الرئيس جمال عبد الناصر | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس عبد الناصر يدعم ثورة الجزائر |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
الرئيس جمال عبد الناصر دعم ثورة الجزائر ضد الإحتلال الفرنسى سياسيا ومعنوياً ومادياً بإمدادهم بالسلاح صورة تجمع بين الرئيس عبد الناصر (مصر) وأحمد بن بيلا (الجزائر) الذى كان طويل القامة والحبيب بورقيبة (تونس) -----> فتحى الديب مهندس العلاقات المصرية - الجزائرية المصرى اليوم كتب أحمد أبوهميلة ١٢/ ١٢/ ٢٠٠٩ جمال عبدالناصر فى أواخر الخمسينيات وأثناء وجود الزعيم الجزائرى أحمد بن بيلا فى مصر، قدمه جمال عبدالناصر إلى مجلس الأمة بكلمة قال فيها: «يجىء إليكم اليوم ليتحدث أمام مجلسكم الموقر أخ عزيز تعرفونه جميعاً، يمثل وطناً من أقرب وأمجد أوطان العرب، ويمثل ثورة عظيمة لا تفخر بها أمتنا فحسب، وإنما يفخر بها الإنسان فى كل عصر، وفى كل مكان. وإذ كنت أريد أن أترك له هذا المكان لكى تستمعوا إليه، ولكى تستمعوا من خلاله إلى صوت الشعب الجزائرى، والثورة الجزائرية، فإنى أؤكد مرة أخرى العلاقة الخاصة والوثيقة التى تربط الثورة المصرية والثورة الجزائرية، أهمية هذه العلاقة بالنسبة للشعبين، وبالنسبة للنضال الشعبى لأمة العرب من الخليج إلى المحيط، وكذلك بالنسبة لأفريقيا وحركة الثورة الوطنية عموماً. إن ثورة شعب الجزائر نموذج ممتاز للثورة الكاملة، فهى ليست ثورة المليون شهيد من أجل الاستقلال الوطنى وحده، وإنما هى ثورة حرية العمل الاجتماعى، والاختيار الاشتراكى، ثورة تحرير الوطن تتلاحم مع ثورة تحرير الإنسان، وفوق ذلك فهى الثورة لا تنعزل داخل حدودها وتقبع وراءها، وإنما هى الثورة التى تجد كفاحها فى كفاح كل وطن، وتجد أمانيها مع أمانى كل إنسان، هذه - أيها الأخوة - هى المعانى المشرقة والقيم العزيزة التى نشترك اليوم فى تحيتها وفى تكريمها، ونسمع الآن صوتها الحر».. الصورة الجانبية : من اليمين الى اليسار : المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، الرئيس المصري جمال عبد الناصر، المناضلة الجزائرية زهرة ظريف. 8 أكتوبر سنة 1962 هذه كانت كلمة ناصر الذى طالما ساند الحركات التحررية فى العالم العربى، فكانت مصر سباقة فى دعم نضال الحركة الوطنية والثورة الجزائرية، من خلال الدور الفعال الذى جسده رئيسها عبدالناصر، الذى وقف إلى جانب الثورة الجزائرية ودعمها بكل الوسائل والطرق، غير أنه كان هناك رجل مهم يمكن وصفه بـ«مايسترو» والتنسيق بين مصر والثورات التحررية فى العالم العربى، ألا وهو فتحى الديب الذى رحل من عالمنا فى ٧/١٢/٢٠٠٣، وكان الديب واحداً من أبرز مؤسسى جهاز المخابرات المصرية، وهو مهندس العلاقات المصرية العربية فى أعقاب ثورة يوليو، والذى رحل دونما ضجة، ولم يوفه الإعلام المصرى حقه، رحل الديب عن ٨٠ عاماً تاركاً وراءه وثيقة مهمة تقع فى نحو ألف صفحة حتى إن الصحف المصرية، رغم أهمية الرجل ودوره، لم تشر لنبأ رحيله إلا أن الرئيس مبارك أوفد مبعوثاً رئاسياً نيابة عنه للتعزية. كان الديب مسؤولاً لعقدين كاملين من الزمن عن الاتصالات والعلاقات بين مصر والعالم العربى فى مجال الأمن والاستخبارات، ودفن الديب فى مقابر أسرته بمنطقة القاهرة القديمة، وكان لافتاً للانتباه أن عدداً من الدبلوماسيين العرب يتقدمهم سليمان الشيخ، سفير الجزائر فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، حرصوا على المشاركة فى تقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد، ووقع اختيار الديب على الشؤون العربية لكى يكرس لها حياته السياسية والأمنية الحافلة بالعديد من الإنجازات، فأنشأ قسم الشؤون العربية لأول مرة بجهاز المخابرات العامة، وكان صاحب اقتراح إنشاء إذاعة صوت العرب التى استخدمها عبدالناصر فى مخاطبة الرأى العام العربى بشكل موسع، وكان الديب أول من قدم الرئيس الجزائرى الأسبق أحمد بن بيلا إلى عبدالناصر فى بداية الدعم المصرى اللامحدود للثورة الجزائرية، ونضال الشعب الجزائرى لنيل الاستقلال عن فرنسا. وللديب عدة كتب منها «عبدالناصر وتحرير المشرق العربى»، و«عبدالناصر وثورة ليبيا»، و«عبدالناصر وثورة الجزائر» والأخير يضم مجموعة من الوثائق المهمة، التى كانت سرية لزمن طويل، وجميعها يتعلق بتفاصيل الدعم المصرى، وخلال تلك الفترة قدمت مصر كل ما فى وسعها لنصرة القضايا العربية ومنها ثورة الجزائر، وكانت قضية الجزائر تصل إلى كل العرب من المحيط إلى الخليج عبر إذاعة صوت العرب من القاهرة، وقدمت دعماً إعلامياً لا نظير له إلى الثورة الجزائرية منذ الأيام الأولى لانطلاقتها ومن فوق منبرها الإعلامى كانت إذاعة بيان أول نوفمبر، وإعلان انطلاق أول رصاصة للثورة، واستمرت فى التعريف بالقضية وأبعادها الحقيقية والتصدى للدعاية الفرنسية المغرضة، وحرص عبدالناصر على توفير جميع الإمكانيات المتاحة للمقاتلين فوق أرض الجزائر، كما لم تبخل الحكومة المصرية ولا رئيسها بدعم الثورة عسكرياً وماديا منذ انطلاقتها وتم دعم الثورة بالأسلحة والذخائر، فضلاً عن التظاهرات التى كانت تقام فى مصر لجمع التبرعات والدورات التأهيلية للممرضات الجزائريات، ففى ١٩٥٨ استقبلت مصر الدفعة الأولى المكونة من ٣٥ فتاة، واستمر تدريبهن ٦ أشهر فى مستشفى الهلال الأحمر. كما لعبت مصر دوراً مهماً فى دعم مشاركة الجزائر وتمثيلها فى مؤتمر باندونج لنصرة الشعب الجزائرى، مما أعطى للقضية الجزائرية دفعة قوية نحو التدويل فتضامنت معها شعوب آسيا وأفريقيا وأوروبا، وكان الزميل سعيد الشحات قد أجرى حواراً مع فتحى الديب بثه موقعا المعرفة والاتحاد الاشتراكى العربى وكتب مقالاً حول ذكريات ذلك اللقاء، قال فيه الديب إنه كان حلقة الوصل بين جمال عبدالناصر وثوار الجزائر الذين أطلقوا شرارة بدء الثورة ضد الاستعمار الفرنسى، الذى احتل الجزائر ١٣٠ عاماً، وهو الذى قدم قائد الثورة الجزائرية إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكان الديب قد ذكر فى الحوار، أن المساعدات المصرية للثورة الجزائرية تنوعت ما بين السلاح والمال والرجال، وأن المخابرات المصرية لعبت أعظم أدوارها على الإطلاق فى تهيئة كل السبل لانطلاق الثورة. وأضاف أن أول مرحلة فى خطة اندلاع الثورة الجزائرية، بدأت بعودة بن بيلا إلى القاهرة يوم ٩ أكتوبر ١٩٥٤، بعد اجتماع فى العاصمة السويسرية «برن»، حضره كل من مصطفى بن بوالعبد وديدوش مراد وكريم بلقاس وبن مهيدى العربى، ومحمد بو ضياف، وبيطاط محمد وأحمد بن بيلا، أبلغهم بن بيلا، فى هذا الاجتماع، بموافقة عبدالناصر على دعم كفاحهم مادياً وأدبياً ووافقوا بالإجماع على خطة بدء الكفاح المسلح التى تمت مناقشتها فى القاهرة مع بن بيلا، وتحدد لها ساعة الصفر ٣٠ أكتوبر، وغادر بن بيلا القاهرة إلى ليبيا ٢٢ أكتوبر ليتابع عملية التنفيذ، وزوده الديب بمبلغ ٥ آلاف جنيه لشراء الأسلحة والذخيرة المتوفرة من السوق الليبية لمباشرة عملية التهريب لحين تزويدهم بالكميات اللازمة من مخازن الجيش المصرى، وتوالت المساعدات بعد ذلك لتشمل شحنات من البنادق والرشاشات وذخائر وأسلحة أخرى أدخلتها المخابرات المصرية إلى الجزائر عبر الحدود مع المغرب، وليبيا لم يكن السلاح وحده هو العون والمدد الذى قدمته مصر، بل قدمت شهداء ربما لا تحوى الكتب عنهم شيئاً، ومن القصص التى رواها الديب بتأثر بالغ، قصة الصحفى إلهامى بدر الدين، الذى استشهد على أرض الجزائر، وعمره ٢٣ عاماً. فى المقابل لم تنس القيادة السياسية الجزائرية من بيلا إلى هوارى بومدين حتى بوتفليقة هذه الوقفة من مصر، فبعد نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ كان أول زعيم عربى يصل إلى مصر هو الرئيس الجزائرى، هوارى بومدين الذى أبلغ عبدالناصر بوضع كل إمكانيات الجزائر تحت أمر مصر.
|
This site was last updated 08/23/12