Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا كيرلس البطريرك الــ 75 الجزء الثانى

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الكرسى الشاغر
البابا كيرلس الـ 75 ج1
البابا كيرلس الـ 75 ج2
البابا كيرلس الـ 75 ج3
المسلمون وكنيسة أبو سرجة
نياحة الأنبا كيرلس الـ 75
قبطى سكران يتلفظ بالإسلام

محــــــــاولات إصلاح البطريرك

وفى سنة 953 شهداء

وزاد النيل وبلغ 18 ذراعاً وثمانية أصابع .

الأراخنة يحاسبون البابا - منع تكريز أولاد من تزوجت زواجاً ثانيا ككهنة

أجتمع مجموعة من الأراخنة وطلعوا إلى قلاية البابا بالكنيسة المعلقة وقالوا له : " إلى متى تفعل هذه الأشياء ؟ التى جعلتنا بها سبه بين الأمم والشعوب .. قال لهم : " وما هى " .. قالوا له : " أنت تأخذ شرطونية على رسامتك للكهنوت " .. فقال البابا : " احصل هذه الأموال للسلطان " فقالوا : " ولماذا تعطى السلطان مالاً " .. فقال لهم : " أنتم الذين أتفقتم مع السلطان على أن تعطوه مالاً " قالوا له : " ليس لك أن تجمع أموالاً ولقد أخذت أموالاً زائدة , ولك فى هذا اليوم تسعى للحصول البطريركية عشرين سنة وقد أخربت كنيستنا " .. فقال لهم : " أنا لم أخرب كنيستكم بل عمرتها لأنه لم يبقى فيها إلا اسقف وصار اليوم فيها 50 أسقفاً ومن الكهنة مالا يحصى عددهم , وزاد النقاش فيما بينهم وفى آخر الأمر حلف أن المبلغ الباقى للسلطان حتى هذا الوقت 800 دينار "

ثم قال الأراخنة : " الأساقفة أيضاً يأخذون شرطونية " .. فقال البابا : " ومن يرضى للأساقفة بهذا ؟ والرب شاهد اننى لا أعرف أنهم يأخذون وإذا عرفت منعته وهذه كتبى (رسائلى) " .. فقالوا : لماذا كرزت أولاد التوانى " .. رد البابا قائلاً : " أرونى قانوناً قد منعوا فيه من الكهنوت " .. قالوا : " هذه عادة كنيستنا وما جرت به سنة آبائنا " .. قال : " أنا أوافقكم على هذا أنها عادة لكم الشرع والناموس " .. فقالوا نريد كتباً (رسائل باباوية) وقطع تكريز أولاد من تزوجت رجلاً ثانياً ومنع الشرطونية " .. قال البابا : " أنا أكتبها وأرسلها إلى الوجهين البحرى والقبلى " .. وبعد هذا الإتفاق وذهاب الأراخنة لم يحدث شئ ولم يكتب البابا رسائل ولم يفعل شيئا وظل الحال كما هو عليه , وأنتشرت الأمراض ومرض البابا مرضاً شديداً حتى قارب إلى الموت ولكن من الرب عليه بالصحة

إطلاق سراح الأسرى من جانب ملك الروم والمسلمين

فى يوم 20 امشير وصل السلطان إلى القاهرة ثم تركها قاصداً ميناء الإسكندرية وكان أمله أن يقيم فيها مدة طويلة حيث بنى فيها قصراً لم يبنى أحد من الملوك مثله من قبل حيث أن الإسكندرية هوائها طيب فى الصيف , ولكن أخاه الملك الأشرف والى دمشق (صاحب دمشق) ووالى سنجار وقع بينهما شجار فعاد ليحل هذه المشكلة كما أنه وصل رسول الخليفة من بغداد وكان رجلاً فقيه ومن كبراءها ومضى غلى السلطان فى دمياط وإجتمع معه ليناقش الصلح مع ملك الروم والذى كانت الحرب بين سلطان مصر وملك الروم , فأرسل رسولاً من قبله وسار رسول سلطان مصر ورسول الخليفة حتى اقتربا من قيصرية وهى كرسى مملكة الروم للمسلمين وسمعا هناك بموت ملك الروم ولم يجتمعا به , وحدث أن أبن ملك الروم المتوفى أطلق سراح جميع الأسرى الذى كان أبوه قد اسرهم من جيش مصر وجيش الشام ولقاء ذلك اطلق سلطان مصر جميع الأسرى الذين اسرهم بعد أن غزا قلاع وحصون الروم

 

تمرد الملك الأشرف على سلطان مصر

تمرد الملك ألشرف على سلطان مصر الملك الكامل وأتفق معه على التمرد صاحب (والى / ملك) حماة وصاحب(والى / ملك) حمص وكثير من ملوك الشرق وقام الملك ألشرف بطرد نواب / ولاة الملك الكامل بدمشق وأخذ إيراد (الضرائب أو الجزية) الملك الكامل من تبعية هذه المدن إليه , واخذ غيراد أبن أخيه الملك الناصر صاحب الكرك لأنه كان مغتاظا منه لأنه فى طاعة سلطان مصر الملك الكامل وكان فى خدمة الملك الكامل فى يوم الجمعة 2 أبيب 952 للشهداء - وكان يوم عبور السلطان يوما مشهوداً لأن المدينتين مصر والقاهرة قد زينتا السوار من باب النصر حتى القلعة , وقد قام كل امير بتزيين برجاً وبدنين ثلاثة وكان بعض منهم قد اخذ برجين لتزينهما كل حسب طاقته بعدته ورنكه وأسلحته أما السلطان فقد زين القلعة وخواصة وخدامه الساكنون فيها , وكان كل أمير يسير بأسلحته ويخترع صور عجيبه حسنة ويتنافس مع أمراء الجيش الآخرين

 

كنيسة الجزيرة

وقد تساقطت زريبة (مكان لإيواء الحيوانات) كنيسة الجزيرة وأكلت مياة النيل البستان الذى أمامها وبعض الكنائس التى بها وخشى السلطان على الجامع الذى به مقياس النيل فأمر الملك الكامل والى مصر أن يطلب من البطريرك ببنائها وترميمها فذهب إليها وأهتم بها ويقال انه صرف عليها ألف دينار وأصبحت من الكنائس الجميلة واخذها من أسقف الجيزة لأنها كانت تابعة له وقدس بها وجلس على النسطرون وقرآ عليه الأبرولوغس , واصبحت بطريركية له ..

ولم يجعل لأسقف حكماً إلا فى كنايس المدن الخاصة .

 

البابا كيرلس يرسم أول مطرانا قبطياً على إيبروشية أورشليم والساحل والشام إلى نواحى الفرات

رسم البابا أول مطران قبطى على أيبروشية أورشليم والساحل والشام ونواحى الفرات وتضايق بعض الأراخنة وقالوا : هذا الرسم لا يجوز لأن هذه البلاد تابعة لكرسى أنطاكية , والكرسيان واحد , ورسم مطران يبث الفرقة , كما أن هذا الرسم لم يعتاد به من البطاركة السالفين " ولم يلتفت البطريرك إلى هذه الإعتراضات بل قدمة وجعله يحكم على تلك البلاد التى تحت يديه وأضاف إليه بلاد الإفرنج أيضاً وأرسله ليمارس عمله فى كنائس هذه البلاد .

وفى عيد القيامة وصل أنبا أغناطيوس بطريرك السريان إلى أورشليم والكناغيطس بطريرك الأرمن , وعندما بلغت هذه الأخبار البابا كيرلس جهز هدية من هدايا مصر ليقدمها لبطريرك السريان , وأرسلها مع أسقف الخندق وعندما وصلوا إلى أورشليم فخرج للقائهم المطران القبطى بالأناجيل والمباخر والصلبان وإستضافهم عنده , ثم ذهب أسقف دير الخندق إلى بطريرك السريان وأجتمع معه وسلم عليه وأعطاه كتاب (رسالة) وهديته وكانت عود بخور ومنديلين لليد وشبوقة أبنوس فقبلها وقرأ الرساله وقال لهم البطريرك السريان : الأب البطريرك الأنبا كيرلس أخى وإنما الشيطان رمى بيننا وفرق الكنيسة (وعن المطران القبطى قال ) ليس له عندى أى تصرف " وخرجوا من عنده فأرسل إليهم وسألهم أن ينزلوا عنده فإعتذر الأسقف وقال له أسقف دير الخندق : " أنا نازل عند المطران ولا أقدر أن أخرج من عنده إلا بإذنه " فتضايق بطريرك السريان ورد الهدية ومنع المطران ولم يعد يرى اسقف دير الخندق .

هل كتب مطران أورشليم اقراراً بوحدة الكنيسة القبطية والغربية (الفرنجة) ؟

ويقول مخطوط تاريخ البطاركة : " اما المطران فغنه إستعان بالأفرنج وصادق منهم مجموعة وأخذ الكنائس القبطية عن طريقهم وجمع الشعب القبطى وصلوا فيها , ويقال أن الإفرنج أخذوا خطه بأن إعترافه إعترافهم وإعتقاده إعتقادهم وأم هذه عادة لهم أن لا يتصرف أحد من الأجناس إلا بعد ذلك وأنفصل أسقف الخندق عنه على غير طيبة (وهم غير راضيين)

الملك الكامل والتتار

أعد السلطان الملك الكامل الجيش وأرسل العساكر مجموعة وراء أخرى لأنه قد وردت الأخبار أن التتار هاجموا أربل وأخذوها بالسيف ويقال أنهم قتلوا فى جامعها سبعين الف نسمة وظلت القلعة صامدة ولم تسقط فأرسلوا إلى ملك الموصل فاطاعهم وأرسل إليهم الأتاوة وأمدهم بالطعام والإقامة لقربهم منه فقد كانت المسافة يوم تقريباً .

سنة 954 للشهداء

وبلغ زيادة فيضان النيل 23 أصبعا من تسعة عشر ذراعاً .. ووردت الأخبار من دمشق بموت الملك الأشرف

 

الصديق يصبح عدواً

عدالة الإسلام المفقودة - عادة الإسلام فى تلفيق التهم فى حادثة البطريرك والصائغ الملك الكامل يهدد برمى البابا القبطى فى الجب

وأصبح عماد الراهب الذى كان السبب فى تقدمة البطريرك عدواً , وسبب هذا العداء هو أن البابا كيرلس أبعده , فذهب وأتفق مع شخص اسمه الأسعد بو الكرم وهو أبن أخت البطرك التنيح السابق , وكان البابا الأنبا كيرلس قد إختار الأسعد ليكون صاحب سره وكان يشهد مراراً قدام الأراخنة أنه راض بقول الأسعد وأن الأسعد عالم بها وكان الأسعد يقول " أن كل ما أخذه من أموال على يده وأنه قد بقى على البطريرك 300 دينار ذهباً " .

وأنفصل الأسعد عن البطريرك لأمر ما لا يعلمه أحد , وأتفق مع الراهب عماد وكتب اوراقاً مفصلة عن كل من اخذ منه البطريرك شرطونية عند رسامته أسقفاً أو كاهناً .. ألخ أثناء عمله مع البطريرك حتى فارقة وقد شمل ما أخذه البطريرك تسعة ألاف دينار ومأئتين , أخذها وذهب بها إلى القلعة , وأعد نسخاً من هذه الأوراق وسلمها للأمير نور الدين بن المير فخر الدين عثمان أستاذ الدار , ونسخه سلمها إلى القاضى الأسعد الفايزى الوزير , فأرسلوا لأحضار البطريرك وواجهوه بحضور الراهب والأسعد وقابلوه بينهم فإتفقوا مع البابا على بدفع ألف دينار لبيت المال .

وكان هناك رجل صائغ (يعمل فى صناعة الذهب) وهو من اصحاب البطريرك وكان كثيرا ما يذهب إليه قبل رهبانية البطريرك وكان يخدمه وياويه , وكان له دكان فى الصاغة بالقاهرة , وحدث أن عبداً سرق من القلعة مصاغاً (مشغولات ذهبية) وذهب إلى هذا الصائغ وسلمه إليه لقاء مبلغ من المال , وحدث أن الصائغ قد سبك بعض المصاغ , وبعد أيام علموا أن العبد هو السارق فأمسك وضرب فأقر أنه باعه للصائغ لقاء مبلغ من المال وأستعيد أكثر المصاغ من الصائغ وأستولوا على كل ما يملك الصائغ بدلا مما سبكه وكانت اضعاف مضاعفه عما سبكه .

ورجع المسلمين إلى البطريرك وقالوا له : " هذا صاحبك وأنت علمت ورضيت " وقرروا أن يدفع البدريرك 500 دينار أخرى ويقول مخطوط تاريخ البطاركة عن أحوال البابا لجمع المبلغ المقرر عليه وقال عليه كلمة المسكين سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 188 : " وقام بها وامسى بها (أى حاول ان يجمعها ليلاً ونهاراً) ولكن بقى فى الترسيم اياما حتى يقوم بما طلب منه ( لم يبقى إلا أياما على إنتهاء مهلة تسليم المبلغ للمسلمين) حتى أن المسكين وصلت حاله إلى أن طلب من الناس وبعد ذلك لما علم أنه لم يبق له شئ رمى فى الجب وأما العبد فقطعت يده " ودفع البابا المبلغ ولم يسجن .

الملك الكامل يهاجم دمشق وموت الملك الكامل فى دمشق

فى يوم الخميس 18 بابة 954 ش خرج الملك الكامل بجيش من القاهرة ليهاجم دمشق ووصل إليها وحاصرها وكان القتال شديداً من الجو والبر ووصل رسول الخليفة وأسمه أبن الجوزى فحاول الصلح بين الملك الكامل وأخيه فإصطلحا على أن يعطى الملك الصالح بصرى قلعته التى ببعلبك وبلاد أخرى سلمت إلى الملك الكامل وتسلم الملك الكامل مدينة دمشق أيضاً وعبر إليها فى نهار الأربعاء من كيهك ولم تدخل حلب وحمص فى هذا الإتفاق .

وتفشى المرض بين الناس لكثرة القتلى فى الحرب ومات الكثير من اهل الشام وأقام الملك الكامل فى دمشق وعظم أمره وقرر الخروج بجيشة ليهاجم حلب والإستيلاء عليها ولكنه مرض وتوفى فى ليلة الخميس 15 برمهات الموافق 24 من رجب سنة 635 هجرية , وقد مكث فى دمشق 101 يوماً ولم يعرف أحد من خواصه أو أقاربه ولم يوصى بشئ فتكتموا امر وفاته وأدعوا انه مريض وأنه أمر بأن تحلف الأمراء بأن السلطنة لولده الأصغر من بعده الذى يعيش فى مصر فحلفوا جميعاً ..

ثم أفشوا خبر موته فندم بعض الأمراء وكان من الأمراء لم يحلف من الأمراء وهو الملك الناصر بن المعظم وكان صاحب دمشق (ملك) وكان الملك الكامل قد ركبه فى القاهرة ركوب السلطنة والملوك على أنه أتابك .. أما ولد الملك الكامل المحلوف له وأركبه فى دمشق بعد فتحها عز عليه هذا الأمر وكان أهل دمشق يحبونه لولائهم لأبيه ولم يهتم احد بهذه الأمور .

وأخذ الأمراء الكبار والخدم الملك الجواد مظفر الدين بن ممدود بن ابى بكر بن ايوب (ابن اخى الملك الكامل المتوفى) وسلموا له دمشق وجعلوه اتابك الملك العادل سلطان مصر وملكها وسلموا إليه الخزائن فأعطى وخلع ووهب وأقطع وكان كريماً حسن الخلق فإستمال قلوب الأمراء وأحبه الناس فى وقت كان فيه غلاء فى دمشق.

البابا تصله اخبار موت الملك الكامل - تكملة سور القاهرة

وكان البابا فى الأسكندرية فى اثناء الصوم قبل ورود هذه الأخبار بايام , وفى القاهرة ومصر بدأوا فى أعمال السخرة فى تسخير الناس فى بناء سور على البلدين من جهة البحر والخليج , وأمسكوا قسوس الكنائس بالقاهرة ومصر وصاروا اولئك المساكين يتكلفون ويعملون حشاراً أو نقباً أسطول ويأخذون معهم الجندارية من عند المشدين وكان أرباب الصنايع والحرف يخرجونهم يحفرون من الصباح حتى المساء وبعضهم كانوا يعطون بديل لمن يحفر عنه وكان يدفع له أزيد أو أقل من ثلاثة دراهم  .

وحدث أن رجلاً من أهل طمبدى كان وكيلاً للبطرك على أملاك الكنيسة من أراضى وغيرها فى القرى كان شديد على المسيحيين وكان يؤلب عليهم الولاه المسلمين والمشدين (جباة الجزية أو الضرائب) وهو يعتقد أنه يقضى على تصنع المسيحيين ومن ناحية أخرى فقد أعتبر ما يفعله أسلوب للمعيشة - والبطريرك غائب ولم يفعل شيئاً والأقباط بغير تنظيم والشدة والضنك تقع على الضعفاء والفقراء أما الكتاب وأغنياء القبط لم يتعرض لهم احد وليس فيهم مروءة أن يواسوا ويقفوا مع فقراء القبط وينقذوهم من محنتهم .

 أما اليهود فإنهم إجتمعوا وتماسكوا حسب عادتهم وساعد أغنيائهم فقرائهم وليس ذلك فقط بل أنهم أحضروا بديل عن كل واحد منهم لا يقدر على الحفر وأنجزوا المنطقة التى تخصهم وذهبوا لأشغالهم .

المحاولة الأولى لأصلاح البطريرك

الكنيسة فى محنة

وكان الشيخ الراهب السنى يتوجع وحزين لما يجرى للقساوسة ولا يجد من ينجدهم أو يساعدهم لأنه عزل نفسه فى كنيسة أبى سرجة وترك خدم السلطان عن طاهر بك , وكان الراهب السنى يقول : لو كانت لى السلطة لما جرت هذه المصائب على الأقباط " وكان يتكلم عن نيته لا أكثر ولا أقل .

أما الراهب عماد الأخميمى الذى كان سببا فى تقدمة البطريرك وهو الذى وافق على أن يعطى البطريرك ثلاثة ألاف دينار للملك الكامل , أخذ كتاب (أمر سلطانى مكتوب فى رساله) من الملك العادل إلى والى الأسكندرية وإلى والى البحيرة وكان مكتوب فيه أن يأخذ أسقفى دمنهور وفوة وكان قصده أن يثبت عليه أشياء توجب القطع بحضور أسقفين , فلم يتدخل والى البحيره فى هذا الأمر ولكنه أرسل معه غلامين وجنديين بالكتب التى معه فذهب إلى فوة ودمنهور وأخذ الأسقفين وذهب بهما إلى الإسكندرية وأمر الوالى بأن يسلم إليه البطريرك وأصحابه المذكورين فى كتاب الملك العادل , وكانت ليلة الأحد عندما فرغ البطريرك من الصلاة وخرج الأقباط من الكنيسة وخرج البطريرك إلى الطابق الذى بناه له أحد أصحابه وأخذوه وأصحابه وأودعهم السجن وقصد ان يعمل مجمع فى الإسكندرية ولكن ذهب كبار الأقباط وأغنيائهم إلى الوالى وكانوا أصحاب البطريرك وقالوا للوالى : " الملك العادل أمر بإحضار هم إليه فإرسلهم ألى السلطان فى القاهرة وهو الذى يفصل بينهم هناك " فأخرج الوالى البطريرك وأخرج أصحابه من الحبس وهم الكاتب والتلميذان وأحدهم تلميذه الخاص ورهبنه وكرزه شماساً على دير الشمع وأرسلهم إلى القاهرة , ووصلوا إلى القهراة فى عشية الجمعة فى أواخر بؤونة فطلع الراهب إلى القلعة واخبر المسؤولين أن البطريرك وصل فصدر الأمر بحبس البطريرك هو وأصحابه فى سجن القلعة فباتوا فيه تلك الليلة ولما عرف جماعة من القبط  المستوفيين ذهبوا وأجتمعوا بالأمير الصارم أستاذ الدار وكلموه حتى أخرجه من الحبس وأخذوه إلى الكنيسة التى بحارة زويلة بالقاهرة فجاء الراهب إلى الصارم وقال له : " تعدا على الأمير وهذا الرجل مطلوب من السلطان بجملة , وقد قعد هو وأصحابه يأكلون ويشربون وذهبت إليهم فضربونى وعربدوا على " فأرسل الصارم إلى والى القاهرة بأن يأخذ البطريرك ويحبسه , فصحب الراهب جمع عظيم من عند الوالى وهيجان شديد وقبض على البطريرك حافياً ماشياً وأمسك كل من وجده عنده وركب هو بغلته والبطريرك ماش خلف البغلة وهو يفترى كذبا على البطريرك وأخيرا وصل الموكب المذل والمؤلم غلى باب الوالى على تلك الحال وكان رجلاً جيداً رأى أنه أخطأ فى حق البطريرك فأكرم البطريرك وأخلى سبيل الذين أمسكهم الراهب وأمر أن يقيم البطريرك فى طبقة بالربع الجديد الذى بين القصرين الذى تحته دكاكين الصيارف هو وأصحابه ومعه مترسمون من قبله وزجر الراهب وأنتهره , أما الراهب السنى فقد أتفق مع أسقف فوة وأعدا أوراق ليمضى عليها البطريرك إن أبقوه فى البطريركية أمانه للقبط :

أن لا يأخذ رشوة على شرطية وتكريز اى أحد من رتب الكهنوت .

وأن لا يجعل للمطران فى الشام أمراً على كرسى انطاكية بل تقتصر أسقفيته على غزة وما بعدها من بلاد مصر

وأن يقطع يحرم أولاد الثوانى الذين يقدمون لنوال نعمة الكهنوت وكذلك العبيد .

أن يقتصر على الملابس التى جرت عادة القبط على لبسها  لا يبدل البدلات (الملابس الكهنوتية) التى هى شعار الملكية

أن يوفر أجر الأوقاف على المواضع التى هى موقوفه عليها فقط , وبدأ بعمارة الأملاك الموقوفة ثم بالكنيسة والفقراء من كهنتها والباقى بعد ذلك أستجد به وقفاً آخر .

لا يأخذ رسوم ألأعياد التى يأخذها من سائر البلاد المصرية بل يصرفها على الكنائس التى لها الأعياد (موالد / وأعياد القديسين) ومن له رسم (حق) فيها مثل أسقف أو والى أو غيرهما وما يتبقى من المصروفات يذهب للفقراء والمساكين .

وكذلك الأديرة والديارات التى عمرها  وجعلها تابعة له فى الأراضى المصرية أن يصرفها على الأديرة لعمارتها وعلى الرهبان لما يحتاجونه وأن يأخذ من ألأديرة الأنصبة على البلاد الجارى بها العادة ما يكفيه لنفقته وقدره 15 ديناراً كل شهر ويترك أما الباقي لا يقدر على جزيته (صرفة) فيزنها عنه ويشترى به دينه أو عادم قوته (طعامه) وثيابه فيربح نفسه ويستر جسده أو شئ يحدث مثل حفر البحر وما يجرى مجراه فيرفع ثقلها وذلها عن الكهنه بدفع البدل لهم ليقوموا بالحفر عن القسوس الذين صاروا مماليك .

وأن يشترى مائة اردب قمح للراهبات المقيمات بدير المعلقة ويصون وجوههن من البهدلة وأحوالهن من قلة المخزون .

أن يكون كاتبه شيخاً أسقفاً بار لا يطعن أحد فى إنحرافه من الوشاه

وكتبت أشياء أخرى على هذا النظام لأصلاح البطريرك

وأدخلوا إلى البطريرك هذه الأوراق فلم يوافق على شئ منها .

وكان الراهب عماد واقف على باب السلطانم وكان يريد عمل مجمع على البطريرك ليحرمه , وحرض المستوفون الأمير حتى اخذه أمير جندار وضربه ضرباً مبرحاً قويا موجعاً وألقاه فى المدرخانات وعمل فى حلقة طوقاً وفى رجله باشة وكان عادماً الخير (لم يكن له صاحب) فلقى شدة عظيمة , ومنعوا أحد يسأل عنه فى سجنه , وأخرجوا البطريرك من الطبقة التى كان فيها وأسكنوه فى كنيسة حارة زويلة وظل الحال كما هو عليه حتى 24 من ابيب , وتحدثوا مع أكابر الدولة وأمرائها فى خلاصة من التهم الموجهه للبطريرك فأسقطوها عنه وحدث هذا فى ليلة عيد أبو مرقورة فكانت عيدين فنزل البطريرك فنزل إلى كنيسته التى يمصر وابدل (لبس) على جارى عادته وزفوه فى وسط الكنيسة ووضعوا لع الكرسى (المرقسى) جلس عليه ومدح وكان يوماً عظيماً مشهوداً وأجتمع من الأقباط مالا يحصى عدده وزار الكنائس الأخرى ورجع إلى حالته الأولى .

أما عماد الراهب فكان قد أخذ توقيعه بأن يدفع لبيت المال 4800 دينار التى ذكر أنه يحتفظ بها فى جهه أصحاب البطريرك , فذهب إليه الشيخ السنى ومن أصدقائه وأستعيدت الورقة التى وقع عليها البطريرك

العلاقة بين البطريرك والملك العادل ورعايا البطريرك من الأقباط

عبر كاتب تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 192 عن هذه العلاقة قائلاً : " وما زال البطريرك يوسع علاقاته حتى وصل إلى السلطان وأخدى إليه هدية فقبلها وسمع منه ما يقوى جانبه وقوى لسانه وتسلط  به على النصارى "

حرب فى الشام التى أشتركت فيها عساكر من مصر

قصد الملك الناصر بن المعظم بلاد الساحل ووصل إلى غزة وأقطع البلاد وجند الجنود ,كان يريد الإستيلاء على دمشق وأرسل إلى الملك العادل فى مصر أن ملك دمشق معه وأنه راسل أليه ليكون تحت أمرته ولكن الملك الجواد مظفر الدين بن ممدود أستخدم جيشاً قوياً كثيراً مع العسكر الذى معه من مصر وألتقوا فى حرب شديدة بالقرب من الغور (نهر الأردن) فإنهزم الملك الناصر ولم ينج إلا بنفسه فهرب إلى الكرك , وأستولى الملك الجواد على أصحابه وبقية جنوده وآلات الحرب والمؤن وأرسل الملك الجواد أعلام الملك الناصر إلى القاهرة فطيف بها فى شوارعها

سنة 955 للشهداء

وصل مياة النيل فى المقياس إلى 16 ذراعاً وثمانى أصابع

حالة البلاد الإقتصادية وإنفلات الأمن

وكانت الجسور التى تحمى البلاد من الفيضان قد أنقطعت لآنها كانت مقامة أيام الملك الكامل فلما مات فلما مات زالت المهابة والحفاظ على إقتصاد البلد وزاد اللاة فى طمعهم وإهمالهم وكان هناك جسر بالجيزة كبيراً جداً يرد الماء عن أراضى البهمسا ولما أنقطع خرج إليه الأميرجمال الدين أبن يعمور مشد الدواون المعمورة وحاول إصلاحة وصرف عليه الأموال وظل كذلك مدة ولكنه يأس ولم يقدر على إصلاحه .

 وهجم العربان فى الصعيد على الناس ونهبوهم وسبوا النساء فقلت ألسعار وغلا كل شئ ورخص الذهب بسبب كثرة ما اخرجه السلطان من الأموال وفرقة على الأمراء فكثر التضخم وكثرت الأموال فى أيدى الناس

المحاولة الثانية لأصلاح البطريرك

مجمع الأساقفة الأربعة عشر

وحضر أساقفة الوجه البحرى الأربعة عشر وأجتمعوا لبحث أعمال البطرك وذكروا أنهم لا يرضون بالأشياء التى يفعلها فكتبوها فى بيان وكتبوا خططه وما يفعل وطرقه بما مثاله فوق البسمله , وعلامته بين السطور فكتب :

الأخوة الأساقفة الرب يبارك عليهم وعلى شعبهم وعلى كراسيهم بالموافقة على هذا المكتوب (بيان ملزم بإتباعه) وما ترتب فيه من ألمانه والسيرة المرضية والعوائد الكنسية ومن خرج عنه أو حاد عن شروطة كان محروماً مبعوداً من فم الثالوث المقدس الآب والإبن والروح القدس , ومن فم الثلثمائة وثمانية عشر المجتمعين بنيقية بطركا كان أو أسقفاً وأنا وأساقفتى فليس له حظ مع المؤمنين , الرب يبعدنا عن ذلك , وكان من شروطة بعد الإعتراف بالأمانة المستقيمة المقررة بمجمع نيقية والمجتمعين القديسين بالقسطنطينية وأفسس ثم اقرار بما اختصت به الكنيسة القبطية , مما أخذناه من الأب كيرلس الكبير والأبوين ساويرس وديسقورس الأرثوذكسين وهو أن الإيمان بالمسيح إله متأنس طبيعة واحدة وأقنوم واحد من ثلاثة أقانيم مشيئة واحدة طبيعة واحدة فهو الإله الكلمة وهو الإنسان المولود من مريم العذراء وكذلك يصح وصفه بكل الوصاف الإلهية والقوانين الرسولية والمجامع المقبولة والعادات المستقرة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى عليها إعتمادنا فى ديانتنا , وأما الفصول التى دعا الوقت إلى أمرها بالذكر طلباً منه لدوام السلامة : -

الأول : لا يقدم اسقفاً إلا من كان عارفا وعملت له تذكية ورضى به الشعب ولا يؤخذ منه شرطانية ولا يباع الروح القدس ولا يشترى .. وكذلك يجرى الأمر فى تقدمة القسوس والشمامسة وجميع رتب الكهنوت .. ولا يأخذ أحد من الحكام رشوة له وما يقوم مقامها شئ فى حكم من سائر الأحكام بطركاً كان أو أسقفاً أو نائباً عنهما أو محابى فى حكم لأجل جاه أو شفاعة فمن فعل ذلك كان ممنوعاً

ثانياً : أن يتفق البطريرك مع الأساقفة العلماء على عمل مختصر للقوانين فى المحرمات والمباحثات والزيجات وغيرها من المواريث وترتيب طقوس الكهنوت وتكتب نسخاً عليها بخط البطريرك والأساقفة الموافقة وأى حكم خرج عنها كان باطلاً .

ثالثا : أن تجتمع الأساقفة إلى القلاية معه دفعة واحدة فى السنة وهى أول الجمعة الثالثة من الخمسين وإلى آخر الجمعة الرابعة منه وأن لايتغير العوائد المستقرة فى الكنيسة القبطية كالختان قبل التعميد , ومالم يقطعوا يطردوا , وكالإمتناع عن تكريز الأولاد , السرارى والعبيد وما خلا المسبيين من بلاد الحبشة والنوبة إذا حسنت سيرتهم وزكوا للكهنوت , ومن كان غير مسبى بل أبن جارية عاهرة غير مكللة فلا يقدم من الآن فى شئ من درج (رتب) الكهنوت وتغيرت الشبهة من وجوهها وتعوضت بغيرها بنعمة الرب لأنه مكتوب أن الذى يأكل الحصرم تضرست أسنانه , وتمنع من يكلل سراً فى البيوت خارج من الكنيسة والقربان ويحرم دخول الحايضات إلى الكنيسة والحيض عليهن .

رابعاً : وأن يكون كاتب القلاية البطريركية إما اسقفاً أو رجلاً معتبراً .

خامساً : وأن يطلب خط مطران غزة ويليها بالموافقة على عقيدة الكنيسة القبطية المقدم ذكره وموافقة من وافقها ويمنع من يمنعه من المجامع متى مالم يجيب إلى ذلك يقطع .

سادساً : وأن يكون طقس مطران دمياط الحاضر بها ألان مستقراً على العادة لمن تقدمه بها .

سابعاً : وأن لا يكرز البطريرك ولا الأساقفة على غير كراسيهم بالجملة ولا يطقسوا احداً إلا برضى اهل كرسيه وأكثرهم ورضى اسقفه الذى قدمه ولا يقبل كرسى آخر إلا برضى أسقفه الذى هو فى كرسيه , ولو كان ساكناً عنده وأى من انتقل من كنيسته أو من بلده من غير أمر ضرورى إلى كرسى آخر أو من كنيسة اخرى فليمنع من كليهما وأن لا يمنع البطريرك أحد من شعوب كرسى الأساقفة إلا بموجب شرعى إذا ثبت على أسقفه أنه لا يمنعه فيسير البطريرك يأمره بمنعه , فإن اتى الأسقف لوجه غير مرضى وأصر على ذلك يمنعه البطريرك .

ثامناً : وأن لا يحل البطريرك من منعه أسقفه إلا إذا ثبت عنه أنه منعه بهوى غير وجه شرعى ويكاتبه البطريرك دفعه (مرة) أو اثنين بسببه فإن أصر الأسقف على ذلك احضرهما كليهما وأنفصلا بما يوجبه الشرع ومن كرز على كرسى من الساقفة وعمله فلا ينقص عليه من بلد ومن كان قد أستقر بيده .

تاسعاً : وأما الأديرة التى تأخذ التى تؤخذ من الأساقفة التى للبطرك , لا تؤخذ على سبيل القهر إلا على قدر كراسيهم وعلى قدر ما تسهل عليهم على سبيل البركة .

عاشراً : وأن لا يلزم البطريرك الأسقف على أن يطقس فى كرسيه  أو يكرز من لا يرضى به أسقف الكرسى وأكثر جماعته ويساوى بين الأساقفة فيما هو مطلق لجميعهم وممنوع  , وأن لا يتعرض للبطريرك إلى ما يدخل الكنايس فى أعيادها ورسومها وأوقافها بل يكون تحت نظر الأسقف ولا يخرج عن يده إلا من كان قد اشرط عليه ذلك من قبل تكريزه , أن يكون رجل الكنيسة عوض عن أديرة الكرسى , ولا يخرج من اياديهم شئ من أديرة كراسيهم , إلا من كان ألتزم بذلك قبل تكريزه ولا يقبل قول الرهبان فى بعضهم البعض إلا بعذ فحص شديد , ولا يقول الأكثرين ولا يزعج الرهبان فى أديرتهم من غير ضرورة ظاهرة و ولا يستقام فى الحكم بين الرهبان قوم من العلمانيين بل رؤساء الأديرة ومن يقوم مقامهم من المؤمنين المعتبرين العارفين .

الحادى عشر : لا يمنع اسقف من ألأمور الصغار من القلاية , ومتى وقع فيما يوجب منه فيكاتبه البطريرك دفعة او أثنين ويحذره عن ذلك وبعد ذلك يحضر غلى القلاية يحاقق عن نفسه قبل منعه إن وجب عليه المنع .

الثانى عشر : والأغومانس رتبته رتبه أرشى باب القسوس وله أن يقول التحليل على القسيس المقدس ورفع البخور بعده ويتقرب بعد وقبل ساير من دوته من القسوس غير المقدس وإذا حضر مع الأسقف يتبارك من يد الأسقف , ولا يناول البخور هو لأحد من يده من القسوس وليس له شئ من ذلك ومن اراد من المؤمنين أن يمضى غلى كنيسة من اى كرسى كان فلا يمنعه أسقفه بهذا السبب , وهو مسطور طويل الشرح وهذه زيده معانيه أختصرناها خشية من التطويل , وتاريخه سادس توت سنة 955 للشهداء .

وعمل مختصر القوانين فى الأمور الضرورية الواقعة فى الزواج وشروطة والميراث واقسامه وهو بأيدى المؤمنين نسخ عده وكتب عليه البطريرك والأساقفة إلى كراسيهم .

 

This site was last updated 02/27/15