Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القديس هيلارى الخصى أو القديسة إيلارية إبنة الإمبراطور زينو

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
قديسين وشهداء ومعترفين ق5
القديس ماروتا
الدقيس إيلاريون الخصى
New Page 6031
New Page 6032
New Page 6033
New Page 6034
New Page 6035
New Page 6036
New Page 6037
New Page 6038
New Page 6039
New Page 6040

Hit Counter

 

*****************************

 ايلارية القديسة
سيرة القديسة إيلارية أو هيلارى الخصى أو إيلارى الخصى Hilary

 تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحتها في الحادي والعشرين من طوبة ، نشأت في الربع الأخير من القرن الخامس الميلادي ، وهى الابنة الكبرى الإمبراطور البيزنطى زيون 474-491 م  ، وأختها الصغرى تدعى ثاؤبستا. نشأت في حياة العفة والنقاء أحبت الإنفراد والعزلة فى القصر وكانت تمارس نسكها الخفي وتدرس الكتاب المقدس، فمال قلبها للبتولية وتكريس حياتها للعبادة. في أحد الأيام إذ مضت إلى الكنيسة سمعت كلمات الرسول بولس عن موسى الذي بالإيمان أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مفضلاً بالحري أن يُذل مع شعب الله عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية (عب24:11-26)، فلم تستطيع أن تستمر فى حياة القصور المنعمة فقررت أن تترك القصر . وبالفعل في اليوم التالي تزينت بزي سعاة الملك وشدت وسطها بمنطقة وانطلقت إلى البحر وركبت مركباً متجهة إلى الإسكندرية ، والمرجح أنه قصدت مصر لما كانت تسمعه من شهرة قديسيها فى العالم القديم ، وعندما غادرت القصر كانت قد بلغت الثانية عشر من عمرها. أما فى القصر فوجئ الجميع بإختفائها الغريب فحزن الإمبراطور كثيراً وبكى لفقدانها وبحث عنها بمرارة ولم يجدها ووصلت إيلارية إلى الإسكندرية وهناك تباركت من كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء وكنيسة مار مرقس الرسول ثم سألت أحد الشمامسة أن يذهب معها إلى دير شيهيت مقدمة له مبلغًا للإنفاق على الرحلة ،وفي دير القديس مقاريوس تحدث معهما القديس بمويه ، ثم سألته إيلارية أن يقبلها في الرهبنة دون أن تكشف له عن أمرها، فأجابها أن تذهب إلى دير الزجاج لتترهب هناك ، قائلاً لها: "أراك ابن نعمة، وقد اعتدت على عيشة الترف ، وهذا الموضع صعب عليك لقلة العزاء الجسدي." أصرت إيلارية على طلبها فقبلها الأنبا بمويه ، ثم سلمت أموالها للشماس ليقدمه للأب البطريرك لخدمة الفقراء. اختبر الأب بمويه القديسة إيلارية وإذ رأى مثابرتها وجهادها البسها الإسكيم بدعوتها "الراهب إيلاري"، وأسكنها في قلاية جنوب الكنيسة قليلاً ، وكان يفتقدها مرتين كل أسبوع يرشدها ويدربها على الحياة النسكية. بقيت في جهادها سبع سنوات ، وكان الرهبان يدعونها "الراهب الخصي" أو " إيلارى الخصى" بسبب رقة صوتها وعدم ظهور لحية ، وفي أحد الأيام أخبرها القديس بموية أن الرب الإله كشف له أمرها بكونها ابنة الملك وسألها أن تبقى هكذا ولا تبح أمرها لأحد قط.

وحدث أن الرب أراد إظهار قداستها ويريح قلب أبيها الحزين عليها فمرضت أختها ثاؤبستا بمرض عضال حار الأطباء فى علاجه تمررت نفس الإمبراطور زيون الذي فقد ابنته الكبرى وها هو يرى أختها قد سقطت صريعة المرض ، وأشار عليه البعض أن يرسلها إلى برية شيهيت ليصلى من أجلها الآباء النساك القديسين المصريين ، فرأى الإمبراطور أن خير البيل لشفائها أن برسلها إلى هؤلاء الآباء ، فأعد مركباً ملكياً وبه كل ما تحتاجة الأميرة ومعها حرس وحاشية وخدم وأرسل خطاباً إلى ألاباء قال لهم فيه : " لقد رزقنى الرب بأبنتين فقدت واحدة ولم أعرف أين هى ولست أدرى ما أصابها ولا مصيرها ، بينما أصيبت الثانية بمرض عضال ، فأرجوا أن تتكرموا بالصلاة عليها لعل الرب يسمع منكم ويشفيها بشفاعتكم ، ويجبر قلبى المنكسر بشفاء الأبنة التى بقيت لى "

ولما وصلت ثاوبستا إبنة الإمبراطور زينو أخذ الآباء النساك يصلون من أجلها بحرارة عدة أيام غير أن الرب لم يتقبل صلواتهم لهدف أعده من قبل ، وعند ذلك نادوا على الراهب إيلارى وسلموا له الأميرة على أن تُحمل إلى قلايته ليصلي عليه اليتضرع من أجلها ، ، فلم تترد إيلارية ولكنه شرط أن يصلوا لأجل الأميرة هم أيضاً ، وإذ كان الراهب إيلاري قد عُرف بالتقوى طلب الشيوخ ولما رأى الراهب إيلارى أخته عرفتها على الفور فبكت على الفور على حالها وبسطت يديها وكانت تصلى بدموع وهي تقبل أختها ، فتحنن الرب عليها وشفاها،  فإستصحبها إيلارى إلى النساك قائلاً : " إن الرب قد شفاها بصلواتكم" . فمجد الآباء الرب الإله . 

عادت الأميرة لتخبر الملك بعمل الله معها وتعب الشيوخ من أجلها خاصة الأب إيلاري، وروت له كيف كان يبكي بدموع ويقبلها ويرقد بجوارها، الأمر الذي أدهش الملك وساوره الشك. فكتب إلى الأب بمويه يطلب منه أن يرسل إليه الراهب إيلاري ليباركه هو وملكته. فرفض إيلاري الذهاب فى بادء لأمر ولكنه وافق بعد إلحاح الآباء للذهاب في القسطنطينية كما إضطر أن يذهب إلى القصر الذي استقبله الملك والملكة وكل رجال البلاط بحفاوة وفرح عظيم. ثم طلب الإمبراطور زينو أن يتكلم مع الراهب إيلارى على إنفراد ثم سأله : كيف يمكن لراهب أن يقّبل فتاة ويرقد بجوارها ، عندئذ طلب الراهب منه أن يتعهد له ألا يعوقه عن العودة إذا أخبره وإعترف له بالحقيقة فتعهد له بذلك تعهد الأباطرة الذى لا يرد . عندئذ سالت الدموع من عيني الراهب وهو يرتمي على صدر الملك، ويقول: "أنا ابنتك إيلارية!". إندهش الملك فى بادئ الأمر لأنه لم يعرف أبنته من كثرة النسك التى مارسته ولم يحتمل الملك الخبر فصار يعانقها، ونادى الملكة ليبشرها بالخبر، وتحولت حياتهما إلى فرح عظيم ، فإنتشر الخبر فى القسطنطينية أن إبنة الإمبراطور بعد أن ظن الجميع أنها فقدت أصبحت ناسكة متعبدة وقديسة وأقاما الزينات ولبست مدينة القسطنطينية ثوب الفرح وبقيت ابنتهما معهما ثلاثة أشهر لتعود فتذكر أبيها بالوعد. عاد الراهب إيلاري ومعه خيرات كثيرة للدير، كما عبر الإمبراطور زينو عن فضل الاباء الذين إنعزلوا عن العالم وكرسوا حياتهم ، فأصدر أمراً بترميم جميع الكنائس الموجودة فى تلك البرية حتى منطقة مريوط (بمحافظة الإسكندرية) وأمر بصرف ما يلزم لآباء البرارى المصرية سنوياً كل ما يحتاجون من قمح وزيت .  

وقد قضى خمسة أعوام في نسكه وتقواه حتى افتقده الرب بمرض ليرقد في الرب بعد رشم علامة الصليب على وجهه، وكان ذلك في 21 من شهر طوبة. دفنها الأنبا بمويه بملابسها كطلبها وأعلن خبرها للرهبان الذين تعجبوا لعمل الرب الإله الفائق في حياتها.

إن قصة حياة الأميرة القديسة إيلارية صورة حية لانفتاح القلب على أمجاد السماء فيترك الإنسان كل مجد بشري من أجل حبه للمسيح والخلاص والمجازاة بالملكوت الأبدي، حتى الفتيات الناشئات في القصور يمارسن نسكًا يصعب على كثير من الشباب احتماله. إنها محبة الله النارية التي تلهب القلب فتهبه قوة فائقة، وتعطي صاحبه قدرة للعمل الروحي العجيب! وهكذا أيها الأحباء صارت قصتها العجيبة تتردد عبر الأجيال شاهدة بتضحيتها ومحبتها لحياة الإنفراد والعزلة والإلتصاق بالسيد المسيح .

بركة صلاتها تكون معنا، أمين.

******************************

السنكسار
اليوم الحادي والعشرون من شهر طوبه المبارك

2. نياحة القديسة إيلارية ابنة الملك زينون.

2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّحت القديسة البارة إيلارية ابنة الملك زينون الذي كان أرثوذكسياً مُحبّاً للكنيسة. ولم يُرزق سوى إيلارية وأختاً لها اسمها تاؤبستا، فهذَّبهما أبوهما وعلَّمهما أُصول الدين القويم.
ونشأت إيلارية على حب الوحدة وخطر على بالها فكر الرهبنة ولباس الاسيكم. فخرجت من بلاط أبيها وتزيت بزي الرجال وأتت إلى ديار مصر حيث كان عمرها وقتـئذ ثماني عشر سـنة. ومن هناك قصدت برِّيَّة القديـس
مكاريوس، وقابلت رجلاً قديساً اسمه الأنبا بمويه وعرضت عليه رغبتها في الرهبنة وترهَّبت بِاسم الراهب إيلاري. وبعد ثلاث سنين عرف القديس الأنبا بمويه أنها إيلارية ابنة الملك زينون، فكتم أمرها وجعلها في مغارة وكان يفتقدها من حين لآخر. حيث أقامت خمسة عشر سنة. وإذ لم تظهر لها لحية ظن الشيوخ أنها خصي فكانوا يدعونها " إيلاري الخصي".
أمَّا أختها تاؤبستا فقد اعتارها شيطان رديء، وأنفق عليها والدها مالاً كثيراً دون جدوى. وأخيراً أشار عليها رجال بلاطه أن يُرسلها إلي شيوخ شيهيت، لأنَّ صيت قداستهم كان قد بلغ كل البلاد الرومانية. فأرسلها مع أحد عظماء المملكة ترافقه حاشية من الجند والخدم وسلَّمه كتاباً إلي شيوخ البريَّة يبثهم ألمه، ويذكر لهم أن اللـه تعالى قد رزقه ابنتين. واحدة خرجت ولم تعد ولا يعلم مكانها ولا أخبارها، والأخرى قد اعتارها شيطاناً رديء يُعذِّبها دواماً. وكان يتمنى أن يكون لهُ بها عزاء عن أختها ويسألهم الصلاة عليها ليشفيها الرب مما قد ألمَّ بها.
فلمَّا وصلت الأميرة بحاشيتها برية شيهيت وقرأ الشيوخ كتاب الملك، صلُّوا عليها أياماً كثيرة فلم تبرأ. وأخيراً قد رأى الآباء أن يأخذها القديس إيلاري الخصي ( إيلارية أختها ) ويُصلِّي عليها فامتنع. ولكن الشيوخ ألزموه فأخذها، وقد عرفت القديسة أنها أختها وأمَّا هيَ فلم تعرفها. فكانت إيلارية تعانق أختها وتقبِّلها وتخرج فتبكي كثيراً.
وبعد أياماً قليلة برئت أختها من مرضها فأخذها القديس إلى الشيوخ وقال لهم: بصلواتكم أيُّها الآباء قد وهبها اللـه الشفاء. فأعادوها إلى والدها بسلام. فلمَّا وصلت إليهِ فرح مع كل أهل القصر لعودتها إليهم سالمة، وشكروا السيد المسيح كثيراً. وبعد ذلك سألها: كيف كان حالها في برية شـيهـيت؟ فقالت : إنَّ القـديـس إيـلاري الـذي أبرأها بصلاته كان يُـعانـقـها ويُقبِّلها كثيراً. ولمَّا علم الملك بذلك. ساورته الشكوك في ذلك الراهب، وأرسل إلي الشيوخ يطلب إرسال القديس إيلاري الذي أبرأ ابنته لينال بركته.
ولمَّا أمره الشيوخ بالذهاب إليه بكى بكاءً حاراً أمام الشيوخ متوسلاً إليهم أن يعفوه من الذهاب. فقالوا له هذا ملك بار مُحب للكنيسة المقدسة، والواجب يُحتِّم عدم مخالفته كما أوصتنا الكتب. وبعد جهد ذهب إلى الملك فسلَّم عليه هو ومن معه. ثم اختلى الملك والملكة بهِ وقالا : كيف كنت أيُّها القديس تُعانق الأميرة؟ فقال لهما الراهب احضروا لي الإنجيل وتعهدا لي أنَّكما لا تحولا دون عودتي إلى البرِّيَّة، إذا أجبتكما إلى طلبكما. فأحضرا له الإنجيل وتعهدا له كما أراد، فأجابهما إلى طلبهما، وعرَّفهما بنفسه قائلاً: أنا " ابنتكما إيلارية "، ثم روت لهما حالها من يوم خروجها إلى تلك اللحظة، فعلا صوت والديها بالبكاء وحدث هرج كثير في القصر، ومكثت ثلاثة أشهر ثم أرادت العودة إلى حيث كانت، فلم يُطلقاها إلاَّ بعد أن ذكَّرتهما بالعهد الذي قطعاه لها.
وكتب الملك إلى والي مصر يأمره أن يُرسِل إلى البرِّيَّة كل عام مائة أردب قمح وستمائة قسط زيت وكل ما يحتاج إليه رهبان الدير.
وقد اهتم الملك ببناء القلالي كما بنى قصراً بديعاً بدير القديس مقاريوس. ومنذ ذلك الحين إزداد عدد الرهبان في تلك البرية.
أمَّا القديسة البارة إيلارية فقد أقامت بعد عودتها من عند أبيها إلى البريَّة خمس سنوات، ثم تنيَّحت بسلام، ولم يعلم أحد أنها كانت فتاة إلاَّ بعد نياحتها.
صلاتها تكون معنا. آمين.
*****************************

his site was last updated 09/05/09