جارى العمل فى هذه الصفحة
العلامة الإمام الـقرطـبي اعترف في تفسيره أن ابن مسعود أنكر قرآنية المعوذتين
اعترف الإمام القرطبي في تفسيره أن ابن مسعود أنكر قرآنية المعوذتين ، قال :
" وزعم ابن مسعود انّهما تعوّذ به وليسا من القرآن وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت " ( راجع : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 20 ص251 .ط دار إحياء التراث العربي ) .
واعترف في محل آخر بقول بعض سلفهم الصالح بوقوع التحريف والخطأ في كتابة المصحف :
" وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } ، وروي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنـها سألت عن قوله تعالى {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ثم قال {وَالْمُقِيمِينَ} وفي المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فقالت : يا ابن أختي ! هذا من خطأ الكُـتـّاب (راجع : علق عليه العلامة الآلوسي -الآتي ذكره- في تفسيره روح المعاني ج16ص221 ب ( وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الجلال السيوطي ) ) .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن و ستقيمه العرب بألسنتها .
وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان فقال : لـحـن وخـطأ . فقال له قائل : ألا تغيّروه ؟ فقال : دَعوه ! فإنه لا يحرّم حلالا ولا يحلل حراماً " ( راجع : الجامع لأحكام القرآن ج11ص216 ) .
واعترف القرطبي أيضا أن بعض علمائهم ( قلنا بأنه من بعض علمائهم لان من البديهي أن لا يعتني العلماء كالقرطبي بما يلوكه عوام الناس ولا يكتبونه في تفاسيرهم فضلا عن الرد عليها . ) قد قال بتحريف القرآن :
" وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكـتّاب حين كتبوا مصحف الإمام ، قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها . وهكذا قال : في سورة النساء {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} وفي سورة المائدة {وَالصَّابِئُونَ} " ( راجع : تفسير القرطبي ج2ص240 ) .
واعترف أيضا عند ذكره للتوجيهات التي ذكرها أهل السنة لبيان علة عدم انطباق قواعد اللغة العربية الظاهر على قوله تعالى {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} ، فكان من ضمن التوجيهات قول بعض سلفهم كأبان بن عثمان بتحريف هذا الموضع من القرآن ، قال :
" والجواب السادس : ما روي أن عائشة أنـها سئلت عن هذه الآية وعن قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، وقوله {وَالصَّابِئُونَ} في المائدة فقالت للسائل : يا ابن أخي الكتّاب أخطئوا .
وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يُملى عليه فيكتب فكتب {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ} ثم قال له : ما أكتب ؟ قيل له : أكتب {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} ، فكتب ما قيل له . فمن ثـم وقع هذا " ( راجع : ن.م ج6ص104 ) .
لاحظ إن ذكر هذه الكلمات كرأي ووجه من الوجوه يدل على أن بعض علمائهم قد قال به كجواب عن مشكلة الإعراب الموهومة ، وقد مر ذلك عند البغوي .
واعترف في تفسير قوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}(الإسراء/23) باعتقاد ابن عباس والضحاك بن مزاحم وقوع التحريف في هذه الآية :
" وفي مصحف ابن مسعود ( ووصّى ) وفي قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس أيضا وعليّ وغيرهما وكذلك عند أبي بن كعب ، وقال ابن عباس : إنـما هو ( و وصّى ربك ) فالتصقت إحدى الواويين فقرئت {وَقَضَى رَبُّكَ} إذ لو كانت على القضاء ما عصى الله أحد .
وقال الضحاك : تصحّفت ( التصحيف أي الخطأ والالتباس ) على قوم ( وصّى ) ب ( قضى ) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كَـتْب المصحف " (راجع : تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن ج10ص237 ط دار إحياء التراث العربي ) .
ومع كل هذه الاعترافات الصريحة من أعاظم علماء أهل السنة يأتي بعض الجهلة ليقول : ايتونا بعالم أو بشبه عالم من أهل السنة قال بتحريف القرآن !
****************************
العلامة الإمام الطحاوي اعترف في كتابه مشكل الآثار بإنكار ابن مسعود للمعوذتين
اعترف الإمام الطحاوي في كتابه مشكل الآثار بإنكار ابن مسعود للمعوذتين حين نقل الروايات الصحيحة التي فيها ذكر لحك ابن مسعود للمعوذتين من المصحف وقوله لا تلحقوا فيه ما ليس منه وقوله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتعوذ بـهما فقط وليستا من القرآن ، فأشكل على الطحاوي ما ادعاه ابن مسعود ، مع العلم أن كل ما أشكل عليه في مشكل الآثار صحيح في نظره وهذا نص كلامه في المقدمة :
" فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس فمال قلبي إلى تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها " (راجع : مقدمة مشكل الآثار ) .
وبعد أن أخذت منه أقوال ابن مسعود كل مأخذ ، حاول إثبات قرآنية المعوذتين بالروايات بعد أن ذكر الشك فيهما : " ثم تأملنا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهما سوى ذلك هل نجد فيه حقيقة أنـهما من القرآن أو أنـهما ليستا من القرآن ؟ " ( مشكل الآثار ج1ص33 ) .
ثم ذكر سبع روايات ست منها ينتهي سندها إلى عقبة بن عامر والأخيرة مرسلة !! ، وأنـهى مشكله بقوله : " فكان فيما روينا تحقيق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنـهما من القرآن فاتفق جميع ما رويناه عنه في ذلك لما صح وخرجت معانيه ولم يخالف شيء منه شيئا " ( راجع : ن.م ص36 )
أقول : وهل يكفي خبر الآحاد لإثبات قرآنية سورتين ؟! بالطبع لا ! ( والمستفاد من هذا أن لو وجد أهل السنة طرقا متواترة للقرآن الكريم بكل سوره وآياته لما كان هناك معنى لتشبث إمامهم الطحاوي وغيره كابن كثير والقرطبي والطبري إلخ بروايات الآحاد لإثبات قرآنية المعوذتين ، { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ}(الحشر/2) ) .
=====================
المـــــــــــــــراجع
http://www.shiaweb.org/books/tahrif/pa179.html
إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف - ص 728