Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا متاؤوس وأعماله المجيده

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا متاؤوس وأعماله المجيده
البابا متاؤوس والمعجزات
المسلمين يذبحون الأقباط
نياحة البابا متاؤوس
مشاهير وعظماء وقديسى القبط

 

 

معيشته لم تتغير بعد أن أصبح بطريركا

وبعما أصبح بطريركا لم يغير شيئاً من طريقته فى المعيشة ولا فى تواضعه وعلق جرسا من نحاس فى القصر البطريركى وأصبح كل من يسمع صوت ذلك الجرجس ينهض للصلاة فى أوقاتها - والصوم فى كل يوم وإلى الساعة التاسعة ,

إهتمامه بالفقراء

وفى وسط إنشغاله ابلصلاة والصوم وأعمال البطريركية لم يكن يغفل عن رحمة المساكين وكان إذا جلس ليحكم أو منشغل فى عمل من اعمال البطريركية وجاءه احد من المساكين او الفقراء كان يترك كل ما هو فيه من الإنشغال ويهتم بحال هذا المسكين الجائع وكان يفضل خدمة الفقراء والمساكين عن اى عمل آخر , وكان فى أيام يقوم ويطوف على بيوت الأرامل والمساكين والفقراء يفتقدهم ويذهب بنفسه ليزور الذين فى السجون وكان يتعهد ويهتم بكل واحد فيهم , أما الأديرة فكانت فى نظرة أعظم من الكل فكان يذهب إلي كل دير ويراجع إحتياجاته المادية والروحية , وفى مره ذهب إلى أحد الأديرة فوجد أمرأة عجوز راهبة مسكينه جالسة وقت الساعة التاسعة تأكل خبز وملح فقط فتأثر وتألم وحزن قلبه على الراهبات ولم يغفل طيلة مدة بطريركته على رعايتهم المادية والروحية , وأمر بأن يرسل لهم كل شهر قمح وحبوب وزيت وغير ذلك من تموين وزاد للأديرة وأستمر يرسل لهم زادا حتى يوم أنتقاله , ولم ينسى الذين فى الديرة البعيدة ولا الرهبان سكان الجبال كان يرسل لهم كل ما يحتاجونه , وكذلك الذين فى الضيقة وأصبهم الفقر والعوز كان يفك ضيقتهم , والذين كان يقبض عليهم الأمراء والولاه ويرمونهم فى السجون ظلما كان يبذل نفسه بدلاً منهم وكان يقف على ابواب الأمراء والحكام المماليك ويعطيهم الموال الكثيرة حتى بفك سجون الأقباط المظلومين .

 ويقول أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة عن أعمال هذا البطريرك العظيم : " وكان يطلب أن يعوضه السيد المسيح ويساعده على خدمته ومصاريفه وكان كلما صنع الرحمة وأعطى المساكين والمتضايقين كلما أعطاه المسيح أضعافه , وكانت عطايا الأقباط له كثيرة من ذهب وفضه وكان ما يأتى إليه يصرفه أولاً بأول على المحتاجين , وكانت بداية عطاياه أن تلاميذه أحصوا ما تركه البطريرك السابق المتنيح كانت أكثر من 100 ألف درهم تصدق بها على المحتاجين من الشعب .

ولما رأى تلاميذه انه يصرف  ما يأتيه على المحتاجين أول بأول فأشاروا عليه أن يبقى شيئاً من صدقات الأقباط التى تأتية لأى أمر عارض , وألحوا عليه كثيراً جداً فأذعن لرأيهم , فحفر فى الأرض حفرة ووضع فيها 600 ديناراً و ولما فعل هذا ومضى فقال فى نفسه : " يا متى ربنا يقول فى الكتاب المقدس .. لا تكنزوا لكم كنوزا فى الرض حيث السوس يفسدها والسارقون يحتالون فيسرقون , وأنت يا متى منعت ذها المال عن المساكين وخزنته فى الأرض وأصبحت مخالف لقول الأنجيل , ألا تعلم أن الرب يعوض بدل ما تعطيه للمساكين أضعاف " وندم متى وبكى على ما فعله وسماعه لنصيحة تلاميذه وقام لوقته ليخرج تلك 600 دينار فحفر فى ألرض وإذ به يجد بجانبها ستمائه دينار اخرى أعطاها له الرب من اجل خدمة إحتياجات المساكين , فلما رأى ذلك تعجب وبكت تلاميذه على قساوة قلوبهم وقال لهم : " أنظروا يا أولادى أن هذا صنيع الرب من من ينجد مسكين ويفك ضيقته فكيف تمنعونى أنا الحقير أن لا أعطى المساكين " ثم اخذ الألف والمائتى دينار وأشترى بها قمح وحبوب وفرقها على الأديرة والمساكين والمحتاجين والأرامل والأيتام والمستورين .

وذات مرة  قال لتلاميذه : " يا أولادى أشتروا ألف أردب قمح لأنه سيقع غلاء على مصر وسيموت كثير من المساكين والفقراء "  .. فقالوا له : " من اين نأتى بالمال لشراء ألف أردب غله وليس معنا من ثمنها سوى نصف ثمنها  500 دينار فقط " .. فقال لهم : " يا اولادى أشتروا ولا تخافوا الرب سيجهز لنا الخمسمائة دينار الأخرى لأجل المحتاجين من شعبه "  ولم يكد هذا البطريرك أن ينتهى من كلامه حتى أتت أمراتين من كبار وأغنياء القبط ومعهما 500 دينار وطلبوا منه أن يشترى بها قمحاً ويفرقه على المساكين والمحتاجين ولما رأى تلاميذه ذلك تعجبوا مما حدث , وقام التلاميذ فى الحال وأشتروا ألف أردب غله , وبعد ايام قليلة حدث غلاء شديد فى أرض مصر وهاجر ناس كثيرين من بلادهم وذهبوا إلى البابا متى العظيم بين الباباوات وأمتلأ الطريق إلى المقر الباباوى (قلايته) من الجياع والمرضى , وكان البابا ينزل ويمر بينهم ويتألم قلبه عليهم وكان يهتم بالجميع بما يحتاجونه يوما بيوم إلى أن زال هذا الغلاء وذهبت تلك الشدة , وبعد ذلك دعا الغرباء وكلمهم بكلمات التعزية الإلهية وأعطى كل واحد ثوب وكسوة له وكذلك النساء أعطاهم ما يجب لسترتهم ثم زودهم بما يحتاجون وأجر لهم مراكب تحملهم إلى بلادهم وكان عددهم 800 شخص , واهتم بالأموات الذين كانوا يموتون من الجوع فكان يكفنهم ويدفنهم , وفعل فعل الرحمة مع كل الطوائف بلا تفرقه وكان يتألم قلبه عليهم نصارى ومسلمين ويهود و وكان الرب يسوع يبارك فى مخازنه وغيرها كما بارك فى الخمس خبزات والسمكتين , وشكى له تلاميذه أن الغلة فى المخازن على وشك أن تنفذ وأن ما فى المخازن لن يكفى لغذاء الجميع فى الغد , فكان يقول لهم : " فرقوا يا أولادى ولا تخافوا لأن عندى مخازن أخرى ملآنه " ولم يعنى البابا المخازن الأرضية بل المخازن السمائية .

وكان من عادة هذا البابا العظيم بين الباباوات أنه كان فى عيد سيدتنا العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل وهما عيدين فى كل شهر كانت مخازن الغلال التى يوزع منها على الفقراء تكاد تكون خاليه من القمح فكان إذا دخل البابا وباركها فى هاذين العيدين كانت المخازن تنمو وتفيض من البركة السمائية .

وكان هذا البابا قد أشترى كميات كبيرة من أرادب ترمس قبل مجئ الغلاء وتحسباً له ومعينا للأديرة ومن فى الجبال وحدث فى أحد الديرة أنهم أستهانوا بوجود كميات كبيرة منه فصاروا يلقونه فى النار ليصنعوا طعامهم فلما جاء الغلاء ندم هؤلاء الرهبان  وكانوا كلما جاعوا يأكلون مما تبقى من هذا الترمس ويمجدوا الرب يسوع على عطاياه .

وأمتدت قدوته للأغنياء الذين كانوا يكنزون الأموال فلمست الرحمة قلوبهم وصاروا يتبعون هذا البابا العظيم وساروا فى آثاره , وذهب واحد من أغنياء القبط واحد أسمه السعيد بركه أبن وجه المهراتى وقال له : " أنا أطلب منك يا سيدى البابا أن تسأل السيد المسيح أن يعطينى رحمة فى قلبى لأحب رحمة المساكين مثلك ويجعل أنتقالى (موتى) قبل أنتقالك " فقال له البابا : " الرب يعطيك حسب إيمانك وما تشتهيه فى قلبك يعطيه لك " ومنذ تلك الساعة أعطى الرب يسوع لهذا الغنى رحمة فى قلبه كما طلب وأصبح لا يرد سائلاً يطرق بابه , ولم يتوقف عن العطاء والتصدق وكان معظم صدقته تذهب للأديرة والرهبان وقد وصلت صدقته ألف أردب غله كل عام ولما ارضى الرب الإله بأعماله ودنت ساعته حركته النعمة الإلهية وذهب إلى البطريركية وصعد إلى قلاية البابا ليتبارك منه كعادته أدركته الوفاه وهو أمام البابا الذى أحبه كما طلب حتى تعجب الشعب القبطى من أيمانه , وقام البابا بتكفين جسده بيده الطاهرة بنفسه وكتب على قبره : سألت فأعطيت قرعت ففتح لك الرب يسمع للذين عندهم رحمة وللمتواضعين .

وحدث أن البابا سأل احد من الأغنياء أن يعطي شيئاً من ذهبه وفضته للمساكين فرفض , وبعد مده أرسل الرب قائداً أميرا من المماليك ظالما وضع يده على خزائن الغنى القبطى وأستولى عليها ومات الغنى مقهورا حزينا على أمواله وذهبت نفسه مع الغنى الذى ترك ألعازر فقيرا على بابه ولم يعطيه ليأكل وكان يشتهى الطعام الساقط من مائدة الغنى.

وكان هذا البابا العظيم عندما لا يجد شيئاً يتصدق به فتصدق بالبسط (السجادة) التى تحته ومرة تصدق بثوبه وإزاره ومره تصدق بالدواء النحاس (الذى يضع فيها الحبر ليكتب) وجاءه كاتب قبطى (موظف طرده المسلمين من وظيفته) وكان محتاجاً فأعطاه بساطه أيضاً , وذات مساء جاءه جائع فأخذ عشاه من قدامه وأعطاه لذلك الجائع , وخرج يقرع ألبواب مثل مسكين يطلب رغيف عيش فلما قرع الباب وعرفوا أنه بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خرجوا وطلبوا أن يأخذ أكثر من رغيف فلم يقبل .

وذات مرة أرسل أحد تلاميذه ليحضر له طعاماً فى المساء وأبطأ التلميذ فى العودة إليه , فصار البابا يلوم نفسه ويبكتها قلئلاً : " لماذا لا تمتفى يا نفسى بالتراب عن الطعام , وأخذ يغمس خبزه بالتراب وأكل حتى شبع وشكر الرب " وجاء التلميذ وتعجب لأنه اكل خبزه بالتراب وتعجب التلميذ من ذلك الرجل العظيم الجالس على عرش مار مرقس 

ولم يهتم بما يلبس ويستر جسده أو يأكل لإحتياجات جسده وكان يلبس بخيش من شعر تحت ثيابه كعادة رهبان مصر وكان يعطى كل ما عنده من برانس الخدمة لأولاده الأساقفة وأكتفى ببرنس واحد فقط يلبسه عندما يخدم به القداسات والصلوات الإلهية , وحدث فى يوم أن رسم اسقفا فقيرا وأمر تلاميذه أن يعطوا البرنس الوحيد الذى يلبسه لذلك الأسقف فلم يفعلوا , ولما لم يطيعوه أرسل له الرب فى الحال هديه برنس جديد حرير أحسن من الذى عنده فأعطاه إلى الأسقف المسكين , ولما رأى التلاميذ ذلك مجدوا الرب وندموا على عدم طاعتهم له وخوفهم الإنسانى عليه ومنذ ذلك الوقت وهم ينفذون كل ما يطلبه منهم .

بابا الأقباط يعمل مع العمال

وكان هذا البابا العظيم بالرغم من مركزه الكبير كأعلى رأس فىالكنيسة فقد كان يعمل مع العمال فقد كان يمتلك فضيلة الإتضاع , فكان يعمل بيديه مع العمال ويساعدهم فى معاجن الطين لصناعه الطين اللبن , وكان ينزح المراحيض مع العمال , وكان يحمل الغلال مع الحمالين , وكان يجرى خلف الحمير , ومع هذا لم تنحط هيبته وأحتفظ بوقاره فى اعين شعبه بل زادت شعبيته .

تغيير شكله أثناء صلاة القداس

وفى خدمته للكهنوت فكان إذا أبدل ثيابه وطلع ليخدم على المذبح يصبح لون وجهه مثل الجمر وعيناه تلمع كمثل من ينظر إلى ابن ألإله قائما على يمين  المذبح فيخاف وبرهب منه .

وكان لا يستطيع الجلوس على كرسى أثناء خدمة القداس وكان يرفض طلبهم ويقول لهم : " كيف يمكن يا أولادى أن يكون المسيح حاضراً وأجلس أنا "

وكان ينتهر ويزجر الكاهن الذى لا يخدم الرب بمخافة أثناء صلاة القداس الإلهى ومن كان يتهاون بكلامه فكان يحرمه ويموت فى الحال .

وقد رأى شاهد عيان فى كتاب تاريخ البطاركة : " فى مره رايت شماس تجاسر على الخدمة بتهاون فحرمه البابا متى العظيم بين البطاركة فسقط من سلم عال على أشياء مدببه وتقطع ومات , ورأيت شماس أخفى كتباً بستان الأطفال للأيتام فلما كلمه البابا أن يرجعهم .. فأجابه : كلامك يقطعنى يا أبى إن كنت أخفيت عنك مكاتيب بستان أولئك أليتام " فقال له البابا بغضب : " من فمك (أى ما قلته بفمك) يحدث لك كما قلت " .. وذهب الشماس إلى بيته حتى وقع ومات ووجدوا ما اخفاه من مكاتيب فى جوانب بيته

الحكومة والناس تلجأ إلي البابا للفصل والحكم بينهما

وكان يبدئ فى أى عمل بعد أن يقول أبانا الذى .. , أما فى مراسلاته فكان يكتب فيها الثالوث المقدس الخلاص للرب , وكانت أى حكم معقد يرسل إليه من قبل حكومة المماليك يرسلوها إليه تنحل المشكله فى وقتها .

وحدث أن الملك فى مصر إذا قابلته مشكله بسبب نهب الأموال التى أدعى فيها الشوايليه ( الحمالين والتجار الذين يأخذون التجارة من مكان إلى آخر ) تدعى أن الفرنج أختطفوها منهم فى البحر المالح ولم تعرف الحكومة من الظالم ومن المظلوم فكان يرسل هذه القضايا غليه فيحكم بينهم وتنحل القضية فى وقت قصير .

أما جماعة الروم (الملكيين) لكثرة ما رأوه من محبة هذا البابا لهم وعدله فى الحكم صاروا يلجأون إليه فى رضى للحكم بينهما ,

قطعة من خشبة الصليب وجسد طفل من أطفال بيت لحم الذين قتلهم هيرودس تهدى إلى أثيوبيا

و ذاعت اخبار البابا القبطى بين طوائف للفرنجة وبين ملوكهم فقد صار السلام يملأ الأرض وصاروا يرسلون للبابا القبطى هدايا ولما سمع ملك أثيوبيا بورود هذه الهديا لبابا أرسل لملوك الفرنجة هدايا أعظم منها وأرسل يقول لملك الفرنجة أننى لم ارسل لك هذه الهدايا لترسل لى هدايا مثلها بل أريد أن تهدى إلى أثر من ألاثار السيدية (نسبة إلى السيد المسيح) ولما وصلت هدايا الإمبراطور الأثيوبى إلى ملك الفرنجة فرح بها جدا وأرسل إليه ما هو أعظم منها وكان عنده فى ذخائرة قطعة خشب من خشب الصليب الذى صلب عليه السيد المسيح فأخرجها بخوف ووضعها بداخل صليب من الذهب مرصع بالفصوص الزمردية , وأخرج معها جسد طفل من أجساد الأطفال الذين قتلهم هيرودس ووضعهم داخل صندوق ثم وضع معهم من ألأوانى الذهب والفضة والحلل الملوكية الفاخرة وحلل للكهنة ما لم يمكن وصفه ثم صور على أحدى هذه الحلل صورة البابا القبطى بالذهب اللامع ثم أرسل أنه يقسم أنه لن يرسل هذه الهدايا إلى أثيوبيا حتى يقدس يصلى البابا فى تلك الحلة الكهنوتية المصورة التى عليها صورته وليقبل فيها بركة من فمه الطاهر قبل إرسال الهدايا إلى هناك .

وكان هذا الملك لم يرى البابا القبطى ولم يبصره ولكنه سمع عن فضائلة ولعظم إيمانه كان يرسل إليه أن يرسل إليه قطعة من عمامته فأرسلها له البابا القبطى فكان الملك يضع هذه القطعة على من فى مرض فكانوا يبرأون , وسمع البابا طلب هذا الملك فلبس هذه البدلة (الحلة الكهنوتية ) التى عليها صورته ودعى عدد كبير من الشعب القبطى وباركهم البابا القبطى وتباركوا من خشبة الصليب وتعجب الشعب بالأكثر لما رأوا جسد الطفل كأنه ميت حديث ولم ينحل أعضاءه , وسأله الشعب أن يترك هذه الآثار مده فى المقر الباباوى ليتباركوا بها فلم يوافق .

وعندما وصلت الهدايا إلى أمبراطور اثيوبيا وعاين الملك البار آثار السيد المسيح مع ذلك الطفل تعجب ورفع التاج من على رأسه وظل ساجدا حوالى ساعه أمام هذه المقدسات ثم رفع راسه ورأى الحله الكهنوتية التى فيها صورة البابا القبطى مصورة فصار يتهلل ويفرح ويمجد الرب يسوع الذى جعله يرى صورة البابا القبطى القديس فى بلاده قبل إنتقاله لأن الملك كان مشتاق أن يرى صورة البابا قبل أن ينتقل لما سمعه عن قداسته , فلم يكن ذلك الملكا ملكا من قبل بل أنه صار ملكا كان أخيه , وكان الملك برقوق قد اشار إلى البابا متى أن يكتب رساله غلى إمبراطور أثيوبيا وكان البابا لا يحب أن يرسل رساله إلى ملك اثيوبيا فى وقتها ولما جلس يكتب الرسالة تكلم روح الرب على لسانه فكتبها باسم داود أخى الملك ولم يكتبه بأسم الملك الفعلى ولما رأى حاملين رسل الملك برقوق رسالة البابا أن الرساله موجهه إلى داوود رفضوا جمل رسالة البابا فأمرهم البابا بحمل الرسالة فأخذوا الرساله وحملوها وذهبوا فى طريقهم غلى أثيوبيا وفى طريقهم سمعوا أن الملك عزلوه عساكره لسوء قيادته وولوا أخوه داود ملكا بدلاً منه , ولما سمعوا رسل ملك مصر أخبار التغيير قبل وصولهم مجدوا إله البابا القبطى متى وصاروا متعجبين من قداسة البابا ولما وصلوا قدموا تلك الرسالة بفرح إلى الملك داود الذى كتب البابا القبطى الرسالة بأسمه وتعجب الملك وتسائل كيف عرف البابا القبطى أن داوود قد اصبح ملكا بالرغم من انه كتب الرساله من زمن وأرسل وراء الرسل أن يعطوه صليب هذا البابا ومنديله وكان هذا البابا قد أعطى للرسل مع الرسالة صليب ولكنهم نسوا أن يعطوهم الصليب والمنديل ولما سئلهم هو عنهام فتعجبوا وسألوا الملك من اعلمه بذلك ؟ فقال لهم البابا القبطى أعلمنى بذلك وقام ودعا وزراؤه وعساكره وجنوده وأخذ يقص عليهم ما أبصر فقال : " قبل ان تجلسونى ملكاً على كرسى العرش رأيت البابا القبطى فى رؤيا وقد أقام أخى من على الكرسى وأجلسنى عوضاً عنه وقال : هكذا ينزع الرب يسوع الملك مما لايسر بالإستقامة ثم بعد تفوه بهذه الكلمات أجلسنى على كرسى العرش وأعططانى هذا الصليب بيدى ودعا لى أن الرب الإله سوف يثبت كرسى مثل داوود أبينا لأقضى بين الشعوب بالعدل ثم باركنى وأنصرف عنى فإنتهيت وأنا متعجب وكنت أود لو شرحت لكم هذه الرؤيا فى وقتها ولم تتركنى أختى أذكرها لكم خوفا من أخى الملك لئلا يدرى فيقتلنى ولهذا دعوتها لتشهد لكم بما سمعته منى من قبل ولما أخبر الملك بهذا الشعب الأثيوبى ورسل ملك مصر تعجب الجميع ومجدوا الرب , إذ أن البابا الجالس فى مصر ينظر بالروح ما يحدث فى بلاد أثيوبيا , ولما عاد رسل ملك مصر أخبروه بما حدث مع ملك أثيوبيا والغرائب عن البابا القبطى فتعجب لأنه كان يحب البابا وكان البابا يحبه ,

 

علاقة البابا متاؤوس بملك مصر ووشاية المسلمين له

وكان قبل أن يجلس ملكا على مصر كان كان يرسل إلى جبل أنطونيوس أن يطلب من الشيوخ الرهبان فى دير الأنبا أنطونيوس أن يجلس ملكا على مصر , فاقامه الرب ملكاً على مصر وظل صديقاً للبابا ولم يصنع عمل إسلاميا معه ولم يسمع وشايه لأحد عنه ولا يسمع لكاذب أن يسوء العلاقة بينهما , وكم من مرة سعى المسلمين لإضرار بالبابا فلم يسمع لهم .

 وكان أثنين من ألرهبان الأشرار  كانوا طلبوا أن يصيروا أساقفة ولكنهم لم يستحقوا هذه الرتبة ذهبوا وقالوا كلاما كذبا عن البابا للملك فلما لم يسمع لهم ذهبوا وقالوا هذا الكلام لحاكم مصر , وكانوا من كذبهم يقولون كلاما مختلفا عند كل حاكم وعندما تقابل حاكم مصر والقاهرة والملك وتشاوروا فى الشكوى فتحقق لهم كذبهم فأرادوا أن يعاقبوهم ويلقوهم فى السجن فلم يرضى البابا بذلك عندما أخبروه , وكان البابا صبورا معهم واحتملهم كثيرا فلم يرجعوا عن شرهم وملأ الشيطان قلبهم فهجموا ذات مرة على البابا وهو جالس يحكم فى قضية بين الناس وقالوا له : " لماذ لا تقوم (وتنحط عن ) تترك كرسيك فقد جاء الوقت الذى يصير فيه الواحد منا بطريركاً والآخر أسقفاً .

فلما سمع كلامهم أبتسم ولم يتجبر عليهم ولم يغضب بل أجابهم بكل أتضاع قائلاً : " سترون يا هؤلاء وأنا أطلب منكم أن تصبروا على قليلاً وأضرب لكم مطاونه أن تمهلونى أربعين يوماً فقط حتى أنتهى من متعلقات البطريركية وودائع الشعب التى عندى وبعد تمام الأربعين يوماً تعالوا إلى وأنا أسلم لكم كرسى البطريركية بغير مانع يعيقنى " ولما قال لهم البابا هذا الكلام فرحوا ومع فرحهم لم يدعهم هذا البابا يمضوا حتى قدس وناولهم الأسرار المقدسة ثم بعد التناول تركوه وذهبوا إلى ديرهم لكى يقيموا هناك منتظرين مرور الأربعين يوماً ولما مضت ثلاثين يوما من المدة أخذ الرب نفس واحدا منهم ثم أخذ نفس الاخر قبل تمام الأربعين يوماً وذلك بعد الصلاة القوية التى أصعدها البابا إلى الرب الرب الإله .

راهب سريانى ينكر الإيمان ثم يستشهد بقانون حد الردة الإسلامى

قال ابن المقفع فى مخطوط تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 272 وكان هناك راهب سريانى أسمه ابراهيم أنكر مسيحه أمام الملك وأعتنق الإسلام وتجند وصار جنديا وتكلم عن البابا القبطى كلاماً سيئاً عنه وعن الرهبان فى الأديرة فقام ومعه بعض الجند وقبض على بعض الرهبان وأوثقهم بحبل وأرسلهم غلى القاهرة وكان يظن أنه يجد بينهم إذا ضيق عليهم من ينكر الإيمان مثله فلم يلين إلا راهباً واحداً أنكر الإيمان ونطق بالشهادتين , وظل الراهب السريانى الذى أصبح جندى يقاوم الكنيسة ويضجر الشعب القبطى وطلب الشعب من البابا أن يدعوا عليه فقال لهم : " يا اولادى لا تدعوا عليه بل أنا أدعى له أن الرب يسوع يرده ويعطيه أكليل الشهادة " .. ولم يمكث هذا الراهب السريانى إلا فترة قصيرة من الزمن حتى تذكر أيام محبته الأولى مع المسيح فندم وقام قائلا أقوم واذهب إلى أبى المسيح ونال هذا الراهب أكليل الشهادة .

أمير مملوكى يستولى على الحكم فيعذب البابا متاؤوس

وحارب الأمير منظاش الملك برقوق وأنتصر عليه وهرب الأمير برقوق إلى الكرك , فوشى أحد الكذبه على البابا القبطى لهذا الأمير الذى عطش للمال وقال للأمير منظاش : " أن الملك برقوق  قد أودع أموال وذخائر عند البابا القبطى قبل هروب الملك برقوق إلى الكرك " فأمر الأمير منظاش بإحضار البابا وفتش قلايته وما حولها وعذبه عذاباً شديداً فلم يجد معه شيئاً ثم أطلق سراحة .

وفى مرة أخرى أحضره أميراً أسمه يلبغا السالمى وكان يريد إضطهاد الشعب القبطى بكاملة فلم يوافقه البابا  على ذلك وقاومه فجرد الأمير سيفه بغضب شديد يريد ضرب رقبة البابا ففى الحال مد البابا عنقه لسيفه وطلب منه أن يضرب عنقه , فلما رأى الأمير شجاعته وقوة قلبه وإيمانه وعدم خوفه من الموت , تردد وتوقف ثم رد السيف إلى غمده وأطلق سراح البابا .

وحدث أن الأمير الذى ضربه وعذبه وقع أسيرا فى يد الملك فأرسله ليسجن فى جب ( سجن أسفل الأرض ) فى الأسكندرية , وكان الشعب القبطى يخشى عودة هذا الأمير المملوكى إلى الحكم حسب عادة المماليك فقال لهم البابا : " أنى وكلت بسجنة الأربعة حيوانات الحاملين كرسى الرب ولم يبرح هذا الأمير سجنه إلى أن مات شر موته وتعجب الشعب .

محــــاولة المسلمين الإستيلاء على الكنيسة المعلقة وحرقها

وسعى مجموعة من المسلمين لهدم كنيسة العذراء التى تعرف من خلال التاريخ بأسم الكنيسة المعلقة وكان البابا متاؤوس قد ذهب إلى البرية لينفرد بالصلاة إلى الرب ولما سمع المسلمين أنه غير موجود فى مصر ذهبوا وقالوا للملك أن لهم حق فى المعلقة  وأخترعوا وجود أشياء بها فأشار القضاة الأربعة بتفتيش الكنيسة ولم يجدوا شيئاً بها فراحت وشايتهم تعصف بها الريح  , ولكن المسلمين الإرهابيين المجرمين أغتاظوا لعدم نوالهم ما خططوا له , ومن شدة حقدهم وغيظهم أرادوا حرقها بالنار وسكبوا النفط فى أساسات الكنيسة المعلقة أسفلها يريدون حرقها بكاملها ولكن الرب يسوع الذى كان مع الثلاثة فتية فى أتون النار وحماهم من لهيبها المستعر لم يدع النار تصعد إلى أعلى الكنيسة وعندما كان التلاميذ والشعب القبطى يطفئونها أرسل الرب يسوع ندا (ثلج) باردا من فوق (السماء) فأطفأ ليهيب النار المتقدة حتى تعجب المسلمين .

محاولة المسلمين هدم دير شهران

وذهب المسلمين لهدم دير شهران , لأنهم أتهموا رهبان الدير زوراً وبهتانا عند الملك , وعندما كثر إلحاحهم أذن لهم الملك بذلك , فلما ذهبوا بالفئوس والمعاول فى جمهرة كبيرة منهم قال عنهم أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة ص 273 خلق كبيرا لا يحصى وكانوا يظنون أنه لكثرة عددهم يخاف منهم البابا متاؤوس  ويترك دير شهران لهم ليهدموه , وكان البابا متاؤس واقفاً أمام الدير يقاومهم إلى أن قال لهم : " من منكم يا هؤلاء له يد وسلطان يجرد سيفه الآن ويقتلنى لأنى ما دمت حياً لن أمكنكم أن تهدموا طوبة واحدة من ذلك الدير إلى أن أقف أنا وأنتم قدام الملك وأظهر لكم أنكم على باطل والكلام الذى قلتموه كذب "  وتركهم ومضى قاصداً القلعة وأستغاث بقوة الملك برقوق , ولما سمع الملك صوت صراخه أرسل الملك أربعة قضاة من المسلمين ليدخلوا دير شهران ويتحققوا من أقوالهم فلم يجدوا شيئاً مما قالوا عنه المسلمين الكذبة .

This site was last updated 06/22/14