Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأخوة الطوال يرفعوا شكواهم للقديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأخوة الطوال وذهبى الفم
أبيفانيوس بالقسطنطينية

Hit Counter

نفى البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 الأباء الرهبان عن مصر ولما خرجوا قاصدين الأراضى المقدسة لاحقهم أينما حلوا فقام بإرسال الرسائل المجمعية بحرملنهم يحذر من يساعدهم ، فلم يجدوا راحة فتركوا الأراضى المقدسة يجولون من بلد لآخر ويلتجئون من أسقف لأسقف ، ولم يجدوا مفراً إلا أن يذهبوا إلى القسطنطينية ويرفعوا شكواهم ليوحنا ذهبى الفم بطيرك القسطنطينية وإن لم يوفقوا فليرفعوا شكواهم إلى قيصر أو حتى زوجة القيصر إذا لزم الأمر وكان ذلك فى سنة 402م وهذا هو ما حدث

هل كان القديس يوحنا ذهبى الفم يجهل حقيقة الخلاف بين الأخوة الطوال والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 ؟

مهما قال سقراط (1) أو غيره من المؤرخين الغربيين لتفسير وقوف القديس يوحنا ذهبى الفم مع الأخوة الطوال فى شكواهم بعدم معرفته المشادة التى وقعت بينهم وبين البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 (2) فقد أنتشرت فى البلاد حيث أنهم نفوا من مصر وذهبوا إلى أورشليم حيث بقوا هناك مدة وعندما أرسل البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 رسائل إلى جميع اساقفة العالم تقريباً بعدم قبولهم وإعتبارهم هراطقة بنص مجمع محلى عقده البابا المصرى فى الأسكندرية ، إنتقلوا من بلد إلى بلد ومن أسقف إلى آخر حتى وصلوا للقسطنطينية ، وبلا شك كان هؤلاء الرهبان قديسين أينما حلوا كان الجميع يشعر بالعطف والشفقة عليهم ولكن سطوة البابا المصرى وقوانين المجامع (قانون مجمع نيقية) التى كانت تحرم التدخل فى خلاف داخلى إلا بعقد مجمع مسكونى لحل هذه المشاكل إذا أتضح أن هناك هرطقة ما .

 وموضوع الخلاف بينهما هو إنحياز البابا للرهبان الذين إعتنقوا التفسير الحرفى للكتب المقدسة وهرطقة هرطقة تجسيم شكل الإله Anthropomorphism (الأنثروبومورفيزم) وتهديدهم  ثاؤفيلس البطريرك بالقتل فقال لهم : "أنا أنظر فيكم وجه الإله " ووعدهم بحرم أوريجانوس وكتاباته وكل من يقرأها وهذا ما نفذه بالفعل فى عيد الفصح التالى فلم يوافق جميع رهبان نتريا الذين كانوا يستمتعون بتفسير أوريجانوس وتأملاته فى الكتاب المقدس ، فقد كان يطلق عليه معلم المسكونة فقد أطلق للعقل حرية الفكر التأملى الرهبانى والسمو بالتفسير المجازى الرمزى فى سماء الروح ، إذاً فلا أحد من أساقفة ذلك الزمان كان يجهل حقيقة الخلاف الذى حدث ، ومن هو أوريجانوس الذى هاجمه رهبان جهلة تمسكوا بالحرف الذى قال عنه الكتاب : الحرف يقتل " وتحيز لهم  ثاؤفيلس البطريرك إنتقاماً من الأخوة الطوال وإيسيذوروس 

القديس يوحنا ذهبى الفم والرهبان المصريين 

إتجه ألاباء القديسين الأخوة الطوال إلى مبنى أسقفية القسطنطينية وقابلوا الأب القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية الذى كان محباً لرهبان مصر ، وكان يتغنى بالبرية وصحراء مصر كما بفردوس النعيم ، وكان يضع رهبانها فى مرتبة أكثر بهاءاً من كواكب السماء (3) وكان الأب القديس يوحنا ذهبى الفم يحب المصريين ورهبانهم فقال عنهم : " كما يغذون أجساد أهل القسطنطينية بالقمح يغذون قلوبهم بالإيمان "

فتح القديس يوحنا ذهبى الفم فلبة لرهبان مصر الآباء الأخوة الطوال  ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى (4) :" وكشفوا له عن جراحاتهم " وآلامهم ، يشكون له تصرفات ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى ، طالبين حل هذه المشكلة وإلا إضطروا إلى الإلتجاء للقوة السياسية المتمثلة فى الإمبراطور ، وهو أمر لا يليق بأبناء الكنيسة توسلوا أن يقوم بمصالحتهم مع البابا ويتدخل فى إرجاعهم إلى مصر (5) وكان القديس واثقاً فى المحبة المسيحية التى من المفروض أن تتواجد فى قلوب الأساقفة معلمى الشعب ، وواثق أنه بمحبة المسيح قادر قادر على تهدئة غضب البابا المصرى عليهم ، فأراح قلبهم وطيب خاطرهم وفتح لهم دار الأسقفية .. وإلتف مسيحى القسطنطينية حولهم يسمعون لهم ويتعزون بكلماتهم ، وكانت الشماسات والأرامل والعذارى التقيات يقمن بخدمتهم ، وهذا الأمر عيرهم به البابا ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى (6)

وأرسل  القديس يوحنا ذهبى الفم إلى ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى يخبره بقدوم الأخوة الطوال للقسطنطينية وطلب الصفح عنهم والرجوع عن نفيهم ليرجعوا إلى مصر ، ودافع عنهم وعن العلامة أوريجين ، وأخبره أن الرهبان قدموا شكوى ضده بالرغم من محاولته معهم لتهدئة خواطرهم ، وأنه فى موقف حرج لا يعرف كيف يتصرف (7)

 ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى : " ومن المؤلم أثارت رسالته غضب ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى بدلاً من رضاه ... فأرسل إليه رسالة مملوءة جفاء وتعنيفاً ، وأتهمه بتحريض الرهبان للتمرد عليه ، كما أعطاه درساً لا يستحقه بقوله : " أنت تعلم بلا شك قوانين نيقية التى تحرم على الأساقفة أن ينظروا الدعاوى الخارجة عن حدود إيبروشياتهم ، إن كنت تجهل هذا ، فإعلمه الآن وإمتنع عن إستلام شكوى مكتوبة ضدى ، إن كان يجب أن احاكم ، تكون محاكمتى أمام مصريين ، لا أن أحاكم أمامك ، أنت الذى يفصلنا عنك طريق يستغرق 75 يوماً (8)

وتأثر القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية  من الرد القاسى من ألمفروض أن يكون أخيه ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى عن تأثره الشديد : " لعله أشار لذلك فى تفسيره للرسالة الثانية إلى أهل تسالوننيكى ، عندما تحدث عن يوسف كعبد فى بيت فوطيفار المصرى إذ قال (9) : " كان يقدم حساباته لمصرى (فوطيفار) وأنتم تعرفون هذا الجنس مندفع ، يثأر لنفسه ، إذا ما نال سلطة لا يمكن وقف غضبه "

وبعد فشل مهمة يوحنا ذهبى الفم فى الصلح ، بدأ الرهبان المصريين فى التعرف على البلاط الملكة وخاصة الأمبراطورة ، ولما كان رهبان مصر الذين رفعوا الشكوى ضد باباهم من القديسين الذين فاقت شهرتهم الآفاق فقد أعجب بهم كل من قابلهم وراحوا يتناقلون أخبارهم خاصة الأب آمون ، الذى حينما قدم شكواه إلى الأمبراطور  أركاديوس Arcadius  قالت له الأمبراطورة إيدوكسيا AELIA EUDOXIA : " صل من أجل الأمبراطور ومن أجلى ومن أجل أولادى ، ومن أجل الأمبراطورية ، إنى أجاهد بعقد مجمع لمحاكمة ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى (9) " .. وكان هناك بعثة أرسلها  ثاؤفيلس فألقوا القبض عليها ووضعوا فى السجن . 

وأصدر الأمبراطور  أركاديوس Arcadius أمراً بدعوة ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى للحضور إلى القسطنطينية ليحاكم أمام مجمع كنسى يرأسه القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية ، الأمر الذى اثار البطريرك المصرى الذى كان يريد أن يحاكم أمام مصرياً والذى ثار قبلاً لأن المجمع السابق وضع مركز بطريركية القسطنطينية بعد بابا يوما ووضع مركز بطرك الأسكندرية فى المركز الثالث فكان القديس يوحنا ذهبى الفم هو الشماعة التى وضع اخطائه وتصرفاته وخروج مشكلة داخلية لتصبح مشكلة عالميا طبقاً لنظام العالم القديم فى ذلك الوقت .

وتباطئ البابا المصرى فى الذهاب للقسطنطينية وأرسل القديس أبيفانوس أسقف سلاميس فى قبرص المصرى للسفر إلى القسطنطينية ليهئ له الجو فذهب إلى هناك رغم شيخوخته .

***************************

المــــــــــــــــراجع

(1) Pg 67: 688.

(2) Moulard. p324.

(3) In Mat.

(4) القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته ، منهجه وأفكاره ، كتاباته ) - القمص تادرس يعقوب ملطى - أقوال الآباء (علم الباترولوجى) - سنة 1980م ص 80 - 82

(5) Palladius. Pg 46: 24, 25.

(6) Ibid 25, 26.

(7) Ibid 25

(8) Ibid 25

(9) Pg 62: 462.

(10) Palladius. Pg 47: 26, Soz, H.E.    

 

 

This site was last updated 04/30/08