جاءت كلمة ( الجزيرة ) في الحديث : خمسا وعشرين مرة ، ووردت كلمة ( جزيرة ) في مائة وعشرين وثلاثة مواضع ، ووردت كلمة ( جزيرة العرب ) أربعا وسبعين مرة في مصادر أخرى
جزيرة العرب في حديث محمد مرتين :
الأولى : في خبره عن فتح الجزيرة العربية للمسلمين وقاية لها من الأطماع المرتقبة ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. ثُمّ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. ثُمّ تَغْزُونَ الرّومَ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. وتَغْزُونَ الدّجّالَ، فَيَفْتَحُهُ اللّهُ».وقد تمت الأجزاء الثلاثة : في جزيرة العرب ، ثم في فارس، ثم في الروم وبقيت الرابعة مع دجال اليهود
وفي المرة الثانية : في تحريم الجزيرة العربية على غير المسلمين ، في قوله " أخرِجوا المشرِكينَ من جزيرةِ العرب " متفق عليه ، - وبالرغم من أن اليهود والنصارى داخلون في حكم المشركين في هذا الحديث بمقتضى قوله : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا سبحانه وتعالى عما يشركون ) - ولكنه حسم الأمر في ذلك في قوله كما جاء في صحيح مسلم «لأُخْرِجَنّ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، حَتّىَ لاَ أَدَعَ إِلاّ مُسْلِماً». وفي مسند أحمد في قوله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب » .وجاء مثله في سنن الترمذي وابن ماجة والدارمي.
ثم في موطأ مالك قَالَ مَالِكٌ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَفَحَصَ عَنْ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ حَتّى أَتَاهُ الثّلْجُ وَاليَقِينُ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ»
الإسلام وإخلاء الأرض من سكان الأديان الأخرى
فَأَجْلَى يَهُودَ خَيْبَرَ. قَالَ مَالِكٌ: وَقَدْ أَجْلَى عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ يَهُودَ نَجْرَانَ وَفَدَكَ. فَأَمّا يَهُودُ خَيْبَرَ فَخَرَجُوا مِنْهَا لَيْسَ لَهُمْ مِنَ الثّمَرِ وَلاَ مِنَ الأَرْضِ شَيءٌ. وَأَمّا يَهُودُ فَدَكَ فَكَانَ لَهُمْ نِصْفُ الثّمَرِ وَنِصْفُ الأَرْضِ. ثُمّ أعْطَاهُمْ عمر القِيمَةَ وَأَجْلاَهُمْ مِنْهَا.
******
بداية غزو الإسلام كان الجزيرة العربية
وذلك مقتضى قولمحمد صلم فيما رواه مسلم بسنده عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ. قَالَ:: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. ثُمّ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. ثُمّ تَغْزُونَ الرّومَ، فَيَفْتَحُهَا اللّهُ. وتَغْزُونَ الدّجّالَ، فَيَفْتَحُهُ اللّهُ».
وفي صحيح البخاري .. ( قال يعقوبُ بنُ محمدٍ: سألتُ المغيرةَ بنَ عبدِ الرحمنِ عن جزيرةِ العربِ فقال: مكةُ والمدينةُ واليمامةُ واليمن. وقال يعقوبُ: والعَرْجُ أولُ تِهامة.؟ )
وفي سنن ابن ماجة : . وفيه قوله : حدثنا مَحْمُودُ بنُ خَالِدٍ أخبرنا عُمَرُ ـ يَعني ابنَ عَبْدِالْوَاحِدِ ـ قالَ قالَ سَعِيدٌ ـ يَعني ابنَ عَبْدِالعَزِيزِ: «جَزِيرَةُ الْعَرَبِ مَا بَيْنَ الْوَادِي إلَى أقْصَى الْيَمَنِ إلَى تُخُومِ الْعِرَاقِ إلَى الْبَحْرِ».
أم هو فيما قاله مالك بن أنس رضي الله عنه : أراد بجزيرة العرب المدينة نفسها ، وإذا أطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إلى العرب فإنما يراد بها ما بين دجلة والفرات .
كتاب النهاية في غريب الأثر :: في التعليق على ما ذكره مسلم بسنده عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان أيس أن يعبد في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم ) : قال أبو عبيد : هو اسم صقع من الأرض وهو ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمين في الطول ، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة في العرض . وقيل : هو من أقصى عدن إلى ريف العراق طولا ، ومن جدة وساحل البحر إلى أطراف الشام عرضا ، قال : الزهري : سميت جزيرة لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطا بجانبيها ، وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات .
أم يتحدد المراد بجزيرة العرب بالمساحة التي تم إخراج غير المسلمين منها – بصرف النظر عما يكون قد حصل في هذا الإخراج من تقصير أو قصور ؟ حسبما قَالَ أبُو دَاوُدَ: قُرِىءَ عَلَى الْحَارِثِ بنِ مِسْكِينَ وَأنَا شَاهِدٌ أخْبَرَكَ أشْهَبُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ قال قال مَالِكٌ: عُمَرُ أجْلَى أهْلِ نَجْرَانَ وَلَمْ يَجْلُوا مِنَ تَيْمَاءَ لأَنّهَا لَيْسَتْ مِنْ بِلاَدِ الْعَرَبِ، فَأمّا الْوَادِي فَإنّي أرَى أنّ ما لَمْ يُجْلَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْيَهُودِ أنّهُمْ لَمْ يَرَوْهَا مِنْ أرْضِ الْعَرَبِ.
جاء في سنن أبي داود بسنده عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "
نهاية الإسلام وإندحاره
ثم في قول محمد صلم كما جاء في صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" ، وقول محمد صلم كما جاء في صحيح مسلم بسنده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها "