أبَـيّ بن كـعب
* القرآن أنقص منه سورتان !
أقوال علماء أهل السنة ورواياتـهم صريحة في أن أبي بن كعب كان يرى ( الخلع ) و ( الحفد ) سورتين من القرآن ، وهو ما دعا علامتهم السيوطي لأن يلحق هاتين الجملتين في آخر تفسيره الدر المنثور كسورتين مثل باقي سور القرآن !
وقد مرّت الروايات فلا نعيد ونحبذ هنا نقل ما قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن :
" وأما نقصان مصحف عبد الله بـحذفه أُمّ الكتاب والمعوذتين و زيادة أبي سورتي القنوت فإنا لا نقول : إن عبد الله وأُبـيًّا أصابا و أخطأ المهاجرون والأنصار ! " ( تأويل مشكل القرآن ص33 . لابن قتيبة تحقيق سيد أحمد صقر ط. الحلبي . ) .
وقال " وإلى نحو هذا ذهب أبي في دعاء القنوت ، لأنه رأى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يدعو به في الصلاة دعاءً دائماً فظن أنه من القرآن ، وأقام على ظنّه ، ومخالفة الصحابة " ( ن.م ص34 ) ، وستأتي بقية أقوال علماء أهل السنة بإذنه تعالى .
* الآية خطأ فى القرآن !
" أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه أنه–أبي بن كعب- كان يقرأ ( أنا آتيكم بتأويله ) فقيل له { أَنَا أُنَبِّئُكُمْ}(يوسف/45). قال : أهو كان ينبئهم ؟! " ( الدر المنثور ج4ص22. ) .
وهذا إنكار صريح منه لقوله تعالى { أَنَا أُنَبِّئُكُمْ}.
عمر ترك آية لم يكتبها في المصحف ! أين هذه الآية ألان ؟
" أخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : قلت يا أمير المؤمنين إن أبيا يزعم أنك تركت من آيات الله آية لم تكتبها ! قال : والله لأسألن أبيا فإن أنكر لتكذبن ، فلما صلى صلاة الغداة غدا على أُبي فأذن له وطرح له وسادة وقال : يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها ! فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول ( لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا ولا يملا جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) فقال عمر : أ فأكتبها ؟ قال : لا أنـهاك ! قال-الراوي- : فكأنّ أبيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أو قرآن منـزل " ( ن.م ج6ص378 ) .
القول الأخير الذي قاله أحد الرواة ليس إلا احتمال يُتنبأ به عما في ضمير الغير ، والدليل على خلافه قائم لأن هذا الحدس والتخمين لا ينسجم مع الأدلة فقط ! بل يعارض رواياتـهم الصحيحة الحاكية تفاخر أبي بن كعب بأن الله عز وجل قد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإقرائه تلك الجملتين ، فكيف يشك أبي فيها ؟!
عن مستدرك الحاكم : " عن أبي بن كعب قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إن الله قد أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن بقيّتها ( لو أن ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأعطيته سأل ثانياً و إن سأل ثانياً فأعطيته سأل ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهوديّة ولا النصرانية و من يعمل خيراً فلن يكفره ) " ( المستدرك على الصحيحين ج2 ص 224 علق عليه الحاكم ب (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) ووافقه الذهبي ) .
وعن مسند أحمد بن حنبل : حدثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال : جاء رجلٌ إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرّة وإلى رجليّه أُخرى ، هل يرى عليه من البؤس شيئا ، ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل ، قال ابن عباس فقلت : صدق الله ورسوله ( لو كان لإبن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ويتوب الله على من تاب ) قال عمر : ما هذا ؟ فقلت : هكذا أقرأنيها أبيّ . قال : فمُر بنا إليه ، قال : فجاء إلى أبيّ ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال أُبيّ : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : فأثـبتـها ؟ فـأثْـبَتـها " ( المسند لأحمد بن حنبل ج5ص117 ط الميمنية ، وعنه مجمع الزوائد للهيثمي المجلد السابع ص141 (سورة لم يكن) بلفظ ( قال : أفأثبتها في المصحف ؟ قال : نعم ) ، وعلق عليه الهيثمي ب (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ) ) .
ولا يخفى عليك أن هذه الرواية تناقض زيادة الراوي السابقة (فكأنّ أبيا شك) ، فها هو أبي بن كعب يقول لعمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أقرأه إياها !
وعلى أي حال فرواية الأولى تصرح بأن عمر سأل أبي بن كعب فقال له ( أ أثبتها ؟ ) فرد عليه أبي بن كعب أنه لا محذور في ذلك ! ثم ذكرت الرواية أن عمر أثبتها في المصحف ، وعليه كيف أثبت عمر في القرآن ما ليس منه إن لم يكن كلام أبي صحيحا في نظره ؟! ثم أين هي ؟ ومن الذي حذفها ؟
وبـهذا يكون أبي بن كعب قد صدَق ابن عباس في أن عمر قد أسقط آية من القرآن ، وإلا فكيف يسمح أبي بن كعب لنفسه بكتابة تلك الجملة في القرآن إن لم تكن كغيرها من الآيات القرآن في نظره ؟!
=====================
المـــــــــــــــراجع
http://www.shiaweb.org/books/tahrif/pa127.html