Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

نياحة البابا متاؤوس

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا متاؤوس وأعماله المجيده
البابا متاؤوس والمعجزات
المسلمين يذبحون الأقباط
نياحة البابا متاؤوس
مشاهير وعظماء وقديسى القبط

 

الأمير جمـــــــال الدين

وكان كثير من الشعب القبطى أختلطوا وتنجسوا بنجاسات المصريين (يقصد المسلمين) وكان البابا يتنهد ويبكى بكاءاً حارا على الشقاء الذى سيحل بالمصريين وراح البابا ينذر شعبه قائلاً : " تيقظوا يا اولادى وتحذروا من ذلك اليوم الذى يأتى فيه الإنتقام على المصريين لأن فى ذلك الزمان تنزل نار من السماء تحرق كل مساكن المصريين حتى يعلوا الدخان تلك المدينة ومن بعد ينوحون عليها قائلين : اليوم سقطت بابل العظماء أم جميع المصريين .. وكان البابا كلما تكلم معنا هذا الكلام لم نأخذ حذرنا ولا نزداد إلا طغيان ووقاحة وعدم خوف من الرب ولم نسمع له فكان البابا يحزن ويبكى وكان يشتهى الموت لنفسه ,

وحدث أن اثار الشيطان أميرا من كبار الأمراء أسمه جمال الدين وطلب من الأقباط مبلغ من المال لم يقدروا علي دفعه وكان البابا يدافع عن شعبه , فتضايق منه الأمير جمال الدين وفكر فى خطه لقتل البابا فأرسل رسلا سرا إلى أرض الحجاز ورسل أخرى إلى اليمن ليكتبوا تقارير أن البابا القبطى يرسل رسلاً إلى أمبراطور اثيوبيا (الحبشة) ليهاجم مكة ويخربها , ولما علم بالروح أن هناك محاضر كتبت فعلا ً , فسبق قبل وصولها وصلى إلى الرب وسأل السيدة العذراء مريم كعادته أن تؤخذ نفسه بغير سفك دماء ولا ينال الشعب القبطى أثر ذلك أضطهاد , وسمعت السيدة العذراء طلبته ولم يعد اليوم الذى صلى فيه بنتهى حتى أصيب بحمى شديدة فى جسده طرحته فى الفراش ضعيف لا يقوى على القيام او الجلوس فلما وصل خبر مرضه إلى الأمير جمال الدين الذى يريد قتله سكن غيظه قليلاً ولكنه لم يسكت عن إضطهاد الأقباط وأرسل إلى البابا يهدده ويتوعده بإضطهاد الشعب , فجمع الأقباط 500 ألف درهم وقدموها له لعل قلبه يطيب ويكف عن مضايقة البابا , فلم يكف وظل يضايق البابا حتى الساعة التى قارب فيها الموت أرسل إليه الأمير جمال الدين رسلاً ليحملوه ويأتوا به إليه  , فطيب البابا قلبهم وقال لهم : أعطونى مهله للغد يوم ألحد حتى أستريح قليلاً وتعالوا أحملونى إلى حيث تريدون " وكان يكلمهم بهدوء لأنه كان يعلم أن ساعته للأنتقال من هذا العالم قد قاربت ليخرج من هذا العالم ويخلصة الرب من ظلم هذا المير المسلم , فمضوا من قامه , ولما حضروا فى اليوم التالى كما قال لهم البابا وجدوه قد اسلم الروح فى الهجعة الأولى من ليلة الأثنين قبل حضورهم بمهلة طفيفة , فلما وجدوه توفى تعجبوا وتعجب الأمير أيضاً .

والرب الذى يمهل ولا يهمل فقد تسلط آخرين على الأمير جمال الدين وقبض عليه الملك وعذبه كثيرا ولم يأخذوا فقط الأموال التى أخذها من الأقباط اخذ كل أملاكه وظل يعذبه حتى مات شر موته .

وكان البابا قبل موته قد أرسل تلاميذه وعرفهم أنه سينتقل من العالم وأحضروا له جميع ما يحتاج لتكفينه من ثياب وبرانس وهم ثوبين وبرنسين وأسكيمين وقلنسوتين وسترتين وبليتين حتى التابوت وبعد أن أحضروا هذه الأشياء تكلم معهم وأشار لهم بما يصنعوه وأشار لهم ايضا أنه عند موته أن لا يكشفوا وجهه إلا وقت التجنيز كعادة البطاركة ولا يدعون أحد يقبل قدميه بل يتركوه ملفوف فى أكفانه الصوف مثل الرهبان وأوصى أنه يدفن بين أولاده فى دير الخندق وبعد أن أوصاهم بهذا قام البابا بتغطيه جسده بوزرته وأسلم الروح فى الساعة الأولى من ليلة الأثنين 5 من شهر طوبة سنة 1125 للشهداء وكان عمره 72 سنة قضى منها 40 سنة راهباً .. 32 سنة بطريركاً .

وأجتمع فى جنازته الكهنة والشمامسة والأراخنة وحض أيضا كل الطوائف المسيحية وحضرت طائفة اليهود أيضا ومن المسلمين  ويقول أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة :  وأعداد لا تحصى من الناس وكان بكاء وعويل حتى أن أعمدة الكنيسة كادت تبكى على فقده وهو راقد مطروح وصليبه فى يده وكان يبكوا بالأكثر لأجل حسن منظرة وتواضعه وهيبته ومحبته وصدقته وأفتقاده للمساكين وعلى أحتماله وصبرة .ثم حملوه بالأكرام والتبجيل والوقار وحملوه فى التابوت كمثل حمل تابوت العهد من كثرة الخليقة المحيطة به ومزدحمين عليه , وكان جند المسلمين والعساكر تسير أمام التابوت تحجبه إلى أن مضوا به إلى دير الخندق (دير الأنبا رويس) حيث دفنوه فى المكان الذى أوصى به .

وبعد دفن البابا أظهر الرب آيات وعجائب بعد أنتقاله فمنها الليلة التى تنيح فيها أضطربت أجساد أخوته البطاركة الراقدين بدير القديس أبو مقار وأن الرهبان سكان الدير سمعوا أضطراب الأجساد وصوت يدعوهم قائلاً : " قوموا أخرجوا أفتحوا الباب أنبا متاؤوس حضر .. أنبا متى حضر وهو واقف على الباب يقرع (يدق) على الباب " فلما خرج الرهبان وفتحوا أبواب الدير لم يجدوا أحداً فتعجبوا وأن البابا عبر بروحه على البطاركة الراقدين فى الدير ليتباركوا الأرواح ببعضها البعض , وحدث من أضطراب الأجساد أن وقع القنديل الزجاجى المضاء أمامهم وأنطفأ ولم ينكسر  .

وعبر رجال عرب مسلمين أرض دير الخندق يوم الأحد فوجدوا البابا يطوف بين الأموات فى الليل مرتديا برنس أبيض مثلما كان يمشى ويطوف بينهم فى النهار فلما رأوه هؤلاء الرجال العربان وأختفى من امام عيونهم فسالوا المسيحين فعرفوهم أنه توفى فأصروا أن يروا قبره فنزلوا وتباركوا منه .

البابا يظهر بعد نياحته أثناء أنتخاب البابا التالى

وكان البابا قد ذكر لتلاميذه قبل أنتقاله أن الأب غبريال سيصير البابا بعده وكان بعض الشعب غير مصدقين حتى ترآ لهم البابا متاؤوس فى ايوم تكريس الأب غبريال قمصا إذ بواحد من الشيوخ القديسين المجتمعين فى هذا اليوم أبصر البابا متاؤوس بالروح واقف على جناح المذبح وهو يضع يده مع يد ألاباء الأساقفة على رأس الأنبا غبريال فلما نظر الشيخ ذلك تعجب وذهب يتبارك منه قبل أن يختفى فباركه .

 

This site was last updated 06/22/14