فى أضطهاد ديوكلتيانوس وأقر وهو بابا أن الصنم غله وأسم هذا البابا هركلينوس ولكنه تاب وندم ورجع وأستشهد على أسم المسيح وهذا مؤلم جداً أن نحمل أنساناً صفة إلهية التى هى العصمة من الخطأ .

(15) كبريانوس فى رسالة رقم

(16) كبريانوس فى رسالة رقم

(17) كبريانوس فى رسالة رقم

 

This site was last updated 02/21/08