من التاريخ
ويذكر الاستاذ نور الدين مرسي مدير عام ادارة تفتيش آثار غرب القاهرة ان قصر الأمير عمر باشا بن طوسون بن سعيد بن محمد علي الكبير أنشيء في حوالي عام1869 م بمنطقة روض الفرج بحي شبرا والذي كان من ارقي وافضل احياء القاهرة, وتبلغ مساحته3200 م2, وقد وضع الأمير بنفسه تصميم قصره, واهتم الخديوي اسماعيل بهذا القصر اهتماما بالغا فقد كان الأمير عمر زوجا لإحدي بناته, أما عن مكونات القصر فهو يتكون من طابقين بالإضافة إلي البدروم, الطابق الأول والثاني متطابقان في التخطيط حيث يتكون كل منهما من بهو رئيسي يفتح علي كل بهو أربعة أجنحة تتكون من قاعات وحجرات ودهاليز وممرات,
ويغطي القصر سقف مسطح مزخرف بوحدات من الحشوات الغائرة والجدران مبينة بالريش والمونة الجيرية مع وضع كتل خشبية طولية وعرضية, تلك السقوف والجدران التي كان من المفترض ان تشهد اجتماع عدد من الاعيان واعضاء الجمعية التشريعية التي انبثق منها اشهر حزب سياسي عرفته مصر الوفد, فما سطره التاريخ هو ان الامير عمر طوسون في يوم السبت16 نوفمبر1918 م كتب خطاب اعتذار لكل من كان قد دعاه إلي السراي الخاصة به بشبرا, فقد ألغت الاحكام العسكرية هذا الاجتماع الذي كان يهدف إلي النقاش حول تمثيل مصر في مؤتمر الصلح بفرساي.
هل ينهار قريبا؟
قصر طوسون في خطر!
تلاطمت عليه أموال الاهمال.. ويبدو أنه سينهار قريبا دون أن يلتفت إليه أحد.. تحيط به البنايات المدرسية وقد التصقت جدرانها بجدرانه.. إنه قصر الأمير عمر طوسون الذي بني لنفسه قصرا آخر بالزمالك, ومنذ ذلك الحين صار قصره القديم مأوي للثعابين والخفافيش والحشرات, ولم يعد باقيا من مجده سوي بعض الصور الزيتية الكبيرة والتماثيل الفضية وقد نقلت منه عند تحويله إلي مدرسة, حيث قام تكلا بك ناظر المدرسة باستئجار القصر من الأمير عمر طوسون ليكون مقرا لمدرسة شبرا الثانوية, تلك المدرسة التي قضت علي البقية الباقية من عمارته الفنية ولم ترحل عنه إلا بعد ان تركته أطلالا ولعلنا نتذكر الحريق الهائل في منتصف السبعينيات الذي دمر أجزاء كثيرة من القصر ونال من غرفة الأمير عمر طوسون وأتي علي سقف غرفتين بالكامل والحق أضرارا جسيمة به, وقد رحلت عنه المدرسة بعد تسجيله في عداد الآثار الاسلامية عام1984 م.
اهمال وتبديد
وإذا نظرنا إلي القصر نجده قد تحول إلي شيء هلامي حتي اننا لا نعرف ما إذا كان قصرا أم بناية عادية, فقد شيدت أربع مدارس أحاطت به من جهتيه الشرقية والغربية جعلته عاجزا عن استنشاق العبير الذي يفوح من زهور حديقته الضامرة, والتوصيف الجغرافي للقصر يقول إن علي جانبيه مدرسة روض الفرج الثانوية بنات وقاسم أمين الاعدادية بنات, وبالجهة الغربية مساحة فضاء علي جانبيها مدرسة نجيب محفوظ وقد تعرضت الغرف التابعة للقصر الموجودة بالحديقة إلي الاستغلال السييء. الجدير بالذكر ان قصر الأمير عمر طوسون قد دخل بالفعل ضمن مشروعات الترميم منذ عام إلا ان أحدا لم يتحرك لينقذه من العبث والتدمير والاهمال.
سألنا الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الاعلي للآثار عن الوضع الحالي فقال, هناك7000 مشكلة تحتاج الي حلول. لذلك الاولويات تحكمنا فقد تم تنفيذ120 مشروعات منذ أن توليت أمانة المجلس, وسوف ينظر لقصر طوسون بعين الاعتبار ويوضع نصب الاعين قريبا, وأكد انه سوف يتم إزالة المدارس الأربعة التي تحيط بالقصر, إذ إنه عند شرائه من الورثة وتسجيله كأثر مملوك للمجلس الأعلي للآثار كانت هذه المباني مقامة بالفعل وإلا ما كان المجلس سيسمح بمثل هذه الاعتداءات.