Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأنبا مكاريوس أسقف أدكو بمديرية البحيرة

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المرحلة الأولى
المرحلة الثانية
البابا ديسقوروس بالسنكسار
البابا ديسقوروس للأنبا غريغوريوس
تمجيد لديسقوروس
البطريرك الدخيل
البابا ديسقوروس بالمنفى
الراهب مكاريوس

 

 

وتقول مسز بتشر (1) : [ قد وجد بالفاتيكان كتاب قبطى (مخطوط بخط اليد) ناسخه كتب الأقوال الموجودة فيه من فم ديسقوروس نفسه عندما كان فى منفاة ، وهذا الكتاب يحتوى على سفر ديسقوروس إلى مجمع أفسس وما تم فيه ، وقد جاء فى هذه النسخة حكاية كلها ثناء وتعظيم لمكاريوس أحد مشاهير الرهباان المصريين فى ذلك العصر وكان أسقفاً لناحية ادكو (مديرية البحيرة) ويظهر من هذه الحكاية أن مكاريوس كان قد حضر إلى الإسكندرية مع تلميذ له أسمه بينوشن وفى نيتهما أن الذهاب إلى مجمع أفسس مشياً على الأقدام ، فلما رست السفينتان المعنيتان لنقل ديسقوروس وأساقفته جاء ربانها إلى مكاريوس وطلب منه بتوقير أن يرافقة فى سفينته لصعوبة السفر إلى أفسس على الأقدام وما فيه من مشقة وعناء ، فرفض مكاريوس طلبه وقال له : " إننى راهب ولا أطلب حياة الراحة ولا أسعى إليها ، بل يلذ أن أتعب من أجل سيدى المسيح ولذلك قررت ان أذهب إلى المجمع سيراً على الأقدام " ولم يتركه ربان السفينة بل ألح عليه متوسلاً أن يركب السفينة فأجابه الراهب : " الرب يباركك يا أبنى فلا تكثر من الإلحاح على ، فليس فى وسعى ركوب المراكب خصوصاً ليس عندى دراهم ولا أمتلك شيئاً من الدنيا الفانية " .. فرد عليه الربان قائلاً : " إذا كانت الدراهم تعوقك عن الركوب فى سفينتى فيمكنك الن تركب سفينة البطريرك مجاناً " .. ولما علم أنه سيسافر مع البطريرك فرح وسر قلبه وشكر هذه الظروف التى جعلته يسافر مع خادم الرب ، ولكنه لم يجلس بالقرب منه بل إتخذ مكاناً بعيداً فى مؤخرة السفينة ، ولما سنع ديسقوروس بأنه يركب معه فى السفينة ذهب إليه فرحب به ورجاه أن يختار مكاناً فى وسط السفينة ( مقدمة ومؤخرة السفينة تتقاذفها الأمواج فتكون غير مريحة) وبالرغم من أن البطريرك كان يتكلم اللغة القبطية إلا أنه عندما كلم الأنبا مكاريوس لم يستطع يفهم كلامه كما أن مكاريوس لم يفهمه أيضاً لأن مكاريوس كان يتكلم بلهجة قبطية بحيرية بلغة القرى فإستدعى ترجماناً  ليترجم له .

وحدث أن شماساً نظر إلى مكاريوس شذراً بمؤخرة عينية دلاله على إحتقاره ، وتعجب من إحترام البطريرك والأساقفة الشديد لرجل جاهل مثل هذا الراهب مكاريوس والذى لا يعرف شيئاً من المعارف ولا حتى اللغة ، ولكن لما رأى ديسقوروس نظرات الراهب وبخه وأمره أن يعتذر لمكاريوس مع انه لم يفهم شيئاً مما حدث ولم يفهم كلام الشماس ولم يعرف مقدار الإهانة التى لحقت به ، ولذلك إندهش لما رأى ذلك الشماس جاثياً على ركبتيه يطلب الصفح عما بدر منه ، فمد يده وأقامه ليسأله عن سبب إستغفاره فشرح له ديسقورس ما حدث من الشماس وطلب منه أن يسامح الشماس أو يحرمه ، فصفح مكاريوس عن الشماس وقال له : أسأل الرب أن يغفر لك خطاياك يا ابنى "

ومن ذلك الحين أصبح مكاريوس موضع أحترام من جميع المسافرين للمجمع فكانوا يحبونه وإعبروه من القديسين الذين لهم مقدرة على إجراء العجائب وإعتقدوا أن باقى نساك المكان الذى جاء منه هم مثل مكاريوس وألحوا على تلميذه بينوشن أن يسرد لهم إحدى عجائب معلمه فقص التلميذ عليهم خبر ذهاب مكاريوس إلى بلدة وثنية فيها هيكل وثنى أتهم سكانها بخطف صبيان مسيحيين ويذبحونهم على مذابح أصنامهم ، فسار مكاريوس فى الحال إلى هذه البلدة ومعه ثلاثة من الرهبان ، فهند ما راى رجال مكاريوس الهيكل وقبته السامقة مكتظة بجيش كبير من الوثنيين ومسلحين بالسيوف والعصى والرماح إنهلعت قلوبهم وإصطكت ركبهم وخارت قواهم وخانتهم وشجاعتهم وخصوصاً لما نهاهم الوثنيون عن الدنو من هيكلهم قائلين لمكاريوس بصوت كقصف الرعد : " مالك ولنا يا هذا لماذا جئت" فاجابهم الراهب بقول ملؤه الهيبة والحماس : " أتيت إليكم لأرى ما أنتم فاعلون بغلمان المسيحيين الذين إختطفتموهم إختطافاً لتذبحوهم لأوثانكم الوثنية "

فقال الوثنيون : " إن الذى ابلغك هذا الخبر كاذب تمام إذ لا صحة لهذا القول " فرد عليهم مكاريوس إذا كان هذا الخبر غير صحيح إسمحوا لى أن أدخل الهيكل لكى أتأكد أن ما سمعته إذا كان صحيحاً أو كاذباً " 

وقال بينوشن تلميذ الأنبا مكاريوس راوى هذا الخبر : " حينئذ أشار إلينا الوثنيين بالدخول ولكن رجلين من الذين كانوا معنا إمتنعا عن الدخول فدخلت إلى الهيكل مع معلمى ورجلين آخرين وفى لمح الطرف هجم علينا عشرون رجلاً يقصدون القبض علينا غيلة وغدراً وهم يقولون لنا لقد دنا أجلكم وإقتربت نهايتكم ، ثم أمسكوا مكاريوس وثدموه ليذبح على مذبح آلهتهم الكاذبة لولا أن هوميروس رئيس كهنتهم الذى يتحتم عليه تقديم الذبيحة لم يكن موجوداً فى الهيكل فأرسلوا يستدعونه ، وقد إنتهزت هذه الفرصة وهمست فى أذن معلمى الذى كان مقيداً معى وقلت له : " لقد ىن لك أن تصلى وتطلب النجاة من الرب لأنه قد حان وقتنا وهوذا كأس الحمام يترع لنا ( سوف يشربون من دمنا) " فأجابنى مكاريوس : تشجع يا ابنى ولا تجزع فإن يسوع سوف يخلصنا من مخالب الموت الزؤام .. ولم يكد إستاذى ينتهى من كلامه حتى طرق مسامعنا صوت ويصا على الباب يطلب فكنا من أغلالنا " وقيل أن ويصا هذا أنه علم بذهاب مكاريوس لهيكل الوثنيين فتبع أثره ومعه عدة رجال وأدرك مكاريوس قبل أن يذبحه الوثنيين فكسر باب الهيكل وأنقذ ذلك الراهب والذين معه وقبض على هوميروس رئيس الكهنة والوثنيين وأحرقه حياً واضرم النار فى الهيكل فلاشاها ، ودار فى البلدة يحرق آلهتها وخاف أهل القرية ولما رأوا أن آلهتهم لم تحامى عنهم وأنها لاحول لها ولا قوة إعتنقوا المسيحية وتعمدوا ]  

 

***************************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى 40 - 45

 

 

This site was last updated 12/21/11