المصرى اليوم تاريخ العدد الاثنين ٢١ ابريل ٢٠٠٨ عدد ١٤٠٨ عن مقالة بعنوان [ وزير العدل يقرر ضم ملابس اغتيال السادات وحسن البنا إلي المتحف القضائي ] كتب أحمد الخطيب
كشف أحمد سيف الإسلام، نجل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، عن صدور قرار من المستشار ممدوح مرعي، وزير العدل، بضم الملابس التي كان يرتديها حسن البنا وقت اغتياله إلي المتحف القضائي التابع للوزارة، مشيرا إلي أن النيابة كانت تحتفظ بهذه الملابس كأحراز في قضية الاغتيال منذ فبراير ١٩٤٩.
وقال سيف الإسلام، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» إن قرار مرعي أوصي أيضا بضم متعلقات وأغراض البنا الأخري الخاصة بالقضية ومنها «مسدسه» ـ الذي صادرته الحكومة قبل اغتياله بأيام ـ إلي المتحف.
وأشار إلي أن قرار وزير العدل شمل أيضا ملابس اغتيال الرئيس السادات، التي كان يرتديها وقت حادث المنصة في أكتوبر ١٩٨١ـ واحتفظت بها النيابة كأحراز في قضية اغتياله ـ إلي المتحف القضائي بجوار ملابس «البنا».
وأعلنت أسرة البنا تضررها من قرار وزارة العدل، وقال سيف الإسلام: «سأتقدم إلي الجهات المسؤولة بطلب لتسليمنا كل متعلقات والدي، وعدم ضمها إلي المتحف القضائي»، مشيرًا إلي أنه كان ينتظر فرصة سياسية مناسبة لكي يطلب ملابس اغتيال والده، تمهيدًا لتكوين متحف خاص بجميع متعلقاته.
وقال إن الأسرة كانت تنتظر الإفراج عن ملابس والده علي مدار السنوات الطويلة الماضية من أجل الاحتفاظ بها.
يذكر أن حسن البنا كان قد تم اغتياله يوم ١٢ فبراير عام ١٩٤٩، أثناء خروجه من جمعية الشبان المسلمين، أمام دار القضاء العالي ويتهم الإخوان أطرافًا عديدة باغتياله، خصوصًا الملك والإنجليز.
وعلي صعيد قرار ضم ملابس السادات، رفض أفراد أسرته التعليق علي الواقعة، كما رفض مسؤول بوزارة العدل التعليق، قائلاً: «ليست لدي معلومات عن القرار ولا أريد التعليق عليه».
وغير معروف ما إذا كان المتحف القضائي سيضم ملابس القاضي أحمد الخازندار، الذي تم اغتياله علي يد أفراد من النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، والذي تقول بعض الروايات إن عملية اغتيال حسن البنا كانت ردًا علي اغتيال الخازندار، ورئيس وزراء مصر الأسبق فهمي النقراشي.
************************************
جريدة الفجر بتاريخ 26/5/2008 م عن خبر بعنوان [ زيارة خاصة إلي أشهر متحف للاغتيالات السياسية والجنائية في تاريخ مصر ] نبيل سيف
علي مدار عدة ساعات قضيناها داخل اشهر متحف في تاريخ الجريمة والقضاء المصري وجدنا بين فاتريناته التي تحوي نحو 40 ألف قطعة سلاح نادرة بكل الانواع والاحجام سواء طبنجات أو رشاشات أو بنادق آلية أو فردا محليا، وخناجر وسيوف بيضاء حتي خنجر سفاح كرموز الشهير في الاربعينيات لايزال موجودا بحالته وبما عليه من دماء.
وإذا أردت ان تعيش داخل تاريخ القتلة والسفاحين وأبطال اشهر الاغتيالات في مصر بالصوت والصورة والدم وطلقات الرصاص ويوميات خط الصعيد، ومشهد اغتيال الرئيس السادات، مرورا بكل السفاحين المشهورين بداية من مصطفي خضر واحمد حلمي وحتي سفاح بني مزار في العصر الحديث واغتيال الشيخ الذهبي وحسن ابو باشا وزير الداخلية الاسبق وحتي ادهم الشرقاوي، واذا اردت ان تعيش كل ذلك بالصوت والصورة وبقع الدم الساخنة منذ اكثر من 100 عام فليس عليك إلا أن تذهب إلي هذا المكان.
تاريخ المتحف يرجع الي اكثر من 200 عام عندما اسس محمد علي مصلحة الطب الشرعي في القرن الـ18 ومن يومها وكل اسلحة اشهر جرائم القتل في تاريخ مصر تحفظ داخل هذا المكان الذي تحول بعد مرور 200 عام الي اخطر متاحف الشرق الاوسط ولكنه متحف مع إيقاف التنفيذ، فلم يدخله بشر منذ اكثر من 100 عام رغم أنه يصان بشكل دائم والعناية به تتم باستمرار، والاجراءات الامنية علية طوال 200 عام لم تتعرض لتقصير، حتي جاء ممدوح مرعي وزير العدل وقرر في خطوة جريئة تحسب له أن يتحول المكان الي متحف حقيقي للطب الشرعي علي مستوي الوطن العربي والعالم.
داخل المتحف سوف تجد السلاح الذي قام به إبراهيم الورداني باغتيال بطرس غالي أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهر يوم 20 فبراير عام 1910 حيث أطلق عليه الورداني ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته، ولاتزال تلك الرصاصات المستخرجة من جسد بطرس باشا حية في المتحف، و سلاح اغتيال النقراشي باشا علي يد عبدالحميد حسن بسبب قرار حل جماعة الاخوان المسلمين، كذلك اسلحة اشهر سفاحي الصعيد "محمد منصور" الذي بدأت قصته بسبب جريمة قتل بسبب الثأر انتقاما لمقتل أحد أقاربه، وايضا اسلحة أحد السفاحين العتاة الذي اشتهر باسم "سفاح بني مزار" وهو "عيد عبد الرحيم دياب" والذي اتهم بقتل 56 مواطنا بالاضافة الي عشرات الاعتداءات علي النساء وممارسة البلطجة بجميع أنواعها في العشرينيات، ومصطفي خضر سفاح روض الفرج الشهير وحتي احمد حلمي سفاح نهاية التسعينيات من القرن الماضي والذي اصاب المجتمع بصدمة، وحتي السلاح الذي انتحرت به ابنة الكاتب الراحل مصطفي امين.
ولا يقتصر المتحف فقط علي 4000 قطعة سلاح ولكن اخطر من كل ذلك هي تقارير الطب الشرعي عن تشريح جثث كل هؤلاء الضحايا أو المجرمين، فلك ان تتخيل التقرير التشريحي لجثة كل السفاحين بلا استثناء، وجثث كل السياسيين الذين اغتيلوا بمصر من تقرير تشريح الشيخ الذهبي أو امين عثمان أو رفعت المحجوب إلي بطرس باشا غالي. إنه عالم مجرمين وقتلة وضحايا خلال 200 عام من تاريخ مصر الحديث محصور بين أربعة جدران.