Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

وثائق مجهولة لعصابة الإخوان المسلمين1  

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
وثائق مجهولة2

فى عام 1956 العدوان الثلاثى على مصر فى الوقت الذى كانت فية فتيات بورسعيد الصغيرات يتصدين للعدوان الثلاثى كانت قيادات الاخوان تعقد الصفقات السرية مع السفارة البريطانية فى القاهرة لاعادة أحتلال مصر وخيانه شعب مصر والعروبه

«المصرى اليوم» تنشر وثائق مجهولة للإخوان المسلمين «1»: جمال البنا يفتح خزانة أسرار شقيقه الأكبر «الإمام حسن» بعد 60 عاماً من رحيله

المصرى اليوم  عماد سيد أحمد    11/ 11/ 2009

على الرغم من الخلاف الدائم والنكران المستمر من قبل جماعة الإخوان المسلمين لما يقوله ويطرحه الأستاذ «جمال البنا»، الكاتب المعروف ، على طول الخط، ولا يشفع له عندها أنه الشقيق الأصغر للإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، إلا أن هذه المرة مختلفة، فالوثائق المجهولة التى يكشف عنها البنا لأول مرة فى تاريخ الإخوان المسلمين والتى تتعلق بمؤسس الجماعة لا يمكن نكرانها ولا يمكن تجاهلها.وبقدر ما ستثيره هذه الوثائق من جدل واسع متوقع لما تحمله من حقائق تتعلق بتأسيس الجماعة وخطها الفكرى العام وتنظيمها الداخلى وعقيدتها الأيديولوجية وغيرها من القضايا المهمة، بقدر ما تحمله من مفاجآت وما تكشف عنه من غموض اكتنف الجماعة منذ تأسيسها عام 1928.

تصدى البنا لهذه المهمة انطلاقاً من إيمانه «بأن الحقيقة هى الحقيقة، سرتنا أو ساءتنا». تأتى هذه الوثائق التى تحمّل عبء نشرها فى كتاب من 4 أجزاء صدر منها جزآن على أن يتم إصدار الثالث والرابع فى وقت لاحق. وحصلت «المصرى اليوم» على جانب كبير من هذه الوثائق، وستقوم بنشرها فى قسمين، الأول عن الوثائق التى تتعلق بموقف الإخوان من السلطة السياسية ومن الحاكم ومن الأحزاب بشكل عام وكذلك موقفها من الآخر والأقليات، وتصورات مؤسسها بشأن الخلافة الإسلامية والعلاقة مع الغرب وغير ذلك.

أما القسم الثانى فهو يتعلق بالوثائق التى تتناول قضايا الإخوان الداخلية كتنظيم له تركيبته الخاصة وله نشاطاته ومشاكله وسبل تمويله وكذلك الفترة التأسيسية الأولى وطبيعة الصراع داخل الإخوان آنذاك، وما إلى ذلك من الأمور التى ظل جانب منها خفياً غير معلوم سواء للمهتمين والمراقبين أو حتى لأبناء وأعضاء الجماعة من الأجيال المتعاقبة. آلت هذه الوثائق لـ«جمال البنا» فيما آل إليه من تراث «آل البنا»، بفضل وشيجة النسب، وتكتسب هذه الوثائق أهميتها لأن أغلبها أوراق كتبت بيد مؤسس الإخوان نفسه وبعضها عبارة عن أوراق ورسائل كتبها قادة الإخوان المسلمين فى الفترة من عام 1928 وحتى 1949، وظلت أسرة حسن البنا محتفظة بها فى خزانة أسراره، حتى قرر شقيقه الأصغر أن يزيح عنها الستار. ويقول «جمال البنا»: «إن كشف هذه الوثائق وإعلانها على الملأ هو التصرف الأمثل مهما أثير حول هذا الإعلان من تحفظات». فى هذا الجزء سوف نتناول الوثائق المتعلقة بمواقف الإخوان الخارجية، وليست تلك المتعلقة بالتنظيم من الداخل، فذلك سيكون محله الجزء الثانى. وتعكس غالبية الوثائق أن «حسن البنا» كان مفهوهًا بدرجة كبيرة وأنه كان يختار ألفاظه بعناية وإن كان يكرر ويسترسل، خصوصاً فى خُطبه أكثر من مرة، وذلك يبدو لحرصه على أن تصل أفكاره للجمهور.. وتُظهر هذه الوثائق أن «البنا» كان خطه جميلاً، وكان يكتب فى أصعب المواضيع دون شطب أو حذف وكانت حروفه منمقة منظمة بدرجة كبيرة. هناك وثيقة مهمة كتبها «حسن البنا» بنفسه تتكلم عن «السياسة والإسلام» وهى وثيقة غير مؤرخة إلا أن أغلب الظن أنها كتبت فى أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن الماضى. يقول حسن البنا: «قلما تجد إنساناً يتحدث إليك عن السياسة والإسلام إلا وجدته يفصل بينهما فصلاً، ويضع كل واحد من المعنيين فى جانب، فهما عند الناس لا يلتقيان ولا يجتمعان». ويضيف فى موضع آخر من الوثيقة ذاتها وبعد أن يضع تعريفاً لمعنى السياسه ولما سماه «الإسلام الشامل»، من وجهة نظره:«بعد هذا التحديد العام لمعنى الإسلام الشامل ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية، أستطيع أن أجهر فى صراحة بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسياً بعيد النظر فى شؤون أمته، مهتماً بها غيوراً عليها، وأستطيع كذلك أن أقول إن هذا التحديد والتجريد أمر لا يقره الإسلام وأن على كل جمعية إسلامية أن تضع فى رأس برنامجها الاهتمام بشؤون أمتها السياسية، وإلا كانت تحتاج هى نفسها إلى أن تفهم معنى الإسلام». ويستطرد حسن البنا: «إن الإخوان ما كانوا يوماً من الأيام غير سياسيين ولن يكونوا يوما من الأيام غير مسلمين، وما فرقت دعوتهم أبداً بين السياسة والدين، ولن يراهم الناس فى ساعة من نهار حزبيين». لم يوضح «حسن البنا» فى هذا الجزء من يقصد بكلمة الأمة، هل هى «الأمة المصرية» أم «الأمة الإسلامية»، ومن هذه الوثيقة يبدو أن مؤسس الإخوان يرفض رفضاً تاماً أن تتحول الجماعة إلى حزب وربما يفسر لنا هذا الأسباب الحقيقية وراء تلكؤ الإخوان فى هذا الصدد. ويتضح موقف حسن البنا بدرجة أكبر فى هذا الشأن فى موضع آخر من وثيقة أخرى كتبها تحت عنوان «نحن والسياسة».. يقول فيها:«قد يقول بعض الناس وما للإخوان والبرلمان، والإخوان جماعة دينية وهذه هيئة سياسية؟ أوليس هذا يؤيد ما يقول الناس من أن الإخوان المسلمين قوم سياسيون لا يقفون عند حد الدعوة إلى الإسلام كما يدعون؟ وأقول لهذا القائل فى صراحة ووضوح.. أيها الأخ: أما أننا سياسيون حزبيون نناصر حزباً ونناهض آخر فلسنا كذلك ولن نكون ولا يستطيع أحد أن يأتى على هذا بدليل أو شبه دليل، وأما أننا سياسيون بمعنى أننا نهتم بشؤون أمتنا ونعتقد أن القوة التنفيذية جزء من تعاليم الإسلام تدخل فى نطاقه وتندرج تحت أحكامه، وأن الحرية السياسية والعزة القومية ركن من أركانه وفريضة من فرائضه، وأننا نعمل جاهدين لاستكمال الحرية ولإصلاح الأداة التنفيذية فنحن كذلك». وفى الوثيقة ذاتها يقول «حسن البنا» تحت عنوان «نحن والقصر»: «نحن مخلصون للعرش وللجالس عليه ونسأل الله أن يمده بعنايته وتوفيقه، وأن يصلح به البلاد والعباد ذلك لأنه رئيس الدولة الأعلى ومظهر النظام الحكومى الذى يعتبره الإسلام ظل الله فى الأرض ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأحد أصحابه: إذا نزلت ببلد ليس فيه سلطان فارحل عنه فإن السلطان ظل الله فى الأرض.

ولقد كان الحسن البصرى يقول: لو كانت لى دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان». وعن موقف «الإخوان المسلمين» من الحكومات يقول «حسن البنا»: وأما موقفنا من الحكومات المصرية على اختلاف ألوانها فهو موقف الناصح الشفيق الذى يتمنى لها السداد والتوفيق وأن يصلح الله بها هذا الفساد، وإن كانت التجارب الكثيرة كلها تقنعنا بأننا فى وادٍ وهى فى وادٍ، ويا ويح الشجى من الخلى. لقد رسمنا للحكومات المتعاقبة كثيراً من مناهج الإصلاح وتقدمنا لكثير منها بمذكرات ضافية فى كثير من الشؤون التى تمس صميم الحياة المصرية، لقد لفتنا نظرها إلى وجوب العناية بإصلاح الأداة الحكومية نفسها باختيار الرجال وتركيز الأعمال وتبسيط الإجراءات ومراعاة الكفايات والقضاء على الاستثناءات، وإلى إصلاح منابع الثقافة العامة بإعادة النظر فى سياسة التعليم ومراقبة الصحف والكتب والسينمات والمسارح والإذاعة واستدراك نواحى النقص فيها وتوجيهها الوجهة الصالحة». وفى وثيقة أخرى شديدة الأهمية يرفض «حسن البنا» بشكل واضح التعددية السياسية، حيث يقول:«إن الحزبية السياسية إن جازت فى بعض الظروف فى بعض البلدان، فهى لا تجوز فى كلها وهى لا تجوز فى مصر أبداً». ويضيف فى موضع آخر من ذات الوثيقة:«وأعتقد أيها السادة أن التدخل الأجنبى فى شؤون الأمة ليس من باب إلا التدابر والخلاف، وهذا النظام الحزبى البغيض، وأنه مهما انتصر أحد الفريقين فإن الخصوم بالمرصاد، يلوّحون له بخصمه الآخر، ويقفون منهما موقف القرد من القطتين ولا يجنى الشعب من وراء ذلك إلا الخسارة من كرامته، واستقلاله وأخلاقه ومصالحه». وهناك وثيقة مهمة عبارة عن خطاب بعث به «حسن البنا» إلى وزير العدل فى أعقاب قيام بعض شباب الإخوان بتحطيم الحانات، يقول فيه:«يا معالى الوزير.. أنت رجل مسلم تؤمن بالله ورسوله وكتابه، وتعتقد من أعماق نفسك أن تعاليم الإسلام وأحكام الإسلام هى أفضل التعاليم وأعدل الأحكام، وأن الإسلام إذا أمر ففى إطاعة أمره سعادة الناس وصلاحهم، وإذا نهى ففى ارتكاب ما نهى عنه شقاؤهم وبلاؤهم، وتعلم إلى جانب ذلك أن الإسلام فرض على أبنائه الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر». ويضيف «حسن البنا» فى موضع آخر من هذه الوثيقة: «وأعتقد يا معالى الوزير أنك معى فى أن الخمر أم الخبائث ومركز الجرائم ومصدر الكبائر وأساس الموبقات والمهلكات، ومصر يا معالى الوزير بلد مسلم وهو زعيم الإسلام ومع هذا فحسبك أن تمر بأى شارع من شوارع القاهرة فترى بعينيك كيف زاد عدد الحانات، وكيف صارت دكاكاين البقالة خمارات يحميها القانون، وكيف دنست رائحة الخمر الجو الصافى الطيب فى هذا البلد المسكين، وكيف جلس أحلاس البارات والخمامير بعد منتصف الليل فى زواياهم، وهم هياكل عظمية لا يعرفون حق مال ولا ولد ولا زوجة ولا أهل، وإن فى قطعة من شارع محمد على وحده بين العتبة وباب الخلق أكثر من عشرين خمارة وليس هذا الحى من أحياء الفجور والفساد فكيف بغيره من الأحياء؟ أهذا يُرضى الله؟ أهذا يتفق مع نصوص الدستور؟ أهذا يُساير مكانة مصر من زعامة البلاد الإسلامية؟ أهذا يعيننا على تكوين الجيل القوى الذى يصل حاضر مصر الضعيف بماضيها القوى المجيد؟ فإذا آلمت هذه المظاهر - وهى مؤلمة - بعض الشبان فتحمسوا وأرادوا أن يسمعوا الحكومة صوتهم ويحتجوا على تلك المظاهر التى تتنافى مع دينهم احتجاجاً عملياً بعد أن سئموا الكلام والكتابة وكل وسائل الإبلاغ فاعتدوا على بعض الحانات وقدموا من أجل ذلك إلى المحاكمة. يا معالى الوزير المسلم..

 إن العدل هو أساس القانون والحق الذى يستمد منه القانون سلطانه وهيمنته على الناس، والذى لا يكون القانون قانوناً بغيره، والذى تتربع باسمه فى كرسيك الكريم، هذا العدل وهذا الحق يقضى بأن تنظر إلى هذه القضية نظرة خاصة، وأن يكون لهؤلاء الشبان سبيل غير سبيل المعتدين والظالمين. لست أقر أحداً أن ينتفض على القانون، ولست أدعو إلى العدوان فى أية صورة من صوره فقد نهانا القرآن عن العدوان، ولكنى أعتقد أن عناصر الجريمة فى هذه القضية مفقودة تمام الفقدان والقصد الجنائى منعدم بتاتاً، فليس بين هؤلاء الشبان وبين هذه الحانات وأصحابها صلة ما تحملهم على الانتقام والإجرام، وإنما حملهم على ذلك دافع شريف جدير بالتقدير هو فى الواقع مساعدة للقانون على أداء مهمته وهى محاربة الجريمة والقضاء عليها وسد المنافذ الموصلة إليها، والخمر هى أوسع المنافذ التى يدخل منها المجرمون». وهناك وثيقة تعكس موقف «الإخوان المسلمين» من مصطفى النحاس باشا، رئيس الوزراء، وزعيم حزب «الوفد»، عندما اتخذ «الوفد» قراراً بمساعدة المقاومة الفلسطينية وبدعوة ممثلى الشعوب الشرقية المظلومة إلى مؤتمر وفدى لمناقشة الأمر، وهذه الوثيقة مؤرخة فى 25 مايو سنة 1947، وتم نشر صورة منها فى جريدة «الإخوان المسلمين» التى كانت تصدر آنذاك. وفى النص الأصلى للوثيقة كلمات مطموسة وغير ظاهرة وترك مكانها الأستاذ جمال البنا نقاطاً فى المتن مع إشارة لها فى الهامش. يبدو أن «حسن البنا» انتهز هذه المناسبة واعتبرها فرصة وبعث برسالة مطولة لمصطفى النحاس يحاول فيها مراجعة سياسات حزب الوفد - أكبر الأحزاب المصرية فى تلك الفترة - فى مجالات عدة وإن كان أهمها الخلاف الذى يراه «حسن البنا»، بين الإخوان المسلمين وحزب الوفد فى مسألة الوحدة الوطنية. يقول حسن البنا: «لقد نادى الوفد بالفكرة القومية والوحدة الوطنية بين عناصر الأمة الواحدة حتى تقوى الكتيبة ويتوحد الصف أمام الغاصبين والمستعمرين، وهذا موقف طبيعى وعمل جليل وأساس صالح للمطالبة بالحرية فى بلد مغصوب، وقد عمل لذلك الزعماء الوطنيون من قبل ونادوا بطرح الخلافات المذهبية أمام مطالب الوطن ومستلزمات الجهاد فى سبيل خلاصه، والإسلام الحنيف السمح يقر هذا ولا يعارضه ويدعو إليه ويأمر به، بل يتجاوز مجرد الوحدة إلى حسن المعاملة والبر بالمخالفين فى العقيدة.. ولكن الموقف الغريب المؤلم هو أن أعضاء الوفد وأنصاره فهموا هذه الوحدة فهماً خاطئاً، وظنوا أنها لا تتحقق إلا بأن يتهاونوا فى واجباتهم الدينية وأن يهملوا العمل على إحياء شرائع الإسلام ومظاهر الإسلام، وأن يحذفوا من برامجهم خدمة الإسلام حتى لا يكون فى هذا إيلام لغير المسلمين من المواطنين، ودام هذا الشعور بأنفسهم ودأبوا على تغذيته والاقتناع به حتى فترت تماماً حرارة حماستهم للإسلام وبردت غيرتهم عليه برودة لم تجعلهم يفكرون فى مصلحتهم (وذلك حكم وإن شمل المجموع فلن يشمل الجميع طبعاً)، لكن هذا هو الذى شاهده الناس ولمسوه، ومن هنا رأينا أن كل صوت يرتفع مطالباً بحق إسلامى فى ناحية من النواحى أياً كانت يقابل بجواب واحد هو أن ذلك لا يتفق مع الوحدة الوطنية ولا نريد أن نمس شعور إخواننا المواطنين غير المسلمين حتى خيل إلى جمهرة المسلمين اليقظين لمجريات الأمور والحوادث أنه لن يتحقق مطلب فيه خير للإسلام وأبناء الإسلام مادام هذا السلاح مشهوراً فى وجه كل من يُريد الإصلاح». ويمضى «حسن البنا» فى شرح وجهة نظره لمصطفى النحاس: «ومن هنا كذلك رأينا أن الاجتماعات الوفدية والتشكيلات الوفدية بعيدة كل البعد عن الاهتمام بالشعائر الدينية والمظاهر الإسلامية، فليس عندها ما يمنع من أن تكون الاجتماعات فى وقت الصلوات، وليس ما يدعو إلى تشجيع روح التمسك بالإسلام والعناية به بين اللجان والتشكيلات، ومن هنا كذلك رأينا كثيراً من كبار رجال الوفد يوعزون إلى كثير من أنصاره ورجاله الذين يشتركون فى الحركات الإسلامية أو يشتغلون فى الأغراض الإسلامية فى المدن والقرى بالبعد عن هذه الجماعات والانصراف عن تأييدها أو النهوض بها والأخذ بيدها، كل ذلك يا باشا والأمثلة عليه كثيرة لا داعى لذكرها وسببه ومصدره شىء واحد هو توهم أن مناصرة الفكرة الإسلامية تتنافى مع أساس الوحدة الوطنية والفكرة القومية وهو وهم خاطئ وظن بعيد عن الصواب». فضلاً عن ذلك فإن «حسن البنا» فى هذه الوثيقة ينتقد النحاس باشا بشدة بشأن موقفه من «كمال أتاتورك» مؤسس الدولة العلمانية فى تركيا، حيث يقول «حسن البنا»:«جاء تصريح رفعتكم فى يونيو سنة 1935 لمكاتب شركة الأنباء الأناضولية وفيه تقولون بالنص:أنا مُعجب بلا تحفظ بكمال أتاتورك ليس فقط بناحيته العسكرية، ولكن لعبقريته الخالصة وفهمه لمضى الدولة الحديثة التى تستطيع وحدها فى الأحوال العالمية الحاضرة أن تعيش وأن تنمو. جاء هذا التصريح من قبلكم قنبلة مدوية وإن لم يشعر بها إلا القليل من أهل اليقظة وصدمة عنيفة لآمال وقلوب رجال الإصلاح الإسلامى والغيورين على الدين فى مصر خاصة وفى العالم الإسلامى عامة وكتبت لدولتكم إذ ذاك راجياً أن تلحقوا هذا الكلام بما يبين للناس أنكم لا تقصدون به إلا ناحية وطنية صرفة أو إصلاحات لبعض النواحى المادية البحتة أو نحو هذا من وجوه التأويل والتخريج فلم أظفر بجواب». ويستطرد «حسن البنا» قائلاً:«فأنتم تسجلون بهذا التصريح أن هناك شيئاً اسمه الدولة الحديثة وهى التى فهمها كمال أتاتورك وشكل على غرارها تركيا، وتسجلون فى هذا التصريح كذلك أن هذه الدولة هى التى تستطيع وحدها فى الأحوال العالمية أن تعيش وتنمو..» ويذهب حسن البنا بحكمه على الوفد وزعيمه بعيداً، حيث يقول:«هذا التصريح دليل مادى بين يدى الذين يرون أن الوفد يعمل على سياسة إن لم تكن تناوئ الإسلام فهى على الأقل لا تستمد منه ولا تفى بشأنه ويسرها أن تتخلص من تبعاته». غداً..و ثائق تأسيس الجماعة ومذكرة «الحل» ورد حسن البنا عليها

This site was last updated 01/30/13