Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ثورات الأقباط لم تهدأ

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
آراء حول ثورة البشموريين

ثورات الأقباط التى إتخذت طابع المقاومة الحربية ضد الإستعمار الإستيطانى الإسلامى ظلت مستمرة لمدة حوالى 200 سنة  تؤكد عن عدم رضاء الأقباط العاديين فى الحياة العامة عن هذا الإحتلال السياسى الدينى ألإستيطانى لمصر بالرغم من أن الكنيسة القبطية فى بعض الأحيان كان لها خط آخر لا يتلاقى مع معاناة الأقباط كما أن الكنيسة القبطية نفسها ظلت تتلقى الضربات من الإسلام بدون أن يكون لها مقاومة تسجل لها عن طريق التبشير وتوضيح ما هو حقيقة هذا الدين العربى البدوى الذى أستوطن مصر .

********************************************************************************************************************

الثوار البشموريين   لمصريين يقاومون الإحتلال العربى لمده 83 سنه
مقدمه:
لم يقاوم البشموريين المصريين بمفردهم الإحتلال العربى بل أن معظم الأقباط قد رفضوا هذا الإحتلال وإشتركوا مع البشموريين فى ثورات شامله ضد الغزو العربى فأقلقوا الجيوش العربيه، وكادت هذه الثورات تقضى على الوجود الإستعمارى العربى فى مصر0 وقد إستمر قتالهم مع العرب لمده 83 سنه بين هدوء نسبى وسكون وقتال بلا هواده ولم يكن الأقباط وحدهم يقاومون التدخل الأجنبى والإحتلال العربى بل قام المسلمون المستوطنون مصر بالثوره أملا فى أن يروا مصر حره من الإستعمار العربى ، كما حدث ضد الأمويين .
لماذا قاوم المصريين العرب المسلمين الغزاة؟
يقول جاك تاجر فى كتابه مسلمون وأقباط ص97 ( أدرك الأقباط انهم بالغوا فى تفائلهم لإن الحكومه مهما كانت متسامحه لا تستطيع أن تعيش دون جبايه ضرائب ( خاصه بتحويل الإقتصاد الى الحروب الدمويه الداخليه لتأمين الأنظمه ضد المتمردين والمطالبين بالخلافه أو خارجيا لغزو أمم أخرى وما يتبعها من عمليات السلب والنهب السريع ) وزادت خيبه أملهم عندما أدركوا أن الفاتح الجديد كان يريد ينعم بثمره إنتصاره , لهذا وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو نتيجه تغيير حكامهم الجدد والتحرر من ربقتهم) .
الثوره الأولى :
فى بدايه إحتلال العرب لمصر يذكر ابن عبد الحكم المؤرخ المسلم ص 83
( وقد رأى نهائيا بعض الفقهاء أنه من الأوفق ان يصرحوا أن مصر فتحت صلحا فيما عدا قرى سلتيس ، مازيل ، بلهيت ، وأيضا مدينه الإسكندريه التى قاومت الفتح )
وقام إثنين من رجال الاقباط هم مينا وقزمان وضعوا أرواحهم للدفاع عن انفسهم وقراهم وقادا مجموعه من الاقباط المدربين على حمل السلاح ودافعوا عن قراهم فى بساله وشجاعه ضد جنود العرب والاروام المدربين جيدا علىالقتال ( تاريخ الامه القبطيه ج2-3 ص136-137 )
وقاومت مدن شمال الدلتا الغزو العربى مثل إخنا - رشيد - البرلس - دمياط - خيس - بلهيب - سخا - سلطيس - فرطسا - تنيس - شطا - البلاد الواقعه باقليم البحيره وغيرها  اما مصر السفلي(الصعيد) فقد ظلت منفصله تقاوم لمده سنه تقريبا

ومن القري التى قاتلت عمرو بن العاص قريه يقال لها بلهيب واخري يقال لها الخيس وقريه يقال لها سلطيس  فوقع سباياهم بالمدينه (اى ارسلهم عمرو ليباعوا كعبيد فى المدينه) فردهم عمر بن الخطاب الى قراهم وصيرهم وجماعه القبط أهل ذمه وفى روايه اخرى:ان اهل سلطيس وقرطبا وبلهيب ظاهروا الروم على المسلمين فى جمع ما كان لهم فلما ظهر عليهم المسلمون  استحلوهم  وقالوا : هؤلاء لنا مع الاسكندريه . فكتب عمرو الى عمر بن الخطاب بذلك فرد عمر بكتاب قائلا: ان تجعل الاسكندريه وهؤلاء الثلاث القريات ذمه للمسلمين . وتضرب عليهم الخراج. ويكون خراجهم وما صالح عليه القبط قوه للمسلمين على عدوهم ولا يجعلون فيئا ولا عبيدا ففعل ذلك ويقال ردهم عمر رضى الله عنه لعهد كان تقدم لهم ( كتاب خطط المقريزى ج8 ص309-310) ومات كثير منهم فى الرحله الى المدينه والعوده الى من المدينه الى مصر.
ويقول المقريزى المؤرخ فى كتاب الخطط للمقريزى ج1 ، ص78/89 ان هؤلاء القوم (يقصد البشمورين ) كانوا أكثر توحشا وتعنتا من سائر سكان مصر ، وقد أقلقوا السلطات . ألم يناصبوا العرب العداء سبع سنوات بعد سقوط الأسكندريه . فى أيدى عمرو ؟ ألم يكونوا أول من قام بإعلان الثوره ضد جباه الضرائب ؟

ثورة فى ولاية موسى بن على بن رباح سنة 155 -160 هـ وتحويل المسلمين الكنائس إلى مساجد

وقال المقريزى فى الجزء الرابع - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول  - ( 18 من 167 )  : " خرج القبط ببهليت في سنة ست وخمسين ومائة فخرج إليهم عسكر فهزمهم ثم نقضت القبط في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين مع من نقض من أهل أسفل الأرض من العرب وأخرجوا العمال وخلعوا الطاعة لسوء لسوء سيرة العمال فيهم فكانت بينهم وبين الجيوش حروب امتدت إلى أن قدم الخليفة عبد الله أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خلون من المحرم سنة سبع عشرة ومائتين فعقد على جيش بعث به إلى الصعيد وارتحل هو إلى سخاء وأوقع الإفشين بالقيط في ناحية البشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين فحكم بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فبيعوا وسبي أكثرهم وتتبع كل من يومًا إليه بخلاف فقتل ناسًا كثيرًا ورجع إلى الفسطاط في صفر ومضى إلى حلوان وعاد لثمان عشرة خلت من صفر فكان مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يومًا‏.‏

فانظر أعزك الله كيف كانت إقامة الصحابة إنما هي بالفسطاط والإسكندرية وأنه لم يكن لهم كثير إقامة بالقرى وأن النصارى كانوا متمكنين من القرى والمسلمون بها قليل وأنهم لم ينتشروا بالنواحي إلا بعد عصر الصحابة والتابعين يتبين لك أنهم لم يؤسسوا في القرى والنواحي مساجد وتفطن لشيء آخر وهو أن القبط مابرحوا كما تقدم يثبتون لمحاربة المسلمين دالة منهم بما هم عليه من القوة لما قتلوا منهم ( ألأقباط) وسبوا وجعلوا عدة من كنائس النصارى مساجد ن وكنائس النصارى مؤسسة على استقبال المشرق المغرب وزعمًا منهم أنهم أمروا باستقبال مشرق الإعتدال وأنه الجنة لطلوع الشمس منه فجعل المسلمون ابواب الكنائس محاريب عندما غلبوا عليها‏.‏

وصيروها مساجد فجاءت موازية لخط نصف النهار وصارت منحرفة عن محاربي الصحابة انحرافًا كثيرًا يحكم بخطئها وبعدها عن الصواب كما تقدم‏.‏

وفي ولاية موسى بن عليّ بن رباح على مصر خرج القبط ببلهيب في سنة ست وخمسين ومائة فخرج إليهم عسكر فهزمهم ثم انتقضوا مع من انتقض في سنة ست عشرة ومائتين فأوقع بهم الإفشين في ناحية اليشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال‏.‏ فبيعوا وسبى أكثرهم‏.‏

مذبحه وردان ونقيوس:
عندما واصل العرب زحفهم قاصدين الاسكندريه مر العرب بمدينه تسمى طرنوتى ويسميها العرب الطرانه دار قتال هناك وانهزم الروم0ومر العرب بعد ذلك على قريه على الجانب الغربى من النيل تعرف اليوم ب(خربه وردان)!قال سعيد بن عفير: ( أن وردان عدل لقضاء حاجته عند الصبح فإختطفه اهل القريه وأخفوه عندهم 0 فتفقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره 0 فوجدوه فى بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها )0وقيل ان اهل القريه كانوا رهبانا كلهم فغدروا بقوم من صحابه عمرو0وتوجه اليهم وردان فقتلهم وخربها (المقريزى ص309) وصل العرب الى نقيوس وهى مدينه تقع على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قريه أبشادي وزاويه رزين حاليا ) وكان سكانها من الاقباط المسالمين ومركزا لاسقفيه كبيره0وكان اسقفها فى ذلك الوقت هو يوحنا النقيوسىالذى عاصر الغزو العربى ورأى وشاهد وكتب تاريخه بكل دقه ووقائعه بكل أمانه(كامل صالح نخله ص87) قال المؤرخ يوحنا عن مدينته ورعاياة :( عندما دخل العرب إليها فقتلوا كل من وجدوه بها فى الطريق من اهلها0ولم ينج من دخل الكنائس لائذا0ولم يتركوا رجلا او إمرأة ولا طفلا0ثم إنتشروا فيما حول نقيوس فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوهم هناك0
الثوره الثانيه :
 

حدثت حوالى سنه 23/25 هجريه.. إنحاز بعض الأقباط الذين يسكنون ضواحى الإسكندريه الى البيزنطيين وإنضموا إلى صفوفهم ساعدوهم عندما نزلوا بمراكبهم 23/25 هجريه ، عندما قام البيزنطيين بهجوم مضاد على العرب .. وسبب هذا الإنحياز .. فقد علل المؤرخون المسلمون العرب ابن عبد الحكم ص87 وغيره هذا الإنحياز بالحادث التالى فقالوا: ( كان سبب نقض الأسكندريه هذا أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال: أخبرنا ما على أحدنا من جزيه فيصير لها . فقال عمرو وهو يشير الى ركن كنيسه : لو أعطيتنى من الركن الى السقف ما أخبرتك ، إنما أنتم خزانه لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم ، وإن خفف علينا خففنا عليكم . فغضب صاحب إخنا فخرج الى الروم) ابن عبد الحكم ص176/177

وفى ولاية الحر بن يوسف ثار الأقباط بسبب زيادة الجزية على كاهلهم

وقال المقريزى فى الجزء الرابع - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول  - ( 18 من 167 ) : " خَرج الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كيف أنتم إذا لم تجبوا دينارًا ولا درهمًا قالوا‏:‏ وكيف نرى ذلك كائنًا يا أبا هريرة قال‏:‏ إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق والمصدوق قالوا‏:‏ عم ذلك قال‏:‏ تنتهك ذمّته وذمّة رسوله فيشدّ اللّه عز وجل قلوب أهل الذمّة فيمنعون ما في أيديهم‏., قال أبو عمرو محمد بن يوسف الكنديّ في كتاب أمراء مصر وأمرة الحرّ بن يوسف أمير مصر كتب عبد اللّه بن الحبحاب صاحب خراجها إلى هشام بن عبد الملك بأنّ أرض مصر تحتمل الزيادة فزاد على كل دينار قيراطًا فانتقصت كورة تنو ونمي وقربيط وطرابية وعامة الحوف الشرقيّ فبعث إليهم الحر بأهل الديوان فحاربوهم فقتل منهم بشر كثير وذلك أول انتقاض القبط بمصر وكان انتقاضهم في سنة سبع ومائة ورابط الحرّ بن يوسف بدمياط ثلاثة أشهر ثم انتقض أهل الصعيد وحارب القبط عمالهم في سنة إحدى وعشرين ومائة فبعث إليهم حنظلة بن صفوان أمير مصر أهل الديوان فقتلوا من القبط ناسًا كثيرًا وظفر بهم وخرج بَخْنَسْ رجل من القبط في سمنود فبعث إليه عبد الملك بن مروان‏:‏ موسى بن نصير أمير مصر فقتل بخنس في كثير من أصحابه وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومائة وخالفت القبط برشيد‏.‏
فبعث إليهم مروان بن محمد الجعديّ لما دخل مصر فارًا من بني العباس بعثمان بن أبي قسعة فهزمهم وخرج القبط على يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة أمير مصر بناحية سخا ونابذوا العمال وأخرجوهم وذلك في سنة خمسين ومائة وصاروا إلى شبرا سنباط وانضم إليهم أهل اليشرود والأريسية والنجوم فأتى الخبر يزيد بن حاتم فعقد لنصر بن حبيب المهلبيّ على أهل الديوان ووجوه مصر فخرجوا إليهم فبتهم القبط وقتلوا من المسلمين‏.‏  فألقى المسلمون النار في عسكر القبط وانصرف المسلمون إلى مصر منهزمين‏.‏
ومن حينئذِ أذل الله القبط في جميع أرض مصر وخذل شوكتهم فلم يقدر أحد منهم على الخروج ولا القيام على السلطان وغلب المسلمون على القرى فعاد القبط من بعد ذلك إلى كيد الإسلام وأهله بإعمال الحيلة واستعمال المكر وتمكنوا من النكاية بوضع أيديهم في كتاب الخراج وكان للمسلمين فيهم وقائع يأتي خبرها في موضعه من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى‏.

من هم البشموريين ؟
 

البشموريين هم أقباط تزاوجوا مع أروام(يونانيين) وكانوا يقطنون منطقه شمال الدلتا مناطق المستنقعات ويعملون فى إنتاج ورق البردى الذى كان العالم كله فى ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه وفى مختلف أنشطه حياته اليوميه0
 

وأطلق على البشمورين إسم البياما كما ذكر ابو المكارم المؤرخ ص 81 { وهى لفظه قبطيه وتعنى أربعين وذلك ان الروم لما خرجوا من مصر فى وقت دخول المسلمين تخلف منهم أربعين رجل فتناسلوا وكثروا وتوالد بأسفل الأرض من مصر فسميوا بالبيما كونوا جيشا وقاتلوا المسلمين بعدما فتحت مصر سبعه سنين كامله }
لماذا لم يثور الأقباط بعد مقتل عثمان ؟
 

كتب جاك تاجر فى أقباط ومسلمون ص 97 ( ان الأقباط لم يحركوا ساكنا بعد مقتل عثمان والإنشقاق الذى حدث بين أنصار على بن أبى طالب وأعدائه . وقد أثار هذا الموقف دهشه المستشرقين , { وقد أوعز جاك السبب إلى } ولكن الإكليروس القبطى ، وكان وقتئذ هو الذى يمكنه إشعال نار الثوره ، كان راضيا كل الرضى عن الإحتلال العربى ، لأن عمرو كرم بطريركهم كل الإكرام وأحاطه بالأجلال والإعتبار وطلب إليه نصائحه وبركته وأمر بإعفاء رجال الدين من الجزيه )
إن الدكتور جاك قد تحامل على رجال الإكليروس القبطى ولا شك انه من دراسه تاريخ الأقباط نجد ان مهنه الإكليروس هى مهنه دينيه بحته ولم تكن وظيفه رجل الدين القبطى إثاره القلاقل والثورات بل تطبيق تعليم المسيح بكل دقه فهو رجل دين وليس رجل سياسه وإن كان لكل قاعده شواذ .
ومن الأسباب التى يمكن الإستناد إليها فى هذا الشأن أن الإحتلال البيزنطى اليونانى قد أنشأ كنيسه أخرى فى مصر لها وزنها الشعبى ، إذا كانت مصر مقسمه ، ولم يكن الأقباط لهم القرار الوحيد بالقيام بالثوره خاصه ان الكنيسه الملكيه اليونانيه كان لها قوتها ومركزها وغناها ويتبعها أعدادا كبيره من المسيحيين .
وإستمرت مضايقاتهم للأقباط قرونا بعد الإحتلال العربى لمصر ، مابين دفع الولاه العرب بالتنكيل بالأقباط أو الإستيلاء على كنائسهم ، فكيف إذا يتفق الأقباط والملكين على الثوره ؟ وقد ناقض الدكتور جاك نفسه فيما كتبه فى ص 16 بالنسبه الى ثوره الأقباط ضد القسطنطينيه فقال ( غير أن الأقباط لم يقوموا بالثوره ، بعد مجمع كاليسودنيا ، بأيه محاوله ليقطعوا مرحله جديده فى سبيل إستقلالهم ولم يواصلوا الكفاح لبلوغ غرضهم هذا ، كان الدين يحتل مكانه عظيمه فى كيانهم الوطنى ، وكانوا يعتقدون إعتقادا راسخا أنهم لو حصلوا على إستقلالهم الدينى لنالوا زبده خصائص حريتهم السياسيه ) ونحن نعترض على العباره الأخيره .
ورد أيضا على ما كتبه سابقا ، فذكر فى ص18 أن الإحتلال العربى ( ادخل على نفوس مسيحى الشرق بارقه من الأمل ,ولقد كتب ميخائيل السورى أن بطريرك أنطاكيه قال " إن رب الإنتقام أستقدم من المناطق الجنوبيه أبناء إسماعيل لينقذنا بواسطتهم من أيدى اليونانين ، إذ تكبدنا بعض الخسائر لأن الكنائس التى أنتزعت منا وأعطيت لأنصار مجمع كالسيدونيا ( اليونانين الملكيين ) بقيت لهم ،( بعد دخول العرب ) إلا اننا قد أصابنا الخير ليس بالقليل بتحررنا من قسوه الرومان وشرورهم ومن غضبهم وحفيظتهم علينا ، هذا من جهه ، ومن جهه أخرى سادت الطمأنينه بيننا ) أخذت من تاريخ ميخائيل السورى ، نشره لأول مره وترجمه ج . ب. شابو Chabot ج3 ص417
وإستطرد د. جاك تاجر قائلا: وفعلا ، بعثت الكنيسه اليعقوبيه ( يقصد الأنطاكين والأقباط ) من جديد وقويت تحت حكم عمرو بن العاص ، وإعتقد سكان البلاد الأصليون فتره من الزمن بأن نصر المسلمين سيعيد للمسيحيه ، أو بالأحرى . إن أردنا الدقه فى التعبير . لمذهب الطبيعه الواحده سطوته الماضيه .وأحب ان أكرر ما قاله مره أخرى .. وفعلا بعثت الكنيسه القبطيه من جديد وقويت . وهذا معناه انها كانت قد أوشكت على الموت لولا أن الله قد أقامها من جديد لإنها تؤمن بقيامه المسيح من الموت .
وفى ايام البابا مينا الأول البطريرك رقم 47 قبض الوالى المسلم على البابا وسخره فى العمل فى الميناء بوشايه من راهب قبطى وأمرا من الخليفه بالإستيلاء على أموال الكنيسه وعندما لم يكن عنده ما يدفعه سخره بالعمل لمده سنه بالعمل فى طلاء المراكب بالزفت ومن غباء الوالى المسلم يزيد بن حاتم أنه صدق كلام الراهب أن البابا يستطيع تحويل الحديد والمعادن الرخيصه الى ذهب
وأدى ما فعله الراهب والوالى يزيد بن حاتم فى البابا الى غليان شعبى ، فعصى جماعه من الأقباط فى الوجه البحرى وطردوا المستخدمين وجباة الجزيه المسلميين من بلادهم وصاروا يديرون بلادهم بأنفسهم ، وقال المقريزى فأرسل والى مصر جيشا قويا ليحاربهم ويخضعهم ، ولكن الأقباط أحاطوا بهم وقتلوا العديد من جنود جيشه ولم ينج منهم أحد ، ومن المعروف أن المصرى لم يطمع فى أكثر أن يتركه حكامه يعبد إلهه بدون تدخل ولكن هؤلاء بالرغم من أن فتره إحتلاهم للبلاد طويله إلا أنهم لم يستطيعوا ان يفهموا ما يصبوا إليه القبطى ، وأننى أعتقد من دراسه التاريخ انه ليست لهم القدره على الفهم لإداره البلاد بدون تعصب أو إضطهاد أو قتل أو تعذيب ،
ثم جهز الوالى جيشا آخرحاصر الثوار وبالطبع كانوا جنود متمرنين على القتال ووعد الوالى جنوده بالسلب والنهب والسرقه وأنهم يحاربون الكفار وأنهم إذا إستشهدوا سيدخلون الجنه التى أنهارها خمر ولبن وماء وعسل وسينكحون ما طاب لهم من النساء والصبيان 0 أى ان لهم النصر فى الدنيا والآخره ، وفى أثناء حصارهم أكل الثوار جثث موتاهم لشده الجوع كما ذكر المقريزى ، وأهدمت جميع كنائس الفسطاط ما عدا كنيسه الأنبا شنوده ، وقدم الأقباط للوالى خمسين ألف دينار لكى يتجاوز عن كنيسه كانت قائمه لهم فى حصن قسطنطين ، وان لا يدمرها ولكن الوالى الغشيم هدم الكنيسه ولم يترك فيها حجرا على حجر

أراد العرب المسلمين خداع القبط بالتزوير بزيادة أراضيهم فقاموا بثورة
وقال المقريزى فى الجزء الرابع - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول  - ( 18 من 167 ) : " وفي سنة ثمان وسبعين ومائة كشف إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس أمير مصر أمر الخراج وزاد على المزارعين زيادة أجحفت بهم فخرج عليهم أهل الحوف وعسكروا فبعث إليهم الجيوش وحاربهم فقتل من الجيش جماعة فكتب إلى أمير المؤمنين‏:‏ هارون الرشيد يخبره بذلك فعقد لهرثمة بن أعين في جيش عظيم وبعث به إلى مصر فنزل الحوف وتلقاه أهله بالطاعة وأذعنوا بأداء الخراج فقبل هرثمة منهم واستخرج خراجه كله ثم إن أهل الحوف خرجوا على الليث بن الفضل البيودي أمير مصر وذلك أنه بعث بمساح يمسحون عليهم أراضي زرعهم فانتقصوا من القصبة أصابع فتظلم الناس إلى الليث فلم يسمع منهم فعسكروا وساروا إلى الفسطاط فخرج إليهم الليث في أربعة آلاف من جند مصر في شعبان سنة ست وثمانين ومائة فالتقى معهم في رمضان فانهزم عنه الجند في ثاني عشره وبقي في نحو المائتين فحمل بمن معه على أهل الحوف فهزمهم حتى بلغ بهم غيفة وكان التقاؤهم على أرض جب عميرة وبعث الليث إلى الفسطاط بثمانين رأسًا من رؤوس القيسية ورجع إلى الفسطاط وعاد أهل الحوف إلى منازلهم ومنعوا الخراج‏.‏ "

ثورة سخا
فى أيام البابا أغاثوالذى بدأ خدمته فى سنه حوالى 656م
فى ولايته وصلت من سخا أخبار أن الأهالى ثاروا على رجال الإدارة ثم أشعلوا النيران فى عدد من رجال الديوان هناك0فإختار الولى مسلمه(كان شريفا وعادلا) 7 من حكماء الأساقفه ورجاهم ان يذهبوا إلى مدينه سخا لتهدئه الثوار (لم يذكر المؤرخين سبب هذه الثوره)0 فذهبو واقروا الأمن 0 والأمر العجيب ان الله منحهم موهبة وقدرةعلى الشفاء0وعندما ذهبوا لزيارة رجال الديوان الذين إشتعلت فيهم النيران ولمسوهم شفوا من آثار الحريق فى أجسادهم0وكما ان الله منحهم معجزات الشفاء منحهم أيضا حكمه توقيع العقاب على الفاعلين وتهللت قلوب الشعب بالسلام0وعندما رأى الله حكمه الحاكم المسلم0 اراه قدرته فى عمل المعجزات وعدم سفك دماء وأعطاه السلام فى فتره ولايته
ثوره الأقباط:
فى عصر البابا الكسندروس 43 بدأت هذه الثوره فى منطقه الشرقيه( أهالى تنوديمى وقربيط وطربيه ) فى أيام الحسن بن يوسف ومعه آخر لجبايه الضرائب ، ومن الملاحظ انها ثوره تعبر عن مدى الضيق الذى شعر به الأقباط من تصرفات الحكام الهمجيه والوحشيه ، وفى إعتقادى الشخصى إنها ثوره إنتحاريه ، فقد أوصلوا الأقباط الى مرحله الميت الحى فلم تكن لهذه الثوره المقومات الأساسيه لنجاحها كما لم تكن لهم المعرفه والدرايه بالقتال ، فلاحين بسطاء يعبرون عن ضيقهم بالقتال ، حاربوا جيشا مدربا وأعدادا غفيره من الجنود ، فلم يهربوا ولم يخافوا من كثره من عليهم ، بل واجهوا الموت فى شجاعه منقطعه النظير ووقفوا صامدين فى مواقعهم ، حتى سقطوا قتلى يدافعون عن حقوقهم ومبادئهم وذبح المسلمون من تبقى فى القرى من أطفال ونساء وكبار السن ويقول المؤرخين العرب: " أن المسلمين قتلوا خلقا لا يحصى من الأقباط فى هذه الواقعه 0"

كيف سقط الجبابره وبادت آلات الحرب:
(1) تفكك مصر
لم يكن الثوره الأخيره للبشموريين قد إندلعت فى مصر بسبب دفع الضرائب وحدها بل ان المناخ العام فى الولايات المحتله من العرب فى هذا الوقت شجع على القيام بهذه الثورات فقد أعلن نصر بن شباث الثوره على الخليفه العباسى وإعتمد فى حركته على السوريين الذين ظلوا مخلصيين لبنى أميه .
أما فى مصر وصل أسطول حربى من الأندلس ورسا فى ميناء الإسكندريه وإستولى عليها وهم من الثوار الذين قاوموا الخليفه الأموى فى الأندلس ، وعندما تغلب عليهم الخليفه الأموى طردهم فجاؤا الى الإسكندريه
.
وقال ميخائيل السورى المؤرخ ج3 ص59 (أعلن نصر وصحبه الثوره على الخلافه(العباسيه) فىالشام وحثوا فى آن واحد المصريين على الثوره)
إستولى على مصر رجلان هما سرى(السرى بن الحكم) وجروى( عبد العزيز الجروى)وبعد أن جلبا الذهب بمقدار الأحجار ، أخذا يحصلان الجزيه بإسمهما ولما توفيا خلفهما ولداهما فتولى عبيد بن سارى على الفسطاط والجنوب وإستولى أحمد عبد العزيز الجروى على الشمال0 أى ان مصر قسمت الى مناطق يحمها أفراد ولا يدينون بالولاء لحكومه مركزيه ، ولا شك ان البشموريين حكموا منطقتهم بمفردهم أيضا0
(2) سبب ثوره البشموريين
قال ساويرس ابن المقفع (عامل العرب البشموريين على الأخص فى غايه من القسوه 0 فقد ربطوهم بسلاسل الى المطاحن وضربوهم بشده ليطحنوا الغلال كما تفعل الدواب سواء بسواء0 فإضطر البشموريين أن يبيعوا أولادهم ليدفعوا الجزيه ويتخلصوا من آلام هذا العذاب وكان يعذبهم رجل من قبل الوالى إسمه غيث )
وأيد ميخائيل السورى ج3 ص78-79 المؤرخ سبب ثورتهم الذى ذكره ساويرس بن المقفع وزاد عليه فقال ( وقالوا إن أبا الوزير " يقصدون الوالى" كان يرغمهم على دفع الجزيه وكانوا لا يستطيعون تحملها ، فكان يسجنهم ويضربهم ضربا مبرحا ويضطرهم الى طحن الحبوب كالدواب تماما ، وعندما كانت تأتى نسائهم إليهم بالطعام ، كانوا خدمه(عماله) يأخذونهن ويهتكون عرضهن0 وقد قتل منهم عددا كبيرا ، وكان عازما على إبادتهم عن بكره أبيهم حتى لا يشكوه الى الخليفه)
أى ان ما تعرض له البشموريين يسمى فى العصر الحديث إباده جماعيه ضرائب باهظه عمل بالسخره- ضرب مبرح يقترب من التعذيب بحيث أنه أدى الى وفاه كثير منهم- الإعتداء الجنسى على نساؤهم وإغتصابهم بالقوه والذى يفعل هذا الأمر اليوم يعتبر مجرم حرب الآن .
أما الخليفه العباسى فقال ( أنا غير مسؤول عن سياسه ولاتى لأنى لم أمل عليهم هذا الموقف الذى إتبعوة 0أنا لم أفكر قط فى إرهاق الناس0 وإذا كنت أشفقت على الروم أعدائى فكيف لا أشفق على رعيتى ؟) وأقصى ما فعله المأمون أنه قال الى الوالى المسؤل عن هذه الأحداث عيسى بن منصور(لم يكن هذا الحادث العظيم إلا من فعلك وفعل عمالك، حملتم الناس ما لايطيقون وكتمتمونى الخبر حتى تفاقم الأمر وإضطربت البلاد) نقلا عن الكندى المؤرخ ص192
وهكذا تنصل الخليفه العباسى مما فعله واليه وكان أقصى ما فعله هو مجرد توبيخ وجهه الى عيسى بن منصور الوالى وألبسه ثوبا أبيض وأمر أن يطاف به فى الشوارع أن ما قد حدث ، من موت البشر بالجمله ، وعذاب الناس وآلامهم ، وإغتصاب نساؤهم وهتك عرضهن ، إنما هو جزء عادى من الحياه اليوميه للأمم التى كانت تحت الحكم العربى وخاصه الأقباط 0 وكأن ما حدث لم يساوى أكثر من توبيخ من الخليفه الى واليه وطوفانه بالشوارع لابسا ملابس بيضاء0
مع ملاحظه ان الذى عين الولاه هو أخوه المعتصم0 فإذا كان المأمون لم يشفق على أخيه الأمين وقتله فهل يشفق على المصريين الثوار لاجل اعمالهم الظالم 0
(3) الخليفه المأمون والبشموريين:
أولا: موقف البابا القبطى يوساب
كان البطريرك المصرى يوساب يذوب حسره على رعاياه التى تحالف على فنائها الطاعون، والمجاعه، والحرب ، غير أن العرب دفعوا البشموريين لمواصله عزمهم على مواصله القتال ، وأنه لا رجعه الى الإستعباد ثانيه حتى لو كلفهم الأمر فنائهم فأخذوا يصنعون الأسلحه وحاربوا الخليفه علانيه .
ومن يأسهم قتلوا كل من جاء إليهم ليقوم بعمل الوسيط بينهم وبين الحكومه0 وتحسر البطريرك لإنهم خاضوا غمار الحرب ضد عدو يفوقهم فى العدد والعتاد 0وبذلوا حياتهم فى سبيل عيشه حره فى وطنهم الذى داس عليه من لا يعرف معنى العيش بكرامه وحريه ، وحكمه ناس لا يعرفون معنى الحرمه0
ومن جهه أخرى لم يكن البشموريين رعيه البابا القبطى ، فهم خليط من الأقباط واليونانين ، وإن كانوا يجلون بعض الإحترام للبابا القبطى ، وكان نتيجه ثورتهم أدت إلى إنخفاض عدد المسيحييين عن عدد المسلمين لأن المسلمين هاجموا قرى ومساكن المسيحين الآمنه الذين لم يشتركوا فى الثوره وقتلوا عددا لا يحصى من المسيحين الذين لا ذنب لهم فى هذه الأحداث وسرقوهم وحرقوا ممتلكاتهم
ولو هذا الأمر كان سيحدث حتما لأن المسلمين يفعلونه دائما بمناسبه وبدون مناسبه بسبب أو بدون سبب والدارس للتاريخ يمكن أن يستخرج ويسجل الأحداث التى أدت الى تعدى المسلمين على الأقباط خاصه بعد كل حرب خارجيه بين المسلمين والدول المسيحيه الأخرى أو هجوم من هذه الدول على مصر أو حدوث فوضى فى البلاد أو وجود حكومه ضعيفه أو ولاه لهم ميول عدوانيه ضد الأقباط0
وكتب البطريرك يوساب خطابا الى البشموريين حاول ان يقنعهم بعدم قدرتهم على مقاومه الخليفه بالسلاح وأن ينصرفوا عن عزمهم فى مواصله الحرب ولما إتضح أن هذا الخطاب لم يؤثر فيهم ، ارسل لهم الخطاب تلو الخطاب ملحا فى رجائه 0 وفى النهايه لما رأى البشموريين الأساقفه حاملين لهم الرسائل ، إنقض البشموريين عليهم وجردوهم من ملابسهم وأمتعتهم ثم لأوسعوهم سبا وشتما، ولما عاد هؤلاء الى البطريرك وقصوا عليه ما حدث لهم ، قرر البطريرك أن يترك هذا الشعب الى مصيره
( تاريخ البطاركه ج1 ص251 ، أقباط ومسلمون د0جاك تاجر102 )

حدث أنه لما زاد ظلم جباة الخراج (الضرائب) وولاتهم وضوعفت الجزية على الأقباط وشُدد الخناق حولهم، أن هب أهل البلاد جميعاً كرجل واحد ثائرين ثورة عارمة...ولا نبالغ إن قلنا إنها كانت أشبه بحرب نظامية استعملت فيها أستراتيجية المنطقة. وقد أسفرت هذه الثورة الى هزيمة جيش الغزاة هزيمة منكرة. وفرّ أمامهم الوالى يتبعه جُباة الضرائب، الأمر الذى جعل المأمون الخليفة العباسى في بغداد يُرسل أخاه المعتصم على رأس جيش قوامه أربعة آلاف جندى ليدعم جيوش الاحتلال فى اخماد الثورة القبطية وعلى الرغم من وحشية الحملة وذبح الأطفال والشيوخ وانتهاك الحرمات، إلا أن ثورة الأقباط لم تخمد ولم تهدأ مما اضطر المأمون إلى ارسال جيش آخر من الأتراك بقيادة "أفشين" التركى بغرض التنكيل بالثوار "فحاربوه وقتلوا من الجيش عددا وافرا، ثم جرد عليهم عسكر آخر فكسروه... وتقول الدكتورة سيدة الكاشف: " وقد فشل أفشين" تماما في اخماد ثورة البشموريين مما اضطره أن يكتب الى المأمون الخليفة العباسى في هذا الوقت " طالبا امدادات للقضاء على الثورة التى اندلعت في كل مكان في محاولة للتخلص من نير الطغاة. وهنا نذكر كذلك ما يقوله الدكتور جمال الغيطانى: " إن الارتباط بالأرض نتاج طبيعى للوضع التاريخى والجغرافى والحضارى لمصر، فإذا ما أراد عدو أن يزحزح الانسان المصرى عن أرضه، فإلى أين يذهب إذ ليس حوله إلا الصحراء من كل جانب. وإذن فإما يموت شهيداً فوق أرضه أو يتجه إلى الصحراء.. وتمسُك القبطى بأرضه ووطنه حتى الموت. يشهد على ذلك العدد الهائل من الشهداء الأقباط الذين افتدوا مصر منذ القدم وحتى وقتنا. فمصر للأقباط بلد ملايين الشهداء.

وفي سنة 824 م 216 هـ عندا ماكنت مصر تحت حكم الوالى عيسى بن منصور بن موسى أضطر الخليفة المأمون أن يزحف من بغداد إلى مصر على رأس قوة حربية لإخماد ثورة الأقباط التى فشل في إخمادها كل قواده الذين أرسلهم سابقاً. وكاد ثوار الأقباط أن يفتكوا بجيش المأمون لولا أن الخليفة العباسى إلتجأ إلى أخبث الطرق والغير شريفة للقضاء على الثائرين، وذلك أنه استدعى الأنبا ديونيسيوس البطريرك الإنطاكى واستدعى معه الأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط وطلب منهما تحت التهديد أن يتعاونا معه في إخماد ثورة الأقباط ، وقد أجابا بكل أسف طلب المأمون وحررا للثوار رسالة بها نصائح ومواعظ يحُثا فيها الثوار أن يلقوا بسلاحهم ويسلموا أنفسهم لولاة الأمير. وفي الوقت الذى كان الثوار في أمس الحاجة للمعونة المادية والمعنوية حتى يتمكنوا من التخلص من الظلم والاستبداد الأجنبى إذ بالقادة الروحيين ينخدعوا فيدعوهم إلى الاستسلام. ولا شك إن هذا الموقف من طرف القادة الروحيين كان له أثره البالغ على الأقباط أكثر من كل جحافل المأمون وطاغيته. ولكن على الرغم من كل هذا فقد رفض آباؤنا الأقباط فى إباء وشمم هذه النصائح الاستسلامية وفضلوا أن يعطوا أرواحهم فداء لمصر وعقيدتهم وهنا تذكر "الخريدة النفيسة" ذلك الحدث فتقول: " واستعدوا لمقاومة من يقصد سلب إستقلالهم وإذلالهم. وبعد حروب دموية بينهم وبين عساكر المأمون كان النصر دائما فى جانب الثوار. وقاد الخليفة الجيش بأجمعه الى حومة الوغى وأصلى نار الحرب.. ولم يدخر من قوته وسعا حتى أضعف الثوار، كما تذكر د. سيدة اسماعيل الكاشف بسالة هؤلاء الثوار فتقول: " ركز المأمون جميع قواته ضدهم وأعمل فيهم الجند السيف وأحرقوا مساكنهم وهدموا كنائسهم. وتضيف الخريدة النفيسة " دخل الجيش بلاد البشمور وحرق مدنها ودمر كنائسها وقتل صغارها وسبى نساءها وأجلى الخليفة رجالها إلى جزر الروم الخاضعة له وإلى بغداد. " وأما تقى الدين المقريزى فيقول في اختصار: " انتفض القبط فأوقع بهم "الأفشين" على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية، فبيعوا وسُبى أكثرهم، حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر..

ثانيا: لماذا رفض البشموريين الصلح ؟
لم يثق البشموريين فى العرب، فالعرب ليس عندهم أمانه وصدق فلم يفوا بالوعود التى قطعوها للبشموريين من قبل عندما ساعدوهم ( العباسيين) ضد الأمويين ولم يفوا أيضا بالوعود التى قطعوها للمصريين الأقباط من جهه أخرى وحتى فى التاريخ لم يصدق العرب فإنهم دائما يكسرون وعودهم بعد عده سنين (فلم يأمنوا الخليفه أو يصدقوا وعوده وخافوا من شر إنتقامه00تاريخ الأمه القبطيه ا0ل بتشر)
جاء فى نص القرآن( فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم)(سوره محمد ،آيه35)وكتب حسين ابن أحمد بن محمد القدورى من علماء مذهب أبى حنيفه ( أن رأى الإمام أن يصالح أهل الحرب أو فريقا منهم ، وكان فى ذلك مصلحه المسلمين ، فلا بأس ، فأن صالحهم مده ثم رأى أن نقض الصلح أنفع ، نبذ إليهم وقاتلهم ، وإن بدأوا بخيانه ، قاتلهم ولم ينبذ إليهم إذا كان ذلك بإتفاقهم ، إذا فتح الإمام بلد عنوه ، فهو بالخيار إن شاء قسمها بين المسلمين وإن شاء أقر أهلها ووضع الجزيه عليهم وهو فى الأسارى بالخيار ، وإن شاء قتلهم ,وإن شاء إسترقهم وإن شاء تركهم أحرارا ذمه للمسلمين ) ذكرأقباط ومسلمون هذا النص فى ص70 وأيضا فى Bibiothèque des Arabisants . p, 149 إذا فجميع الشروط التى وافق عليها العرب هى معاهدات الصلح تخضع فى التمسك بها أو نقضها لعاملين هما ضعف المسلمين وقوتهم ، وصلح ونقض الصلح إنما حسب الرغبه والمشيئه ، إن معاهداتهم لا تتعدى قيمه الورق المكتوب عليه لإنها مبنيه على الخيار بعد ذلك ، وإذا كان هذا رأى علمائهم فى مشيئتهم بالقتل وإسترقاقهم ، فماذا يكون رد فعل الجهلاء والبسطاء منهم .
إن الأسباب التى ذكرها المؤرخين سابقا (راجع أسباب الثوره البشموريه ) كافيه لرفض أى وساطه للصلح إن من يعامل معامله الحيوانات ويضرب مكان الدواب لطحن الغلال ويضر لبيع أولاده مكان الضرائب الباهظه ويعتدى على نسائه جنسيا ، فقد إقتنع البشموريين تماما أنه لا يخلصهم من هذا العذاب إلا الموت ، وهذا الظلم الجائر لا يحده إلا الثوره ، ونهايتها كما هو معروف بالنسبه لنهايه المعارك مع العرب ، هو الإباده ، ولما كان بلادهم كلها مستنقعات وتتخللها الطرق الضيقه التى ينفردون بمعرفتها ، وأنه من المستحيل على جيوش المسلمين أن يغزوها ، فقد إتفقوا جميعا على إعلان الثوره ورفضوا دفع الجزيه.
وأرسل البابا خطابا تلو خطاب خوفا عليهم من الإباده الجماعيه ونهايتهم كطائفه إسمها البشموريين ، وفى النهايه لما قدم الأساقفه حاملين معهم هذه الرسائل . إنقض عليهم البشموريين وجردوهم من ملابسهم وأمتعتهم وطردوهم بعد أن أوسعوهم سبا وشتما ولما عاد هؤلاء الأساقفه الى البطريرك وقصوا عليه ما حدث ، قرر البطريرك أن يترك هذا الشعب الى مصيره .
من الظاهر ان ما واجهه البابا من معاناه فى هذه الفتره ، وما رأى من معاناه الشعب القبطى أثناء تفكك مصر ، هو الذى دفعه الى هذا الموقف الغريب نحو الشعب البشمورى ، إن مجرد إسداء النصيحه لهذا الشعب ، لم تكن كافيه ، وقد أدى تصرفه هذا فى إعطاء الضوء الأخضر لتعاون بعض الأقباط فى العمل كمرشدين للجيش العربى المسلم بقياده المأمون 0
ثالثا : ثوره من المسلمين والأقباط
جيش المأمون ولما سمع المأمون بما يحدث فى مصر من الفوضى وكان قد أرسل أخيه المعتصم ليحكم مصر وعين المعتصم إثنين من الولاه لجبايه الخراج تسببوا فى زياده ثوره الأقباط فى الوجهين البحرى والقبلى فما كان من المأمون أن أرسل جيشا يقوده قائدا تركيا إسمه الأقشين فهجم على العصابات والخوارج المسلمين فى شرقى البلاد منطقه الحوف الشرقى (التى أسكنوا فيها قبائل عرب الجزيره بعد أن أبادوا الأقباط بعد ثورتهم فى هذه المنطقه من قبل)
قتل الأفشين الخوارج المسلمين الثوار جميعا الى أن وصل الى الإسكندريه وأراد أن يقتل كل من فيها لأنهم لم يقاتلوا بل سمحوا للأندلسيين الأموين المسلمين بدخول مدينتهم ولكنه تراجع ولم يفعل ذلك إلا انه قتل جماعه من المسيحيين الأراخنه أما ساويرس بن المقفع ص250 فقد قال (وكان الأقشين يقتل حتى الأبرياء فقتل كل الموجودين فى جزيره المقسدين)
قالت أيريس حبيب المصرى فى قصه الكنيسه القبطيه ص428 ( أن المعتصم نجح فى إخضاع الثوار الأقباط 0 وأخذ جموعا منهم أسرى وسيرهم حفاه فى شوارع بغداد إلا أنه ما كاد يصل الى بلاده ويستمتع بنشوه الإنتصار حتى إندلعت الثوره من جديد وإشتد سعيرها وكان الثوار هذه المره من الأقباط وحدهم لأن الضرائب الباهظه أرهقتتهم) مع ظلم الولاه الذين عينهم وعمالهم 0
وحدث ان هجم الأقشين على البشمورين الثوار إلا أنه لم يقدر أن يبيدهم وكان يقصد سلب استقلالهم وحريتهم واذلالهم فكان النصر دائما بجانب الثائرين وإنهزم أمامهم فكانوا يقتلون من جنوده كل يوم عددا كبيرا فكتب الى الخليفه عبدالله المأمون خطابا يعلمه بأمر ثوره البشمورين0 ولم يجد الخليفه المأمون مفرا من أن يواجه هذه الثوره بنفسه 0
وكان المأمون فى سوريا عندما وصله خطاب الأفشين 0 فقرر الذهاب الى مصر بعد أن منح عفوا ألى نصر( الثائر عليه فى الشام) وكان البطريرك الأنطاكى ديونسيوس فى دمشق، فأرسل إليه المأمون خطابا يقول فيه ( أمكث هنا لتأتى معنا الى مصر لأننا نريد منك أن تذهب كسفير عند البياماى( إ سما أطلقه المؤرخين على البشمورين ومنهم ابن بطريق المؤرخ)فى مصر السفلى ، ونقنعهم بالكف عن القتال والعوده الى الطاعه" ميخائيل السورى ج3 ص76"
كان الخليفه قد تحرك بجنوده ووصل الى الفرما وقابله ديونسيوس فى مديبه الفرما ويقول ديونسيوس ( أن الخليفه قال له: لقد علمت أيها البطريرك بنبأ ثوره النصارى المصريين المعروفين بإسم البياماى0 وأنهم لم يكتفوا بالخراب الذى أصابهم من جراء هجومنا الأول عليهم 0 لولا تسامحى وعدم تفكيرى فى القضاء عليهم لما أرسلت إليهم رجلا مثلك0 خذ معك المطارنه الذين بصحبتك وسائر المطارنه المصريين وإذهب الى مقابلتهم وفاوضهم بشرط أن يسلموا الثوار ولأيأتوا معى ومع جيشى الى المكان الذى أعينه فأسكنهم فيه ( فإذا رفضوا فإنى سأقتلهم بالسيف 00 ولما حدثت الخليفه طويلا على أساس أن يخضع البشموريين لحكمه ويتركهم فى بلادهم أجاب قائلا: "لا ! فليخرجوا من البلاد أو يتعرضوا للقتل" .
فأخذ ديونسيوس البطريرك المصرى وذهبوا إلى البشموريين ووصف مكانهم وحالهم قائلا: " لقد وجدناهم مجتمعين وقد إحتموا فى جزيره محاطه بالمياه والخيزران والغاب من كل جهه 0 فخرج إلينا رؤسائهم وتقدموا نحونا0 ولما وجهنا إليهم اللوم على الثوره التى أشعلوها والمذابح التى إقترفوها، أنحوا باللائمه على من كان يحكمهم ( الولاه ومن يرسلهم) إلا أنهم عندما علموا بوجوب الخروج من بلادهم ، حزنوا حزنا شديدا ورجونا أن نبعث الى الخليفه برساله نطلب إليه يسمح لهم بالمثول بين يديه ليقصوا عليه كل ما احتملوه من الهوان0
لم يكن بالأمر الهين على المصرى الصميم أن يترك بلاده إلى جهه أخرى فى وسط جيشا من أعدائه 0 وخاصه ان العباسيين عرفوا من خلال التاريخ بالخداع والغدر فالحكم العباسى لم يكن فى حاجه إلى تقديم بعد أن قدم نفسه على يد مؤسسه السفاح ولما رفض البشمورين ما قدمه البطريركان من نصائح أبلغا المأمون بفشل وساطتهما ثم حدث أن سأل المأمون ديونسيوس البطريرك الأنطاكى عن سبب عصيانهم وثورتهم فأجاب : بما سمعه من البشموريين عن ظلم الولاه لهم فقال له المأمون: " لا تفه بمثل هذا الكلام لا ، لان متولئى الخراج (الولاه) عينهم أخى المعتصم ولو سمع ما قلت لما أبقاك حيا بمصر ساعه واحده0
أسرع ديونسيوس ليودع البابا القبطى يوساب وعيناه تفيض بالدموع (فلا مكان لقول الحق مع هؤلاء الناس) ثم سافر عاجلا وبعد رحيله بلغ المعتصم الخبر فأرسل وراءه من يقتله ولما لم يتمكن من العثور عليه غضب جدا0 وبعد ان توفى المأمون وملك المعتصم هرب ديونسيوس من أنطاكيه حتى عاهده الخليفه ألا يقتله فرجع إليها (تاريخ الكنيسه القبطيه للقس منسى ص315)

أمر المأمون الأفشين بأن يهاجم البشمورين وكان ذلك فى ليله الجمعه الليله التاسعه من محرم فلم يقدر عليهم لمناعه منطقتهم المحاطه بالمياه وكانوا يقتلون من جنوده كل يوم عددا كثيرا كما حدث من قبل فأرسل الأفشين الى المأنون مره أخرى فسار الخليفه بجيشه ليحارب البشموريين أيضا وأمر أن يجمعوا كل من يعرف طرق ومسالك مناطق البشمورين ، فجاء عددا من أهل المدن والقرى المجاوره لهم ومن كل الأماكن ومن أهل تندا وشبرا وسنباط وعملوا مع المسلمين كدليل الى أن سلموا لهم البشموريين فهلكوهم وقتلوهم بالسيف ونهبواهم وأخرجوا مساكنهم وأحرقوها بالنار
ورأى المأمون كثره القتلى أمر جنوده بأن يتوقفوا عن قتلهم0 ثم أرسلهم فى طلب رؤسائهم ( وأمرهم أن يغادروا بلادهم غير انهم اخبروه بقسوه الولاه المعينين عليهم وأنهم إذا غادروا بلادهم لن تكون لهم موارد رزق إذ أنهم يعيشون من بيع أوراق البردى وصيد الأسماك
0
وأخيرا رضخ الأبطال للأمر وسافروا على سفن الى أنطاكيه حيث أرسلوا إلى بغداد وكان يبلغ عددهم ثلاثه آلاف ، مات معظمهم فى الطريق ، أما الذين أسروا فى أثناء القتال ، فقد سيقوا كعبيد ووزعوا على العرب0 وبلغ عدد هؤلاء خمسمائه ، فارسلوا إلى دمشق وبيعوا هناك "ميخائيل السورى ج1ص79 –80 " وأمر المأمون بالبحث عما تبقى من البشمورين فى مصر وأرسلهم الى بغداد حيث مكثوا فى سجونها .
ثم أطلق سراحهم شقيق المأمون وخليفته إبراهيم الملقب بالمعتصم0 وقد عاد البعض الى بلادهم وبقى البعض الآخر فى بغداد وهم فيها حتى الآن ويعرفون بالبشموورين quatrenere Recherches p 161-3

عندما أحرز المأمون النصر سنه 832م مكث شهرين فى مصر ثم ذهب الى بغداد ولم يعيش غير عده شهور وتوفى فى خريف833م( الخلافه إزدهارها وإنحلالها فسقوطها وليم موريس ص510-511) ثم تولى الخلافه اخيه المعتصم فأطلق البشمورين من السجون0 ربما لشعوره بالذنب مما فعله الولاه تجاههم0

أنه وإن كانت  ثورات الأقباط قد سكنت بعد حملات الإبادة التى أستمرت قرون إلا أن المسلمين الذين أصلهم أقباط ما زالوا يثورون على العرب ولكنهم لم يثوروا على الإسلام  بعد
ويقول المؤرخ المسلم المقريزى: " ومن حينئذ أذل الله الأقباط فى جميع اراضى مصر وخذل شوكتهم فلم يقدر أحد منهم على الخروج ولا القيام على السلطان وغلب المسلمون على القرى فعاد القبط بعد ذلك الى كيد الإسلام وأهله بأعمال المكر وتمكنوا من النكايه بوضع أيديهم فى كتاب الخراج (الخطط للمقريزى ج1 ص79-80)

وبتحليل النتائج التى أوضحها المقرزى إتضح أن :
(1)أن المسلمون هجموا على القرى وأبادوا عددا لا يحصى من الأقباط الذين لا شأن لهم بالحرب كقوله ( وغلب المسلمون على القرى)
(2) إن الأقباط قوم هادئون وأن الثوره التى نشبت كانت نتيجه الى "كيد الإسلام" الذى يعنى ذل الإسلام بالمعامله الوحشيه وتحميل الناس ما لا طاقه لهم به فى إجرام وإباده جماعيه وهتك العرض كما حدث للبشمورين
(3) أما قوله " أعمال الحيله والمكر" لإنهم لم يكن لديهم أبدا غير هذا الإسلوب( أقباط
ومسلمون ص105 )
(4) ولم يحاول الأقباط القيام بأيه حركه ثوريه عامه بعد إباده العرب للبشموريين 00 لإنه لم تتم إباده البشموريين لوحدهم بل تم إباده الأقباط أيضا فقل عددهم عن عدد المسلمين بعد هذه الحرب 00
ومن جهه أخرى أصبح للعرب قوه تدين بديانتهم الإسلاميه فى مصر يستوطنون البلاد وينتمون إليهم يستعملونهم كمخالب للقضاء على الأقباط وبهذا نجح العرب فى تنفيذ الخطه التى فشل البيزنطيين فى تنفيذها ( وهى إنشاء طبقه تدين لهم بالولاء حيث أنشأوا الكنيسه الملكيه المسيحيه تابعه لهم وتنتمى الى إمبراطوريتهم ولا تنتمى لمصر)فلم يفترق الغزاه العرب عن الغزاه البيزنطين فى الإسلوب الذى إتبعه كلا منهم فى القضاء على مصر شعبا وكيانا وحضاره وإسما0 لتذوب مصرفى إمبراطوريتهم المسيحيه أو خلافتهم الإسلاميه 0 وهكذا سمعنا فى العصر الحديث من ينادى بإلغاء إسم مصر كدوله وفعلا تم إلغاؤه 0وسميت مصر بإسم الجمهوريه العربيه المتحده أو إتحاد الجمهوريات العربيه بعضا من السنين ثم أعادوه مره أخرى0 وهذا ناتج فى الأساس إلى عدم شعور المسلمين المستوطنين لمصر قرونا من الزمن بالإنتماء الكامل إلى مصر كوطن فإنتماؤهم شكليا وليس فعليا 0
(5) على أى مقياس بشرى فإنه كان سيجئ اليوم الذى يقل فيه عدد الأقباط عن عدد المسلمين لنظام العلاقه بين الرجل والمرأه فى الإسلام والذى يسمح فيه للرجل بزواج أربع نساء وزواج المتعه وما ملكت أيمانهم

سنة 107 : ثورة القبط المزارعة في مصر.
سنة 132 : ثورة القبط المزارعة في مصر.
سنة 134 : ثورة القبط المزارعة في مصر.
ثورة قبيلة العرب المسلمين
سنة 177 : ثورة قبيلة قيس وقضاعة ( مصر ).
سنة 177 : ثورة قبيلة قيس وقضاعة ( مصر ).
سنة 177 : ثورة قبيلة قيس وقضاعة ( مصر ).

سنة 216 : ثم سار عسكره لقتال أسفل الأرض أهل الغربية والحوف وأوقعوا بهم وسبوا القبط وقتلوا مقاتلتهم وأبادوهم
سنة 362 هـ: ثورة أهل تنيس على الفاطميين بلدة كانت على جزيرة في بحيرة دمياط بشمالي مصر وقد اندرست الآن
سنة 416 هـ وسنة 427 هـ: ثورة ثورة قبيلتي زناتة وكتامة على الخلافة الفاطمية.
سنة 397 هـ: ثورة أبي ركوة ( الوليد الأموي).

***********************************************

رأى المؤرخين فى غزو مصر  

ويرى المؤرخ الدكتور أدمون رباط أن نهوض سوريا اليعقوبية في وجه بيزنطية كان قومية دينية إلى ذلك نضيف أنه كان لموقف حاكم مصر الروماني المقوقس أثر مهم على سير أحداث فتوح مصر فقد تراوح موقفه عمليًا بين المفاوضات والانحياز إلى جانب العرب بينما رفض الإمبراطور البيزنطي الصلح الذي تفاوض عليه المقوقس مع عمرو بن العاصي‏.‏
أما المقوقس فلم يعبأ بهرقل بل أعلم ابن العاصي أنه لم يخرج عما عاقده عليه وأن القبط موفون له ما صالحهم عليه‏.‏
وتحدثنا المصادر أن عمرًا طلب من المقوقس أن يضمن له الجسور ويقيم للمسلمين الإنزال والضيافة بين الفسطاط والإسكندرية و صار القبط والمقوقس أعوانا للمسلمين‏.‏
هذا وقد عذ مؤرخو الفرنجة موقف المقوقس خيانة‏.‏
انظر حسن إبراهيم حسن‏:‏ تاريخ الإسلام 1 8 وابن عبد الحكم‏:‏ 65 - 67 وخطط المقريزي‏:‏ 1 3 ودراسات عن ابن عبد الحكم‏:‏ المقوقس و دوره في فتح مصر لباهور لبيب ص 77 ما بعدها‏(‏‏.‏
وبهذا فان المقاومة التي لقيها المسلمون كانت من العساكر الرومانية وإن الإسكندرية عند ما ثارت على العرب بعد فتحها إنما كان ذلك نتيجة مجيء جيش الروم بحرًا‏.‏
ولم يساعد الروم هذه المرة سوى ثلاث قرى مصرية هي سلطيس ومصيل وبلهيت‏.‏
المقريزي‏:‏ 1 4 والبلاذري - فتوح بلدان‏:‏ 259‏.‏
يلخص أ لفرد بتلر في كتابه ‏:‏ فتح العرب لمصر ميزان القوى الحقيقي بقوله إن تعداد أنصار خلقيدونية المتجمعين في الإسكندرية على الخصوص كان نحوًا من مائتي ألف بينما كان تعداد اليعاقبة الأقباط بلغ ستة ملايين‏.‏

This site was last updated 03/22/15