Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا زخارياس البطريرك رقم 64

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا مينا الـ 61
مشروع شارع المعز
من هم الفاطميين؟
موكب وإحتفالات المعز
السيوطى وخلفاء الفاطميين
ثروة الفاطميين وعاداتهم
الخليفة المعز لدين الله
جامع راشدة أصلاً كنيسة
الأنبا آبرآم الـ 62
البابا فيلاتاوس ال 63
مسلمين يعتنقوا المسيحية
الجامع الأزهر شيعى
البابا زخارياس الـ 64
الباباشنودة2الـ 65
البابا أخرسطوذولوس الـ 66
إستشهاد صبى
إضطهاد الأقباط
الإحتفالات المسيحية الشعبية
إعترافات الآباء
الشهيد الضاحــك

 

 

الخليفة الفاطمى الشيعى الحاكم بأمر الله الفاطمى يرمى البابا القبطى زخارياس للأسود الجائعة ويشبه ما فعله الرومان الوثنيين مع الأقباط

 

عاصر هذا البابا الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله الذى سمى أيضا الإمام المنصور وإبنه الخليفة الظاهر وجلس على كرسى مرقس رسول المسيح لأرض مصر حوالى 27 سنة و 11 شهراً
عندما كان كرسى الإسكندرية خال إجتمع السنودس ( المجمع المقدس) ليختاروا بطريركاً وفيما هم يتشاورون كان رجلاً قبطياً تاجراً غنياً أسمه إبراهيم إبن بشر له كرامة ومعزة عند الولاة وأولى الأمر وكانوا يطيعونه عندما يريد شيئاً لأنه كان يقدم لهم الهدايا فطلب منهم أن يصير بطريركاً فكتبوا له سجلاً ( أمراً ) ووكلوا إثنين من الأساتذة يساعدوه فيما كان يريد ويلزموا الإسكندريين برغبته فى أن يكون بطريركاً بدلاً من المتنيح البابا فيلاتاوس ( البابا رقم 63)– ويعتقد أن إختيار البطرك كانت مقسمة ما بين مصر ( القاهرة) والإسكندرية وكانت هذه المرة نوبة الإسكندرية فى إختيار البابا وطاب قلب مجموعه من أهل الإسكندرية لإبراهيم إبن بشر وكتبوا لأساقفة مصر بذلك فلما قرأوا الخطاب لم يوافقوا على رايهم وصعب عليهم أن يرفضوا لأن هذا من حق مدينة الإسكندرية لهذا قرروا إيقاف الأمر بطريقة أخرى وهى أن ينسحبوا من المجمع المقدس ويذهب كل واحد إلى كرسيه 0
وبينما هم مجتمعين فى كنيسة مار مرقس الإنجيلى ( القمحا) وكان بالإسكندرية فى كنيسة الملاك ميخائيل رئيس الملائكة راهب قس كبير فى السن إسمه زخارياس ( زكريا) وكان قيم جميع كنائس الإسكندرية وكان الأساقفة يقيمون عنده فى الكنيسة وكان يخدمهم مدة إقامتهم بالإسكندرية وكان رجلا لا يلتفت أحد إليه ويقول إبن المقفع (1) عنه: " لم يكن له وقع فى نفوسهم ولا كان له قدر عند الكهنة وكان كل واحد يستخدمه فيما يحتاجه ولكن الله صانع العجائب هو وحده الذى إختار داوود من مرعى الغنم وأجلسه كرسى الملك "

على صعد هذا الإنسان المتواضع الغير مختار إلى أعلى دور فى الكنيسة حيث الحجرة المخصصة للخزين وذلك لإحضار جرة خل للطباخ الذى يجهز الطعام للأساقفة وفيما هو نازل من السلم حاملاً الجرة زلقت رجله ووقع والجرة معه ولكن الجرة لم تنكسر ولم ينسكب منها شيئاً خاصة أن الفخار لم يكن محكم القفل فى تلك الأيام ولما شاهد جميع الحاضرين هذه الأعجوبة (2)
فقال الأساقفه وجميع الحاضرين فى فم واحد لما أبصروا هذه الأعجوبة : " هذا هو الذى يستحق الباباوية .. هذا بالحقيقة رجل إلهنا " ثم سألوا أهل الإسكندرية عنه وعن سلوكه وأخلاقه فقالوا كلهم : " ما سمعنا عنه قط كلمه سوء بل هو فقير وبائس وطاهر نقى وجيد أن يرشم هذا الذى هكذا أفضل ممن يأتينا بيد قوية وأمر سلطانى فيعاملنا كالعبيد " فإتفق أساقفة مصر والإسكندرية على رسامته فأخذوه وقسموه بابا فى شهر طوبة سنة 716 ش و 1004م 0
وفى عشية ذلك اليوم وصل إبراهيم إبن بشر بالسجل ومعه إستاذين بصحبته فلما إقترب من وسط المدينه قابله أحد أقاربه وقال له : " قد رسم بطرك " فقال : " منْ هو ؟ " فقال : " زخاريا القس الذى فى كنيسة ميكاييل النوبه " فلما سمع إرتعد وإرتعش ولم تفارقه الرعده بقية أيام حياته ومضى إلى بيته وهو فى حال سيئه وإعتل ومرض وبلغ الخبر الأساقفة فتعجبوا .. ولكنهم خافوا من سطوة السلطان وجبروت الخليفة الحاكم فقالوا : " ماذا نفعل ؟ " فأشاروا على البابا زخراياس أن يطيب قلبه بالأسقفية ليأمنوا غضب الخليفة وقالوا : " يا إبراهيم ابن بشر إن أمر رسامة البابا كان من عند ربنا ..
والآن فأول كرسى يخلوا من أسقفه فى هذا الأقليم تصير عليه أسقفاً ثم قسموه أغومنس وألبسوه السواد , وحدث أن خلا كرسى منوف العليا فأقاموه عليه أسقفاً وقال القس منسى يوحنا (
3): " أنه رسم فيما بعد أسقفاً على مدينة ممفيس - واقام الأنبا زخارياس مدة سبع سنين والكنيسة هادئه وفى سلام .
فإذكر من أين سقطت وتب وإعمل الأعمال الأولى
وإلا فإنى آتيك وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب
(4)
يقول إبن المقفع (
5) يصف حال الكنيسة : " ولم يصبر الرب على أفعال الرعاة من كهنة وأساقفة الذين كانوا فى ذلك الزمان فأنزل ربنا غضبه على الكنائس بسببهم لأنهم صاروا مثل الولاة وتسلط الأساقفة على الكهنة والشعب وإختلقوا الحجج لجمع المال بكل وجه وبكلطريقة وتاجروا بكنيسة ربنا لمحبة الفضة والذهب وباعوا موهبة إلهنا بالمال فخسروا ولم يربحوا "
أمثله لما كان يحدث فى الكنيسة فى هذه الأيام :-
إذا كان هناك قيماً يعمل فى كنيسة وأراد أحدا ًمعه مال وزاد ديناراً أو دينارين أكثر من القيم الموجود طردوه وعينوا الذى دفع أكثر حتى ولو كان القيم الأول مهتم بأمور الكنيسة ويسلموها لمن لا يصلح للخدمة بسبب الدينارالزائد 0
وقيم آخر كان سكيراً ويشرب خمر الأباركة الصافى ويخلط المترسب فى الجرار منه ( المعكر) بالماء ويصفيه ويقدمه للكهنة يرفعة للهيكل 0
أما الكهنة فكانوا يرفعون على الهيكل قرباناً يكفى لطول الأسبوع حتى يفضل منه الكثير حتى لا يتعبوا بإقامة قداسات ويظل القربان فى الكنائس حتى يعفن وهذا كان بسبب أن الأساقفة كانوا يرسمون للكهنوت من لا يصلح ولا يفهم لكى يجمعوا المال 0
وأسقف طانة وإسمه الأنبا مينا ( سكن البابا فيلاتاوس فى دارة بدمرو (6) ) وكان قد جلس على كرسى الأسقفية عدة سنين وكان يكنز المال حتى شاخ وعندما أحس بنزعات الموت قسم ما جمعة من المال فى مدة أسقفيته على أربعة أقسام ودفنه فى أربعة مواضع وكان له أخ إسمه مقارة أسقف منوف وكان كاتب السنودس( المجمع ) (7) فأرسل إلى أخيه لكى يحضر بسرعه وكان يترقب وصوله وعين إنساناً ينظر الطريق فإنتظرة يومين وعندما لم يأتى كتب أربعة رقاع (7) ومسكها فى يده لحين حضور أخيه ليعطيها له فلما تأخر ولاحقته زفرات الموت قال لتلميذة : " أنظر لعل أخى وصل " فخرج التلميذ وعاد وقال له : " لم يصل " فقلق ووضع رقعة من الرقاع الأربعة فى فمه ومضغها ورماها ثم قال لتلميذة : " أترى هل جاء أخى ؟ " فخرج وعاد وقال : " لم يصل " فمضغ الورقة الثانية ورماها وهكذا فعل بالورقة الثالثة وبقى فى يدة ورقة واحده فقال للتلميذ : " إنظر إن كان أخى قد وصل " فخرج للطريق وتأخر عليه قليلاً فأحس الأسقف بصعوبة الموت ونزاعه فرمى الرقعة الرابعة والأخيرة فى فمه فلما دخل اخوه أعطاها له وقال : " الرب لا يؤاخذك ويغفر لك فقد ضيعت مالاً فى ثلاث رقاع لأجل غيبتك عنى " فلما قال هذا خرجت روحه فكفنه ودفنه –
وذكر أسقف فوه المؤرخ (
9) أنه لما تنيح مينا أسقف طانا السابق ذكره قال أخيه مقارة الأسقف للبطريرك : أشير عليك أن تكرز واحد أسقفاً من أصحابك مكان أخى ودمرو بلدك من كرسيها فيبقى هناك فتكون مكرما فى دمروا ففعل مشورته وكرز أبوه الراهب على كرسى طانا وكان الكتاب الأقباط مقربين من السلطان قرروا ألا يرسم أسقفاً إلا برأيهم لئلا يأخذ مال ممن لا يستحق وليس معه المال فلما سمعوا برسامة أسقفا بدون مشورتهم فشكوه للوزير فقبض على البطريرك وحبسه ولم يطلقه حتى دفع 3 الآف دينار 0
وذهب الأسقف مقاره ليخرج المال الذى دفنه أخيه الأسقف مينا فوجد عشرة الآف ديناراً مالاً مدفون فى المكان الذى حددته الرقعة الرابعة , وكان
مقارة الأسقف رجلا باراً تقياً يحب الكنيسه فأخذ المال وبنا به أسكناً على إسم أبى مقار بوادى هبيب وهو الهيكل الجميل وكائن قبلى هيكل بنيامين وتصدق بأموالاً كثيره وبنا كنائس كثيرة فى قرى مصر ونجوعها وحينما حضر يوم وفاته سألوه : " هل معك شيئاً توصى به ما نفعله به ".. فقال : " الرب شاهد على إننى وجدت لأخى عشرة الآف دينار وقد أنفقت جميع ذلك على أولاد الرب وكنيسته ولم يبق معى إلا ديناراً واحدا ورباعى (
10) وعندما أنتقل من هذا العالم أعطوه للكهنه الذين سوف يصلون على جثمانى "
ومن الأعمال السيئه للأسقف مينا أسقف طانه السابق ذكره أنه لم يكتفى بجمع المال فقد حدث أنه فى كوم ( قريه صغيرة) بين بشيش وشبرا بها عشرة بيوت يسكنها الأقباط كانت تقع على حدود إيبريشيته أو على حدود كرسيه وكرسى سمنود فبنوا هناك كنيسة صغيرة طولها خمسة أذرع من الطوب اللبن (11) فلما سمع أسقف سمنود ذهب إليها وبنى مذبح هناك وسمع مينا الأسقف فذهب إلى هناك وهدم المذبح الذى بناه أسقف سمنود وبنا مذبح غيره فصعب على أسقف سمنود ما حدث خاصة أن البلده المذكورة كانت تتبع كرسيه فذهب هناك فى وجود الأسقف مينا ومعه جماعة وتخاصموا وتقاتلوا حتى سفكت دماء الأقباط فلم يكتفى الأسقف مينا على جمع المال وبالرغم من غنى أسقفيته بكنائسها نظر إلى كنيسة صغيرة تتبع أسقف غيره ويقول إبن المقفع (12) : " أن الرب الإله أنزل غضبه على ذلك الكوم وأخربها إلى الآن وإسم الكوم سنجرا " ولم يذكر لنا إبن المقفع كيف خُربت تلك البلدة0
وإغتنى الرعاه وقل التعليم فى الكتب المقدسة ولم يرتدع أحداً وذهب كل واحد فى طريقه لا يهتم بما يفعله الآخر فلا يقول له : " أخرج القذا من عينيك خوفاً من أن يرد قائلاً : أخرج الخشبة التى فى عينيك أنت أولاً " وبدلاً من أن يختاروا من له العلم والمعرفه والتقوى ليمسحوه كاهناً إنقلبت الأمور وغشوا فى الموازين وحينما كانوا يختارون صار الفهيم والعالم غير معدود ومهملاً معهم بينما الأحمق والجاهل مكرماً ومبجلاً عندهم لا سيما إذا كان غنياً موسراً فأنزل الرب الإله غضبه على الكنيسة لعلمه أن ناس ذلك الزمان لا يستحقون أن يدخلوا من بابها وفعل كما فعل بأهل اورشليم حين خُربت وسبى أهلها وبنيهم وبناتهم 0
فكراً قبطياً متقدماً وكان بين رهبان ذلك الزمان راهب إسمه أبو ياسر بن القسطال كان عالماً فاضلاً كثير التأمل فى السفار الإلهية مفكراً عن الأسباب التى آلت إليها الكنيسة القبطية وما آل إليه القبط من تدهور فى حياتهم
فقد رأى ان فى المجتمع القبطى الكثير من الأزواج فى شجار مع زوجاتهم فكتب كتاباً قال فيه : " انه يجب على الخطيبين أن يتقابلا متى إنعقدت النية على الزواج , لأنه فى تقابلهما سيعرف كل منهما إن كان قد راق فى عينى الآخر ام لا , ومتى قبل كل منهما الآخر عن رضى ومن غير إكراه شرعت العائلتان فى إتخاذ إجراءات الزواج – وذلك منعاً لما قد يحدث من تخاصم نتيجة لجهلهما بعضهما البعض او بأكراههم بالزواج من جانب الآباء والأمهات "
وكان من عادة الآباء فى ذلك العصر ألا يعمدوا أبنائهم إلا بعد ختانهم فقال أيضاً " أن الختان عاده إجتماعية فقط كانت مفروضه عند اليهود ولكنها لم تعد مفروضة فى المسيحية فمن شاء ممارستها نفذها ومن لم يشأ تركها , أما المعمودية فهى الباب الوحيد الذى يستطيع المؤمن أن يدخل منه إلى الإيمان المسيحى فهو ضرورة موضوعة على الجميع "
ولما كان المجتمع فى ذلك الوقت مغلق الفهم بسبب التقاليد الإجتماعية الصارمة والخوف من المجتمع الإسلامى المتشدد فلم يستطيعوا أن يتداركوا ويفهموا هذا الفكر الذى سبق عصرة بمئات السنين ومثل أى مصلح فى الكنيسة أو المجتمع لقى أشد العسف من جانب الكنيسة والمجتمع فأدت أفكاره إلى طرده من الدير الذى كان مترهب فيه وكان هذا الدير بنواحى طره وبجانبه بستان فسيح كان يقوم بزراعته فلم يسمحوا له حتى بالإقامة فى البستان , ومن العجيب أن هذا البستان لم يحتفظ به الدير بعد ذلك لأنه لم تمضى مائة سنة حتى أن صدر أمر فى أوائل العصر الأيوبى بالإستيلاء على أوقاف الأديرة وممتلكات الكنائس وكان هذا البستان الذى رفض الدير أن يسكن فيه هذا الراهب من ضمن ما تم عليه الإستيلاء .
ولما كانت محبه المسيح فى دم الراهب المطرود من ديره أبو ياسر بن القسطال فقد إستمر فى خدمته وكان له صديق يهودى شديد الولع بالبحث وكان يتناقشان معاً فى الفروق بين الديان , ونجح الراهب المطرود أن يجتذب صديقة اليهودى بنعمة المسيح إلى الإيمان المسيحى , فدأب هذا الصديق على الدراسة فى الإنجيل وتعلم اللغة القبطية إلى الحد أنه رسم شماساً على كنيسة السيدة العذراء بحاره زويلة وإستمر يخدم فيها مكرساً حياته لخدمة المسيح وشعبه (13)
وتقول مسز تاتشر (
14) : " كان البطريرك زخارياس محبا للسلام إلا أنه
لم يسر من مجلس الأساقفه نظراً لما نشأ عن فساد أخلاقهم للحرية التى أعطيت لهم ومخالطتهم لعامة المسلمين فى زمن العزيز بالله - وكان الإختلال فى زمن البطريرك فيلثاوس بالغ الحده فالذى كانوا يرسمون لدرجة الأسقفية لم يكونوا يبلغونها إلا بدفع جعل عظيم ( مبلغ كبير من المال ) , أما البطريرك زخارياس راح يدقق فى رسامة الأساقفة وكان يمقت تلك العادة القبيحة ولا يقبل دراهم ولكن أعوانه كانوا يختلسونها وينفذون مآربهم , وقد ابقى هذا البطريرك مجلس أساقفه عنده لأجل الفصل فى المسائل الملية وكثيرون منه كانوا من أقربائه وذكر المؤرخون أن واحداً منهم جمع أكثر من 20 ألف دينار بطرق غير محلله آلت فيما بعد بنتائج وخيمة على الكنيسة كما سترى فيما يلى:
حدث أن راهباً قساً إسمه يوحنا من دير أبى مقار يخدم بكنيسة القديس أبو نفر بحرى كنيسة أبى مقار ويقال أنها قرية فى الجيزة بالقرب من دير القديس مرقوريوس رأى هذا الراهب رهباناً آخرين يشتروا الأسقفية بالمال فإشتهى أن يصير أسقفاً ولم يكن معه شيئاً يدفعه فذهب إلى أنبا زخارياس وقال له : " أريد أن تلبسنى ثياب الأسقفية فقط وأجعلنى على كرسى خراب مثل أسقفية دبقوا , فقد غلب على الفكر لمشاهدتى هؤلاء الذين ترسمهم بالمال وليسوا مستحقين وأنا مهمل ولا تنظر إلى لأجل فقرى وأنت تعرفنى " ويقول إبن المقفع وكان البابا عفيف جدأ مثل الحمل الوديع لم يكن يفعل شيئاً من هذه القبائح السابقة حتى أن الخبز الذى يأكله إذا لم يأتوا به له لا يطلبه منهم وكذلك الماء الذى يشربه وكان كالأخرس وكان أهله ( الأساقفه من أقرباؤه) وتلاميذه حاكمين عليه ويديرون الأعمال وهم الذين يأخذون المال ممن يدفعه وإذا أراد أن يقدم لأنسان فقيراً خبزا لا يقدر إلا بعد موافقتهم وإن إلتمس قبطياً شيئاً أرسله إليهم ومن إلتمس كهنوتاً منه يرسله إليهم ليقرروا ذلك وإلا لن يرسموه , فأرسل البابا يوحنا الراهب إليهم كالعاده وكلمهم بالكلام الذى قاله للبطرك زخارياس فشتمه أحدهم وهو أسقف سخا وإسمه خايال وهو إبن أخو البطرك لما سمع منه أنه يريد أن يكون أسقفاً بدون أن يدفع شيئاً وقال له بعد الشتم : " إن ذكرت ما قلته مرة أخرى سأجعل التلاميذ يهينوك ويطردوك" فغضب غضباً شديداً وقام وذهب لمصر وشكى حاله للخليفة الحاكم بأمر الله وكتب عده رقاع ( شكاوى ) فى حق البطرك ليقدمها إليه فلما علم الأراخنة فى مصر بذلك منعوه وطيبوا خاطره ونزعوا غضبه منه وكتبوا خطابات إلى البطريرك بتوصياتهم بحل المشكله وكان البطريرك فى وادى هبيب فلما وصلت إليه الخطابات مع يوحنا الراهب أعطاها لأبن أخيه الأسقف خايال اسقف سخا فلما قرأها فتآمر على الراهب وأحضر العرب الذين يحرسون الدير وسلم الراهب يوحنا إليهم فأخذوه ورموه فى بئر ورجموه بالحجارة ليقتلوه فدخل فى كهف بالبئر وإحتمى به فلم يلحقه أذى وظن العرب أنه مات فتركوه – فلما سمع البطرك الخبر حمل التراب على نفسه وبكى ونتف شعر لحيته وحرم إبن أخيه على ما فعله بالراهب – فارسل تلاميذه ورفعوا الراهب يوحنا من البئر وطلب أن يغفر لهم ما حدث وسألوه أن ينسى ما فعل به ووعده البابا بأن يرسمه أسقفا عند خلو أحد الكراسى فصبر حتى خلا كرسيين فلم يرسمه على واحد منهم وكان أقارب البطريرك وتلاميذه يهينوه ويخاطبونه بالثقيل والموجع من الكلام , حينئذ إمتلأ حنقاً وغيظاً بمنعهم من الأسقفية التى إمتلأ قلبه بمحبتها - والحقيقة أن الشيطان لعب بالإثنين إدارة الكنيسة والراهب فكانت شهوه جمع المال والتحكم دخلت فى الأساقفة ونحن نعرف أن المال أصل كل الشرور فما بالك ببيع الأسقفية ومواهب الرب نظير مبلغاً من المال أما الراهب فدخلت فيه شهوه السلطة والتعظم وحب الرياسة ومكتوب إذا حبلت الشهوه ولدت خطية وإذا نمت الخطية ولدت الموت والموت سمح به الرب بإضطهاد الكنيسة لأجل فساد رعاتها , فذهب الراهب يوحنا إلى مصر ليرفع شكواه للخليفة الحاكم بأمر الله 0
الرومان والمسلمين
يطرحون الأقباط إلى الأسود

كان الرومان يلقون الأقباط المسيحيين للأسود إذا لم يبخروا لأوثانهم ويتركون المسيحية ويذكر المؤوخون أن الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله فعل ما فعله الرومان مع الأقباط ليحولهم من المسيحية إلى الإسلام . وعندما تحقق الراهب يوحنا من تسويف الأساقفة وأنهم تحكموا تماما فى سلطة البابا وأصبحوا هم أصحاب الأمر والنهى بالكنيسة فقد وعده البابا إلا أن البابا ليس له القدرة على تنفيذ وعده – وبعد ان تحقق أن طلبه قوبل بالرفض ذهب إلى الخليفة الحاكم بأمر الله وصاح قائلاً : " أنت خليفة

لله فى أرضه فأعنى لوجه الله " ثم ناوله شكوى مكتوب فيها : " أنت ملك الأرض ولكن للنصارى ملك لا يرضى بك لكثرة ما كنز من الأموال الجزيلة لأنه يبيع الأسقفية بالمال ولا يفعل ما يرضى الله تعالى" وذكر فى شكواه قبائح كثيرة أيضاً وذكر القس منسى يوحنا بعضاً من
بنود الشكوى (
15) فقال : " أنه كانت من عادة البطاركة منذ الإحتلال الإسلامى مكاتبة ( إرسال خطابات ) إلى ملوك الحبشة والنوبة مباشرة فوشى القس للخليفة أن البطريرك يكاتب هؤلاء الملوك ويكشف لهم كل ما يجرى فى البلاد ويعرفهم سؤ معاملة النصارى خلافاً للعهود المبرمة مع المسلمين " – وعندما إطلع الحاكم بامر الله على ما فى الشكوى حتى أمر بإغلاق الكنائس وإعتقل البابا زخارياس فى اليوم 12 من هاتور سنة 727 شهداء وكان شيخاً طاعناً فى السن وطرحه للأسود الضارية لتأكلة بدون حتى تحقيق فى صدق الشكوى ولم يكن البابا وحده الذى ألقى إلى الأسود بل ألقى معه راهب قبطى نوبى لم نستطع معرفه التهمه الموجهه إليه – وتذكر جميع المصادر التاريخية أن أمراً عجيباً قد حدث فقد رأى المسؤلين عن جب الأسود أن الأسود كانت تلعق أرجلها على نحو ما تفعل الكلاب فذهبوا ليخبروا الخليفة بما رأوا !! وشك الخليفة فى الأمر فلم يصدق عبيدة القائمين على الأمر وإعتقد أن عبيده تقاضوا رشوة من الأقباط فأطعموا السباع حتى الشبع فلم تؤذى البابا ولا الراهب النوبى والحاكم يعرف أنه فى حاله عدم تنفيذ عبيده الأمر معناه قطع رقبتهم – فأمر الخليفة الحاكم بأن تُجوع الأسود ويذبح خروف وينزع ثياب البابا والراهب النوبى ويلطخ جسمهما بدم الخروف ثم تطلق الأسود الجائعة عليهما - وفعل العبيد كما أمروا – ولكن الذى حدث أن الأسود لحست الدماء من على أرجل البابا والراهب النوبى ولم تؤذهما وفى أثناء سجنه كان الراهب يوحنا يذهب إليه بين الحين والآخر إلى البابا على سبيل الشماتة – ثم أخرجوا البابا من وسط الأسود وظل مسجوناً ثلاث شهور وحاولوا إرهابه بشتى الوسائل بالترهيب بحرقه بالنار أو الترغيب بإعطائه مركز قاضى القضاه إن هو وافقهم على ترك دين المسيح وإعتناق الإسلام وبعد أن زال زمن الإضطهاد 0(16)
وكان مع البابا إنسان مسلم شرير فقال له : " يا شيخ السو ( السؤء) إسلم حتى يخلوا سبيلك من السجن وتنال منهم كرامة عظيمة " فقال له البطرك : " إعتمادى على الرب الذى له القدرة وهو يعيننى " فلما إنتهت هذه المحادثة دخل
أحد حراس السجن وكان من الأتراك فضرب البطرك على فمه يدبوس ( بآله حادة كانت تستعمل للتعذيب) .
وحدث أن رجلاً من العرب إسمه ماضى بن مقرب وهو مقدم جماعته ( رئيس جماعته ) كان جليل القدر عند الحاكم وصديقاً له وكان يذهب إليه ويتسامرا ويسمع لكل ما يقوله وكان الخليفة ينفذ طلباً واحداً له كل يوم , وكان للرجل العربى ماضى صديقاً قبطياً عامل قد إنكسر عليه الدين حتى أصبح 3 الآف دينار ( أى تراكمت عليه الديون ) ولم يكن له ما يوفى الديون فالقى فى السجن الذى به البابا زخارياس – فذهب صديقه العربى المسلم ماضى بن مقرب لزيارته فى السجن وتأثر الرجل المسلم من حال صديقه فقال له : " لا تحزن يا أخى أنا أجعل اليوم حاجتى عند الحاكم خلاصك " فقال الرجل النصرانى البار لأبيه البابا : " كيف أخرج وأنا أترك هذا الأب الشيخ البطريرك " فقال له صديقه ماضى : " وما هى جريرة ( ذنب) هذا البطرك حتى إعتقلوه وأودعوه السجن " فقص عليه ما حدث , فخاف ماضى أن لا يكون الكلام مع الوالى فى صالح البطريرك أو هذا الرجل الذى عليه الدٌين ففكر فى لحظه وقال لصديقه القبطى : " أنا أجعل حاجتى اليوم عند الحاكم إطلاق كل من فى هذا السجن دون تحديد أى شخص بالذات " وفعلا خرج البابا من السجن حيث تنبأ أيضاً الشماس بقيرة الرشيدى بذلك
ولما خرج البابا من السجن ونزل إلى مصر فرح الأقباط فرحا عظيما بعودة باباهم ولكنهم عندما عرفوا كيف أطلق سراحه خافوا لئلا يكون إطلاقه سهواً من الخليفة الحاكم بأمر الله أو أن يكون الحاكم نسى أنه فى ذلك المكان وأطلق خطئاً لأنه سجن مع صديق ماضى بن مقرب النصرانى فأشاروا عليه أن يذهب إلى أديرة وادى النطرون فقبل البابا مشورة شعبه والأراخنة وذهب إلى وادى هبيب ( وادى النطرون ) وكان أغلب الأساقفة معه أما الباقيين فقد كانوا يزورونه مرتين فى السنة , وتقول بعض المراجع أنه قضى هناك حوالى تسع سنين فى هذا المنفى الإختيارى0
حدث أن البابا كان متجها إلى دمروا التابعة للمحله الكبرى وكان راكباً على دابه وفجأه عند بلده إسمها طمباره فوجئ جميع الشعب المصاحب للبابا أنه ترجل من على دابته وذهب ماشياً بدون أن يعرف أحد لماذا ترجل البابا ؟ ورأوا البابا يسلم على إنسان نوبى راهب فقير رث الثياب إسمه سوسنه وأخذ البابا بركته قبل أن يبارك عليه وأكرمه وإحترمه البابا إحتراماً كبيراً وبجله أيضاً 0

فلما مضوا من ذلك المكان سأله الشعب قائلين :" لماذا عظمت هذا الراهب البسيط وخضعت له وقدمته عليك فى البركه وأنت البابا ؟ " فقال لهم الأنبا زخارياس : " أن هذا الراهب كان الحاكم قد ألقاه معى للأسود وكانت الأسود تخضع له وتلحس قدميه قبلى !!
---------------------------------------------------------------------------

(1) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 98

(2) أقام المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الثالث أسقفاً للشرقية بإسم الأنبا أنجيلوس ويكون مركز أبروشيته مدينة فاقوس ولم يكن هناك مكاناً إلا حجرتين فوق صالة ملحقة بالكنيسة الوحيدة بها على إسم الملاك ميخائيل ولم يكن أحدا بهما مقفولتين منذ زمن بعيد فأحضروا كهربائياً مسلماً لتصليح النور وقد قال لى إن شيئاً عجيباً قد حدث وهو أن مركز النور فى وسط الحجرة وكان يوجد سريراً مفرد فى جانب الحجرة وأثناء تصليحة الكهرباء سقطت غطاء اللمبة من البنور ( أو الزجاج ) على السرير والمفروض أن تسقط على البلاط طبقاً لقانون الجاذبية الأرضية ولكنها سقطت بميل على السرير ولم تنكسر , ولم يلبث الأسقف عده أشهر حتى إشترى الأقباط كنيسة كبرى للأروام الملكيين وبها أرض ومبنى للأسقفية كبير فى وسط مدينة فاقوس وكان يريد أحد تجار الحبوب المسيحين البروتستانت أن يشترى الكنيسة بالأرض ويعطى الكنيسه للبروتستانت ويأخذ الأرض ليتاجر بها بمبلغ مائة ألف جنية فى الوقت الذى عرض عليهم الأقباط خمسين ألفاً وفضل الأروام بيعها للأقباط بمبلغ الخمسين ألفاً بسبب وجود مذبح بها على إسم يوحنا المعمدان فقال لهم البروتستانتى : " أن الأقباط سيجمعونها لكم بالتعريفة والقرش " ولكن الذى بارك فى فلسى الأرملة بارك فى القليل الذى للأقباط وأرسل البابا شنودة الثالث شيكا بالمبلغ إلي الأروام وعندما إجتمعت الكنيسة وعرف الشعب ذلك فكان أن خلعت إحدى القبطيات ذهبها من يدها وألقته من الدور الثانى حيث مكان النساء بالكنيسة إلى الدور الأرضى وقالت : " هذا أول تبرع ياسيدنا " 0وإشترى البابا أرض الكنيسة بـ 50 ألف جنية مصرى من الجمعية اليونانية لعدم وجود يونانين بالمدينة والكنيسة بها كنوز وبها كرسى للأسقف الرومى لم أرى مثله من قبل منحوت بجانب رجليه أسدين من الخشب وتحت مسند يده تمساحين جلس عليه الأسقف القبطى وبنى جدى المتنيح أبونا يوسف صليب كاهن كنيسة الملاك كنيسة أخرى دفن بها بالمدافن خوفاً من إستيلاء المسلمين على مدافن الأقباط وأصبح للأقباط ثلاث كنائس أكبرهم الأسقفية 0

(3) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 385
(
4) رؤيا 2: 5
(
5) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 98

(6) إسمها الأصلى " دمرو الكنائس " وهى تتبع المحلة الكبرى – محمد رمزى – القاموس الجغرافى , القسم الثانى – ج2 ص 19 .. وقد إتخذ بعض البطاركة دمرو مركز لرئاستهم بعد أن إنتقل الكرسى من الإسكندرية وكان آخر بطريرك مقره الإسكندرية هو البابا شنودة الأول البطريرك رقم 55 , وبعد ذلك أتخذ دمرو مقرا للكرسى وأقام إقامة دائمة أو مؤقته فى بعض الأحيان : مكاريوس الأول 59 , وفيلوتاوس 63 , وزخارياس 64 وشنودة الثانى 65 , وخرستوذولوس 66 الذى كان آخر بطريرك أقام فى دمرو وبعدها نقل مقر الإقامة إلى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة .
(
7) ( يكتب ما يقوله الأساقفة فى إجتماعات المجمع المقدس )
(
8) ( أربعة أوراق بها أماكن المال المدفون )
(
9) تاريخ الآباء البطاركة – للأنبا يوساب أسقف فوةه وهو من آباء القرن الثالث عشر – أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القمص صمؤيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 95

(10) (عملات صغيرة ) (11) ( طين أو تراب يعجن بالماء مع بقايا سيقان القمح )
(
12) سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 100

(13) تاريخ ألأمة القبطية ليعقوب نخلة روفيلة ص 150- 153 وراجع أيضاً دائرة المعارف القبطية رمزى تادرس ج1 ص 17
(
14) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 26

(15) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 386
(
16) كتاب القديس البابا زخارياس البطريرك 64 إعداد الراهب القس زخارياس الأنطونى دار الطباعة القومية بالفجالة رقم الإيداع 9271/ 94
==========================================================

كيف تحايل الأقباط على أوامر الخليفة الحاكم وأستمروا فى عبادتهم
وأدب الرب الأقباط لمدة تسع سنين منها ثلاث سنين لم يقدر أحد أن يعمل طورون ( قداس) فى جميع بلاد مصر إلا فى الأديرة فقط ولكن لم يصبر الشعب القبطى على البعد عن تناول الأسرار المقدسة وإقامة الصلوات وكانوا يتوددون إلى الولاة ويرشوهم بدنانير الكثيرة والهدايا الثمينة حتى يغمضوا عيونهم ويتركوهم يتقربون فى الليل سراً فى الكنائس المهدومة البعيدة عن العمران ويبيتوا فيها فى ليالى الأعياد وكانت الكسوه وآلات الكنائس يخفيها الأقباط فى بيوتهم أما الكتب فقد حرقها المسلمون ويذكر أبو المكارم فى مخطوطه 0(1) أن كنيسة السيدة العذراء متمريم الكائنه فى الحارة المعروفه بحارة الروم السفلى كانت : " دار للأسقف ولما منعت القداسات فى ايام الحاكم بأمر الله عمل الأسقف هيكل من الخشب وصار الشعب يجتمع فى دار الأسقف ويقدس لهم عليه إلى أن من الرب بفتح الكنائس فشملت هذه الكنيسة على يد الأسقف وكان لهذه الكنيسة من أراضى المطرية بتوقيع المستنصر عشرة فدادين طين سواد (2) " أما الثلاث سنين التالية بدا الأقباط يحولوا بيوتهم إلى كنائس ويكرزونها سراً وكان ولاه المناطق يرسلون إلى الوزير ثم إلى السلطان أن النصارى بنوا الكنائس فى مصر والريف سراً ويصلون فيها وهو يغمض العين ويتغافل عنهم وعندما أحس النصارى بتغيير فى سياسة الحاكم
وذكر إبن المقفع فقال (3): " ووقف جماعة من النصارى الذين أسلموا فقال: " لهم ماذا تريدون" .. قالوا : " تعيدنا إلى ديننا فقال لكل واحد منهم : " أين زنارك وصليبك " فأخرجوهم له من تحت ثيابهم فأمرهم بلباسهم بين يديه وأرسل مع كل واحد ركابى ( مرسال ) سجلاً ( أمراً) يكون فى يده بأن لايعترض أحدا طريقه فعاد كثير ممن إعتنقوا الإسلام إلى دينهم المسيحى وكان منهم راهب إسمه بيمن فتجاسر وطلب من الحاكم أن يوافق على إعطائه أمراً لبناء دير خارج مص
ر
على إسم الشهيد مار قوريوس وهو الدير المعروف بدير شهران وكان فى بلدة شهران العامره فى ذلك الوقت فبناه وسكنه مع إخوه له رهبان وكان كثيراً ما يذهب الخليفة الحاكم لهذا الدير ويمضى به أوقاتاً كثيرة ويتكلم ويناقش الراهب بيمن وكان كل من له حاجه من الأقباط يذهب إلى الراهب بيمن فيكلم الحاكم عليها فيقضى حاجه الناس , وكان الخليفة يجلس ويأكل مع الرهبان طعامهم الحقير (
4)
ولما تأكد الراهب بيمن أنه صار قوله عند الحاكم مقبولاً وطلباته مسموعه فطلب منه الإذن فى بناء الكنائس التى هدمت من أمره السابق فوعده بذلك وكلام الملوك لا يرد كما أن بيمن أرسل ليحضر البابا زخارياس البطرك وأخفاه بدير مرقوريوس بدير شهران فلما ذهب الخليفه الحاكم للدير كما جرت العادة أخرج إليه البطريرك فسلم عليه سلام الملوك وبارك عليه ودعا له .. فقال الخليفة لبيمين الراهب : " من هذا ؟ " قال : " هذا أبونا البطرك أرسلت وأحضرته كما أمرت " وكان موجوداً أساقفة فقال : " من هؤلاء ؟ " فقال له بيمن الراهب : " هؤلاء خلفاؤه فى البلاد وهم الأساقفة " فتعجب الخليفة لأنه كان حقيراً فى العين مهاباً فى النفس وكان البطرك قصير القامة كوسج ذميم الخلقة ورأى الأساقفة الذين معه شيوخ ذوى مناظر حسنة وشخوص بهية وقامات تامة فقال لهم : " إلى أين ينتهى حكمه ؟ .. فقالوا : " يمتد حكمة فى ديار مصر والحبشة والنوبة والخمس مدن الغربية وأفرقيا وغيرها " فإزداد تعجباً فقال : " كيف يطيعونه هؤلاء بدون عسكر ولا مال ينفقة فيهم " فقالوا : " بصليب واحد تطيعه هذه القبائل كلهم " قال لهم : " وإيش هذا الصليب ؟ " قالوا مثال الذى صلب عليه السيد المسيح فمهما أراد منهم يكتبه إليهم ويجعل الصليب بين سطور الكتاب التى هى علامه الملك ويقول لهم إفعلوا كذا وكذا وإلا عليكم الصليب فيطيعوا قوله ويفعلوا ما يأمرهم به بلا عساكر ولا حرب وقتل ولا دماء" فقال الخليفة الحاكم بأمر الله : " بالحقيقة ليس فى العالم دين ثابت مثل دين النصارى .. هوذا نحن نسفك الدماء وننفق الأموال ونخرج الجيوش .. وما نطاع . وهذا الرجل الشيخ الحقير المنظر الذميم الخلقة تطيعه أهل هذه البلاد كلها بكلمة لا غير " .. ثم قال لهم : " أقيموا هنا حتى أقضى لكم حوائجكم ( طلباتكم ) وخرج من عندهم وهم مسرورين بما سمعوه –
الطير الجارح ينقض
أما يوحنا الراهب الذى إشتكى البطريرك وكان سبباً لأيداعه السجن عرف مكان البطرك والأساقفه وقال أبن المقفع عنه : " أنه جاء مسرعاً كالطير ولم يعلموا حتى دخل وصار بينهم " وقال للبطرك : " هوذا قد أعاد الرب لك مكانتك وطقسك وأريد أن تجعلنى أسقفاً " وكان إبن أخى البابا خائيل أسقف سخا حاضراً هناك وكان يكره يوحنا الراهب فقال له كلاماً أغاظه حتى خرج يوحنا الراهب جارياً وتسلق السور وصاح صارخاً بأعلى صوته قائلاً : " أنا بالله وبالحاكم .. أنا مظلوم .. أنا مظلوم خذ لى حقى " فخافت الأساقفة وإجتمعوا فى رأى واحد ضد خائيل أسقف سخا إبن أخى البابا وخاطبوه بشدة وقالوا : " أنت سبب هذا البلاء كله .. وكل ما نالنا من هدم الكنائس ولباس الغيار والهوان وغيره أنت أصله وتريد أن تفعل شيئاً آخر حتى يكون الآخر أشر من الأول " وظلوا يقولون كلاماً لأسقف سخا حتى هدأ يوحنا الراهب وألزموا البطريرك بأن جعله أغومنس وألبسه القلنسوة السوداء ووعده بالأسقفية 0
عجائب الله فى قديسية

وكان الأنبا زخارياس طيب القلب جداً قديساً عابداً للرب فى صلوات وأصوام كثيرة تاركاً الأعمال الدنيوية ومنها إدارة الكنيسة للحاشية التى حوله ولما كان غبن أخته أسقفاً فقد تحكم فى سلطة الكنيسة العليا من رسم اساقفة وجمع الأموال وإدارة الأوقاف حتى أن كل أسقف كان يعين كان تابعاً له ويروى التاريخ عجائب كثيرة تمت على يدى البابا زخارياس ومنها :-
(1) – أصيب أنبا مرقوره أسقف تلبانه فى أيامه بالبرص ووصف إبن المقفع حالته فقال (
5): " كان جسمه تلمع بالبرص وظهر عليه بياض فاحش " فذهب إلى البابا زخارياس فى يوم أحد فقال له البابا بتواضع ووداعه ووجع قلب : " أنا حاسس بشعورك وآلامك بما أنت فيه , وأنت تعرف أن الرب الإله قال لموسى : لا تأخذ بوجه أحد فى الحكم , لهذا لا يصح أن تصلى قداساً إلا بعد أن يقلع السيد المسيح عنك هذا المرض لأنه نجس كما سماه الكتاب " فبكى الأسقف المصاب وقال أعينى بصلاتك يأبى القديس وقام وخرج من عنده وذهب إلى كنيسة تابعه لكرسيه على إسم السيده العذراء مريم وتلك الكنيسه فى قرية تسمى تمى ووصلها يوم الأثنين وكان كاهن الكنيسة كبير السن إسمه القس / فرح .. فقال لتلميذة : " سوف أقيم هنا تعال يوم الأربعاء
(2) لتفتقدنى فإن وجدتنى توفيت ساعد القس فرح على دفنى هنا وإذا وجدتنى حى كلمتك " ولما خرج التلميذ من عنده وقف أمام هو أمام صورة السيدة العذراء باكياً متضرعاً يوم الأثنين وليلة الثلاثاء ويوم وليلة الأربعاء وهو يتشفع بها متضرعاً لها فى إزالة البرص ولما كانت الساعة التاسعة من نهار يوم الأربعاء خدر جسمه من الصوم والتعب فإستند إلى الحائط الذى فيه الصورة يغلبه النوم فرأى بين الحلم واليقظة يد السيدة العذراء تمتد له من الصورة كأنها تمسح جسمه فتنبه مستيقظاً وقد عوفى من مرضه فإستدع القس وأخبرة بما حدث وأراد أن يتأكد وأن ينظر باقى جسمه ليتحقق فرآه القس أنه صار نقياً سليماً معافياً ففرح وشكر السيد المسيح وصار يبكى بكاءاً عظيماً من شدة الفرح ولما حضر التلميذ آخر النهار فقال له : " يا ولدى قد تفضل السيد المسيح بشفاعة السيده العذراء بإزالة المرض من جسمى ويجب أن أقيم فى هذه الكنيسة ثلاثة أيام آخرين أشكر السيد المسيح على ما أنعب به على وإحضر لى الدابه يوم السبت ولما مضى التلميذ قام وأكل يسيراً من الخبز فى هذه الأيام الثلاثه وفى عشية يوم السبت حضر التلميذ ومعه الدابه فذهب إلى دمروا ودخل إلى البابا زخارياس فوصل يوم الأحد وهو فى الكنيسة وعرفه بنبأ شفائه وقال له : " يا أبى هذا بصلواتك " فقال له البابا : " بل بأمانتك وصلواتك " وطلب منه أن يصلى القداس فى هذا اليوم قائلاً : " بالحقيقة إنك أحق منى بالقداس لنأخذ بركتك عقب هذه النعمة الجليلة التى نالتك بالشفاء " ومجد جميع الحاضرين الرب الإله صانع العجائب بركة القديسة العذراء مريم تكون معنا يا إخوتى آمين
(3) – وكان هناك شماس مشهور من أهل منية مليج تخاصم مع زوجتة وكانت طاهرة فخرج من عندها وقد إمتلأ غيظاً شيطانياً فذهب وضاجع رجلاً مخنثاً ووقع معه فى الخطية ثم عاد إلى منزله فصالحته زوجته , فلما كان الليل جلس على فراشه وتعرى من ثيابه ليطضجع فرأت زوجته جسمه وقد أصيب بالبرص فقامت وقد إمتلأت خوفاً وقالت له : " ماذا فعلت ؟ " : " حتى تبرٌصت أنظر إلى جسمك " فتأمل جسمه وبكا بكاءاً مراً فقال لها : " يا إمرأتى لما تخاصمت معك اليوم لعب بى الشيطان ففعلت كذا وكذا .. " ثم لطم وجهه ونتف شعر لحيته وزاد فى البكاء فقالت زوجته الخيره المتدينه وهى باكية عليه : " قد أخطأت يا أخى وغلطت فإذهب إلى البابا زخارياس وإمسك قدميه ولا تتركهما حتى يسأل الرب الإله فيك فتشفى " فنهض باكراً وإمتضى دابته وذهب إلى دمروا وطرح نفسه عند رجلى البابا زخارياس وأكثر البكاء والتضرع والإنسحاق وتعلق بقدميه وإعترف له بما فعله فقال له : " يا ولدى هل تقدر أن تحتمل تعب السيد المسيح " فقال له : " أحكم على بما شئت فسوف أفعله بمعونة ربنا وبركة صلاتك " فأودعه بيتاً مظلماً وتركه واقفاً فى وعاء نصفه مملوء بالملح وجعل وجهه نحو الشرق وقال له : " يا ولدى واصل الصلاة والتضرع والبكاء وتوب حتى لا تعود إلى الخطيئة وفى ثلاثة أيام وثلاثة ليال كان يطعمه خبز يسير بالميزان ويسقيه ماء بالميزان حتى تم وهو فى هذا الحال خمسة عشر يوماً ثم ذهب إليه وصلى عليه وبعد أن تمت ثلاثة أسابيع ذهب إليه وصلى عليه ثم ذهب إليه بعد شهر وصلى عليه وكشف عن جسمه فوجد أن البرص تناقص فطيب نفسه وبشره بذلك وبعد تمام أربعين يوماً كان قد تطهر تماماً من برصه وصار جسمه نظيفاً ففرح به وحماه بماء ساخن ودهنه وصلى عليه وقال له : " يا ولدى قد عوفيت وشفيت فتذكر دائماً ما نذرته على نفسك بأنك لن تعود إلى الخطية وأنك تبت راجعاً ونادماً على ما فعلت ولا تظن إنى صومتك ثلاثة أيام , ثم بعدها ثلاثه أسابيع وفطرت أنا , بل حى هو إسم المسيح ما تغذيت فى هذه الأربعين إلا بمثل ما غذيتك به ولم أكن أفطر إلا فى الوقت الذى أفطرك فيه والماء الذى كنت تشربه كنت أشرب مثله " ثم بارك عليه وأمره بالإنصراف إلى منزاه فعاد إلى زوجته المباركه فرحاً مسروراً ببركه الرب الإله وعمله فى قديسيه 0
وكان هذا البابا وديعاً كالحمل زاهداً فى دنياه لايقتنى مالاً ويبتعد عن الذهب والفضة وذات مره حضرت إليه إمرأة ومعها صرة من الدنانير ورمتها له فقال لها : " الرب يعوضك يا إبنتى " فإنتظرت أن يقول لها شيئاً آخر ولكنه لم يزد فى كلامه فخرجت غاضبه وقالت لتلاميذة : " لعل البابا لم يعلم مقدار المبلغ الذى أحضرته حتى بارك علىٍ هذه البركة القليلة " فدخل تلميذه ولامه على غضب المرأة فأمره بإرجاعها وأخذ صرة الذهب ووضعها فى كفة ميزان , وكتب رقعة ( ورقه ) فيها الرب يتقبل منك ووضعها فى الكفة الأخرى فرجحت الكفة التى بها رقعة الورق وإلتفت إلى المرأة خذى ما أردت من الكفتين فضربت المرأة مطانية للبابا وقالت : " إغفر لى فإنى أفكر تفكير إنسانى وأنت تفكر بما عن الرب الإله " 0
-------------------------------------------------------------------------------------------

(1) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 5
(2) ( يعتقد أن هذه الأراضى كانت وقف على الكنيسة للصرف عليها )
(3) سيره الأباء البطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 115

(4) 0راجع أيضاً تاريخ الأمة القبطية ( الحلقة الثانية) – كامل صالح نخلة وفريد كامل ص 119

(5) سيره الأباء البطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 125

==========================================================
 
إرغام البطاركة الأقباط بعدم الإدلاء بمعاومات عن حقيقة إضطهاد المسلمين للشعب القبطى فى مصر
وبالنسبة لعلاقة البطريرك مع الحبشة والنوبة فقال القس منسى يوحنا(1): " أن لا يكاتب البطاركة ملوك النوبة والحبشة مباشرة وألا يقبلوا منهم مكاتبات إلا بعد عرضها عليه ومعرفة ما فيها وكذلك طلب من هؤلاء الملوك أن تكون المكاتبات منهم وإليه مباشرة وبقى هذا الأمر مده طويلة فكان إذا أتى الخليفة أو السلطان كتاب يقتضى الرد يطلب من البطريرك أن يشرح ما عليه النصارى فى مصر من الراحة والحرية فى الدين وعدم التعرض لهم فى عقائدهم ولو كانوا فى أشد عذاب ويوصية خيراً بالمسلمين الذين تحت رعايته "
وقام الأقباط والبابا زخارياس بترميم وبناء ما تهدم من كنائسهم فجدد الكثير منها وإستمرت مده التجديد والبناء 12 سنة متواصلة (2) ولكن ما تم بناؤه وترميمه فى هذه المدة لم يصل إلى ما كانت عليه الكنائس التى هدمت لأن الأقباط أسرعوا فى عملية البناء حتى لا يصدر فرماناً آخر يقول عكس ما صرح به الحاكم لمعرفتهم أن حكام الإسلام يغيرون رايهم وليس لهم خط موحد للحكم يحدد علاقه المسلمين بالأمم التى إحتلوا بلادهم .
وكانت مدة البطريرك أنبا زخارياس 82 سنة وتنيح فى سنة 784 ش ودفن فى كنيسة ببنى وائل المعروفة بكنيسة الدرج .

(2) ويوجد فى المتحف القبطى وثيقة ترجع إلى هذا العصر فى الفترينة المسدسة بالجهة الشرقية فى الخزانة حرف D بالمتحف القبطى ملف من الورق ملصق على قماش من الكتان يتضمن إنعامات وعهود لرهبان الديرة هذا نصه :-
" عمارتكم .. ولا تطالبوا بحشد فى الحرب , ولا بخروج وإعزاز كل راهب يخرج منكم إلى الضياع للتعيش فيها وقضاء حاجات من وراه منكم وألا تلتزموا بعمل يحمل النصر من الميرة وما يجرى مجراها مكساً ولا غرماً قل أوجل وأن تحفظوا ما لكم من زرع وغلة وعوامل من مبانى النواحى وألا يتعرض ما يخلفة بموت من رهبانكم خارجاً عن دياراتكم فى حال تردده إلى الريف وغيره للتصرف فى مآربكم من كل شئ يملكه ليكون جميعه عائداً على إخوته فى رهبانية دون كل قريب له ونسيب غيرهم فإن الإمام المعز لدين الله والإمام العزيز بالله والإمام الحاكم بأمر الله قدس قدس الله أرواحكم تقدموا بكتب سجلات بإمضاء ذلك كله لكم وسألتم كتب السجل بتجديدها كانت أمضته لكم الأمة وتوكيد ما دعته أكافئكم من الحرمه وحفظ ما لكن من هذا الموات والأزمة فأمر أمير المؤمنين بكتب هذا السجل المنشور يحملكم على مقتضى النص المذكور وموجب الشرع المنظور وإقراره فى أيديكم حجه بذلك باقية على مر الأيام والدهور حتى لا يعترضكم معترض بما يزيل هذا الأنعام عن حده أو يتناول متأول بما يصرفه عن جهته وقصده والذنب عنكم لمن قراه أو قرئ عليه من الأولياء والولاه المتصرفين فى الأموال والجباة وسائر عبيد الدولة وخدمها على إختلاف طبقاتهم وتراجع درجاتهم فليعلمه من أمير المؤمنين ورسمه ليعمل عليه ويحسبه إن شاء " راجع مرشد المتحف القبطى – وديع شنودة ص 82- 83
-----------------------------------------------------------------------------------------------

(1) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 387

(2) ويوجد فى المتحف القبطى وثيقة ترجع إلى هذا العصر فى الفترينة المسدسة بالجهة الشرقية فى الخزانة حرف D بالمتحف القبطى ملف من الورق ملصق على قماش من الكتان يتضمن إنعامات وعهود لرهبان الديرة

 

This site was last updated 07/20/14